Skip to main content

Full text of "تفسير الإمام سيدي عبد القادر الجيلاني الحنبلي الصوفي رحمه الله"

See other formats







کک اس . ہیں سی 7 
ولنمد الاد ریكاز 
او سے م ک 






و 
سےیل 


سے ا ي 


تميق قرو شيل 
رز نین زوك 
اتو الاولت 
امترکے: 


اول گیة الفا تی ۔ اطخرو الا 


كانسىر و زشالدرهكوئئه ياكستان 
إن :8 -0333-7607152,033 


لاطت اص 


ممع حقوق قاره الطلبعة حموطة تاشر 
طبعة جديدة منقحة 


ISBN: 9953-27-144-5‏ 
0م 1431ھ 





عفر الله قب كنا اللاشر 
رذنوب وَالدیْه مُعا في الاظرِ 


عفر اللہ زنوبہ بہ وستر عيويم ووالد ہے والسسلييين 
أجسعين ولسن وعا ل یتم 





المكتبة المعروفية . ۔ گویتا - پا كسان 








مقدمة التحقيق 


حمدًا لمن أظهر من غيب هويته قرآنا غدا فرقانه كشافًا عن فرق الكتب الالهية 
الغياهب وأبرز من سجف ألوهيته نورًا أشرق على مرايا الكائنات بحسب مزايا 
الاستعدادات فاتضحت من معالم العوالم المراتب. 

وصلاة وسلامًا على أول ذرة أضاءت من الكنز المخفي في ظلمة عماء القدم 
فأبصرتها عين الوجود وعلة إيجاد كل ذرة برأتها يد الحكيم إذ تردت في هوة العدم 
فعادت ترفل بأردية كرم وجود مهبط الوحي الشفاهي الذي ارتفع رأس الروح الأمين 
بالهبوط إلى موطئ أقدامه ومعدن السر الإلهي الذي انقطع فكر الملا الأعلى دون ذكر 
الوصول إلى أدنى مقامه فهو النبي الذي أبرزه مولاه من ظهور الكمون إلى حواشي 
متون الظهور ليكون شرحا لكتاب صفاته وتقريرًا ورفعه بتخصيصه من بين العموم ' 
بمظهرية سره المستور وأنزل عليه قرآنا عربيا غير ذي عوج ليكون للعالمين نذيرا وشق 
له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد وعلى آله وأصحابه مطالع أنوار 
التنزيل ومغارب أسرار التأويل الذين دخلوا عكاظ الحقائق بالوساطة المحمدية فما 
برحوا حتى ربحوا فباعوا نفوسا وشرو! نفيشا وقطعوا أسباب العلائق بالهمم الحقيقية 
فما عرجوا حتى عرجوا فلقوا عزيزا وألقوا خسيسا فهم النجوم المشرقة بنور الهدئ 
والرجوم المحرقة لشياطين الردى رضي الله عنهم وأرضاهم وإلى متبعيهم وأولاهم ما 
سرحت روح المعاني في رياض القرآن وسبحت أشباح المباني في حياض العرفان. . 

هذا.. ونحن منذ سنوات في رحلة التوجه لتحقيق تراث التفاسير الإشارية 
لمشايخ السادة الصوفيةء وبين يديك كتاب جديد في عالم التراث العربي والإسلاميء 
الخاص بعلم التفسير لكتاب الله العزيزء وهو التفسير المنسوب للغوث عبد القادر 
الجيلاني- قدس سره- . وإنما ذكرت ذلك لأن هذا التفسير منسوب أيضًا نعمة الله بن 
محمود النخجواني الزامد الصوفي نريل بلدة آقشهر المعروف يبايا نعمة النخجواني. 


-3- 


4 مقدمة الحقیلق 
الحنفی المفسر المتوفى سنة 20 9 ها ولكن سبب تحقيقه هو وجود عدة نسخ للكتاب 
نسبتها لأيهما دون الآخر. 





وقد اعتمدنا في نص الكتاب على ثلاث نسخ: الأولىء نسخة دار الكتب 
المصرية- الخطية- ونسخة الفواتح الإلهية- للنخجواني- الحجرية- والنسخة 
المطبوعة في طي عملنا للكتاب- ونحن على وشك الانتهاء منه- فجزى الله من قام 
على إخراج تراث العلماء والعارفين خير الجزاء في الدنيا والآخرة. 


فكان ضيط النص و( TOE‏ ثم عرو الابات والتنسيق والتفصیل والترقیم؛ 
والتخريج للأحاديث: والتعليق بفوائد مباركة بالهامش لتتم الإفادة التي بها تحصل 
السعادة المنبعثة والمستمدة من آمل العلم والسيادة. 


هذا .. ونسأل الله تعالى من فضله أن يزيدنا بصيرة باسرارہ وغوضا فی غمارہ 
وتوفيقا لافتفاء آثاره وافتباس أنواره والقيام بشكره والتحفظ من قهره ومكره» وأن 
ينفعني بكتابي والطالبين ويجعلهم فيه راغبين؛ ويرحمني وإياهم ومن دعا لي منهم 
ويتقبل في دعوته برحمته إنه هو أرحم الراحمين. 

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمدٍ وعلى آله المباركين وصحبه المقربين: 
وصلم تسليمًا كثيرًا. 

كتبه الفقير إلى حضرة ريه الغنى العظيم: أبو الحسن والحسين أحمد فريد 
المزیدی المحسني: واللہ الموفق لكل خير وهو الرحمن الرحيم. 








عبد التقا درا جيلانى 5ك 


هو الشيخ محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح موسى جنكي دوست» 
ابن عبد الله بن يحيى الزاهد ابن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى 
الجون ابن عبد الله المحض نسبًا بالمحلى؛ بضم الميم وتشديد اللام من الاحلالء ابن 
الحسن المثنى ابن الحسن ابن علي بن أبي طالب #ه؛ سبط ابن عبد الله الصومعي 
الزاهد» وبه يُعرف ححين كان بجيلات. 

وأما مولدہ یر( فشثل قذس الله روحه عنه قال: لا أعلمه حقيقةء لكن قدمت 
بغداد السنة التي مات فيها التميمي وعمري إذ ذاك ثماني عشرة سنة. 

قال بعض أهل العلم: والتميمي هو أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب» توفي سنة 
ثمان وثمانين وأربعمائةء فيكون مولده على هذا سنة سبعين وأريعماثة. 

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي: إن مولد الشيخ محبي الدين 
عبد القادر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة وله ثمانية عشر سنة. 

وقال بعضهم: منسوب إلى جيلان» بكسر الجيم وسكون الياء المثناة من تحت» 
وهي وراء طبرستان: ویٔقال لھا أبضا: جیلان: وکیلان:؛ وكيل. 

وقيل: جيلاني منسوب إلى جده جيلان» والله أعلم. 

وأمه: آم الخيز ابنة أبي عبد الله الصومعي» وكان لها حظ وافرٌ من الخير والصلاح؛ 
والصومعي من جلة مشايخ جيلان ورؤسائهم؛ وزهادهم؛ له الأحوال السنية والكرامات 
الجليةء والشيخ أبو محمد أحمد عبد الله كان صالخا في العلم والخيرء ومات شاثاء 





(1) قال برهان الدين القادري: قال الحافظ محب الدين محمد بن النجار في تاريخه: ذكر أبو الفضل 
أحمد بن صالح بن شافع الجيلي .أن مولد الشيخ عبد القادر الجيلي في سنة إحدى وسبعين 
وأربعمالة. وكذا قال الحافظ أبر عبد الله محمد الذهبي: ولد بجيلان سنة إحدى وسبعين 
وأربعمالة. 
وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في تاريخه: وُلد سنة سببعين وأربعماثة. وكذا 
قال سطه أبو المظفر في تاریخ مرآة الزمان: وابن کثیر؛ وابن الأثير في تاریخھما؛: رضي الله 
عنهم أجمعين انتهى. وانظر: الروض الزاهر (12)» والسيف الرباني (406) بتحقيقنا. 


6 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 
وعمته المرأة الصالحة أم محمد عائشة بنت عبد الله» ذات الكرامات الظاهرة. 

رُوي أن بلاد جيلان أجديت مرة» واستسقى أهلها فلم يسقواء فأتى الشيخ إلى دار 
الشيخة عائشة المذكورة وشألوها الاستسقاء لھم؛ فقامت إلى رحبة بيتها وكنست 
الأرض وقالت: يا ربء أنا كنست فرش أنت» فلم يلبثوا أن أمطرت السماء کافواہ 
القرب» فرجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء» عمرت وماتت بجيلان رضي الله عنها. 

والجون -بضم الجيم-: لقب وهو من أسماء الأضداد يُطلق على الأبيض 
والأسود. وهو الأكثر في استعماله» وهو المراد هناء والمحض هو المخلص من كل 
شيءٍ لقب به عبد الله؛ لأن أباه الحسن بن الحسن بن عليء وأمه فاطمة بنت الحسين بن 
4 رضي الله عنهم أجمعين» وهى نسبة خالصة من الموالي؛ قلت: وهكذا قيل» وكان 

ينبغي أن يُقال: خالصة في الشرف. 

07 ا المذكورة هي التي خلّف عليها الحسن عبد الله المطرف بن عمر بن 
عثمان بن عفان ظ4 وولد له محمد الدیباج لف به لحسنه» وأْقّب أبوه بالمطرف 
لجماله. ولما نشأ عبد الله بن عمر قال الناس: هذا شيخ حسنٌ؛ مطرف بعد عبد الله بن 
الزبیر؛ وكان عبد الله بن الزبير فائق الجمال؛ وأم مطرف يرجع نسيها إلى عبد الله بن 
عمر بن الخطاب چ 

والمطرف - بضم الميم وفتح الراء-: اسم مفعول من أطرفه بكذاء والمثنى المتقدم 
ذکرہ عو نعت للحسن:؛ لان الحسن بن الحسین؛ وهو بضم المیم وفتح النون 
وتشديدهاء اسم مفعول من ثنیت الشیء إذا قریت لە ثانیا. 

قلت: هكذا قيل في تفسيره؛ ولو قيل: لأنه ثنّى اسم الحسن؛ فذكر مرتين في تسمية 
أبيه كان أوضح. 

صفة الشيخ عبد القادس قطب الا قطاب قدس اله سره انض 

وأما صفة الشيخ محبي الدين عبد القادر 5 فقال الشيخ الإمام العلأمة أبو محمد 
عبد الله بن أحمد بن محمد بن قنامة: 

كان شيخ الإسلام محبي الدين عبد القادر الجيلي 4 نحيف البدن» ريع القامقه 
عریض الصدر عریض اللحیة آسمر؛ مقرون الحاجیین؛ ذا صوتِ چھورؿ: وصمتٍ 
بهي» وقدرٍ علي» وعلم وفي؛ عه ظ ہے 

ومن دعانه قدّس مره | ' 3 ۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر اجميلاني 7 


. اللهم أصلح الإمام والأمة» والراعي والرعية» وألف قلوبهم في الخيرات» وادفع 
بعضهم عن بعض» اللهم أنت العالم بسرائرنا فأصلحناء وأنت العالم بذنوينا فاغفرهاء 
لا ترانا حيث نهيتناء ولا تفقدنا من حيث أمرتناء أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصیة 
اشغلنا بك عمن سواك» واقظع عنا کل قاظم بقطعتا عنث. ألهمنا ذكرك وشكرك وحسن 





عبادتك. ۲ 
لا إله إلا اللهء ما شاء الله كان» لا قوة إلا بالله العلي العظیم؛ لا تأخذنا على غفلة؛ 
ولا تأخذنا على غرة. ) 


ريا لا تُوَاخذئا إن نُسيا أو أَخْطَأنا رتا ولا تحمل عَلَيْنَا إِصرًا كَمَا حَمَلتَهُ عَلَى الذين 
من قَبْلنَا ْنَا وَل تُحَمَلَْا مَا ل طَاقة لنَا يه وَاعْفُ عَنا وَاغْفر لَنَا وَارْحَمنَا أَنْتْ مَوْلانَا قانصرا 
على القوم الكافرين) [البقرة:6 28]. 

هكذا روى عنه في مناقبه: : أبو الخير عبد الله بن أبي غالب الأرضي قال: أخبرنا 
الشيخ الجليل أبو الفرج عبد الجبار ابن شيخ الإسلام محبي الدين عبد القادر ‏ قال 
سمعت والدي غير مرة يقول.. وذكر الدعاء وغيره. 

قلت: فاسمع أيها الواقف على هذا ألكتاب من كل بادٍ وحاضر دعاء قطب الاولیاء؛ 
0 وأستاذ الشیوخ الأكابر الذي خضعت لقدمه رقاب الأولياء محبی الدين عبد القادرء 
وقوله فيه: رَينَا لآ يُوَاخذًا إن نُسيئا أو أسخْطأنا» إلى آخر الآية. 

واستمع إلى قول العراقي: إن كنت وقفت عليه وما ذهب من ادعاء وأشباههء أنت 
بعد ذلك مَكِيّدٌ بين أن تأخذ بقول تاج العارفين رکن الشریعق وبحر الحقیقة محبي 
الدين عبد القادر الذي شهد له جميع الأولياء بالتقدم؛ والمقام الأرفع؛ وكل منهم 
لشرف مرتبته العلياء حضع» وأنطقته العنایة بالمعارف والأسرار والحكم بعدما تفل في 
فمه سبع مرات جده رسول الله ټ وبین ع أن تأخذ بقول فقيه من علماء الظاهر الحاقدين 
مع كونه مخالفا في ذلك لأقوال الأئمة من العلماء المشهورين؛ فلم يزالوا باستحباب 
الذعاء المذكور معتقدين وبه داعين. 

وقد ن من الأتمة جملة غير واحدٍ على أن فضل الدعاء ما ورد في الكتاب العزيز 
کلام الرب الماجد وكذلك أفرد الشيخ المذكور قول الذّاعي: اللهم افعل ما أنت أهله. 
وعلل بتحريم ذلك لكونه تعالى كما أنه آهل للإنعام والثواب بالفضل فهو أهل للائتقام 
والعقاب بالعدلء يعبارة غير هذه العيارة. 


8 ترجمة ميدي عبد القادر الميلاني 


فواعجبًا منه كيف لم يحط إلى ما تبادر إليه اعتقاد الداعي من اتصاف الباري بنهاية 
الجود والكرم في حال دعائه أنه لا يطلب منه إلا ما يتعلّق بجانب الفضل من إحسانه 
وعطائه. دون ما يتعلق بجانب العدل من عقابه وقضائه. 

وأيضا فإن الشيخ الكبير العارف في العرف والاصطلاح إذا وصف بأوصاف 
الملاح؛ واقتصر على بعض الأوصاف. وصف ما يتعلق بالندى والسماح. 

ومن ذلك قول سيد السادات وم االك الدنيا والآخرة: «ومًا كرون إلا أن يَشَاء الله 
مُو ال الْقرَی وَاَهْل المففرة) [المدثر: 56]. 

ومن دعائه أيضا # في افتتاح المواعظ: اللهم إنا نسألك إيمانًا يصلح للعرض 
عليك؛ وإيقانا نقف به في القيامة بين يديك» وعصمة تنقذنا بها من ورطات الذنوب» 
ورحمة تطهرنا بها من دنس العيوب؛ وعلمًا نفقه به أوامرك ونواهيك: وفهمًا نعلم به 
كيف نناجيك. واجعلنا في الدنيا والآخرة من أوليائك: واملاً قلوبنا بنور معرفتك» 
وكجّل عيون عقولنا بإلمد هدايتك» واحرص أقدام أفكارنا من مزالق مواطئ الشبهات؛ 
وامنع طبور نفوسنا من الوقوع في شباك موبقات الشّبهات؛ وَأعِتًا في إقامة الصلوات: 
وامخ سطور سیٹاتنا عن جرائد أعمالنا بأيدي الحسنات. كن لنا حيث ينقطع الرجاء مناء 
إذا أعرض أهل الوجوه بوجوههم عنا حين نحل في ظلم اللحود رهائن أفعالنا إلى 
اليوم المشهودء أجر عبدك الضعيف على ما ألف من العصمة من الزلل» ووفقه 
والحاضرین لصالح القول والعملء وأجر على لسانه ما ينفع السامع: وتلرف له 
المدامع؛ ويلين له القلب الخاشع؛ واغفر له وللحاضرين ولجميع المسلمين". 

ذكر رحلته لي طلب العلم وشدة جاهدته ۓے: ۱ 
قال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه: كتب إلى عبد الله بن أبي الحسن 

الجباني ونقلته من خطه؛ قال: حكى لنا الشيخ عبد القادر قال: قالت لي آمي: امش إلى 
بغداد واطلب العلمء قال: فخرجت من بلدٍ إلى بلد؛ وآنا ابن ست عشرة» أو قال: ثماني 
عشرة سنة؛ واشتغلت بالعلم؛ وکانت أمي تشتاق إِلَي؛ فتکتب إِلَيْ الكتب فتذكر شوقها 
إلي: وتقطع شعرها فتجعله في الكتاب وتنفذه فأكتب إليها: إن شئت تركت العلم 
وجنت إليك. فتنفذ إلي: لا تجئ واشتغل بالعلم؛ فكنت أشتغل في الفقه على المشايخ: 





(1) انظر: بهجة الأسرار (179). ٗ ۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 9 


وأخرج إلى الصحراء فلا آوى في بغدادء وأجلس فی الخراب باللیل والنهار؛ وکنت 
ألبس جبة صوفء وعلى رأسي خريقة وأمشي وأنا حاف في الشوكء وما هالني شيءٌ 
إلا ملكته. 

قال: وقال لي: طالبتني نفسي يومًا بشهوة من شهوات الشوق»؛ فكنت أضاجرها 
وأدخل في درب وأخوج إلى درب أطلب الصحراء: فينم آنا ذات يوم أمشي إذ رايت 
رقعه ملقاة في الطريق فأخذتها فقرأتهاء فإذا فيها مكتوبٌ: ما للأقوياء والشهواتء إنما 
حُلقت الشهوات للضعفاء من عبادي ليتقووا بها على طاعتي؛ فلما قرأتھا خرجت تلك 
الشهوة من قلبي. قال: وقال لي: كنت أقتات بخرنوب الشوكء وقمامة البقل» وورق 
الخس من جاتب النهر والشط. وقال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر التيمي؛ قال: 
سمعت الشيخ عبد القادر الجيلي يقول: بلغت بى الضائقة في غلاء نزل ببغدادء إلى أن 
بقيت أيامًا لا آكل فيها طعامًاء بل كنت أتتبع المنبوذات» فخرجت يومًا من شدة الجوع 
إلى الشط لعلي أجد ورق الخس والبقل وغير ذلك أتقوته» فما ذهبت إلى موة 
وجدث غيري سبقني إليه؛ وإن أدركت شيئًا وجدت عنده جماعة من الفقراءء فلا أرى 
مزاحمتهم عليه؛ فرجعت أمشي وسط البلدء فلا أدرك موضعًا قد كان فيه شيء منبوذ 
إلا وقد شبقت إليه» حتى وصلت إلى مسجد يانس بسوق الريحانيين» وقد أجهدني 
الضعف وعجزت عن التماسك» فدخلت إليه وقعدت في جانب منه وقد كدت أصافح 
الموت» فدخل شابٌ أعجمئ ومعه خبرٌ رضافي وشواء فجلس يأكل» فكنت إذا رفع 
اللقمة أكاد أن أفتح فمي من شدة الجوع؛ حتى أنكرت ذلك على نفسي» وقلت: ما 
هل!؟ ما هاهنا إلا الله أو ما قضاه من الموت:؛: إذ التفنت العجمي فرآني فقال: باسم الله 
یا أخي: قال: فأبيت» فأقسم علي فبادرت نفسي إلى جانبہ؛ فابیت مخالفًا لهواهاء _ 
فأقسم عليء فبدرت نفسي إلى إجابته؛ فأكلتٌ مُقصراء فأخذ يَشألني: ما شغلك؟ ومن 
أين أنت؟ وبمن تعرف؟ فقلت له: أما شغلى فمتفقه؛ وأما من أين أنا فمن جيلان: فقال 
لي: وأنا أيضًا من جيلان؛ فهل تعرف لي شابًا جيلائيا يُسمّى عبد القادر» يُعرف بسبط 
أبي عبد الله الصومعي الزاهد: فقلتٌ له: هو أناء فاضطرب لذلك وتغيّر وجهه وقال: 
والله يا أحي» لقد وضلتٌ إلى بغداد ومعي بقیة نفقة لی؛ فسألت عنك فلم يرشدني أحدٌ 
إليك» فنقدت نفقتي» وبقيت ثلاثة أيام بعدها لا أجد شيئًا أشترئي منه قوتي إلا من الذي 
لك معيء فلما كان هذا اليوم وهو الرابع قلتٌ: لي ثلاث أيام بلياليها لم آكل فيها 
طعاماء وقد أحل لي الشرع أكل المي فأخذت من وديعتك ثمن ¿ هذا الخبز والشوي؛ ٠‏ 





10 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


فكل طيباء فإنما هو لك وأنا الآن ضيفك؛ بعد أن كان في الظاهر لي وأنت ضیفی: 
فقلتٌ له: وما ذاك؟ فقال: اعلم يا أخي أن أمك وجهت لك معي ثمانية دنائير» ووالله ما 
خنتك فيها إلى اليوم؛ لكن نفقتي نفدت» وبحيث بقيت ثلاثة أيام لم أصب طعامًا 
فاشتريث هذا الطعام من نفقتك» وأنا معتذرٌ إليك من جنايتي عليك» مع فسحة الشرع 
في بعض ذلك» قال: فسکنتہ وطيبت نفسه» وفضل من طعامنا ما دفعته إليه مع شيءٍ من 
الذهب؛ وقلت له: هذا يكون برسم نفقتك» فقبله مني وانصرف. 
وقال: كتب إِلَيْ عبد الله الجبائي ونقلته من خطه قال: قال لي الشيخ عبد القادر 
الجيلى: 

كنت يومًا جالسًا على مكانٍ بالصحراء أكرر الفقه» وأنا فى مشقة من الفقر فقال 
لي قائل لم أرَ شخصه: اقترض ما تستعين به على الفقه» أو قال: على طلب العلم؛ 
فقلت: كيف أقترض وأنا فقيرٌ وليس لي شيء أقضيه؟ فقال: اقترض وعلينا الوفاء 
فجئت إلى رجلٍ يبيع البقل فقلت له: تعاملني بشرط إذا سهل الله لي شيئًا أعطيك؛ وإن 
مت تجعلني في حلٍ؛ تعطيني كل يوم رغيفًا وبنصف رغيف رشاد, قال: فبكى وقال: يا 
سيديء أنا بحكمك؛ أي شيءٍ أردت فخذ منيء فکنت آخذ منه كل يوم رغيقًا وبنصف 
رغيف رشاداء فاقعت على دلك مدة فضاق صدري يومّاء كيف له" أقئر على شيء 
أعطيه؟ فاظن أنه قال: فقيل لي: امضٍ إلى الموضع الفلاني فأيش رأيت على الدكة 
فخذه وادفعه إلى البقالء أو قال: فاقضٍ به دينك؛ فلما جئت إلى ذلك الموضع رأيت 
على دكة قطعة ذهب كبيرة» فأخذتها وأعطيتها للبقلي. 

قال: وقال لي الشيخ: كان جماعة من أهل بغداد يشتغلون بالفقہ فإذا كان أيام 
الغلة يخرجون إلى الرستاق يطلبون شيئًا من الغلة» فقالوا لي يومًا: اخرج معنا إلى 
بعقوبا نحصل منھا شیئاء وكنت صبيّاء فخرجت معهمء وكان في بعقوبا رجل صالح 
يقال له: الشريف البعقربي؛ فمضيت إليه لأزوره؛ فقال لي: مريدو الحق أو الصالحون 
لا يسألون الناس شيئّاء ونهاني أن أسأل الناس؛ فلما رجعت خرجت إلى موضم؛ قال: 
وكنت أشتغل بالعلم وأزور الصالحين» وآخذ نفسي بالمجاهدة» حتى طرقني من الله 
الحالء فكان يطرقني بالليل والنهار وأنا فی الصحراء ناصرخ وأهج على وجهيء فلما 
کان ذات ليل طرقني الحال وصرخت صرخة عظيمةء فسمع العيارون صرختي ففزعوا 
من المالحة فجاءوا حتى وقفوا علي وأنا مطروخ على الأرض» فعرفوني فقالوا: هذا 
عبد القادر المجنون؛ آُزغجتناء لا ذکرك الله بخيرء وكانوا يدورون 1 يغداد بالليل 








ترجمة ميدي عبد القادر الجيلاني 11 
لعلهم يرون أحدً! يأخذون منه شيمًا. 

قال: وقال لي: لحقني الجنون وحُملت إلى المارستان» وطرقتني الأحوال حتى 
متء وجيء بالكفن والغاسل وجعلوني على المغتسل ثم صورّي عني وقمت. 

قال: وقال. لي: ترد على الأثقال الكثيرة لو ضعت على الجبال تفسخت, فإذا 
كثرت علي الأثقال وضعت جنبي على الأرضن زقلت: وان م مع العسر سراي ئ 
[الشرح:5]: ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني تلك الأثقال. 


قال: وقال لی: وقع في نفسي أن أخرج من بغداد؛ لكثرة المتن التي بهاء فأحذت 
مُصحَفي وعلقته على كتفي ومشيت إلى باب الحلبة؛ لأخرج منه إلى الصحراء فقال 
لي قائل: إلى أين تمشي؟ ودفعني دفعة خررت منها- أظنه قال: على ظهري- وقال: 
ارجع؛ فإن للناس فيك منفعة» قال: فقلتٌ: أيش علي من الخلق؟ أنا أريد سلامة ديني› 
فال: ارجع ولك سلامة دينك» ولم أرَ شخص القائل» ثم بعد ذلك طرقتني أحوال 
أشكلت علئء فكنت أتمنى على الله أن يسهل لي سن يكشفهاء قلما كان من الغد 
اجتزت بالظفرية ففتح رجلٌ باب داره وقال لي: يا عبد القادر تعالء فجئت فوقفت 
عليه؛ فقال لي: أيش طلبت البارحة؟ أو قال: أيش سألت الله البارحة؟ ونسيت الذي 
سألت -الله بالليل» قال: فسكتٌ ولا أدري ما أقول له؛ فاغتاظ منی؛ ودفع الباب في 
وجهي دفعة عظیمة حتى طار الغبار من جوانب الباب إلى وجهي» فلما مشيت قليلاً 
ذكرت الذي سألت الله تعالىء ووقع في نفسي أنه من الصالحين- أو قال: من الأولياء- 
فرجعت أطلب الباب فلم أعرفه» فضاق صدريء وكان ذلك الرجل الشيخ حماد 
الدباس؛ ثم عرفت بعد ذلك وصحبته وكشف لي جميع ما كان یشکل علي؛ وکنت إذا 
غبت عنه لطلب العلم ورجعت إليه يقول لي: أيش جابك إلينا؟ أنت فقه» مُر إلى 
الفقهاء» وأنا ُسکت: فلما كان يوم الجمعة خرج من بغداد ومعه جماعة من أصحابه؛ 
ليصلي الجمعة في جامع الرصافة» وأنا معهء وكان في شدة البرد فی الکوانین؛ فلما 
وصلنا إلى قنطرة النهر دفعني حتى رماني في الماء» فقلت: باسم اللہ غسل الجمغة: 
وکان علي جبة صوف وفي كمي أجزاء؛ فرفعت كمي حتى لا تھتلكء وخلوني ومشوا: 
فخرجت من الماء وعصرت الجبة وتبعتهم؛ » وتأذيت سن البرد أذية كبيرة. ' 
| قال: : وكان الشيخ حماد يؤذيني أذية كثيرة ويضربني: وإذا غبت عنه لطلب الفقه 
ئ ورجعت إليه يقول: قد جاءنا اليوم الخير الكثير والفالوذج» وأكلنا وما خبأنا لك شيئاء 


12 تر جمة سيدي عبد القادر اججيلاني 


فطمع فی أصحابہ؛ لكثرة ما يرونه يؤذيني؛ وجعلوا يقولون: أنت فقه؛ أيش تعمل معنا؟ 
أو أيش جابك إلينا؟ فلما رآهم الشيخ يؤذونني غار لي وقال لهم: يا كلاب لِم 
تؤذونه؟ والله ما فيكم مثله أحد. أنا إنما أؤذيه لأمتحنه فأره جبلاً لا يتحرك؛ قال: وبعد 
مدة قدم إلى بغداد رجلٌ من همدان يقال له: يوسف الهمداني» وكان یُقال: إنه القطب؛ 
رنزل في رباط» فلما سمعت به مشيت إلى الرباط فلم أرَه فسألت عنه فقيل لي: هو في 
السرداب فنزلت إليه فلما رآنی قام وأجلسني. ففرّسني وذكر لي جمیع أحوالی؛ وحل 
ي جميع ما كان يشكل علي» ثم قال لي: يا عبد القادرء تکلم علی الناس؛ فقلت لە: پا 
سيدي؛ أنا رجل فح أخرس. أيش أتكلم على فصحاء بغداد؟! فقال لي: أنت حفظت 
الفقه وأصول الفقه والخلاف والنحو واللغة وتفسير القرآن. ولا يصلح لك إلا أن 
تتكلم على الناسء اصعد على الكرسي وتكلم على الناس؛ فإني أرى فيك عرقًا سيصير 
نخلة؛ فأيده العيارون- جمع عيار» وهو لغة: الكثير المجيء والذهاب» وهنا والله أعلم 
هم: المتلصصة؛ والمسالحة- هو بفتح الميم والسين والحاء المهملتين: الحرس؛ لأنهم 
يكونون دون سلاح- والله أعلم. وانظر: الروض الزاهر للبرهان القادري (70) بتحقيقنا. 

من كلامه . وذكر شيء من علمه. وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنم 
مختصرا: 

لما علم أن طلب العلم فريضة؛ وشفاء الأنفس المريضة؛ إذ هو أوضح منهاج ُ 
التقوى سبيلاء وأبلغها حجة» وأظهرها دليلاء وأرفع معارج البقينء وأعلى مدارج 
اليقين؛ وأعظم عناصب الدین؛ وأفخر مراتب المهتدين: وهو المرقاة إلى مقامات 
القرب: والمعرفة والوسيلة إلى التولي في الحضرة المشرفة شمر عن ساق الاجتھاد في 
تحصيله؛ وصارع في طلب فروعه وأصوله: وقصد الأشياخ الأئمة أعلام الهدى علماء 
الامةء فاشتغل بالقرآن حتى أتقنه؛ وعم بدراسته سره وعلنه. 

وتفقه بأبي الوفا علي بن عقيل؛ وأبي الخطاب محفوظ بن أحمدا»؛ وأبي الحسن 
محمد ابن القاضي أبي يعلى: وأبي سعيد المبارك بن علي المخرمي"؛ رضي الله عنهم 


سس _ سس 

(1) هو الکلواذانی: نسية إلى كلراذان, بفتح الکاف وسکون اللام وفتح الواو: وبين الالفین ذال ظ 
معجمة؛ قرية من قرى بخداد. ۱ 

(2) هر بضم الميم وفتح الخاء المعجمة؛ وكسر الراء المهملة وتشديدهاء ثم ميم ويعدها ياء السب 
نسبة إلی محلة المخرم بیخدادہ نزلها بعض ولد يزيد بن المخرم فشييت ب" " 








ترجمة سيدي عبد القادر اولاني ْ 13 
مذھبا وخلافًا وفروعًا وأصولاً 

وسمع الحديث من جماعة منهم: 

-أبو غالب محمد بن الباقلاني. ٌْ 

- أبو سعيد محمد بن عبد الكريم. 

- أبو الغنائم محمد بن على بن ميمون. 

- أبو بكر أحمد بن مظفر. 

- أبو محمد جعفر بن القاري. 

- أبو القاسم على بن أحمد الكركي. 

- أبو عثمان إسماعيل بن محمد الأصبهاني. 

- أبو طالب عبد القادر بن محمد. 

- ابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد. 

- أبو البركات هية اللہ وأبو العز محمد بن المختار. 

- أبو النضرء وأبو غالبء وأبو عبد الله يحبى أبناء الإمام أبي علي البنا. 

- أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار. 

- أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب. 

- أبو البركات طلحة بن أحمد العاقولي. 

وغيرهم رحمهم الله أجمعين. 
۱ قرا الاب مان أي زكري ی بن على التبريزي: رحمه اله تعالی ظ 

وصحب الشيخ العارف قدوة المحققينء وإمام المحققین: السالك وحجة العارفین 
أبا الخير حماد بن مسلم الدباس: وأخذ عنە الطریقة وتأدّب به. 

قلت: ومنهم: أبو زكريا يحبى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن 
يحيى بن منده الأصبهاني الحافظء وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشیش: وأبي 
العز بن محمد بن مختار الهاشمي؛ وأبي البركات محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف 
الخرزي» والأستاذ أبي الحسن محب بن عبد الله الحبشي المعروف بالدوامي؛ وأبي 
عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني» وأبي البركات هبة الله بن 
المبارك السقطي؛ وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف. 

٠‏ وأخد الخرقة الشريفة. من يد الإمام رفيع المقام القاضي ابن أبي سعيد المبارك 
المخرمي» ولقي جماعة من أعيان شيوخ الزمانء وأكابر مشايخ أولي العرفان» أكرم بهم 





14 ظ ترجمة سيدي عبد القادر اجیلانی 


مجدًا وسؤددًا وشرقًا وفخرًا مؤيدّاء فهم حماة الملة وذؤادهاء وأنصار الشريعة 
وأعضاؤهاء وأعلام الإسلام وأركانه» وسيوف الحق وسنانه» فقام 4 في أخذ العلوم 
الشرعية عنهم داتبا وفي تلقي الفنون الدينية منهمء والعلم والهيبة» والجلالة الوافرة 
والمناقب الفاخرة؛ وأظهر الله الجكم في قلبه وعلى لسانه» وظهرت علامات قربه من 
اللہ ودلالة ولايته مع قدم راسخ في المجاهدة والعبادةء وتجرد خالص من دواعي 
الهوى, وشوائب الرکون إلى العادة» ومقاطعة دائمة لجميع الخلائق. وصبر جميل في 
طلب مولاہ لقطع العلائقی وتجرع الغصصء ومُدٌ الشدائد والبلوى, ورفض جميع 
الأشغال اشتغالاً بالمولى؛ ثم لما أراد الله تعالى به نفع الخلائق بعد ما تضلع من العلوم 
الظاهرة وأسرار الحقائقء أضيف إلى مدرسة أستاذه أبي سعيد المخرمي ما حولها من 
المنازل والامكنة ما يزيد على مثلهاء وبذل الأغنياء في عمارتها أموالهم؛ وعمل الفقراء 
فيها بأنفسهم: فتكملت المدرسة المنسوبة إليه الآن؛ وكان الفراغ منها في سنة ثمان 
وعشرین وخمسمائة. 


وتصدّر للتدریس فیھا والفتوی والمواعظ؛ وقُصدت بالزیارات والنڈذوں واجتمع 
بها عنده من العلماء والصلحاء جماعة كثيرة: انتفعوا بكلامه وصحبتہ ومجالستہ 
وحدمته» وقصد إليه طلبة العلم من الآفاق: فحملوا عنه» وسمعوا منه» وانتهت إليه 
تربية المريدين بالعراق؛ وأتى مقاليد الحقائقء وسلمت إليه أزمة المعارف» وصرف فى 
الوجود المغارب منه والمشارق؛ وأصبح قطب الوقت مرجوعًا إليه حكمًا وعلمًاء وقام 
بالنظر والفتیا بعضا وکل وبرهن على العلوم فرعا وأصلة وبين الحكم نقلاً وعقلة 
وانتصر للحق قولاً وفعلا وصئف كا مفیدۃ: وأملى فوائد فريلة: فتحڈث بذکرہ 
الرقاق. وصارت بفضله الركاب» وانتشرت أخباره في الآفاق» وأعملت المطى إليه 
ومدت الأعناق. وتنزهت في حدائق محاسنه الأعين» ونطقت ببدائع صفاته الألسن؛ 
ولَقْب بأمام الفريقين؛ وموضع الطريقين؛ وکریم الجدینە ومعلم الطرفين؛ مشتملاً برد 
المفاخر والفضائل صادقًا فيه قول القائل: 


انهل السَحَاب وأعشب العراق رَرّال الففيء راصح الرشد 


أضحى الزمان مشرفة به مناكبه» والدين مشرفة به مناصبهء والعلم عالية به ألويته: 
والشرع منصورة به كتائبه: وانتمى إليه جمغ عظیع من العلما وتتلمل لم < كثيرٌ من 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


15 


الفقراءء حذفت ذكرهم اختصارًا لكثرة عدده 7 | 
وقد ذكرت فيما هضى أن جمهورهم شیوخ اليمن يرجعون إليه في لبس الخرقف 

بعضهم لبسها من يده راحلين إليه لما قدمت أعلام فضائله عليهم؛ وفي لبس الخرقة 

وانتساب شيوخ اليمن» قلت في بعض القصيدة العشرة الأولين من هذه الأبيات: 


وقي مَدبج الأشيّاخ للداس خرقة 
لبس الثمّانين كرجعٌ غالبا 
إِمَامٌ الوَرّى قطب الملا قائل عَلَى 
فاا لَه كل مشرق وَمَطرب 
تيك لث الصيف في الكون افد 
سسراج ادى شمس على فلك العلا 
طراز جَمَال مَذھہب فسوق حلة 
بپسےمة درات عقد رلابستي 
ققاعاشُتافي لر عيوب 
بجدك ي ابحر الئاى عبد قادر 


ع ل ا 


وَسُبْحَائلَكَ اللبُمُ.ربًا مقدسًا 


هم سيد أصل رَوَى ذَاكَ عَنْ صل 
إلى سيد سنام فَحَارّت عَلى الكل 
رقاب جمسیع الأولسياء قڌمي علا 


رقا سوى فسرد فعُوقب بالعزل 


الشرق وغرب الأرْضٍ والوعر والسبل 


بجيلان مبداها طلوعًا بلا أفل 
عَلَى الكون فسيْبًا الذهر بجمّال 
نجج على جيد الوجود به محل 
لأا ومسن خر البوة مشتمل 
آلسی بَافعي ذو افسعقارِ وذو محل 
وأوسسع قطرا للْوَّرى فضله مَوْلَى 


© ¥ ¥ 


من أقوال سلطانالأولياء سيدمي عبد القادس اجيلاني 


الذي نسج غيره على منواله. 
| قال كه في الذكر: 


e‏ ا 


ركب انظر: ايهةجة:الأمترار ر204 )ر . . 


سے ےا 








آعذْب مورد وردته عطاش العقول مورد الذکر والتوحید؛ وأطيب نسيم هبت 


16 ترجمة سيدي عبد القادر الحيلاني 


على مشام القلوب نسيم الأنس باللہ 38؛ التلذذ بحلاوة مناجاة الله كووس راحات 
الأرواح. 


وذکر الله تعالى جلاء ذنب الغيون للعقول» ودرر حمد الله لا يرصع به إلا 
تیجان معارف الآسرار ومسك شكره لا يفتق إلا جيوب ثياب الأرواح» وورد الثناء 
عليه لا يطلع إلا على شجر ألسن عباده المؤمنين» إن ذكرت ربك بألسن حسن صنعه 
فتح أقفال قلبك؛ وإن ذكرته بألسن لطائف أسرار أمره فأنت ذاکڑ على الحقيقة» وإن 
ذكرته بقلبك قزبك من موجبات الرحمة؛ وإن ذكرته بسرّك أذناك من مواطن القدسء 
وحملك بجناح لطفه إلى مقعد صدقء وما عرف قدر جلاله من فتر لحظة عن ذكره؛ 
ولا لاحظ أزلية وحدانيته من التفتَ بعين سره إلى غيره؛ الذّكر روح جنات الرحمة: 
تهب نسمة على مسام أرواح الذاكرين» فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في أقفاص 
الأشباح» فتهفو العقول رافصة في ميادين الصورء فتخرج الأسرار هائمة في براري 
الوجد؛ فتنطق بلابل الشكر بما في خبایا الضمائر؛ فیحترق المحب بنيران التعلق: 
ويغيب المشتاق عن نظر ذاته لشدة الشوق» ويقول لسان الواجد طربًا بقرب الواجد: 
(إني لاجد ربح يوسف» [يوسف:94]» فتبرز موائل القدم, فتجلو عرائس صفات 
المحبوب على أعين الألباب في قصور الأوكار تحت جنات الأسرارء ويجلل عليها 
الإجلال ستور العزة فيجيم برد العظمة؛ وترمد عيون البصائز في حر نفس العبق؛ 
وتسقط قوادم أقدام شوقها؛ لطول سفرها في هجير بيداء الهجرء ويرسل إليها سفیر 
الكرم طيب القدر فيداوي رمدها بكحل: (بسم الله الرحمن الرحيم» ولما عللعت 
طلائم هذا الاسم في جبروت الجلال وسعت سطوۃ العز تحت خفقان رایات جنود 
الكبرياء فبهتت عيون العقول» ودهشت نواظر الأوھام؛ ووقعت أطیار الأوکار 
وطمست سطور كتابة الكلمات» وقال لسان هة الأحدية: (وخشعت الأصوَات 
لح [ط:8٥1]ء‏ فتزئزلت جبال فهم الألباب؛ ودگت لھا تجلي أرض يعقوب 
البشرية؛ وقصت أجناح الأرواح فلا أوكار لها في فضاء علم التفريد؛ وتتهت القلوب 
باشواق عشقهء وهامت الأسرار بوله حبهء وتبليلت الأفكار في بزاري بُعده وقريه» ٠‏ 
فحكمته مبثوثة ض9 کل ذات؛ و آثار صنعته لائحة في كل مصنوع؛ رعجائب قدرتہ 
ظاهرة في كل كائن؛ وبراهين وحدانيته قائمة في كل موجودء وأنوار هدايته ظاهرة لذي 
كل عقل؛ وألسن حسن صنعته تخاطب أهل الوجود بإشارات شواهد الهيبة؛-قابل مراي 









ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 17 


العقول بأشخاص أعيان عجائبه» وجلا على عيون قلوب عباده عرائس أسرار الغيب. 

قال الله تعالى: طدَلکم الله ربكم لَه الملك والذين نَدْعُونَ من دُونه ما يُمْلكونَ 
من قطمير) [فاطر:13] ٠”‏ 

وقال أيضًا #: الشريعة المطهرة الإيمان فيها طائر غيبي من أفق: يحص 
٦‏ ِرَحْمّته من يَشّاء» [البقرة:105]؛ يسقط على شجرة ذل العبد يبشرهم أنهم في قفص 
صدرهاء جاءته إلى مقعد صدق الشريعة المحمدية ثمرة شجرة الوجودء الملة 
الإسلامية شمس أضاءت بنورها ظلمة الكون» أنتج برقة تعطي سعادة الدارين. 

احذر أن تخرج عن دائرة إمامك» وأن تفارق إجماع أهله في قلب صاحب 
الناموس الاکیر خزائن جواھر الغیب. 

اجعل قبول أمره طريقك إلى الله كف عين كعبة عقلك مهبط أملاك كلمات 
أحكامه من ماء غمائم أقواله» يشرب عطاش الأرواح في غيوب حياة ألفاظه؛ يعتمل 
حصر العقول نادى منادى الطلب للأرواح الكامنة في القوالب أثار ساكن عزمها إلى 
الغلاء طارت بأجنحة الغرام قي فضاء المحبة» وقعت بعد التعب على أغصان الشوق» 
فناحت في شجر بلابلها بمطربات ألحان إلى جمال» وأشهدهم أريجها هبوب نسيم 
الغرام إلى إعادة لذاذة «ألْشتٌ برَبَكُنْ4 خرجت بعض تلك الطيور من أقفاص الصدورء 
تتلمح أثرًا من أوكارها القديم؛ تتنشق نسمة من مهب التكلم بتذكر عيشها في ظل أبد 
الوصل؛ فتشكو جواها بعد بعاد الأحباب» فسمعت داع الله بلسان إنسان عين الوجود 
انتقش دعاؤه 4# في صفحات الواح الأرواح» صارت دعوته ريا تهز أغصان أشجار 
القلوب» أشرقت على النفس أنوار الغيب»ء هبطت الأسرار وارتفعت الحجب الظاهرة 
عن عيون بصائرهاء لاحظت جمال صاحب الكون» شاهدته بصفاء مرأى الأسرارء بغية 
كل عارف موضع نظرات الحق منه. 
وقال: لو بلغ طفل عقلك الأشد في حجر التأديب ما التفت إلى الدنيا لكن هو 
في مهد: : (شقلت انر الا وَأَهْلوا چ4 [الفتح: 1. 
" الأرواح الطاهرة قناديل هياكل الأجسادء العقول الصافية ملوك قصور الصور. 
يا غلام اقح عين قلبك لترى عرائس أسرار الأزل» تستنشق روحك هبوب 





(1) انظر: بهجة الأسرار (98). 


18 ترجمة سيدي عبد القادر الميلاني 


نسيم لطائف القدرء إن الله عين وضع تمائل الوجود على ساحل بحر الدنيا؛ لامتحان 
عيون البصيرة» فسلم من الالتفات إلى زخرفها أطفال أرواح أقيمت في مقام الثبات 
وربيت في حجور العظمة» وأرخيت عليها أكناف أيات الأمرء وکوشمت بتطابق مخبات 
القدر وحليت عليها عرائس الغيب. وردت فقرها إلى كهف الكرم بليل أسرار 
العارفين؛ هيم أفكار الوالهين. وزلزل جبال همم العقول؛ اطلع على مخبآت الأسرار 
يأرواح المؤمنين؛ طار إليه بأجتدحة صدق العشئء اطو في صدق قصدك إليه أذيال باط 
البسطء فطار حول سمعه طلبته فر اشا تتهافت حول النورء تحوم حول جاهه بقوادم 
أقدام الوله» اطلب منه ما طلب آدم كته رَبْنَا ظَلَمَا أنفستا وَإِن لْمْ تففر لَنا وَتَرْحَمْنا 
لتكوئن من الخاسرين4 [الأعراف:23] انتهى کلامه فی ذلك مختص |۷ 

وقال أيضا 2: تفقّه ثم اعتزلء من عبد اللہ بغیر علي كان ما يفسده أكثر مما" 
بصلحه» خُذْ معك مصباح سراج ربك: «من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لہ 
يعلم*». 

وقال أيضا : طارت نحل الارواح قبل وجود الأشباح من کون (کن)؛ فصاروا من 


التوحيد لترعى في زهر أشجار ال ٠‏ وتأكل من ثمار أغصان المعرفة» وتتخذ بيوتا في 
مراطن القدس فوق قمم جيال الفرق» فتسلك سبيل الدنو إلى ربهاء وحضرة العلوم في 
قربهاء وتجنی ثمار الحضور بأیدی الهمم العالةء فاصطادها صياد القدر بشباك مقام 
التكليف بيدي الامر في أقفاص الاشباح فألقنها من الهياكل بهجة حسن المعتقد: 
وألقت مسالك البشرية قثیممت مرطنًا من القدس الأشرفء فأوحى ربك إلى نحل 
الأرواح: جاسلكي سبل رَبك ذُلُلا»م [النحل:69] في مسالك الأشباح؛ وکلی من 
ثمرات الشريعة؛ وارعي من أزهار أنوار الحقیقة فلما طار طائر صاحب الجب من 
حدائق المجاهدة وقع في شرك المحبةء ورأى من اليلاء في ساحة الولاء: فقال: كيف 
الخلاص؟ روض أنيق لكن ثمرہ مو ومنھل عذب لکن کم فيە من غرقء فناداھا حادی 
مطایا صدق الطلب بلسان النصح: ظ 

یا رباب الوله في جب معشوق الارواح. ويا أصحاب الخرقء رعايات أماني 


(1) انظر: بھجة الأسرار (101)۔ 


(2) رواه أبو نعيم في الحلیة (15/10)۔ 











ترجمة سيدي عبد القادر اعفيلاني 19 


العارفين ما بيتكم وبين مطلوبكم سوى ارتفاع أستار الصورء ولا یحجبنکم عنه 
حجب الهياكل؛ فطيروا إليه بأجنحة الغرام؛ واطلبوا عنده الحياة الأبدية» وموتوا عن 
شهواتكم وإراداتكم؛ ليحيينكم به عنده في مقعد صدق. 
الولاء والبلاء نجمان طلعا في فلك الشريعة. 
المحبّة والمحنة وردتان لمعتا في غصن الفرات. 
البلاء الأعظم فمّد المحبوبء والعناء الأكبر عدم المطلوب. 
معاشر العارفین ما البراءة من الحول والقوة إلا به حقيقة التوحيد ومحو کل متلوح 
لعين العقل محض التفريد» وإلقاء كل ما في الوجود من يد الطمم عين التجريد. قال 
تعالى: طِذَرْهُمْ في حوْضيم يَلعَبُونَ» رت ٠‏ لما نظرت الملائكة إلى تجبّي 
الأرواح كامنة في مكامن أسرار الغيب» ساكنة في أ ثر الوصل» مستقرة في مهد اللطف؛ 
هب نسیم القرب» وهتف في نادیھا ربحان روح | الأنس» وتألق لها برق نور المعارف» 
وهر أعطافها نشوات سكرات المشاهدة» ونادمها حديث مسامر المخاطبة» بأرج 
الملكوت الأعلى بعطر إعجابهم بحالهم. 
وتهب عيون أشباح النور إلى سطوع أنوارهم في أطوارهم؛ فقال القدر: يا أصحاب 
مع النور الطائر إلى درجات هذا الشرفء انظروا إلى طائر يطير من وكر شجرة 
7 الأعظم: یُقال له: أحمد» فطار حتى قاب قوسين بجناح شرفه طائرًا إلى أوكار 
هذا العر بنور هدايته» فنزلوا على أغصان هذا الوصف اع شرعهء فأشرق لعيون 
عقولهم هذا النور ببركته؛ ووصلوا إلى هذا المقام؛ هو هدهد يعود إلى بلاد بلقيس 
الغيب إلى سلیمان العقول بنبإ يقين.بكتاب: طلا يَأنيه الباطل من بَيْنِ يَدَيْهِ وَل من 
خلفہ [فصلت:42]ء ؛ يقول: إذا وردت عليه واردات محبوبه «لست كأحدكم» تميز 1 
على الأنبياء برتبة: 
«أظل عند ربي” 4 ترعى نحلة روحه ليلة إسرائه زهرة شجرة: طِقَأَوْحَى4 [النجم: 
10[ نثر علی تاج رأس مجدہ نثار دُر قد ای من آیات به الكبْرَى» [النجم:18] 
في مجلس وادي من أجله نثر رداء‌ها الزمان على مناکب بھجة المکان: لله در عبد لا 
تجعل بين أذن سرہ وبین سماع هذا الكلام حجابًا من عقل طبعه وعمل بقوله تعالى: 





)1( رواہ البخاري (2661/6)ء وأحمد (200/3) بنحوه. 


20 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


ِتذَكُرُوا فَإَا هم مُْصِرُوتَ) [الأعراف:201] 0 
وقال أيضا ذه: اسم الله تعالى الأعظم هو الله وإنما يُستجاب لك إذا قلت: ریا الل 


ولیس في قلبك غیرہ. ۱ 
(بسم الله) من العارفين ك (كن) من الله وك هذه كلمة تزيل الھم؛ هذه كلمة تكشف 
الغم؛ هذه كلمة تبطل السم؛ هذه كلمة نورها يعم. 3 


الله يغلب كل غالب الله مظهر العجائب. الله سلطانه رفيع» جنابہ منیع؛ الله مطلع 
على العبادء الله رقيبٌ على القلوب والفؤاد. الله قاهر الجبابرة» الله قاصم الأكاسرة: الله 
عالم السر والعلانیة الله لا تخفى عليه خافية؛ من كان لله كان فى حفظ الله من احث 
لله لا يرى غير الله» من سلك طریق اللہ وصل إلی اللہ عاش فی کنف اللہ من اشتاق 
إلى الله أنس بالله؛ من ترك الأغيار صفا وقته مع الله. ْ 

وقال : سرير الأسرار لا يُنصب إلا في سرادق حق الیقین؛ وحق اليقين نقطة 
دائرة التوحید؛ والتوحید ماعدة بناء الوجود. والهداية الأحدية مغناطيس حديد قلوب 
العارفين» والروضة الابدية مراتع أسرار المکاشفین؛ باسط الخواطر في حضرة 
السرمدية بمناشطه؛ وأشهدهم بقرب إلى الأسرار في جنات الأزل بمخاطبة لألََتُ»4: 
سقاهم كأس حبه بأيدي سقاة قربه» خرجوا إلى الدنيا وفي رءوسهم نشوات ذلك 
الخمارء وفي عيون عقولهم بقايا رسوم ذلك الجمال؛ وفي أحداق قلوبهم برقات ذلك 
الحباب. 

واحرفتاء عليكم كيف تموتوا وما عرفتم ربكم! الشجاعة صب يا عُجم الفطنة: 
سافر إلی بلاد القرب؛ یا موتى الطبيعة سافروا إلى بلاد الهند للهداية. 

يسقى بعض العارفين من هذا الشراب قطرةء وأفرغ ساقي القدر منه نعته» فقامت 
روحه ترقص طربًا بين يديه» واهترُ جبل موسى شوقًا عند لمع برق التجلّي» فنظر سر 
المحبوب» فقال من عليه طفحات عبقه: أنا الحق؛ سكر تديمه الآخخر: فقال: سبحانی! 
فأرق جماعة من طيور أرواح أقفاص الأشباح» وطارت بأجنحة الشوق في بهاء الغرام؛ 
وقامت من مجد الوجود نوادي منادي الأزلء وطمعت أن ترعى من طور القدم حب 
المشاعدة فانقشت على حمائم طلبها برداء العظمة» فيصعق من في السماوات ومن 


سس ححخ _ ل س 
| (1) انظر: بهجة الأسرار (20). ۰ ۱ 








ترجمة صيدي عبد القادر الجيلاني 21 





فى الأرض إلا من شاء الله» لاحت لأسرار العالمين بهجة جلال الديمومية» وأشرقت 
لُعون العارفين كمال الأحدية من مشكاة تور القدم. وسقطت فوادم أقدام الخلائق في 


مفاوز: وما قَدَروا الله ححَق قَدْرِه4 [الزمر:67]ء وانقطع العاصون في فتنة: «نسوا 
الله [الحشر:19]. 


معاشر المريدين لقد أودعت صور الآدمي نشرًا من الغيب»؛ ودُفن في ترابھا کنز من 
العلاء فرامت التشبث إلى معرفته» والاطلاع على دفينه» فمنعها حاجز النفوس» فما 
وجدت سبیلاً لترد سلبلا“ . 

معاشر العارفين جدواء ليس المحبوب غائبًا عنكم إلا بحجاب الأهوية» والله إن 
هوى هذه النفوس قيد أرجل العقول» وإن مواضع الشهوات مزالق أقدام الأفهام. 
سافروا بالهمم إلى المحبوب» اخرجوا من جيوش الصور إلى طلب نظر المصور. 
اطلبوا حياة الأبد تحت جبل قاف القرب. «وتَرَودُوا قان حير الزاد التّقَوَى»4 [المقرة: 
197“ . 

وقال أيضًا 5ه في الحلاج: طار واحد من العارفين ¿ إلى أفق الدعوى بأجنحة: 

(أنا الحق)» طار بغير أجنحة فتعّض لحتفه» فظهر عليه عتاب من الملك من 
مکمن: زان الله لقني عن العَالْمين4 [العنكبوت:6]. 

آثبت في إصابة مخلب: کل نفس ذائقَة الموٴت [العنکہوت:57] '۳. 

قال له: شرع سليمان الزمانء لِم تتكلّم بغير لغتكم؛ ثم ترنمت بلحن غير معهود؛ 
أدخل الآن في قفض وجودك؛ ارجع من طريق عزة القدم إلى مضيق ذلة الحدث. 

قل بلسان اعترافك يمنعك إدعاء الدعاوى» حب الواحد إفراد الواحد؛ مناط حفظ 
الطريق إقامة وظائف خدمة الشرع 0 

وقال © في الحلاج أيضًا: طار طائر بعض العارفين من وكر شجرة صورته؛ وعلا 
السماء خارقًا صفوف الملائكة؛ وكان بازيًا من بزاة الملك» مخيط العينين بخيط: 





(1) انظر: بهجة الأسرار (139). 

.)139( انظر: قلائد الجواهر (280)» والبهجة‎ )2( ٠ 
.)104( أنظر: بهجة الأسرار‎ )3( 

رگ انظر: السابق (142). 


22 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


«وخلق الإنسّان ضعيفا) [النساء: 28]. فقال: رأيت ربي فازداد حيرة في قول مطلوبه: 
ِفَأِتَمَ نُوَلُوا قشم رجه الي [البقرة:115]؛ وعاد هابطا إلى حضرة الأرض؛ طلب ما 
هو أعز من وجوده في قعور البحارء تلفت بعين عقله فما شاهد سرى الآثارء فكر فلم 
يجد في الدارين مطلوبًا سوى حبيبه فطرب» فقال بلسان سكر قلبه: أنا الحق» ترنّم 
بلحن غير معهودٍ من البشرء صمْر في روضة الوجود صفيرًا لا يليق لبني آدم؛ لحُن 
بصوته لحا عرضه لحتفه؛ نودي في سرَه: يا حلاج أنت اعتقدت أن قوتك بك؛ قل 
الآن نيابة عن جميع العارفين: حب الواحد إفراد الواحد» قل: يا محمد أنت سلطان 
الحقيقة؛ أنت إنسان عين الوجود؛ على عتبة باب قلبك تجمع أعناق العارفین: فی 
حمى جلالتك تُوضع جباه الخلائق أجمعيد 20 

وقال أيضا ©#: الخواطر خطاب يرد على الضمائرء فإذا كان من قبل الملك فهو 
الإلهام» وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواسء وإذا كان من قبل النفس فهو 
الهواجسء وإذا كان من قبل الله سبحانه وتعالى فهو خاطرٌ حلٌ؛ فعلامة الإلهام أنه يرد 
بموافقة العلمء فكل إلهام لا يشهد له ظاهرٌ فهو باطلء وعلامة الهواجس الإلحاح في 
طلب وصف من خصائص صفات النفس: ولا يزال يعاوده ولو بعد حين ححتى يأني 
الرجل ذلك الوصف. 

وعلامة الوسواس أنه إذا دعا إلى زلة وقع فيهاء ووسوس بزل آخری: فآلات 
المخالفات عنده سواء كما قال سبحانه وتعالى: (إِلَمَا يَدْعُو حزْبَهُ ليكوثوا من أصلْحاب 
السعير» [فاطر:6]؛ وعلامة الخاطر الحق أنه لا يدعو إلى خيرء ولا يحدث إلى سوي 
بل يرد بزيادة علم وبيان يعرف بغيته عند وجدانه» فإذا ورد على القلب خاطر حق يغير 

فقال الجنيد: الأول أقوى؛ لأنه إذا بقي رجع صاحبه إلى الأمثل؛ وهذا مكان العلم. 

وقال ابن عطاء: الثاني أقوى؛ لأنه يزداد بالأول قوة. 





2 وقال الشیخ عبد القادر: عثر الحسين عثرة فلم يكن في زمانه من يأخذ بيدهه ولو كنت في زمئه 
لاخذت ببده؛ وإنا لكل من 'عثر مركوبه من أصحابي ومريدي ومحبي إلى يوم القيامة آخذ بيده 
يا هذا فرسي مسرج؛ ورمحي منصوب» وسيفي شاهرء وقوسي موتر لحفظك وأنت غافل. 
رضي الله تعالى عنهم أجمعين؛ ونقعنا ہبرکاتھم وآمدنا بإمداداتهم وأفاض علينا من نفحاتھم 
آمین. وانظر: بھجة الأسرار (105)۔ ۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 23 


وقال ابن خفيف: هما سواء؛ لأن كلاهما من الحقء ولا مزية لأحدهما إلا بمرجح 
فی وصفِف خاص. ۱ 

وإذا اختلفت الخواطر علی القلب فقل: سبحان الملك الخلاق: (إن يَشَأْ يُدْهِبْكُمْ 
وَيَأت بخلق جَدید”وَمَا ذَلكَ عَلَى الله بعَزِيز4 [فاطر:16ء 17]ء وأجمعوا على أنه من 
كان أكله الحرام لم يستطع أن يفرق بين الخواطر. 

وقال أيضًا #5: أول ما يطلع في قلب المؤمن نجم الحکم؛ ثم قمر العلمء ثم 
شمس المعرفة» فبضوء نجم الحكم تنظروا إلى الدنياء وبضوء قمر العلم تنظروا إلى 
الآخرة» وبضوء شمس المعرفة تنظروا إلى المولى. 

وقال أيضا #: عروش الروح جلا جمالها القدر على عبادة الملائكة في حلل: 
ولق كرتا بي آد) [الإسراء:70] في مجلس: (وقضتَاهُم). 
العقل فيه إشارة إلى كونه من عالم الشهادةء وحملت أصداف الهياكل درر الأرواح 
. فى بحر الوجود على سفن العلم؛ ليكمل بها ضياء نور اليقين»؛ فسارت بريح الروح إلى 
خزائن المجاهدة» ووقف سلطان العقل فيه بإزاء سلطان الهوى» وتقابلا وتعاملا قى 
سعة فضاء صدره» فكانت النفس هذه أحقر جنود سلطان الهوى» وكانت الروح من 
أشرف جنود سلطان العقلء فأذن مؤذن الحكم بينهم: 

يا خيل الله اركبي» ويا كتائب الحق ابرزي» ويا جنود الهوى نقدمي» فكل يريد 
نصرة حزبه؛ وكل يحاول قهر خصمه. 

فقال التوفيق لهما بلسان سابق الغيب من نصرته: كانت العناية معقودة بزمامه؛ ومن 
أعنته كان السعيد في الدنيا والآخرة ومن كنت معه لم أفارقه حتى أوصله إلى مقعد 
صدق عند مليك مقتدر. التوفيق هو حسن نظر الحق سبحانه لوليه بعين رعايته. 

يا غلام اتبع العقل وقد وقف بك على محجة طريق النبعادة الكبرى» فارق نفسك 
وهواك» وقد رأيت العجب الروح سماوية غيبية» والنفسن ترابية أرضية» طار طائر 
اللطف في وكر الكشف بجناح العناية إلى شجرة الغلاء وتوگر في غصن القرب؛ وغژٌد 
بلحن لسان الشوقء ناداه نديم الأنس فالتقط جواهر الحقائق من بين أكناف المعارف» 
وبقي الكشف: محصورًا في قفص ظلمة وجوده إذا فنيت القوالب بقيت أسرار 
القلوب؛ وإذا نظر إلى قلبك نظرة أقامه مقام عرشہ؛ وأودعه حقائق العلوم» وجعله 
. خزانة أسرار المعرفة» فحینثلٍ یتراءی لعین عقلك جمال الأزل؛ ويعرض عن كل شيء 


24 ترجمة سيدي عبد القادر ال میلانی 


متصفًا بصفات الحدثء ويقابل بصيرة سرك أشخاص عوالم الملكوت فی مرآة القرب: 
وتجلى على عين سريرتك عرائس الفتح في مجلس الكشف عن حقائق الآيات؛ فإذا 
آثار مثلوجات الأكوان ممحوة من لوح همتك. 

يا هذاء العقول المنورة سرج الفحولء والأفكار الصافية أدلّة أرياب المعارف؛ 
والعناية السابقة تكشف عن وجه وجود اليقين بباب الشك إذا تزاحمت الظنون 
والإرادات اللاحقة؛ تقطع الباطل بيد الحق إذا تنافرت الأدلة. 

وقال: طلب موسى ال عین الحیاۃ الحقیقیة فی أرض أدنى: قيل: إنها من وراء 
جبل ويحتاج إسكندر طالبها أن يقطع إليها يأجوج الوجودء ويخرق ودم يأجوج 
وجوده بصحة التوحيد الذي محق كل ملوح لعين الفعل في الأكوان» ويخرج بحضرة 
عقله إلى حيز الآخرة مكن دائرة الدنياء فإنه یجدھا تحت ظل شجرۃ: ه٭وَجُوۂ وم 
اضرة"إِلَى رَبْبَا ناظرَة» [القيامة:22: 23]ء تلك الشجرة نبت رياحين فی جناب 
القدس؛: «في مَقَعَد صذق عند مَليك مقتدر» [القمر:55]؛ لا شرقية فتطلعم مشرق أفق 
الدنى من مشارق سموات الآسرار: ولا غربية فتلوح من مغرب حق الكون في مغارب 
معالی القلوب. 

طلب عیسی 9ڈ عين الحياة الحقیقیة في الأرض؛ قیل لە: ل تجدھا إلا بعد تعب: 

«إني مُتَوَفِيكَ4 [آل عمران:55]. تحت ميل رأيك مقام: «ورافعك إلي4. 
والمحبوب المكنى أحمد 5 وجد عين الحياة الحقيقية في معاوج معراج ليلة أسري به 
في مجلس: طمَا زَاغّ البِصَرٌ» [النجم:17]ء قيل له: اغتسل منها بماء: قا كذب 
الفؤَادُ» [النجم:11]؛ وجد في درعها عقد ينظمه لك ناظم الشرف في سلك: طِلَّقَد 
رای من آيات ريه اكبرَى» [النجم:18] 0 ۱ 

وقال #ه: يا غلام عليك بالصدق والصفاء؛ فلولاهما لم يتقوب بشيء إلى الله 8 
يا غلام لو ضرب حجر قلبك بعصا موسى الإخلاص لتفججرت منه ينابيع الحكم يجناح 
الإخلاصء يطير العارف من ظلمة قفص الكون إلى فسحة نور القدسء وينزل بعد. 
الطيران في ظل روض مقعد صدق. ْ 








(1) انظر: بهجة الأسرار (144). 7 ۱ ) 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 25 
ار كا ...  .‏ ۔ ١م‏ سس ست 


يا غلام ما أشرق نور اليقين في قلب عبد إلا ظهر على أسرار بروج صاحبه ضياء 
نور رضي الله عَنْبم4 [البينة:8]. 
وتهيب الملائكة باسمه في الملكوت الأعلى» وجاء يوم القيامة في زمرة الصادقين. 
یا غلام الإعراض عن شبهات النفوس تجريد بل توحيد» هو صفاء بوارق شوق 
عشقه بخواطر العارفين» حتى لا يتلذ بواصل بغيره» هو هيم قلوب الوالهين حتى 
وقعت فى أودية جنة الطريق إلى الله كك لا يسافر فيها بغير زاد الصدق» والحضور معه 
لا يحصل بغير تجريد القوالب» والإفطار في الآخرة على شراب النظر لا يوصل إليه 
إلا بعد الصيام عن الدنيا وما فيهاء ما نظرة منه إليك غالية بترك الوجودء وما لحظة منه 
لك كثيرة بالخروج عن الأكوان» إذا صفت النفس من الأكدار البشرية امتثلت الأوامرء 
وإذا قوي نظر العارف تنطق على سرّه أنوار بارئه. 
الأولياء هم خواص حظوة السلطانء والعارفون ندماء مجلس الملك» ودون حلاوة 
شهد الولاء تحمل مرارة صبر البلاء. 
يا غلام عيون عقول الفحول لم تلتفت إلى الدنياء ولم يخدعهم مطلب برقها 
اللامع» بل فهموا قول المحبوب عنهاء (ِإنَمَا الَيَاة الدنيًا عب وَلْبْوْ [محمد:36]. 
یا غلام من اللذات یدخل الشيطان إلى القلب» ومن منافذ الشهوات يعبر إلى 
الصدورء وتجؤع حب الدنيا يزرع في النفوس بغض الأخرةء فطوبى لمن ته من رفدة 
غفلته» وصفا مورد حاله بطلب قرب مولاء» وبادر بالخروج إلى ما لا بُ له من الخروج 
ؤ منه» وحاسب نفسه قبل محاسبة أسرع الحاسبين» وشمر للسباق إلى الآخرة؛ فإن الدنيا 
ميدان السابقين» والأعمال حلبات صدق الفائزين» وعلى جسر الهمة الممر: #والساعة 
أذْهَى وَمَر» [القمر:46]©. 
وقال ##: يا هذا كن مع الله تعالى كأن لا خلق» ومع الخلق كأن لا نفس» فإذا كنت 
مع الله تعالى كأن لا خلق وجدتء وعن الكل فنيت» وإذا كنت مع الخلق كأن لا نفس 
عدلت واتقیت. 
. اترك الكل على باب خلوتك؛ وادخل وحدك؛ ترى مؤنسك في خلوتك بغير سؤالء 
وتشاهد ما وراء العيان» وتزول: النفس؛ ویأتی مكانها أمر الله وقربه» فإن جهلك علمٌ 





(1) انظر: بهجة الأسرار (148) بتحقيقتا. 


20 ترجمة سيادي عبد القادر الجيلاني 
وبُعدك قرب وصمتك ذكرٌء ووحشتك أنش. 

يا هذا ما م إلا خلق وخالق فإن اخترت الخالق فقل: فِقَإِلجُم عَدُوٌ أي إلا رب 
العالمين) [الشعراء:77]؛ ثم قال: مَنْ ذاقه فقد عرفه. 

يا هذا المؤمن إذا عمل صالحًا انقلبت نفسه قلبّاء ثم انقلب قلبه سرا ثم انقلب 
السر فصار فناءً» ثم انقلب الفناء فصار وجودًاء ثم قال: ليس كل الأحباب يسعهم كل 
باب يا هذا الفناء إعدام الخلائق وانقلاب طبعك إلى طبع الملائكة؛ ثم الفناء عن 
طبع الملائكة؛ ولحوقك بالمنهاج الأول؛ فحینئذ يسقيك ربك ما يسقيك» ويزرع فيك 
ما يزرعء إن أردت هذا فعليك بالإسلام؛ ثم الاستسلام؛ ثم العلم بالله» ثم المعرفة به 
شم الو جود به فإذا كان وجودك به كان كلك له. 

الزهد عمل ساعة؛ والورع عمل ساعتين؛ والمعرفة عمل الأبد. 

فال 5: ينبغي للفقير أن يتزر بالفقه والقناعة حتى يصل إلى الحق سبحانه وتعالی: 
ویسعی بقدم الصدق طالبًا لباب القرب. مھرولا عن الدنيا والآخرة والخلق والوجود؛ 
يحتاج أن يموت ألف مرة» ويفنى ألف مرة» تستقبله - أو قال: حتى تستقبله - عناية 
الحق ورأفته ورحمته؛ وشوقه إليه. ووحدانیته» ونظراته» ومباهاته» ومواكب أرواح 
النبيين والمرسلين والصدّيقينء والملائكة تصحيه وتزّه إلى اللہ 28ء فتقرب مبايعته 
فيقف على كل سطر وكل كلمة وكل حرف. يقف على أوقاته وأزمانه وماعاته 
ولحظاته؛ ويتيشر له أمره وما يؤول إليه كلما جذب الخوف إليه جذبه القرب منهء ثم 
لا يزال ينقل من شيء إلى شيءٍ حتى يمثل حاجبًا بين يديه: منفردًا عنده» مطلعًا على 
أسراره» يعطى خلعة وطبفًا ومنطقة وتاجْاء ويشهد الملك له على نفسه ألا يغير عليه. 

يا موتى القلوب طلبكم الجنةء قيدكم عن الحق سبحانه وتعال . 

قال #: اعلم والاك اله بجميل حمايته» وصانك بلطف رعايته» أن قدم الصدق إذا 
طلبت وجدت. وعروس الوصل إذا نبتت نبتت» وأصول القرب إذا رسخت بزغت» 
ورياض القدس إذا ظهرت ظهرت: ورياض الأنس إذا شهدت دهشت» وقلوب 
الأحباب إذا رمقت عتقت. وأسماع الارواح إذا قرت سمعتء وأبصار الأسرار إذا 
خطرت نظرتء وألسن القوم إذا أمرث نطقت» فلله در عباد تاداهم مولاهم في سابق 


سموڑسھواااسشوسسسھتھاھھشھھت 
رل أنظر: يهجة الأسرار (108). ٰ ۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر ا یلان [ 27 
القدم بلسان الكرم إِلّي» ودعاهم بمبادئ الفضل إلى مناد الوصل» قيد لهم من معان 
الحب منادء وحدا بهم في جنات القرب حادي» وشاهدوا محل الجمال عن مطالع 
الأزل» وعاينوا أعين الجمال فی طوالع الحلل وسمت بصائرهم إلى مطالعة عوالم 
الغيب ومعالم التوحيد» وشراب سرائرهم في مشاهدة فدس معارج التفريد» وشخصت 
أبصارهم إلى رقوم الفتح من ذيول الكشف عن محيا ذاك الجناب؛ واتكأت أفتدتهم 
على أرائك الأنس في مقاصير القدس بین تلك القباب» وحلت أبصارهم على بساط 
البسطء وارتاحت أرواحهم برياحين الخطاب؛ فإن صمت صامتهم فلشهود یت 
وإن نطى ناطقهم فلورود أمر اليقين» وإن خامر نفس مريدهم خوف: : «أفأمئوا مكر 


الله [الأعر اآف:۱99. ۱ 
أو باشر قلبه زجر: لِوَيُحَدْرْكُمُ الله [آل عمران:28]: ناجاه مخاطب الإيحاء: 
ني إلنی مَعَكُمَا4 [طه :6. 


ونطقت شوامد السعادة قائلة: «بشراكم اليوم#4 [الحديد :12[ 
وقال سفير الجودي: ظوَأمًا بنعْمَة رَبك فُحَدُث» [الضحی:11]۔ 
وإن أخرج لمرادهم مرسوم: «الثُوني به أستخلصة لنفسي» [يوسف:54] من 
ظ ديوان: هينص برحمته من ياء [البقرة:05 1]. حديثه بدءًا: «اصطفينًا من عبادنا4 
[فاطر:32] إلى حضرة: طسَلامٌ قَولا مّن رب رُحيم» [يس:58], ٠‏ وقدم إلى مجلس 
طِوَسَقَاهُمْ رَبجم» [الإنسان:21]. 

واستقبله وجه: قحد ما اجك [الأعراف:144]. 

فمد باع وصل: طاشرّح لي صذرِي4 [طه:25]. 

٭ ونطق به مجيب: يا عبادي [العنکبوت: 6 5]. 

٠‏ فأخبر لسان صدقه: هما قُلْتْ لَبُمْ إلا مَا أمَركني به» [المائدة:117]. 
ظ وإن ثبتت مطاياهم على طريق: طمن يُْطع الرْسُول فَقَدْ أطاع الله» [النساء:80]: 
واستقام على سبيل: وما آكاكمْ آلرْسُول» [الحشر:7]. 

ظ واستمسك بعروة: رة: وت کشم لبون الله [آل آل عمران:1 3]. 


Î 28‏ ترجمة سيدي عبد القادر ا میلانی 


یصل ہسبب: فمن تبعني فا مني 4 لإبراهيم: 6 3]. 

وسقى حرقفة حاله صاحب: لقاب َوْسَی ن4 [النجم: 9]. 

وأمده بفيض من بحر: طِوَمَا ينطق عَن الوّى4 [التجم:3]. 

وإن قرأت مكتو ب سعدهم: وبحم وَيُحبو ئ4 [المائدة:54]. 

وإن نظرت منشور مجدهم ف «رّضي الله عَنْجُمْ وَرَضُوا غَنْهُ4 [المائدة:119]. 

وإن سألت عن مقامهم ف «عند مَليك مقتدر) [القمر:55]. 

وإن حددت وصفهم ف ولك أَعْظَّمُ دَرَجَة)4 [الحديد:10]. 

وإن كبر ما ظهر منهمء ظوَمًا تحفي صدورهم أكبر» [آل عمران:118]. 

وإن «عَلِمَتَْ ئفس ما أخضّرت» [التکویر:14]ء الغایة: «قلا تَعْلَمْ نفس ما أحلفي 
لبم) [السجدة:17]» و کف وقد ورد أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني 
إسرائيل أن لي عبادًا يحبوني وآحبهم؛ ويشتاقون إليي وأشتاق إليهم» ويذكروني 
وأذكرهم؛ وينظرون إِلَيْ وأنظر إليهم؛ قال: يا رب ما علامتهم؟ قال: يحنون إلى غروب 
الشمس كما تحن الطيور إلى أوكارهاء فإذا جن اللیل؛ واختلط الظلام» وفرشت 
الفرش؛ ونصبت الأسرة؛ وخلا كل حبيب بحبيبه» نصبوا إِلَيّ أقدامهم؛ وافترشوا إِلَيْ» 
وناجوني بكلامء فبين صارخ وباك وبين منادٍ وشا وبين قائم وقاعدٍ؛ وبين راکم 
أن أقذف في قلوبهم من نوري» فيخبرون عني كما أخبر عنهم؛ والثاني أن لو كانت 
السماوات السبع والأرضون في ميزان أحدهم لاستقللتها لهء والثالث أن أقبل بوجهي 
الكريم عليهم. أفترى من أقبلت بوجهي الكريم عليه؛ هل يعلم أحد ما أريد أن أعطيه؟. 

فعليك يا أخي بايّباعهم؛ لعلك أن تكون من أتباعهم: وسلم لهم ما ترى وما تسمع 
تنل من السعادة منز لا أرفعء فالله نسأل أن تكتحل أبصارنا بنور هدايته» ويشدد قواعد 
عقائدنا بحسن رعاءته 2 ۱ 

وقال ©*: فلما قضى موسى الأجل خرج بأهله وقد استبان وضع الحمل. والليل 


. 
(1) انظر: بھجة الأسرار للشطنوفی (46) بتحقیقنا۔ ۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني ظ 29 





كسواد حدق حور الجنةء والريح تنثر عبرات عيون السحب» وسيوف البرق تسل من 
غمد الغمائي وأسود الرعود تزمجر في غابات الديم» قتطلب مطرًا تأوي إليه من 
القطر؛ ليقدح لروحه من زند الظلام شرراء ويطلب من أكناف الوادي المقدس نار 
هدى» والغرام غريم سرهء والوجد نديم روحهء والشوق سمير رقاده» والتوق جليس 
فؤادهء والهوى حشو صدره» فلاح له النور في معرض الثارء نصب لاصطياد طائر 
روحه شباك» إني أنا الله رأى سطرًا من سطور لوح القدرة» تجلّت على روحه سمعته 
الطيور»ء وقعت رجل عقله في شرك أني آنس أفرغ في كأس سمعه إلى صرف شراب: 
لا إله إلا أناء أسكره بإدامة شرب قمُدامى وكلمه ديت فيه نشوات الشوق» وطمحت به 
طوامح أمواج بحار الوله» غلب على قلبه هيمان العشق» حرقت لذة التكليم ما قد 
سمعه» حتى وصلت إلى بصره» فطلب البصر بعينه من النظر» ووافقه توق القلب» 
وقال: رب أرني أنظر إليك» قيل: يا موسىء انظر أولاً إلى مرآة الجبلء وحك الذهب 
٠‏ بسابك على محك» فإن استقر اعتبر سكونك عن حركة الصخور لهيبة تجلي» فمادت 
به أجزاء الطور عند إشراق لمعان ذلك النوں وتعطرت أشسجار الوادی المقدس ہنسیم 
القرب»ء وأرجت رياض البقعة المباركة ببهجة وقت الوصل؛ وصارت هضبات الطور 
حدائق لأجل التجلی؛ وامتلاات جناته بالملائكة استعظامًا لقوله: «(أرني» [الأعراف: 
3ء وقامت آرواح الانبیاء تترصد ما یکون. 


سمع کلامًا ككلام اليشر خاطبه من ليس من جنس المحدثات: ودي من جميع 
آفاق الوجودء صارت جملته سمعًا وبصرّاء فتلفُت بعين سره إلى الطورء وقع شعاع نور 
عين عقله على أجزاء الجبل» انعكست أشعة المتقادحات» برق بصر الحس» ذهلت 
عين الفكر» خرس لسان الطبم؛ انقطعت أسباب الحواس. 


قرأ لسان حال موسى: طرحَشَعَت الأطوات للرَّحْمّن» [طه:108]. 
قال: المخبر عن صدق طلبه: وخر مُوسّى صَعقًا» [الأعراف:143]. 


عن مقابلة أنوار سبحاتء «أرني أنظرٌ إِلْيَِكَ» [الأعراف:143]ء عين الحدث لا تنفتح 
في شعاع شمس القدمء ورد النظر لا يطلع شجر كانون هذا الكون: 


30 ترجممة صيدي عبد القادر الميلاني 


«إنكم لن تروا ربكم حتى تموتو”!"». 

خلعة النظر في الدنيا مدخرة في خزائن الغيب لصاحب: (ِقَاب قَوْسَيْنِ) [النجم: 
9ء ھذا الشرف لا یناله من الخلق سوى سيد ولد أدم؛ ويتيمة عقد البشرء ولا تقربوا 
مال اليتيم إلا بالتي هي اخسن حى يبل أدهي [الأنعام:152]. 

قلت: فهذا ما أحضرته من نقش جواهر نظام المودعات فی خزائن لطائف معارف 
كلامه بلونٍ غريب. 

۱ © © © 
۴ و ا 
سے سذ بعض اعت اضات والشبہ عن الشیخ قدس سره: 
قال المعترض : جاء في والغنية» عن الشيخ عبد القادر أنه يقول بالحهة» لقول 

الشيخ: وهو بجهة العلو مستو على العرش متو على الملك. 

قلت: وهذا جهل واضح من المعترضين» حيث إن قول الشيخ في هذا الموضع بعد 
ذكره للآايات والأحاديث : وینبغی إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل» وكونها على 
العسرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف؛ وذكر نحو هذا في سائر 
الصفات. 

إن كلام الشيخ في والغنيةم هو معنى التفويض الذي هو مذهب سلف هذه الأمة 
وبه قال أتباع الإمام أحمد بن حنبل ك4 ومقابله التأويل وهو مذهب الخلف“. ۱ 

ولدذلك قال الشيخ الشعراني 9 في كناب اليواقيت (ص9 8): رايت في كناب البهجة 
المنسوبة لسيدي عبد القادر الحيلي # ما نصه: اعلموا أن عبادتكم لا تدخل الأرض: 
وإنما تصعد إلى السماء قال تعالى: «إِلَبِهِ يَضْعَدُ الكَلِمْ الب 4 [فاطر :0 1] فربنا سبحانه 
وتعالى في جهة العلو: الله على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء 
بدليل سبع آيات في القرآن العظيم لي هذا المعنى لا يمكنني ذكرها لأجل جبل الجاهل 





)1( رواہ النسائي (419/4): وأحمد (324/5)ء وابن ماجه (1360/2). 


(4) انظر: جذ الرياني في عنق المعترضى على الخوث الجيلاني للشيخ ابن عزوز المکي (ص482) 
بتحقيقناء ؛ فإنه قد حل الإشكال. وأوضح المقال في هذا الاعتراض. ْ 





۲ 
2 









ترجمة سيدي عبد القادر الجیلاي 31 





ورعونته» انتهى. ظ 

قال: قلا أدري أذلك الكلام دُس على الشيخ في كتابه أم وقع في ذلك في بدايته 
ورجع عنه لما دخل في الطريق» فإن من المعلوم عند كل عارف بالله تعالى أنه تعالى لا 
یتحیز والشیخ قد شاعت ولايته في أقطار الأرض فيبعد من مثله القول بالجهة قطعًا. 

وقد ذكر الشيخ محبى الدين بن العربي ذه أنه لا يلزم من قوله تعالى: «إإليْه يَصِعَدُ 
الكلم الطب [فاطر:10] أن يكون تعالى في جهة الفوق دون غيرها بدليل قوله تعالى: 
لوو الله ِي السّمَوَات وَفِي الأَرْض» [الأنعام: 3] ظرفية تليق بجلاله. 

وأجمع المحققون أن شهود الحق تعالى في حال السجود صعود وإن كان السجود في 
أسفل سافلين. 

وأما قوله تعالى: يحَافونَ ربجم من فؤقهم# [التحل: 50] أي: يخافون ربهم أن 
يُنزل عليهم عذايًا من فوق رعوسہم هذا هو الاعتقاد الحق. ٣ ٠‏ 

قلت - أي الشعراني -: ويصح حمل قول السيد عبد القادر الحیلی السابق أنه تعالی ٹي 
جبة العلو على أن مراده بجهة العلو ا حہة التی قصد العبد قضاء حاجته منها وإن كانت 
في السفليات» هذا لا يبعد على مقام الشيخ» انتهى والله تعالى أعلم. 

فلت: لم يثيت عن الشيخ عبد القادر أنه قال بأقوال المشبهة والحسمة والمعطلةء بل 


٠‏ مذهبه ني الأساء والصفات والرؤية والعرشية وغيرها من مسائل الاعتقاد مذهب أهل 


الحقائق بالإثبات والتنزيه: وهو منهج السلف الْصالح رضوان الله عليهم» وهو ما عليه 
اعتقاد ا حققین من السادة الصوفية.. 

وذلك واضمم في كتبه وما كتب عنه قدس الله سره العزيز. 

ألا ترى قول الشيخ في فتوح الغيب (ص149): الحمد لله الذي كيّف الكيف 
وتتمزه عسن الكيفسية» وأين الأين وتعزز عن الأينية» ووجد في كل شيء وتقدس عن 
الظرفية» وحضر عن كل شيء وتعالى عن العندية» فهو أول كل شيء وليس له آحخرية. 

ظ وإن قلست: أين فقد طالبته بالأينية, وإن قلت كيف فقد طالبته بالكيفية» وإن قلت: 
متى فقد زاحمته بالوقتية» وإن قلت: ليس فقد عطلته عن الكونية» وإن قلت: لو فقد قابلته 
بالنقصية؛ وإن قلت: لم فقد عارضته في الملكوتية. 


32 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


مسبحانه وتعالى لا يسبق بقبلية ولا يلحق ببعدية» ولا يقاس بمثلية» ولا يقرن بشكلية 
ولا يعاب بزوجية» ولا يعرف بجسمية.. إلى آخر كلامه قدس سره. 

وقال “يه كما ني القلائد (ص 6 7 2): قال تعالى: ليس كمئله شی:گ4 [الشورى: 
71 لا شبيه له؛ ولا نظيرء ولا عون لهء ولا ظهيرء ولا شريك؛ ولا وزيرء ولا ند له 
ولا دي تركيب مشیر ليس بجسم فيمس» ولا جوهر فيحسء ولا عرض فينتفي» ولا 
ذي تركيب فيتبعضء ولا ذي آلة فيمثل» ولا ذي تأليف فيكيف» ولا ذي ماهية عخيلة 
فيحدت ولا ذي طبيعة من الطبائع ولا طالع من الطوالع ولا ظلمة تظهرء ولا نور يزهو 
.. إلى آخره. 

ومما نقل عن الشيخ ذه قوله: «قَدمي هذا على رقبة كل ولي لله 

فال الشيخ يوسف بن الملا عبد الجليل الكردي: ثم العجب العجيب» والأمر 
الغريب ممن تجرأ على خرق إجماع المسلمين؛ ووقع في حضرة إمام العارفين» وشيخ 
شيوخ العالمين» صاحب القذم من القدذم: غوث البريّة» قطب العرب والعجم؛ من 
خضعت له الرقاب؛ وشهدت بسلطنته الأقطاب بحر العلم اللدنی؛ مولانا الشيخ محيي 
الدين عبد القادر الكيلاني؛ مروّح الله تعالى أروحنا بنفحات روحهء وفتح أقفال قلوبنا 
بمماتيح فتوحه؛ ولا زالت رحمة الرحمن فيّاضة على روحه في كل حين وان آمين. 

وزعم أن قوله رضي الله تعالى عنه وقدّس روحه: (قدّمي هذا على رقبة كل وليّ 
لله)» قالة بحظ نفیٍں وهرّى كامن. وحاشاه ثم حاشاه من ذلك؛ بل إذا كان کامنًا في 
باطنه يظن أن أصفياء الله تعالى مثله منطوون على خبث الضمائرء ومتصفون بالصفات 
الرذائلء نعوذ بالله العظيم من الخذلان» وسوء الظن بأولياء الله أهل العرفان» ولقد 
صدق من قال: ' 

وإذا رای الإنسسان نقضًا إُلما مرراقتة تجلي عليه بحاله 

فإن من قَرَبَ هذا التقريب» وغرف عذا التعریف: ومُكَنَ هذا التمكين» وضرّف ھذا 

التصريف؛ وخضع له رقاب أكابر الأولياء هذا الخضوعء ورجم إليه العارقون بالله تعالى 
هذا الرجوعء وزفتّه العناية هذه الزفات المشعرة بعظيم جلالته وضرب له الوجود 
بمعازرف السرور عند رؤية طلعته» ورقص الكون جميعه طربًا لظهور ولايته» و خفل بين | 
يديه علم القطبيّة؛ ونُوّجٍ بتاج الغوثى. وألبس خلعة التصريف العام إلنافذ في جميع ٠‏ 


١ 
‪۱ 








ترجمة سيدي عبد القادر اجیلاتی 53 


الوجود» ومشت أكابر الأولياء من الصدّيقين والبدلاء تحت ركابه بأمر الملك المعبود: 
واشتهرت في الوجود كراماته» وجمعه بين علمي الظاهر والباطن -يستحيل أن يكون 
قال ذلك بحظٍ نفس » وهوّى كامنء والله سبحانه وتعالى يقول في محكم آياته: ڈاللہ 
أَعْلمْ حَيْثْ حَيْث يَجْعلٌ رسال [الأنعام:124] کہ كيف وقد أجمع على فضله وعلمه وجلالة 
قدره الخاص والعام من زمنه إلى هذه لیا بل قد ذكر العلماء الأعلام أن كراماته 
قربت من التواتر بين أهل ملة الإسلام» فيكون ضدور هذا القول عنه امتثالاً لأمره؛ 
ويكون ذلك الأمر تنويهًا بفضل وبيانًا لعلوٌّ شأنه» وتعريفا للجاهل بكبر قدره» وإرشادًا 
إلى التعلّق بهء والتوسل برفيع جاهه» وغير ذلك من المصالح. 

وقد روي في کتاب «مناقبه» من طرق كثيرةٍ بروايات شهيرةٍ عن جماعةٍ من 
المشايخ الأكابرء والعلماء الأفاضل» والأخيار الثقات» واشتهر واستفاض حتى في 
الجهات البعيدة أنه قال في مجلسه وهو على الكرسي يتكلم على الناس: «قدمي هذه 
على رقبة كل ولي لله» وكان في مجلسه حیثدٍ عامة مشایخ العراق: ورُوي أنهم كانوا 
نحوا من خمسين شيخًاء ووي نيفًا وخمسين شيخًا. 
منهم: الشيخ أبو النجيب السهروردي» والشيخ قضيج البان الموصليء والشيخ أبو 
السعود أحمد بن أي بكر العطاء, وغيرهم من المشايخ الأكابر المعدودين. 
وزُوي من طرق كثيرة عن خلائق من الأولياء أنه لم.ييق أحدٌ من الأولياء في ذلك 
الوقت من الحاضرين والغائبين في جميع آفاق الأرض إلا حَنى له رقبته إلا رجلا 

باصبھان؛ فإنه لم يفعل» فشلب حاله. 

وروي أن الشيخ أب النجيب السهروردي طأطأ رأسه حتى كاد يبلغ الأرض؛ وقال: 

على رأسيء على رآ » على رأسي؛ قالها ثلاث مرات. 

وكان من جملة من خنى له زقبته من الغائبين الكبار المشهورين: الشيخ أبو مدين 
المغربي؛ والشيخ عبد الرحيم القناويء والشيخ أحمد بن أبي الحسين الرفاعي رضي 

الله غنهم أجمعين. 

فأما الشيخ أحمد الرفاعي: فرووا عنه أنه كان جالسًا يومًا برواقه بأم عبيدة» فمدٌ 
عنقه وقال: على رقبتي» وفي رواية أنه قال: وحميد منهمء فشیٍل عن ذلكء» فقال: قد 

قال الشيخ عبد القادر الآن بيغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله. 

٠‏ وأما الشیخ أبو مدين المغربي: فرووا عنه أنه حنى رأسه يومًا وهو بين أصحابه؛ 


34 ترجمة سیدي عبد القادر ا جمہلانی 


سس سس ےس سس سم سک شش شش کے 
وقال: وأنا منهمء اللهُم إني أشهدك. وأشهد ملائكتك أني سمعّت» وأطعت. فسأله 
أصحابه عن ذلك؟ فقال: قد قال الشيخ عبد القادر الآن ببغداد: قدمي هذه على رقبة 
كل ولي لله فاژخوا ذلك وهم في المغرب» ثم جاء المسافرون من العراق» وأخبروا أن 
الشيخ عبد القادر الكيلاني قال ذلك في الوقت الذي أرُخوہ. 

وأما الشيخ عبد الرحيم القناوي: فرووا عنه أنه مل عنقة يومًا بقئاء وقال: صدق 
الضادق المصدوق. فقيل له: ومن هو؟ فقال: الشيخ عبد القادر الكيلاني قد قال: قدمي 
هذا على رقبة كل ولي لله وتواضع له رجال الشرق والمغربء فأرّخوا ذلك الوقت» ثم 
جاء الخبر بذلك في ذلك الوقت. 

ورُوي بأسانيد كثيرة من طرق متعددةٍ عن جماعةٍ من كبار المشايخ أنه لم يقل ذلك 
لا ہام 

منهم: الشيخ عدي بن مسافر الأموي فال: إنما وَضَعْتْ الأولياء كلهم رؤوسهم 

لمكان الأمر؛ ألا ترى الملائكة لم يسجدوا لآم اق إل رود الا حلي 

ومنہم: الشیخ ابو سعيد القليوي قال: قالها بأمر لا شك فيه وهي لِسَان القطبئة. 

ومنهم: الشيخ علي افيتي: ما قال الشيخ عبد القادر مقالته تلك صَعَدَ إليه فوق 
الكرسي» وأخذ قدمہ وجعلها على عنقهء ودخل تحت ذيله؛ فقال له أصحابه: فَلِمَ 
فعلت ذللكدل؟ فقال: لأنهہ أمر أن يقولهاء وأذن له فی عزل من أنكرها عليه من الأولياء 
فاردث أن أكون أول من سارع إلى الانقياد له. 

ومنہم: الشیخ أحمد بن آي الحسن الرفاعي قيل له: هل قال الشيخ عبد القادر: 
قدمي هذا على رقبة كل ولي لله بأمرٍ أو بلا أمر؟ قال: بلى قالها بأمر. 

ومنهم: الشيخ ابو محمد القاسم قال: لما أمر الشيخ عبد القادر بقول: قدمي هذه 
على رقبة كل ولي لله رأيثٌ الأولياء بالمشرق والمغرب واضعين رؤوسهم تواضعًا إلا 
رجلا بأره ض العجم فإنه لم يفعل» فتوارى عنه -حاله. 

ومنہم: الشیخ حياة بن قيس الخحراني قال: قد غشانا زمانٌ مديدٌ في ظل حماية 
سيئات الشيخ عبد القادر الكيلاني؛ وشربنا كؤوسًا هنيئة من متاهل عرفانه» ولقد كان 
النفس الصادق يصدر عنه؛ فييسط من شعاع نوره في الآفاق استطارة النارء فيقتبس منه 
الأسرار أاصحاب الأحوال على قدر مراتبهم؛ ولما أتاه الأمرجقول: قدمي هله على رقبة 

كل دلي الہ زاد اللہ جمیع الاولیاء نورا في قلوبهم» وبرکة في ٣۳‏ وعلوًا في 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني ١‏ . 55 


أحوالهم بسبب وضعهم رؤوسهم. 
. وروي بأسائيد صحيحة متعددةٍ كثيرة عن جماعةٍ من الشيوخ الكبار أنهم أخبروا 
عنه أنه سيقول مقالته تلك قبل أن يقولها بسنين كثيرة؛ بعضهم قال ذلك بنحو مائة. 
منهم: الشيخ عبد الله الجوني روى عنه الشيخ الإمام أبو يعقوب يوسف بن أيوب 

الهمداني قال: سمعت شيخنا أبا أحمد عبد الله بن علي الجوني سنة أربع وستين 
وأربعمائة يقول: أشهدت أنه سيولد بأرض العجم مولودٌ له مظهرٌ عظيمٌ بالكرامات» 
وقبول تامّ عند الكافة» ويقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله» ويندرج الأولياء في 
وقته تحت قدمه ذلك الذي يشرق به زمانه؛ وینتفع به من رأه. 
ہے ومنهم: الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء قال لمن حضره لما أتى الشيخ عبد القادر 
لزيارته وهو شَابُ: قوموا لوليٍ الله وربما يمشي إليه في وقتٍ خطوات» وكان الشيخ 
عبد القادر يتكدّر إليهء فلما تکژر منه قوله: قوموا لولي الله قال له أصحابه في ذلك» 
فقال: لهذا الشاب وقت إذا جاء افتقر إليه فيه الخاص والعام» وكأبِّي أراه قاتلا ببغداد 
على رءوس الأشهاد وهو محق: قدمي هذه على رقبة کل ولي لله» فتوضع له رقاب 
الأولياء في عصره؛ إذ هو قطبهم: ؛ فمن أدرك منكم ذلك الوقت فليلزم خدمته. 

ومنبم:. الشيخ عقيل المنبجي دس سره شئل عن القطب في وقته؟ فقال: هو في 
_ هذا بمكة مخفيٌ لا يعرفه إلا الأولياء» وسيظهر هناء وأشار إلى العراق» وهو 
شريف يتكلم على الناس ببخدادء يعرف كراماته الخاص والعام» وهو قطب وقته» يقول: 
قدمي هذه على رقبة كل ولي له» وتضع له الأولياء رقابهم» ولو كنت في زمانه 
. لوضعت له رأسيء ذلك الذي ينفع الله به مَنْ صِدّق بكراماته من سائر الناس. 

ومنہم: الشیخ علي بن وهب البخاري قدّس سرّه قال: إن الله تعالى قد نور الوجود 
بظهور رجل اسمه عبد القادر» مظهره في العراقء يقول ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل 
ولي لله» ويقرٌ أولياء عصره بفضله. 

ومنهم: الشيخ حماد الدئاس قدُس سره قال الشيخ أبو النجيب عبد القادر 
السهروردي: كنت عند الشيخ حماد بن مسلم الدئّاس ببغداد سنة ثلاث وخمسمائة 
والشيخ عبد القادر يومٿڊٍ في صحبته» فجاءء فجلس بين يديه متأوّبّاء ثم قام» فسمعت 
الشیخ حماد يقول بعد قيام الشيخ عبد القادر لهذا العجمي: قدمٌ تعلو في وقتها على 
رقاب الأولياء في ذلك الوقت» وليومرن أن يقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله 


36 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلانى 


وليقولنٌ؛ ولتوضعنٌ له رقاب الأولیاء في زمانه. 

وقد سب قول الغوث في قصة ابن السماء ومما أخبر به جماعة من المشايخ الكبار 
أهل الكشف والأنوار والمعارف والأسرار قدّس الله تعالى أرواحهم عن هیئة الحال: 
لما قال الشيخ عبد القادر ذلك المقال. 

منہم: الشیخ أبو سعيد العز بن أحمد القيلوي قال: لما قال الشيخ عبد القادر: 
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تجلى الحق سبحانہ وتعالی علی قلبہ؛ وجاءته خُلعة 
من رسول الله 5 على يد طائفةٍ من الملائكة المقرّبين والبهاء بمحضر من الأولياء من 
تقڈم منهم ومن تأخرء الأحياء بأجسادهمء والأموات بارواحھم؛ وكات الملائكة 
ورجال الغيب حافين بمجلسه؛ واقفين في الهواء صفوفا حتى انسدٌ الأفق بهم» ولم يب 
ولي لله تعالى في الأرض إلا حَنى عنقه. : 

ومنهم: الشيخ بقا قُيّس سه قال: لما قال الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة 
كل ولي لله قال الملائكة: صَدّقت يا عبد اللہ 

ونہم: الشيخ عدي بن مسافر الأموي قيس سا والشيخ أحمد الرفاعي r‏ 
سه روى عن الشيخ عدي أنه لما ذكر بين يديه الشيخ عبد القّادر قال: بخ بخ» ذلك 

قطب الأرضء وضع ثلاثماثة ولي لله وسبعمائة غبیء ما بين جالیں فی ا رض ومار 

في الهواء» ممتدة أعناقهم له في وقتٍ واحدٍ حين قال: قدمي هذه على رقبة كل ولي 

قال الراوي: فعظم ذلك عندي» ثم بعل مده أتيت أم عبيدة؛ لأزور الشيخ أحمد بن 
الرفاعي. فذکرت له ما سمعت من الشیخ عدي؛ قال: ضدق الشیخ عديی. 

ومنبم: الشيخ هاجد, والشيخ مطر- فس سذهما- روي عن الشيخ ماجد أنه قال: 
لما قال الشيخ عبد القادر: “قدمي هذه على رقبة كل ولت لله لم يبق لله ولي في الأرض 
في ذلك الوقت إلا حنى علقه تواضعًا لہ واعترافا بمکانته» ولم ببق ناد من أندية 
صالحي الجن من جميع الأقطار في الآفاق في ذلك الوقت إلا وفيه ذكر ذلك» وقصدته 
وفود صالحي الجن من جميع الأقطار مسّمين عليه؛ وتائبين على يديه» وازدحموا في 
باپه. ظ 

قال الراوي: فاتينا إلى الشيخ مطر؛ لزيارته وفي أنفسنا إعظام ما سمعناه من الشيخ 
ماجدء فلمًا دخلنا عليه رحُب بناء وقال: صدق أخي الشيخ ماجد فيما أخزكم به عن 











ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 37 


الشيخ عبد القادر. ظ 
ومنبج: الشيخ مكارم قدّس سرّه قال: أشهدنى الله وَْكَ أنه لم يبقّ أحدٌ ممن عقد له 
الولاية في أقطار الأرض أدناها وأقصاها إلا شاهد علم القطبية محمولا بين يدي الشيخ 
عبد القادر» وتاج الغوثية على رأسه: ورأى عليه خلعة التصريف النافذ في الوجود 
وأهله ولاية وعزلاً معلمة بطراي الشريعة والحقیقة وسَمِعْتهُ يقول: قدمي هذه على 
رقبة كل ولى للهه ووضع رأسه؛ وذلل قلبه له في وقتٍ واحلٍ حتى الأبدال العشرة. 
قال الراوي: قلت: مَنْ هم؟ قال: الشيخ بقا بن بطوء والنهر ملكي؛ والشيخ أبو سعيد 
.. القليوي» والشيخ علي بن الهيتي» والشيخ عدي بن مسافر الأموي» والشيخ موسى 
1 الزولئ» والشيخ أحمد الرفاعي» والشيخ عبد الرحمن الطفسونجي؛ والشيخ محمد بن 
٠‏ عبيد البصري» والشيخ حيّاة بن قيس الحوّاني» والشيخ أبو مدين المغربي قڈس اللہ 
٠‏ تعالى أرواحهم أجمعين. 
ومنہم: الشیخ خلیفة فیس سژہ: وكان كثير الرؤيا للنبي #۶ روى عنه الشيخ 
أبو القاسم بن أبي بكر بن أحمد بن أبي السعادات البندينجي أنه قال: رأيت رسول الله 
8 فقلت: یا رسول اللہ قد قال الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله. 
قال: صدق الشيخ عبد القادرء كيف لا وهو القطب وأنا أرعاه!. ۱ 
فهذه ُبِذَةٌ يسيرةٌ مما يتعلق بقول الشيخ عبد القادر قرس سره مقالاته المذكورة 
وقد أضربت عن أشياء كثيرةٍ مما يتعلق بذلك» ومما يدل على عظمة فضله؛ وجلالة 
قدره» ضربت وحذفت الأسانيد للاختصارء ولا حاجة إليها أيضا؛ لكثرة ما فی ذلك .من 
الأشهارء وقد ذكر بعض أهل العلم أن كراماته قربت من التواتر يعني: قرب حصول 
العلم بوجودها من العلم القطعي الحاصل بكثرة الرواة البالغين حدٌّ التواتر المعروف؛ 
لكثرة المخبرين عنهاء وقد ذكرت شينًا منها في باب الكرامات الآتي قريبًا. 
وبالجملة: فهذا الذي ذكرته مِنْ فضله» وإن عظم فهو قطرةٌ من بحر فضائله» أو غبار 
من رمال ساحله. 
وقد روي بالسند الصحيح عن الشيخ أبي الرضا محمد بن أحمد بن داود البغدادي 
المعروف بالمقيّد قال: كنت كثيرًا ما أتوقع من أسئلةٍ عن شيء من صفات القطب؛ 
فدخلت أنا والشيخ. أبو الخليل أحمد بن أسعد بن وهب بن علي المقري إلى جامع 
الرصافة» فوجدنا فيه الشيخ أبا سعيد القيلوي» والشيخ علي الهيتي» فسألت الشيخ با 





38 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 


سعيد عن ذلك؟ فقال: : إلى القطب انتهت رئاسة هذا الأمر في وقته؛ وعنده تحط رحال 
جدالة هذا الشأن. 

فلت: فمن هو هذا؟ قال: هو الشيخ عبد القادر الكيلاني» فلم أتمالك أناء وثبتٌ» 
ووثبوا كلهم؛ لنحضر مجلس الشیخ عبد القادر ولا تقڈم منا أحدٌ ولا تآخر ولا تفژقنا 
وما منا إلا مَنْ يشتهي أن يسمع شيئًا في هذا المعنى؛ ٠‏ فوافيناه يتكلم» فلمًا استقر بنا 
المجلس قطع کلامہ؛ وقال: إ إني للواصف أن يبلغ وصف القطب ولا مسلك في 
الحقيقة إلا وله فيه مأخذ مكين ولا درجة في الولاية إلا وله فيها موطىٌ ثابتٌ» ولا 
مقام في النهاية إلا وله فيه قدمٌ راسخ» ولا منازلة في المشاهدة إلا وله منها مشربٌ 
هني: لا يشقى جليسه؛ ولا يغيب شهوده؛ ولا یتواری عن حاله بشر تابغ له حدٌ ينتهى 
إلیه ووصف ینحصر فيه؛ وتکلف یجب عله. 


ثم أنشد بعد کلام طویلِ في ذلك من غير ترم ولا أغان: 


مالي الصبابة منبل مستعذب 
أو في الوصال مكانة مخصوصة 
رهبت لي الأيامٌ رونق صفوها 
رغوت مخطوبا لكل كسريمة 
الا من رجال لا يخاف جليسهم 
ومهم في كل مد رتب 
انا بلسبل الأفسراح أملاً دوحها 
اصسبحت لا املا ولاأسية 
مازلت ارتسعٌ فسسي ميادين الرّضًا 
أضحى السزمان كحُلة مرقومة 
فلت شوسٌ الأرلسين وشسا 

ثم قال: كل الطيور : 


إلا ولي فيه الألذ الأطيب 
إلا وضزئي أعر وأقرب 
فحلا مناهلا وطاب المشرب 
لا يہستدي فيا اللبيب ويخطب 
ريب الزمان ولا يرى ما رهب 
طربا وني العلسياء بسان آشسہب 
طسوغعا ویہسا رم لا بصزبٰ 
أرجو ولا موعودة انسرقب 
حى رهبت مكانة لا وهب 
تسزهو ونحن ها الطرازٌ الْمُلْخْبْ 
أبدًا على فلك العلا لا تغرب 


تقول ولا تمعل : والبازي يمعل ولا يقول. ولأجل هلا صار 


أكف الملوك سُدَنّهُ فقام إليه الشيخ أبو متصور بن المبارك الواعظ المعحروۂ بجرادة» 








ترجمة سيدي عبد القادر الجيلانى 39 
۴٣‏ ا سس سے 


وأنشد يقول: ظ 
ہے السٹشہور لہ والمواقيتْ ‏ يامَّن باألفاظه تغلو اليواقيت 
الا است فان فخز فلا عجبَ ‏ وسائرٌ الناس في عينسي فواخيت 
وأشم مسن قدميك الصدق ېدا لأئلهقلوّفي نعل هالصيت 

فقام الشيخ علي بن الهيتي وَقبْل قدم الشيخ عبد القادر؛ قال: فكتبنا المجلس عندنا 
وحفظنا ما وقع فيه. 

قلتٌ: وقد أوّل بعض العلماء قوله قَرّس سده: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله 
فقال: المراد بذلك شريعتي وعلمی الذي هو شريعة محم يي كما يُقال: القدم على 
القدم: أي العلم علی العلم؛ والله أعلم. 

قال الشيخ اليافعي في كتابه «نشر المحاسن»: اعلم وفقنا الله تعالى وإيّاك لفهم الحق 
وايباعه وَجَعَلِنا جميعًا ممن انتفع به ونفع الغير بانتفاعه أن القوم وردوا بحرًا ليس له 
ساحل» وكل أحدٍ من المنكرين عليهم من ذلك المورد ما حل > وبما فيه من جواهر 
المعارف والأسرار والحِكّم جاهلٌ» وسّقوا بكؤوس الوصل راح المحبة التي لم يشم 
ريحها من لم يقضٍ من قتل نفسه بحته» فأخذ ينكر عليهم مَنْ لم يعرف تلك الجواهر 
التي لأ يعرفها إلا من هو في ذلك البحر ماهرٌ؛ وذلك لجهله بالأسرار التي في تلك 
المعارف» والؤاح التي في تلك المغارف» فإن الشطح الصادر عنهم منه ما وقع منهم في 
حال السكر والغيبة بواردات الأحوال» والشكزر سببٌ مباحٌ يُسقط التكليف بالشرع 
بالشرط المعروف في كتب الفقهء ومنه ما صدر منهم على سبيل الحكاية عن الله قك. 

وممن قال أن هذا القول. صَدَرٌ عنه في حال الشكر الشيخ عبد القادر الكيلاني» ومنه 
ما أمروا به فصدر عنهم امتثالاً للأمرء ويكون ذلك الامر تنويها بفضلهمء ٠‏ وبيانا لعلو 
شأنهم؛ وتعريفًا للجاهل بككبر قدرهم: وإرشادًا إلى التعلق بھم؛ والتوسل برفيع جاههم؛ 
وغير ذلك من الصالح؛ ومن ذلك قول الشيخ عبد القادر الكيلاني فس سذه: (قدمي 
هذه على رقبة كل ولي لله)» وشطحات المشايخ كثيرة جداء فكل ما بلغك عن أحلٍ 
مدهم بِنْ شطح فاحمله على أحد المحامل المذكورة على حسب ما يليق بحاله تسلم 
وتغدم إن شاء الله تعالى انتهى. وانظر: الانتصار للأولياء الأخيار (ص64) وما بعده. 

- وأما ما نسب إليه #5 من قوله: . 

«معاشر الأنبیاء اریتم اللقب» وأوتينا ها لم تؤتو!» 


40 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلاني 

قال الشيخ العطار: وأما قول سيدنا سلطان الأولياء عبد القادر: «معاشر الأنبياء 
أوتيتم اللقب؛ وأوتینا ما لم تؤتوا» 

فهو من باب قول الخضر لموسى عليهما السلام: (أنا على علم أوتيته لم تؤته) أو 
معنى ذلك مع أنا لا نتوقف في فضل موسى على الخضرء وفضل الله يؤتيه من يشاء 

كيف وعلم رجال هذه الأمة موروث عنه ل وقد علم ما لم يعلمه غيره من الأنبياء 
فقد فاز رجال هذه الأمة بالعلم الموروث عنه 35 

وقال أيضا الشيخ الشعراني ي معقيًا على" ذلك اعلم أن قوله ٭: «إنما أوتيتم اللقب» ٠‏ 
أي حجر علينا لقب النبي» وإن كانت النبوة سارية إلى يوم القيامة في أكابر الرجال؛ 
لأنهم نواب الأنبياء وورثتهم وأما قوله: «وأوتينا ما لم تؤتوا». 

فهو معنى قول الخضر له الذي شهد بعدالته وتقدمه في العلم لموسى ك آنا 
على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت يريد من الوجه الخاص الذي بين كل إنسان وبين 
ربه» ويحتمل أن يريد الشيخ عبد القادر بالأنبياء هنا أنبياء الأولياء أصحاب التعريف 
الإلهي؛ فتكون تصريحًا منه بأن الله تعالى قد أعطاه ما لم يعطهم.ء والله أعلي”. 

وباججملة: قال الشيخ الصيادي: والذي أراه أن ما صدر عن سيدنا الشيخ عبد القادر 
الجيلي فدّس سه ونفعنا الله به من الكلمات التي رؤيت بمرأى الشطحات فهي مؤؤلة 

وأما بعض الكلمات التي لا تقبل التأويلات فهي نسبت إليه» ولم تكن منه ه على 
الأصح؛ كالكلمات التي سمّاها واضعها عليه من الله ما يستحق بالغوثية والمعراجية 
وأسندها إلى الشيخ ك وأخذ به نزه الله مقامه إلى مذهب الحلولية وأهل الوحدة 
المطلقة. ٠‏ فهي بهتان وافتراء محض عليه قرس سه. 

وإنه 5 من أعظم من تحقق بقدم الاتباع للنبي ك5 فى الأقوال والأفعال» وقد دلت 
عليه إرشاداته وكمالاته وعباداته. 

وقال الشيخ أبو الهدى أيضًا©: وقد كنت رأيت في كتاب: «الفيض الوارده للعلامة 
الفاضل السيد محمود أفندي الألوسي المرحوم مفتي العراق عليه رحمة الخلاق» 





2) فى قلائد الزيرحجد ص 149) بتحقيقنا. 








ترجمة ميدي عبد القادر الجغيلاني 41 
رجه ساي ا او اي 
مأ نضه: 
قد ذكر الإمام الرباني مجدد الألف الثاني في مكتوباته» أن القطبية كانت لأثئمة أهل 
البيت أصالة» وصارت من بعدهم وكالة حتى ظهر الشيخ عبد القادر الكيلاني قَيّس 
سه فأعطيها أصالة» حتى إذا ذهب إلى حظائر القدس آعطيها من جاء بعده وكأنه عنه» ‏ 
فكل الأقطاب سس بعلہ نوابہ ووكلاوؤم ولا يزال الأمر كذلك سی يظهر المھدی 
فيعطاها أصالة. 
وفي قوله قدّس سرّه: 
غربّت شموس الأولين وشمستا آنا على فلك العلا ل تَغرّب 
رمز إلى ذلك انتهىء فليحفظ! 
وقال الصيادي أيضًا (ص1 15): إن السيد الشيخ عبد القادر قرس سؤه» وغمرنا بره 
قد نال ما نال من القطبية بواسطة جده يل على أتم وجه وأکمل حال. 
فقد كان ده من أجلة أهل البيت حسيئًا من جهة الأب» حسییا من جھة الام لم 
يصبه نقص: لو أن.. وعسى.. وليت.. ولا ينكر ذلك إلا زنديق أو رافضي يُنكر صحبة 
الصدیق: انتهى. 


هذا والله الموفق والهادي سواء الصراط. 


- بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب القطب الجيلاني 'للشطنوفي (طبع 
دار الكتب العلمية -بيروت- بتحقيقنا). 
3 الجنی الداني في دکر نمذة من منافف عبد القادر الجیلانی: لجعفر بن 
حسن البرزنجي. (طبع) ومنه مخطوط ببرلين» ولییزج. 

- غيطة الناظر 2 تر حمه الشيخ عبد القادر لابن حجر العسقلاني (طبع كلكتاء 
وبيروت). 

- قلائد الجواهر في ترجمة الشيخ عبد القادر للتاذفي (طبع دار الكتب العلمية- 
بيروت- بتحقيقنا). 

- ذيل فلائد الجواهر في ذكر ذرية سلطان الأو لياء الشيخ عبد القادر (الجيلاني)- 
مطبعة السعادة 326 1ه 

- نزهة الخاطر في ترجمة الشيخ عبد القادر للملا علي القاري (طبع باستانبول). 

- الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر للبرهان إبراهيم بن علي الديري 
(ہتحقیقنا). 

- مفاتيح المطالب ورقية الطالب في مناقب الشيخ عبد القادر الکیلاتی: للديرئ. 
(لعله نفسه الكتاب المتقدم). | 

- النشر العاطر بمناقب الشيخ عبد القادر لجمال الدين بن أحمد التونسي (طبع 
بتونس). ٣‏ ِ [ 
- تحذير المنكر للقدرة المعاند الغادر المعترض على كلام سيدي الشيخ 
عل القادر لابن الرسام الحموي الحنبلي. ٠‏ 

- الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر قدس سره لابن الأهدل اليمني. 

روض النواظر في ترجمة الشيخ عبد القادر للشيخ محمد سعيد بن ذريع 
المادرى. 

- الصبح السافر عن شمائل الشیخ عبد القادر لعبد الرحمن بن عيسى بن داود 
السنجاري. مخطوط بدار الكتب المصرية. 

رياض البساتين في مناقب الشيخ عبد القادر لمحمد أمين الكيلاني -طبع 


بتونس. 
- تھا ` ٣‏ | 








ترجمة سيدي عبد القادر اخیلاتی ٠‏ ) ) 43 
ا ۴7ا كا ا 


- الدر الفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر لعبد الرحمن بن السايح. 
- حلاصة المقاخر في مناقب الشيخ عبد القادر لليافعي (رتحقیفنا). 
- درر الجواهر في مناقب الشیخ عبد القادر لابن الملقن. 
- مختصر بهجة الأسرار للشيخ عبد العزيز الدريني (مخطوط يسر اللہ لا 
تحقيقه). 
- الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر للشهاب القسطلاني. 
- روضة الناظر في درجة الشيخ عبد القادر للمجد الفيروزابادي. 
- نزهة الناظر في مناف الشيخ عد القادر للوشبيلي. 
- نزهة الناظر في مناقب الشيخ عبد القادر للشيخ أبي محمد عبد اللطيف بن 
أحمد بن محمد بن هبة اللہ الهاشمي البغدادي. 
- تفریج الخاطر ترجمة الشيخ عبد القادر لمخيي الدين الأربلي (تحت قید 
الطبع) بتحقیقنا. 
- الشرف الباهر فى مناقب الشيخ عبد القادر لموسى بن محمد اليونيني” 
البعلبكى (مخطوط بدار الكتب المصرية). 
- جلاہ الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر لولده سيدي عبد الرزاق. 
- مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني منظومة رائية من البحر الوافرء للمشيشي. 
- أنوار الناظر فى مناقب الشيخ عبد القادر لبي بكر عبد الله بن نصر بن حمزة 
البكري الصديقي البغدادي. 
- أنهار المفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر للشيخ غوث الدين محمد بن ناصر الدين 
محمد المدارسى الهندي. 
ثثر الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر للقاضي محمد بن صبغة الله بدر 
الدولة المدار سي الهندي. 
- تلطيف الخاطر في مناقب الشیخ عبد القادر للشيخ محمد صادق السعدى 
الشهابي القادرى ا " 
- النشر العاطر بمولد الشيخ عبد القادر للشيخ جمال الدين التونسى المالکی. 
- السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني لابن عزوز المكي 
(طبع بہپیروٹ بتحقیقنا). 
- الطراز المذهب شرح قصيدة مدح الباز الأشهب للآلوسي المفسر (بتحقيقنا). 
- المورد السني في ترجمة سيدنا عبد القادر الجيلاني الحسني الحسيني لمحمد 
صالح بن أحمد الخطیب القادري الحسني (طبع ). 
- الباز الأشهب عبد القادر الكيلاني وبر أهيم الدر وبي البغدادي (طبع بالعر اق). 


44 ترجمة سيدي عبد القادر الجيلانى 
- الباز الأشهب في حياة الشيخ عبد القادر الكيلاني لآرتين آصادور بيان. 
- الكواكب الدرية في المناقب القادرية لمحمد رشيد الرافعي (مطبوع). 
- نفحة الرياض العالية في بيان طريقة القادرية لمحمد رفعت بن عبد الله 
الرومي. ١‏ 
- رسالة في ذرية الجيلانيين القاطئين بحماه لمحمد سعدي بن عمر الأزهري. 
-الشيخ عبد القادر الجيلاني وأعلام القادرية لمحمد درنيقة. 
-زين المجالس في مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني -بلسان أردو - 
للقاضى محمد يوسف صاحب مركهى الهندي. 
-الشراب النيلي في ولاية الجيلي لمحمد بن ایرام الحلبي الشهير: 
بابن الحلبي المتوفى سنة 971 ه. 
وانظر في المصادر: 0 
- الأنساب للسمعاني (415/3). 
- المنتظم لابن الجوزي (219/10). 
- الكامل لابن الأثير (323/11). 
- مرآة الزمان للشيخ اليافعي (964/8). 
- العبر للذهبي (175/4). 
- دول الإسلام له (3935/1). 
- سير أعلام النبلاء له (150/22). 
- فوات الوفيات لابن شاكر (273/2). 
- الوافي بالوفيات للصفدي (358/1). 
- البداية والنهاية لابن كثير (252/2). 
ديل طبقات الحنابلة لابن رجب (290/1). _ 
- الطبقات الكبرى للشيخ الشعراني (108/1). 
- شذرات الذهب لابن العماد (198/4).' 
- كنوز الأولياء ورموز الأصفياء لأبي الليث الزيلي (ص34). 
. - الأعلام للزركلي (47/4). ) 
- معجم المؤلفين لكحالة (200/2). ۱ ۱ 





پس- مه ےوںسپہبع-و_-.-..ب- ککسسوووےے e‏ س -.9889ٰؤٰ۳۲م+ رد سس سس سس mm ma. ١‏ 


4١ 


ا ال رل ول عط ادع انار 


وروی مان فزكل: م نود :مم 
اور 04 کا یی " 
مھا ر یں یں کے 
قث د ار سو : 
1 یاد ابر گی و لم * 
بی 


بر بر و2 


سو 





صورق توان الجزء الأول من مخطوطة دار الكتب المصرية 


- 45 - 





46 





٠‏ او شع صدو راپ بالات والز رکا زھوا رانک رم اتا حم لواب دب 


نماذج من رز المخطوط 








|| 86 اسمس ونی © 
وصتفه ونر کر یزان به ته ال نطلا هره وم م رمان ”ملا فر دی دیون 
ا کیان وو جت امه یا میات لرک رارک یتام وبع هوی اعرة 
زم ارحال* ون رم انت والیمالہ از ما مزال لن سا دہ کال 
نک الیک عون انگ دریگ سی عذكة فی اہ مت رن کامفت ء ۱ 
دنم لی زیی اليب اكد "تیج مزر ماد احا کدی خد بات نپ اکٹ | 
| ان ا تراچ قو اا عر ٥ار‏ پو ارمة الاو روید کے چوک ازالمر وراج 
انك اده تماق للطوسوي بال عله *و ليا تومن يام رقعدت البه ازن ته سان ا 
تارا ناله اراز اکن وب می للع اتاو ییک مربي نالع ل ولافرة 
الاب م وبا کک ج تن دنہ عو ٹول لن وھوویوں السپیل وس لابا مل 
اوت وا ان ۶نیم ابی ور الات ناإٹان وازم زاین اف 
ٰ ۷ظ وا الہمی ارۃ لہ امو با لذوقٰ والر مان ولا از والبيوت 
گا وائف والیات لابا لقین ولا نمو دہ ماعنا اتا اواب لقيو 
نیف بد مال و وفادوہ ول الحهوفة اص ن٤‏ ئا وارد وامورود وا لاز 
١‏ خنالراعد واخوجور بخرا انمز اک ن۴ میم رسیم والارات التب | 
ما ہی سس نل فقوم الاوعات و سول الحاظات فضى؛ دہ واكم باھراں الما 

































ا لألانمأ رهسن الفتومات الت سيا ادده ان و وح ای کین جوده یں کر ه 
اق 





صورة الصفحة الأول من مخطوطة دار الكتب المصرية 








0 










1 3 9 ا : ا 
: کان برت 


۰ 
0 . 5 =" 0 
چ- ا چان و سد ا یھ رج نہمیں۔ ۲۰ کے جو ریٹسھستن- | 


. هي چ0 
اپ گی کا 

05 .۔ 
ہ۔ قاع 





1 رک 4 6 را اج عر اك 





اه 


قاضو ةم 










¥ 
` 
+ + 














ْ نماد ج من صور المخطر ظط 








صورة عنوان الجزء الثاني من المخطرطة 


نماذج من صور المخطوط 


اة سور تقل لان عا رباب الام الالال والملين 
: | الو صلقق' يمالوحوة الا پ رہ رو فی مدان سن می الما وا وان 


ہاپس سفت زم لاب الاز یم ور الاو والرتارۃ ا لیے مانراٹی 1 : 
| وا لشارة تلالع اخقیی انم اشک اي میں لزاع ران مود طر نے 


و بارا نززل و تلوب لوبت پ ی ر ورم صلرتر ویر مک لت الدہرر هذ يال ٤‏ 


۰ وبا طز ایل وال لتنا ال مار ر الزجرفات المَابر للها من ! لمششاء 


: | سم والفاه مات وا نضا نيه تيت دننسهبالموت الرراري عن منيشيا ت اوھ أ 5 
5 ا شر وفاء لاح وت ' نمووة عئ !لیب ن؛ للاشوث وعراز حعرع اروت 1 
: الیل با ولا کرت و بأ یل الیہرلہ EN‏ الاب البرسم ! لفتصيام. 

١‏ سیر اقرا" مطل هت صف الظار؟ الحمنة: والطيين الممنووة'لمان] 
: اسفةوالسادۃ ال مد ونزنك حاطب سهاء عببيه 0ت7 1 


سد امن اهال ارعان سس ہھم ابا ٹا 
ال رک صلی پ اسان ای و سام المعلتا على نا للؤن: وبطن لیا إ 


از مع چ ہا الائ اوی اا ےنڑا اھ با لو تالمغلىا 3 


ا دااھوی با مداو لاشفی و'نوون پسورۃانپی طس يامنا لب 1 
5 سر ہہ 
1 لسمادة سر وروم السسادة! ليم اون ا زوس لت زعت 


نی عن بان اران الپوت المإترب لرلايل رمد وات | 


4 


صورة الصفحة الأولى من الجزء الثاني من المخطوطة 





والررى رج السا والەرق ٢ئ‏ ١رص‏ الم ال سواواءت الحسهابٌ وال ساد | ' 


ٰ اندر علييث عا نانک وني لرصالكث ينك !لون 01 


ار لؤارو” ت ری ر | 


49 





پس سا س جس n mer. Ea‏ وى ل کے ہے سے کی ر 1 
لصب رن ایر امین 


ٰ عقاف ال 9 ولا می پا سرت مزشحی ج6 اناد 
ر نندبدات بکتایۂ ھےزا القاےع ب الشریف المین افاریم سال والمنون مضل يراص 
ٰ زا خحائفانکاملین الہ رن مکی ڈی الم رالران وائو کل انم راق الإ الیارین ورگ طروي 

لئ اک نبإو لين الف اككاءل همون عبءالقار كلاق اعازائية سب 
ا ا کان ورا ت ممالوسيع! لرناى عاودر لزي ج المزار انصونے دعروع الاو اناس زلا لوهم 


1 : تلع اود فا لاہ رر ا وہ لاسرا رفا 














ل ردص ور زارفا غلا نف پک کان سيأ وش مرکو وی تا رگ ال سا5 
ناورار اش اردتا انیس ت للم اناه اهلام . 
وام زر یم بت انا ران درا يكيم ہس 
1 تن أفرم والجرد مقتوع وسبدان سنه لعز قمر محرلل کرو 2 
| ناین زر اید ھن ید فرع اما او ا سا١‏ و شلنا. 
یسا ا اقا ب ايقنانە امم اشاق جاه وال بارا ردا 
يداي تمہ وب لاٹ جوم وناامم( الوراو :وو کا 
الملل همتا زمه وه ترش خزرب شاو ل كنز ۱ 

وای دعوو رګ اه و لرل اکن ولد 
۽ ھی مم رابراب ورووافي؛ م نا بف 
ھار رین بب لک ور ار 
سيت القت کي 


ل ل سے س 
نل م | ۔ قب ıl “e‏ 


Lo Ts a mo 
نے ار‎ 


ٰ 





صورة الصفحة الأخيرة من المخطوطة ۱ 


سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك آنت العليم الحكيم» سبحان من تجلى 

لذاته بذاته» في ملابس أسمائه وصفاته وتعزز بكبريائه عن أن يصفه ألسنة مظاهره 
ومصنوعاته» جل جناب قدسه عن أن يكون شرعة كل وارد ووجهة كل قاصدء فيا عجبًا 
٣‏ من المدرك وما إلا إدراك في مقام لا يسع فيه سوى ما عرفتاك. 
صا ی اح یق عن علم الرجال ورعن وصف التفرق والوصال 
إذامئاجل شيءعن خيال يجلعنالإحاطة والمفال 

بحمدك لنفسك نتوسل إليكء» وبشأنك لذاتك نثني عليك؛ ولا نحصي ثناء عليك 
أنت كما أثنيت على نفسكء ونصلي على نبيك المؤيد من عندك لتبليغ سرائر حكمك 
وأحكامك إلى خلص عبادك ونتضرع إليك آلا تزيغ قلوبنا بعد أن هديت؛ إذ بيدك أزمة 
الأمور وبمشيئتك يجري ما في الصدور. 

إخواني - أبقاكم الله تعالى - لا تلوموني بما أنا عليه؛ ولا تعیروني بأمر قصدت 
إليه؛ إذ من سنته سبحانه إظهار ما خفي في علمه وإبراز ما كمن في غيبهء يفعل الله ما 
يشاء ويحكم ما يريدء لا حول ولا قوة إلا باللهه وما بكم من نعمة فمن الله» هو يقول 
الحق وهو يهدي السبيل» وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب عن جميع ما 
یعیبئی ویریب:. ) 

والملتمس من الإخوان» والمرجو من الخلان آلا ينظروا فيه إلا بعين العبرة لا 
بنظر الفكرة وبالذوق والوجدان لا بالدليل والبرهان» وبالكشف والعيان لا بالتخمين 
والحسبانء والله ما هذا الفقير الحقير من أصحاب القيود المتشبثين بأذيال الحجج 
والحدود» ولا من المتصوفة المتصلفة من الوارد والمورود والمتفوهة من الواجد 
والموجود: بل من خدام الفقراء المنسلخين عن جميع الرسوم والعادات» المنتظرين بما 
ظهر لهم من الحق في عموم الأوقات وشمول الحالات» نفعنا الله وإياكم بالقرآن 


- 51 - 


1 
2 
3 
1 
1 





52 ْ حنطبة الكتاب 


العظيم وشرح صدورنا وصدوركم بالآيات والذكر الحكيم إنه هو الجواد الكريم؛ 
الفتاح العلیم التواب الرحيم. 





ثم لما كان ما ظهر فيه من الفتوحات التي فتحها الله الحق ووهبها من محض 
جودہ فسمى من عئذه ب «المواتح الؤلهية والمفاتح الغيبية الموضحة_للكلم القرآنية 


والحكم المرقانية». 





ذانحة سومةالفاحة 


لا يخفى على من أيقظه الله تعالى سبحانه من منام الغفلة ونعاس النسيان أن 
العوالم وما فيها إنما هي من آثار الأوصاف المترتبة "على الأستماء. الذاتية الإلهية؛ إذ 
. للذات في كل مرتبة من مراتب الوجود اسم خاص وصفة مخصوصة لها أثر 
مخصوص: هكذا بالنسبة إلى جميع مراتب الوجودء ولو حبة وذرة وطرفة وخطرة 
والمرتبة المعيزة”عنها بالأحدية الغير العددية» والعماء الذي لا .حظ لأولي البصائرء 
٠‏ “والنهي منها إلا الحسرة والحيرة والوله والهيمان» هى غاية عروج معارج الأنبياء 
ونهاية مراتب سلوك الأولياء» وبعد ذلك يسيرون فيه لا بد وإليه إلى أن يستغرقوا 
فيتحيرواء وإلى أن يفنواء لا إله إلا هوء كل شيء هالك إلا وجهه. 
ثم لما أراد سبحانه إرشاد عباده إلى تلك المرتبة ليتقربوا إليها ويتوجهوا نحوها 
حتى يتنهي توجههم وتقربهم إلى العشق والمحبة الحقيقية الحقية؛ المؤدية إلى إسقاط 
الإضافة؛ المشعرة للكثرة والاثنينية» وبعد ذلك خلص نیتھم؛ وصح طلبهم للفناء فيه؛ 
نبه سبحانه إلى طريقه إرشادًا لهم وتعليمًا في ضمن الدعاء له والمئاجاة معه؛ 
مندرجات من نهاية الكثرة إلى كمال الوحدة المفنية لها متيمئا. 
ہے لاق یہہ © الکن ق ب اتس تیت )ال لیے © میٹ بر 
الیب 47د ند اد تکیت © آمیناآ رط ال تتم ن رط آل سمت علو عر 
لْمعْصُوبب يصولا لكان 2 © [الفائحة:7-1]. 
«بشم اف المعبر بها عن الذات الأحدية» باعتبار تنزلها عن تلك المرتبة؛ إذ 


1 
لے 


)1( قال نجم النين كيرى: سمّيت الفاتحة لمعنيين: أحدهما: أن الله تعالى بها فتح أبواب نخزائن 


¬ 531 = 





ود 


سورۂ الفائيحة 


الکتاب بعد أن أودع فيه عحقائق جوامع الكلام التي أنزلها علی جمیع آنہاله ورسله - عليهم 
السلام - يدل على هذا المعنى قوله تعالى: ولا رطب ولا ټاہیں إلا في کاب مبین) [الانعام : 
9] والثاني: أنها هي فاتحة فتوحات هذا الكتاب بأن الله تعالى ضمن فيها: حقائق مراتب 
الربوبية ومراتب العبودية» ومراتب الأمور الدنيوية ومراتب الامور الأخروية التي هذا الككتاب 
مشتمل عليها سنجمع دقائق مبائيها فمراتب الربوبية عشرة: أولها: مرتبة الاسم؛ بأن له تعالى 
أسماء والثاني: الذات. والثالث: الصفات. فهذه المراتب الثلاثة حاصلة في بشم اه الَحمَنِ 
الرجيم) [الفاتحة:1]. والرابع: الثناء. والخامس: الشكر. وهما حاصلان في طالحَند» ‏ 
[الفاتحة:2]. والسادس: الألوھیة بمعنی الخالقیة وهي حاصلة في «إك» [الفاتحة:2]. و ہو 
الربوبية بالوحدانية في الخالقية» وهي حاصلة في ظرَب العَالْمِينَ» [الفاتحة:2]. والٹامن: ' 
الملكية بالمالكية» وهي حاصلة في ظمَالِكِ» [الفانحة: 4]. والتاسع: المعبودية بالالوهية 
والوحدانیة وهي حاصلة في طيَوْء الذّين» [الفاتحة:4]. والعاشر: الهداية بالحق والإنعام من 
الازل إلى الأبد. وهي حاصلة في ظاهْدِنًا الصَرَاطٌ الْمُسْتَقِيم» [الفاتحة:6]. وكذلك في مرتبة ' 
العبودية عشرة: أولها: معرفة الله تعالى بهذه المراتب والثاني: الإقرار بالربوبية لله تعالى ويعبودية 
نفه له. والثالث: معرفة النفس وخلوها هن مراتب الريوبية. ۱ 
والرابع: العلم باحتياجه إلى الله تعالى واستغناء الله تعالى عنه. والخامس: عبادة الله تعالى على ما ۱ 
هو أهله بأمره. والسادس: الاستعانة بالله تعالى في عبوديته بالتوفيق والقدرة والتعلم والإخلاص. ۷ 
والسابع: الدعاء بالخضوع والخشوع والشوق والمحبة فإنه لق لهذا كما قال تعالى: ويل م 
يغبا بك زی لزلا دُعَاؤْكُنْ» [الفرقان:77] وقال تعالى: فإیْحِلِهُم وَیجونا4 [المائدة:54]. 
والثامن: الطلب لرجدان الله تعالى وصفاته ونعمه» وهو المقصد الأعلى والمئية القصوى. 
والتاسع: الاستهداء عنه تيهتدى به وينعم عليه بإرشاده طريق الهنابة. والعاشر: الاستدعاء منه 
بأن ينعم عليه؛ ويديم نعمته عليه ولا يغضب فيرده إلى الضلالة والغواية. وهذه المراتب كلها 
حاصلة في 9وَإِيَاكَ نَستْمِينُ4 إلى آخر السورة فافهم جدًا. ومراتب الأمور الدنيوية أربعة: الملك 
والملك والتصرف فيهما بالملكية والمالكية؛ وفاتحة الاب مشتملة علی هذه المراتب كلها كما 
أشرنا إلى طرف متهاء وسنبينها في تفسيرها إن شاء الله تعالى؛ ولھذا المعنی ایشا شقیت آم _ 
الكتاب؛ لأن أم الكتاب في الحقيقة مصدر حقائق كل دينء وکتاب ومنشأ دقائق كل حكم 
وخطاب. كقوله تعالى: طيَمْحُو اله ما يَغَاهُ یلت وَعِدْنَهُ أ الكتاب» [الرعد:39] وأما الحكمة 
في أن الله تعالى جعل افتتاح كتابه بحرف الباء واختياره على سائر الحروف لاسيما على الألف 
بأنه أسقط الألف من ال «اسم» وأئبت مكانه الباءء وقال: «بئم» فعشرة معان: أحدها: إن في 
الألف ترفعًا وتكبرًا وتطاولاًء وقی الباء اتكارًا وتواضمًا وتساقطاء فالألف لما تكبرت وضعها 
الله تعالى والباء لما تواضعت رفعها الله تعالى كما ورد في الحديث: دمن توا ف رقمة الف 











صورة الفلتحة 55 








ومن تكبر وضعه لله» وقد ورد أن الله تعالى أوحى إلى مو سی : أن يأني الجبل لیسمعه 
كلامه قتطاول كل جبل طممًا أن يكون محلا لموسی 8 وتصاغر طور سيناء في نفسه «ستى 
أستحق أن أكون محلا لقدم موسی ال فى وقت المناجاة؟) فأو حی الله تعالى إلى موسى: «أن 
ائتِ ذلك الجبل المتواضع الذي ليس يرى لنفسه استحقاقا» فكذلك حال الباء مع الألف. 


. وثائيها: إن الباء مخصوصة بالإلصاق» وتصل كل حرف بخلاف أكثر الحروف خصوصضًا الألف؛ 





لأن الألف مخصوصة بالقطع وتكون منقطعة عن الحروف كلهاء فلما كانت الياء واصلة للرحم 
في الحروف وصلها الله تعالى» ولما كانت الألف قاطعة الرحم عن الحروف قطع الله معها كما 
روى عبد الله بن عوف: سمعت رسول الله ,8 يقول: فيما يحكي عن ربه - جل ثناؤه -: «أنا الله 
وأنا الرحمن خلقت الرحم شققت لها اسمًا من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته» 
حديث صحيح وثالثها: إن الباء مكسورة أبدًا فلما كانت فيها كسرة وانكسار في الصورة والمعنى 
وجدت شرب العندية من الله تعالى واسمه دون الألف كما قال تعالى: «أنا عند المتكسرة قلوبهم 
من أجلي». رابعها: إن في الباء وإن كانت في الظاهر تساقط وتكسرء ولكن في الحقيقة رفعة 
درجة وعلو همة وهي من صفات المصدقین؛ وفي الألف ضلها أما رفعه درجتها فبأنها أعطيت 
نقطة وليست للالف هذه الدرجة» وأما علو الهمة فإنه لما عُرضت عليه النقطة ما قبلت إلا 
واحدًا بسکون حاله کحال موحدٍ لا يقبل إلا واحدّاء وعابدٍ لا يقبدٌ إلا معبودًا واحدّاء وقاصدٍ لا 
يقصد إلا مقصودًا واحدًا ومحب لا يحب إلا محبوبًا واحدّا وخامسها: إن للباء صدمًا في طلب 
قربة الحق: ونيل المقصود الحقيقي لا يوجد في غيرها من الحروف وذلك أنها لما وجدت درجة 
حصول النقطة ويلغت هذه المرتبة وضعتها تحت قدمها؛ لصدقها في طلب المقصود الحقيقي 
والمطلوب الأصلي: وما تفاخرت بها بل أعرضت عنها حتى بلغت مقصدها الأقصى ومقصودها 
الأعلى؛ فالباء مخصوصة من سائر الحروف بوضع النقطة تحتها ولا تناقضها الجيم وإن كانت 


ا تحتها نقطة واحدة؛ لآن نقطة الجيم في وضع الحروف ليست تحتها بل هي وسطها وكذلك 


الباءء وإنما موضع النقطة تحتها عند اتصالهما بحرف آخر لثلا تشبها بالخاء والثاء بخلاف الباء 
فإن نقطنهما مرضوعة تحتها وإن كانت مفردة غير متصلة بحرف آخر وسادسها: إن. الألف 
حرف العلة وهو معلول لا يتحمل الحركة» والباء حرف صحیح غير معلول يتخمل الحركة 
وحالهما كما أن الله عرض الأمانة على أهل السماوات والأرض من الملائكة وغيرهم طفَأبَيِنَ 
أن يخبلتهَا وَأَْشْفْفْنَ مِنْهَا وَحَمَلَّهَا الإنسَان4 [الأحزاب:72] فأمر الملائكة بالسجود له فأبى 
إبليس واستكبر فلعنه الله وأسقطه عن قربته وطرده عن جواره وحضرته؛ واصطفى أدم من بريته 
واجتباه لقربته وزاد في علو درجته وهداه إلى محبته ومعرفته. وسابعها: إن الباء حرف تام متبوع 
في المعنى وإن كان ناقضًا منكسرًا تابعًا في الصورة:؛ والألف حرف ناقص تابع في المعنى وإن 
كان تامًا متبوعًا في الصورة آلا ترى أنك إذا نظرت إلى صورة وضع الحروف وجدت الألف 


مقدمًا على الياء متبوعًا له» وإذا قلت الباء وجدت الألف تابعًا وإذا قلت الألف لم تجد للباء 


تبعية فالابتداء بالمتبوع .التام في المعنى والناقص المنکسر التابع في الصورة أولى من الابتداء 


بشن هو على مثل هذا وثامنها: إن الباء حرف عامل يعمل ويتصرف في غيره» فظهر لها من هذا 


56 سورة الفاتحة ' 


چچ جج ا 





الوجه قدر وقدرة فصلحت للابتداء والأالف ليس بعامل ولا متصرف فی غیرہ فلیس له هذا 
القدر والقدرة فما صلح للابتداء والاقتداء. وتاسعها: إن الباء حرف في صفانہ مکمل لغیرہ 
فكماله فی صفاء نفسه بأنه للإلصاق والاستعانة والإضافة؛ وفيه تواضع إذا لم تقبل من الحركات 
إلا الكسرة: وله علو وقدر في تححمبل الغير بأن يخفض الاسم التابع له ويجعله مكسور الصفات 
تفه بحبث كل اسم يجيء خلف الاسم التابع له يكون مكسورًا بالإضافة؛ والذي يجيء بعده 
يكون مكسور بالصفة إلى غير النهاية كما دخل على الاسمء وجعل ميم بسم مكسورة» وجعل 
الهاء من الله مكسورة بالإضافة؛ والنون من الرحمن مکسورۃ بالصفة والميم من الرحيم أيضا 
مكسورة بالصفة لو شئت هلم جراء فالكامل المكتمل أولى بالإمامة والتقدم من الألف الذي هوء 
ناقص معلوم في نمسه منقص معلل لغيره؛ فإنه لو دحل في الفعل الماضي يجعله مهموز الفاء ١‏ 
معتل العين نافص اللام. وعاشرها: إن الباء حرف شفوي تفتح الشفة به ما لم تفتح بغيره من ب - 
الحروف؛ لأن بالميم وإن كان شفويًا لا تفتح الشفة به كما تفتح بالباء حك وكان أول انفتاح فم 
الذرة للونسانية في عهد طلست بِرَبْكُمْ4 [الأعراف:172] بالباء في جواب هَبَلَى4 فلما کان 
الباء أول حرف نطق به الإنسان وفتح به فمه» وكان مخصوصًا بهذه المعاني اقنضت الحكمة . 
الإلهية اختيارها من سائر الحروفء فاختارها ورفع قدرها وأعلا شأنها وأظهر برهانها وأعر 
سلطانها وجعلها مفتتح كتابه ومبتدأ كلامه وخطابه؛ وأعطاها.رفعة الألف وقامته وتقدمه على 
الحروف وإمامته فحذف الألف في بشم اله وطول باءہ لإظهار تعظيمها وتفخيمها؛ إذ منها 
مرتبة الألف وأثبتها مكانه وقرنها باسم ذاته وصفاته» وجعلها معدن إشاراته ومنبع كراماته مع 
بريته. كما روي عن ابن عباس - رضي اللہ عنھما - قال: الباء بره بأوليائه: والسين سره مم 
أصقيائه: والميم منته على آهل ولائہ: وأآخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي عن أبي سعيد الخدري 
+#»: قال رسول الله 49: «لإن عيسى اہن مریم 853 أرسلته أمه إلى الكتاب يتعلم فقال له المعلم: 
قل: بشم اله فقال عيسى: وما بشم الي فقال: ما أدري؟ فقال: الباء بهاء الله: والسين 
سناؤڑں والمیم مته) برنا الثعلبي نا أبو القاسم بن حسين بن محمد يقول: سمعت ابا بکر 
محمد بن عمر الوراق يقول في «إيشم اهی4: إِنھا روضة من رياض الجنة لکل حرف منها تفسیر 
على حدة: الباء على ستة أوجه : «بارئ» خلقه من العرش إلى الثری: بيانه: (وَالة عَلى كل شَيْءٍ 
تڊير4 [البقرة:4 28] ابصیراء «باسط» رزق خلقه من العرش إلى الثرى؛ ييانه: #وتيقى وَجة 
رَيّك) [الرحمن: 27] «باعث» الخلق بعد الموت للثواب والعقاب» من العرش إلى الثرى؛ ببانه 
لون اله يت من في المبور» [الحج:7]. هبار» بالمؤمنين من العرش إلى الثرى بيانه له و 
ابر الْوَحِيمْ؟ [الطور:28]. والسين على خحمسة أوجه: لأصميع ا لأصوات خلقهہ من۔ العرش إلى 
الثری؛ ببانه: آم يَخسيون آنا لا نلمع سِوْهْعْ وَتَجْوَاهُم بَلَى4 [الزخرف:80]. «سيده قد انتهى 
سؤدده من العرشي إلى الثرىء بيانه «الله الصَمَدُ4 [الإخلاص:2] «سريم» الحساب مع خلقه من 
العرش إلى الثرئ) بيانة: «واله شریغ الجساب4 [البقرة:2 20]. «سلام» على خلقه من العرش 





سورة الفاتحة " ۱ 57 








إلى الثرى؛ بيانه السّلام المُؤْمِنُ4 [الحشر:23]. «ستار» ذنوب عباده من العرش إلى الثرى» 
بیانە غافر الب وَكَابل الُؤب» [غافر:3]. والميم على اثني عشر وجها: «ملك» الحق من 
العرش إلى الثرى» يانه (الملك الفُنُوسش» [الحشر:23] «مالك» خخلقه من العرش إلى الثرى؛ 
بيانه طقل | هُمْ مَالِكَ المُلْكِ4 [آل عمران:26] «منان» على خلقه من العرش إلى الثرى؛ بيانه 
بل الله يَمْنْ م عَلَيَكُ» [الحجرات:17] «مجيد» على خلقه من العرش إلى الثرى؛ بيانه ذو 
المَزشِ المَجيد [البروج: 53 «مؤمن» أن خلقه من العرش إلى الثرى» بيانه «وَامَتَهُم مَنْ 
خَوؤف4 [قريش:4]. «مهيمن» اطلع على خخلقه من العرش إلى الثرىء بیانه فالمْؤْمِنُ المُهَيْمِ ن4 
[الحشر:23]. «مقتدر» على خلقه من العرش إلى الثرىء بيانه ظوَكَانَ الله عَلَى كَل شَيْءِ مُفْتَدِرا» 
[الكهف:45]. «مقيت» على خلقه من العرش إلى الثرىء بيانه ظوَكَانَ الله عَلَى کُل شَيءِ ثقیتا4 
[النساء:5 8]. «مكرم» أوليائه من العرش إلى الثرى؛ بيانه «وَلْقَلْ كَوْمْنَا بَنِي آدَمَْم [الإسراء:70]. 
(امنعم» على خلقه من العرش إلى الثری» بيانه 9وَأسْبَعْ عَلَيْكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةٌ وَيَاطِبَة» [لقمان:20]. 
«يفْضلٌ)» عما عما خلقه من العرش إلى الثرىء بيانه إن الله لَذُو فَضْل عَلَى الناس» [البقرة:243]. 
«مصور» خخلقه من العرش إلى الثرى؛ بيانه «الْخَالِقُ البارئٌ المُصَوَّرٌ» [الحشر:24]. قال الشيخ 
المحقق مصنف الكتاب رحمه الله تعالى: الباء بلاؤه لأنبيائه وأحبائه» والسين سلامه لأوليائه 
وأصفيائه» والميم معروقه مع آهل ولاثه في ابتلائه ومعرفة مبتلاه بالابتلاءء وإنه لأوليائه 
وأصفيائه ومنته على أهل سلامتہ بآلائه ونعمائه وسلامة القلب وصفائه. قال رحمه الله تعالى: 
فيل ما المنامبة في حمل هذه الحروف على هذه المعاني؟ قلنا: إن مناسبة حمل الباء على 
اليلاء في ابتداء كلامه وابتداء خطابه أن الإنسان في أصل الجبلة وبدء الخلقة خلق مجبولاً على 
٠‏ الابتلاءء قال الله تعإلى: فِإِنا خَلَفْئَا الإنان من تُطْفَةٍ أمشَاج تُبتليد4 [الإنسان:2] إنما بنى أمر 
خلقته على الابتلاء؛ لأله خلق للمحية والولاء» كما قال تعالى: «فُسؤف 7 الله بِقَوْم يُحِبْهُمْ 
وَيُحبونه4 [المائدة:54]» والمحبة مظنة الابتلاء كما أخبر النبي كَللل: «إذا أحب الله عبدا ابتلاه 
وإذا أحبه حبًا شديدًا اقتناه فإن صبر ورضي اجتباه» قيل: يا رسول الله و ما اقتناه؟ قال: لا يبقي له 
مالا وولدًا» وإن مناسبة حمل السين على السلامة في المرتبة الثانية من افتتاح الكتاب؛ فلمعنيين: 
أحدهما: أن السلامة مرتبة لأهل البلاء؛ لأن البلاء على نوعين بلاء المحبة وبلاء التعمة؛ فبلاء 
المحبة على نوعين: بلاء المحبة وبلاء المحنق ويلاء النحمة على توعين: بلاء الرحمة وبلاء 
النقمة» فأما بلاء المدحبة فمخصوص بالأانبیاء والأولياء كما قال رسو اللہ کے رن البلاء موكل 
بالأنبياء والأولياء ثم بالأمثل فالا مثل» فمنهم سن یختص ںہلاء المحتة كما كان حال أيوب اطي 
ومنهم من يختص بلاء النعمة كما كان حال سليمان كق واعلم أن الطريق إلى الله تعالى على 
جادة المحنة أقرب من جادة المنبحة؛ لأن غبار بلاء المحنة بناء حلص الأنبياء والأحباء آبرزء 
قنزه النبوة والمحئة عن تدنين غش معدن الإنسانية» وبموت الحسية الحيوانية. كما جاء البلاء 





سورة الفات‌رة 


للولاء کاللھب للذھب: فأهل المحنة مجذويون بجذبة البلاء واصلون إلى المبلي غير منقطعين 
في رتبة البلاء بالغون إلى كعبة وصال المحبوب ألا ترى أن أيوب ه8 كيف وصل بجلبة 
مين الصر4 [الأنياء:83]ء إلى مشاهدة كمال رأثت أزْحم الژاجمین4 [الأنیاء:83]ء وذلك 
لأنه تمسك بيد الصبر على جذبة الضر فمسه الضر إلى الضاره فأنسته لذة مشاهدة الضار عن 
شهود ألم الضرء فأرى أن الضر كان جذبة فوصله إلى الضار فعرفها أنها رحمة في صورة بلاء 
المحنة رحمه بها محيوبه وخلصه من حبس وجوده فقال: فنَٹین الضٔژ [الأنبياء:83]؛ أي: 
أفنيتني عني بضاريتك 00 أَرْحَمْ الوَاحِمِينْ 4 [الأناء:83]. الواو فيه واو الحال أي: في هلا 
الحال أرحم علي من جميع الراحمين؛ لأن رحمة الرحماء على المرحومين بالنعمة» والفتحة في ١‏ 
الظاهر لدفع الفقر والمرض وذلك أيضًا بلاء بلاء النعمة لبعضهم رحمة وهم أهل الوقاء؛ 
ولبعضهم نقمة وهم أهل الجفاء؛ كما قال تعالى: (إِنا جَعَلنَا ما عَلَى الزن زيئة لَها لِنبلْوَهُمْ 
أيهم أخْسَنُ عَمَلَا» [الكهف:7]. فأهل الوفاء: أوفوا بما عاهدوا الله على ترك الشهوات النفسانية 
والزينة الدنيوية حتى اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لَّهُمْ الْجَنّة4 [التوبة:111]. 
وأهل الجفاء: نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه» وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل»› وأفسدوا 
استعدادهم بالركون إلى زينة الدنياء واتباعهم الهوى أولتك هم الخاسرون؛ فصار عليهم النعمة 
في الظاهر نقمة في الحقيقة فالنعمة توجب الإعراضء كما قال تعالى: 9وَإِذًا أَْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانٍ 
أغرزضی وَنأى بجانہ4 [الإسراء:83]. مس الضر يوجب الإقبال إلى الله تعالى؛ لقوله تعالى: 
طإذا َشة الشُژ فو دُغام غریضں4 [فصلت:51] أنت رحمة علي بدفع النعمة والصحة على 
أنها مظنة الإعراض» وأفنيتني بك عني فلما جاوز الضر حده آل إلى ضده فما أبقى الضر مني 
شينًا وما بقي الضرء كالنار إذ لم تبق من الحطب شيثًا لا تبقى النار» فإذا لم يبق الضر يالغي |2 
الرحمة: فبنظر الرحمة نظرت إليك فرأيتك رحمة أرحم الراحمين؛ فإذا تحققت هذا فاعلم أن 
المرتبة الثانية من بلاء المحنة لأهل السلامة كما كان حال أيوب وإبراهيم ويونس وغيرهم من 
الأنبياء - عليهم السلام - في المرتبة الثانية السلامة. وأما المعنى الثاني: في حمل السين على 
اللامة في المرتبة الثانية فهو إنا ذكرنا أن الباء في افتتاح الکتاب إشارة إلى البلاء لأهل الولاء؛ 
وقررنا أن الإنسان لا يخلو من البلاء بحال: وأثبتنا أن البلاء على نوعين بلاء المحبة وبلاء 
النعمة فبلاء النعمة ما يكون مع سلامة الدين والدنيا لأهلهماء فالسين بعد باء البلاء إشارة إلى 
أهل الصفاء؛ كما ذكر فإن قيل ما الفرق بين بلاء المحنة وبلاء النعمة التي هي الرحمة وكلاهما 
اللامة في الدنيا والآخرة؟ قلنا الفرق بينهما من وجهين: أسدهما: أن بلاء المنحة وإن كانت 
السلامة ولکن يخلوها صاحبه من المحنة. إِمَا في ايتناء أمره: كما كان حال إسماعيل ويوصف - 
عليهما اللام - ابتلاهما الله تعالى بالمحتة في حال عبادتهما فخلصهما منها بعد ذلك 
وأعطاهما النبوة والملك كما حكى الله تعالى عن يوسف 898: فرب قذ آتيتني مِن الهلكِ» 
[یوسف:11]. گا في أثناء أحواله: كما كان لإبراهيم 885 ابتلاه الله تعالى بذبح ولدہ ورميه في 
تق إلى ل ود ا خلس سکم 


| صورة الفايحة . 59 


u عل‎ 





قلعا أَسَلّمَا وَتَلّهُ لِلْجَبِين4 [الصافات:13]ء وكقوله طِوَفَدَيئاه بلح عظيو) [الصافات:17] 
وخلصه عن النار بقوله: طقُلْنَا يَا ثَارُ كوني بَزدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ4 [الأنبياء:69]. وإما في 
آخر عهئه: كما كان حال زكريا ويحيى وجرجيس - عليهم السلام - كانت فتنتهم في آخر 
عمرهم» ولهذا كان بلاء المحنة وبلاء المنحة مخصوصين بالأنبياء والأحباء؛ لأنهما فرع بلاء 
المحبة وهم مخصوصون بالمحبة وأھل المحبة لا ینفکون عن المحنة والمنحة» ولا يخلو أهل 
المنحة فی بعض الأحوال من المحنة عن المتحة وإن كان الغالب على أحوالهم المحنة أو 
المنحة بخلاف أهل بلاء النعمة» فإنه يمكن أهل بلاء الرحمة منهم أن يستديم نعمته في سلامة 
الدين والدنياء ولهذا أثبتناهم في المرتبة الثانية بإشارة السين السلامة لهم وهم الأولياء 
والأصفياء مع أنه يمكن أن يصيب بعضهم المصائب والمحن نادرًا. الفرق الثاني: أن سلامة أهل 
بلاء المنحة غير سلامة بلاء أهل بلاء النعمة» وإن كانت سلامة بلاء النعمة داتعلة في سلامة بلاء 
المنحة وهما شريكان في اسم السلامة لا في المعنى؛ لأن سلامة بلاء النعمة راجعة إلى البدن 
والمال والأولاد والأقرباء والأحباء فى الدئيا والآخرة راجعة إلى عبور الصراط والئجاة من النار 
والدخول في دار السلامة كما قال تعالى: طادْحُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ4 [الحجر:46]. وسلامة أهل 
بلاء المنحة وهم أهل المحبة من الأنبياء والأولياء في العبور من التعمة إلى المنعم ومن البلاء 
إلى المبلي ومن دار السلام كما قال تعالى في شرح عبورهم عن الجنة إلى مليك الجنة: إن 
المْقِينَ في جَنَاتٍ وَنَهر" في مَفْعَدٍ صذتي عند ليك مفتير) [القمر:55-54] أي: في عبورهم 
في جنات ونهر إلى مقعد صدق عند مليك مقتدرء والإشارة في قوله تعالى: طقُلَْا يَا ثَارٌ كوني 
بَدًا وَسَلَامًَا عَلَى إِنْرَاهِيهُ4 [الأنبياء:69] 'لهذه السلامة مودع في ترك سلامة أهل بلاء النعمة؛ 
وإنما قوله تعالى للنار: «كُوني بُرذا وَصَلَامًا عَلَى إبْرَاهِيم © [الأنبياء:69] كان بعد أن ألقي 
إيراهيم في النار لتخليص إبريز الخلة عن دنس التفات لغير الخليل؛ وإن كان إبراهيم 2 في 
بده مقام الخلة نظر إلى غير خليله بنظر العداوة وقال طِقَنّْهُمْ عَدُرٌ لي إلا رَبٌ العالرين) 
[الشعراء :77]ء وأعرض عن الأغيار وقال: ظإِنْي وَفْتُ وَجهِي لِلَذِي قَطْرَ السَعَوَاتٍ والأزض 
حَتيفاً وَمَا أنَا مِنَ المُشْرِكِينَ» [الأنعام:79] وسعى على قدم العبودية إلى حضرة الربوبية وَقَالَ 
إِنَي ذَاهِبٌ إلى رَبّي سَيهدين) [الصافات:99]. واعلم أن الطريق إليه بغير هدايته منسدء فأحال 
بعد إقامته شروط العبودية هداية الربوبية عليه قال سيهدين ليهديه الله إليه بقدم الوصال كمأ هداه 
بنظر التوحيد متی رأى القمر بازغًا قال: ظهَذا رَبِي» [الأنعام:76]» إلى أن قال: طلا أحِبُ 
الآفلين) [الأنعام:76]» إني وجهت وجهي لأن الهداية بالنظر والتوحيد هداية أهل البداية 
والبداية بالقدم والوصول إلى الوحدة هداية أهل النهاية» وبين النظر والقدم مسالك ومهالك 
كثيرة وقد انقطع فيها خلق عظيم من العلماء المتقين» وأعزة السالكين وهلك فيها جمهور 
الحكماء المتفلسفين اللهم إلا عبادك منهم المخلصين المجذوبين بجذبات المحية من الأنبياء 
والمرسلين وأوليائك المحفوظين على الصراط المستقيم والدين القويم كما خلصت بفضلك 





سورة الفاتحة 


ورحمتك خلیلك ف9 حين ابتليته بالإلقاء بالنار ليتخلص بالكلية من آفة التفاته كما تخلص من 
آفة الالتفات إلى المال والولد فلما ألقى في النار أدركته العناية الأزلية. 

وخلصت إبريز خلته عن آفة الالتفات إلى غير خليله من نفسه ومن الوسائط كلها حتى جبريل 
حين تلقاه في الهواء ليمتحن إبريز خلته بمحك هل لك من حاجة؛ فيرى هل هو صاف خالص 
أم فيه بقية روحانية بعد بذل الجسم والروح تتعلق بالمناسبة الروحانية بجبريل 8 فاشتعلت نار 
الخلة بكبريت الغيرة وأحرقت بقيته الغيرية» فاشتعلت منها شعلة أما إليك فلا فرجع جبريل اة 
بخفي حنين» فعبر عن مقاطع الوسائط بدلالية نور الخلة في خفاء العناية وصل الخليل إلى 
الجليل باللامةء فالنار كانت واسطة تخليصه وتمحيصه بترك سلامة أهل بلاء التعمة لنيل 
سلامة أهل بلاء المحنة وھي الوصول إلى المليك بالسلام. وكذلك الفرق بين بلاء آهل المحنة 
وبين بلاء أهل النعمة أن بلاء المحنة يكون الامتحان لأحباء في دار الدنيا كما كان محئة أيوب 
ف نلا يدفع أنها تنقضي في دار الدنيا صورة ومعنى وأما تنقضي في الدنيا بالمعنى وبالموت 
صورة بخلاف بلاء النعمة فإنه إما يدفع في الدنيا والآخرة صورة ومعنى وإما أن يكون فی الدنیا 
بالمعنى لا بالصورة بأن يكون في التنعم ويكون في الآخرة بالصورة والمعنى. وأما مناسبة حمل 
المیم في المرتبة الثالئة من حروف بسم على معروفه مع أهل بلائہ وولائہ في أثناء ابتلائه» وعلى 
منته على أهل سلامة في الابتلاء بآلائه ونعمائه فظاهرء فإنه لو لم يكن معروفه ومع أهل بلاته 
بنعمة الصبر لزال قدمهم عن جادة العبودية ورؤية رحمة الربوبية في عين البلاء وانقطع نظريهم 
بحجاب البلاء عن الجمع كما كان في حق الأكثرين من المخدولين. قال تعالى: رما إا ما 
الا فَقَدَرَ عَلَيه رزفة يمرل ري أَمَائَنِي4 [الفجر:16] فرؤية الإهانة في البلاء من الخذلان؛ 
والضر لیس من شأن الإنان لأن الإنسان خلق من عجلء والمبر من الله تعالى كما قال تغالى 
للنبي 355: «وَاضيز وما صَبِرْكَ إِلّا باللهه [النحل:127] فالبلاء لأهل الولاء المنحة نعمة الصبر 
كقوله تعالى: طوَلِلُونَكُمْ بِشَيْءِ مِن الخؤف4 [البقرة:155]ء إلى قوله: ظوْيَشْرٍ الصَابرِينَ» 
[البقرۃ:155]ء أي: بشر بأن هذا البلاء ليس للإهانة كما كان في حق أهل الخذلان يل للوعانة 
على نيل درجة الصبر ليستحقوا به الصلاة والرحمة والهداية من الله تعالی: وإن أیرب 88298 وجد 
مرتبة الصابرین ونعم العبد بمعروف الصمبر من الله تعالىء كما قال تعالى: 9إِنَا وَجَذْنَاهُ صَابرًا 
نِم الْعبِدُ إِنهَ آَؤْاتَ» [ص:44]ء وكذلك لو لم تكن متته على أهل السلامة في بلاء النعمة 
المنحة الشكر ورؤية النعم من المنعم زال قدمهم عن جادة كما كان حال قارون وفرعون انقطع 
نظرهما لحجاب البلاء في النعمة عن المنعم قال قارون: ظقَالَ إِنمَا أوتيئة على عِلْمٍ مِنيِي» 
[القصص: 8 7)]. وقال فرعون: «ألَّيس لِي مُلِكُ بضر وَمَلِهٍ الأنهارٌ تخري مِن تختي4 [الزخرف: 
1 وقال: «أنا رَبَكُعْ الْأَغْلّى» [النازعات:24]: وهذه الآفة مذكورة في جبلة كل إنسان كما 
فال تعالى: «إِنّ الإنتانَ لَيطْفَى ٠‏ أن رآ انتطتى» [العلق:6 -,7]: وانما تخلص من هله 
الورطة من تخلص بمته عليه في عطية نعمة الصبر والشكرء فبقوة الصبر لا يتفق نعمة الله في 
eT‏ 


ہد 


لا يمكن التعبير عنها باعتبار تلك المرتبة أصلاء وباعتبار شمولها وإحاطتها جميع 
الأسماء والصفات الإلهية المستندة إليها المظاهر كلها المعير عنها عتد أرباب 
المكاشفة بالأعيان الثابتة» وقي لسان الشرع باللوح المحفوظ والكتاب المبين 








كدورات الطفيان المنتهي- عن الاستخناء ویتنور بنور الشكر والصبر؛ فیری بصر بصیرته بذلك 
النور نعمة الشكر من الشكور ونعمة الصبر من الصبور وهو الله تعالى؛ فبقدر الصبر والشكر 
يصل السالك إلى الصبور والشكور كما قيل: خطوتان وقد وصلت» وإن سليمان هل نال مرتبة 
العبدية بامتنان نعمة الشكر ودعوة ظوَهَبْ لِي مُلْكا© [ص:35] كانت لاستكمال نعمة الشكرء 
وإنما أيوب وسليمان - عليهما السلام - اشتركا في نيل مقام 8نْعْمَ الْعَبْدُ4 لأن كل واحد منهما 
كان مخصوصًا بالاتصاف بصفة من صفات الله وهى البصير والشكورء فلمًا اشتركا فى الاتصاف 
بصفات الله تعالى اشتركا في مقام نعم العبدية؛ والله أعلم. ۱ 
ثم اعلم أن في بشم اله الرّحْمَن الرَّحِيم4 أربع مراتب: الاسم والذات وصفة الجلال وصفة 
الجمالء وهذه هي مراتب الموجودات كلها فإنها أربعة اقسام: الألوهية والروحانية 
والجسمانيات والحيواتيات» وهي كل ذي روحء ففي الباء في أول هذه المراتب الأربع إشارة 
إلى أن وجود هذه العوالم لي وليس لغيري وجود حقيقي إلا بالاسمء فللعالم أعني ما سوى الله 
تعالی بالاسم والمجاز وجود لا بالمعنی والحقیقة؛ وإلى هذا إشارة بعضهم بقوله: ما نظرت في 
شيء إلا ورأيت اللہ فی وأوضح من هذا قول بعضهم: ما نظرت في شيء إلا ورأيت الله قبله. 
وصرّح النبي 85 بقوله: «لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله»» حديث متفق على صحته» فتتحقيق 
بشم اللہ الرَحمن الژجیم٭ أن وجودي بذاتي وهو الله وصفاتي كلها التي هي إما من قبيل 
الجلال أو من قبيل الجمال؛ فبذاتي قائمة وما سواي وهو العالم اسم موجود بإيجادي وقائم 
بقيوميتي طتَشْبِحَانَ الِْي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَنْء وَإِلَِهِ ُرْجَعْونَ»4 [يس:83]. فيه أخرى وهي أن 
الخلائق محجوبون عن الله تعالى بحجاب أسماء أنفسهم وحجاب أسماء ما سواهم من العالم؛ 
وقد تصور والكل اسم مسمى فوقعوا في نية الشرك والتفرقة؛ وتاهوا في بيداء الضلالة وزلت 
قدمهم عن الصراط المستقيم وجادة التوحيد والوحيد والوحدانية» فلمًا عبرو بقدم الصدق في 
المتانعة عن حجب الأسماء وقطعوا مفاوزها بتعلم ظِوَعَلُمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلّهَا [البقرة:31] 
الذي كان آدم مخصوضصا به وعلموا أن لا طائل تحتها عرفوا أن هذه الأسماء على الأشياء كلها 
إن هي إلا آشمَاء شمیٹشوغا آئشم وَآَبَاؤْكُمْ ما أنزّلُ الله بها مِنْ سُلْطَانِ» [النجم :23]. ولكشف 
هلا القناع كان دعاء النبي :ڑل دائلهم أرنا الأشياء كما هي» لان كل شيء بحسب نظر المظاهر 
أسماء بإزاء معنى يلائمه؛ كما سمي آدم لأنه من أديم الأرض هذا الاسم يلاثم لآدم 82 في 
"۔ الظاهرء'وله في الحقيقة اہم آخر بإزاء اسم حقيقي؛ ٠‏ فلما أودع الله تعالى فيه ما يلائم لتلك 
الحقيقة وذلك قوله تعالى: دِإِني جَامِلٌ في الأزض حَلِينَة» [البقرة :]| قسماه بمئاسبة المعنى 
الحقيقي المودع خليفة. 





62 | سورة الفاتحة 


(الرَحمن4 المعبر بها عن الذات الأحدية باعتبار تجلياتها على صفحات الأكوان 
وتطوراتها في ملابس الوجوب والامکانء وتنزلاتھا عن المرتبة الأحدیة إلی عراتب 
العددية؛ وتعیناتھا بالتشخصات العلمية والعينية وانصباغها بالصبغ الكيانية ال رجیم4 
[الفاتحة:1] المعبر بها عن الذات الأحدية باعتبار توحيدها بعد تكثيرهاء وجمعها بعد 
تفريقهاء وطتها بعد نشرهاء ورفعها بعد خفضهاء وتجريدها بعد تقييدها. 

«الحنذ» والثناء الشامل لجميع المحامد و الأدنية الصادرة عن ألسنة ذرائر 
الكائنات المتوجهة نحو مبدعها طوعَاء المعترفة بشکر منعمھا حالاً ومقالآء أزلاً وأبدًاء 
لابتة مخنتصة ۵ہ أي : للذات المستجمع لجمیع الأسماء والصفات المظهرة المربية 
للعوالم» وما فيها بأسرها لكونه رَبَ العَالَمِينَ»4 [الفاتحة:2] ”© ولولا تربيته إياها 
وإمذاده لها طرفة لمني العالم دفعة. 

«الؤخممن4 المبدئ المبدع لها في النشأة الأولى بامتداد ظلال أسمائه الحسنی 
وصفاته العليا على مرأة العدم المنعكسة منها العالم كله وجزءهء شهادته وغيبه؛ أولاه 
وأخراه وأجزاءء بلا تفاوت ظَالوْجِيم4 [الفاتحة:3] المعيد للكل في النشأة الأخرى 
بطق سماء الأسماء وأرض الطبيعة السفلى إلى ما منه الابتداء وإليه الانتهاء لكونه: 

مالك يوم الذِين» [الفاتحة:4] والجزاء المسمی فی الشرع بيوم القيامة؛ 
والطامة الکبری المندکة فيها الأرض والسماء المطويات فيها سجلات الأولى 





(1) اعلم أنه لم يقل تعالى: الحمد لرب العالمين الله؛ لكون الربوبية تلي الألوهية دون العكس؛ فإن 
الألوهية كالسلطنة؛ والربوبية كالوزارة: فالسلطان مُظهر الاسم الله؛ لكمال جمعيته؛ والوزير مُظهر 
الاسم الرب؛ لكونه في مقام التريية للعالمين؛ كالروح والعقلء فإن القوى والأعضاء إنما تقومان 
بهماء وبهما كمال ترتيبهماء فكما أن تعئّن الروح قبل تعن ما دونه؛ فكذا تعين | عية» ونظير 
ذلك الشمس مع القمرء فإن الشمس أقدم في الوجود؛ كتقدّم الأب على الابن. 
والحاصل: إن الألوهية باطن الربوييةء فالأوئى مظهر الاسم الباطن؛ والثانية مظهر الاسم الظاهر» 
وکذا الحق باطن الخلقء والشمس باطن القمرء والاب باطن الاين» والروح باطن الجسم 
فالظاهر مرآة الباطن في كل ذلك؛ وإنما جعلوا الرب الاسْم .الأعظم أيضّاء وفي مرتبة الجلال 
من حيث جمعيته؛ لآن الألوهية والربوبية لا تختصان بألوهية بعض دون بعض؛ ويربوبية بعض 
دون بعض» وباسم دون اسم وبلطف دوت قھر وبالمکسں: فللسلطان الجمال والجلال: وللوزیر 
.0شس ہہ بت 
فاعرف ذلك. 1 ۰ 


و 
+ دم 


ا اا و 







سورة الفاتحة 63 


مور ا س 
والأخرى فى الأرض؛ إذ فيها ارتجت الآراء والأفكار وارتفعت الحجب والاستار: 
واضمحلت أعيان السوى والأغيار» ولم يبق إلا الله الواحد القهار» ثم لما تحقق العبد 
في هذا المقا» ووصل إلى هذا المرام» وفوض الأمور كلها إلى الملك العلام القدوس 
السلام حق له أن يلازم ربه ويخاطب معه بلا ستر ولا حجاب» تتميمًا لمرتبة العبودية 
إلى أن يرتفع كاف الخطاب عن البين» وینکشف الغین عن العين» وعند ذلك قال لسان 


مقاله مطابًا بلسان حاله: 


[إئاك) لا إلى غيرك؛ إذ لا غير في الوجود معك «نغبد) نتوجه ونسلك على 
وجه التذلل والخضوع؛ إذ لا معبود لنا سواك ولا مقصد إلا إياك طوَإيّاك نشْتَعِينُ*ة 
[الفاتحة:5] أى ما نطلب الإعانة والإقدار على العبادة لك إلا منك؛ إذ لا مرجع لنا 


غير له ). 

طامُدنا4 بلطفك «الصّرَاطٌ المُسْتَقِيمَ» [الفاتحة:6] الذي يوصلنا إلى ذروة 
توحيدك. ) [ 

«صِرّاط الْذِينَ أنعنت عَليهم) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» 
وحسن أولتك رفيقًا ظغَيرٍ المَفْضُوب عَلَيِهِع» من المترددين الشاكين» المنصرفين 
بمتابعة العقل المشوب بالوهم عن الطريق المستبين. 

ڈاؤلاً الضَالِينَ4 [الفاتحة:7] بتغريرات الدنيا الدئية» وتسويلات الشياطين عن 


(1) قوله تعالى: «إيّالك تَعَبْد وَإِيّاك سْتَعِرث 4 أي: بمعونتك نعبدكء لا بحولنا وقوتناء وتاك 
نستعين بتمام عبوديتك؛: ودوام سترك علينا حتى نرى فضلكء ولا ننظر إلى أعمالنا «إيّالك 
تعبدي أي: إِيَاك تعبد لا برؤية المعاملات: وطلب المكافات؛ و«وَإيالك تمتمیں ے4 أى: 
نستعينك بمزيد العنايات» بنعت العصمة عن القطيعة» وأيضا: إِيَاك نعبد بالمراقبةء وإياك نستعين 
بكشف المشاهدة وأيضا: إِيَاك نعبد بعلم اليقين» وإيّاك نستعين بحق اليقين؛ وأيضًاء وإيَاك نعبد 
بالغيبة؛ وإيّاك نستعين بالرؤيةء وقيل: إياك نعبد بقطع العلاتق والأغراضء وإيَاك نستعين على 

: ثبات هذا الحال بك ولا بناء وقيل: إتاك نعبد بالعلم» وتاك نستعين بالمعرفةء وقيل: إياك نعبد 
بأمرك؛ وإاك نستعين علينا بفضلك قال سهل: إتاك نعبد بهدايتك وإتاك نستعين بكلاءتك على 
عبادك؛ قال الأنطاكي: إنما يُعبد الله على أربع: على الرغبة» والرهبةء والحياء؛ والمحيّة فافضلها 
المحبة التي يليها الحياء ثم الرهبةء ثم الرغبةء وقال الأستاذ: العبادة بستان القاصدين» ومستروح 
المريدين؛ ومرتع الأنس للمحتين؛ ومرتع البهجة للعارفين» بها قوة أعينهم؛ وفيها مسرّة قلوبهمء 
ومنها راحة أبدانهم. 


04 


سورة الفاتحة 


منهح الح ومححة اليقين. 

آمین: إجابة منك يا أرحم الراحمين. 

حْاعَةالسومرة 

عليك أيها المحمدي المتوجه نحو توحيد الذات - یشر اللہ أمرك - أن.تتامل نی 
الأبحر السبعة المشتمل بهذا السبع المثاني في القرآن العظيم» المتفرعة على الصفات 
السبع الذاتية الإلهية» الموافقة للسماوات السبع والكواكب السبعة الكونية: وتدبر فيها. 
حق التدبرء ونتصف بما رمز فيها تتخلص من الأودية السبعة الجھنمیة المانعة من 
الوصول إلى جنة الذات المستهلكة عندھا جميع الإضافات والكثرات ولا يتيسر لك 
هذا التأمل والتدير إلا بعد تصفية ظاهرك بالشرائع النبوية والنواميس المصطفوية 
المستنبطة من الكلم القرآنية؛ وباطنك بعزائمه وأخلاقه 85 المقتبسة من حكمها) 
المودعة فيها؛ فیکون القرآن الجامع له خلق النبي كك ظاهرًا وباطنًاء المورث له من ربه 
المستخلف له. 0 

فالقرآن خلق الله المنزل على نبيهء من تخلق به فاز ہما فا لذلك قال #: 
«تخلقوا بأخلاق اللہ؛“'' وھی التي ذكرت في القر ان والماتحة منتخبة من جميع القرآن 
على أبلغ رجه وأوضح بيانء من تأمل فيها نال ما نال من جمیع القرآن لذلك فرض 
فراءتها عند الميل والتوجه إلى الذات الأحدية المعبر عنه بلسان الشرع» بالصلاة التي 
هي معراج أهل الاتجاه. كما قال 5: «الصلاة معراج المۇمن»^ وقال أيضا؛ «لا صلاة 
إلا بفاتحة الكتاب»” 

فعليك أيها المصلى المتوجه إلى الكعبة الحقيقية والقبلة الأصلية أن تواظب 
على الصلوات المفروضة المقزبة إلبهاء وتلازم الحكم والأسرار المودعة في تشرد 
بحيث إذا أردت الميل إلى جنابه والتوجه نحو بابه لا بد لك أولاً من التوضؤ والتطهر 
عن الخبائث الظاهرة والياطنة كلهاء والتخلي عن اللذات والشهوات برمتها إلى حيث 


)1( ذكره الغزالي فی «الإحياء» (354/6). 

(2) ذکره النیسابوري في تفسيره (53/1). 

(3) أخرججه الطبراني فى الأوسط (372/2 ٠‏ رقم 2262)» قال الهيثمي (115/2): فيه الحسن بن 
یسی الخشني ضعفه التسائي. والدارقطني ووثقه دحيم وابن ااا 














سورة الفاتحة 65 





تبسر لك التحريمة بلا وسوسة شياطين الأهواء المضلة. 

فإذا قلت مكبرًا محرمًا على نفسك جميع حظوظك من دنياك: الله أكبر» لا بد 
لك أن تلاحظ معناه بأنه: الذات الأعظم الأكبر في ذاته لا بالنسبة إلى الغير؛ إذ لا غير» 
وافعل هذا للصفة لا للتفضيل وتجعلها نصب عينيك وعين مطلبك ومقصدك. 

وإذا قلت متيمنًا متبركا: بسم الله انبعثت رغبتك إليه. ومحبتك له. 

وإذا قلت: الرحمن؛ استنشقته من النفس الرحماني ما يعينك على الترقي نحو 
جنابه. 

وإذا قلت: الرحیم؛ استروحت بنفحات لطفه ونصمات رحمته وجثت ہمقام 
الاسخناس معه سيحانه يتعديد نعمه على نقسك. 

وإذا قلت شاكرًا لنعمه: الحمد لله» توسلت بشكر نعمه إليه. 

وإذا قلت: رب العالمين» تحققت بإحاطته وشموله وتربيته على جميع الأكوان. 

وإذا قلت: الرحمن» رجوت من سعة رحمته وعموم إشفافه ومرحمته. 

وإذا قلت: الرحيمء نجوت من العذاب الأليم الذي هو الالتفات إلى غير الحق» 
ووصلت إليه بعدما فصلت عنه بل اتصلت. 

وإذا قلت: مالك يوم الدين» قطعت سلسلة الأسباب مطلقاء وتحققت بمقام 
الكشف والشهود وحين ظهر لك ما ظهرء فلك أن تقول في تلك المقام والحالة بلسان 
الجمع: إياك نعبدء بك مخاطبين لك وإياك نستعين بإعانتك مستعينين منك. 

وإذا قلت: اهدنا الصراط المستقیم؛ تحققت ہمقام العبودیة. 

وإذا قلت: صراط الذین أنعمت علیهم!'ء تحققت بمقام الجمع. 





. (1) قال البقلي: فإأَتعَمّتَ عَلَيِهِهُ4: باليقين التام» والصدق علی الدوام: وإطلاعهم على مکائد النفس 
والشیطانء وکشف غرائب الصفات وعجائب أنوار الذات: والاستقامة في جميع الأحوال 
وبسعادة الهداية إلى القربة بالعناية الأزليةء وهم الأنبياء والأولياء والصدّيقين» والمقرّبون 
والعارفون والأمناء والنجباء قال أبو عثمان: «أُتْعَمَتٌ عَلَيْهِدَ): بأن عرفتهم مهالك الصراط؛ 

' ومكائد الشيطان وجناية النفس؛ وقال بعضهم: أنعمت عليهم في سابق الأزل بالسعادة» وقال 
جعفر بن محمد: أنعمت عليهم بالعلم بكء والفهم منك؛ وقيل: أنعمت عليهم بمشاهدة المنعم 
دون النعمة؛ وقيل: أنعمت عليهم بمخالقة النفس والھوی: والإقبال عليك بدوام الوفاءء وقال 
حميد: فيما قضيته من المضار والمسارء وقيل: صراط من أنعمتَ عليهم؛ حتى يُحرسوا من 

' مكائد الشيطان» ومغاليط النفوس: ومخاييل الظئون؛ ويقال: صراط من أنعمت عليهم بالنظر 


66 سورة الفاتحة 


ل ------ممور8 الوائدحہ 

وإذا قلت: غير المغضوب عليهم؛ استوحشت من سطوة سلطنة صفاته الجلالية. 

وإذا قلت: ولا الضالین خفت من الرجوع بعد الوصول. 

وإذا قلت: آمين؛ أمنت من الشيطان الرجيم. 

فلك أن تصلي على الوجه الذي تلي» حتى تكون لك صلاتك معراجًا إلى ذروة 
الذات الأحدية ومرقاة إلى السماء السرمدية» ومفتاحًا للخزائن الأزلية الأبدية» وذلك ل 
يتيسر إلا بعد الموت الإرادي من مقتضيات الأوصاف البشرية» والتخلق بالأخلاق 
المرضية والخصال السنية؛ ولا يحصل لك هذا الميل إلا بعد العزلة والفرار عن الناس 
المنهمكين في الغفلة: والانقطاع عنهم وعن وسوستهم وعاداتهم المرة» وإلا فالطبيعة 
سارقة والأمراض سارية والنفوس آمرة بالهوى؛ ماثلة عن المولىء عصمنا اللہ من 
شرورها وخلصنا من غرورها بمنه وجوده. 


سے 


إليك. والاستعانة بك؛ والتبرّي من الحول والقوة» وشهود ما سبق لهم من السعادة في سابق 
الاختیار والعلم: بتوحدك فيما قضيته من المسار والمضارء قيل: صراط من أنعمت عليهم؛ من 
تاڈیوا بالحُلوة عند غلیات بوادي الحقائق؛ حتى لم يخرنجوا عن حد العلم؛ ولم بخلوا بشيع من 
أمر الهيبة, ولم يصنعوا من أحكام العبودية عند ظهور سلطان الحقیقة وقيل: صراط من نعمت 
عليهم؛ بل حفظت عليهم آداب الشريعة وأحكامها الشرع وقیل: صراط من أنعمتٌ عليهم؛ 
حتى لم تطفئ شموس معارفهم؛ أنوار. وَرَعِهِمِء ولم يضيفوا من أحكام العبودية عند ظهور 
سلطان الحقیقة. ٥‏ 








0 
غ + 
1 


٦‏ 2 سومرةالبقرة 
ES‏ 


لا يخفى على السالكين المندرجين في سالك التحقيق» المتعطشين لزلال . 
لتوحيد أن الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق؛ إذ ما من ذرة من ذرائر العالم إلا.وله 
طريق منهاء وأقوم الطرق وأحسنها وأوضح السبل . وأبينهاء والذي اختاره الله سبخانه : 
لنبيه #6 ولورثته من الأولياء - زاد الله فتوحهم - فی كتابه المسور بالسؤر المغضلة 
بالآيات» المنقسمة بالمحكمات والمتشابهات المشتملة كل سورة منها على أحكام 
الشريعة وآداب الطريقة وأسرار الجقيقة» فلا -بد للخائض في لجج بحار القرآنء . 
والغائص فيها لاستخراج فرائد اليقين والعرفان» أن يتأمل كل سورة منها على وجه ۰ 
ینکشف له ما فيه من الأسرار بقدر: استعداده وقابليته؛ وإلا فغوره بعيد وقعره عميق 

منها: : سورة البقرة المشتملة أوائلها على الأحكام الشرعية المهذبة لظام عن 
الرذائل الرديئة والخصائل الغير المرضية» وأواسطها على آداب الطريقة مخ الخصائل ' 
الحميدة والأخلاق المرضية المصفية للباطن عن الكدورات البشرية» وأواخرها على 
التوحيد الذاتي الخالص عن شوب الكثرة وشين الثنوية وإنما خص ف بأواخر هذه 
السورة؛ 7 ک5 هو المظھر للتوحید الذاتی: بخلاف الأنبياء السالفة - صلوات الله 
عليهم - فإنهم لا يظهرون؛ لذلك ختم ببعثته و أمر النبوة والرسالة» وانسد طريق 
الوحي والإنزال. ظ 

ثم لما أر اد سبحانه إرشاد عباده إلى سبيل الهدى وإبعادهم عن طريق الضلال؛ 
أنزل عليهم هذه السورة الجامعة لها. فقال متيمئًا متبركًا على وجه التعليم» مخاطبًا لنبيه 


المبعوث على الخلق العظيم: 
سورة البقرة 
بشم اي المتوحد المتفرد المستغني بذاته عن جميع الأكوان» المتلبس 


68 سورة البقرة 
بواسطة أسمائه وصقاته ملابس الحدوث والإمكان طِالوّحْمَنِ4 لعباده الذين هم مظاهر 
أسمائه وصقاته نرس نوره عليهم ومد ظله إليهم في معاشهم «الرْحِيم4 ' لهم في 
معادهم ينجيهم عن ظلمة الإمكان المعير بلسان الشرع بالسعير والجحيم ويهديهم إلى 
روضة الرضا وجنة التسليم. 

اتر ن يك تسب لر وه حم لقلقم © لون الب ردقه 


جو م ب ATT Mh Î e e‏ اء ا 
عم © وال يمون ا أن ك ا أل ن مرك اة هر وو © اوك َل دى ن هم 


َأرَيكَخُم اي () 4 [البقرة:0-1]. 
(الم4'“ [البقرۃ: 1] أيها الإنسان الکاملء اللائق لخلافتناء الملازم لاستكشاف 








(1) «الوْجيم» في الباطنە؛ فيعمٌ رحمته المؤمن والقوى والأنفس: كما يعمّهم الرحمة الرحمانية: 

فللكافر ظاهر دون باطن؛ لأن لا آخرة له؛ فإن العاقبة للمتقين» وللمؤمن ظاهر وباطن جميعًا 
فالظاهر مع الباطن أقوى من الظاهر بلا باطن؛ لأن الظاهر بلا باطن محصور كالدنيا؛ لانتهاتها 
دون الظاهر مع الباطن؛ كالآخرة لعدم نهايتهاء وإنما أدخلنا الآخرة في الباطن؛ لأنها قلب الدنيا؛ 
والقلب باطن بالنسبة إلى القلب» فكما ينتهي حكم الدنياء ويظهر الآخرة على صورتها؛ فيكون 
الدنیا باطنہ؛ والآخرة ظاهر؛ فكذا يظهر القلب في الآخرة على صورة القالب» فيكون القالب 
باطئاء والقلب ظاهرّاء وبه يصح رؤية الله تعالى كما يصح ذلك في الدنيا بالبصيرة؛ فانظر إلى 
هذاء وكن على بصيرة من الأمرء فإن الأمر ليس كما يزعمه المنكرون من المعتزلة وغيرهم: والله 
رقيب شهيد. 

(2) وفي موضع خبر (الم ): و(لا ريب) جملة تحتمل الاستناف ء فلا يكون لها موضع من الإعراب ؛ 
وأن تكون في موضع خبر لذلك؛ والکتاب صفة أو بدل أو عطف أو خبر بعد خبرء إذا كان 
الكتاب خبراء وقلت بتعدد الأخيار التي لست في معنى خبر واحد: وھذا أولى بالبعد لتباين 
احد الخبرین؛ لان الأول مفرد والثاني جملة؛ وأن يكون في موضع نصب؛ أي: مبرأ من الريب ؛ 
وبناء (ريب) مع (لا) يدل على أنها العاملة عمل (إن) فهو في موضع نصب ولا وهو في موضع 
رفع بالابتداء فالمرفوع بعده على طريق الإسناد خبر لذلك الميتدأ فلم تعمل حالة البناء إلا 
النصب في الاسم فقط هذا مذهب سيبويهء وأما الاخفش فذلك المرفوع خبر ل (لا) فعملت . 
عنده النصب والرفع وتقرير هذا في كتب النحوء وإذا عملت عمل إن أفادت الاستغراق فنفت 
هنا كل ریب؛ والفتح هو قراءة الجمهور؛ وقرأ أبو الشعثاء : (لا ربب فيه) بالرقع ٠‏ وكذا قراءة 
زيد بن علي حيث وفع ٠‏ والمراد أيضاً هنا الاستغراق ٠‏ لا من اللفظ بل من دلالة المعنى؛ لأنه لا 
بريد نفي ريب واحد عنه » وصار نظير من قرأ : (فلا رفث ولا فسوق) باليناء والرفع » لكن 
البناء يدل بلفظه على قضیة العموم ہ والرفع لا يدل لأنه يحتمل العموم » ويحتمل نفي الوحدة ٠‏ 
کٹ سن لس کی ریا کی ا ا سے 








سورة البقرة ٣‏ 09 





ضعیف لعدم تكرار (لا) أو يكوان عملها إعمال ليس فيكون فيه في موضع نصب على قول 
الجمهور من أن (لا) إذا عملت عمل (ليس) رفعت الاسم ونصبت الخبر » أو على مذهب من 
ينسب العمل لها في رفع الاسم خاصة. وأما الخبر فمرفوع؛ لأنها وما عملت فيه في موضع رفم 
بالابتداء کحالھا إذا نصبت وبني الاسم معهاء وذلك في مذهب سيبويه؛ وسيأتي الكلام مشبعا 

“ في ذلك عند قوله تعالى : (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وحمل لا في قراءة (لا 
ريب) على أنها تعمل عمل (ليس) ضعيف لقلة إعمال لا عمل (ليس) فلهذا كانت هذه القراءة 
ضعيفة» وقرأ الزهري» وابن محيصن؛ ومسلم بن جندب ؛ وعبيد بن عمير » فيه : يضم الهاء ؛ 
وكذلك إليه وعليه ويه ونصله ونوله وما أشبه ذلك حيث وقع على الأصلء وقرأ ابن أبي 
إسحاق: فهو يضم الهاء ووصلها بواو » وجوزوا في قوله : أن يكون خبراً ل (لا) على مذهب 
الأخفش؛ وخبراً لها مع اسمها على مذهب سيبويه » أن یکوت صفة والخبر محذوف : وأن يكون 
من صلة ريب بمعنى أنه يضمر عامل من لفظ ريب فيتعلق به » إلا أنه يكون متعلقا بنفس لا 
ریب » إذ يلزم إذ ذاك إعرابه » لأنه يصير اسم لا مطولاً بمعموله نحو لا ضارباً زیداً عندنا ء 
والذي نختاره أن الخبر محذوف؛ لأن الخبر في باب (لا) العاملة عمل (إن) إذا علم لم تلفظ به 
بنو تميم » وكثر حذفه عند أهل الحجاز » وهو هنا معلوم ؛ فاحمله على أحسن الوجوه في 
الإعراب ٠‏ وإدغام الباء من (لا ريب) في فاء فيه مروي عن أبي عمرو ؛ والمشھور عنه الإظهار ؛ 
وغي رواية اليزيدي عنه. [انظر «تفسير البحر المحيط»(30/1)]. 


وقال نجم الدين: يحمل أن يكون الم وسائر الحروف المقطعة من قبيل المواضعات 
المعمیات بالحروف بین.المحبین لا يطلع عليها غيرهم» وقد وضعها الله مع نبيه # في وقت لا 
يسعه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل ليتكلم بها معه على لسان جبريل اتا بأسرار وحقائق لا 
يطلع عليها جبريل 66لا ولا غيره يدل على هذا ما روي في الأخبار: «أن جيريل اليا لما نزل 
بقوله تعالى: (كهيحص) [مريم:1]ء فلما قال: هك [مريم:1]ء قال: النبي علمتء فقال: «(ه»# 
[مريم:1]؛ فقال: علمت» فقال: إي) [مريم:1]» فقال: علمت» فقال: ع4 [مريم:1]؛ فقال: 
علمت» فقال: (ص) [مريم:1]ء فقال: علمت» فقال جبريل #5: كيف علمت ما لم أعلم؛ 
وفي الحروف المقطعة إشارة إلى أن كلام الله تعالی لا يسعه الحروف والكلمات؛ لأن الكافر 
غير متناوه والحروف والكلمات متناهية؛ وذلك لأن الصبيان يعلمون أولاً الحروف المقطعة 
الفارغة من معاني القرآن؛ ولكنها دالة على كلمات القرآن بها يهتدى إلى قراءة القران» ثم 
يعلمونهم المركبات من الحروف. ثم يعلمون القرآن كلامًا وسورًا؛ فيفقهون منها المعاني كل 
واحد على قلر علمه» وفهمه ومعرفته وصدق نيته وصفاء طويته؛ ومواهب الحق في حقه؛ فيظن 
بعض الظانين منهم إذا انقطعت الكلمات والسور المعدودة أن كلام الله انقطع ومعانيه تناهت» 
فالله سبحانه وتعالی بکمال حکمتە أنزل بعد الكلمات والسور الحروف المقطعة بعضها مركبة 
بالكتابة. مقطعة بالقرآن مثل «الم» والرچ وغیرها. وبعضھا مفردة مقطعة بالكتابة والقرآن مثل 
«ص» وطق» و49 ليعلموا أن كلام الله القديم والقرآن العظيم لا تحويه الكلمات المعدودة 


رلک یہ موم 


5 
3 
ا ۔‫ 





70 سورة البقرة. 


أسرار ربوبيتنا كيفية بركات هويتنا الذاتية السارية على صفائح المکونات: المنتزعة عنھا | 
والمأخوذة منها. 1 

لِذْلِكَ الكتابُ» الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ المبتعد درجة 
كماله عن إفهام الجامع مراتب الأسماء والصفات في عالم الغيب والشهادة المنزل 
على مرتبتك يا أكمل الرسل؛ الجامعة لجميع مراتب الكائنات من الأزل إلى الأبد 
بجحي لا يشذ عنها مرتبة أصلاً«لا رَيْبَ فيه4 بأنه منزل من عندنا لفظا ومعنی: 
:2 أن لفظا: فلعجز جماهير البلغاء ومشاهيز الفصحاء عن معارضة أقصر آية منه مع 
وفور دواعيهم. ْ ٠‏ 

ا وأا معنى: فلاشتماله على جميع أحواله الخقائق العيئية والأسرار الغيية مما 
كان وسیکون فی النشأتین ولا يتيسر الاطلاع عليها والإتيان بها على هذا النمط البديع 
الا لمن هو علام الغيوب. 

وإنما أنزلناه إليك أيها اللائق لأمر الرسالة والنيابة؛ لتهتدي به أنت إلى بحر 
الحقيقة» وتهدي به أيضا من تبعك من التائهين في بيداء الضلالة؛ إذ فيه هذى عظیم 
لِلْمتْقِينَ4 [البقرة: 2] الذين يحفظون بامتثال أوامره واجتئاب نواهيه نقوسهم عن 
خبائت المعاصي المانعة من الطهارة الحقيقية والوصول إلى المرتبة الأصلية. . ؛ 





ولا تحصيه السور المحدودة؛ فإن الحروف المقطعة تدل على ما تدل عليه الكلمات من المعاني 
والكلمات منحصرة معدودة ودلالة الخروف عليها الغير متحصرة معدودة؛ لان هذا بشير إلى أن 
الخروف المقطعة لو ركب بعضها بعضًا إلى الأبد لا ينقضي كلام الله تعالى: ولا يضيق نطاق 
نطق الحروف عن توصع مط الكلام الازلي؛ لأنه فرق ظاعر بین الحروف المقطعة لی 
الحروف المحدثة جممًا. والكلمات القائمة بالحروف المحدثة منحصرة؛ ومعاني الحروف 
القائمة بالكلام القديم غير متناهية ولا منحصرۃ لقولہ تعالی: لقْل لؤ کَانَ البَخْز بِنَامًا لِکُلِمَابِ 
زيي لبد لخر قبل أن تنفد كَلِمَاث رَبِي وَلَوْ جِثْنا نله متذاه [الكهف:109]. وفي الحروف ‏ / 
المقطعة إشارة أخرى وهي أن المركبة بالكتابة تشير إلى أن إلباس كسوة الحروف المحدثة في ' 
الكلام القديم لقصور فهم الإنسان. والمفردة منها تشير إلى أن الله تعالى متكلم بكلام أزلي أبدي 
غير ذي عند وتجدد الآيات والكلمات والسور العربية والعبرية والسريانية' إنما جعلت كسوة 
الكلام الفرداني المنزه ليفهم الخلق لقوله تعالی: (وَكَذَلِكَ أوحَينا إِلَييك قُرْآنا عيبا لِكنيِن آم 
القْرَى» [الشوری:7]. ۰< a.‏ 





سورة البقرة ظ ۱ 71 


والْذِنَ يمون یوقنون ویذعنون بأسرارہ ومعارفه (بالئی 4“ أي: غيب 
الهوية الذي هو ينبوع بحر الجقيقة وإليه منتهى الكلمء وبعد ذلك يتوجهون بمقتضيات 
أحكامه نحوهء ويهدون إليه بسببه ظوَيُقِيمُونَ4 يديمون «الصّلاة4 الميل بجميع 
الأعضاء والجوارح على.وجه الخضوع والتذلل إلى جنابه؛ إذ هو المقصد للكل إجمالاً 
: وتفصيلاً؛ ولكل عضو وجارحة تذلل خاص وله طريق مخصوص يناسبهء يرشدك إلى 
تفاصیل الطرق؛ فعله # في صلاته على الوجه الذي وصل إلينا من الرواة المجتهدين 
- رضوان الله عليهم أجمعين - ولما تنبهوا له به بمتابعته ومالوا نحو جنابه بالميل 
الحقيقي بالكلية لم يبق لهم ميل إلى ما سواه من المزخرفات الفانية لذلك ظوَمِمًا 
رَرْنَاهُمْ4 سقنا إليهم ليكون بقيًا لحياتهم ومقومًا لمزاجهم يفون [البقرة: 3] في 
سبيلنا طلبًا لمرضاتئنا وهربًا عما يشغلهم عناء فكيف إنفاق الفواضل؟. 
طوَالْذِينَ يُوْمِنُونَ» ينقادون 'ويمثلون طبمَا أنزل إِلَيِكَع من الكتاب الجامع 
أسرارّ جميع ما أنزل من الكتب السالفة على الوجه الأحسن الأبلغ» ومن السنن ومن: 


٠ ٠‏ الأعلاق الملهمة إليك لو هع ذلك صريحًا يعتقدون اما أنزِلٌ مِن قَبِلِكَ4 من الكتب.. 









المنزلة على الأنيياء الماضين مع الإيمان بجميع الكتب المنزلة» وإن كان كل كتاب 
متضمنًا للإيمان بالنشأة الآحرة بل ہو المقصود الأصلي من جمیعھا فوَبالآجزۃ هُمْ 
وون [البقرة: 4] أفردها بالذكر؛ اهتمامًا بشأنها لكثرة المرتابين فيها. 





(1) قال البقلي: « اين يُؤْمُونَ بِالْقَيِب ‏ ما غاب عن الأبصارء منكشفًا بنعت الأنوار لعيون 
: ۱ الأسرار. و«دالزيمان بالغيب»: هو تفوس الروح ہنور اليقين مشاهدة الحق سہحانہ وتعالى» 0 
۰ والريمان بالغيب»:. شوق القلب إلى لقاء الرب ۰ وایشا «الزيمان»: تصذیپی السر ما أبصرّت:: 
الروح من مكنون حقائق الغيب بنعت مباشرة حلاوة انكشاف نور الحق في صميم سز السو؛ _ 
. واتصاله بروقة بطئان القلب». وتعريفه أوصاف صفات الح عقل الكلّ. وأيضًا «الإيمان»: 
1 تصدیق القلب بوجدان الروح رفية الرب جل وعلاء و«المؤمنون»: هم الذين صدقوا مواعید 
. .. ألغيوب بعد إذراکھم مواجيد قلوبهم من رؤيتهاء ومواجيد قلوبهم لا کوٹ إلا من رؤية أبصار 
٠‏ بصائرھم آنوار غیب الغیب؛ وترائي الغيب لا يكون للروح الناطقة؛ إلا بعد أن يؤيدها الحق 
٠‏ سين البراھین؛ واستكشافة حقائق الاستدلال: بشھود الحال ره المدلول؛ واستحکام أنوار 
٠‏ 'البصيرة: فإذا. كملث هذه الأوصاف للروح؛ أبصرت صفاء صحاری اليب وتمكنت تبعت 
. ركوم أنوار اليقين؛ وسناء قلس الحقء بنعت بروزه في لباس حٌ اليقين؛ وحقيقةٌ حق اليقين لا 

. تحضل بالتحقيق؛ إلا بعد انسلا السرّ عن الاستشهاد والاستدلال. 


0 


72 سورة البقرة 


«أوليك» أي: جزاء أولئك المؤمنون المعتقدون بجمیع الكتب المنزلة على 
الرسل؛ والمؤمنون المذعنون بالنشأة الآخرة بل خاصة أنهم لعَلَى ُدی عظيم طمن 
ُبَهِمْ4 الذي رباهم بأنواع اللطف والكرم إلى أن يبلغوا إلى هذه المرتبة التي هي 
الاهتداء إلى جناب قدسه 4# مع ذلك الجزاء العظيم والنفع التجسيم «أولَيِكَ»4 
السعداء ظمُمْ المُفْلِحُونَ)4 [البقرة: 5] الفائزون؛ الناجون عن مضائق الإمكان الؤاصلون 
إلى فضاء الوجوب. رزقنا الله الوصول إليه. 

اذ ال کمزوا َو مہ اندرتوم آزکئیزغ لاو حا تم عق 
لوپھم رمل سهم رک برهم غو وهم داب خی © ناتاس ن بغر 
امنا يه ويا ليوو لآير وَمَاهُم بمُؤْمِيِينَ () مغو آله ولذ اموا وما دعوت إل 
اشم انعد 9 فى ُوبوم مرَسُ راهم آل مرا ھم داب ای با انوا 
يَخْذِبوْنَ ))4 [البقرة:10-6]. 
03 ثم قال سبحانه جريّاء بل على مقتضى ستته من تعقيب الوعد بالوعيد: إن 
الذِين تمر وا ستروا الحق وأعرضوا حه ) وأظهروا الباطل وأصروا عليه عناڈا 
واسٹکباڑاء لا ينفعهم إنذارك وعدمه بل فسزَاۃ عَلَيھغ أأنذْزْتَهُم آم لم تُلِزهع لا 
يُؤْمِئُونَ4 [البقرة: 6] بك وبكتابك؛ لأنهم هم. 

دحتم اللذ» المحيط بذواتهم وأرصافهم وأفعالهم فعَلّی هم4 یلا يكونوا 
من رہاب المكاشفات «وَعَلَى سنعهخ 74 ١‏ یلد يكونوا من أصحاب المجاهدة «وَعَلَى 
أبضارمن4 للا" يكونوا من أرياب المشاهدة «غِشَاوَة» ستر عظيم لا يمكنك رفعه بل 
ؤِوَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمْ4 [البقرة: 7] هو عذاب الطرد والبعد؛ إذ لا عذاب أعظم منه؛ 
أولئك الأشقياء البعداء عن ساحة الحضورء هم الضالون في تيه الحرمانء الباقون في 








(1) قال البقلي: قال علٹی بن أبي طالب «ه: «طيع اله على قلوبهم برؤية أفعالهم بمعاونة النفوس؛ 
حتى كفروا سؤاء وآمنوا علانيقه قال جعفر الصادق: الحم على وجوء: منهم من نتم على قلبه 
برؤية فعله» ومنهم من ختمَ على قلبه برؤية الأعواض» ومنھم من ختم قلبه بالإسلام؛ ومنهم من 
ختم قلبه بالإيمان؛ ومنهم من ختم قلبه پالمعرفة» ومنهم من ختم قلبه بالتوحيف فکل واتف مع 
ذلك الختمء وقال سهل.: أسبل عليهم ستر شقاوة فصغوا عن سماع الحقء وعلْموا عن ذكره. 





۰ کہا 
ياس ل 2 ٣‏ م ا 


4 
۴ 
: 
1 





صورة البقرة " 73 
ظلمة الإمكان؛ أعاذنا الله من ذلك. 

وص الاس الذين نسوا العهود السابقة التي عهدوا في الفطرة الأصلية ومن 
يول قولا لا يوافق اعتقادهمء وهو أنهم يقولون تلبيسًا ونفاقا: «آمَئًا» أذعنا «بالله» 
أي: الذي أنزل علينا الكتاب وإنك الرسول و وآیقنا ڈ(بالیزم الآخر»الموعود بجزاء 
الأعمال ظوَ» الحال أنهم ما هُم بِمُوْ ِمُؤْمِئِينَ4 [البقرة: 8] موقنين بهما في بواطنهم؛ بل 
غرضهم من هذا التلبيس في زعمهم الفاسد آم _ 
ذلك. ط6 بخادعون الموحدین دی آمَنُوا» بإحاطة الله بتوفيقه وإلهامه؛ حفظا 
لدماٹھم می منهم 4١‏ مم ما يخڌغوذ) بهذا اح ولا ا لان الله 





رتا و يَشْعْرُونَ4 [المقرة: و بخداعهه؛ لأن: 


«فني قُلُوبهم مُرَض)" غطاء مختوم على قلوبهم لا ينكشفٍ إلا بكتاب الله 
المنزل على رسوله كه ولما لم يؤمنوا به ولم يلتفتوا إليه بل كذبوا رسوله المنزل عليه 
راحم الله عرض إخكامًا لختمه وتأكيدًا لحكمه طوَلَهْعِ4 في يوم الجزاء عَدَات» 2 
هو إبعادهم وطردهم عن ساحة عز الحضور «آلِية4 مؤلم بسبب تقريب المؤمنين إلى 
دار السرور جزاء «إبما كَانُوا يَكْذِبُونَ4 [البقرة: 0 ويقولون بأفواههم ما ليس في 
قلوبهم خداعًا. 


}$ دا قي لملا نيدو فى ا لأرض الوا ادما ن گا م2 مُصلحیو بت )لاہ شم رو 
نہر رلک گا تتتزیک (2ا ری ایشیا کا سض 2 


(1) قال البقلي: ١‏ فى قلويوم تْرَضٌ © أي: رعونة تَشغْلِها قبول الحق» وثَلهَيها بقبول الخلقء وأيضًا أي 
غُقَلة عن ذکر العقبی؛ وجِمَة مشغولة بحب الدنيا ظنَرَادَهُمُ آله مَرَضَاي بتبعيدهم من قربە؛ 
وتشغيلهم عن ذكره» وقيل: ( فى فُلويوم تُرَضَْ ): بخلوّھا من العصمة والتوفیق والرعایة وقال 
بعضهم: : بعيلهم إلى نفوسهم؛ وتعظيم طاعتهم عندهم: ومن مال إلى شيءٍ عَمِي عن غيه؛ 
فزادهم الله مرضا؛ بأن حشن عندهمٍ قبائحهم؛ ٠»‏ فافتخروا بهاء وقال, سهل: «المرض»: الرياء 
ؤالعجب وقلة الإخلاص» وذلك مرزض لا يُداوى إلا بالجوع و التقطم؛ وقال أيضًا: «مر ض): 
| بقلة المعرفة بنعم الله تعالی؛ والقعود عن القيام بشكرهاء والعّفلة عنهاء وهذا مرضص القلب الذي 
ريما يتعددى. 


14 سورة البفرة 
السا آلإ هُم السَمَھاة وککن ل يمون 9 لا تَعُوآالدِنَ اموا الوا اکا ولا 
لوا إلى لبون كوا إن تسكع ما کی م تہ ردو( اطا تبر بین تلخ ن ترون 
سو © ايك ال اشا الک کد بالھتی 20111111111 
(4 [البقرة: 6-11 1]. 

439 مع ظهور حالهم وخداعهم عند الله وعند المؤمنين (إذًا قِيل لهي 
إمحاضا للنصح: «لا تُفسِدُوا ِي الأزض»4 بتكذيب كتاب الله ورسوله المنزل عليه 
حتى لا يخرجوا من مرتبة الخلافة؛ لأن خلافة البشر إنما هي بالتوحيد وإسقاط 
الإضافات» والتوحيد إنما يحصل بالله ويكتابه ورسوله «قَالوا4 في الجواب على سبيل 
الحصر: ڈانما نحن مضلخونہ [البقرة: 11] لا نتجاوز من الصلاح أصلاً تتميمًا 
لخداعهم الفاسدء وترويجًا له على المؤمنين وتلبيسًا. 

(آلا4 أبها المؤمنون الموقنون بكتاب اللہ المصدقون لرسولہ لهم مي 
المُمسِدُونَ4 المقصورون على الفساد: لا يرجى صلاحهم أصلاً؛ لكونهم مجبولين على 
الفساد «وَلَكِن لا يَشْعْرُونَ4 [البقرة: 12] بمشاعرهم لغشاوة قلوبهم وأبصارهم 
وأسماعهم. ) 0 1 

طر4 إذا لطف معهم ونصح كما هو دأب الانبياء والمرسلين ودا قي لَهُم 
أبئوا4 بالله وبکتابه ورسوله 9كَمَا آمَنَ الّاش4 الڈین نسوا مزخرفات آبائھم بالإیمان 
بالله وبکتابه ورسولهء وفازوا في الدارين فورًا. عظيمًا بسيب الإيمان طقَالُوا4 في 
الجواب توبيخًا وتقريمًا: (أَنُؤِينْ4 بهذا الرجل الحقير الساقط؛ ويهذه الأساطير الكاذبة 
ونترك دين آباثنا «كما أآمَنْ الهاي التاركون دين آبائتهم لغرور هذا المدعي المفتري؟ 
اا أيها المبعرث لإهداء المضلين المجبولين على الهداية في أصل فطرتهم (إنهع 
هُمْ الشَفَهَاء4 المجبولون على الغواية في'بدم الفطرة لا يمكنك هدايتهم أصلاً؛ لعدم 
تأبايتهم واستعدادهم للإيمان «إق4 إن ظتوا في زعمهم من العقلاء (لَكِن ل يَلَمُو»4 
البقرة: 13] أصلاً لتركب جهلهم المركوز في جبلتهم؛ فيسلب قابليتهم للإيمان. ١‏ 
ؤ ط4 علامة نفاق هؤلاء المضلين وخداعهم أنهم (َإِذَا لَُوا الَيِينَ آمنُوا» بالله 

وكتابه ورسوله ظقَالُوا» على طريق الإخبار عن الأمور المحققةترويجًا وتغريرًا على : 
المؤمنين آنا بالجملة الفعلية الماغنية يلا مبالغة وتأكيد لحكمهم 3 المؤمنين؛ ` 





اوت 0107 
الا ی و 




















سورة البقرة ۱ 75 
بأن السفيه يقبل الأخبار بلا تأكيد؛ لعدم تفطنه على إتكار المتكلم؛ فنزلوهم - وإن كان 
من حقهم الإنكار حقيقة - منزلة خالى الذهن؛ لسفاهتهم «وإذا خلا نفوا خالين 
(إِلَى سَيَاطِينِهِمْ4 أي: مع أصحابهم المستمرين على الكفرء الظاهرين بالمخالقة بلا 
خداع ولا نفاق كالشيطان المصر على الضلال المستمر على الإضلال ظقَالُوا4 على 

طريق المبالغة والتأكيد قلعا لما اعتقدوا س ظاهر حالهم ومقالهم وموافقتهم مع 
المؤمنين سرًا وجهرّا. وتحقيقًا لمؤاخاتهم معهم ظإِنَا» وإن كنا في الظاهر مداهنين 
معهم لمصلحة دنيوية: متفقون ومک لفائدة ديشة» أتوا بالجملة الاسمیة المصدرة 





. بأن؛ تحقيقًا واهتمامًاء وقولنا: آمناء استهزاء منا إياهم لا تصديق لمدعاهمء وبالجملة ما 


نحن مؤمٹون بمجرد 5 القول بل ظإنْما نحن مُسْتَهْرِئُونَ» [البقرة: 4 مستخمول 
تجهيلاً وتسفيهًا واعتذارًا على مجرد القول الكاذب الغير المطابق للاعتقاد والواقع 
وهم فى غاية انهماكهم في الغي والضلال» وهم مقرون جازمون بأنھم یستھزئون: بل 
هم في الحقيقة مستهزئون إذ: : «اللة» المحيط بجميع مخايلهم الباطلة وأفكارهم 


الفاسدة ظيِسْتَهزِنُ بِهغ4 في كل لحظة وطرفة آنا فآنا «و4 لم يشعرهم باستهزائه بل 


یدنم يمهلهم ويسوفهم «في طُّغْيَانِهِمْ4 المتجاوز عن: الحد في الضلالة بتلبيس 
الأمر على الله وعلى- المؤمئين «١َيَعْمَهُونَ»‏ [البقرة: 15] يترددون إقدامًا وإحجامًا. 
أو ليك( البعداء عن طريق الهداية هم «َالْذِينَ اشْتَرَوَا» استبدلوا واختاروا «الضَلالة4 
المعززة في نفوسهم .بتقليد آبائهم هبالْهُدَى4 المتفرعة. على الإيمان بالله وبرسوله فما 
بت٤‏ بهذا الاستبدال والاختيار «يِجَارَتُهُغْ» أي: ما يتجرون به «وَما كَانُوا مُهْتَدِينَ4 
[البقرة: 16] رابحين بسنب هذا الاستبدال» وخاسرين ضالين به. أو يقال: فما يتم 
الربح «يجَارَئ هع اتجار هم «وْمَا كَانُوا مُهْعَدِينَ4! ' بسبب هذا الاتجار. 


(1) ورد في م اتا لات التجمية»): ثم ذكر من عصال هؤلاء الممكورين ما يدل على أنهم من 
المغرورين يقول تعالى: لوَإِدًا قل لَهُعْ لا تُْسِدُوا في الْأَرْضٍ4 [البقرة:11]: إلى «لا يَعْلَمُونَ» 
[البقرة :13[ والإشارة في تحقيق الآيتين أن الانسان وإن خلق مستعدا لمغلافة الأرض» ولكنه في 
بداية الخلقة معلول الهوى والصقات النفسانية فيكون مائلاً إلى الفساد. كما أخبرت عله 
الملائكة: طِقَالُوا أَتَجْعَلٌ فِيهَا مَنْ يُنْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِْكُ الّمَاء» [البقرة:30]: فبأوامر الشريعة 
ونواهيها تخلص جوهر الخلافة عن معدن نفس إلإنسانء فأهل السعادة وهم المؤمنون ينقادون 
للذاعي إلى الحق؛ ويقبلون الأوامر والنواهي وأهل الشقاوة وهم الكافرون والمنافقون من الدين 


76 سورة البقرة 








وینبعون الھوی: وإذا قبل لهم في الأرض أي: لا يسعوا في إفساد حسن استعدادكم وصلاحيتكم 
للخلافة فى الأرض باتباعكم الهوى وحرصكم على الدنيا (ِثَالُوا ِنْمَا نَحْنْ مُضْلِحُون» [البقرة: 
1 لا يقبلون النصيحة ويدعون الصلاحية غافلين عن حقيقتهاء فكذبهم الله تعالى بقوله: «آلَا 
إِنْهُمْ هم الْمْفْسِدُونَ [البفرة:12]؛ یفسدون صلاح آخرتهم بإصلاح دنیاھم دِوَلَكِن لا 
يَشْعْرُونَك [البقرة:12]؛ لهم بإفساد حالهم وسوء أعمالهم وعظم وبالهم من خساوة حسن 
صنيعهم وادعائهم الصلاح على أنفسهم؛ كما قال تعالى: طقل هَل نکم بالْأَخْسَرِينَ أغتالا) 
[الكهف:103]. (وَإِذًا قل لَهُعْ آمِئُوا4 [البقرة:13] أي: أهل الخفلة والتسيان ظكمَا آمَنَ الثاأش»4 
[البقرة:13] أي: بعض الناسين منكم الذين تفكروا في آلاء اللہ وتدبروا بعد عهد (ألَشْتُ 
برَبَكُغ٭ [الأعراف:172]: ومعاهدة على التوحيد والعبودية» فتذكروا تلك العهود والموائيق 
فامنوا بمحمد 2 وبما جاء به (نالراہ [البقرة:13]» أهل الشقاوة منهم <أآنؤْمنُ كما آم 
الشَفَهَاءُ4 [البقر 8ء فكذلك أحوال أصحاب الغفلات تدعي الإسلام إذا دعوا من الإيمان 
التقليدي الذي وجدوه بالميراث إلى الإيمان الحقيقي بصدق الطلبء وترك محبة الدنيا واتباع 
الهوى والرجوع عن الخلق والتمادي في الباطن» ینسبون أریاب العلویات وأصحاب المقامات 
العالية إلى السفه والجنون: وینظرون إلیھم بنظر العجز والذلة والمسکنة: ويقولون نترك الدنيا 
كما تركوها هؤلاء السفهاء من الفقراء لنکون محتاجين إلى الخلق كما هم محتاجون؛ ولا 
يعلمون أنهم هم السفهاء؛ لقوله تعالى: «ألا إِنْهُمْ هُعْ الشَفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلْمُونَ» [البقرة:13]؛ 
فهم السفهاء لمعنيين أحدهما: أنهم يسعون الدين بالدنیا والباقي بالفاني لسفههم وعدم رشدهم. 
والثاني: أنهم سقهوا أنفسهم ولم يعرفوا حسن استعدادهم للدرجات العلى والقربة والزلفي؛ 
فرضوا بالحياة الدنيا ورغيوا عن مراتب أهل النفي ومشارب أولي النهى: كما قال تعالى: 9وَمَنْ 
يَرِغْبُ عَنْ مِلَةِ إبرَاهيم إلا مَنْ سَفة تَفْسَه» [البقرة:130]: فإن «من عرف نفسه فقد عرف ريه 
ومن عرف ريه ترك غيره»وعرف أهل الله وخاصته فلا يرغب عنهم؛ ولا نسبهم إلى السفه وينظر 
إليهم بالعزة» فإن الفقراء الكبراء هم الملوك تحت الأطمارء ووجوههم المسفرة عند الله 
كالشموس والأقمارء ولكن تحت قباب الغيرة مستورون عن نظر الأغياو محجويون. وذكر 
المنافقون وأهل الغفلة يخصال أردأ من الاولى بقوله: لوَإِنًا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قَالُوا© [البقرة:. 
4 إلى ٠يَعْمَهُونَ»‏ [البقرة:15] والإشارة في تحقيق الآبتين أن المنافقين لما أرادوا أن 
يجمعوا بين غيرة الكفار وصحبة المسلمينء وأن يجمعوا بين مفاسد الكفر ومصالح الريمان» 
وكان الجمع بين الضدين غير جائزء فبقوا بين الباب والدار «مُْبْلْبِنَ تين ذلك لا إلى هَؤُلاءِ ولا 
إلى غؤلاءی [الساء:143]: وكذلك حال المتمئين الذين يدعون الإرادة ولا يخرجون عن 
المادق ويريدون الجمع بين مقاصد الدارين ويتمنون أعلي مراتب الدین: ويرتعون في أسفل 
مراتب الدنياء والمكاتب عيد ما بقي عليه درهم؛ وإذا أقبل الليل من حيث أجبر التهار من هنا؛ 
وفال النبي 95: «ليسن الدين بالتمني»(1) وقال: عبعثت لرفع ۳ الشهرات» وقد قيل: 2 


سورة البقرة ظ 77 











1 الدنيا والآخرة مرآتان ضرتان» فمن يطلب الجمع بينهما فممکور؛ ومن يدعي الجمع بينهما 
ا فمغرورء ومن كان له في كل ناحية خليط ومن كل زاوية من قلمه ربيط كان نهبًا للطوار يتقاوم 
قوم ويتزل في قلبه كل فقه فقلبه أبدّا خراب لا يهنأ له عيش دلالة في التحقيق وليس من رام مع 

متابعة الهوى البلوغ إلى الدرجات العلى فهو كالمستهزئ بطريق هذا الفريق؛ وكم في هذا البحر 

من أمثاله غريق فظاهر الأمر يقتضي أنهم ودا حلا إلى شَيَاطِينِهمْ قَانُوا إِنا عَعَكُمْ إنّمَا نحن 

ظ مُسَكَهْزِتُونَ4 [البقرة:14]: ولکن: حقيقة الأمر تدل على أن الله يَمْكَهْرَيُ بهم وَيَمُدُهُمْ في 
ا طُنْيَانْهمْ يَعْمَهُونَ4 [البقرة:15]» لأن دواعي استهزائهم بأهل الدين وازدرائهم بأرباب اليقين من 
۹ نتائج الخذلان فإن الله يكلهم إلى أنفسهم فتأمرهم النفس الأمارة للاستهزاء وتحملهم على 
: الازدراء فلو لم نجد لهم الحق وأدركتهم الرحمة لما أمرتهم بسوء الاستهزاء والازدراء؛ كما 
فال: إن النفْس لأمَارَةٌ بالشوء إل مَا رَحِمَ رَتَي» [يوسف:53] ومن الخذلان لوَيَمُدُهُمْ في 
طُفْيَائِهعْ يَعْمَهُونَ4 [البقرة:15]» أي يمهلهم في طغيان النفس بالحرص على الدنيا حتى 
يتجاوزوا في طلبها حد الاحتياج إليها ويفتح أبواب المقاصد الدنيوية عليهم يستغنوا بها وبقدر 
الاستغتاء يزيد طغيانهم. كما قال تعالى: إن الْإِنْسَانَ لَيَطْفَى * أنْ رَآهُ اسْتَغْتى» [العلق:7-6]؛ 
فكانت جزاء سيثة ترددهم في الدين وثوابهم في طلب الاستهزاء وجزاء سيئة الاستهزاء الخذلان 
والإمهال إلى أن طغوا وجزاء سيئة الطغيان العمه؛ فيترددون في الضلالة متتحيرين لا سبيل لهم 
إلى الخروج إلى الحق وجزاء سيئة العمه قوله تعالى: طأُولَيِكَ الْلِينَ اشْثَرَوًا الصّلَالَةَ بالْهُّى) 
[البقرة:16]. والإشارة في تحقيق الآية أن من نتيجة طغيائهم وعمههم أن رضوا بالحياة الدنيا 
واطمأنوا بها وأشربوا في قلوبهم الضلالة واستودعت عن حسن استعدادهم الفطري القابل 
للضلالة والهداية حتى يطلب قابليته الهداية وبدلت بالضلالة» ولما كان لهم هذا الحال من نتيجة 
معاملتهم أضاف الفعل إليهم وقال: اولك الْذِينَ اشْكَرَوًا الصُلَالَة بالْهُدَى» [البقرة:16]. وإنما 
قال بلفظ الاشتراء لأنهم خربوا استعداد قبول الهداية عن قدرتهم وتصرفهم فلا يملكون الرجوع 
إليه وتمسكوا بالضلال تمسك الملاك فلا يمكنهم الرجوع إلى الهدى ولا يكون لهم دواء غير . 
الرجوع؛ إذ هم اختاروا الضلالة على الهدى ظقَمَا زبخث یَجَارَثُهُعغ [البقرة:16]ء لان خسران 
من رضي بالدنيا ظاهر ومن آثر الدنيا والعقبى على الله المولى فهو أشد خسرانًا وأعظم حرماناء 

فإذا كان المصاب بفوات النعیم ممتحنًا بنار الجحيم والعذاب الأليم فما نملك بالمصاب بفقد 

المطلوب ويعد المحبوب ضاعت عنه الأوقات وبقي في أسر الشهوات» لا إلى قلبه رسول ولا 

لروحه وصول لا من الحبيب إليه وقود ولا لسرہ معه شهود فهذا هو المصاب الحقيقى إذا فاته 

. مولاه الذي فاته بفواته سواه فإن لكل شيء بدل والأبدال له كما قال بعضهم: كنت السواد 
لناظري فبكى عليك الناظر من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر فجزاء اشترائهم الضلالة 

بالهدى إعواز ريح السعادة والموز بالنعيم المقيم؛ وخسران بيع الهدى بوجدات العذاب الأليم؛ 

بل لفقدان الاھتداء'علی الصراط المستقیم إلى الله العلي العظيم الكريم الرحيم كما قال: وما 




























78 سورة البقرة 

كلهم گنل ایی اتوید ا ا سات ما وء دحب أله ورم وركهُمْ 
في غل لا یرود © ع نکم عن هم لا مم (5) أوْكْصَبْبٍ ين اَّل یہ 
ظلمت ورڪد ورف تجعلون اسع ق ءَادَانہم نالي حذرالموت وَالله غط بال٥فرن‏ 
ن4 [البقرة:19-17]. 

يل هَثَلْهُمْ4 أي: شأنهم 'وحالهم بهذا الاستبدالء والاختبار في يوم الجزاء 
ہس نارا) ليستضيء بها وفاز بمبتغاہ «فلمًا4 استوقدہ «أضاءث4 الثار 5 
حَوْلهُ4 أي: حول المستوقد وترقب وجدان مطلوبه ظذْهَبَ# ضوؤهاء وسکن لھبھا 
فضلٌ عن مطلوبه؛ وخسر خسرانًا عظيماء كما ذهب الله بِتُورِجِم4 أطفأ الله نيران 
المنافقین وسرجهم التي هي كفرهم ونفاقهم على زعمهم» وأفسد إضاءتهم في يدم 
٠‏ الجزاء حين ترقبهم بوجدان مطالبهم ولم يهتدوا بهاء بل عذبهم الله يسببها کس 
لأجلها في ظلمَاب) ظلمة الضلالة المتقررة الراسخة في نفوسهم بتقليد ابائهم؛ 
المنتجة للكفر والنفاق» وظلمة فقدان المطلوب المترتب عليها في زعمهم مع ترقبهم؛ _ 
والظلمة العارضة لهم بعل استضاءتهم: وبسيب هذه الظلمات ولا صزرنگ [البقرة: 
| 7] ولا یرجی نجاتهم عن عذاب الله بل يبقون فيه أبدا وهم: 

(ضم) لعدم إصغائهم لقول الحق عن ألسنة الرسل صلوات الله عليهم بكم 
لعدم قولهم بالإيمان المقارن بالتصديق ظمْمْيْ لعدم التفاتهم إلى الدلائل الظاهرة 
والمعجزات الباهرة» وبالجملة: ظفْهُمْ في هذه السالة لا يَرْجِعُون» [البقرة: 18] 
ولا يطمعون الرجوع إلى الهداية لتذكيرهم الإفراط والتفريط الذي صدر عنهم في 
النشأة الأولى المستبع لهذا العذاب. ٣‏ 
.تس (آز مثلهم في هذا الاستبدال والاتجار ظقَصَيِبٍ» ازل من الشماه فيه 
ظلْمَاتُ4 متوالية متتالية» بعضها فوق بعض شدۃة وضعفًا بحسب تخلخل السحب | 
وتكائفها ورد وَيَرْقق»4 بسہب الأدخنة و الأبخر ق, المحتبسة فيه؛ متی ۰ ها الناس 





كَانُوا مُهْتَدِينَ4 [البقرة:16]» لإبطالهم حسن استعداد قبول الهداية. | 

























سورة البقرة ظ 0 79 
وسمعوا أصوات بروقه ورعوده (ِيَجِعَلُونَ أَصَابعَهُم4 أنامل أصابعهم في آذانهم) 
خوفا «يِنَ الصّوَاعِق» النازلة منهاء المهلكة غالبًا لمن أصيب بهاء وإنما يفعلون ذلك 
حر المَؤتِ4 آي: حذر أن يموتو من ا : یعنی: إنغم ‏ لما شيهوا في نموسهم 
٠‏ عقولهم في آذان قبولهم؛ خوفًا من الصواعق النازلة المصفية المفتية ذواتهم في ذات 
الفناء في ذاته إو لم يعلموا آنهم مستهلكون فيها إذ ال المتجلي في ذاته لذاته 
«مُجِيط بِالْكَافِرِينَ4 [البقرة: 19] الساترين بذواتهم في زعمهم الفاسد ذات الله غافلين 
عن تجلياته» وكيف يغفلون عنها؟. 
ےت کک کاڈ ال یف ابر ما اة ھم كوا مد وا طم عم قاد روا گا 
ا حبسمو َأ برهم نک آنه صل کل شی و کر“ )ياي الاش عيدو ارد 
ایی لق ونی ن یک لمل َم سم رض 1A J‏ 
ا بل اد من اللہ ما ا ہی یق اللمرت ڑکا کک فلا تم لوا یلو أنداء وََمْ 
Ê.‏ عمو ) [البقرة:22-20]. 


7 گا البرؤ أي: برق التجلي اللطفي «ِيَسْطّف» يعمي أَبْصَارَمْم4 التي 
يرون بها أنفسهم دوات موجودات فاضلات به كلما اسا وأشرق دِلَهُم4 التجلي 
1 اللطفي ذِمْقَوَا» ساروا «فيوم باقين ببقائه طوَإدًا أَظلم عَلَيهمٍ) بالتجلي القهري 
[ طقامواه سكنوا على ما هم عليه من غدم الصرف فإولڑ شَاء اللذه التجلي عليهم بالقهر 
ٍْ دائمًا طلْأْحَتِ بِسَمْجھغ وَأَبصَارِدِء4 أي: بتعیناتھم التی ظنوا أنهم موجودات حقیقيه 
4 بسیبھاء ؛ وصيرهم فانين معدومین لا وجود لهم أصلاً» كما هم عليه دائمّاء قل لهم د 
و أكمل الرسّل بلسان الجمع: إن ال المتجلي بالتجلي اللطفي جَعَلى) إبقاء كل 
| شيد قيب [البقرة :20[ على إفئائه بالتجلي القهري؛ إذ لا يجري في ملكه إلا ها يشاء 


و وی 


2 نب تعالى على كيفية دجوعهم إليه وتنبههم على تجلياته» فناداهم إشفاقا لهم وامتناذ 


5 FH 
تہ‎ 
ہے‎ 2 
ايك ہے ا ہہ‎ 


50 ْ سورة البقرة 
عليهم ليقبلوا إليه فقال: ظ 

ليا أبها الاش( الذين نسوا حقوق الله بمتابعة آبائكم اغبدّوا تذللوا وتفزعوا 
وانقادوا ١ِرَبَكُمُ‏ الْذِي ا اخرجکم وأظهركم من كتم العدم بإشراق تجلياته 
اللطفية إلى فضاء الوجود «43 أيضًا أخرج آباءكم طالْذِينَ4 مضوا طمن قَبِلِكُم» إن 
عبدتم كما ذكر لمكم ت0 [البقرة:21)] تحذرون من تجلیاته القھریة فهو في بدء 
الوجود في المعاني اعبدوا ربكم: 

«الِي جعل لَكُم الأزض فرشا مبسوطً؛ لتستقروا عليها وتسترزقوا منها 
لِوَالسْمَاء بَاءً4 مرفوعًا؛ لترتقي الأبخرة والأدخنة المتصاعدة إليها وتتراكم السحب 
فيها 4# بعد وجود هذه الاسباب «أنْرّلَ4 بمحض فضله وفيضه «مِنّ6 جانب 
الشمَاء ماء4 منبنًا لكم الزروع والأثمار المقومة لمزاجكم وإذا أنزل طفَأَخْرَجَ بده 
سبحانه؛ أي: بسبب الماء طمِنّ الْمَزَاتِ رِرْقًا لَكُم» أي: أخرج رزقًا لكم من الثمرات 
والطعوم؛ لتعيشوا بها وتقدروا إلى التوجه إلى توحيده وتفريده الذي هو غاية إيجادكم 
وخلقكم وما يترتب على وجودکم؛ وإذا كان كذلك طقلا تَجْعَلُوا4 أيها المنعمون 
بانتزاع العم لي الواحد القھار لجميع الأغيار آندادًا) أمثالأً في استحقاق العبادة 
والويجاد والتكوين والترزيق والإنبات والإضاء وغير ذلك مما يتعلق بالألوهية 
«زآشم) إن وصلتم إلى مرتبة التوحيد الذى طِتَعْلَمُونَ» [البقرة: 22] ”© أن سلسلة 





(1) قال نجم الدين كبرى: طيْكَادُ الْبَرْق»4 [البقرۃ:20]ء أی: نوز الذکر والفرآن فابَخْطف أَنَضَارَمْْ4 
البقرة:20]ء أي: أبصار نفوسهم الأمارة بالوء لكُلْمَا أَضَاء لَهُعْ مزا يي [اليقرة:20]: 
سلكوا طريق الحق بقدم الصدق 9وَإِنًا أَظْلْمَ عليه [البقرة:20]: ظلمات صفات النفس 
وغلب عليهم الهوى مالرا إلى الدنيا 9قَامُوا» [البقرة:20] أي: وقفوا عن السير وتخيروا وترددوا 
وتطرقت إليهم الآفات واعترتهم الغرات واستولى عليهم الشيطان وسولت لهم أنفسهم 
الشهرات حتى وقعوا في ورطة الهلاك. ولو شَاء الف [البقرة:20]ء آي ولو كانت مشيشه 
وإرادته أن يهديهم ِلَذَهَبَ بشنمهن وَأَنْصَارِجِع» [البقرة:20]: أي: يسمع نفوسهم التي تنظر إلى, 
زینة الحياة الدنيا وزخارفها كقوله تعالى: (وَلَ شِعنَا لآتَينا كُلّ نفس هُتَاهَا» [السجدة:13]» إن 
اله عَلَى كُلٍ شي قَدِيرَ4 [البقرة:20]: أي: قادر على سلب أسماعهم وآبصارهم حتى لا يسمعوا 
الوساوس الشيطانية والهواجس النفانية ولا ييصروا المزخرفات 1 والمستلذات 





سورة البقرة ) 81 





ق 


الحيوانية لكيلا يغتروا بها ويبيعوا الدين بالدنياء ولكن الله يفعل بحكمته ما يشاء ويحكم بعزته ما 
يريد فلما آتم الکلام مع المؤمئین والکافرین والمنافقين خاطب الئاس عمومًا أجمعين بقوله 
تعالی: ٹیا اا الاش [البقرة:21]ء إلى واش تَعْلْمُونَ4 |البقرة:22] والإشارة في تحقيق 
الآيتين أن الله تعالى خخاطب الناسي عهوده يوم الميثاق والإقرار بربوبيته ومعاهدته ألا يعبدوا إلا 
إياهء فخالفوه ونقضوا عهده وعبدوا الطواغيت من الأصنام والدنيا والنفس والهوى والشيطان 
فزلت قدمهم عن جادة التوحيد ووقعوا في ورطة الشرك والهلاك فبعث إليهم الرسول وكتب 
إليهم الكتاب وأخيرهم عن النسيان والشرك ودعاهم إلى التوحيد والعبودية. طِاغْيِدُرا رَبّْكُمْ الْذِي 
حَلفَكْمْ وَالْذِينَ من قبلكة [البقرة:21]» يعني: ذراتكم وذرات من قبلكم يوم الميثاق وأخذ 
مواثيقكم بالربوبية والتوحيد والعبادة فأوفوا يعهد العبودية بتوحيد اللسان وتجريد القلب وتفريد 
السر وتزكية النفس بترك المحظورات وإقامة الطاعات المأموراتء ظلَعَلْكُمْ تَنُقُونَ4 [البقرة:21]» 
عن ترك عبادة غير الله فيوفي الله بعد الربوبية بالنجاة من الدركات ورفع الدرجات بالجنات 
والإكرام بالقربات والكرامات في الآخرة» كما أكرمكم في الدنيا. هالّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأزض 
فراشا ؤالشمَاءَ بنَاء6 [البقرة:22)» فيه إشارة إلى تعريفه نفسه بالقدرة الكاملة ومنته على عباده 
وعزة عياده عنده وفضيلتهم على جميع المخلوقات من عباده بأن جعل لهم بنفسه فراشا 
3 كالأرض ودنيا كالسماءء وأما عزة عياده عنده بأن خلق السماوات والأرض وما فيها لأجلهم 
وسخرها لهم لقوله تعالى: «وَسَخُرَ لََُمْ مَا في الشْمَاوَاتٍ وَمَا فِي الأزضٍ جُمِيعًا مَنْه4 [الجائية: 
3ء فكان وجود السماوات تبعًا لوجودهم وما كان وجودهم تبعًا لوجود شيء إلا وجوده 
ولهذا السر أمر الله تعالى ملائكته بالسجود لآدم 88 وحرم علی آدم وأولاده السجود لغير الله 
لبظهر أن الملائكة وإن كانوا قبل وجود آدم أفضل الموجودات فلما خلق آدم لقا جعله مسجوة 
للملائكة ليكون هو أفضل المخلوقات وأكرمهم على الله تعالى ومتبوع كل شيء والكل تابع له 
قال تعالى: ©وَأَئْرَلَ مِنَ السمَاءِ مَاءً احرج ب به مِنَ الثْمَرَاتِ رَزْقًا لكم» [البقرة:2 2]» تحقيقه ان 
الماء هو القرآن وثمراته الهدى والتقى والنور والرحمة والشفاء والبركة واليمن والسعادة والقربة 
والحق واليقين والنجاة» والرفعة والصلاح والفلاح والحكمة والموعظة والحلم والعلم والآداب 
والأخلاق والعزة» والغنى والتمسك بالعروة الوثقى والاعتصام بحبل الله المتين» وإجماع كل 
خير وختام سعادة وزهوق باطل الوجود الإنساني عند مجيء تجلي حقيقة الصفات الربانية لقوله 
تعالى: طقل جاء الْحَنُ وَزَهَقٌ الْبَاطِلُ إِنَّ الَْاطِلَ كَانَ زَھوقًا 4 [الإسراء:81]ء فأخرج ہمًاء القرآن _ 
هله الثمرات من أرض قلوب عباده فكما أن الله من على عباده بإخراج الثمرات وقال: «فأخرج 
به مِنَ القْمَرَاتِ رقا لخد [البقرة:22] وكان للحيوان فيها رزق؛ ولكن يتبعه الإنسان كما قال 
تعالى: تاعا لْكُم وَلِأْنْعَامِكْمْ» [النازعات:33]. كذلك القرآن بثمراته كان رزقًا مختضًا 


د 











82 | ظ سورة البقرة 
الْیْب لا پنلٹھا إلا مُر4 [الأنعام:59] والتحقيق بهذا المقام والوصول إلى هذا المرام 
لا يحصل إلا بعد التخلق بأخلاق الله والتخلق بأخلاقه لا يتيسر إلا بمتابعة المتخلق 
الکامل: وأكمل المتخلقين نسسنا 35 والمتخلق بخلقه 25 إئما يكون بالكتاب الجامع 
لجميع أخلاق الله؛ المنزل على مرتبته» الجامع جمیع مراتب المظانء وفی نسخة 
أخرى: المظاهر. 

١‏ إن حت فى ر مارلا ع بو 6ئاا نور ر ن ديو ادوا سكا 
ن دون ایا ن کشر رقن © کان کم ناوا وکن مارا ااا قار آکی رودا 
آلتاس وجار امت یلکښ ویر ای اموا وکرو ا كرحت اه جنب 
ری ین تھا نهر کڪ لما رز فوا وتان رورا الوا مدا اڵرى زوم عن + 
ویتکا ولم ہا ازوج لر رم فا حَِنُوت (4)2 (ہٹردد:- 


.0 





بالإنسان وللملائكة والجن كان لهم فيه رزق ولكن بتبعية للإنسان وهذا مما لا تدركه العقول 
المشوبة بالوهم والخيال؛ بل تدركه العقول المؤيدة بتأييد الفضل والنوال. قوله تعالى: فلا 
تَجْعَلُوا لله أنتادًا4 [البقرة:22]: فيه ثلاثة معان: أولها: أن هذا الذي جعلت لكم من خلق 
أنفسكم وخلق السماوات والأرض ما فيها ليس شأن أحد غيري: «وانع تفلئونً [البتر:22]: 
فلا تجعلوا لي أنداذًا في العبودية. وثانيها: إني جعلت السماوات والأرض والشمس والقمر كلها 
واسطة أرزاقكم وأسبابها وأنا الرازق فلا تجعلوا الوسائط أندائًا لي» لا تَشْجُدُوا لِلشّمْس وَيِا 
للفٹر4 [ِفصلت:37]. وٹالٹھا: إني خلقت الموجودات وجعلت لكل شيء حظا في شيء آخر 
وجعلت حظ الإنسان في محبتي ومعرفتي؛ وکل محظوظ لو انقطع عنه حظه لهلك فلا تنقطعوا 
عن حظوظكم من محبتي ومعرفتي بأن تجعلوا لي أندادًا وتحبونهم كحب الله . 9وَالَلِينَ آمنُوا 
أشد یا ال [البقرة:165]ء فالأنداد وهي الأحباب غير الله تعالى: فوصف الذین لم بنقطعوا 
عن حظ محبته بالإيمان وقال: لوَالْذِينَ آمنُوا أَشَد خا ف [البقرۃ:165]ء یعنی: الذين اتخلوا 
من دون الله أندانًا في المحبة ما آمنوا حقيقة وإن زعموا الإبمان فافهم جدًا. ۱ 





صما 








. صورة البقرة 1 83 


۾ سور ا 

اك ك أيها المحجوبون بالأديان الباطلة في رَبْب) شكِ وارتياب وما 
رئا من مقام كمال ترتيبنا وإرشادنا طعَلَى عَبْدِنَا4 الذي هو خليفتنا ومرآنا ومظهر 

جميع أوصافناء وحامل وحيئا المنزل عليه؛ المشتمل على جميع الأخلاق الإلهية 
جنات بشورۃ4 جملة قصیرة «يّن مَثْلِهِ4 إذ من خواص هذا الكتاب أن مجموعه 
مشتمل على جميع الأخلاق الإلهية» وكل سورة منه تشتمل على ما اشتمل عليه 
المجموع؛ تأمل. 

إن عجزتم أنتم عن إتيانه ظاذعُوا شُهَداءَكُم4.خضراءكم الذين أنتم 
تشهدون بألوهيتهم وترجعون في الخطوب إليهم فمن دون الله المحيط بكم وبهمء 
فأمروهم بإتيان كل سورةٍ جامعة جميع أوصاف المعبود بالحق إن كنم صَادِقِينَ4 
[البقرة:23] أنهم آلهة غیر اللہ سبحان الله وتعالى عما يقولون. 


وین لم تَفْعَلُوا فإن لم تفعلوا الإتيان أنتم في حين التحدى والمعارضة #وَلن 
تَفْعَلُوا أيضًا بعدما رجعتم إليهم؛ > فلا تكابروا ولا تنازعواء بل انقادوا وامتثلوا بأوامر 
الكتاب المنزل على عبدناء واجتنبوا عن نواهيه ظفَائَقُوا النَارَ التي أخبر فيه بأنه 
رودا أي: ما يتقد به النار «الئاس» الذين يعبدون غير الله [والحجَارَة4 التي هي 
معبوداتهم التي نحتوها بأيديهم وما «أعڏٺ) هذه النار إلا لِلْكَافِرِينَ4 [البقرة: 24] 
الجاهلين طريق توحيد الحق» والمكذبين كتاب الله ورسوله المنزل عليه. 


«وَيَشَرِ4 المؤمنین الموقنین الموحدین فالْلِينَ آعتواہ4 بالكتاب المنزل على 
عبدنا 9دَعَمِلُوا الصّالِحَاتٍ) المؤمنون فيه؛ واجتنبوا عن الفاسدات المنهى عنها «أنَّ4 
أي:.حق وثبت طلَْهُمْ بعد رفع القيود «جَنْاتٍ4 متنزهاتٍ من العلم والعين والحق 
التي هي المعارف الكلية الممخلصة عن ججميع القيود المنافية للتوحيد إتجري من ٠‏ 
تخيها الأنهاذ» أنهار المعارف الجرثية المترتية على تلك المعارف الكلية و 

رُزفوا) حظوا منها؛ آي من تلك المعازف الكلية ڈمِٹھا من ثَمَرَةِ4 حاصلة من شجرة 
الیقین ززا حظًا كاملا يخلصهم من رتبة الإمكان الوا متذکرین الٹھود السابقة: 
هذا الي ززفئًا من قبل) من الأعيان الثابتةء أو في عالم الأسماء والصفات» أو في 


٠‏ اللوح المحفوظ أو في عالم الأرواح إلى غير ذلك من العسارات» وص غابات التذاذهم 


ونهاية شوقهم والتذاذهم بالثمرة المحظوظ بها «وأنُوا ب4 متمائلة ' متشابها4 متجددا 
بتجدد الأمثال طوَلَهُمْ فِيها» في تلك المرتبة الكلية ظأَزْوَاجٌ» أعمال صالحة ونيات 


84 سورة البقرة 
خالصة همُطهْرَة» عن شوائب الأغيار المانعة عن الوصول إلى دار القرار (وَهُمْ فِيهَا4 
فى تلك المراتب لإخالذون# [البقرة:25] ر( دائمون بدوامه؛ باقون يبقائه» مستغرقون 
بمشاهذلة لقائه سحانه. ارزفنا بلطفك حلاوة التحقيق وبرد اليقين. ۱ 





2 ار ي سو ست س٭ - حر سے سے جس ق صے کے سے سے ےا م 
اموا مع کوت آنه لی ن ریه واا لدی مروا مولو 15آ اه 
س م عي و 4 ص مسر 2 ب ل سر 2 ع عر 7 
بهدذا مٹلا یسل ہوء یی وَيَفْدِى يو ء كديا وَمَايْضِْل بيد إلا الْفَمِقِينَ (8) 
ال يصو عَهَدَاق من بد كوو ویقطمون ما مر اه یو ان صل ون دوک 
ف الأرض أوتيك مم اخروت © گیب کوت پو وڪن آنوّتا 
گے ےم بر مسق ےم سے سے کہ یمم و سے دہ 
اخم دم بیت گم ف یکم ہم اہ رو ا(2 پچ [البتر:6٥-٥2].‏ 
ثم لما طعن الكفار في غاية استكبارهم وعتوهم ونهاية استعظامهم نفوسهم: 
واعتقادهم الأصالة في الوجود؛ والاستقلال بالآثار المترتبة عليه الصادرة منهم ظاهرًا 





(1) قال الشيخ إسماعيل حقي: أي يحصل لهم جنات القربة معجلة من بذر الإيمان الحقيقي 
وأعمالهم القلبية الصالحة والروحية والسرية بالتوحيد والتجريد والتفريد من أشجار التوكل 
واليقين والزهد والورع والتقوى والصدق والإخلاص والهدى والفناعة والعفة والمروءة والفتوة 
والمجاهدة والمكابدة والشوق والذوق والرغبة والرهبة والخوف والخشية والرجاء والصفاء 
والوفاء والطلب والإرادة والمحبة والحیاء والکرم والسخاوة والشجاعة والعلم والمعرفة والعزة 
والرفعة والقدرة والحلم والعفو والرحمة والهمة العالية وغيرها من المقامات والأخلاق تجرى 
من تحتها مياه العناية والتوفيق والرأفة والعطفة والفضل. 
وقال الشيخ البقلي: أهل جنان الؤضلة إذا كُشفت لهم أسرار الغيب» رأوا مشاهدات أنوار 
الصفات في مقامات الأرواح؛ جميعها يَدّل بعضهم بعضاء ويحصل لهم من تور الكبرياء؛ ما 
يحصل لهم من نور العظمة» ومن نور القِدم ما يحصل من نور البقاءء هكذا جميع الصفات» 
وأيضًا إذا تمكن أهل المشاهدة في الجنة غذاءً» ورأوا ربهم تعالى» وجدوه على الصغة التي 
أظهر نفسه جل وعرّ لأهل المكاشفة قي دار الدنيا يقولون: « هَدذًَا الذزى رُزِقْنَا مِن كَبَلٌ » أي: 
ما نحن كنا فيه من مشاهدته في العاجل»: يجنها بتلك الصفات فى الآجل؛ لأن وجوده يتخثر 
بتغيّر الزمان في المكان. أوّله في الربوبية آخره في الألوهية» وآخره في الصمدية أزله في 

الأزلية. ئ 








سورة اليقرة 85 
على الكتابء والرسول المنزل عليه قائلين بأن ما جئت به وسمين, وحيا ازل إليك من 
كلام الحکیم المتصف ہجمیع أوصاف الکمال المستحق للعبادۃہ 0 
الأشياء المخسيسة الكبيثة والضعيفة الحقيرة: مثل الكلبى والحمار والذباب والنمل 


والنحل والعنكبوت وغيرهاء والكلام المشتمل على أمثال هذه الأمثال لا يصدر من 
الكبير المتعال؟! 


رد الله عليهم وروح أمر نبيه - صلوات الله عليه - فقال: إن اللة4 المستجمع 
لجميع الأوصاف والأسماء المقتضية لظواهر الكائنات؛ المرتبة لمراتب الموجودات 
الظاهر على جميع المظاهر بلا تفاوت» كظهور الشمس وإشراقها على جميع الأفاق» 
وسريان الروح في جميع الأعضاء إلا يخي استحياء من في فعله ضعف وعافية 
وضيعةء بل لله سبحانه #أن يَضْرِبَ معلا بمظهر ماك من المظاهر غير المتفاوتة في 
المظهرية؛ إذ له بذاته من - جميع أوصافه وأسمائه ظهور في كل ذرة من ذرائر العالم بلا 
إضافةء فلا تفاوت في المظاهر عنده» وما ترى في خلق الرحمن من تفاوت؛ وسواء 
كانت «بحوضة) مستحقرة عندكم أو أحقر منها طفَمَا فَؤْقَهَا4 في الحقارة والخساسة 
كالبق والنمل» فلا يبالي الله فى تمثيلها؛ إذ عنده الكل على السواء چا الْذِينَ» صدقوا 
النبي الأمي يل ول آمَنُواڳ ہما جاء به من عند ربه ظفْيَعْلْمُونَ4 علمًا يقيئًا أن التمٹیل 
بهذه الأمثال ان الحَی 4 الثابت الصادر من رُبَهِم4 الذي رباعم بكشف الأمور على 
ما هي عليه. 





«وأمًا اين کَمُڑوا4 أعرضوا عن تصديق الله ورسوله ظقَيَقُولُونَ4 مستھزئین 
متهكمين على سبيل الاستفهام ظِمَادًا أَرَادَ اله المقدس عن جميع الرذائل المتصف 
بالأوصاف الحميدة (بهذَا4 الحقیر الخسیس بان بضرب فِعقَلاً6'' بهذا تعريض على 
رسول الله بأبلغ وجه؛ يعني: ما جعت به من عندك كلمات مفتريات بعضها فوق 


(1). قال البقلي: «فَأمًا الذريرت اموا فَيَعَلَمُونَ أنْهُ أَلْحَقٌ من رَيَهِمْ 4 أما الذين شاهدوا بنعت 

۱ الاصطفاء في مشاهد الأزل: ورأوا جمال مشاهدة الحق» وسمعوا كلامه؛ فيعلمون أن القران 
حقٌ من ربهم؛ لأنهم صادقوا حقيقة مقام التصديق بنعت الأرواح قبل كون صورتھم؛ وبعد كونها 
قابارا الآخر بالاول» والاول بالاخ وجُڈوا صرفا صدقاء فاسٹقاموا فی الصدق والإخللاص 


86 مورة البقرة 
بعض» أسندته إلى الله لتروجها على أولي الأحلام الضعيفة؛ ومن غاية استكبارهم 
ونهاية جهلهم المقتضي لعمى القلب لم يروا الحكمة في تمثيله» ولم يعلموا أنه 
طاضل4 لله باسمه المنتقم به بسبب إنكار هذا المثال ظكَثِيرَا4 من المستكبرين 
المستحقرين بعض المظاهر فوَیَهّدِي پە کٹیزاچ من الموحدین الموقنین'الذینٌ لا يرون 
في المظاهر إلا الل ففی هذا المشهد لا يسع الإضافات المستلزمة للاستعظام 
والاستحقار: بل سقط هناك جميع الاعتبار» ثم بیُن سبب إضلاله له فقال: ©وَمَا یُضل 
به إا الفاسقين 4 [البقرة:26]. 
لين يخرجون عن طريق التوحيد باستحقار بعض المظامر يشون 
يفصمون هعَهْدَ الل الذي هو حبله الممدود من أزل الذات إلى أبد الأسماء والصفات 
سيما من بَعْدِ4 توكيده بذکر لمینّاقہ4 الموثق بقولہ: فلت بَزبَکُغ4 [الأعراف: 
2ء وقولھم: ٭بلی 4 [الأعراف:172] وبعدما نقضوا العهد الوثيق الذى من شأنه الا 
ينفض لم يفزعوا ولم يتوجهوا إلى جبره ووصلهء بل 9وَيَقْطَمُونَ4 التوجه عن امتثال 
لما أمر الله بو4 في كتابه المنزل «أن يُوصَلٌ4 به ما نقض من عهده» ومع ذلك لا 
يقنعون بنقض العهد وقطع الوصل المختصين بهمء بل طوَيُفْسِدُونَ فِي الأزض؟» بأنواع 
الفسادات السارر یة من إفسادٍ واعتقاد الضعفاء. والبغض مع العرفاء الأنساء - وفي نسخة 
أخرى: الأمناء - والمخالفة مع الأنبياء والأولياء لأؤْلَتِكَ4 البعداء عن طريق التوحيد 
هم الخاسرون) [البقرة:27] المقصورون على الخسران الكلي الذي لا خسران فوقه؛ 
أعاذنا الله من ذلك. 
ثم استفهم سبحانه مخاطبًا لهم؛ مستبعدًا عما صدر عنهم من الكفر والطغيان 
على سبيل الكناية تحريكًا لحمية الفطرة التي فطر الناس عليهاء وتذكيرًا لهم بالعهود 
التي عهدوا مع الله في استعداداتهم الأصلية بقوله: . 
كيف تكْمُرْرنَ4 وتشرکون طباہ الذي قدر وجودکم في علمه السابق أراد 
إیجادکم ف٭إؤکٹُم أنوانًا فأخياكع4”' أظهر كم من العدم بمد ظله عليكمء ويعدما 





)1( قال البقلي: أي: كتتم أموانًا في قبور العدم فأحياكم بأنوار القدم. وأيضًا كتتم أموانًا في غطاء 
۹ فأحياكم بروخ المعرفة. وقال الشبلي: رکحم آمو اتا عنه؛ فأحياكم يمه وقال ابن عطاء: 
كتنم أموانًا بالظاهرء فأحياكم يمكاشفة الأسرارء ثم يُميتكم عن أوصاف العبودیق ٹم یُحیکم 

١‏ بأوصاف الربوبية؛ ثم إليه تُرجَعون عند تحثركم عن إدراكه صرف الذّات والصغات عن شواهد ظ 





سورة البقرة | 87 


أظهركم أنعم عليكم ورباكم في النشأة الأولى بأنواع النعم؛ لتعرفوا المنعم وتشكروا له 
في مقابلتها (دُّمْ4 بعد تربيتكم في النعم إيُويئكم) يخرجكم من النشآة الأولى إظهارًا 
لقدرته وقهره ثم يُخييكم) آيصا في النشآة الأخرى لتجزى كل نفس بما كسبت في 
النشأة الأولى ث4 بعدما قطعتم المنازل وطويتم المراتب والمراحل «إليه لا إلى 
غيره من الأظلال (ِتُرْجَعُونَ4 [البقرة:28] 2 إذ لا وجود للغير ليرجع إليهء فلا مرجع 








المعرفة في طلب الحقيقة. قال فارس: كنتم أموانًا بشواهدكم: فأحياكم بشواهده » ثم يُميتكم 
عن مشاهدكيء ثم يُحييكم بقيام الحق عنه» ثم إليه تُرجَعون عن جميع ما لكم وكتتم له وقال 
الو اسطئ: وَيخُهِم بهذا غاية التوبيخ؛ لأن الموات والجماد لا ينازع صانعه في شيي فإنما النزاع 
من الهياكل الروحانية. 

(1) قال في «التأويلات»: ذكر بعد إظهار الحقائق في الأمثلة المتناسبة لتفهم المعاني المتشابهة قوله 
تعالی: لن الله لا شخي أن يَضْرِب مَثَلُا4 [البقرة:26]» إلى قوله: طالفَاسِقِينَ» [البقرة:26]ء 
لإ الله لا يَستَخبي» أي: لا يبالي الله أن يضرب مثلاً ظطإمَا بَعُوضّة» [البقرة:26]ء أي: يليس 
المعاني كسوة الأمثلة لبيان البعوضة ظقَمَا فُوْقَهَا4 [البقرة:26]؛ في الحقارة والصغر أو فوقها في 
الكبر كالذياب والعتكبوت وذلك لأن في كل شيء من العرش العظيم والذرة الحقيرة لله تعالى 
آية تدل العباد إلى المعبودء وتهدي القاصد إلى المقصود ففي البعوضة دلالات وآيات إذا 
جاعت قويت وطارت» وإذا شبعت تشققت وتلفت فهذه تدل على الإنسان فإنه إذا جاع رجع 
إلى اللہ تعالی؛ وإذا أشيع يتبع الهوى كما قال تعالى: طوَلَوْ بط الله الرَزْقٌ لِعبادہ لَبَنْوْا في 
الأزضش» [الشورى:27]. وقال تعالى: (إِن الْإِنْسَانَ لَيطْفَى * أنْ رَآهُ اشتفتّى) [العلق:7-6]ء 
ومنها أن البعرضة خلقت على صورة الفيل وفيها معان: مئها: أن القدرة على إيجاد كل واحد 
منها غير منقادة ليس خخلق أحدها بأهون على الله تعالى من الأخرى. ومنها: أن البعوضة إذا 
أعطيث على قدر حجمها الحقير كل آلة وعضو أعطيت الفيل الكبير القوي وفيه إشارة إلى حال 
الإنسان وكمال استعداده كما قال يفكِ: «إن الله خلق كل شيء على صورته» أي: على صفته 
فعلى قدر صفة الإنسان أعطاه الله من كل صفة من صفات جلاله وجماله أنموذجًا ليشاهد في 
مرأة صفات نفسه كمال صقات ربهء كما قال ¥ «من عرف نفسه فقد عرف ربه»؛ ليس لشيء 
من المخلوقات هذه الكرامة المختصة بالإنسان. كما قال تعالى: طوَلَقَدْ كَژمتا بی اَدَم 
[الإسراہ:70]ء وفيها وفی أمثالها دلالات يطول شرحها فقس الباقي على نداء اما .الذِينَ 
آمثرا ی4 [البقرة:26]: بنور الريمان يشاهدون المعاني والحقائق في صورة الأمثلة طفيَعْلْمُونَ أنه 
الح مِن رَبٌھخ وَأمًا الّذِينَ كفُروا) [البقرة: 6 2]مخجحدرا الحق ظلمة إنكارهم غشاوة أيصارهم 

فما شاهدوا الحقائق في كسوة الأمثلة كما أن العجمي لا يشاهد المعاني في كسوة اللغة العربية 

فیسأل عن الحيرة ما إذا أراد العربي بهذء اللفظة» فكذلك الكفار والجهال عند تحيرهم في إدراك 





88 سووة البقرة 


س ا 





حقائق الأمثال قالوا: ©فَيَقُونُونَ مَاذًا أرَادَ الله بهذا متلا [البقرة:26]ء فيجهلهم زاد إنكارهم على 
الإنكار فتاهوا في أودية الضلالة بقدم الجهالة. «يْضِلٌ به كَثيرًا4 [البقرة:26]: ممن أخطاء 
رشاش النور في بّدء الخلقة كما قال اة إن الله خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره 
فمن أصابه ذلك النور فقد اهتدى وسن أخطأء فقد ضل» فمن أخطاه ذلك النور في عالم الأرواح 
فقد أخطأه نور الإيمان هاهناء ومن أخطأه نور الإيمان فقد أخطأه نور القران فلا يهتدي»› وسن 
أصابه ذلك هناك أصابه هاهنا نور الإيمان ومن أصابه نور الإيمان فقد أصابه نور القرآن ومن 
أصابه نور القرآن فهو ممن قال: وَيهدي به کٹیڑا 4 [البقرة:26]ء وكان القرآن لقوم شفاء ونعمة 
لان کلامه صفة شاملة للطف والقهر فبلطفه هدى الصادقين؛ وبقهره أضل الفاسقين بقوله: «وَمًا 
يُضِل به إلا الْقَاسِقِينَ» [البقرة: 26]؛ والفاسق الخارج من إصابة رشاش النور في بده الخلقة. 
ثم أخبر عن نتائج ذلك الخروج ونقض العهد كما قال تعالى: طالْذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله يِنْ بَْدِ 
میثاقہ4 [البقرۃ:27]ء الذين ينقضون عهد الله الذي عاهدوه يوم الميثئاق على التوحيد والعبودية 
والإخلاص من بعد ميثاقه؛ (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَر الله به أن يُوضل 4 [البقرة:27]؛ من أمباب السلوك 
الموصل إلى الحق وأسباب النقل والانقطاع عن غير الخالق. كما قال تعالي: رتيل إل 
تبلا [المزمل:18؛ أي: انقطع إليه انقطاعًا كاملاً عن غيره لِوَيفْسِدُونَ في الْأزض» [البقرة: 
27 أي: بعسدون بذر التوحيف الفطري في أرض طيتتهم بالشرك والإأعراض عن قبول دعوة 
الأنياهء وسقي بذر التوحيد باليمان والممل الصالح اريك خم الخايزرف (اہھرددتا. ٠٠‏ 
خسروا استعداد كمالية الإنسان المودعة فيهم كما تخسر النواة ني الأرض استعداد النخلية ۱ 
المودعة فيها عند عدم الماء لقوله تعالى: «وَالْعَضرٍ * إِنْ الإنتان لَفِي حُشر " إلا الْذِينَ آمنرا 
وعملوا الصالِحَات4 [العصر :3-1]. ثم أخبر عن كمال جرأنهم بنسيان نعمة اختراع وجودهم 
وكفرانهم كما قال تعالى: «#قيف تَكْمُر ون بالله4 [البقرة:28]؛ والإشارة في تحقيق الآية أن قوله 
تعالى: «كيف» خطاب التهديد للكافرين عمومًا وخطاب التوحيد للمؤمنین مخصوضا وخطاب 
التشريف للانبياء اختصاضاء فتهديد الکافرین لقیف تَكْمُرْرنَ بالو4. (ِوَكُْْتْعْ أنوانا4 [البقرة: 
8ء نطفًا في أصلاب آبائكم لفَأخْيَاكُم4 [البقرة:28]؛ بنفخ الروح فيكم في أرحام أمهاتك 
نے یمن ی4 [البقرة: 28]: عند مفارقة نقوسكم عن آبدانکم ثم یکن [القرۃ:28]ء عند 
نفخ الصور والبعث عن القبور (ثُمْ إِلَيهِ تُرْجَعُونَ» [البقرة:28]؛ بالسلامل والأغلال» ثم 
يسبحون في النار على وجوههمء وفيه إشارة أخرى كيف تكفرون بالله أي: لا تكفرون بالله وإنما 
تكفرون بأنبياته وملائكته وكتيه ورسله واليوم الآخخر والبعثء والجنة والنار يدل عليه قوله . 
تعالى: «كيف تَكْمْرْونَ بلليها [البقرة:8] وبانييائه لانكم (ؤكشم ماتا [البقرة:28] ذرات في 
صلب آدم فأحياكم بإخراجكم عن صليه وأسمعكم لذلك خطات: الت بتكم »4 [الأعراف: 
2ء وآذاقکم لذات الخطاب ووفقکم للجواب بالصواب حتی قلتم: 9َبَلَى» رغبة لا رهبة 


| 








صووة البقرة 59 





إلا هو ولا مآب بسواهء لا إله إلا هوء كل شيء هالك إلا وجهه؛ له الحكم وإليه 


ترجعوں. 


رای کد 


© هُوَالزى کا ےکم کان ایی بجيام شتو إل السا ری سج 


سمواپ وھو پگ کر کیم 5 إِدْ كَالَ رَيُلَك لِلْمَلتبكةَ إِفْ بام فى الْرضٍ خعَليمَة 
َال أيحمَلٌ فيا من يَفْسِدُ فيا وَيَسْفِكَ لدم تت مد وَتُكَدِسُ لَك 
َال ِف آعم ما لا موہ( ولم ءادآ لاء كلها ثم عرضْعل الْمَلَيَكَةَفَعَالَ 
انرون اسما مَوْلاہ إن کشم صرق اي 0 اا E‏ 20 


ثم مينك [البقرة:28] بالرجعة إلى أصلاب آبائكم» وإلى عالم . الطبيعة الإنسانية ثم 
تُخييكه) [البقرۃ:28] ببعثة الأنبیاء وقبول دعوته ثم إليه نُرْجَعُونَ4 [البقرة:28] بدلالة الأنبياء. 
وقدم التوحيد على جادة الشريعة إلى درجات الجنان والنعیم المقیم وأما خطاب التشریف 
للأنبياء والأولياء بقوله تعالى: كيف تَكْفُرُونَ» [البقرة:2»]128 أي: لا تكفرون وكتتم في العدم؛ 
فأحياكم بالتكوين في عالم الأرواح ورشاش النور فخمر طيئة أرواحكم بماء نور العناية: 
وتخمير الطينة أربعين صباح الوصالء ثم يُميكم) [البقرة:28] بالمفارقة عن شهود الجمال 
إلى معتبرة الحسن والخيال» کما قیل: ۱ 
لولامفارقةالأحباب ماوجدت تلهاالمنيا إلى أرواحنا سبلا 

ذنم يخيكم» [البقرة:28] أما الأنبياء فبنور نور الوحي لقوله تعالى: 9وَكَذَلِكَ أَوْحَينا ِلَيِكَ 
وخا يِن آمرئا ما گنت تَذري ما الْكِتابٔ وَلّا الإیمان وَلَكِن جَعلْنَاۂ ورا هدي به م شَاءُ مِنْ 
عِبَاين4 [الشوری:52]ء وأما الأولياء فبروح دح الإيمان لقوله تعالى: اوليك كب في قُلُوبِهِمُ 
الإیمان وَأَبِنحُمْ بزوح مِنْه [المجادلة:22] طِثْمْ ليه ُوْجَعُونَ» [البقرة:28] أما الأنبياء فبالعروج 
لقوله تعالى: «ازجهي إِلَّى رَبَكِ رَاضِيَةٌ مَرْضِيةه4 [الفجر:28]» فلما أثبت أن الرجوع إليه أمر 
ضروري إما بالاختيار كقراءة يعقوب ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم وإما بالاضطرار كقراءة 
الباقين أشار إلى أن الذي ترجعون إليه ٭ھُوؤ الَِّي عَلَق لَکُم ما في الأَرْضِ جَمِيعًا4 [البقرة:29] 
أين ما خلقكم لشيء وخلق كل شيء لكم؛ بل خلقكم لنفسه كما قال تعالی : طوَاضطَنعكَ 
ِنَفِي4 [طه:41] معناه: لا تكن لشيء غيري فإني لست لشيء غيرك فبقدر ما تكون لي أكون 
لك كما قال : «من كان لله كان الله له» وليس لشيء من الموجودات هذا الاستعداد أي: أن 
يكون هو لله على التحقيق وأن يكون الله له» وفي هذا سر عظيم وإفشاء سر الربوبية كفرء فلا 
تشتغل بمالك عمن أنت له فتبقى بلا هو بلا هو. 


90 سورة البقرة 


نت الم ام 4 [البقرة:32-29]. 

مو الي جعلكم خلائف في الأرض وصوركم على صورته؛ وصيركم 
مظاهر جميع أوصافه وأسمائه وهِخَلَقٌ لكم» أي: قدر ودبر لكم ما في الأزضڃ 
جَمِيعًا4 ما في العالم السفلي من آثار الأسماء والصمات تتميمًا لجسمانيتكم؛ لتتصرفوا 
فيها وتتنعموا بها متى شئتم ثم لما تم تقدير ما في العالم السفلی ترقی عنھا 
رلاشئرى) توجه إلى الشماء إلى تقدير جميع ما في الغالم الملوي ففْسَوَامُنْ4 
فهيآهن «َسَبْحَ صَمَوَاتټ) مطبقات مشتملات على ملائكةٍ ذوي علوم ومعاملاتِ» وعلی 
كواكب ذوي آثار كثيرة كلها من مقتضيات أسمائه رصفاته 4 لا يخفى عليه شيء 
مما في العالمين؛ إذ «هُوّ بكل شَيْءٍ عَلِيمْ4 [البقرة:29] لا يعزب عن علمه مثقال ذرة 
في الأرض ولا في السماء. ٴ 

ثم لما فدر لنوع الإنسان جميع ما في العالم العلوي والسفلي أشار إلى اصطفاء 
شخص من هذا النوع وانتخابه من بين الأشخاص؛ ليكون مظهرًا جاممًا لائقًا لأمر 
الخلافة والنيات» فقال مخاطبًا لنبيه: مذكرًا له. مستحضرًا إياه بقوله: ظوَإِذْ قَالَ رَئْكَ 
أي: استحضر أنت يا أكمل الرسل فذكر ممن تبعك رقت قول ربك لِلْملايكة) الذين 
هم مظاهر لطفه ومجالي جماله؛ لا يظهر عليهم أثر من آثار الجلال والقهر <إني4 
أريد أن أطالع ذاتي والاحظ أسمائي وأوصافي على التفصیلء فانا «جَامِلٌ في 
الأزض4 أي: العالم السفلى ر(ھلینڈھ!' مرآة مجلوة عن صداء الإمكان ورين التعلق؛ 
لأتجلى منلآً بجميع أوصافي وأسمائي حتى تعتدل خخليفتي بأسمائي أخلاق من عليها 
وتصلح أحوالهم. وإذا شاور معهم قالوا في الجواب على مقتضى علمهم (قَالوا4 في 
الجواب على مقتضى علمهم من العالم السفلي الذي هو عالم الكون والفساد ومنزل 
الجدال والعناد: ما نرى في العالم السفلي إلا اللدد والعناد والمخاصمة المستمرة بين 
العباد والخروج من حدودك من سفك الدماء ونهب الأموال وسبي الذراري أ نسلم 
ونجوز لك أن تَجْعَلٌ 4 بعزتك وكبريائك مع أنا ننزهك عن جميع الرذائل خليفة لك 


“سے 








(1) جعل الله تعالى آدم خطيفة» وأعطاه حكم الخلافة» والخليفة لفظة مونلة؛ لانها محل التكرين» ويها 
ظهر الكون؛ وهي زيدة مخضة الطبيعة التي ظهرت بتحريك الأفلاك وهي روح اللبن: فإذا حرج 
من العالم: قالعالم يكون كالنفل لا عبرة بهء فافهم. 





00 


i 3‏ 
۰۰ 
7 
ا 
2 
ہہ اک 
r, 2‏ 
1 

| 





صووة البقرة ۱ 91 
ناتا عنك طفيهًا4 في الأرض شمن يُفْسِدُ فِيهًا»4 بأنواع الفسادات إو خصوضا 





يفك الدَمَاء المحرمة؛ وليس في وسعنا هذا التسليم» ولا نرى هذا الأمر لاثما 


بجلالك وعصمتك» وإن شئت بفضلك وجودك أن تصلح بينهم إو تدبر أمرهم 
حم أولى باصلاحھم وندبيرهم وحفظ حدودك الموضوعة فيهم؛ إد یم 
نشتغل دائمًا #بخهدك # وثنائك على الائك ونعمائك «وَنْقَدّس » به لك »4 أي : ننزہ 
ذاتك عن جميع ما يشعر بالعلل والأعراض فنحن أولى بأمر الخلافة والتيابة منه 


. قال تعالى بلسان الجمع في جوابهم؛ إرشادا لهم وامتنانا لآدم: لإي أغلَم) من آدم 


الذي هو مظهر ذاتي وجميع أسمائي ما4 أي: شيء من الجامعية لا تَعْلَمُونَ4 
[البقرة:30] أنتم لعدم جمعيتكم. 

نم لما ادعى سبحانه استحقاقه للنيابة ولياقته للخلافة: وأجاب عن شبههم التي 
أوردوها إجمالاً وأشار إلى تفصيل ما أجمل عليهم إرشادًا لهم على مرتبة ة الجمي 
وتنبيهًا على جلالة قدر المظهر الجامع فقال: طوَعَلّمَ آدم#4 سبحانه؛ أي: ذكره 
«الأشمَاء» التي أودعها في ذاته وأوجد بها ما في العالم من الآثار البديعة طكُلّهَا4!) 
بحيث لا يبقى من الأوصاف المتقابلة والأسماء المتخالفة المتضادة شيء إلا ما استأثر 
به في غيبه ظِثُم عَرَضَهُهِ4 الأسماء المودعة باعتبار مسمياتها وآثارها الظاهرة في 
الآفاق عَلَى الملائكة4 الذين يدعون الأولوية في أمر الخلافة رن تعالى لهم 
مخاطبًا على سبيل الإسكات والتبكيت :يوني عن روية وبصيرة ةَبأسمَاء هَوٌ لاء 4 
المسميات» ويأسباب هؤلاء الآثار والمسببات «إن كم صادقينً4 [البقرة:31] في 





(1) قال البقلي: علمه أسماء الصفات الخاصة التي عرف بها حقائق جميع الصفاتء واهتدى بأنوارها 


طرائق معارف الذات. وأيضًا علّمه أسماء المقامات التي هي مدارج الحالات» وقال الجريري: 
علمه اسا من أسمائه المخزوئنةف فعلّم بك جمیع یہ وقال این عطاء: لو لم يُكشافب لادم 
تلك والأسامي؛ لكان أعجز من الملائكة فی الا خبار عتھا 


2) قوله تعالى: لِأنُوني شما َؤْلاءٍ إن كشع صَادقِين» يعني: الصور التي تجلّى فيها الحق إن 


كنتم صادقين في ولکم :نَم ِحَمدِك) .كانه قال لهم: وهل سكحتموني بهذه الأسماء التي 
تفتضيها هذه التجليات التي أتجلأها لعبادي؟ وإن كنتم صادقين في قولكم: ونقيّس ذواتئا عن 
الجهل بك فهل قدّستم ذواتكم لنا من جهلكم بهذه التجلّيات وما لها سن الأسماء التي ينبغي 
أن تسحوني بها؟ فقامت عليهم الحجة في ادّعائهم الإلهئّة فقالت بعد العلم: ذلا عِلعم نَا إلا ما 
َلْمَنَا4 واعترفت بالكمال الذي غاب عنها هذاء وقد قال تعالى لها: إنه خليفة» فكيف بها لو 


02 صورة البقرة 
دعوى الأولوية والأحقية للنيابة؛ محقين في الاعتراض على آدم لا عن علم بحاله. 

تی مسو حشیںن من هذه الكلمات» معتذرین متذللين خائفين من تابه 
تعالى؛ ٠‏ متذكرين عن سوء الأدب مع الله مستحيين عن سؤالهم من فعله الذي لا يسال 
عنه قائلين: «سُبِحَانَك»4 ننزهك من أن يعترض عليك ويسأل عن فعلك» ذلك الحكم 
فى ملكوتك والتصرف فى مقتضيات أسمائك» وإنما بسطنا معك الكلام لا لانيساطك 
بنا؛ إذ طلا علم لاپ منها «إلا ما عَلَمْتَنَا 4 بقدر استعداداتنا وقابلیاتنا طنّكَ أت 
اليم بجمیع الاستعدادات والقابلیات «الحَكِيمُ4 [البقرة:32] بإقامته ما ينبغي لمن 
ينبغي بلا علل واعتراض. 

00 نهم وأاووم لما لا انام بأ تون ام ائ لخن ألم عيب 
لات وي وكفكم مال راکش تکشر © م مدا اٹگیگز انممٹرا 
دم سجدوا 1ه بلس 7 پ واسٹکبر وکا من الكهزيبرت ی وتا ادم سکن کت 
وروجاك ان ولا مِٹھا رَعَدَاحَيَث شما و ر مذو الج مَك مى الاين ب 
1 ما ليطن نا فَأخَجَهُما مکا ك0 ليو وَقُلْنَا أخيطوأ بنش ری مد 

رض متفر ومع إل جين )اف ادم عن ریک لک قتاب عو ام کو ال بار 

6 البقرة: 37-33]. 

ومتی اعترفوا بدنوبهم واعتذروا عن قصورهم وإجرامهم قبل الله عنهم عذرهم 
وتوبتھم؛ ثم أظهر عليهم الحكمة المقتضية لخلافة آدم - صلوات الله عليه - جيرا 
انکارھ ا ورفعا لحجابهم وامتنانًا عليهم حمہث: قال پا آم4 المستجمع لجمیع 
الأسماء المتخالفة انهم عن خبرة وحضور ر «بأشمائهن» المركوزة 7 هويتك عن 
هؤلاء المسميات المسببات المعروضة عليك المعبرة عنها بالعالم؛ ثم لما سمع آدم 


نداء ريه بادر إلى الجواب بمقتضى الوحي والإلهام الإلهي فلا لام4 بتوفيق الله ٠‏ 
وإلهامه ووحيه ظبأضمائھغ4 على التفصيل الذي أودعه الحق في ذاته؛ لأن المرآة تظهر ' 











لم یقل لھا ذلك: فلم يكن ذلك إلا لبطونه على الملائكة. ۱ 





قط د 7ط 
















سورة البقرة 003 





. عنهم في حقه؛ وزادوا الاستحیاء من الله وتوجهوا نحوه ساكتين نادمين حتى لملف 


معهم وأدركتهم الرحمة الواسعةء تكلم سبحانه معهم وخاطبهم مذكرًا لهم عما جرى 
بينه وپینهم» ومستفهمًا لهم على وجه التأديب؛ لئلا يصدر عنهم أمثاله ولئلا يغتروا 
بعلومهم ومعاملاتهم» ولا يستحقروا مظاهر الحق» ولا ينظروا إليها بعين الاحتقار بل 
بنظر الاعتبارء ولا يتوهم إخفاء شيء من علم الله المحيط بالأشياء إحاطة حضور حيث 
قال ألم أقل لم | اجمالاً أولا: «إِني ألم غَيبَ السَمَوَاتِ» أي : ما غاب عنهم في 
علم السماوات التي ادعيتم العلم بتفاصيل أحوالها إو غيب «الأزض) التي قلتم 
فيها كلامًا على التخمين وإبحسب الظاهر (وَأْعْلَمُ4 أيضًا «ما تُبِدُونَ وما كُنْتم 
تكْثْمُونگ [المقرة:33] تظھرون فی حق آدم باللسان ودعوى الاستقلال فيها والانحصار 
علیھا. 


ثم لما اعترفوا بذنوبهم وقصورھم؛ وتضرعوا إلى الله نادمين تائبين عن اجترائهم 
ومجادلتهم معه مستحيين عنه وعمن استخلفه لنفسه - يعني آدم - بنسبة المكروهات 
إليه» خائبين عما نووا في نفوسهم من الأولوية في الاستحقاقء تقبل الله عذرهم وأسقط 
حقه عنهم» ثم أمر بسجودهم لمن استخلفه؛ استجلالاً معه وإيفاء لحقه ليسقط أیضا 
عن ذمتهم؛ فقال: «وَإِدْ فنا أي: واذكر يا أكمل الرسل وقت قولنا هلِلْمَلائِكَةِ4 
النادمين عن الجراءة التي صدرت عنهم هاسْجُدُوا لادم تذللوا وتواضعوا تكريمًا لآدم 
وامتثالاً لأمرنا «فْسَجَدُوا مجتمعين متذللين واضعين جباههم على تراب المذلة 
والندامة لا إنليس # منهم «أَبَى 4 وامتنع عن السجود #«وَاسْتَكْبَرَ» عن الانقياد له 
وأصر على ما هو عليه من الجحود ركان بعدم الامتثال الأمر الوجوبي «منّ 
الْكَافِرِينَ4 [البقرة:34] المطرودين عن ساحة عز الحضور. 


والسر في استثنائه تعالى عن هذا الحكم وعدم توفيقه إياه وعدم اقتداره على 
السجود؛ أن يظهر بور الحصور والإظهار والربوبية والعبودية» وسر الإيمان والكفر 
والجنة والنار وجميع القيودات الشرعية والتكاليف الإلهية؛ إذ نسبته يظهر الاثنينية 
ویتعدد الطرق وتتفاوت الآراء والمقالات وتبین المخالفات والمنازعات: ويظهر الباطل 
ویستر الحقء وھو الرقیب المحافظ لآدابه والحاجب المعتكف ببابه» حتى لا تكون 
شرعة. لكل واردء أو يتوجه إليه واحد بعد واحدء غيرة على الله وحمية لنفسه» ولهذا 


34 ظ سورة البقرة 
تمنى كثير من المحققین مرتبته. 





ومن غيرته على ربه إلهاؤهم واغترارهم بالمستلذات والمزخرفات التى مالت 
إليها نفوسهم بطبعها يشغلهم ويلهيهم بها عن التوجه إلى جنابه والعكوف يبابه؛ والسر 
في طرده ولعنه وإبعاده وبکفرہ تحديرهم عن الانقياد والاقتداء على أبلغ وجه وآکئ 
وتمرين لعداوته ورقابته معهم في نفوسهم؛ لثلا يغفلوا عله ومع ذلك لم يتركوا متابعته 
ولم يجتنبوا من إقطاعه الملهيةء نعوذ بالله من شرور أنفسنا. 


(وَ4 وبعد ما خلقنا آدم في الأرض خليفة وأنزلنا عنه قوادح القادحين؛ وأمرنا 
جميع خصمائه بسجوده وتكريمه؛ وامتثلوا بالمأمور جميعًا إلا إبليس» تركه للحكمة 
المذكورة آنفًا ولئلا يتكبر أدم ويتجه بسببه انقياد جميعهم كما تجبر كثير من أبنائه في 
الارض بانقياد الشرذمة القليلة (ِمُلْنَا4 له على سبيل الشفقة والنصيحة: «يَا آدَمْ4 
المستخلف المختار لازم العبودية ولا تغتر بالخلافةء وداوم على التوجه ولا تغفل عن 
المعاينة» واعلم أن المعاينة العبودية إنما تحصل بامتثال أوامرنا واجتناب نواهيناء ومتى 
قبلت بحمل الامتثال والاجتناب لاشكن أئت) أيها الخليفة أصالة لوَزْوْجُكَ» تبعًا 
لك «الجئة © التي ھی دار السرور ومنزل الفراغ والحضوں ومقام الانس من الرب 
الغفور و4 إذا سكتتما فيها [كلاً) تمتا ينها من جميع محظوظاتها ومستلذاتها 
الروحانية والجسمانية 9ِرَغَدَاه واسعًا بلا مقدار وعددهحَيِتُ شِنكُمَا4 بلا مزاحمة أحد 
«ؤلا تَقْرَبَا هَلِهٍ الشُجَرَة المخصوصۃ المعینة حتی لا تخرجا من رق العبودية وإن 
تربتما لقْتَكُونًا مِنَ الظالِمينَ) [البقرة:35] الخارجين عن حدود الله بارتكاب المنهي. 


ولما استشعر إبليس التوصية والمعاهدة المذكورة المنبئة عن كمال العناية الإلهية 
بالنسبة إلى أدم. بادر إلى ذقعها ورفضهاء فوسوس لهما بأن ألقى في قلبهما الدغدغة 
في تخصيص هذه الشجرة المعنية بالنهي وأنساهما المعاهدة المذكورة في العبودية: 
وبالجملة: لِفَارَلْهُمَا الجأهما إلى ارتكاب الزلة بوسوسةطِالشَّتِطَانُ عَنْهَاه العدو لهما 
والرقيب معهما فتناولوا عنها عن الشجرة المنهية فَأَخْرَجَهُمَا ماه أي: من الحضور 
الذي «كانًا فيوه أي: في دار السرورظ«وَ» بعدما ظهر زلتهما فنا لهما ولناصحهما: 
#اغبطواع من دار السرور إلى دار الغرورء ومن دار الكرامة إلى دار الابتلاء والملامة» _ 








سورة البقرة 95 


وعيشوا فيها مع النزاع والخصومة؛ إذ لبغضكم لبغض عدو“ ينتهز الفرصة لمقته 
4 بعد هبوطکم لم في الأزض4 التى هي محل التفرقة وموطن الفتن والمحن 
«مشتفرٌ4 موضع قرار طوَمَمَاعٌ4 استمتاع لمزخرفاتها ومستلذاتها الغير القارة التي 
ألهاكم الشيطان بها عن النعيم الدائم إلى جين) [البقرة:36] قيام الساعة التي هي 
الطامة الكبرى. 

ثم لما لم يكن زلة آدم من نفسه ومن مقتضى طبعه بل بوسوسة عدوه» أشفق ‏ 
عليه وتوجه نحوه وتلطف معه هقَتَلَقَى4 استفاد آم( المذنب العاصي «من ري4 
المستخلف المستقبل عليه 9كَلِمَاتِ» مشتملات على الرجوع والإنابة عما صدر عنه 
من زلة هي قوله: ربا ظَلَمتا أَنفُسَا إن لم تَغْفْْ نا وَتَرْحَمْنًا لََكُونَنُ من الخَاسِرِينَ4 
[الأعراف: 23] ولما تلقى آدم من ربه هذه الكلمات واستغفر بهاء ورجع عما صدر 
فاب الله «عَليه) أي: قبل توبته ورحم عليه إن هُوَ النَّوْابُ4 الرجاع للمذنبين 
المنهمكين في العصيان بالإنابة إليه عن ظهر الجنان (الرجيم) [البقرة:37] ” لهم عما 





(1) قال البقلي: لوقلا أغبطوأ بضر بض عَدٌُ 4: الإشارة فيه أن المُريد لا يجوز أن يعتدي 

بکل أحد؛ وربما يقع بكلام أهل الجداع في هاوية الهلاك والمُريد قد غلب عليه الإرادة. 

وحلاوۃ المعاملة وكل من يدعوه إلى شيء من المعاملة يسمع كلامه؛ وإن كان مدّعيًاء لأنه لا 

يعرف كيفية الأحوال؛ فيسقط عن درجة الإرادة بشؤم صحبة الاضداد. وأيضًا من سلك طريق 
الشهوة» احتجب عن مشاهدة القربة؛ لان صوء الأدب يوجب سقوط المُريد عن درجة الصرمة. 

(2) قال نجم الدين: وقوله تعالى: طقَالَ يا آدمُ أَنْمْهُمْ بأَسْمَائِهخ4 [البقرة:33]) معان ممختلفة: منها: إن 

من دلائل فضيلة آدم واستحقاقه لخلافة الحق احتياج الملائكة إليه بإنبائه الأسماءء وكان آدم 

8 أول الأنبياء وأول ما بدأ بإنباء الملائكة بأمر الحق وهذا من جملة ما كان الله يعمله من آدم 

ولا يعلمون الملائكة منه فقالوا: ظثَالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ بُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الذَّمَاء» [البقرة:30]» 

وكان الإنياء بأسمائهم من سے حالهم لا من الاإفساد: ومنها: أنه تعالى قال: اد4 وقال: 

علمهم لاہ ما كان لهم من استعداد للتعلم؛ لان التعلم موجب الترقی فی العلم كما قال ثعالى: 

٠‏ «وَالَدِينَ أوتُوا الْعِلْمَ مَرْجَاتِ4 [المجادلة:11]: فكلما ازداذ علمًا ازداد درجة وليس للملائكة 

الترقي في الدرجات لقوله: وما ما إلا َه مَقَامٌ مَغلو4 [الصافات:164]» ولما كان آدم مستعد 

للترقي فقال في ححقه: ظوَعَلمَ آم الْأَسْمَاءً كُلَها) [البقرة:31]. ومنها: أنه تعالى قال: ائنهم 

أشْمَاتِهِمْ4 [البقرة:33]» وما قال بأسماء كلهاء كما قال تعالى في حق آدم 3# وإلا لكان هذا 

الآمر تكليقًا بما لا يطاق» وليس هذا من سنة الله تعالى؛ لقوله «لَا يُكَلِفُ الله تنا إِلّا وُسعهَا) 


سورة البقرة 








[البقرة:286]ء على آنا نقول لو كلف يجوز ولا يكون منه ظلمًاء ولكنه لا يكلف فإنه ليس من 
سنته «ولن تجد لِسئة اله تبديلا) [الأحزاب:62] وإنما قلنا آنه كان في حق آدم التكليف بما لا 
یطاق لان الملائكة غير مستعدين لإنباء الأسماء كلها؛ لأن الأسماء على ثلاثة أقسام: منها أسماء 
الروحانيات والملكوتيات وهي مقام الملائكة ومرتبتهم؛ فلهم علم بعضها واستعداد أيضًا لإنباء 
بما لا علم لهم بهاء فإن الروحانيات والملكوتيات لهم شهادة كالجسمانيات لناء والقسم الثاني: 
منها أسماء الجسمانيات رهي مرتبة دون مرتبتهم فیمکن إنباءهم؛ لان الجسمائيات لهم 
كالحيوانات بالنسبة إلينا فإنها مرتبة دون مرتبة الإنسان فيمكن للإنسان الإنباء بأحرالهاء والقسم 
الثالث: منها أسماء الإلهيات وهي مرتبة فوق مرتبة الملائكةء كما قال تعالى: 9يَخَافُونَ رَبْهُعْ مِنْ 
ُوْقھغ (النحل:50]ء فلا يمكن للإنسان أن يتبئهم بهاء ولا يمكن لهم الإنباء بما فوقةما علمهم 
الله منها؛ لأنها غيبهم وليس لهم الترفي إلى الغيب؛ ولهم مقام معلوم لا يتجاوزون عنهء وكذلك 
يمكن لهم النزول إلى هذا العالم» وذلك أيضا بالأمر لقوله تعالى: وما رل إلا بأئر رَبَكَ» 
[مریم:64]ء ؛ ولا يمكن لهم الترقي من سدرة المتتهى إلى عالم الجبروت؛ لأنهم آهل الملكوت 
كما فال جبريل # عند سدرة المنتهى ليلة المعراح «لو دنوت أنملة لاحرقت» لعا ايحم 
بأسمابهم4 [البقرة:33] أي: بأسماء معرضهم على الملائكة وبأنفسهم؛ وإنما کان آدم 929 
مخصوضًا بعلم الأسماء دون الملائكة: وهم محتاجون إليه بإنباء أسمائهم وأسماء غیرھم! لان 
آدم کان بالحقيقة أفضل العالم وخلاصتةہ وکال روحه ہثر شجرة العالم: شه ثمرة 
شجرۃ العالم؛ ولهذا خلق شخصه بعد تمامه بما فيه كخلق الثمرة بعد تمام الشجرة» وكما أن 
النمرة تعبر عن أجزاء الشجرة كلها حتى تظهر على أعلا الشجرة كذلك آدم عبر على أجزاء 
الشجرة الموجودات علوها وسفلهاء وكان في جزء من أجزائها له منفعة ومضرة ومصلحة 
مفسدة؛ فسمي كل شيء منها باسم يلائم تلك المنفعة والمضرة والمصلحة والمفسدة بعلم 
علمه الله تعالى واختص به من الملائكة؛ وغيرهم هذا من جملة ما كان اللہ یعلم من آدم 888 
والملائكة لا يعلمون. وكان من كمال حال آدم 8 أن أسماء الله تعالى جاءت على منفعته 
ومضرته ومصلحته ومفسدته فضلاً عن أسماء غيره وذلك أنه لما كان مخلوقًا كان الله خعالقاء 
ولما كان مرزوقا کان اللہ رازقاء ولما كان عبذا كان الله معيودًاء ولما كان معيويًا كان الله ستاراء 
ولما كان مذتيًا كان الله غَفَارَاءٍ ولما كان تاتئبا كان الله تواباء ولما كان منتفمًا كان الله نافقاء ولما 
كان متضررًا كان الله ضارّاء ولما كان ظالمًا كان الله عدلاء ولما كان مظلومًا كان الله محقمًا له 
فعلى هذا قس الباقي؛ فلما أظهر من آدم ما كان خفيًا ومخيبًا فيه من إنياء الأسماء قال الله تعالى: 
قال ألم قل لَكُغ٭ [یوسف:96]ء حين قلتم طقَالُوا نعل فيها فن يَفْسِدُ فيقا4 [البقرة:30]: 
وني أَغْلَمُ میب السَمَازات4 [البقرة :3 ] أي غيب أهل السماوات وهم الملائكة وغيبهم ما 
غاب عنهم من احتياجهم بآدم في إنياء الأسماء وَالْأَرْض» [البقرة:33]» أي غيب أهل الأرضس 
هو آدم وغیيه ما كان مغرًا ممخفيًا فيه من إنباء الملائکة بالاسماء (وَأعْلعْ غا ة اث لانتید 3ء 





سورة البقرة 97 








من الطعن في آدم واستحقاقه الخلافة» وإظهار طاعتكم بالتسبيح والتقديس تفاخرًا به على آدم 
رما کشم تكْتُمُونَ4 [البقرة:33]» من غيرتكم على أدمء وحسبان استحقاقھم الخلافة 
فلما أظهر عليهم من أ مر آدم خلاف ما تصوروا فيه ومن أمرهم غير ما توهموه أمرهم بسجود 
ظ آدم إظهارًا لاستغنائه عن طاعات المخلوفين وعصيانهم وشركهم وكفرانهم ؛ انه ليس كفرات 
ومعصية أكبر من السجود لغيرهء واستغفارًا لله باعتراضهم عليه وقالوا: طقال أنْجْعَل فيھًاڳ 
[البقرة:30]ء واعتذارًا من آدم اليتق عن قولهم «مَن يُفْسِدُ فيهًا4 [البقرة:30].؛ وانكسارًا لأنفسهم 
بإظهار (وَنّحْنُ سبح بحَمْدِك وَنْقَدّس لَكَ» [البقرة:30]. ثم أخبر بقوله تعالى: ##وَإِذْ لم 
ِلْمَلَائِكَةِ اسَْجُدُوا لِآدَم» [البقرة:34]ء والإشارة في تحقيق الآية أن في قوله اسْجُدْواب ثلاثة 

معان:- أحدهماً: إنكب تسجدون لله بالظبيعة الملكية والروحانية ظاسْجُدُوا لادم [البقرة:34]: 

خلافًا للطبيعة “بل تعبدوا ورقًا وانقياد الأمْرْ وامتثالاً للحكم. والثاني: «اسْجدُوا لآدم4 [البقرة: 

4 تعظيمًا لشأن خلافته وتكريمًا لفضيلته المخصوصة به وذلك لان الحق تعالی یتجلی فيه 

فمن يسجد له فقلہ سجد لله تعالی: كما قال تعالى في حق-حبيبه ل: ظإِنَّ الّدِينَ يَُايعُوتكَ إِنمَا 
ظ بایځون الا [الفتح: :0۰ ] والثالك: ۋاد شښدوا لادم [المقرة:34] أ» أى: لاجل آدم ال وذلك 

لان طاعتهم وعبادتهم ليست موجبة لثوبهم وترقی درجاتھم؛ وفائدتها على الحقيقة راجعة إلى 
الإنسان؛ لمعنيين: أحدهما: إن الإنسان يقتدي بهم في الطاعة» ويتأدب بآدابهم في امتثال 
الأوامرء وينزجر عن الإباء والاستكبار كيلا يلح به اللعن والطرد كما لحق بإبليس» ويكون 
مقبولاً ممدوخا مكرمًا كما كان الملائكة في امتثال الأمر؛ لقوله تعالى لا يعضو الله ما أمَرَهُمْ 
وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ4 [التحريم:6]» والثاني: إن الله تعالى من كمال فضله ورحمته مع الإنسان 
جعل همة الملائكة في الطاعة والتسبيح والتحميد مقصورة على استعداد المغفرة للإنسان؛ كما 

قال تعالى: طوَالْمَلَائِكَة يُسَبَحُونَ بِحَمْدٍ رَبَهِمْ وَيَستَغْفِرُونَ لِمَنْ في الأزض» [الشوری:5]ء 

فلذلك أمرهم بالسجود لأجلهم وليستغفرا لهم طِنَسَجَدُوا إلا إنليس ابی وَاسْتَكْبِرَ» [البقرة:34] 
۔ أي: سجد الملائکة لانهم خلقوا من نور كما قال ڳلا القت الملائكة سن نور؛ والنور من 
4 : شأنه الانقياد والطاعة }| إلا إبليس أبَى 4 ما سجدوا بي لأنه خلق من النار والنار من شأنها 
الاستكبار وطلب العلو طبمًا ؤوَكَانَ من نے الككَافِرِينَ4 ال :34] لأنه ستر الحق على آدم طم 
ولهذا أيضًا سمي إبليس؟؛ لأنه يليس الحق وأصل الكفر الستر. 

م أخبر عن تمام نعمته على آدم وكرمه في حقه بعد سجود الملائكة وطرد إبليس لأجله لقوله 
راق نا آَدَمُ اشكن. أنت وَرَوْجَكَ الْجَنّة4ك [البقرة:35]ء والإشارة فى تحقيق الآية أن فيها 
إشارات ومعاني منها يا آدَمْ اشن أَنْتَ وَرَوْجَُكَ الْجَنّة» [البقرة:35] 9 بعد أن سجدت لك 
الملائكة ولعنت لأجلك إبليس جعلت الجنة مسکنك وجعلت منك زوجك ولتسكن إليها 
وتسكن معك في الجنة؛ فأسلنا في الجنة ظوَكُلَا مِنْهَا» [البقرة:35] أي: من أثمار أشجارها 


53 8 3 ےر“ ل 1 ب : 8 
ہے یھی ہج سای پا ا تاد مو .د لات 













08 سورة البقرة 


سس سس سس يي كك 





ونعمها وألوان أطعمها ورَهٰذا خیث شٹٹماچ [البقرۃ:35]ء فتمت نعمتي لديكما ووجبت طاعتی 
عليكما «وَلَا تَقْرَبَا هَلِءٍ الشُْجَرَةَ [البقرة:35]؛ تقربا التي وطاعة لي لتكوئا من المطيعين لأمري 
ونھی والموفین بعھدیي؛ وإلا لَفَکُونا مِنْ الظالِبین 4 [البقرة:35]ء فلما قبلتما قولي وما أوفيتما 
بعھدی وعصیتما أمري وظلمتما على KM‏ فهذا منكما من خصوصية الظلومية الجھولیة 
ظلوم بأنه مظلم نفسه جهولاً بأنه لا يعلم أن ظلمه عائد إلى نفه؛ كما قال تعالى: 9وَمَا ظَلَمُون 
وَلَكِن كَانُوا أنْفْسَهُمْ» [البقرة:57]. ومنها: إشارة بأن أبحت لك يا آدم نعيم الجنة وما كان فيهاء 
وما كان لك فيها حق لآنك ما عملت عملا تستحق به الجنة: فأعطني هذه الشجرة الواحدة منها 
وهي كلها لي وأنا خلقتهاء فإن لم تعطينها وتطمع فيها أيضًاء فاعلم فإِنَّ الإنَانَ رَه انود * 
َإنه عَلَى ذَلِكَ َشَهِيدٌ * وَإِنْهُ لِحُبٌ الخیر لَشَدِيدٌ»4 [العاديات:8-6]. ومنها: لتعلم أن لك همة 
عالية لا يسعها الجنة بما فيهاء فإني أوهبتك الجنة منفردًا وحيدًا وأبحت لك نعيمها مع كثرة 
تنوعها دون شجرة واحدة؛ فما رضيت نفسك بها وما قنعت بها حتى تفرقت في تلك الشجرة: 
ولو كانت مكانها ألف جنة أخرى لم يكفهاء وكانت جهنم حرصا تقول هل من مزيد ولا تملا 
حتى يضيع الجبار فيها قدمه؛ فهنالك تمتلئ وتتردى بعضها إلى بعض وتقول قط قط فافهم جدًا. 
ومنها: إنه يشير بقوله تعالى: «إيا آدَمْ اشن أنْت وَرُوْجْكَ الْجَنّة4 [البقرة:35]؛ إلى أن الجنة 
مرتع النفس البهيمية الحيوانية؛ وغاية مطلبها وهمتها ونهاية نهمتها وشهوتهاء ولكن فيه ما 
تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (وَكلا بِٹھا رَهَذًا خیك شِٹُماہ [البقرۃ:35]ء واقنعا بها واستريحاء 
ولا توقدا نار الفتنة على أنفسكماء ولا تصبا من قریة المجنة ماء الجنة على رأمكما ؤوَلَا تَقْرَبَا 
هَلِهٍ الشْجَرَة» [البقرة:35] أي: شجرة المحبة قدر غرست لأجل آدم 898 على الحقيقة؛ لقوله 
تعالى: 9ِبُحِبْهُمْ وَيُسِبُونَة4 [المائدة:54]ء وإنما نهى عنها لمعنيين: أحدهما: للعزة والدلال 
المحبوبي؛ فإنها من ثمة الحزن وكمالية الجمال. وثانيهما: نهي التحريض والحث عليهاء فإن ْ 
الإنسان حريص على ما يمنع منهء نقل أن آدم 893 ما أكل من الجنة شيء آخر إلا من هله ا 
الشجرة لو لم ينه عنها لعله ما فرغ إليها من كثر أنواع المستلذات النفسائیة وكانت المحبة غناء 
روحانيًا قد كره منهاء وحرضه عليها بنهيه عنهاء وهلا کان كحال موسى 8358 فلما راد اللہ تعالی 
أن يشوقه إلى جماله ويبتليه ببلاء طلب الرؤية؛ ويفتح به هذا الباب على المحيين كلمه تكليما 
بلا واسطة جبريل 358 لما أسكره باقداح الكلام» وأذاقه للة شراب السماع: وفربه اشتياق إلى 
جماله وطمع في رؤيته» ورجا وصاله؛ فلما طمع في رؤيته ألقى جلباب الحياء وقال: ؤرَتَ 
أرني4 [الأاعراف:143]ء ثم تروى برواة الكيرياء؛ وأتزر بآزاو العظمة والعلاء وقال: لن تزاتی 
[الاعراف:143]ء فكذلك حال آدم 398 خلصه بيد ونفخ فيه من روه واسجد له ملائكته؛. 
وأسكنه الجنة في جواره وزوجه حواء حتى. شاهد جمال الحق في مرآة كل ججميل من جمال الله 
تعالى. وأنبت شجرة المحبة بين يديه ودله عليه نهيه ومنعه عنهاء وقال: ا آفَم اشكُنْ أنْتٌ 
ورك الْجَْةه [البقرة:35]» إلى فكوا مِنْ الظَالِميیع4 [البقر:35]ءعلی أنفسکما باستجلاب 








سورة البقرة ٣‏ 99 








محنة المحبة لأن المحبة والمحنة متلازمان والبلاء والولاء توءمان» والجنة دار السلام 
والسلامة فلما ذاقا الشجرة أخرجا من دار السلام فثبتا على زعم الحسود وبينا حديث كطيب 
المسك شیب به الخمرء فلما أضاء الصبح فرق بينناء وأتى نعيم لا تكدره الدهر. ثم أخبر عن 
ذلتهما بعد عزتهما بقوله تعالى: طِقَأْزَلْهُمَا الشَّيِطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا بِمًا كَانَا فيه4 [البقرة :36[ 

والإشارة فيها أن آدم 8 آصبح محمول العنایق مسجود الملائكة» متوجًا بتاج الكرامة؛ ملبسًا 
بلباس السعادة» في وسطه نطاق القربة» وفي جيده طوق الزلفة» لا أحد فوقه في الرتبة ولا 
شخص معه في الرفعة» يتوالى عليه حلاوة النداء كل لحظة: فلما جاء القضاء ضاق الفضاء 
ٰ . فانقلب العصا۔ فلم يمس حتى نزع لباسهء وسلب استئناسه تدفعه الملائكة بعنف أن اخرج بغير 
5 مكث ولا ببحث طقَأزَلَهُمَاب يد التقدير بحسن التدبير «السَيْطًانُ عَنْهَا) أي: عن تلك العزة 
5 والقرابة» وكان الشيطان المسكين في هذا الأمر كذئب يوسف لما اخذ بالجناية ولطخ فمه بدم 
كذب» وإخوته قد ألقوه في غيابة الجبء فأخذ الشيطان لعدم العناية ولطخ خرطومه بدم نصح 
كذب طَفَأخْرَجَهُمَا مما كَانَا فِيه4 من السلامة إلى الملامة» ومن الفرح إلى الترح» ومن النعمة 
إلى النقمةء ومن المحبة إلى المحنةء ومن القربة إلى الغربة؛ ومن الألفة إلى الكلفة» ومن الوصلة 
إلى الفرقة. وكات قبل أكل الشجرة مستأنشا بكل شيء ومؤابسا مع کل احد ولذلك سمي 
إنساناء فلما ذاق شجرة المحية استوحش من كل شيء؛ واتخذ كل أحد عدواء وهكذا شرط 
صحة المحبة عداوة ما سوى المحبوب» فكما أن ذات المحبوب لا تقبل الشركة في التعبد كذا ٠‏ 
لا تقبل الشركة في المحبة» ولهذا قال وَقُلْنَا المْمبطُوا بَعْضْكْمْ لِبَعْضٍ عَدُؤٌ24) [البقرة:36]: 
وكذا كان حال الخليل في البداية يتعلق بالكوكب والقمر والشمس» ويقول: < هَذَا رَبِي» 
[الانعام: 6 فلما ذاق شنجرة الخلة قال: ولا اجب الآفِئِينَ4 [الأنعام:76]» « إِنّي بَريء مَما 
تُشْرِكُونَ4 [الأنعام:78]: مِفَإِنْهُعْ عَدُرٌ أي إلا رَبٌ العَالَمِينَ4 [الشعراء:77]. فلما استقرت حبة 
المحبة كالبلر في قلب آدم جعل الله شخص آدم مستقر قلبه وجعل الأرض شخصه 
وقال :زلم في الأرض منطو وماع إلى جين) [البقرة:36] أي: التمتع والانتفاع ببذر المحبة 
بماء الطاعة والعبودية إلى حين إدراك : ثمرة المعرفة؛ كقوله تعالى: «نؤتي أكُلَهَا کل جين بدن 
رَيَهَاكُ [إبراهيم: 5. وعلى التحقيق ما كانت ثمرة شجرة المخلوقات إلا المعرفة؛ لقوله تعالى: 
وما خُلْقتُ الجن والإنس زلا لِيَعْبْدُونِ» [الذاريات:56]: أي: ليعرفون ثمرة المعرفة» وإن 
ظهرت على أغصان العبادة ولكن لا تنبت إلا من حبة المحبة كما أخبر النبي 9ف: «آن داود 
8 قال: يا رب لماذا خلقت الخلق؟ قال: كنت كنرًا مشفيًا فأحبيت أن أعرف فخلقت الخلق 
لأعرف» فثبت أن بذر المعرفة هو المحبة: ؛ فاعلم واغتنم لعلك تشم رائحة قتسعد. . ثم أخير عن 
أمطار الإلهام من سحاب الغفل والأنعام على أرض قلب آدم لانات حة المحبف وتھيیز شجرة 
المعرفة بقوله تعالى: «تَلفَى آدَمُ من رَبَهِ كَلِماتِ» [البقرة:37]. والإشارة فی تحفیق الآية: أن 
أول نبت مطرت أمطار الربانية من حبة المحبة في قلب آدم؛ وطينة الإنسان كان نبات» ©رَبنَا 





100 سورة البقرة 





صدر عنهم من المعاصي والآثام بلا معاتبة ولا انتقام. 
e‏ سم أ ا رر بے اس فرح حر سک پل ہے 
و قلا یو مھا جییعا فما اکم می هدی فمن تيع هدای فلا حون مَل 
ولا هم عرو تا تل ںگدزیا رَكَذَوا دی تا أزتہک اح الَ رخ یہ یئ زج) 
رن زت بل اڈگزا َال اٹ علیر اروا ہیی ارب پیک رک ازکرن © 
انوا ما سرت مُصلا ما عم ولا ودا اول کنر وھ وک أي قينا َي 
لی اتقون (2) 5ل" تلینوا الحو لوال وَتَكدهوا لحن امم رة (5) 6 [البقرة: 
2-8 4]. ظ 
ثم لما تلقناه الكلمات التي تاب بها وقبلنا عنه توبته؛ أخرجناه من اليأس والقنوط 
وأطمعناه الرجوع إلى الجنة بأن: هقَلْتَا4 له ولذريته المتفرعة عليه» منبهين عليهم طريق 
الرجوع طاهبطوا4 الزموا مکان الھبوط واستقروا عليها حال كونكم خارجين ينها 
ججميعا4' ' من الجنة: وترقبوا دخولها بإذن منا طفَِما يَأَتِيَكُم4 أيها المترقبون بتي 
لا غيري ظهُدَى»4 من وحي وإلهام؛ وهو علامة إذني ودليل رضاي برجوعكم هفْمَن 
تبغ هداي ومن رجع إلي به طقلا خَوْفٌ عَلَتِهِمْ4 في المراجعة إلى المقام الاصلى 





ظَلَمنا أنمُسنا إن لم تَعْفِر لَنَا وتَرْحَهئا لَتكُونَن مِنَ الخَاسِرِينَ4 [الأعراف:23]؛ لأنه أبصر بنور 
الزيمان أنه ظالم لنفه إذا أكل حبة المحبة؛ ووقع في شبكة المحنة والذلة؛ وإن لم يعنه ربه 
بمغفرته؛ ويفنه برحمته لم يتخلص من حضيض بشريته الذي أهبط إليه» ويخسر رأس مال 
استعداد السعادات الازلية؛ ولم يمكنه الرجوع إلى ذروة مقام القربة فاستغاث إلى ربه وقال 
مضطرًا؛ وكانت اللحكمة في إبعاده بالهبوط والاضطراں فإنه يجيب المغطر إذا دعا فيسابقة 
العناية أخط بيده وأفاض عليه بحال رحمته: لقْتَابٍ عَلَیه إل ُو الاب الوْجِيع4 [البقرة:137]: 
للتائبين فأخرج ص آیات الکلمات شجرۃ الاجتباء وأظهر على دوحتها زھرۃ التوبف وأثمر متها 
ثمرة الهداية؛ وهي المعرفة كما قال تعالى: فع اجكاء رَه اب عَلْيِهِ وَهَدَى» [طه:122]. ٣‏ 
(1) قال البقلي: الإشارة فيه أن المريد لا يجوز أن يعتدي يكل أحد؛ وريما يقع بكلام أهل الخداع , 
في هاوية الهلاك؛ والمُريد قد غلب عليه الإرادة؛ وحلاوة المعاملة» وكل من يدعوه إلى شی 
سن المعاملة یسمع کلامہہ وإن کان مدعیا؛ لأله لا يعرف كيفية الأحواله فيسقط عن درجة 
الإرادة بشزم صحبة الأضداب وأيضًا من سلك طريق الشھوۃ احتجب عن مشاحدة القریة؛ لأن - 
سوء الآدب يوجب سقوط المُريد عن درجة الخرمة. ) ۱ 





صورة البقرة. 101 


سيره و 
ولاهم يَحْرَ نُونَ 4 [البقرة:38] بعد رجوعهم |[ إليها بل كما بدأكم تعودول. 

ظوَالَذِينً4 لم یترقبوا الرجوع؛ > ونسوا ما هم عليه في الجنة ولم يلتفتوا إلى 
الهدى المؤتىء» و8كَفْرُوا» به وأنكروا له لوَكَذَْبُوا4 رسلنا الذين أتوا إياهم بايَاتنَا4 
دلائلنا الدالة على صدقهم من المعجزات الظاهرة والآثار الباهرة «أزليك4 الهابطون 
الناسون الموطن الأصلى والمقام الحقیقي؛ المستبدلون عن الجنة بعرض هذا الأدنى؛ 
والكافرون بطريق الحق» والمكذبون يمن يهديهم «أضحَاتث الثار» التى هي معدن 
البعد والخذلان» ومنزل الطرد والحرمان هم بسبب نسيانهم وتكذيبهم فيها 
خَالِدُونَ4 [البقرة:39] إلى ما شاء الله. 

ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتناء وهب لنا من لدنك رحمة» إنك أنت الوهاب. 

ثم لما بين سبحانه وتعالى طريق الهداية والضلال؛ ونبه على جزاء كل منهما 
إجمالاء أشار إلى تفصيله وتوضيحه من قصص القرون الماضية والأمم السالفة» ليتيقن 
المؤمنين منها ومن جملتها قصة ندائه تعالى بني إسرائيل أولاد يعقوب إسرائيل الله 
مخاطبًا لهم أمر تذكرهم بالنعم التي أنعمها عليهم؛ ليكونوا من الشاكرين لنعمه 
الموفين بعهده بقوله: 
ہت ليا بني إشرائيل) المتنعمين بالنعم الكثيرة اذگُڑوا4 واشكروا طنِعْمَتِي الَتِي 
أَنَْعفتُ عَلَيكُنْ4 وعلى من استخلفكم من أسلافكم لوَأَوْقُوا4 بعد اعتدادكم النعم على 
أنفسكم طِيِعَهْدِي4 الذي عاهدتم معي من متابعة الهدى النازل مني على لسان الأنبياء 
«أوفِ بعَهدكة) من إرجاعكم إلى المقام الأصلي الذي أنتم فيه قبل هبوطكم إلى دار 
المحن؛ وبعد رجوعكم إليه فى النشأة الأخرى» لا يبقى لكم خوف من الأغيار» بل 
رهبة من سطوة سلطتتي 4# عند عروجها طإِيّاي4 لا إلى غيري ظفَارْهَبُونٍ4 [البقرة: 
0] فارجعون؛ لأوانس معكم وأزيل رهبتكم. . 

ض4 علامة وفائكم بعهدي هي الإيمان «آمثوا4 على وجه الإخلاص والؤيقان 
ليما أنرلث) من فضلي على كل واحدٍ من رسلي بالقرآن المنزل على الحضرة 
الختمية الخاتمية» المؤيد بالدلائل القاطعة والحجج الساطعة والمعجزات الباهرة» 
والآيات الظاهرة مع كونه ظطمُصَدِّفًا لِمَا مَعَكُم» من الكتب المتزلة على الأنبياء 
الماضين؛ مشتملاً على ما فيها من الأحكام والقصص والمواعظ والحقائق مع لطائف 
أحر خلت عنها جميعهاء وبعد ظهور المنزل به وادعاء من أنزل عليه الرسالة والإهداء 


0 





102 سورة البقرة 
س 
ولا تَکُونُوا آؤُل کافِړ په أي: لا تكونوا مبادرين على الکفر بالمهدي وما هدی په 
ہل کونوا أول من آمن به وصدق بما حاء به مرن عند ربه» فاتهزوا المرصة للويمان ولا 
تغفلوا عنه وج بعد.نزوله وظهوره «لآ تَعْمَهِ وا ولا تستبدلوا «بآياتي4 المنزلة على 
أنبيائي طثْمنًا ليلا من المزخرفات الفانية إوَ» إن عسر عليكم ترك هذا الاستبدال 
لميل نفوسكم إليه بالطبع (ِإبَايَ 4 عند عروض ذلك طِفَائَقُونِ»4 [البقرة:41] لأحفظكم 
عنه وأسهله عليكم. 
«ولا تلبسوا الحَقٌّ» الظاهر الثابت طبالباطل 4 الموهوم المزخرف للضعفاء 
الذين لا تمييز لهم ر4 لا لتكئموا الحَق) أيضًا في نفوسكم «وَأشم تَعلَمُونَ» 
[البقرة:2 4] حصقته عقلاً وسممًا. 
واقیٹوا الصَّلَو واا الرکوہ وازگٹوا مع این © ٭ اناس الاس لر 
ونود اشک وأ تار الكت أ نر © شتی نر 6 ارڈ ر 
ا ل إل م ععےہ ۔ ر 2 سے اش کھ 4 
بير إلا علَ منَ (2) الذي ية ألم كفا رم وا الۂ کہٹ لا جن 
اتی اذا ی آل ات نکر وان نامای © نایر کا ری کل 
عن یں شيا ولا يبل ينها عة وأا يود نها ذل ولاهم نرود( ¢ [البغرة:43- 
48]. 
459 بعدما آمتم بلك وكبه المنزلة على رسله ذعيتم عما نهيتم أقيقوا. 
الضلاةي أديموا المیل والتقرب إلى جنابةف وتوجھوا ندمو بابه لجميع الأعضاء 
والجوارح: قاصدين فيه تخلية الظاهر والباطن عن الشواغل النفضية؛ والغوائق البدنية 
المانعة من الميل الحقيقي «وَآثُوا الرُكَاة4 المطھرة لنفوسھم عن العلائق الخارجیة: 
والعوارض اللاحقة المثمرة لأنواع الأمر اض في الباطن في البخل والمحسد والحقد 
وغیر ذلك وي ان قصدتم التقرب والتوجه علی الوْجه الأتم الأکمل ف(ازكَغوا4 تذٹلوا ' 
وتضرعوا إليه سبحانه مَح الراكمين) [البقرة:43] الذين خرجوا عن. هوياتهم بالموت 
الإدادي» ووصلوا إلى ما وصلوا بل اتصلواء لا مع الذين يراءون الناس؛ ويقولون 
بأفواههم ما ليس في قلوبھم؛ لذلك خاطبهم الحق سبحانه علی سبیل التوبیخء فقال: 
ظ «أتأمزونَ» أيها المراءون المدعون لليقين والعرفان «النّاض» 31 النص 





سورة البقرة آ 103 


واا 
والتذكير طبالبز4 المقرب إلى الله طوَتَنسَوْنَ4 آنتم ِأنْفُسَكُمْ4 من امتثال ما قلدم ط3 
الحال اکم اشم كْلُونَ الكتات4» المشتمل على الأوامر والنواهي» فحقكم أن تمتثلوا 
بها أولاً «آ4 تلتزمون تذكير الغير» وآنتم في الغفلة طقَلاًتعقثرن4 [البقرة:44] قبیح _ 
صنیعکم ھذا. 

ولما أمرتم بعد الإيحاء بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة المطهرين لنفوسكم ظاهرًا 
وباطنّاء فعليكم الإتيان بالمأمور على الوجه الأتم» ولا يتيسر لكم الإتيان بها على 
الوجه الذي ذكر إلا بإدامة الاستعانة و4 المظاهرة من الخصلتين؛ لذلك أمر سبحانه 
باستعانتهما «اشكميئوا) في التوجه والتقرب إلى الله طبالصَبر4 عن المستلذات 
الجسمانية والمشتهيات المزينة «وَالصّلاة» الميل والإعراض عما سوى الحق ولا 
تسھلوا أمر الاستعانة ولا تخففوما ا لكَبِيرَة4 ثقيلة شاقة على كل وأحد إلا عَلَى 
الخُاشعینَك٭ [البقرةۃ:45] الخاضعین. 


ِالّذِينَ) يرفعون رین الغيرية عن العين» ويسقطون شين الاثتينية عن البين 
«يَظئونَ انهم ملافوا رَبَهِمْ4 في هله التشأة؛ لأنهم يعبدون إليه كأنهم يرونه و4 
يعلمون يقيئًا (أنّْهُمْ لَه لا إلى غيره؛ إذ لا وجود للغير راچود [البقرة:46] 


ظ عائدون صائرون في النشأة الأخرى؛ اللهم اجعلنا من متبعيهم ومحبيهم. 





ثم لما من عليهم بالنعم التي تظهر آثارها وثمراتها في العالم الروحاني بحسب 
النشأة الأخرى» من عليهم بالنعم التي ظهرت آثارها عليهم في العالم الجسماني 
بجسب النشأة الاولی؛ فناداهم أيضا مبتدثًا مذ كرا بقوله: ٹیا نی إشزائیل اذْكْرُرا ولا 
تكفرزا (نِعمتِي التي أَنْعفتُ عَلَيِكُمْ4 وعلی اسلانکم ط45 اعلموا طأني بحولي 
وقوتي طفْضْلْككُم عَلَى العَالَمِينَ4 [البقرة:47] من أبناء نوعكم بفضائل أغنت شهرتها 
على إحصائها. 


وبعدما ذكرتم النعم وعرفتم المنعم المفضل؛ لا تغتروا بقضلي ولطفي بل 
احذروا من انتقامي وقهري طوَانَُّوا يَوْمًا» تحشرون إلي للجزاء وفي ذلك اليوم لأ 
تَجْزِي4 لا تسقط طتَفْس»4 مطيعة كانت أو عاصية «عن نُفْس» عاصية طشَيْئا4 من 
جزائها وعذابها ظوَ» أيضًا لا بل4 فيها ينها من النفس العاصية طشَفَاعَة4 من 
٠‏ شافع صديق حميم طو» كذا طلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلَ4 لتمهل مدة «ولآ هُمْ يُنِصَرُونَ» 


104 سورة البقرة 


[البقرة:48]”' فيه بالأعوان والأنصارء بل كل نفس رهينة بما كسبت: 





(1) قال نجم الدين كبرى: لَرَأَقِيمُوا الضلاةً [البقرة:43] بمراقبة القلوب وملازمة الخضوع 
والخشوع؛ فازانوا الزكاة4 [البقرة:43]» واصل الزكاة الطهارة والنماء والزيادة أي: بالغوا فی 
تزكية النفس عن الحرص الدنيوي والأخلاق الذميمة وتطهير القلب عن رؤية السيئة» وترك 
مطالبة ما سوى الله فإنه مع طلب الحق زيادة والزيادة على الكمال نقصان طَوَازْكَمُوا مَمَ 
الرَاكِعِينَ4 [البقرة:43] أي: اقتدوا مع الانكسار ونفي الوجود بالمنکسرین الباذلين الوجود ليل , 
الجود. ٹم أخبر عن فريق منهم بقوله تعالی: فآنامُرونَ الاش بالبز وَتُنْسَؤْن تہ [البقرة: 
4 والإشارة فيها أنها شاملة لمن يحرض الناس على طلب الحق ومعاملة الصدق ويحذرهم 
الدنيا والهرى؛ وينبئهم عن آفاتها وهو تباعد عن ذلك. ولا ينتهي بنفسه مثل العلماء السوء 
والملتبسين الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه: وينهرن عن المنكر ولا ينتهون عنهء «وَأنئم 
لون الكتات4 [البقرة:44] أي: تقرؤون القرآن طآفْلَا تَعْقِلُونَ» [البقرة:44].؛ معناء ولا تفهمون 
فحواه كي تنتهوا عن أنعالكم الردية وتعملوا بأقوالكم المنية. ثم أخبر عما يخرجهم إلى الحق 
وترك الباطل بقوله تعالى: واشتجيئوا) [البفرة:45]؛ والإشارة فيها أن قوله تعالى: 9وَاسْتَعِيُوا 
بالشبر٭ [البقرۃ:45]ء عن شهرات النفس ومتابعة هواها طوَالضْلَاة# [البقرة:45] أي: دوام . 
الوقوف والتزام العكوف على باب الغيب وحضرة الرب 9وَإِنّهَا» [البقرة:45] أي: الاستعانة 
بهما للكبيرة4 [البقرة:45]؛ أمر عظيم وشأن صعب رلا عَلَى الْخَاشْعِينَ» |البقرة:45)]؛ وهم 
الذين تجلى الحق لأسرارهم فخشعت لأنفسهم كما قال #: «إذا تجلى الله لشيء خضع لهم ١: ١‏ 
وقال تعالى: 9وَحَسَعْتِ الأضْوَاتُ لِلوْحْمَن قلا تُشمَعْ إلا حمسا [طه:108] فالتجلي يورث 
الألفة مع الحق ويسقط الككلفة عن الخلق؛ طِالْذِينَ يَظَنُونَ» [البقرة:46] أي: يوقنون بنور التجلي 
أنه ملاثر زیَهغ4 [البقرة:46]» أنهم يشاهدوا كمال الحقء لِوَأنهُعْ لَه رَاجِمُون4 [البقرة: 
6 بجذبات الحق الذي جذبه منها توازي عمل الثقلين ثم أخبر عن تأكيد ذكر النعمة لتجديد 
المنة بقوله تعالى: فیا نِي إشزائیل اذْكُرُوا نِعْمَتْنٍ التي انث غَليِكُنْ» [البقرة:47]؛ والإشارة 
في تحقيق الآية أن الخطاب في قوله تعالى: لإا بَني إسْرَائِيلَ اذْكْرُوا نعمت الي أنعفث عَليكيي 
[البقرة:47]. ظاهره عام وياطنه خاص مع قوم منهم قد علم الله فيهم خيرًاء فأسمعهم خطابه في 
السرء فذكروا النعمة التي أنعم الله بها عليهم؛ وهي استعداد قبولھم رشاش نورہ یوم خلق الله 
الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره؛ فأمنوا بمحمد # من خاصة قبول ذلك الرشاش كما 
قال 285: دفمن أصابه ذلك النرر فقد اهتدى ومن أخمطأه فقد ضلء (راتيی. نضلتکُم عَلَى 

| الْعَالْمِينَ4 [البقرة:47] أي: بهذه النعمة عند رش التور على من لم يصبهم ذلك النور مع 
العالمين واوا مان [البقرة:48] أي: عذاب يوم يخوف اله العام بأفعاله» كما قال تعالى: 
«زاتقوا4 [البقرة:48], ویخوف الخاص بصقاته کقوله تعالی: ڈان ال يلم ما يدون وَعَا 



















سورة البقرة 105 





ئ يڪم ين الي عو وموم سي لماي دنو اننام 


مت وف دَلِکم بلا ين روغ می O‏ فرفتا بک البخر 


ای کم وَآغ رفا ءال ومون وأ نشم طون [ع) و إذ وعدا موسوح أربعِينٌ ليله ثم . 
1 اذ لجل من عدو أن IOI:‏ عفد ناعنکم ون بعد ٥َلاف‏ لَمَلکم تشْکرون 
وإ اتتا مو سی الکتب ولان لک دود )اچچ [البتر::03-49]. 


وبعدما ما أمرهم بتذكير النعم إجمالا وحذرهم عن جزاء الكفران» أشار إلى 
مقدار النعم العظام التي خصصوا بها امتنانا عليهم؛ ؛ فقال: وَإِنْ نَجبِنَاكُم4 أي: اذكروا 
0پ 2+ ہت شوءَ العذّاب) يعلمونكم 
ويمضحونكم بسوء العذاب الذي لا عذاب أ سوأ منه وهو أ نهم 9يُذْبَحُونَ ناکم لثلا 
يبقى ذكركم في الدنه' إذْ بالابن يذكر الأب ویحیا اسمة؛ لأنه سره 9و4 أشنع من ذلك 
انهم ين يَتَحْيُونَ نسَاءَكم4 بناتكم ليلحق العار عليكم؛ ؛ بتزويجهم إباهن بلا نكاح ول 
عار أشنع من ذلك؛ لذلك عد موت البنات من المكرمات ظوَفِي ذُلِكُمِ» أي: واعلموا 
في المحن المشار إليها بلا اختبار لكم ين ربكم عَظيم) [البقرة:49] ليجزيكم 
بنعمة أعظم منهاء وهو إنجاؤكم منهم واستيلاؤكم عليهم. 

وبعدما ابتليناكم باحتمال الشدائد والمتاعب» ومقاساة الأحزان أردنا إنجاءكم من 
عذابهم وإهلاكهم بالمرة» فأمرناكم بالسير والفرار من العدو ففررتم ليلا فأصبحتم 


يُعْلِئُونَ» [النحل:23]؛ وقوله تعالى: يشال الصَادِقِينَ عَنْ صذقهة) [الأحزاب:8]ء ویخوف 

خاص الخاص بذاته لقوله تعالى: ريرم الله سی [آل عمران:28]: وقوله تعالى: اموا 

الله خی ی ابي [آل عمران :12 ا نجْرِي نفس عن نفس شیا [البقرة :48(« ڈزالانز يَوْمَئْذٍ 
. هي [الانفطار:19] ولا قبل منْهًا تناع [البقرة ۰ء فی حق نفسها ولا في حق غيرها بغير 

الإذنء كقوله تعالى: طمن ذَا الَّذِي يَضُْمُ عِنْدَهُ 4 إلا يدن [البقرة: 255]› «وَلَا يُؤْحَدُ مِنْهَا عذلٌ» 

[البقرة: :48[ أي: عدل لأنه ای ر نتان إلا مَا سَعَى وَأَنْ سيه تزف يُرَى © [النجم :39[ 

والسعي المشكور إنما يكون هاهنا ظوَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ» [البقرة:48]ء لأنهم ما نصروا الحق 
هأهنا وقد قال تعالى: «إِن تَنْضرُوا الله يَنْضْرْكُمْ» [محمد:17]: 


106 صورة البقرة 


مصادفين البحر والعدو صادفكم. 

(43 اذكروا «إذ فَرَفنَا بِكُمْ4 أي: وقت تفريقنا بالفرق الكبيرة هِالْبَحْرَّ4 المتصل 
في بعضه ليسهل عبوركم منه ونجاتكم منه» وبالجملة: ففَأَنجَینائن قعبرناكم منه 
سالمين وَأْغْرَقْنَا آل فِرْعَوْنَ»4 المقتحمين بالفور خلفكم باجتماع تلك الفرق واتصال 
البحر على ما هو عليه في نفسه (وَآنكُْ4 حيتذ (تَنظرُونَ» [البقرة:50] إلى الافتراق 
والاجتماع المتعاقبة» فكيف لا تذكرونها وتشكرونها. 

طر4 بعد إنجائكم من البحر سالمين» وإغراقهم بالمرة وإيراثنا لكم أرضهم 
وديارهم وأموالهم اذكروا ؤإذْ وَاَذنًا موشی4 المتبحر في ضبط المملكة في أول 
الاستيلاء بأمر قلنا له: إن أخلصت التوجه والرجوع والميل إلينا مدة أبعي ل4 
متوالية متتالية - خصصها لخلوها عن الشواغل المانعة من الإخلاص - أنزلنا عليكم 
كتابًا جاممًا لمرتبتي الإيمان والعمل؛ حاويًا على جميع التدابير والحكم الظاهرة 
والباطنة «ثُم4 لما اشتغل موسى بإنجاز الوعد؛ وإيفاء العهد فذهب إلى الميقات 
اذم العجْل 4 الذي صوغتم بيدكم من حليكم بتعليم السامريء بسبہب الخوار 
الذي ظهر منه ابتلاء لکم وفتنة إلھَا من دون اللهء بل حصرتم الإلهية له بقولكم: هذا 
إلهكم وإله موسى. فأخلفتم الوعد من بغيوي أي: من بعد ذهاب موسى إلى 
المیقات؛ وقبل رجوعہ منہ نٹ4 بسبب خلف الوعد والاتخاذ المذكور ظتَلَالِمُونَ» 
[البقرة:1 5] خارجون عن الإيمان والتوحید: والعیاذ باللہ من ذلك. 

وم نما تبثم ورجعتم إلينا عن صميم القلب طِحَفُوْنَا عَنكُم4 أي: أزلنا عن 
ذمتكم جزاء ذلك الظلم الذي ظلمتم ٍْبَنْ بَعْدِه إنابتكم ورجوعكم طِذَلِكَ4 وإنما 
أزلناه عنكم طِلْعَلْكُم تَشْكْرُونْ4 [البقرة:52] رجاء أن تشكرواء أو تعظموا نعمة العفو 
الذي هو من آثار اللطف, والجمال المتفرع على الظلم المعفو عنه الذي هو من آثار 
القھر والجلال؛ فتكونوا من الشاكرين الذين يشكرون الله في السراء والضراء والخصب 
والرخاء. ٣‏ | ۱ 
اذ بعدما أخلفتم الوعد قبل تمامهاء وظلمتم باتخاذ العجل لم نهمل أمر : 
موسی؛ ولم نخلف الوعد الذي وعلنا معه اذكروا ايتا مُوصى) إنجارًا لوعدنا 
الاب الموعودہ الجامع لأسرار الربوبية ظوَالْمْقاد الفارق بين الحق والباطل: 
دبين الضلالة والهداية (ِلَعَلْكُعْ» تقتدون له تهتدودي ۳۳ به إلى طريق 








چو سے _۔ 


1 ۲ك 
ke‏ 


3 



















صورة البقرة 000000 107 
التوحيد» وتجاهدون فيه إلى أن تخلصوا عن الشواغل المانعة عنا. 

« وَإِدْعَالَ مُومئ لِعَومِو يوم نكم طلسم کلک نم با حا دک الْمجل كَمُوبُوا 
اک باریم اوا اشم د حي لَك عند باريكم ناب یکم اد لاب أيه 
ی 7 کک شج ان 
وا ا راوخ یں کے لق لا ا اک 
يَظَلِمُونَ (2) 6 [البقرة 07-04[ . 


ز4 ولم أنجزنا ‏ وعلہ موسی ورجع إلى قومه غضبان أسقًا اذکروا د قال 
سى لۆب ` ' المؤمنين له والمعاهدين من بعد رجوعه عن الميقات والتورية: ٹیا 








(1) قال نجم الدين: وذ قال مُوسى لقَؤمه) [البقرة:54]ء والإشارة فيها أن لكل قوم عجلاً يعبدونه 


من دون الله فوم يعبدون عجل الدرهم والدینار قال نے (اتعسِ عيذ الدرهم تعس عبد البينار 
تعس عبد الخميصة» وقوم يعبدون عجل الشهوات» وقوم يعبدون عجل الجا وعجل الهوى 
وهذه بغضها الله تعالى لغوله 446: (رما عید إلهبغض عَلَ الله من الهوئ» وقآل تعالى: ارات 
َن انَْحْذَ إِلْهَهُ حَوَاهُ» [الجائية 2[ فارسل الله تغالی نبیه موسی قلب کل سغید لقوله تغالی: ڈیا 
قوم إِنُكُمْ ظلیٹم الفُحکُم نفُسكم بِايَخَادِكُمٍ لبجل فووا إلى بأريكم» [البقرة:54]ء ارجعوا إلى الله 
تعالى بالخروج عما سوا» ولا يمكنكم إلا بقتل التقس افو ١‏ أنفُسكم» [البقرة :54 بقمع ام 
الهرى لأن القوى هو حياة» وبالهوى بد ما۔عبدہ من دون الله على الحقيقة» وبالهرى ادعی 
فرعون الريوبية» وعبك بنو إسرائيل العجل وبالهوى.. أبى واستكبر إبليس» وبه أكل آدم من 
الشجر؛ وبه نيدبت الکواکب والأصنام وفيه مغنى آخخر ظقَتُوبُوا إِلَى بَارِل ہن4 ارجعوا 7 
للاستنصار على قثل النفس بنهيها عن غواهاء .فاقتلرا أنفسكيم ‏ بنصر الله وعونه؛ فإن قتل النفس 
في الظاهر تيبر للمؤمنين والكافرين؛ وام قت النفس في الباطن وقهر ما قهر صعب لا تبسر إلا 
الخواص الحق سیف الصدق ونصر الحق ولّھذا جعل هرتبة الصديقين فوق مرتبة الشهداء 
بقوله تعالى: «تأزليك عع: الْذِينَ آعم الله لهم مِنّ اللي وَالصَِدِّيقِينَ وَالشْهَدَاءٍ وَالصَالِحِينَ4 
[النساء:69] وکان النبي 3 إذا رجع مع عدو يقول: «وجغتا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد 
الأكبر» وذلكة لآن المجاهد إذا :قثئل سيف الكفار يستريح من النصب والتعب بمرة واحدة» وإذا 
قتل بسيف الصدق في يوم ألف مرة يحبى نفسه على بصيرة أخرى وتزداد في مكرها وخداعها 
وحيلهاء فلا يستريح المجاهد طرفة من جهادهاء ولا يأمن مكرها وبالحقيقة النفس صورة مكر 


108 صورة البقرة 
قوم الناقضون بعهديء المجاوزون لحدود الله كم لمم نشك باذك 
العجل4؟ إلهًا مستحمًا للعبودية «فَتُوبُوا4 عن هذا الاعتقاد والاتخاذ. وارجعوا متذللين 
لإلى بارتكخ) الذي برأكم من العدم ليبرأكم عن هذا الظلمء وإذا تبتم ورجعتم 
«فافئلواً أنْفْسَكم» الأمارة بهذا الظلمء بأنواع الرياضات وترك المشتهيات 
والمستلذات» وقطع المألوفات وترك المستحسنات الملومین علیھا بأنواع الملامات: 
حتى تكون مطمثنة ہما فتنتم بهاء راضية بجريان حكم القضاء» مرضية بالفناء بل فائية 
عن الفناء «ذَلِكُم4 المشار إليه من الإنابة والرجوع وإبراء الذمة والإذلال بأنواع 
الرياضات والفناء المطلق أيضا خير لَكُمْ عند بَارتِكُخ »4 خالقكم الذي خلقكم للتوحيد 
والعرفان؛ وإذا تحقق إنابتكم وإخلاصكم فيها فاب عَليْكم) قبل توبتكم ورضي 
عنكم إن هو الاب الرجاع للعباد إلى التوبة والإنابة «الؤجيم» [البقرة:54] لهم 
بقبول التوبة عنهم وإن عظمت زلتهم. 





الحق «فلا يم نکر الہ إلاً القزم الخابزرن4 [الاعراف:٥]‏ لمکم غیز لع جنذ باريكد» . 
[البقرة: 4 5] يعني: فقتل النفس بسيف الصدق ألف مرة خیر لکم؛ لان بکل قتلة رفعة درجة لككم 
عند بارئكمء فأنتم تقربون إلى الله تعالى بغتل النفس وقمع الهوى وهو يتقرب إليكم بالتوفيق ' 
للتوبة والر حمة علیکم؛ کما قال تعالی: امن تقرب إلي شيرًا تقربت إليه ذراعا» وذلك قوله 
تعالی: #فتات عَلَيْکُم إِنه هو التّوّابُ الژجیغ٭ [البقرة:54]ء أخير عن سوء أعمالهم بمقالهم في 
قوله تعالى: تاذ فك يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَك حى رى الله جهرة4 [البقرة:55]. الآيتين الإشارة ٠‏ 
فهما أن مطالبة الرؤية جهرة هي تعرض مطالعة الذات المقدسة: فتوجب سوء الأدب وترك ١‏ 
الحرمة وذلك من أمارات البعد والشقاوة فمن سطوات العظمة والعزة أخذتهم الرجفة والصعقة ' 
إظهارًا للعدل؛ ٹم من سنة الکرم قاصد عليهم بحال النعم إسبالاً للستر على هيثات العبيد ٠‏ 
والخدم فقال: ظِفَاخَذَئكُمْ الضاجقة نكم تَنطرُون» [البقرة:55] (ِثُم بَعَثتَاكُم بِنْ بغ مَزتِكُم , 
َعَلّكُمْ تَشْكْرَْرنَ» [البقرة:56], إظهارًا للفضل. ثم أخبر' عن نتائج الكرم بأنواع النعم يقوله , 
تعالی: وَرَظلَكَ عل لْعْمَامَ انتا عَليْكُم الْمَنّ زالشلؤى)» [البقرة: 0]57 والإشاوة لما ابتلاهم 1 
بالسنة العزة وأدبهم بسوط القوة. أدركم ہالر حمة في وسطة الكربةت فأكرمهم بالزتعام ظللهم 2 
بالغمام ومن عليهم بالمن وسلاهم بالسلوى» قما ازدادوا بشؤم الطييعة ولؤم الوقيعة إل في 
لبلرى» كما قيل لوا ين طا تا شام [البقرة:57]ء بأمر الشزع (وتا ظلعوت4 [لبقرة. أ 
7 اذ تصرفوا فیھا بالطیع وكين كانوا لهم يَظلِهود» [البقرة:57]» بالحرص على الدنيا پا 
ومتابعة الهرى. : o‏ 













کے ہے ا چ“ جج دا جچتھتتے لہ 


سورة البقرة 109 


وره ارا 

ظ4 اذکروا أيضًا (إِذْ قُلُْم4 لموسی عند دعوتکم إلى الإيمان والھدایة: شیا 
مُوسَى 4 المدعي للرسالةء الداعي إلى الله بمجرد الإخبار لن ومن لَك ولما جئت 
به من عند ربك طحَتّى لَوَى اللة4 المرسل لجَهْرَة» ظاهرًا من غير حجاب كما يرى 
بعضنا بعضا ا اعد لضابة) 0 من عين قهرت وغضبتا لنکارک ظھورنا 
ترونها طتنظرونَ4 الیقرا:55] متحيرين الي لا يا وتصرفء إلى أن صرتم فانین 
مقهورين تحت قهرنا. 

طئم بَعَنْئَاكُم4 أحييناكم وأنشأناكم بالتجلي اللطفي من بَعْدٍ مَوْتِكُمْ؛ وفنائكم 
بالقهر والغصب امتنانًا لکم ِلَعلْكُم تَشْکُژونًیچ [البقرة: 56] نعمة الوجود والحياة بعد 

ر4 ادکروا أيضا 3 للت عَلَيكُمْ الْعْمَاءَ4 یوم لا ظل إلا ظله وأنتم تائھون 
في التيه في الصيف› بأن سار معكم حيث شتتمء ولا يزول ظله عنكم و4 مع ذلك 
أنعمناكم فيها بأعظم من ذلك بان انرا عليه من جانب السماء ظالمَنْ التي 
الترنجبين لسكن. حرارتكم 43# أنزلنا لغذائكم طالسَّلْوَى»4 وهو السماني» أو مثله في 
التزول من جانب السماء» وأبحنا لكم تناولهماء ولا تکفروا بھا بان قلنا لکم: ظکُلوا من 
طَيِبَاتٍ ما رَزَفْنَاكُمْ4 من خصائص النعم واشكروا لها وما ظلَمُونًا) ‏ بمنع المنافع ورد 
E‏ الفوائد «#وَلكِن کانُوا اْمْسَهُم يَظْلِمُونَ4 [البقرة:57] م الموائد العائذة لنفوسهم من 
ا ازدياد النعم في إدامة شكرناء والتقرب إلينا في إقامة حدودنا. 
١‏ 0 انلو مد والقربية ف ق ڪلوا امنا یت وځ راوخلا الاک دا 
لا لیر ردا ا ۵ الع 


إ تق شک زی کا ت اا .1 ات کا تق یت 
قد ر ڪل اناس َه مکربھے يهر ڪل وا ويوا من تيآ ولا هكوا ؤ_الأرضٍ مُفْسدِتَ 


.[6 0-08: [البقرة‎ 2 ١ 
ئ 2 واذكروا ظلمكم أيضًا (إذْ لتا بعد خروجكم من اليه إشفافًا لكم‎ 


الم یی سو تک تی رہ مو a‏ 
















حا اش رر تیبرت 





٥ 110‏ ۱ سورة البقرة 


وامتنانًا علیک «ادْخُْلُوا هَلِهٍ و 9+ التي . هي من منازل الأنبياء والأولياء وهي بيت 
المقدس لِفَکلوا بِٹھای4 من مأكولاتها ومشروباتها ظحَيْتُ شنم بلا مزاحم ولا 
مخاصم (رَغدا) واسعًا بلا خوف من السقم حتی یتقوی مزاجکم ویزول ضعفکم؛ 
وبعد تقويتكم المزاج بالنعم ارجعوا إلينا وتوجهوا نحو بيتنا التي فيهة وَاذْشُلوا الاب 
مُجّذاچ مذللین خاضعين؛ واضعين جباهكم ووجوهكم على على الأرض؛ وعند سجودكم 
استغفروا ربكم من خطاياكم ظوَقُولُوا4 رجازنا منك يا مولانا #جطة4 أي: حط ما 
صدر عنا وجرى علينا من المعاصي والاا وإذا دخلتم كما أمرتم واستغفرتم كما 
علمتم ظنْغْفِرْ كم خطاياكم) التي جثتم بها واستغفرتم لها سيد المُحْسِنِين» 
[البقرة: 8 5] منكم» الذين لم يتجاوزوا الحد ولم يخالفوا الأمر الرضوان الذي لا مرتبة 
أعلى منه. 

ولما أمرناهم .بالدخول على هذا الوجه؛ وعلمناهم طريق الدعاء والاستغفار 
خالف بعضهم المأمول ظلمًا وتأويلاً برل الّذِينَ ظلموا4 بالخروج عن أمرناء قولنا 
لهم لإصلاح حالهم «قَؤلاً» آخر لفظا ومعنی طغیر الذي تيل لَھُعم4 بان أرادوا من 
القول الملقى إليهم لفظا آخرء ومعنى آخر برأيهم الفاسد وطبعهم الكاسد حطا سمتانًا؛ 
أى: حنطة حمراء؛ ولما لم يأتوا بالمأمور به ومع ذلك بدلوا إلى ما تهوى أنفسهم 
أخذناهم بها ٦‏ على الْذِينَ ظلَموا م4 تنصيصًا عليهم وتخصيصًا لهم؛ لتعلم أن 

سبب سبب أخذهم ظلمهم «رجْرًاة طاعونًا نازلا ومن السمَاءِ بِما كَانوا يَفَْ يَفْسَقُونَ4 [البقرة: 

9] یخرجون عن حدود الله المنزلة من السماء بأنواع الفسوق والعصيان. 


اذکروا أيضا إذ اشتشقى مُوسى) وطلب السقي بإنزال المطر طِلِقَوْمِهِ4 
حين بثوا شكواهم عندہ من شدة العطش في التيه ظفَقُلْنَاِ له مشيرًا إلى ما يترقب من 
مطلوبه بل يستبعده: «اضرب» ولا تستيعد لبَعَصَالكَ4 التي استعنت بها في الأمور 
والوقائع الجر الذي بين يديك فتفطن موسى بنور النبوة للأمر الوجوبي» فضربه 
دفعة طفَاتمجَررت مله4 فجأة طانْتنا حَشْرَةٌ عَينا) متمايزة منفردة كل منها عن صاحيتها 
بعدد رءوس الفرق الاثني عشر بحيث ظقَدْ عَلِمَ كَل آناس» من كل فرقة طمُشْرَبَهُمْ4 
المعينة لهم دفعًا للتراحم والتنازع. ؛ ٹم آمرناکم ہما ينفعكم ظاهرًا وياطنًا أن قلنا لكم: 
ولوا وَاشْرَيُوا4 مترفهين متنعمين #من رق الي الذي رزقكم من محض فضله 
ولطفه من حيث حضیرة یکم صا يضركع سردا 3 سي اا ا 








سورة البقرة 111 
إلا تَعتَوا4 أي: لا تظهروا طفِي الأزض4 خيلاء متكبرين طمُفْسِدِين» [البقرة:60] فيها 
بأنواع الفسادات متھزین بهاء و ۋال لا بحب كل مُخْتَال فُحُور4 [لقمان:8 1]. 


وإذ قلتم لموم یٰ لن تصبر ‏ لی مام وجار فَادَعَ لا ريلك برج آنا عا تبت 


کے سن 


۱ کیٹ نبغلا سی سس اال بر 
أيه هر عل افوأ بت مضا به َحكُم با سَألْر وَسُْرِيتَ و از 
تة ویاو سر افو کوت تھ کا یکروک کا افو ریق ت 
ایت اا دک اب پچ [البتر::٢٥].‏ 


طوَ» اذكروا أيضًا «إذ فُلْتُمْ4 لموسى في التيه بعد إنزال المنّ والسلوى وانفجار 
العيون محولا خاليًا عن الإخلاص والمحبة؛ ٠‏ ناشئًا عن محض الفساد والغفلة وكمرات 
النعمة: يا شوسى) على طريق سوء الأدب معه لن بضر معك في التيه ظعَلَى 
طْعَامٍ وَاجِدٍ» وهذا غیر ملائم لمزاجنا وطباعنا نے ا رَبْكَبٌ الذي ادعیت تربیته لنا 
«يخرخ» يظهر ويهيئن لا غذاءنا [يما) من جنس ما ظِثنِْتُ الأزض» التي هي 
معظم عنصرنا سواء كان فإمِن بَقْلِهَاك خضرواتها التى يأكلها الناس للتفكه والتلذذ 
بحرافتها وحموضتها ومرارتها الملائمة لمزاجه وفئاتها) التي يتفكه بها لتبريد المزاج 
لوَفُومِهَاك حنطتها التي يتقوت بها لشدة ملاء متها مزاجهء لذلك ما أزل الشيطان أبانا 
آدم إلا بتناولها لوَعَدَسِهَا المعد لهضم ١‏ الغذاء «وَبَصَلِهَا؛ُ التي تشتهيها النفوس 
المتنفرة ة عن الحلاوة والدسوعة. 


فلما سمع موسى منهم ما قالوا آيس وقئط من صلاحهم وإصلاحهم طقَال» في 
جوابهم موبحًا لهم ومقرعًا: «اتستبدلرن» أيها الناكبون عن طريق الحقء المائلون إلى 
الهوى <الذِي ُو أذنَى 4 المخرج من الأدنى جِبَالَِي هُو حيري وأعلىء المنزل من 
الأعلى؛ وأنا أستحي من الله سؤال ما سألتم 9اهبِطُوا4 انزلوا إيضراً» أرض العمالقة 
وديار الفراعنة إن لَكُم) فيه جما سا بالكد والفلاحة و بعدما ذلوا نفوسهم 
يطلب الأشياء الدنية الخسيسة (ضربث عليههي أعلمت وختمت عليهم للد 
۱ لخباثة نفوسهم وقساوة قلوبهم وتمكن النفاق في جباتهم؛ لذلك ما ترى يهوديًا إلا 
4 ذليلاً في نفسه حبقا في معاشه ز4 ضربت عليهم أيضًا «المشكئة»4 المذمومة 


تب وک ای هو اَدِفل 





ھی 
۱ کپچ ۴ 


112 
سورة البقرة 


المتغرعة على الذلة المتفر عة على الدناءة والخباثة و بعدما ضربت عليهم الذلة 
ناوا صاروا مقارنين «#بغضب4 نازل من اله المطلع على ضمائرهم وسرائرهم 
ذلك السبب الموجب لنزول الغضب ©بأْتَهُمْ كَانُوا4 لخبث طبيعتهم وشدة نفاقهم 
وضغينتهم «يَكْفَرُونَ بِأيَاتِ الله النازلة عليهم عطاء وامتنانا [و4 مع ذلك لا يقنعون 
بكفران النعم بل «يَفثُلون انين المنبئين لهم عن قبح صنيعهم بغیر الحَق الذي 
ظوَكَانُوا4 في ذلك العصيان «َيَعْتَدُونَ4 [البقرة:61] يتجاوزون حدود الله عنادًا 
واستكبارًا. 

ولما بالغوا في الإعراض عن الله والتجاوز عن حدوده وكفران نعمه» وصاروا 
من إفراطهم مظنة ألا يرجى منهم الفلاح والفوز بالنجاح؛ تقاعد موسى - صلوات الله 
عليه د عن د تبليغهم. وایس عن اهتدائهم بالمرة. 

3إ الذي اما وات هاو لتر ہووت من امن يأك والزر 
١‏ 0 كسس f‏ ي. ےھ حصص ےپ عم ہے گر ع ي im‏ 4 
الخ وعیل صِلِحا لهم جره ند ربهم ولا خوف عَلَہمْ ولام کرو )واد 

کس سے ےس علص سوس سوم ۔ ہے 2 

أخذنا كلقي ورفمنا مَوفَکم الطور خُدُوا ما ہانینکم بغو واد کرو ما ښيو ملم 
کے ا 2 رع يي يمري 4ه مع غرم سے ا 


اي 42 [البقرة: 2 64-6], 

ثم أشار سبحانه إلى أن منهم ومن أمثالهم من ذوي الأديان والملل من يهدي 
الى الحق؛ ويتوجه إلى طريق مستقیمء فقال: (إِنَّ الْذِينَ آمَنُوا4 بدين سيدنا محمد 86 
ؤوَالذِينَ ادو ا4 انقادو ابدين موسى قلت وَالنْصَارَى» الذين آمنو | بدین عيسى 89 
(وَالضَابئينَ4 الذين تدينوا بدين نوح لت من آم باله وَاليْم الآخر» أي: أيقن 
بوحدانية الله» وأقر بربوبيته» واعترف بأن لا موجد إلا الله الواحد الأحدء ومع ذلك 
صدق واعترف بيوم الجزاء ظوَعَمِلَ4 عملا 9صَالِحَا؛ُ مرافقًا لما أمر» حالصا لوجه الله 
مسخاضا فيه ظفل جرهم عند رهم الذي يوفقهم على التوحيد والإعلاص وولا 
خؤف عَيھعگ من العقاب والعذاب ولا هُمْ يَحْرَنُونَ4 [البقرة:62] عن سوء المنقلب 
والماب. ٠‏ له 


3ہ اذکروا ایشا إذْ أخَذنًا مياقكم4 أي: طلبنا مم مد بان تٹبعوا:' 








` Kaa ١ 4 ا‎ 





5 
5 1 5 03 ہے 3 
سے ہے یہی 


سورة البقرة ۱ 13 


موسى وتمتثلوا يأوامر كتابه وتجتنبوا عن نواهيه؛ فامتنعتم عن متابعته واستثقلتم ما فى 
كتابهء فأنجيناكم إليه بأن أمرنا جبريل اكتلا بقلع الجبل من مكانه و) بعد قلعه 
لرَفَغْنَا4 بتوفيقنا إياه ؤكم الور معلفًا عليكم وقلنا لكم في تلك الحالة: ادوا 
مَا نيناكم 4 من الدين والكتاب هبِقُوّة4 يجد واجتهاد لوَاذْكْرُواكُ جميع ما فيه على 
التفصیل لنفوسکم؛ وإن لم تأخذوا وتذكروء! سقط عليكم الجبل ا فعهدتم 
خوفا من سقوطه. وإِنما فعلنا ذلك بکم ظلَلكُمْ : مون [البقرة:63] لكي تحدروا عن 
00 أعرضتم عن العهد لمَنْ بَعْدِخ ما أزلنا عنكم 
ذلك الخوف وأنتم في جبلتكم ظالمون» مجاوزون عن الحدود والعهود طفَلّؤلاً فَضْلُ 
الله المحيط عَليكم).بإرادة إيمانكم وإصلاحکم فِوَرَحْمَثُه الواسعة الشاملة لكم 
بارال الرسل وإنزال الكتب «لكشم» في أنفسكم من الْحَاسِرِينَ* |البقرة 64 0 





(1) ورد في «التأويلات»: والإشارة فيها بقول تعالى: إن الْذِينَ آمَنُوا» [البقرة:62]» من مدعي 


الإسلام وغيرهم طوَالَّدِينَ هَادُوا وَالنْضَارَّى وَالصَابِئِينَ مَنْ آمَنَ بال وَالْيَوْمِ الْآخِرٍ وَعَمِلَ 
صالخا [البقرة:2 6] يعني: كان نور الله نور قلبه حتى آمن بذلك النورء كما قال تعالى: «كنت له 
سمعًا وبصرًا ولسانًا فبي يسمع وبي يبصر وبي ينطى»(1)» كذلك هاهنا من أمن بالله من جملة 
المذكورين فبي يؤمن لا بالتقليد والرسم والعادة والاقتداء بالآباء وأهل البلد هفَلْهُمْ أجْرْهُمْ4 
[البقرة:62] أي: ثوابهم وجزاؤهم (عِنْدَ رَبَهِمْ» [البقرة:62] أي: مقام العندية والوصول: فلا 
خزف عَلَيهِمْ4 [البقرة:2 6]. من حجب الأنانية «وَلا هُمْ يَحْرْنُونَ» [البقرة: 2 6]) بالأنانية لأن بها 
ينقطم الطالب عن المطلوب ويحتجب المحب عن المحبوب» ولذلك قال تعالى: «ألا إن 
ألا الله لا خزف عَلَیہم وَلّا ُم یَخْزَنُونً4 [یونس:62]ء لآن الولي من أخرجه الله من ظلمات 
الأنانية والاثنينية إلى نور الوحدة والهوية» كما قال تعالى: الله ولي الّذِينَ آمَنُوا رجهم ص 
الظَلّمَاتِ إلى الثور» [البقرة:257]ء > فافهم جذا۔ وفيه معنی آخر ومن آم باللہ َالْيَوْع الآخر» 
[البقرة:2 6] بمعنی يوم البعث الذي فيه جزاء الأعمال وعمل صالحًا للقبول» فمعئاه عمل على 
متابعة محمد َل لأنه من يعمل على غير متابعة دين الإسلام لم يكن عمله صالحًا للقبول يدل 
عليه قوله تعالى: : ومن ینغ غَيِرَ الإشلام دِينًا فَلْنْ يُقُبَلَ مِنْه4 [آل عمران:85]. وعن ابن عباس 

- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله 36: لو أدركني عيسى ابن مريم ثم لم يدخل شريعتي 
ومنهاج ديني لأكبه الله على وجهه : في النار» ما استغنى [بنبوته] فكيف أنتم : مَلَهُم أجْدمُمْ عِنْدَ 
رَّهِمْ# [البقرة:62]» لا عند غيره من الجنة والثار ولا حؤف عليه [البقرة:62]ء فيما 
يرجعون إليه «وَلا هُمْ يَحْرَّنُونَ» [البقرة:62]ء على ما كانوا عليهء أو جعلهم الله من المقبولين 


114 سورة البقرة 
الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة» «ألآ ذَلِكَ هُوَ الحُسْرَانٌ الميِينُ4 [الزمر:15]. 

« وقد عانم آل ادوا منم ف الكت ماتا لَهُنَ ويا يرد یی 
نت لجملتها تكلا لما بيْنَ يديا وَمَا حَلمَهًا وَمَوعِكلةٌ َف لگا وَإِدْ كال 
موی لِقوموہ إن کف اگم آن ذا بق الوا ندا هرا کال عو اهر ناو 
من میمت © قانع یا رک بین امام کال پلک يثول إن بر ارسق ولا 
یہر حا بت لاف ماف لوا ما وروت لوا اخ نا رک بین سا ما 
وھا 6 کہ يعولا بقرة صر اع اوها ر آقطری ارا ادت 
ريك سين لَنَامًا هی إن ابقر قشب مسا وازن بسا امه لَمْهَِدُون م ال إن بول ب 


2 








له. لم أخبر عن الميئاق عنهم وأن آبائهم عند رفع الطور فوقهم لابتلائهم بقوله تعالى: ؤَإدْ 
أخَذْنا مينَافَكُم وَرَفْعْنَا فَْنَكُمْ الطُور» [البقرة:63]» إلى قوله: 9وَمَؤْعِظَة لَلميّقِينَ» [البقرة:66) 
والإشارة فيها أن أخذ الميثاق كان عامًا في عهد لست بِرَبِكُمْ» [الأعراف:172] ولكن قوئًا 
أجابوه شوقًا وقلقاء وقومًا أجابوه خوقًا وفرقًا ليتحقق أن الأمر بيد الله في كلتا الحالتين؛ يسمع 
خطابہ من يشاء موجبًا للهداية ويسمع من يشاء موجبًا للضلالة؛ فإنه لا برعان أظهر من رفع 
الطور عيانا فلما أويقهم الخذلان لم يكن ينفعهم البرعان والعيان في قوله تعالى: «خدُوا ما 
بتاكم بِقُوٌة» [البقرة:3 6]» إشارة إلى أن أذ ما يؤتي الله تعالى من الأوامر والنواهي وسار 
الطاعات والعلوم وغير ذلك لا يمكن بقوة الإنسانية إلا بقوة ربانية وتأييد إلهي كما كان في حق 
یسی 9 قوله تعالى: يا يخي خدٍ الككتاب فة [مریم:12]ء ربانية لأنه كما كان في حال 
صباه؛ ولم يكن له فوة نفسانیة لقوله تعالى: ظوَآتَِنَاةُ الْحَُكْم ضيبا [مريم:12]. (وَاذْكُرُوا ما 
فيه [البقرة:63] أي: في كتاب اله تعالى من الرموز والإشارات والدتاتق والحقاتق فَِلْعلكُمْ 
نون [البقرة:3 6]ء باه عما سواء «ثُم نَوَلينُمْ مِنْ بَغْدٍ ذَلِكَ» [البقرة:64] أي: أعرضتم عن 
طریق الاتباع للشریعة لاستیلاء القوۃ الطبیعیة وبعد أخذ المیثاق وسلوك طریق الوفاء ابتلاء من 
الله تعالى. «فلؤلا فضل الو عَلَئِكُمْ وَرَحْمَّة4 [البقرة:164: وهو سبق العتایة في البدایة وتوفیق 
أخذ الميثاق بالقوة في الوسطء وقبول التوبة وتوفيقها واللبات عليها في النهايةء لكشم يِن 
الْكَاسِرِينَ» [البقرة:64]؛ المصرين على العصيان المغبونين بالعقوية والخسران والمبتلين 
بذهاب الدنا والعقيى ونكال الآخرة والأولى. | 














سورة البقرة 115 
بکرڈ لامر الس وكا كَنتى الوك مسَلْعَةُ لا د هأ َالو الت نت الحو 


ارا کے لاچ [البتر:٥71-6]:‏ 

وكيف لا تكونون من الخاسرين الناقضين للعهود» وأنتم قوم شأنكم هذا ر4 
اله للد عَلِمتُُ4 وحفظتم قصة ٭الِّينَ اغتدڑا4 تجاوزوا عن العهد ظمِنكُمْ في) زمن 
داود ال5 واصطياد يوم «السَنتِ# ذلك أنهم سكنوا على شاطيئع البحر بقرية» يقال لها: 
أيلة» وكان معاشهم من صيد البحر فأرسل الله عليهم داود اقتتة. فدعاهم فآمنوا له 
وعهد الله معهم على لسان داود بألا يصطادوا فى يوم السبت» بل تعينوها وتخصصوها 
للتوجه والتعبد» فقبلوا العهد وكانت حيتان البحر بعد العهد يحضرن في يوم السبت 
ظ على شاطيع البحر ويخرجن خراطيمهن من الماء ولما مضى عليها زمان احتالوا 
لصيدها بأن حفروا حياضًا وأخخاديد على شاطيع البحر وأحدثوا جداول منه إليهاء فلما 
كان يوم السبت يفتحون الجداول ويرسلون الماء في الحياض واجتمعت الحيتان فيهاء 
وفي يوم الأحد يصطادونها منهاء ونقضوا عهد الله بهذه الحيلةء قال الله تعالى: لما 
أمهلناهم زمانًا ظنوا أنهم خادعوا ثم انتقمنا منهم طِفَقُلنَا لَهُمْ4 إذا أفسدتم لوازم 
الإنسانية؛ أي: العهود والتكاليف أفسدنا أيضًا إنسائيتكم طكُوئوا» صيروا في الساعة 
لقِرَدَةٌ ََاسِئِينَ4 [البقرة:55] مهانين مبتذلين» فمسخوا عن لوازم الإنسانية من العلم 
والإرادة والمعرفة والإیمانء ولحقوا بالبهائم بل صاروا أسوأ حالاً منها. 

لِنَجَعَلئَاَا4 أي: قصة مسخهم وشأنهم «تكَالا4 عبرة طِلْمَا بَيْنَ يَدَيْهَا4 من 
الحاضرين المشاهدين حالهم وقصتهم طوَمَا حُلْفَهَاكِ ممن يوجد بعد من المذکرین 
السامعين قصتھم وتاريخهم طوَمَرْعِظة4 وتذكيدا طلَلْميْقِينَ4 [البقرة:66] الذين 
يحفظون نفوسهم دائمًا عن أمثالها. 

ر اذكر يا أكمل الرسل لمن تبعك من المؤمنين من سوء معاملة بني إسرائيل 
مع موسى ا وقبح صنيعهم معه؛ ومجادلتهم بما جاء به من عند الله جهلاً وعنادًا 
ليتنبهوا ويتفطنوا على أن الإيمان بنبي يوجب الانقياد والإطاعة لهء وترك المراء 
والمجادلة معه والمحبة والإخلاص معه؛ وتفويض الأمور إليه وهو إلى الله؛ ليتم سر 
الربوبية والعبودية والنيوة والرسالة والتشریع والتکالیف والتوسل والتقرب والوصول؛ 
وذلك طإذ قال مُوسَى لِقَوْمِهِ» حين حدثت الفتئة العظیمة بينهم وهي: إنه كان فيهم 

رجل من صناديدهم له أموال وضياع وعقار كثيرة» وله ابن واحد وبنو أعمام كثيرة» 





: ١ 


116 سورة البقرة 
ل ا وره ابره 
فطمعوا في أمواله فقتلوا ابنه ليرثوه؛ وطرحوه على الباب» فأصبحوا صائحين فزعين 
يطاليون القائل؛ فأراد الله تمضيحهم وسشهیرهم؛ فأمر موسی بأن قال لهم: إن الله 
يَأْمْرْكُمْ أن تَذْبَحُوا بَقَرَةْ4ُ فلما سمعوا قوله استبعدوه وتحيروا في أمرهم ومن غاية 
استبعادهم «إقالوا» على طريق المعاتبة: «أ» تعتقد أنت يا موسى الداعي للخلق إلى 
الح طتَنْجِدَنَا هُرُواً4 أي: تأخذنا باستهزاء وسخرية ونحن محل استهزائك مع أنه لا 
[البقرة:67] المستهزئين بالناس؛ بل ما أتبع إلا ما يوحى إلى. 

فلما سمعوا استبراءه واستعاذنه خافوا من الابتلاء فأوجس كلامهم خیفة فی 
نفسه؛ لکونھم خائنین: واشتغلوا بتدبیر الافع؛ وشاوروا وأقر رأيهم على أن نووا في 
فوسهم تلك ابثرة المخصوصة المعلم المعلومة عندهم بالشخصص» وعد ذلك سأ 
عن تعبينه بأن «قالوا اذ لَنا رَبْكَ يبن ْنَا ما جي» أكبير أم صغير؟ طثَالَ إن يَقُولُ إِنْهَا 
َقَرةُ لا فُارض4 كبير في السن «ولاً بكر) صغير فيه بل [عواد4 متوسط بين ذَلك) 
الصغر والکبر استكمل النمو ولا تميل إلى الذبول» وإذا تحققتم طِفَافْعَلُوا ما تُؤْمَرونَ4 
[اليقرة: 8 6]. 

ثم لما ازداد خوفهم من الفة 1 لفضيحة بنزول الوحي متعاقبة زادوا في ا ستفسار عن 
التعيين مكابرة وعنادًا وتسويفا حيث ظقَالُوا اذغ لا رَبك بين لا ما لْهَا من الألوان 
المتعارفة المشهورة حتى نذبحها قال إِه يَقُول إِنهَا بَقََةٌ صَفْرَاءُ فَاقِمْ4 أصيل في 
الصفرة كأنه وضع اسم الصفرۃ بإزاٹھا أولا ڈلزتھاک كلون ذهب تشر الاظرین4 
[البقرة:69] والسرور عبارة عن الانبساط والانتعاش الحاصل للقلب عند فراغه عن 
جميع الشواغل؛ وفي تلك الحالة يتعجب عن كل ذرة بل عن نفسه» ويؤدي تعجبه إلى 

ثم لما جزموا الإلجاء وقطعوا النظر عن الخلاصء کابروا وعاندوا أيضًا مبالغين 
فبها حيث «قالوا اذغ لا رَبك بين لا ما هي أي: ما هويتها وهيشها الشخصية 
المعينةء وقل: إن ابقر المأمور به «تشَابَة لينا واستوصفناه منك وصفتها 
بالصفات المشتركة العامة (وإنًا إن شاء اله تحيينه وتشخيصه لنا لَمْهْتَدذون [البقرة: 
0 يذبحها. ) 

(قال إِنّهُ يَقُولٌ إِنْهَا بََرَهٌ لأ دلول عجف مهزول بسبب أنها کا 





سورة البقرة 117 

-‫ 8 4 ا 7 س 
تقلبها للزراعة ظوَلآ# ذلول بسبب ذلتها إنها ظتَسْقِي الحَزثت4 بالدلو والسقاية بل 
طِمْسَلَمَةًہ من صفرھا عن أمثال هذه المذلات طلا شِيَةَ فيهَا4 لا علامة في أعضانها 
في الاستفسار إلى أن بلغوا ما نووا في نفوسهم ألزموا وأفحموا وڈإفالوا الانْ جئتٌ 
بِالْحَقٌ 4 الثابت الكائن في الواقع وفي نيتنا واعتقادنا. 

ظ حكى أن شيخًا صالحًا من صلحائهم كانت له هذه العجلة المتصفة بها 
الصفات» فذهب بها إلى «أيلة» فأودعها عند الله وقال: اللهم إني استودعتها عندك 
لولدي حتى يكبرء ثم مات الشيخ وكانت تلك البقرة في حمى الله وحفظه حتى ثبر 
الولد وحدثت تلك الفتنة فيما بينهم» فأمر الله بذبح تلك البقرة على سبيل الإلجاء؛ 
فاشتروها بملء مسکھا ذهبًا طقَذَبَحُوهَا» ملجتين مكرهين طو4 لولا إلجاؤنا إياهم 
وإكراهنا لهم طاإمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ» [البقرة: 71] لخوف الفضيحة وغلاء الثمن. 

ر مسوم سد سجس عه سا ما جم کر کا رت کون )۷٢(‏ فعلنا اضرو 
ل اشر فسا درەم فیا وال رج ما كم کون )۷٢((‏ فقلنا اضرتوه 

ہے ےت سج سح ہر ملم كد اس ہے ا رے سے رھ و ال 
عا كذالك يح الله الموف ورڪ انو ملک تعقو )اہم فست فلوثکم وِں 
رص کا ہے ANAT Gece‏ انف 
بد داك فه ىكالججارة اواد ن وَإنَّ ون أيكْجَارَوَْلَمَايَكَفَجرْمِئهُ الأنهر وَإِنْ نبا 
مس E e e E E‏ ا فل عا سملو 
َماَق میرم من الما وَإِنَّ مها لَمَا يجب مِنْ حَشْية أل ا آله يِعََفِلٍ عمًا نعملون 


4W‏ [البقرة:74-72]. 
«إؤ» كيف تفعلونه وأنتم تعلمون أن سبب نزوله تفضيحكم وإظهار ما كتمتم في 
نفوسکم نا َلثم تفساً بغير حق فادًارآئم# وتدافعتم «فيهًا» أي: في شأنها بأن 
أسقط كل سکم قتلها عن ذمته وسترتم أمرها وهدرتم دمه ظوَاللةُ» المحيط بسرائركم 

وضمائركم شرج مظهر طإما طم تكقفون» [البقرة: 72] في نفوسكم 

فقاي لكم بعد تدارئكم وتدافعكم وذبحكم البقرة المأمورة اضربُوُ»# أي : 
المقتول طببَعْضِها» أي: ببعض البقرة أي بعض کان؛ فضربوه فحيى بإذن الله فأخبر 
بقاتله» ففضحوا وارتفعت المدارأة ©كَذَّلِكَ»4 أي: معل إحياء هذا المقتول بلا سبب 
تقتضيه عقولكم وترتضيه نفوسكم طيُحْبِي اله القادر على ما يشاء جميع «المؤتى4 
في يوم الحشر والجزاء بلا أسباب ووسائل اقتضتها عقول العقلاء؛ إذ عنده الوبداء عين 





الإعادة والإعادة عين الإبداء» بل الكل في مشيئته على السواء (وَيْرِيكُمْ4 ظهوره من 
«آياته» الدالة على تحقيق وقوعه ظلْعَلّكُمْ تلود [البقرة:73] رجاء أن تتفكروا 
وتتفطنوا منها إليه وتؤمنوا بجميع المعتقدات الشرعية الدنيوية والأخروية. 

وصدقوها على وجه التعبد والانقياد ويلا مراء ومجادلة مع من أوتي بها من الرسل 
والانبیاء ولا یتیسر لکم هذه المرتبة إلا بعد ذبحكم بقرة النفس الأمارة المسلطة بالقوة 
التامة عليكمء المتلونة بالألوان المسرة لنفوسكم وطباعكم»؛ المسلمة الممتنعة من 
التكاليف الشرعية من الأوامر والنواهي؛ وضربكم بها على التفس المطمثنة المقھورة 
المقتولة اغا لتصير حية بالحياة الأبدية» باقية بالبقاء السرمدي؛ فتخبركم وتذكركم عن 
صنائع أمارتكم الظالمة المتجاوزة عن الحدودء خلصنا الله من شرورها. 

طئم فَسثْ» بالقساوة الأصلية ظقُلوبكُم4 المتكبرة المتحجرة الصلبة البليدة 
من بعد ذَلِك4 الإحياء الملين للقلوب الخائفة الوجلة عن خشية الله وإذا لم تلن 
#اريكم ولم يؤثر فيها <فهي) في الصلابة والقساوة كالججًارة التي لا تقبل النقر 
والأثر اصلاً «آز اشد قْسْوَة» أى: بل قلوبكم أشد صلابة من الحجارةء فإن من 
الحجارة ما يتأثر بالخير وقلوبكم لا تتأثر أصلاً ون مِنَ الحجَارۃ لَمَا بجر من 
الأنهَارُ» ویتائر منهاء وقلوبكم لا تتأثر بأنهار المعارف المتشعبة عن بحر الذات الجارية 
على جداول ألسنة الأننياء صلوات الله عليهم 9وَإِنَّ مِنْها ما شم يتأثر بالشقوق في 
نفسها تخابل بحر الدهور ومن مؤثر خارجي وإذا تشقق يرج بنة الما ويذخل 
به الماء» وقلوبكم لا تتآثر لا بنفسها ولا بالمؤثر الخارجي 9وَإنَّ مِنْهَا لَمَا يَفبطُ4 ينزل 
من أعلى الجبل همِنْ خَشْيَةِ اللو» الناشئة عن ظهور الآيات مثل المطر الهاطل والريح 
العاصف والزلزلة القالعة وغير ذلك من الآيات الظاهرة في الآفاق وقلوبكم لا تتأثر 
بالآيات الباهرة النازلة عليكم ترغيبًا وترهيبًا. 

هذا تقريع وتوبيخ لهم على أبلغ وجه وآكده» وحث على المؤمنين وتحذير لهم : 
من ربكم أمثالها بأنهم مع قابليتهم على التاثر لا یقبلون الأثر النافع لهم فی الدارین: 
والحجارة مع صلابتها وعدم قابليتها تتأثر فهم أسوأ حالاً وأشد قساوة وصلابة منهاء 
ومع ذلك يخادعون الله في الأمور بالستر والإخفاءء ويظئون غفلته 9وَمَا االة4 المظهر 
لهمء المحيط بجميع مخايلهم وحيلهم (بِغَافِل عَمًا تَعْمَلُونَ4 [البقرة:74] ” ولو طرفة 


)1( قال نجم الدين: ٹم آخبر عن قتلهم القتيل وإحياء القتيل بقوله تعالى: زا قم ننما مائارائم 
فيها) [البقرة:2 7]ء الآيتين والإشارة في تحقیقھما أن قوله تعالی: وذ 5 ۲ فيها إشارة 





سورة البقرة 119 
0 ق 
1 ...سے -۔.س-س ‏ - سس ص 

إلى قتل النفس» وإن القتيل هو القلب الروحاني؛ وإن إحياءه في قتل النفس البهيمية» كما قال 
فائلهم: 


إنّف يقتلي غياتي أقتلوز ي ب اققات ي 
وكما أشار بعضهم: ) 


أومت بالطيبيعة تحيي بأالحقیقة سر بالإرادة تحيى بالطبيعة 
اراتم فِيهًا4 فشككتم واخختلفتم أنه کان من الشطان ام من الدنیا أم من اللفس الأمارة 
بالسوء. طزالله شرح ما كم تكثمود) [البقرة:72]ء بإحالة النفس إلى الشيطان ومكرها إلى 
الدئيا وزيتتها والشيطان والدنيا يخيلان إلى النفس الأمارة وهواها ظطقَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَاه 
[البقرة:73]ء وكما أن الله تعالى أراد أن يحيي قتيلهم ليفصح بالشهادة على قاتله أمرهم أن 
يذبحوا بقرة ويضريوه ببعضها ليحي» فيخبر بقاتله فكذلك إذا أراد الله أن يحبي قتيل قلب 
الإنسان أمر بقتل حيوان النفس بسيف المجاهدات؛ ليحي قتيل قلبه بأنوار الشهادات» كقوله 
تعالی: فأَؤمنْ کان ما فَاييتاء وَجَعَلَنً لَه ورا يشي به في الئاس [الأنعام:122]. وكما أن 
البقرة بعد ذبحها ضرب على القتيل قام بإذن الله تعالى» وقال: قتلني فلان كذلك من ضرب 
لسان النفس المذبوح بسكين الصدق على قتيل القلب بمداومة الذكر يحبي الله قلبه بنوره فیقول؛ 
«وَعا ابر تفي إن الس لأمَارَةٌ بالشو و» [يوسف:53]. طِكَذَلِكَ يُحْبِي الله الْمَؤْتّى» |البقرة: 
3 يحبي الله الأجساد في الآخرة والقلوب في الدنياء «وَيْرِيكُمْ آيَاتِه» [البقرة:3 217 دلالة مع 
الخواص وبراهينه مع أخص الخواص» كما قال تعالى في خواص المؤمنين طسَئْرِيِهِمْ آيَاتِنَا في 
الآقاق وَفي آنفُيهم) [فصلت:53]ء وقال في يوسف 892 وهو أخحص الخواص لوهم بها لزلا 
أن رُأى بُرْهَانَ رَبَهِ4 [يوسف:24] ِلَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ4 [البقر:73]ء فأثبت اللہ تعالی العقل لمن 
كان مستعدًا لرؤية آياته باستحقاق إرادة الله تعالى آياته لا برؤية نفسهء فإن العقل الحقيقي هو 
المستفاد من أنوار مواعب الله تعالى؛ كما قال تعالى: ظوَمَنْ لم يَجْعَلٍ الله لَه نُورًا فَمَا له بن 
ُور» [النور:40]» وقال في الذین لھم عقل المعاش دون الستناد وضع ہکم ني قم ر 
يَرْجِعُونَ» [البقرة:18]. ثم أخبر عن أهل هذه الشقاوة ووصفهم بالقساوة بقوله تعالى: ظثُمّ 
قث قُلويْكُعْ مِن بَعْدٍ ذَلِكَ» [البقرة:74]: والإشارة في تحقيق الآية أن اليهود وإن شاهدوا 
عظيم الآياا» وطالعوا واضح البينات فحين لم تساعدهم العناية ولم توافقهم الهداية لم تزدهم 
كثرة الآيات إلا قسوة على قسوة؛ ولم تنزلهم من مكامن التقدير إلا شقوة على شقوةء وذلك 
لأن الله تعالى أراهم الآيات الظاهرة فرأوها بنظر الحسء ولم يرهم البرهان الذي يراه القلب 
فيعجزهم عن التكذيب والإنكار يدل عليه قوله تعالى: ظوَهَمْ بها لَوْلا أن رأى بُرْهَان ر 
[یرسف:24]. وشئل الحسن ابن منصور رحمه الله عن البرهان؟ فقال: البرهان راردات ترد على 
القلوب تفجر النفوس عن تكذيبهاء فھکذا حال بعض المغرورين الممكورين من تدعي الطلب 
إذا لم يكن لهم شيخ كامل واصل حين شرعوا في الرياضة وأخذوا في المجاهدات بترك اللذات 


ب 
1 
۲ 





ولمحة وخطرة. 


ثم لما ذكر سبحانه امتنائه على بني إسرائيل وإنعامه إياهم بأنواع النعم» وذكر 


— 


والشهوات يلوح لهم من صفاء الروحانیة ظهور بعض الآيات وخرق العادات: فإذا لم یکن 

مقارنًا برؤية البرهان ليكون مؤيذا بالتأييد الإلهي مؤكدًا بالعناية الأزلية لم يزدهم إلا العجب 

والغرور والخسران والفساوة والطغيانء وأكثر ما يقع هذا للرهبان والمتفلسفة الذين استدرجهم 

الحى بالخذ لان من حيث لا يعلمون, وإنما شبه قلوبهم بالحجارة للقسوة وعدم اللين للذكر 

الحقيقي كقوله تعالی: نع لین جُلُودْمْم َفَلَوبْهْمْ إلى ذذر اه [الزمر:23]ء والذکر الحقیقی 

ما يتداركه الحق بذکرہ کقرله تعالی: (فادکُروني أذُركږ) [البقرة:152]. ثم بين أنها دون 

الحجارة بقولہ: فان مِنَ الْحِجَارَة لها يتفجر مئه الأنهاز» [البقرة:74]ء والإشارة فيها إلى 
مرتبة القلرب في القسوة بعضها بمرتية الححجارة التي تنفجر منھا الآنھار وهو قلب يظهر عليه 
بغليات أنوار الروح لصفائه بعض الأشياء المشبهة بخرق العادات كما يكون لبعض الرهابين 
والكهنة. وبعضها بمرتبة لوَإِنّ مها لَمَا يَمْمّنُ حرج بِنْه الْماه4 [البقرة:74]: وهو قلب يظهر 
عليه في بعض الأوقات عند انخراق حجب البشرية من أنوار الروح. فيريد بعض الآيات 
والمعاني المعقولة؛ كما يكون لبعض الفلاسفة والشعراء. وبعضها بمرتبة وإ ينها لَمَا هبط 
مِنْ خشية الدع [البقرة:74]: وهو قلب فيه بعض الصفاء فيكون بقدر صفائه قابل عكس أنوار 
الروح من وراء الحجب فيقع فيه الخوف والخشية كما يكون لبعض أهل الإيمان. وأهل هذه 
المراتب مشتركة بين قلوب المسلمين وغيرهم؛ فالفرق بينهم أن أحوال هذه المراتب للمسلمین 
مؤيدة بنور الإسلام. فتزيد في قربهم وعلوهم ودرجاتهم ولغيرهم غير مؤيدة بالإيمان» فتزيد في 
غرورهم لالت والتاراجهم والمسلمرن مخصوصون من غيرهم بكرامات وفراسات تظهر لهم 
من تجلي آنرار الحق دون غيرهم» كما قال تعالى: لمن شرح الله صَدرَُ للإٍشلام فَهْوَ عَلَى ور 
من ريه [الزمر:22]. وسيجيء شرحہ في موضعه إن شاء الله تعالى» وبعض القلوب بمرتبة 
الحجارة القاسية التي لا يؤثر فيه القرآن والاخبار والحكمة والموعظة لقوله تعالى: «أؤ أَعَدُ 
وة [البقرة:74], وهذا القلب مخصوص بالكافر والمنافق؛ فإنه قلب مختوم عليه وفيه 
الدلالة على أن القلوب على فطرة الله التي فطر الناس عليهاء ثم بالابتكار والجحود واستيلاء 
حب الدنيا وزخارفها وتتبع الشهوات ولذاتها تقسو وتنشتد قسوتهاء كقوله تعالى: ع قََتْ 
ُلوبكُم من بفد ذلك [البقرة:74]. وما اله بغافل حا تَغْمَلوذي [البقرة:74] أي: يجازيكم 
عاجلا وآجلاً. فاا عاجلاً. بان يجعل إنكاركم سبب غفلة وقسوة قلوبكم فيقسيها يأعمالكم 
الفسادة ويطبع عليها بطابع إنكاركم وجحودكم كما قال تعالی: ټل طبخ اھ لبها پكفرجن4 
[الناء:155]: وقال 6«: «مأ من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن: فإن شاء أقامه وإن 
شاء آزاغه» وآما أجية: فيعاقبكم يوم القيامة على قدر سيثات أعمالكم. كما قال ا 


1 
: 





سَيَْةٍ سَيََةَ مخْلهَا4 [الشورى:0+]. 


سورة البقرة 121 
إيمان اليهود وانقيادهم على رسول الله 86 ومواخاتهم مم المؤمنین بأن متمناكم 
وملتمسكم محال. 





سے حم س - 5 تش سے ےی راي سد ر جحلل سے ہے ا ا 2 
32 4 أفلطمعون أن وهنوا لک وقد کان فر ينهم سمَعون ڪلم الله ثم 


الرس ے شر 


r‏ ل سج E‏ سا سر سح سس او س سج 
رفوت من بعد ما قووش يموت 7 وَإِذا لَفُوا دي اموا الوا َامَنَاوَ ذا 
۳1 مر ر عر م ل 0 34 کہ کے جو اس عو عم دو مي Tr‏ ےھ ي 2 
رک کر کے سے تر کے کے ہے رھ ٣سض‏ حر سی سر فر س 
آلا علو )ولا نون ا اللہ سکع ما ہیوک وَمَا ون ڑم یچ [البقرة:20- 


.7 


,: «أ4 لم تسمعوا قصتهمء ولم تعرفوا خيانتهم ودناءتهم وزلتهم المضروبة عليهم 
۱ وسوء معاملتهم مع نبيهم المبعرث عليهم ظفقَطمَمُونً4 وترجون طڑآن يَؤمنوا لكُغ4 أي: 
۱ بنبيكم ویصادقوا ويحاقوا ويتلوا معکم کلام اللہ مع علمکم بحالھم ظ4 لم تسمعوا 
| أنه طقَذ كَانَ فَرِيقُ مَنْهُمِ4 من أسلافھم قوم فیَسمَغُوں کلامَ الله النازل لهم» وفيه 
ا وصف نبينا 4 فيضطربون ويستقلون بعثته ظنُّم4 لما قرب عهده 4 وظهر آمره 
واستشعروا من أمارته أنه هو النبى الموعود في كتابهم ظيُحَرَفُونّه4 أي: الكتاب»: حسذا 
وعنادًا ويغيرونه مكابرة 9مِنْ بَعْدٍ ما عَقَلُوه4 جزموه وحققوه أنه هو ظوَهُمْ# أيضا 
ليَعْلْمُونَ؛ُ [البقرة:75] مكابرتهم ومعاندتهم ويجزمونه في نفوسهم بحقيته» ويقولون 
في خلواتهم: إنا وإن كان النبي الموعود لكن لا نؤمن له؛ لأنه من العرب لا منًا. 

ظ4 منھم من آمن وصدق ظاهرًا لمصلحة دنيوية وهو على خبائته الأصلية 
ودناءته الجبلية» بل أخبث منها بحيث (إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمئوا4 وأخلصوا في إيمانهم 
الوا آمَنا» برسولكم الذي هو الرسول الموعود في التوراة يقيئاه وصدقنا جمع ما 
جاء به من عند ربه «وَإِذًا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَغضِ» أي: المنافقين مع المصرين ظقَالُوا4 
أي: كل من الفريقين للآخر عند المشاورة وبث الشكوى: أترون أمر هذا الرجل كيف 
يعلو ويرتقي وما هو إلا النبي المؤيد الموعود في كتابنا؟ أي شيء تعلمون يا معاشر 
اليهود؟ طِأتُحَدّنُوتّهُم بما تح الله عَلَيَكُم4 في كتابكم من وصفه «إليخاجوكم بد 
ويغلبوا عليكم ويتقربوا «عِندَ رَبك فالعار كل العار» أم تحرفون الكتاب ولا تسلمونه 
غيرة وحمية؟ «آفلاً تَعْقَلُونَ4 [البقرة:76] تتفكرون وتتأملون أيها المتدينون بدين الاباء 







122 سورة البقرة 
فی أمر هذا الرجل؟ هكذا جرى حالتهم دائمًا بأن قالوا بأمثال هذه الهذيانات إلى أن 


تتفرقوا. 

قل لهم يا أكمل الرسل: «أوَلا يَعلَمُونَ أن ال المحيط بظواهركم وبواطتكم 
غلم بالعلم الحضوري قا يرون من الكفر والتكذيب عنادًا ومكابرة وما 
ُعْلِنُونَ4 [البقرة:77] من القول الغير المطابق للاعتقاد. 


ومهم امون لا يعمو الک تب الا أماق ون همالا یتر مويل 
للدِينَ يَكَتْبُونَ الككب يديم ده و لدا من عند آمو اشارا ہو ما ليلا 


ل لم گنت آیدیوم یل لھم کیب( ولا ن تک از لہ 
اتام تھ و اذم ن اکر هدا مان بک ا مهد ام ورن عل مما 1 
مکوت © بق م كسب سينصةٌ ولحت ہی ولسم تأؤقهلك اشكدث 
{OFA‏ [البقرة: 1-78 8]. 

هذا حال علمائهم وأحبارهم طوَمِنْهُعْ أََيونَ لا يَعْلَمُونَ4 لا يعقلون ولا يفهمون 
«الكتاتَ» والإنزال والإرسال والدين والإيمان وجميع التكاليف الشرعية؛ لعدم 
ذكائهم وتفطنهم في الامور الدينية الاعتقادیقک بل ما يأخذونه «إلا أمَاني4 كسائر 
الأماني الدنيوية؛ تقليدًا لرؤسائهم ورهبانهم 9وَإِنْ هُمْ4 ما هم في أنفسهم من الممترين 
في المعتقدات رلا أنهم (بَظَنُونَ4 [البقرة:78] ظنًا بليمًا في تمبيز علمائهم 
المحرفين للكتاب» ويسبب هذا الظن لم يؤمنوا بنبينا 8» ولما صار المحرفون ضالين 
في أنفسهم مضلين لغیرھم؛ استحقوا أشد العذاب. 

طفَویْ لچ حرمان عن لذة الوصول بعدما قرب الحصول أو طرد. وتبعيد عن ذروة 
الو جوب إلى حضيض الإنكارء أو عود وترجيع لهم في الحرية إلى الرقية الأبدية في 
النشأة الأخرى (ِلْلْذِينَ يَكتبونَ الكَاب أيديهم) بعد تحريفهم بآرائهم السخيفة ظِثُع 
َقُولُونَ4 لسفلتهم وجھلتھم ترویجا للمحرف ظمَذا 4 ما نزل ظمِنْ ند االي4 وإنما قالوا 
ذلك یشترا و4 بنسبته إلى الله لثما قلِيلا4 على وجه التحف والهدايا من الضعفاء 
الذین يظنونهم عقلاء أمناء في أمور الدين كما يفعل مشايخ زمانناء أنصغهم اللہ مع من 
يتردد إليهم من عوام المؤمنين. ۰ ۱ 








سورة البقرة ٠‏ 123 

ثم لما كانت الويل عبارة عن نهاية مراتب القهر والجلال» وغاية البعد عن 
مراتب اللطف والجمال كرره مرارًا وفصله تحذيرًا للخائنين المستوحشين عن طرده 
وإبعاده فقال: طِقَوَيْل لهم مما كتبث أيْديهة) من المحرفات الباطلة فإوويل لهم ما 
يَكْسبُولَ# [البقرة:79] من القبوحات والمعاملات الخبيئة. 

ومن جملة هذياناتهم مع ضعفائهم أنهم لما ظهر فيما بينهم واشتهر ما نزل في 
التوراة: إن الذين اتخذوا العجل إلهُا یدخلون النارء اضطرب الضعفاء من ھذا الکلام؛ 
وضاق المحرفون من اضطرابهم أن يميلوا إلى الإسلام. _ | 

هوَقَانُوا4 لهم تسكيئًا وتسلية: لا تخافوا ولا تضطربوا طلَّن تَمَسْنًا الثَارُ إلا أيِامَا4 
فلائل همُعْدُودَة4 أربعين يومًا مقدار زمان عبادة العجل وأقل من ذلك طقل> لهم يا 
أكمل الرسل توبيخًا وتقريعا: أأنتم (أَنْحَذْئُع)4 وأخذتم عند الله عَهٰدًا) بألا يمسكم 
النار إلا أيامًا معدودة «فَلَن يُخْلِف الله عَهْدَة) إن ثبت» فنحن أيضا من المصدقين 
المؤمنين (ِأَمْ تَقُونُونَ عَلّى الم افتراء ما لآ تَعْلَمُونَ» [البقرة:80] ثبوته عنده 
فيجازيكم بما افتريتم. 

(بَلى» أي: بلى الأمر الحق المحقق الكلي الثابت عهده وجرى عليه سنته أن 
من کُب شیةہ4 مشغلة مبعدة عن الحق طوَ» مع ذلك «أحَاطّث»4 شملت واحتوت 
لبه خَطِييُة4 خطاياه كلها إلى سيئة مبعدة طقَوْلَيِكَ4 البعداء عن طريق الحق 
(أَضْحَابْ الثَار» نار البعد والخذلان لا ينجون ولا يخرجون منها أصلاً بل طمُم فیا 
ادود [البقرة:1 8] دائمون لها ما شاء الله. ظ 


5 ۰ 00 
a‏ ا سے ا" 


7 
و 
و 
۶ 












ع ئطڈ 


« ولت ءَمَوا وصيلوا السَيِحَتٍ أؤتيك أصحب ألْجَنَةَ هم فبا 
کدرئوت © اعدا مکی بن تہ بل لا یو لا اق َال خسان 
زی الْفْرَق رَالَکی رَأَکسی ون فووا لای ا واي موا الوه ونوا 
اسو واش زلا یی وڪم وئر نے © اذ اذا میکقک 
توكو وماك وا منج أنشسكم صن ورك ثم اقرز راش بدو ام 
نم كول تلوت انس وَعْرِجُونَ مَريقَاقِسكُم ين دِيَئرِهِم تَظهَرُونَ علوم 
لانم والتذكن وين يات أصرئ تُتَدُو وهو رم علطم رجهم 





124 سورة البقرة 


انڑوت ہبی الک کی رک کرت بغي كماو نیف کلک من رل 
زئ لحيو اليا َم مذو إل ند مكاي وماق بل عتا ملع ٠‏ 
تا [البقرة: 82 - 85 ]. 

ِوَالَّذِينَ آمنُواہچ واعتقدوا بوحدائیة اللہ وأيقنوا بألا وجود لغير اللہ فو مع 
الإيمان والإيقان 9عَمِلُوا4 بالجوارح «الصالخات4 المترتبة على هذا الاعتقاد 
المستلزمة إياه «أوْلِيك4 المقربون الواصلون إلى ما يصلون «أضْحَابٌ الجَنّة4 القرب 
والوصول هم فِيهَا خَالِدُونَ4 [البقرة:82] متمکنون ما شاء اللہ ولا مرمى وراء الله 
ولا مقصد سوى: لا إله إلا اللہ لا حول ولا قوة إلا بالله. 

9ر4 اذكر يا أكمل الرسل للمؤمنين أيضًا قصة فلإذ أَعَذْنا بیقاقی ني إشرَائيل» 
أي: العهد الوثيق من بني إسرائيل المفرطين في بعض العهود والموائيق» بأن قلنا لهم: 
إلا تَعْئِدُونَ4 أي: لا تتوجهون ولا تتقربون «إلا اللق4 الذي أظهركم من العدم ورتبكم 
ورباكم بأنواع اللطف والكرم؛ لكي تعرفون ر4 لا تفعلون ولا تعاملون هبِالْوَالِدَيْنِ4 
المربیین كم باستخلاف الله إياهما إلا (إِحْسَانًا4 محسنين معهما بخفض جناح الذل 
وبڈل المال وخدمة البدن إؤ» مع ذلك كذا مع إذي القُزتى» المتتمين إليهما 
بواسطتهما ز4 لا يقهرون الْيَتَامى 4 الأطفال الذين لا متعهد لهم من الوالدين» بل 
تحستون لهم وتتعطفون معهم «و4 كذا مع طالمَساكين4 الذين لا يمكنهم الكسب 
لعدم مساعدة إلا أنهم بالجملة «وَقُونُوا للناس4 أي: لجميع الأجانب المستغنين عن 
جميع الأمداد شاي قو لا حسئا هيا لينا مبيئا عن المحبة والوداد. 

«ز لما أمرناهم ونهيناهم بما يتعلق بمبدئهم ومعاشهم أمرناهم أيضًا بما يتعلق 
بمعادهم ورجوعهم إليناء فقلنا لهم «آقيمرا) أديموا (الضلاة) الي هي معراجكم 
الحقيقي إلى دروة التوحيد و العروج إليها لا يتحقق إلا بترك العلائق وطرح الشواغل 
لذلك «آثوا الزّكَاة4 المطهرة المزيلة عن نفوسكم محبة الغير والسوى؛ بل محبة نفوسكم 
الشاغلة عن الوصول إلى شرف اللقاء ثم لما اشتغلتم بالأوامر والنواهي نقضتم 
العهود بان َإنْولیئمپ اعرضتم عنهاء ونبذتموها وراء ظهوركم ورا قلیلا منکن وهم 
الذين ذكرهم الله في قوله: «إإنّ الْذِينَ آمنُوا وَالْذِينَ هَادُوا4 [البقرة:62] «وَأَكمِ4 قوم 
لمُعْرِضونَ4 [البقر 3 شأنكم الإعراض عن الحق مستمرين 5 


























مورة البقرة 125 

(و4 كيف لا تكونون معرضين؛ اذكروا قبح صنيعكم وقت لذ أحَذَْا بينافكع» 
بان طلا تَسْفِكُونَ دِمَاءك4 أي: لا يسفك بعضكم دم يعض بلا موجب شرعي لإؤلا 
ُخْرجُونَ أَنفَْکُم مَن دِیَارِكغ4 أي: لا یخرج بعضکم بعضًا من دياره تعديًا وظلمًا تم 
أَفْرَرئِّ4 طوعًاء واعترفتم رغبة بهذا العهد «وَأنئه4 بأجمعكم طتَشْهَدُونَ» [البقرة:4 8] 
تحضرون» وکلکم متفقون علیه. ٠‏ 

ٹم اٹم مَؤلاء الخبيثون الدنيئون» نقضتم العهد بعد توكيده بأن «تقثلون 
شک بعضكم نفس بعض بغير حق رجور أي: يخرج بعضكم طفريقا4 
بعضا فمَنکُم مَن دِیَارِهغ4 المألوفة إجلاء وظلمًا وأنتم بأجمعكم لِتَظاهَرُونَ»4 تعينون 
(ِعَلَيْهم4 على المخرجین الظالمین ظبالإلْم4 أي: الخصلة الفاحشة الاو الْعُدْوَانِ)4أ أى: 
الظلم المتجاوز عن الحد «و# من جملة عهودكم أيضًا: «إن يَأَنُوكُم» أي: يأتي 
بعضكم بعضًا طأصَارَى» موثقين فى يد العدو طتُقَادُوْهُمْ4 تعطوهم فديتهم وتنقذوهم 
من عدوهم تبرعًاء فلا ينقضون هذا العهد مع أنه غير. محرم عليك ترك فدائهم 
وینقضون العھد الوثیق المتعلق بالقتل والإخراج ل4 الحال أنه ظهُوَ مُحَرْمْ عَليْكُمْ 
إغراجهم) وقتلهم. 

(أَنتُؤمِنُون بَنغضں الکتاب٭ وتوفون بعض العهد الثابت في الکتاب؛ وهو عهد 
:الفدية لوَتَكْفْرُونَ بض وهو عهد عدم القتل واللاجلاء مع أنه لا تفاوت بين العهود 
المنزلة من عند الله ظِقُمَا جَرَاءُ من يَفْعَلُ ذَلِكَ منكه) التفرقة بين عهود الله المنزلة في 
كتابه عتوًا واستكبارًا «إلأ خژي) ذل یستکرهه جميع الناس في الحَياة الدْنْيا وَيَومَ 
القِيَامَةِ# القائمة للعدل والجزاء طيْرَدُونَ4 هؤلاء الناقضون لعهد الله «إلى أشذ 
العذاب) هو قعر بحر الإمكان الذي لا نجاة لأحد منه ظوَمَا الله المستوى على 
عروش الذرات الكائنة فی العالم رطبها ويابسهاء شهادتها وغيبها بِعَافِلِ4 مشغول 
بشيء يشغله َا تَعْمَلُونَ4 [البقرة:85] ٣‏ أنتم بل شأنكم وحالكم وأعمالكم كلها 





-(1) قال نجم الدین کبری: فوالَّذِين آمثوا4 [البقرة:82]» من أهل الطلب بأن المنازل إلى المقصد؛ 
وإن كانت متناهية فإن السیر في المقصد غير متناه طوَعَمِلُوا» [البقرة:182]؛ على قانون الشريعة 
بإشارة شيخ الطريقة «الصّالِحَاتِ» [البقر82:5]؛ وهي المبلغات إلى الحقيقة أولنك أصحاب 
الوصول إلى جناب الأصول خالدين فيها بالسير إلى أبد الآبادء وكذلك من اكتسب اعتقادًا 
فاسدًا من المتفلسفة على خلاف الشريعة وأحاطت به خطيئته فيبقى عليه إلى أن يموت 


126 سورة البقرة 
e‏ ا 
للسبسنيس سس س 


050 الا هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» [البقرة:81] أبد الآباد ولن تنقعهم المجاهدات ولا 
النظر فی المعقولات ولا الاستدلال بالشبهات» والذين آمنوا ملهم بئبوة محمد 5 وعملوا 
الصالحات من المأمورات وغیر المنھیات: اوليك 0 الجند [البقرة:2 8]ء وأهل 
النرجات والغرفات في الجنات ظهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)4 [البقرة:82]. ثم أخبر الميثاق والعبودية 
على الإطلاق بقوله تعالى: رذ تًا ِيتَاقَكُم4 [البقرة:84]: إلى قولہ: إو لاحم يُنْضَئُونّ4 
[البقرة:6 8] والإشارة فيها «وَإِذْ أَحَذْنا ميثاقكم) [البقرة:84] آي: في مهد لشت بزنکن4 
[الأعر اف:172]ء «لا تَسْفِكُونَ دماءكن» [البقرة:84]ء بامتثال أوامر الشيطان في استجلاب 
حظوظ النفس»؛ فإنه يسعى في إراقة دماء قلويكمء كما قال بعضهم: 

أرى قدمي آراق دمي إلى خضي سى قتي 
وكذلك لا تسفكون بتربص الشيطان بينكم تسفكوا دماءكم بعضكم دماء بعضء كما قالت 
الملائكة في حقکم: فأَنَجْمَل فيها مر يُفِدُ فيها وَيَشْفِكُ ادما [البقرة:30] رلا ُخْرِجُو 
اْمْسكُم مِنْ دَيَارِكُم4 [البقرة:84]. غير ديتكم الذي كنم عليه في أصل الفطرة 9ثُمْ أَْرَرثم وَأنتُمْ 
َشهَذُون) [البقرة:84]ء بفولكم: 9ِبَلَى4 شهدنا والذي يدل على هذا التأريل» قوله تعالی: نَم 
أغهذْ إليكم يا بني آَم ان لا تَعْبِدُوا السْتِطَانَ نه کت عَدْرٌ مُبِين» [يس:61]: آم خَولاءِ 
شون أنفْسَكْم4 [البقرۃ:85]ء باستیفاء حظوظ النفس ولذاتها وشهواتهاء فإن المجرمين اقنضوا 
بأيديهم حتفهم وآثروا باختيارهم ما فيه هلاكهم واستتصالهمء قال بعضهم: 

فسالله يسسي ويسسين عينسي بيعسسين نقفسي أصيت نفسي 
دوَنخْرِجُونَ ُريقا منْكُمْ مِنْ تارجم [البقرة:85] فيعاون بعضكم بعضًا على الإعراض عن الله 
تعالی والتساعد فی مزاولة الحظوظ والخروج عن مقامات الحقوق فآفات أحوالكم غير لازمة 
عليكم بل هي متعدية عنكم إلى إخوانكم وقرنائكم 9تَظَاهَرُونَ عَلَيهغ بِالّْإم وَالْعْوَان4 [البقرة: 
5] أي: مضرتكم لإخوانكم على بلالهم مظاهرة الشيطان ونصرته عليهم بما فيه هلاك أنفسهم. 
إن اتوك أُصَارَى» [البقرة:85]» وهم أصناف شتى فمن أسير في قيد الهوى فإنقاذه بأن يدله 
على الهدى؛ ومن أسير بقيد حب الدنيا فخلاصه في إخلاص ذكر المولى» ومن أسير بقى في 
قید الوسواس فقد استهواه الشيطان ففداؤه أن يرشده إلى اليقين بلوائح البراهين لتنقله من 
الشكوله والظنون والتخمين ويخرجه من ظلمة التقليد وما تعود بالتلقين: ومن أسير تجدء في ظ 
أسر هواجس نفسه رييط زلاته ذلك أسير في إرشاده إلى إقلاعها وإعاتته وإنجازہ على ارتداعهاء | 
ومن أسير تجده في أسر صفاته وحبس وجوده فدجاته في أن تدل على الحق فیما تحل عنه رتاق 
الكون؛ ومين أسير تجده في قبضة الحق فبجزائه لیس لإسراٹھم قداہ ولا لقتلهم قود ولا لرييطهم 
خلاصء ولا لبطشهم مناص ولا عنهم بدل ولا معهلم جدل: ولا إليهم لغيرهم منبيل ولا لديهم 
إلا بهم دليل ولا منهم قرار ولا معهم قرار: مون يبغ الكتاب» [البقرة:85] أي: بالدی: 





رو ر کت س سیا ۳ سس سے ا ر ھک لعل ہے سے سر سے لي بس برجي بل 
نصزوں ل وقد ایتا موی الب وقي انعد و با سل وء اتیناعیسی أن منم 
ر 


سورة البقرة ا 
ظ . 97 
عنده مكشوف معلوم له سبحانه بالعلم الحضوريء بحیث لا یشذ عن حيطة علمه شيء 
فيها أصلا. 
CATE ef f 11‏ ی م بے ارات ول کے“ 
« أؤكهك الذي أشتروا الْحيَوهَ الا يا2 رو فلا يخفف عنهم العام د ہم 


اق 


أ 


سے سے 


البتكت وكيئة بزو الکدیں انکلما جاک رشول ہا کا چو اشک استہبرم 


تیما نٹ روي نار (2) وَمَا فوا ثا بل لمم ائه فرح ملام 
رة [البقرة:88-86]. 

ولما ذكر سبحانه فبح معاشهم ومعادهم أراد أن ينبه على المؤمنين بأسباب 
مقابحهم وإعراضهم ليحذروا منها ويحترزوا عنها فقال مشيرًا لهم: «أؤْليك» البعداء 
عن منهج الصدق والصواب هم الذِينَ اروا استبدلوا واختاروا «الحَيّاة الذنيّا 


بالآخرة» الفانية غير القارة» بل اللاشيء المحض بالآخرة التى هي النعيم الدائم واللذة 


المستمر ة والحياة الأزلية السرمدية طقلا يُخَمُفُ عَنْهُمْ العَذَابُ» أي: عذاب الإمكان 
والافتقار لذلك ولا هُعْ يُتصَرُونَ4 [البقرة:86] فيما هو متمناهم من الحوائج» بل 


دائمًا مفتقرون محتاجون: مسودة الوجوه في النشأتين. 





واذكر يا أكمل الرسل للمؤمنين أيضًا من قبح صدائعهم ليعتبروا: وقد أن 
مُوسَى# المبعوث إليهم «الكتّات» أي: التوراة المشتملة على مصالحهم الدنيوه 
والأخروية فكذبوه؛ ولم یلتفتوا إلی کتابہ و4 بعدما قضى وانقرض موسى قينا 
أي: عقبناه من بَعْدِهِ الؤشل) المرسلة إليهم؛ أولي الدعوات والآيات والمعجزات 





سمعتموہ من ربكم في أول الخطاب بقوله تعالى: ظألَنتُ بِرَبَكُن» [الأعراف:2]172 امت 
وقلتم جبلي؟. لِرَتَخْفْرُونَ يتغض 6 [البقرة:85] أي: ٻالذي عاهدتم عله عند أخخل الميثاق آلا 
تعبدوا غيره من الشيطان والدئيا والنفس والھوی ففَمَا جَرَاهُ من يَفْعْلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ ِا زي4 
[البقرة:85]: وهو عمى القلب عن المشاهدة والعمة في تيه الباطل ظطفِي الْحَيَاةٍ الذنيَا وتوم 
القِيَامةِ ُرَدُود إلى أشَدٍ الْحَذاب) [البقرة:5 8]» وهو المبالغة في عمی القلب؛ كما قال تعالى: 


ومن كان في هَلِءِ أَفْمى فَهُوَ في الآخرَة أَمى وَأَضَلٌ صبيلا» [الإسراء:72]. 


128 سورة البقرة 


فكذبوهم أيضًا ولم یلنتوا ہما جاءوا بہ فو بعد ذلك بزمان ینا أيضًا «عِيسى» 
المبعوث إليهم ابن مَريَمَ البَينات) الو اضحات المبينات لامر معاشهم ومعادهم ز4 
مع ذلك «أيْذنًا4 أي: خصصناه وقويناه «بروح القٌدُس4 بالروح المقدس عن رذائل 
الامکانء فكذبوه أيضاء فأرادوا فتله ولم يظفروا عليه؛ ألم تكونوا أنتم أيها الناقضون 
للعهود والموائيق «أَفَكُلُمَ جَاءَكُمْ زشول4 من الرسل من عند ربكم لإصلاح حالكه 
بنا لا تفزى» تحب وترضی ف٭أَنفُشکغپ4 اشتغلتم بما جاءوا به بل اشتکیزئن4 
عليهم واستحقرتموهم 8فَمْريقا کَذَبُْم 4 كموسى وعيسى عليهما السلام «وفريقا 
لون [البقرة:7 8] كزكريا ويحيى - عليهما السلام - والقوم الذين شأنهم هذا كيف 
يرجى منهم الفلاح والفوز بالنجاح. 


'۔ {jD‏ من غاية عداوتهم معك يا أكمل الرسل ومع من بايعك من المؤمنين أنهم 
إقالوا» حين دعوتكم إياهم إلى الإيمان والتصديق بالإسلام: لا نفقه حديثكم ولا 
نفهم كلامكم؛ إذ «فلوبا) التي هي وعاء الإيمان والإذعان ولف مغلوف مغشاة 
بالأغطية الكثيفة لآ يصل إليها دعوتكم وإخباركم قل لهم يا أكمل الرسل: لا غطاء ولإ 
غعشاوة إلا عنادكم وحديثكم وحسدكم على ظهور دين الإسلام وبغيكم عليه مع 
جزمكم بحقيته عقلا ونقلاً بل 4 قل لھم نیابة عنا: طلْعنهُم اللذ4 أي: طردهم وبعدهم 
تحت اسم المضل المذل؛ وإذا كانوا من مقتضيات اسم المضل طفَقَلِيلاً ماك نزرًا يسيرًا 
منهم «يۆمون4 [البقرة:88] يهتدون بطريق التوحید إيفاء لحق الفطرة الأصلية التي 
فطر الناس عليهاء وهم الذين ذكرهم سبحانه في قوله: إن الْذِينَ آمَنُوا وَالْذِينَ هَادُوا4 
[البقرة:2 6] وبالجملة فلا يرجى منهم الإيمان. . 


س 


کہ خر اج کج لے سي 


9 وَلمَا جَآء هكد من عند آلو صلی لما مهم وکانواین قَلُ يحور 
عَلَ ادن کروا لا جا ھم اعرا کا ب مَس اقو عَل الکنیک ©© 
ينسمًا أشاروأ يو نمسم آن مروا مآ الات بَا نیارد اهن سمل 
من یسا ون باو ماو بسي مل عص لر مدا هيك © تَإِداقِلَ 
کم ما۱ چا ےی ج و و مع ہے 2 سے٣‏ کر عر عرص bo‏ 
لهم اموا یما آنزل اھ قا لوا ومن ہا نرد علا ویکوت با واھ رر ال 





129 7 


مصژقاوما مموےم مهم فل فلم قاو أي نياك الله من 3 قبل إن كسمم ونیک (80) 4 [البقرة: 


.]91-9 





«وَ» أيضًا من غاية عداوتهم وعتوهم وعنادهم وحسدهم على ظهور دين 
الإسلام لما جَاءَهُمْ كِتَابٌ» مشتمل على الأحكام والمعتقدات والحقائق والمعارف 
جزموا أنه نازل 8منْ عِندِ اله لتوافقه على ما في كتابهم وإعجازه عموم من تحدى 
معه ومع ذلك طمُصَدَّقٌ لَمَا مَعَهُمْ» من الكتب المنزلة على الأنبياء الماضين 437 
الحال أنهم كَانُوا من فَبِلُ4 ظهوره ونزوله (يَسْتَمْتِحُونَ4 يستنصرون بهذا النبي ودينه 
وكتابه طِعَلَى الَذِينَ كَفَرُواُ بكتابهم ونبيهم ويقولون: سينصر ديتنا بالنبي الموعود 
والدين الموعود ظقَلَمًا جَاءَهُم نا عَرَفُوا» في كتابهم ونبيهم انتظروا له قبل مجيئه 
وافتخروا به على معاصريهم وكَفْرُوا به» حين مجيئه عنادًا ومكابرة فاستحقوا بهذا 
الكفر والعناد طرد الله ومقته وتبعيده عن طريق التوحيد وتخليده إياهم في جهنم 
الإمكان» نعوذ بالله من غضب اللہ فِفَلَعنَةْ اللهك الهادي للكل إلى سواء السبيل نازلة 
دائمًا على الكَافرِينَ 4 [البقرة:89] المصرين على العناد» المستكبرين على العباد. 

ثم لما ذكر سبحانه ذمائم أخلاقهم وقبائح أفعالهم؛ أراد أن يذكر كلامًا مطلقًا 
على وجه العظة والنصيحة فی ضمن تعييرهم وتقريعهم» ليتذكر به المؤمنون فقال: 
سما اذ : کرزا یہ انقَهُغ4 ہما باعوا واستبدلوا به أنفسهم معارف نفوسهم أو شهودها 
أو وصولها «أن يَكْفْرُوا4 أن يكذبوا من غاية خبائتهم وعنادهم ظبمًا أنرل الله على 
من هو أهل وقابل له؛ ليهدي به من ضل عن طريق الحق مع جزمهم أيضًا بحقيته بلا 
شبهة ظهرت لهمء بل إنما يكفرون ©بَفْيَا4 وحسدًا على أن يرل الله المستجمع ٠‏ 
المستحصر للقابليات والاستعدادات #من» محض طلَضْلِه4 ولطفه بلا علة وغرض 
على من کا من عِبَادِهِ4 یختار ویرید من عبادہ الخلص: وهم الذين ارتفعت 
هوياتهم وتلاشت ماهياتهم واضمحلت وفنيت تعيناتهم» وصاروا ما صاروا ل إله إلا 
هو» ولما کفروا باللہ وحسدوا لأنبيائه وبخلوا عن خخزائن فضله ظفَْبَاءُوا» رجعوا 
مقاريين ظبِعَضبٍ4 عظيم من الله المنتقم عن جريمتهم ظعَلى غُضْبٍ» عظيم إلى ما 
شاء الله الظهور باسم المنتقم» وقل يا أكمل الرسل للمؤمنين: (وَللْكَافِرِينَ4 المستهينين 
و بکتاب الله ودينه ونبيه ظعَدَابٌ مهِينَ» [البقرة:90] لهم في الدنيا والآخرة» إهائتهم في 
لز الدنيا ضرب الذلة والمسكنة والجزية والصغارہ وفي الآخرة حرمانهم عن الكمال 









130 سورة البقرة 





الونساني الذي یتوقع منھم؛ ولا عذاب أشد من ذلك. 

ربنا اصرف عنا عذابك وقنا من سخطك. 

من غایه ا استنکافھم واستكبارهم «إِذَا قبل َهُمْ4 كلامًا صادقًا يقبله كل 
العقول آموا با آنل اله في الواقع مطافًا طقالُواًە في الجواب حاصرین: بل 
«نؤْمِنْ بما أنزل عَلَينا4 فقطء ولا تم الإنزال لغيرنا 437 لا يقتصرون عليه بل 
9يَكْمْرونَ بِمَا وَرَاءَهُ و4 إن كان ظهُوَ الخ المطابق للواقع في نفسه وهم يعلمون 
حقیته» وإن كان مُصَدَّا لِْمَا مهي من الكتاب» والحسد والعناد الراسخين في 
نفوسهم وطباعهم ومبالغتهم في العناد والإصرار على تكذيب هلا الكتاب مع أن 
الإيمان بأحد المتصادقين المتوافقين يوجب الإيمان بالآخرء يدل على آلا إيمان لهم 
بالتوراة أيضاء بل هم كافرون بها لدلالة أفعالهم وأعمالهم على الكفر بها وإن أنكروه 
طئل4 لهم إلزامًا يا أكمل الرسل: (قَلِم تَفْتُلُونَ4 أيها المدينون بدين اليهود المؤمنون 
المصدقون بالتوراۃ ظأنبتَاءَ الل یچ الحاملین لھا العاملین بها من قبل إن كُنُم4 صادقین 
في أنكم همُؤْمِنِينَ4 [البقرة:91] بها فثبت أنكم لستم مؤمنين بها حینثذ لتخلفکم عن 
مقتضاء ونکڈیکم من أنزل عليه وإن أنكروه اذكر لهم: 

9 ٭ رَلَمَد مھ کم مُومیٰ پال مت م اليل من بدي انتم 
کیرک © ولا أذ يمك كنا وتم ألو خثردءتزکسٹم 
وّوَوَآسَمَُوأ ضَانُوا ممما وَعَصَدمَا اضرا ف ان فاد ليجل برهم 
کس ملسم بعد إیمتگم إن کشر مڑ نیت © فل ان کات لُک الدار 
ار NE‏ سَائِصسَة دون لتاس تمتا الموت ت إن ڪن درق از ون 
نز بَا ما دمت یریم 5ا یم لدی( تدم آرت لتاس ل 
200 اقرا بود م کک الت تاخز یت التداپ آن 
ہے وا ب۷ بی یما تلوت ا( فل س کا 4 ت ئۇ لجبريل إن ره له ع فلك 
اي و صَيَقًا ما برک یکیو وخی وبتر المؤمنيت ا مَن کان َد ِل 
وميه ورس لو ريل ومیل مرک اک َد لري 6 ار 











سورة البقرة ) 131 
إت ءا میک وَمَا يَكْمرُ هآ إلا ألْمسِمُونَ آلا عدوا هداد 
)10 4 [البقرة: 92 - 100]. 

لِوَلَقَذ جَاءَكُم مُوسى بالْبَينَاتِ274 الواضحات المبينات في التوراة المبينات 
لطريق التوحيد والإيمان» فكذبتم موسى اكك على جميع بيناته بالمرة ظإئم انحَذْتُمْ 
المجْ لیک إِلْهَاهِمِن بَعْدِهِ» أي من بعد ما ذهب موسى إلى الطور للفوائد الآخر المتعلقة 
لتكميلكم فؤوآئع4 قوم طظَالِمُونَ»4 [البقرة:92] شأنكم العدول عن طريق الحق 
ومنهج الصواب. ظ 

و إن أردت يا أكمل الرسل زيادة إلزامهم وإسكاتهم؛ اذكر لهم نيابة عنا وقت 
(إذْ أَحَذْنَا4 منکم أيها الناقضون لعهودنا والمنكرون لكتابنا طميَاتَكُة» الذي واثقكم 
معنا ثم استلقلتموه وتركتموه و الجأناكم على إيفائه بأن (ِرَفَعْئَا فَوْقَكُمْ الطُورَ» 
معلقًا وقلنا لکم استعلاءً وتجبراظغُڈُواچ وامتثلواإمًا آتَينَاكُم4 على نبيكم من الأوامر 
والنواھي فقو جدٍ واجتهادٍ 9وَاسْمَعُوام من المعارف والحقائق بسمع الرضا ونية 
الكشف فِِقَالوا4 ظاهرًا: «سَمِغْئَا» ما أمرتنا به وي قالوا خفية: ط(غضبنا) عن 
الامتثال بها هوم سبب عصيانهم أنهم لدناءتهم وسخافة طبعهم لِأَشْريُوام تداخلوا 
وتجبلوا وتطيبوا«في قُلُوبِهِمُ4 التي هي محل الإيمان والتوحيد منازل العرفان واليقين 
«العِجُلَ4 أي: محبة العجل المسترذل والمستقبح المستحدث من حليهم وما هي إلا 
«يكفر :4 بأله ويكتبه ورسله وحصرهم ظهور الحق في مظهر مخصوص: ومع ذلك 
يدعون الإيمان بموسى «قل» لهم يا أكمل الرسل تقريعًا لهم على وجه التعريض: 
تىم مرکم به إيمائك:4 من إنكار كتب الله وتكذيب رسلهم وقتلهم بغير حق 
واعتقادهم الشريك للهؤإن كشم» صادقين في كونكم همُؤْمِنِينَ » [البقرة:93]. 








(1) قال في التأويلات النجمية: ثم كرر الأخبار عن إصرارهم على الجحود مع وضوح الآيات من 
موسى 8# وَغلوهم في حب العجل بقوله تعالى: طوَلَقَلُ جَاءَكُع مُوسى بِالبَيناتٍ» [البقرة:92]؛ 
الآيتين والإشارة فيهما أن الأنبياء - عليهم السلام - يدعو العباد إلى التوحيد وإقرار العبودية عن 
كل مشهود ومحدود ومعدودء ولكنهم لم يحتجوا إلا إلى عبادة ما يليق بقصر نظرهم وخسة 
همتهمء فقوم عبدوا الصنم وقوم عبدوا الھوی؛ وقوم عبدوا الدنياء وإنهم قد ظلموا على أنفسهم 
بوضعهم عبادتها في غير معبودًا مع أن الله تعالى أخذ ميثاقهم بعبوديته من غير شرك» ورفع 
فوقهم طور الأمانة التي عرضها وحملها الإنسان في الميثاق الأول. 


132 سورة البقرة 


ثم لما اشتهر بين الناس قولھم: لن یدخل الجنة إلا من کان هودّاء وامتنع كثير 
من الناس القاصدين دين الإسلام وتغمم ضعفاء المسلمين أيضا من هذأ الکلام أشار 
سبحانه إلى دفعه مخاطبًا لرسوله معكم: ظقُلُ4 لهم نيابة عنا يا أكمل الرسل: إإن 
كانث4 محصورة مسلمة ظلَكُمْ الذار الآخرة عند اله التي هی هنازل الشهداء 
والسعداء ومقام العرفاء والأمناء هخَالِصَة4 خاصة مخصوصة («يّن دُونِ» شركة 
(الثاس4 المنسوبين إلى الأدیان الآخر فتمَنوا4 عن صمیم القلب ومحض الرغبة 
والمؤت4 المقرب لكم إليها والموصل إلى لذائذهاء كما يتمناه خلص المؤمنين 
بوحدانية الله في أكثر أوقاتهم. 

فال المرتضى كرم الله وجهه: «لابن أبي طالب أشوق إلى الموت من الطفل 
بثدی أمه»» وقال أيضا: «لا أبالي سقطت على الموت أو سقط الموت علئٌ». وقال 
أيضا: 
أبر بنامن كل خير وأرأقفك جزى الله الموت عنا خيرًا فإنه 
ويداني إلى الدار التي هي أشرف يعجل تخليص النفوس من الأذى 

وقال عمار ذف حين استشهد: «الآن ألقى الأحبة محمذا وصحيه» وأنتم أيضا 
تمنون الموت المقرب إن كم ضادقين) [البقرة:94] فى دعواكم. 

او الله «لن يَتَمَئوهُ أندأ بما قَذْمَث4 كسبت (أيديهة) أنفسهم سن الحرص 
وطول الأمل والاستلذاذ باللذات الحسية والوهمية من الجاه والمنزل والمكانة بين 
الناس؛ والاستكبار عليهم؛ آلا تراهم يتوجهون ويرجعون إلى الا عند نزول البلاہ _ 
المشعر بتعجيل الموت المقرب استكشافاء وإذا كشف ولوا على ما هم عليه مدبرين؟! 
«واللة» المحيط بسرائرهم وضمائرهم ليع بالظلِمِينَ4 [البقرة:95] القائلين 
بأفواههم ما ليس في قلوبهم. 

وز الله يا أكمل الرسل؛ إن فتشت عن أحوالهم واستكشفت عن ضمائرهم 
لِلتَجِدَنْهُمْ4 أي: اليهود وجدانًا صادقًا «أخرّض الثاين عَلَى حَیاق4 دائمةٍ مستمرةٍ من 
نوع الإنسان عمومًا وخصوصضا طوَمِنَ الَذِينَ أشْرَكُوا4 واعتقدوا ألا حياة إلا في دار 
الدنياء بل 9يَوَدُ أحَدُهْعْ لو يعم أف تة ليزيد عليه ألا آخرء وھکذا 4 الحال أنه 
بهذ المحبة ما مو بخزخزجه بمبعد نفسه لمن العذابٍ أن يُتمر» إلى غاية ما یتمناء 
ويحبء بل ما زاد إلا عذابًا فوق العذاب «واللة4 المجازي لهم سم بها | 








٠ 





سورة وة 133 


يَعْمَلُونَ4 [البقرة:96] أي : بجمیع أعمالهم في جميع أعمارهم بحيث لا يعزب عن 
علمه شيء منها. 

ثم لما ظهر الوسلام وترقى أمره وارتفع قدره واشتهر إنزال القرآن الناسخ لجميع 
الأديان اضطرب اليهود ووقعوا فيما وقعواء سألوا رسول الله يك عمن. أنزل عليه من 
الملائكة» فقال يَ: أخونا جبرائيل - صلوات الرحمن عليه - قالوا: هو عدونا القديم؛ 
ليس هذا أول ظهوره بالعداوة» بل ظهر علينا بالعداوة من قبل مرارّاء وهو يصدد نسخ 
دینناء 





قال سبحانه وتعالى مخاطبًا لنبيه: «قل) يا أكمل الرسل «مَن کان عَدُوًا 
لَجِیری ل4 أي: لمن يدعي عداوة أميننا جيرائيل بواسطة إنزال القرآن» أولئك لا وجه 
لاتخاذكم جبرائيل عدوًا ظفَإِنْهُ» إنما «تَزَّلهُ» أي: القرآن ©عَلَى قَلْبكَ»يا أكمل الرسل 
الذي هو وعاء الإيمان والإسلام ومهبط الوحي والإلهام هبِإِذْنٍ الله) آلمنزل إلقاءه إليه 
وأمره إياه بتنزيل لا من عند نفسه حتى يتخذوه عدواء وإن اتخذوه عدوًا فاتخذوا الله 
المنزل عدوًا مع أنه لا وجه للعداوة أصلاً؛ لكون المنزل عليه «مُصَدَّقا لِمَا بَيْنَ يَدَيْدِبُ 


من الكتب المنزلة ظوَهُدّى» يهتدى به إلى طريق الإيمان والتوحيد (وَبُشْرَى4 بالنعيم 


الدائم الباقى ظلِلْمُؤْمِنِينَ» [البقرة:927] المهتدين به» جعلنا الله ممن اقتفى آثرهم. 


قل لهم أيضًا يا أكمل الرسل: طمن کان عَدرًا لوه بنقض عهوده وعدم 
الامتثال بأوامره والاجتلاب عن نواهيه «وَملائكته بنسبتهم إلى أشيائهم منزهون عنها 
وَرُسْلِهِ» بالتكذيب والقتل والاستهزاء والإهانة» وخصوضا من الملائكة «وَجِبْرِيلُ 
وَمِيكَالٌ4 كلا الأمينين عند الله بنسبة الخيانة والعداوة إليهما فهو كافر بالله بثبوت واحدٍ 
منهما طقَإِنْ الله عَدُوٌ لِلْكَافِرِينَ4 [البقرة:98] بكفرهم وإصرارهم وعنادهم. 

2 439 من جملة كفرهم وعنادهم أنهم طلَقَدْ أَنزْلنَا4 من غاية لطفنا وجودنا 
إِلَيِكَ4 يا من وسعت مظهريته جميع أوصافنا وأخلاقنا «آيّاتٍ» دلائل طبَينَاتِ» 
واضحات لطريق المعرفة والريمان والتوحيد والويقان فكفروا بها وكذبوها ظوَمَا يَكْمُرْ 
بها) مع وضوحها وجلائها ورا الفَاسِقَونَ4 [البقرة:99] الخارجون عن رتبة العبودية؛ 

لعدم الانقياد بالكتاب والنبي بل بالإنزال بل بالمنزل ألم يكونوا فاسقين دائمًا؟! 
(أو كلما عَاهَدُوا عَهدا» وثيًا مؤكدًا ہ4 نقضہ طفریق مَنهُغ4 لفسقہ ٹم 


134 ظ سورة البقرة 
نے تےپےچےشہ ہے سووۃ اقرة 
سرى نقضه إلى الكل فنقضوا جِميعًا9بَلُ أَكْتَرْهُمْ لا يُومون 4 [البقرۃ:100]''' بنقادون 





(1) قال نجم الدين كبرى: قال الحق تعالى: خُذوا ما آثيتَاكم) [البقرة:93] من خطاب لش 
برتكم4 [الأعراف:172] طبِقُوٌةٍ [البقرة:93]. بشوق وصدق في جواب بلى ظوَاسْمَمُوا» 
[البقرة:3 9]ء الخطاب يسمع الإجابة في الثبات على العبودية طِقَالُوا سَمِعْنًا4 [البقرة:93]؛ اجينا 
بقولهم بلى وَعَْصَيْنَاة [البقرة:93] أي: بالثبات والاستقامة <وَأَشْرِبُوا في قُلوبهْ4 [البقرة: 
3 حب عجل الدنيا «يكُفره: 4 [البقرة:93]ء بذلة أقدامهم عن صراط مستقيم العبودية بالليل 
إلى الدنيا وحب الدنيا رأس كل خطيئة» كما أن الكفر رأس كل خظيئة قل بنْسما يَأمْرْكُمْ به 
إيماتك: 4 [البقرة:93]ء أن تعبدوا عجل الدنيا (ِإِنْ كُكُعْ مُؤْمِئِينَ4 [البقرة:93]: حقيقة لا مجادًا 
بالرسم والعادة فإن من علامة الإيمان ما أخير عله حارثة حين «سأله النبي 8 كيف اصبحت؟ 
قال: أصبحت مؤمنًا حا قال: إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك؟ قال: عرفت نفسي عن 
الدنيا فأظمات نهارها وأسهرت يلها واستوى عندي ذهبها ومددهاء وكأني أنظر إلى أهل الجنة 
يزاورون وإلى آهل النار يتضاغون وكاني أنظر إلى عرش ربي بارزًا؛ فقال: أصبت فألزمه ثم 
أخبر عن كمال جهلهم وغرورهم إن اليهود ادعوا الاختصاص عن الله تعالى بالأشياء؛ فكذبهم ٠‏ 
اله تعالى بقوله: طقل إِنْ كَانْث لَككُمْ الذّارٌ الآخِرَة» [البقرة:94]. إلى قوله لوَالكُ بَصِيرٌ يما 
يَعْمَلُونَ)4 [البقرة:96] والإشارة في تحقيق الأآبات أن من علامات الاشتياق تمني الموت على 
بساط العرافي؛ ومن وثق أن الجنة له فلا محب له ليشتاق إليهاء وفيه معنى آخر وهو من أمارة 
ان یکون المرہ من أهل الجنة تمنيه الموت لقوله تعالى: ظقَتَمْيوَا الْمَؤْتَ» [البقرة:94]: قال 
عقيب ادعائهم أنهم أهل الجنة بفاء التعقيب يعني (إِنْ كُنْكُمْ صَادَقِينَ4 [البقرة: 194 موقنین من 
امل الجنة حقیقة فتمني الموت یکون بوصف حالكم. ثم قال تعالى: (ِوَلَنْ کْمَثُوۂ أَبَنَا بما 
OAT‏ أيهم 4 [البقرة:95]»› من سوہ الأفعال والأقوال والأحوال؛ يعني ٠‏ أن لا يكون تمني 
الموت من نتائح معاملات السوء التي توجب النارء وفيه إشارة إلى النار باب علوم الظاهر 
المنكرين على أرياب علوم الباطن يزعمون أنهم من أهل النجاة والدرجات دون الألمة 
المحققین ٠‏ فجعل الله تعالى أمارة أهل النجاة السلامة من الحياة الدنيا وتمني الموت: وهذا 
وصف حال السالك الصادق والمحقق العاشق؛ كما قال بعضهم: 


ظ 


زخيات ي في تهات اي وَمَعاتن اي في خاي 


وحال المنكرين من أهل الأهواء والبدع والعلماء الحريصين على الدنيا بخلاف هذا قإنهم لن 
يتمنوه أبدا قال تعالى: «وَلْتَجِدَنْهُعْ أخرض الئاس خَلَى حَتَاةٍ وْمِنَ الْذِينَ أَشْرَكُوا4 [البقرة:96] 
لان المشرك وإن كان حريضًا على الحياةء ولكن لم يكن له خوف العذاب لإنكاره البعث 
ولمنكر المعرفة حرص الحياة وخوف العذاب» فيكون أحرص على الحياة من المشرك وفيه أن 
حب الحياة من نتيجة الغفلة عن اللهء فأشدهم عنه غفلة أحبهم للبقاء في 30 المؤمن 





سورة البقرة 135 








على ضده فالعبد المطيع يحب الرجوع إلى سيده والعبد الابق لا يريد الرجوع إلى سيده؛ وفي 
الحديث الصحيح: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءہ ومن کرہ لقاء الله كره الله لقاءه» أي: محبة 
العد للقاء نتيجة محبة الله للقاء العبد كقوله تعالى: 9يُحِبْهُمْ وَيُحِبُونَةُ4 [المائدة:54]. ثم أخبر 
عن غاية خذلانهم من عداوتهم لجبریل لقوله تعالى: فل مَنْ كَانَ عَدُوًا لجبريل» [البقرة:92]؛ 
الآيتين والإشارة فيهما أن الله تعالى ص النبي يل من سائر الأنبياء بإنزال القرآن على قلبه» فإن 
جميع الكتب كان ينزل ظاهوًا جملة واحدة في الألواح والصحائف مكتوبة. فمن فوائد ضرورة 
القرآن معجزة بأن يأتي بمثل هذا القرآن الذي لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل 
هذا القرآن لا يأتون يمثله الآية. ومنها: أن القرآن لما أنزل على قلبه 5 أنزل عليه آية وآيات أو 
سورة بدفعات في مدة ثلاث وعشرين سنة من سني النبوة؟ ليتصف قله بأخلاق القرآن» وما 
أشير إليه فيه ويتأدب بآدابه كما روي عن عائشة - رضي الله عنها - وعن أبيها حين سُئلت ما 
كان خلق النبي 56 فإن الله تعالى يقول: وَإِنّكٌ لَعلى حُلْق غظيي) [القلم:4]ء قالت: كان خلقه 
القرآن كقوله تعالى في جواب الکفار حین قالوا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة قال تعالى: 
كلك لتت به فاتك وَرَيَلَاه تَرْتِيلًا4 [الفرقان:32]» ومنها أن القرآن لما نزل أنزل على قلبه 
صار قلبه خاشعًا خاضعًا من خحشية الله تعالى حتى قال إنا أعلمكم باه وأخشاكم منه وهذا من 
خصائص إنزال القرآن على قلبه لقوله تعالى: «لَؤ أَنْرَلَْا هَذَا الْقَرْآنَ عَْلَى جَبَل لَرَأَْتَهُ حَاشِمًا 
َتَصَدّعًا مِنْ حَشْيَةٍ اليه [الحشر:21]ء ولو كانت التوراة أنزلت على قلب موسی 8 لا في 
الألواح ما ألقى الألواح في حال الغضبء وما يحتاج إلى صحبة الخضر 2 لتعلم العلم 
اللدني. وقوله تعالی: من کان عَدُوًا لله وَمَلَائِكَيِهِ وَوُسْلِهِ رَجِبِرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنْ الله عَدُرٌ 
لِلْكَافِرِينَ4 [البقرة:98] أي:: عدواتهم لله وملائكته لأن الله وملائكته عدو لهم يعني عداوتهم لله 
نتيجة عداوة الله تعالى لهم كقوله تعالى: ظِيُحِبْهُْ وَيُحِبُونَة4 [المائدة:54]؛ فإن محبة المؤمتين 
نتیجة محبة الله تعالى لھم؛ لان صفات الله تعالى قديمة وصفات الخلق محدثة؛ فلما نظر الله 
تعالى بنظر القهر والجلال والخذلان إلى ذات الكافرين: وقال: هؤلاء إلى النار ولا أبالي صار 
ذلك النظر بذر شجرة شقاوتهم فأثمرت الشجرة شجرة العداوة لله تعالى وملائكته» وكذا أحوال 
المؤمئين على الضد من هذا ثم قال تعالى في جواب ابن صوزيا حين قال: يا محمد ما جتتنا 
بشيء نعرفه» وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك بها بقوله طوَلَقَد آنَْلنَا إِلِيِكَ آيَاتٍ بَتنَاتِ» 
[البقرة:99]ء إلى قوله: «لآ يُؤْمِئُونَ4 الآيتين والإشارة فيهما أن معجزة كل نبي كان ظهورها 
- على الأنبياء في الظاهر كإحياء الطيور لإبراهيم هق# واليد والعصا لموسى 8 وإحیاء الموتی 
٠‏ وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى ك فهم والخلق في مشاهدتها سوا وكانت معجزة النبي !9 
إنزال الآيات البينات على قابه فكان ظهورها في نفسه لل أولاًء ثم تظهر على الخلق ثانيًا بعد 
أن صارت خلقه؛ كما روى أبو هريرة 2ه أن النبي يه قال: دا بن َي مِن الْأنيَاِ إلا وَقذ أطي 
مِنَ الآياتِ ما آمَنَ عَلَى مِعْلِه الْبَكَرْ ء وَإِنْمَا كَانّ اندي أُتيئُ وَحْيًا أَوْحَاهُ الله إل » مزجو أن أكون 





136 سورة البقرة 
بالعهد والكتاب والنبي أو أمره. 





ت 


( تنک اهم رشو قن ودد صر َا عَم بد وبق ِن ري 
ونأ ألككب تب آل ورا موجن كلسم لاي تلكوت © وتبا ما تنلا 
لٿا الیک وَمَا ازل عل الم ڪَننِ اپل دروت ومروک وما لمان من ڪر حى 


سے زد ل 
ر ق رد یم عم کے e‏ لہ e‏ حر الف سیر نے نے سے پے ۱ یی ۳ سر سر الاچ خر“ 
يفولا إِنّما خن تنه فلا َكُمْ فِِتَمَلَمُونَ مهما ما رفوت د ن الو وزقمي؟ 
ا كبس ب یم ٦‏ . برہہمگو ہے يك هرس کے م رورا 
ما هم اين يه من أحد إلا ِإِذْنٍ اله وَيتَعَلُْونَ ما يضُرُهُحَ وَلَا يَنسَعْهُمْ 





َكَْرَهُعْ تَابعًا يوم الْقَامَة» حديث متفق على صحتهہ. فالآبات البینات هي أنواع معجزات القرآن 
منها: جزلة لفعظہ وقفصاحة عبارته؛ وبلاغه نظمه الذي عجز عنها فصحاء العالم ويلغازه من حين 
نزوله إلى الآن. ومنها: أن الله تعالى جمع بلفظ معاني وحكم كثيرة في الألفاظ يسيرة؛ ومٹھا: 
إيجاز الكلام في إشباع من المعنى فالكلمة القليلة الحروف منه تضمن كثيرًا من المعاني 
والحقائق وأنواعًا من الأحكام ببحيث لا يتصور مثله من غير الله تعالى: ومنها: إدراج ما اشتملت 
عليه جميع الكتب المنزلة على الأنبياء - عليهم الام - فيه من الأحكام والمواعظ والحكم 
مع ما تضمنه ما لم يشتمل عليه الكتب المنزلة سواه كما أخبر عنه النبى 25 بقوله: «أوتيت 
جوامع الكلم» ومنها: أن الله تعالى أنزل فيه ما أكمل به الدين وأتم به نعمته على عياده من 
أحكام الشريعة وآداب الطريقة وأسرار الحقيقة بحيث لم يترك دقيقة يحتاج إليها الكاملون 
الواصلون البالغون في أثناء سلوكهم وسيرهم إلى الله تعالى إلا أودعها فيه كما قال تعالى: 
ؤوَلا رطب ولا يَابين إلا في كناب مُبِين4 [الأنعام:59]: هذا مما يعجز عنه جميع الخلائق. 
ومنها: الإإخبار من شهود الأشياء الكامنة في الغيب إلى يوم القيامة فظهر كثير منها في عهد النبي 
پچ وبعده إلى الآن كما أخبر عنه القرآن وغير ذلك من الآيات الواضحات. ِوَمَا يَكْمْرْ بِهَا إلا 
الفَاسِقُونَ4 [البقرة:99]. الخارجون عن نور الروحانية إلى الظلمات البشرية الحيوانية وشدت 
عن إدراك بصائرهم. وسيق الشقاوة من الله تعالى قسمتهم؛ فكما لا عقل لمن يجحد أن النهار 
تھاں فكذلك لا إدراك لمن لم يساعده من الحق أنوار واستبصار لا جرم كلما عاهدوا عهدًا كان 

يشوشهم سابى التقدير لهم وينقص عليهم حق التدبير فيهم والله غالب على أمره؛ ولما جحدوا 

رسل الحق إلى قلوبهم من حيث الخواطر والإلهامات» فكذبوا رسولهم الذي آتاهم في الظاهرء 

فا جهلا ما فيه شظية من العرفان ويا حرما قارنه خذلان» حيث كذبوا رسله إرفضوا بارة كتابه 

واتبعوا السحر. 








صورة البقرة 137 
ولد اڈ کیٹا کس شر أُشْرينهُ مَا لَه في الْآخْرَةَ یٹ علق ینت ما روا پوه 
شوخ لذ سكاذًا بر وو كه اموا وَاتَکوا لَمثوبَة وِن عند الله 
حي ركاذا يتدكئورت 69 بَايّه ارت عامثا لا ولوا وعتسا وَقُولوأ أنظرنا 
وسا سمعوا ولڪ فر داب أله فد چیہ 
التپ ا ِن حير ين رَيڪم انه ي 
رتد س ياه ا وَألَه دو اَلْتَصل تیر © ۵ مارت یراز 
کات نر از یره آم تتم لك علطي کنر ي ھ۴1 زہب: ٠٠.٠٠‏ 


ر أيضا من جملة عتوهم أنهم نا جَاءَهُم رشول4 مرسل من عند اله 
المرسل للرسل لهداية الناس إلى التوحيد مع أنه «مُصَيَق لِمَا مَعَهُمْ4 من الكتب 
المنزلة على الرسل؛ الهادي لارتفاع التعدد والاختلاف عن أهل التوحيد مع أن مجيء 
هذا الرسول منزل مثبت في كتابهم الذي يدعون الإيمان به بد4 طرح «فريق مَنَ 
لين أُوتُوا الات وهو اليهود كاب الله هو التوراۃ التی ادعوا الإيمان بها وَرَاءَ 
طُهُورِهِمْ» ولم يلتفتوا إليه ولم يتوجهوا نحوه بل صاروا من غاية عداوتهم 6 

مع الرسول المبعوث IG.‏ لا يَعْلمُونَ» [البقرة:101] ولا يقرأون كتابهم أصلا 


زی بعدما نبذوا التوراة وراء ظهورهم؛ لاشتمالها على أوصافك وظهورك يا 
أكمل الرسل أخذوا في معارضتك بالسحر اتبغوا ما ثلو) تنسب وتفتري 
الشْيَاطِينُ4» المردة من الجن طعَلَى مُلْكِ سُلَئِمَانَ4 بأن استيلاءه 0 وتسخیر 
الجن والإنس والوحوش والطیور والریح؛ إنما تم بالسحر 43# الحال أنه ظا كَفْرَ» 
وسحر ظسْلَيِمَانُ4 قط بل أمره على الوحي والإلهام والوارد الغيبي (وَلَكِنٌ الْيَاطِينَ4 
يسترقون من الملائكة وينسبون الأمور إلى الوسائط أصالة» بواسطة ذلك ©كَفْرُوا4 
ویعدما کفروا (ِيُعَلمُونَ الثاش السخر4 أي: الذي يسترقون منهم 439 خصوضا ما 
يسترقون من اما أَنزِلَ عَلَى الملَكَيْنِ4 المحبوسين (بَبَايِلَ4 المسميان: ظهَارُوتَ 
وَمَارُوتَ؟ مع أن المنزل إليهما مكر الله مع عباده وابتلاهم وفتنهم وما يُعَلْمَان مِنْ 
: َحَدٍ حَنّى يَقُولا4 له طريقة وكيفية؛ بل يقول لمن ظهر له بالسحر: فإِنّمَا نَخنْ فة4 سن 
0 الله وابتلاء لعباده طقلا تَکْمُزہ بنسبة الأمور إليناء ولا تكفر بصدد التعليم أيضا 


18 ظ سورة البقرة 
(فینغلُونی4 المسترقون طمِْهُمَا ما يُقْرِفُونَ به بَْنَ المزءٍ وَزَوْجِهِ4 مما يورث قطع 
المحة والعلاقة المستلزمتين لحفظ النسب إضراڑا للدین والزيمان ر4 الحال أنهم 
(إما هم بضَارِينَ بە من أَحَدِ إلا بِإِذْنٍ لله ومشيتته وتقديره؛ إذ لا يجرى في ملكه إلا ما 
يشاء. 





وهم مع إذعانهم العلم والعقل ظوَيتَعَلْمُونَ ما يَضُدْهُمْع ضرارًا فاحمًا في النشأة 
الأرلى والأخرى ولا يَنفْعَْهُمْ4 نفعًا فيهما أصلاً طوَ» الله طلَقَدْ عَلِمُواك أي: اليهود 
لمن شترا أي: استبدله؛ أي: كتاب الله بالسحر طمَا لَهُ4 للمستبدل في الآخرّة مِنْ 
خلاقي4 نصيب لامتنعوا عن الاستبدال؛ لكنهم لم يعلموا فاستبدلواء فثبت أنهم ليسوا 
من العقلاء العالمين؛ ؛ ويعدما عيرهم سبحانه يما عيرهم وجهلهم: كرر تعبيرهم مبالغة 
وتذکیڑا للمتذکرین بھاء فقال مقسمًا: فو الله «لبنْس ما شَرَوَا وأباحوا به افَُہم4 
حقائقها ومعارفها ولذاتها الروحانية بالسحر المبني على الكفر بالله وكتبه ورسله 
وملائكته؛ لأن المشهور من أصحاب السحر أن سحرهم لا يؤثر بالكفر والخباثة 
والكثافة طلؤ كَانُوا يَعْلْمُونَ4 [البقرة:102] يفهمون قباحته لما ارتبكواء لكنهم لم 
يعلموا فارتكبواء فثبت أيضًا جهلهم وسخافتهم. 

ومن غاية جهلهم أيضًا أنهم يدعون الإيمان بالله وبالرسول والكتب وَل أنه 
نوا يومًا بالله وكتبه ورسله بلا تفريق بين الکتب والرسل فاتقَزاً4 عن با 
الأخروية جميعًا بلا رخصة طلْمَنُويَة4 فائدة جليلة عائدة إليهم طإمَنْ عند اليه عندهم 
َير من الدنيا ومزخرفاتها ولذاتھا الفانیة کما ہو علد المؤمئین الموقنین حا 
«لؤ كَانُوا يَعْلْمُونَ» [البقرة:103] خيريته لم یکفروا بعد لكنهم كفروا فثبت جهلهم 
وغباوتهم أيضا. 

ثم لما سمع اليهود من المؤمنين قولهم: راعنا عند رجوعهم إليه 5 في 
الخطوبء قالوا: هؤلاء ليسوا مؤمنين متقادين له مطيعين لأمره؛ لدلالة قولهم: راعناء 
على أنك محتاج إليناء فلك أن تراعنا حق الرعاية ولما كان فيه من إيهام سوء الأدب 
وإن كان غرضهم الترقب والالتفات؛ أشار سيحانه إلى نهيهم عن هذا القول رعاية 


لمرتبة حببيه فق وتأديًا للمومنين فقال: يا يها الْذِينَ آمَنُوا لآ تَقُولُوا4 مع نبيكم عند . 


۱ الخطاب له لرَاعِنَاع وإنت كان مقصودكم صحيحاء لكن العبارة توهم الباطل: 
بل الأولى لكم والأليق بحالكم أن تخاطيوا رسولكم إكرامًا له ا 


و إن 





سورة البقرة ) 139 


اضطررتم إلى الخطاب ظقُولُوا» بدله «انظَزْنًا4 بنظر المرحمة والشفقية ظوَاسْمَعُوا 
هذا القول بسمع الرضا والقبول وحافظوا عليه؛ لثلا تسيئوا الأدب معه اعلموا أن 
للِلْكَافِرِينَ4 المغتنمين للفرصة فی أمثال هذه الكلمات طعَذَابٌ ألِيم» [البقرة:104] 
لهم في الدنيا والآخرة. ظ 

ثم لما عجزوا عن معارضتكم صريحًا أخذوا في التلبيس والتخمين وادعاء 

المحبة والمودة على وجه التفاق؛ ليحفظوا دماءهم وأموالهم عنکم؛ ولا تغتروا أيها 

المؤمنون بودادهم ولا تسمعوا منهم أقوالهم الكاذبة. ظ 

ما يود الَذِينَ كَفَرُوا من أَهْلٍ الككاب وَلاً المُشْرِكِينَ أن يرل عَلَيِكُم» لإصلاح 
حالكم وزيادة إنعامكم وإفضالكم ين خير وحي نازلٍ ين ربكم الذي اختاركم 
واصطفاكم على جميع الأمم بغضا وحسدًا مركوزًا في طباعهم؛ وبخلاً على ما أعطاكم 
الله من الخير «ق4 لم يمكنهم منع إعطائه تعالى إذ «الله يَخْتَضُ بِرَحْمَتِهِ4” ' الواسعة 
ونعمته العامة الشاملة «#إمّن يَشَاءُ# من خلص عباده بلا علة وغرض ومرجح 
ومخصصء بل مع اختيار وإرادةٍ بلا إيجاب وتوليد كما ظنه المعتزلة والحكماء 
الناقدون للبصيرة في الإلهيات والنبوات ظوَمَن لَمْ يَجْعَلٍ الله لَه نُورأ فا لَه من نوري 
[النور:40] 5 لا تشكوا في سعة رحمته وفضله بحرمان البعض؛ إذ «الله ذُو المَضْلٍ 
العَظِيم4 [البقرة:105] يفضل وينعم على مقتضى مشيئته وحكمته ومصلحته المخفية 
عن عقول العباد إلا من أطلعه الله على سرائر أفعاله من الكمل. 

جعلنا الله من محبيهم ومتبعيهم بمنه ولطفه. 

ثم اعلم أن الحوادث الكائنة في الآفاق كلية كانت أو جزئية» غيئًا أو شهادة 
وهمًا أو خيالاً إنما هي بمقتضيات الأوصاف والأسماء الإلهية الكلية المشتملة كل منها 
على أوصاف جزئيةٍ غير متناهيةٍ بلا تكرر فما من حادثة حدثت في العالم إلا بوصف 









(1) يقال: خصه بالشيء واختصه به إذا أفرده به دون غيره ومفعول من يشاء محذوف: والرحمة النبوۃ 
والوحي والحكمة والنصرة. والمعتى يفرد برحمته من يشاء أفراده بها ويجعلها مقصورة عليه 
' لاستحقاقه الذاتي الفائض عليه بحسب إرادته عز وجل لا تتعداه إلى غيره لا يجب عليه شيء 
وليس لاحد عليه حق وما وقع في عبارة مشايخنا فى حق بعض الأشياء انه واجب في الحكمة 
يعنون به انه ثابت متحقق لا محالة في الوجود لا يتصور ألا يكون لا أنه يجب ذلك بإيجاب 


مو جب 


140 سورة البقرة 
ا ر 


خاص الذي يخصه ويرتبه لا يوجد في غيره؛ لذلك فيل: «لا يتجلى في صورة مرتین؟ 
لئلا يلزم التكرار المنافي للقدرة الكاملة» ولا في صورة واحدة لاثنين؛ لثلا يلزم العجر 
عن إتيان الصورة الأخرى». 

وإلى هذا أشار سبحانه بقوله: إما تَنْسخْ4 نغير ونبدل لمِنْ آنةِ4 نازلقٍ حاكمة 
في وقتٍ وزمانٍ يقتضيه نزولها في اسم مخصوصٍ «أؤ نُنسِهَا4 من القلوبء كأنه لم 


ينزل من قبل نات بِخيرٍ نها أي: متى ننسخها أو ننسهاء نات بخير منها بحسب" 


اقتضاء الزمان الثاني والاسم الخاص له؛ إد سريان الوجود دائمًا على الترقي في الكمال 
وأؤ ممْلْهَا4 إذ التجدد ظاهرًا إنما يكون بالمثل والمعاد مثل المبدأء ثم استفهم لحبيبه؛ 
تذكيرًا وعظة للمؤمنین فقال: فإالَم تَعْلْمُ4 يقيئًا «أنْ اللة4 المتجلى بالتجليات غير 
المتناهية على کل شئءٍ» من الإجراء والإعادة والإنزال والتغيير هقَدِيدُ؛ [البقرة: 
6 لا تنتهي قدرته عند المراد بل له التصرف فيه ما شاء بالاختيار والإرادة. 





(1) قال نجم الدين: مِوَلَمًا جَاءَهُمْ رول من عند الله مُصَدّقٌ لِمَا مَعْهُمْ [البقرة:101].؛ الآيات 
الثلاث والإشارة في تحقيقها أن الروح الإنساني في أصل الفطرة كان مناسبًا للأرواح المكية ني 
استماع خطاب الحق واستماع مكاملته قبل هبوط إلى العالم الجسماني؛ كما أخبر عنه بقوله: 
ڈالئٹ برَبَكَم4 [الأعراف:172]. قالوا لِبَلَى» وأخذ منهم العهد على هذاء ثم نبذ ذلك العهد 
فريق منهم بعد هبوطهم إلى العالم الجسماني بتعلقات الحيواني وتتبعات النفساني؛ ولما جاءهم 
رسول من إلهامات الحق موافق لما معهم من كتاب العهد والميثاق عند استماع الخطاب (ِنَبَلَ 
فُرِيقٌ مِنَ الين أوثُوا الْكِمَابٍ كناب ال4 [البقرۃ:101]ء الذي ألهموا والذي عاهدوا عليه طؤزاۃ 
ظهُورهن) [البقرة:101].؛ بترك العمل به طكَأنْهُمْ لا يَْلْمُونَ» [البقرة:101]» في أصل الفطرة 
لوَائبِعُوا ما تلو الشْيَاطِينْ4 [البقرة:102].؛ النفوس طِعَلَى مُلْكِ سُلْيِمَانَ4 [البقرة:102]؛ الروح 
الذي هو خحليفة الله في أرضه أي: ما حدثت به أنفسهم استھوتھم الشیاطین وغرتهم به أنه من 
سليمان الروح «ؤما كَْفْرَ عُلَیْمان4 [البقرة:102]ء الروح هِوَلَكِنٌ الشْيَاطِينَ4 [البقرة:102]: 
النفس والھوی. فإکفزوا بُعلَمُون الا التَخز٭ [البقرة:102]ء من تخیلات الھواجس 
وتمويهات الوساوس التي تملي النفس بيان وهو بمثابة الحر لقوله 5ل#: «إن من البيان 
لسحرا» «وما أَنْزْلَ4 [البقرة:102]؛ فتنة وخذلانا من العلوم طِعَلَى الْمَلَكَين پټاپل اڑوت 
ماوت |البقرة:102]: أي: الررح والقلب فإنهما من العالم العلوي الروحاني اهبطا إلى 
أرض العالم الجسماني بالخلافة؛ لإقامة الحق وإزهاق الباطل فاقتنا بزهرة الدنيا واتباعا 
خداعها؛ فوقعا في شبكة الشهوات التي ركبت فيها ابتلاء وامتحاناء وشربا محمر الحرص والغفلة 
التي تخامر العقل وزينا يبغي الدنيا الديوية؛ وعبدا صنم الهرى وعلألا متكسين رءوسها 


۱ 
ُ 
۱ 
ظ 





سورة البقرة 141 











بالالتفات إلى السفليات» وإعراضهما عن العلويات ظقَلَّمَا زَاعُوا أزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ4 [الصف:5]؛ 

وفي كتبها عن استقامتها وحرما عن سماع خطاب الحق» ٠‏ وكشفب حقائی العلوم النافعة الموجبة 

للجمعية ابتليا بإنزال أباطيل العلوم الضارة المؤدية إلى التفرقة مثل شبهات زنادقة الفلاسفة من 

قدم العالم وسلب الاختيار عن الله ونفي العلم بالجزئيات عنه وأمثال هذه الكفريات التى زلت 

بهما أقدام خلق كثير عظيم في الجاهلية والإسلام» وكذلك شبهات آهل الأهواء والبدع التي 

يكفر بها بعضهم بعضًا ويقتلون عليها فإنها علوم يجب الاستعاذة منها لقرله 6: «اللهم إني 

8 أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع»ومع هذا من خصوصيته الروحية 
1 الملكية ظوَمَا يُعَلَّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حى يمُولا» [البقرة:102)» من الصفات البهيمية والسبعية 
‪ والشيطانية والقوى البشرية التي يلهماها نما نحن ذثتة فلا تكفر فَيتَعَلْمُونَ مِنْهُمَا ما يُفْرَقُونَ به 
بِينَ الْمَوْءِ وَزوْجِهِ» [البقرة:102]ء مرء القلب وزوج دينهء وفي هذه القصة إشارة أخرى إلى أن 
من مال في هذا الطریی إلى تمویه وتلبیس وإظهار دعوی تلبیس» فهو يستهزئ يمن اتبعه ويلقيه 
فى جهنم بباطله ويصده بتمويه ظلماته عن طريق رشده» ومن اعتبر عبر بالسلامة فتارة ومن 
تهتك بالجنوح إلى أباطيله تهتك إشارة ظهر لذوي البصائر أغواره وما هُم بضَارينَ به من أحَدٍ 
إلا بإِذنٍ اھ ؛ لأن الضار هو الله تعالى ولكن الجرم أنهم ولون ما يَضْرُّهُمْ ولا يَنْفعْهُمْ 
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَن اشْئرَ راه ما لَه فِي الآخرَةٍ من خَلَاقٍ وَلَبنْس ما شَرَوَا به ألْفسَهُمْ» [البقرة:102] 
أي: باعوا بالحظوظ التفسانية الحقوق الروحانية الو کَانُوا یَعَلمُون 4 [البقرة:102]ء غاية ما 
حسروا من دولة الإيمان وسعادة العرفان ونهاية ما يصيرون إليه من العقاب والحرمان ظوَلَوْ 
آنّْهُمْ آمئوا وَانْقَْا لَمُْوبَةٌ مِنْ عِنْدٍ الله خير َو كَانُوا يَعْلَمُونَ4 [البقرة:103]» بما أعد الله لخواص 
عباده مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ما يستمدون به إلى استجلاب 
الحظوظ وترك الحقوق؛ وائروا الإقبال على الله على ما شغلهم عن الله لا يثبتوا على مالهم فيه 

خیر وخیر الدارین: ووصلوا إلى غير الكونين ولكنهم كتبهم وصرفهم سطوات القهر فأثبتهم في 

مواطن العجز. ثم أخبر عن خیانة عقائد اليهود ومكائدهم بقوله تعالى: طيَا أَيُهَا الْذِينَ آمنوا لا 

تَقُولُوا اعا وَتُولوا انظرنًا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرينَ عُذاتِ آل4 [البقر:104]ء الاأيتين والإشارة 

فيهما إلى أن أثر العناية في حق الأولياء يظهر في كل شيء من أخلاق قلوبهم وأوصاف نفوسهم 

وأعمال أبدانهم وأقوال لسانهم: ففي عهد النبوة وأيام دولة الرسالة كان في قولهم: راغيًا للنبي 

ل شائبة ترك أدب نهوا عنه وفي قولهم: انظر فارًا عن أدب أمروا به» وأما بعد عهد النبوة 

وانقطاع الوحي فأكرموا بخواطر الزماني وإلهامات الرباني ودلوا بها على الفجور والتقوى بقوله 

تعالى: ظوَنَفْس وَقا سَوَامًا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقُوَاهَاك [الشمس:8].؛ وعلى الضدين هذا في حق 

الأعداء ظهور أثر الخذلان عليهم فإن قصورهم في جميع أحوالهم من أعمالهم وأقوالهم قصور 

خشية وعلى مناهجهم بينوا فيما يأتون ويذرون؛ ومن نتائج خذلانهم يحسدون أولياء الله على ما 

آناهم الله من فضله وما يردون أن ينزل عليهم من خير من ربهم لاما يَوَدُ الْذِينَ كَفَرُوا ٠‏ مِنْ أَهل 


وپ 
1 





142 سورة البقرة ا 
9 آم عتم أت ائه ل مف الوت وَالْارضٍ' وَمَا لَحكُم من دوب ار 
من و ولا سير 7 أمْ ریدو ان سلوا روک کنا پل موس ون 
مَل ومن يبدل الڪُعر لن َد صل سواه اليل یج و ڪي مٽ 
ال آلکتب لو بردوتکم م بد یسیم ککاا سا من ند ایہم تئ 
بد ما بب لَهُم الحَک مَاعدرا ون کثرا حق با الہ پآنیٹ إ٤‏ ال تق سشل کن 
ر 4 [البقرة:109-107]. 
«الم تَعْلّم أن الله له ملك الشمَوَاتِ وَالأَرْضٍ» يتصرف فيهما كيف يشا كما ' 
يشاء؛ متى يشاء بلا فتورٍ ولا فطورء هذا في الآفاق 43# ارجعوا إلى أنفسكمء واعلموا 2 
أنه ما لكم»4 في ذواتكم وهوياتكم وين دون اش المحيط بكم ويجميع أوصافكم 
من لي يولي أموركم «وَلا نُصِيرِ [البقرة:107] يعين عليكم من دونه يل هو | 
محيط هوياتكم وما ياتكم كما أخبر به سبحانه في قوله: كنت سصمعة... وبقصرة... ' 
ويلية... ورجله...)) ٤‏ 
أتسلمون وتموضون أموركم إلى الله ورسوله أيها المؤمنون المسلمون. ونقبلون 
دين الإسلام تعبدًا واتقيادًا «أمْ تُرِيدُون4 وتقصدون «أن تَشألوا» وتقترحوا عن سرائر 
الآيات النازلة عليكم لإصلاحكم حالكم عنادًا ومكابرة لرَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى من 
قبل4 عن الأيات النازلة لو صلاح بني إسرائيل مما نزل من آية إلا ويسألوه على وجه 
٠‏ الإلحاح والاقتراحء فيجازيهم الله على مقتضى اقتراحھم؛ وإن اقترحتم کما اقترحوا 
يجازيكم الله كما جازاهم 439 اعلموا أن طمن يِتَبَدْلِ الكُفْرْ4 الموهوم المذموم 
طَبِالوِيمَانِ4 المحقق المجزوم «فقذ ضل سَوَاءً الشبيل4 [البقرة: 108] طريق الحق 








لناب ولا المشركين أَنْ برل عَلَيِكُم مِنْ عير من رَبك راه يئش برخمتد [البقرة:105]: 

بأصناف ألطافه ظمَنْ يَشَاء وَاهِ دُو الْفْضْلٍ الْعظِييم» [البقرة:105]ء لا ينقص مثقال ذرة من بحر 

أفضاله بأن يفيض على العالمين سجال نواله. ئ 

(1) أخرجه البخاري (2384/5ء رقم 6137)؛ وابن حبان (58/2» رقم ۵47)ء واليهقي (219/10 › 
رقم 20769) وأبو نعيم فى الحلية (4/1).. 


ب 








سورة البقرة 143 


المستقيم الموصل إلى التوحيد كما ضل بنو إسرائيل بمخالفة كتاب الله ونايب ر ٠‏ 

ثم اعلموا أيها المؤمنون أنه «وَدٌ كَثِيرٌ مَنْ أَهْلٍ الكتاب خحصوصًا اليهود 
والنصاری لو يَرُدُوتكمة بأنواع الحيل والنفاق همَنْ بَعْد إِيمَانِكُم4 بالله وكتيه ورسله 
وكمارأ مردين واجب القتل والمقت عند الله وليس ودادتهم كفركم لغاية تصلبهم في 
دينهم ونهاية غيرتهم عليه بل حتدأي لكم اشا ين عند انيهم من غابة 
عداوتهم معكم وين بغ ما تين ظهر لِلَهمْ) أن دينكم لالح المطابق للواقع 
بشهادة كتابهم ونبيهم»؛ وإذا : فهمتم آمرهم وعرفتم عداوتهم (فَاغمُوا»4 عن الانتقام 
والعقوبة ظوَاضْفٰخوا أعرضوا عن عن التعبير في التقريع واصبروا طحَبّى يَأتَى الله باسمه 
المنتقم «إبأمرو» المبرم من ضرب الذلة والمسكنة والغضب عليهم دائمًا رن الل 
المتجلی باسم المنتقم على کل َء قَدِيه» [البقرة:109] من أنواع الانتقامات قدير 
على الوجه الأصعب الأشد. 

لا الكو ایا الوم لا ین سر ڈو يندأ 
ا تعمأورت ب سد i ET SÊ JIJ;‏ كا هورًا وا 


ر م 


یک امائ فر شاا رڪم ن ڪن حر مريت بی نآ ما 


سےے سر ار ٢٭‏ ےر ارچ 


وجهة: الو وهو ميسن فة لجر ند ریہ وَلَا حَوف ڪهم و ولاهم رون 8 
اهود ليست التصدرئ عل یو وَقالتِ ری ات ايهو عل سَْءِ وهم يسَلونَ 
التب كدَِكَ مَالَ لِْينَ ا مو وک وهم اه کم نهم بم اة فيا کاو 


فيه مد ون د 45 [البقرة:113-110]. 

, ٹوچ بعدما فوضتم أموركم إلى الله» واتخذتموه وكيلا حفیظا لكم عن أدائكم 
لَأقِيموا الصّلاة4 رابطوا ظواهركم وبواطتكم إليه سبحانئه دائمًا على وجه التذلل 
والخضوع والاتكسار والخشوع «وَآثئوا الرْكَاةم طهروا قلوبكم عن الميل إلى ما سوى 
الحق فو اعلموا أن ما تُقَدَمُواك في هذه النشأة دلأنفُسِكُم مَنْ حير من التوجه 
الدائم والإعراض الدائم عن محبة الغير (هِتَجِدُوهُ عدم ظهور توحيد ال4 وتجریدہ 
وتفريدة على قلويكم إن اذه المحيط بذواتكم بنا تلو من خبر (تصیز4 
[البقرة 6 ]] عليم خيير: ‏ 





144 سورة البقرة 
سس سس ر مود موہ 


5 من جملة حیلتهم معکم ووداداتهم كفركم أنهم لقاو4 لكم على وج 
العظة والتذكير «إلَن يَدْخُلٌ الجَنة) من أهل الأديان «إلا مَن كَانَ مُوداً أو تَصَارَى 
0 المهملات ما هي إلا لِأمَائئِهُمْ4 التي يخمرونها في نفوسهم بلا كتاب ولا دليل؛ 
دإن ادعوا الدليل «فل) لهم يا أكمل الرسل إلزاما: إھاثوا4- ابھا المدعون 
«(بُرغانکم 4‏ من آیات الله وسنن رسله (إإن كُندُمْ ضادقين) [البقرة:111] فى دعوى 
الاختصاص. 

قل لهم يا أكمل الرسل كلامًا ناشئًا عن محض الحكمة والإخلاص لا وجه 
لدعوى اختضاص الجنة لا منكم ولا منا: طإبَلى4 أي: بل مبنى الأمر على أن من 
الم وَجْهَة4 وسلم وجهه المنسوب إليه مجارًا ی4 المنسوب إليه حقيقة 9وَمُوَّ» في 
سه خيس عارف مشاهد طِقَلَهُ أَجْرْهُ4 مرجعه ومقصده عند مرتبة ربب 
المخصوص له ولا خؤف عَلَيِهِمْ ولا هم يَخْرّنون) [البقرة:112] لغنائهم عن قابلية 
الخوف والحزن ومقتضيات الطبيعة وبقائهم بمرتبة ربهم. 

طر4 من عدم تفطنهم للويمان والإذعان وعدم تنبههم على طريق التوحيد 





)1( قال نجم الدين: ثم أخبر تعالى عن دعائي وياطلة لليهود ويقوله تعالى: 9وَثَانُوا لْنْ يَدْخُلَ الْجَ 
إلا مَنْ كان هُوذا أؤ نُصَارَى »4 [البقرة: 1 1ء الايتين الإشارة فيهما أن كل ممكور مغرور يظن 
النجاة نفسه؛ ونيل الدرجات مهمه؛ وهو مُصر على حسابه أن ليس أحد في نمابه بلك 
أمَائئِهُع 4 [البقرة:111]: الكاذبة وشهواتهم الغالبة طقل هَانُوا بُرْهَائَكُم4 [البقرة:111]؛ من 
الأعمال الظاهرة والأحوال الباطلة إن كم صادقين) [البقرة:111]ء في دعراكم بإتيان البرهان 


من إظهار معناكم؛ فإن مجرد الحسان دون تحقيق البرهان لا يأتي بحاصل ولا يجود بطائل» ثم ' 


بين برهان أهل الحق ودعوى الصدق بقوله 9ِبَلَى عَنْ أَسلم وَجقَۂ لی یعنی: أهل الحق من 
يكون توجهه بالكلية إلى الله خالصًا لله لا لطمع الجنة ولا لخوف النار لقوله تعالى: ولكل 
وجهته الهولية ما (وَهُوَ محْسِنٌ4؛ في توجهه بمزاولة الحسنات القالبية والقلبية ويكون نظره في 
جميع الحالات يرى في تعبده التوفيق من الله تعالى وذهابه إلية وفي الهداية إليه والهدايات منه: 
فإن «الاحسان أن تعید الله کا ترأءه. وقال الخليل : رال ای ياهب إلى نبي سَيَهَدِينٍ4 
[الصافات:9 9]ء يله أجرء عند ريه [البقرة:112]ء فله الوصول إلى مقام عندية الرب «وَلَا 
خَوْف عَلَي4 [البقرة:12 1]ء علی مخلصی الحق في توجههم إلى اللہ تعالی من قطاع الطریق' 
کقوله: الا باتك مِنْهُمْ المُخْلْصِينَ4 [الحجر:140؛ ہڑولا مم یَخزثوۃ [البقرة:112]ء على ما 
فاتهم في طلب عند وجدان الحق. 


ہپ سب ال e e‏ 


ظ 





سورة البقرة 145 

والعرفان ظقَالْتٍِ اليَهُودُ4: الدين دیننا والكتاب كتابنا والنبي نبينا إلّيستٍ النُصَارَّى عَلَى 

شَيْءِ4 في أمر الدينء بل هم ضالون عن طريق الحقء لا يهتدون النبي أصلا إلا أن 

يؤمنوا بديتنا ر أيضًا ظطقَالَتِ النَصَارَى4: ديننا حق وشريعتنا مؤيدة ونبينا مخلد 

ليست الیھوڈ عَلّی شٔي 4 في الدین والإیمانء بل الدین دیننا ط43 الحال أن طمع4 

أي: كلا الفریقین 7 الكِتَاتَ» المنزل على نبيهم؛ ويدعون الإيمان والإذعان» ومع 

5 المشعر للوفاق لاا بل فرق بينهم وبين المشركيه النافيين للصانم؛ إذ مكَذَلِكَ 

<< ” قال الّذِينَ لآ يَعْلَمُونَ4 الكتاب والنبى والدين والإيمان «مِثْلَ قَوْلِهِمْ4 بأن الحق ما 

: نحن عليه بلا كتاب ولا نبي؛ لأن الإنسان مجبول على ترجيح ما هو عليه سواء كان 

۱ حمًا أو باطلأء صلاحًا أو فسادًاء والأنبياء إنما یرسلون ویبعثون؛ لیمیزوا لھم الحق عن 

ا لا كتاب لهم ولا نبي «قاللة» المحیط بسرائرہھم وضمائرھم طإیَحْکم بَنَهُم٭ علی 

١‏ مقتضی علمه بأعمالھم وأحوالھم فإيَومَ القَِامة 4 المعد لجزاء الأعمال ظفِيمًا كَانُوا فيه 

َسْتَلُِونَ4 [البقرة:113] على مقتضى آرائهم وأهوائهم فيجازيهم بمقتضى ما يعملون 
ويعلمون. 

عن أل مع كت ديد أدج كروي أضفك وس في حرايهأ كبك ما 

کان لهم آن لوكا إلا بيس کم و انتا رئ لهم في الأخرو عدا 

عَم 509 سو َب اتتا ولوا مم وج او رک الد رسع لے ا 

وقالوا اداه ودا سب 3-8 بل لھ مان الک کت وا ایض ہی لئ ینود ن ریخ 

لسوت و کی اما فما يعو لم كن مََكُونَ () 4 [البقرة:117-114]. 

ومن على الله المظهر للعباد ليعرفوه» ويتوجهوا تیحوه فی 9 فى الأمكنة المعلةٌ 

للتوجه لِأَظَلْمْ معن مُنْعَ مساج الله الم وضوعة ڈآن پذکر فیا 0“ أى : يذكر فيها 

أسماؤه والمؤمنون الموقنون بأسمائه الحسنی 9و4 مع المنع عى في حَرَابِهَا4 

ليستأصلها ويخرجها عما يعدله طأزْلَيِكَ» المشركون لاما كَانَ لَهُمْ أن يَدُحُلُوهَا4 


لنجاضتهم وخبائتهم» وإن دخلوها لحاجة أحيانًا لا بد لهم أن يدخلوها إلا خَائفِينَ4 
خاضعین متذللین مستوحشین؛ بحیث لم یتوجھوا یمنة ويسرة استحیاء من اللہ بل 








منكوسين رءوسهم على الأرض إلى أن يخرجواء قل يا أكمل الرسل نيابة عنا: : لهم 
فى الدنْيا خزي) قتل وإجلاء وسبي وذلة ظوَلَهُمْ فِي الآخِرَة عَذَابِ عظیع4''' [البقرة: 








ر1( ورد في «التأويلات»: أخير تعالى عن الظلم المركوز فى طبيعة الإنان بقوله تعالى: ومن أَظلَمُ 
مِمنْ مَنَم غساجذ اللہ [البقرة:114]. الأيتين والإشارة فيهما أن عند أهل النظر مساجد الله التي 
لذلك. فذكر مجد النفس: الطاعات والعبادات ومنع الذكر فيه بترك الحسنات» وملازمة 
السئات. وذکر مدد القلب: التو حید والمعرفة ومنح الذكر فة التمك بالشھات والتعلق 
بالشهوات؛ كما أوحى الله تعالى لداود ج: «حذر وآنلر قومك من أكل الشهوات فان قلوس ظ 
آهل الشھوات عني محجوبة» وذكر مسجد الروح: والشوق والمحبة ومسع الذكر فيه بالحظوظ : 
والمساكنات. وذكر مسجد السر: المراقبة والشهود ومنع الذكر فيه الركون إلى الكرامات 
والقربات. وذكر مسجد الخفي: بذل الوجود وترك الوجود ومنع الذكر فيه بالالتفات إلى 
المشاعدات والمكاشفات ؤرَمَنْ أَظلَم مشن مُنم مَسَاجد الدج [البقرة ۰ءء هذه الماجد ان 
يذْكَرَ فيها اشمة4 [البقرة:114]؛ اسم الله بهذه الأذكار ومن أقدم على هذا المنع فقد «سَغى فِي 
خرابها) [البقرة ۰ءء أيى: : خرب هده الماجد اوليك ما كان لَه أن يَدْخْلُوهَا إِلّا خَابِفِينَ4 
[البقرة:114]ء هذه الماجد بقدم السلوك إلا بخطوات الخوف من سوء الحساب وألم العقاب 
دِلَهُمْ في الذنيا خِزْيُ4 [البقرة:114]: من ذل الحجاب طَوَلَهُمْ في الآخرة عَذَابٌ عَظیع4 
[البقرة:114]: لحرمانهم عن جوار اللہ العلی العظيم. ثم أخبر عن فتحه ملكه وسعة فضله بقوله 
تعالی: فولل الْمَغْرق وَالْمَغْبُ4 [البقرة:1115. والإشارة فيها أن الله تعالى منزه عن الجهات. 
فالشرق والغرب , بالنسبة إلى حضرته متساویان “اذ لیس الاعتبار بتوجهہ الصورة إلى جهة من 
التوجه آثر عظيم” ؛ وإنما الاعتبار لتوجه القلب بب بجمع الهمم إلى الله تعالى فلكل قلب جهته هو 
موليها فإذا خص توجه القلب إلى الله بالاع اض > عما سواہ طِنَأَبْتَمَا ولوا ق جه اله إن الله 
وَاسِمٌ4 [البقرة:115]ء فضله ورحمته كل شيء لقوله تعالى: «أآلَا إنه يكل شَيْء نجياً4 
[فصلت:4 5]. طعَلِيمْ4 [البقرة:115]ء أحاط بكل شيء علمه؛ وفيه إشارة أخرى إلى أن القلوب 
مشارق سموع الأشواق ومغاربها والله في مشرق كل قلب ومغربه شارق وطارق؛ قطارق القلب 
من هواجس النفس يطرق لظلمات المنى عند غلبات الهوى وغروب نجم الهدى وشارق القلب , 
من واردات الروح يشرق بأنوار الفتوح عند غلبات الشوق وطلوع قمر الشهود فتکون القبلة 
واضحة والدلالات لائحة فإذا تجلت شمس صفات الجلال خفیت نجوم صفات الجمال: وإذا 
استولى ملطان الحقيقة على مماليك الخليقة طويت بأيدي سطوات الجود :سرادقات الوجود 
فما بقيت الأرض ولا السماء ولا الظلمات ولا الضياء» وليس عند الله صباح ولا مساء وتلاشت 
العبذية في کے العنذية ونودوا بقناء الفناء من عالم المقاء ورقعت القبلة وها ب الزله: جب 


. 
1 
: 





سورة البقرة 147 


سور رة 
4] حرمان عن الكمال الإنساني بكفرهم وظلمهم. 

ل قل للمؤمنين يا أكمل الرسل تسلية لهم: : لا تغتموا عن منعهم منا وسعيهم 
في تخريبهاء ولا تحصروا توجهكم إلى الله في الأمكنة المخصوصة؛ بل «للو4 المتجلي 
في الآفاق (المَشْرق وَالْمَغْرِبُ» فهما كنايتان عن طرفي العالم ظفَآئْتَمَا تولوا توجهوا 
تنحوہ فم م رجه اللو» أى: ذاته؛ إذ هو منتهى الجهات ميحيط بها إن الله وَاسِعْ 4 أجل 

من أن تحيط به القلوب إلا من وسعه الله بلطفه كما أخبر سبحانه بقوله, الا یسعنيی 
أرضي ولا سمائي بل يسعني قلب عبدي المؤمن»' “ إغلية) [البقرة:115] لا يغيب 
عن علمه شىء؛ وحيث اتجهتم نحوه علمه قبل توجھکم؛ بل توجھکم عين توجهه فلا 
يتوجه إليه إلا هوء لا إله إلا هوء كل شيء هالك إلا وجهه. 

ومن غاية جهلهم الله الواسع العليم الذي لا عه الأرض والسماء ولا 
يُحِيطونً بِشَيْءٍ مَنْ ع ليه إلا با قات [البقر :5 25] حصروه سبحانه في شخص 
وتخيلوه جسماء وأثبتوا له لوازم الأجسام هوَقَانُوا انَخَدَ الله وَلّدا4 كعيسى وعزير 
عليهما السلام «سْبْحاَة4” وتعالى؛ عز الصمد الذي شأنه ل يَلِذ ولمْ يُولّذ * وَل 


ولوا قم وجه اله إن الله اسع عليم) [البقرة:115]ء يوسع القلب لمن يشاء من عباده ليسعه 
طعَلِيمْ4 يوسع القلب لسعته بلا كيف ولا حيف كما قال تعالى: «لا يسعني قلب عبدي 
المؤمن». 

(1) ذكره الغزالي في «الإحياء» (494/3). 

(2) قال نجم الدين كبرى: أخبر عن قصر نظر أهل الشرك بقوله تعالى: ظوَقَالُوا انَخَذّ الله وَلدًا 
شبِْحَاله٭ [البقرة:116]ء الایتین والإشارة فيهما أن الله تعالى أظهر مما قالوا غاية ظلومية الإنسان 
وجهوليته كما قال تعالى: «كبرث کَبِعَه تحرج مِنْ أَنَْاجِهغ4 [الكهف:5]» وأظهر كمال حلمه إذ 
لم ينتقم في الحال كما قال تعالى: ظوَلَوْ يُوَاجْلُ الله اللا بِظلْمِهع ما تَرَكَ عَلَئْهَا من دَابْةِ 
[النحل: 1ء وفی قولە: «سُبْحَانْةُ4 سبعة معان: أولها: التنزيه نزه ذاته من تهمة الولد كما نه 
عن عائشة رضي الله عنها عن تهمة الإفك بقوله: طسُبْحَانَكَ هَذًا بُھتَان عغظیع [النور:16]. 
وثانيها: التعجب تعجب به العباد كيف يتخذ الله الولد وله ما في السموات عبيد وملكه؛ وكيف 
يقول.مثل هذا القول مخلوق في حق خالقہ وكيف يحلم عنهم ويمهلهم في مكانهم كقوله 
تعالى: «ِرَبْنَا قا خُلَقْتَ هَذَا بَاطِلُا سُبَحَائك» [آل عمران:191]: وقال تعالى: ظسْبِحَان اللي 
أشرى بيده ليلاي [الإسراء:1]. والثالث: التسخير أي: يسخر له ما في السماوات والأرض 





148 سووة البقرة 
7222000000 سور ابقر 
یکن لَه کُفُوا خ4 [الإخلاص:4.3] أن يتخذ صاحة رولدًا «بل لهُ4 مظاهر اما في 
الشْمَوَاتٍ و6 مظاهر «الأزضٍ) لبظهر عليها ويتجلى لھا؛ إظھارا لکمالاتھا المت تة 
على صفاته المندرجة في ذاته ونسبته تعالى إلى جميع المظاهر في التكوين والخلق 
على السوى من غير تفاوت؛ وعيسى وعزير - عليهما السلام - أيضًا من جملة 
المظاھی ومرجع جمیع المظان إلى الظاهر؛ إد وکل لَه فَانِثُونَ4 [البقرة:116] 
خاضعون منقادون مقرون على ما هم عليه قبل ظهورهم من العدم مقرون بأنه: 

بَدِيعُ4 مبدع طالسَمَوَاتٍ والأزض» من العدم بلا سبق مادةٍ وزمانٍ لإوَ4 من 
بدائع إبداعه أنه «إإذَا فضى4 أراد أن يوجد «أفراأ4 مما فی خزائن علمه ولوحه 
المحفوظ وكتابه المبين هِفَإِنْمَا يَقُولُ لَه إمضاءً لحكمه ونفادًا لإرادته «كن فْيَكُونُ4 
[البقرة:117] بلا تراخ ولا مهلٍء بحيث لا يسع التعقيب أيضا إلا لضيق التعبير 
والألفاظ بمعزل عن أداء سر عه نمود القضاء. 





وسخر لعبيده؛ كما قال تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي ئْز لا هذا [الزخرف:13]. ورابعھا: الخلق 
أي: من خلق السمارات والأرض وما فيهن كقوله تعالى: طسبخان الْدِي خَلق الأزواج كُلْهَا4 
[يس:36]. وخامسها: القدرة. كقرله تعالى: من بيذه ملكوت السماوات والأرض» وما فيهن 
الإبقاء والإفناء ما ينبغي له أن يتخذ ولدًا كقوله تعالى: لتَسْبِحَانَ الي بيده تورث گُل شي 
وَإلَیه تَُجَمُون4 [یس:83]. وسادسها: التوبة أي: صبح لله ذرات الملكويات توبة واستغفار 
بلسان الخال؛ عما قال بعضها بلسان القال اتخذوا اللہ ولا بقوله تعالی: طَیٔخ ا عا في 
الشماقات والأزفہ ہُو الْعَزِيرُ الحكيم4 [الحديد: 1] أي: هو أعز من ان يتخذ ولذا حيكم بان 
يذ يفعل مثل هذاء كما قال تعالى: (شبخائك تبث إِلَيك 4 [الأعراف:143]. وسابعها: الدعاء 
أي: «تُسَبَحُ لَه الشَمَاوَاتٌ السَبِمْ والأزض وَمَنْ قيهن وَإِنْ مِنْ شَيْء إلا سبح بحمدو4 [الإسراء: 
4 ودعاء وتضرعًا وابتهالاً وتخشعًا واعتذارًا وتواضمًا وانكسارًا واعترافًا بظلم من قال هنا 
القول على أنفسهم؛ ولولا تضرعهم ودعائهم تكاد السموات تنفطرن مله وتنشق الأرض وتخر 
الجبال هذا إن دعوا للرحمن ولدّا كما قال تعالى في حق يونس هت فللا ئه کان ہئ: 
المُسيَجينَ * للبت في بَطَيهِ إِلی نزم نیخثونَ4 [الصافات:144-143] أي: من الداعين وکان من 
دعاته قوله تعالى: طِقْنَادَى فِي الظلْمَاتِ أَنْ لا إلّه إلا آنت شبخائك إئي كنث مِن الظالِبین4 


0 


الانبياء:97]» فكذلك قوله تعالى: «إتل له ما في الشماواتٍ والأزض كَل لَه قاإثرذ4 [البترق _ 


6 أي: كل فرة من ذراتها وإعواز بقوله تعالى: (وإِنّ من عَنء إلا يتح يحيو 
N ٠ .]44‏ 















سورة البقرة 4 
9 << وَقَال لَدِينَ لا يحلَمُونَ لَوْلَا يْكلِمَا أله کيا تيمَآءَايَةٌ كَدَلِلك َال اليرت 


سے ب ج وم لك سه اد ا 


ين لوم شل دولوم كهت بھم قد بینا الا 
رساك الح مما ودا ولا شعن ا تب لیر وک تين عن ا و 
زی سی تاح کہم ٹل رک طتى امه هادع لبن أبنت أموَآههم ند ایی جا ین 
اليلر مَاكك می اقو من ول وکا سیر ن الَذِنَ انهم الكتب يثلوته: حق تلاو تہ وكيك 
موب يو وس یکر بو کاو کیک هم لود © 44 [البقرة:121-118]. 
ثم لما ظهر واشتهر أن القرآن ناسخ للكتب السالفة مع كونه مصدا لهاء ناطمًا 
بأنها منزلة من عند الله على الرسل الماضين الهادين إلى طريق الحق؛ وأن حكم الناسخ 
ماض باق: وحكم المنسوخ مضى ولم يبق أثره» مع أن كلا منهما حكم الله في زمانين 
لوَقَالُ الْذِينَ ا يَعْلْمُونَ4ُ لا یعرفون ظھور الله وتجلياته بحسب أسمائه الحسنى 
وصفاته العليا في كل آن وشأن: لا نقبل هذا الحكم ولا نؤمن بە طلزلا يُکَلَمنَا اه4 
مشافهة؛ بان هدا ناسخ راجح وذاك منسوح مرجوح ڈاز تناک على الله من يدعي 
الرسالة اي4 ملجئة تدل على هذا الحكم بلا احتمال آخرء ولولا هذا ولا ذاك لم 
نقبله ولم نؤمن بہ: ولا تستبعد يا أكمل الرسل منهم هذا القول؛ 08 قال الَذِينَ4 
كفروا للأنبياء الماضين «من قَبْلِهِم مَثْلَ قَوْلِهِمْ» بلا تفاوب بل «شَابهث تُُوبهُغخپ 
المنكرة المخمرة لهذه الأباطيل» المموهة مع أنا لإفذ بنا الات المنزلة الدالة على 
توحيدنا «لِقَوْم4 ذوي قلوب صافيةٍ عن كدر الإنكار يُوقئون) [البقرة: 118] بها 
مبواء الآيات الظاهرة على الآفاق والأنفس» وهم لانهماكهم في كدر الإمكان والإنكار 
لاا يرجى منهم الإيمان والإقرار. ١‏ 
ِإِناك من مقام جودنا لِأرْسَلْنَاكَ4 يا أكمل الرسل ملتبسا طبالْحَقّ بَشِيرَا4 إلى 
طريقه لوَنْذِيَاف عن طريق الباطل 4# إن لم يسشروا ولم ینڈروا بعدما بلغت إليهم 
التبشير والإنذار لا تُشألُ4 أنت ظعَنْ» إعراض «أضخاب الججيم4 [البقرة:119] 
المجبولين على الكفر والعناد. 
#إولن توضى عَنك اليَهُودُ ؤلآ النُضَارَى» بمجرد المؤانسة وإظهار المحبة وإرخاء 
العنان حَثی تم مهم التي ادعوا حقيتها وهدايتهاء بل حصروا الهداية عليها »قل * 


1 


ای 
© : 
3 
0 
١ 4‏ 





150 ` سورة البقرة 


لهم يا أكمل الرسل كلامًا على وجه التذكير وإمحاض النصح: إن هُدى اه الذي 
يهدي به عباده ظهُوَ الهُدَى4 النازل من عنده» وهو دين الإسلام فاتبعوه لتهتدوا لين 
بغت يا أكمل الرسل » ومن تبعك بعد يأسكم في اتباعهم بك ٍأمْوَاهُم6 الباطلة 
بعد الى جَاءك مِن العلم4 من لدنا على هدايتك وإهداء من تبعك هما لك مِنّ» 
عند الله» الهادي للكل إلى سواء السبيل من َلِيِ4 يحفظك من الضلال ولا 
نصِير4 [البقرة:120] دن عنك المكاره. 
والتواهي والمعارف والحقائق. مراع 5 لا بلا ده تحریف ولا تبدیل 0 
يُؤْمِنُونَ به4 وبما فيه من الأحكام والآيات والأخبار «وَمَن يَكْمْر بو4 بتحريفه أو تبديله 
) إلى ما تهوى أنفسهم ظفَأْوْلَئِكَ4 المحرفون المغيرون كتاب الله لمصلحة نفوسهم ظِهُمُ 
الخاصزون [البقرة:121] الذين خسروا أنفسهم في الدنیا والآخرة بسبب تحریف 
كتاب الله وتبديله. 
بو ره بل دروأ يمي الى نعمت عل سس بین انعو 
رمالا زی کن ع ني ياوا بهاذ لوا اتم ولاهم صر 9 
كاذ أل جع تيد يل ننن 2 قال اي جَامِكَ لاس ناتا ہہت للا يمال 
عَھُدی اَلطللِمِبَ (9) وَإدْ کت ات کا زا واا ادوا من سکام وم شم 

وغهد تا ]لإ ومیل آن طهر بى اين وَالمَکنینَ مأك م أشجور () 4 

[البقرۃ:120-122]. 


ثم لما حاطب سبحانه بني إسرائيل أولاً بإیفاء العھد الذي هو شعار الإیمان: وما_ 
یتعلق بإیفاء العهد من الرجوع إليه» والإيمان بكتبه ورسله وعدم الميادرة إلى الکفر؛ 
وعدم استبدال آیات الله الدالة علی ذاته علمًا وعیتا وحقا بالمز خرفات المانية التي لا 
مداد لها أصلث وعدم لبس الحق الظاهر المكشوف المحقق بالباطل المرهوم المعدوم 
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة المتبئين من التوجه الفطري» والرجوع الحقيقي الأصليء 
الركوع والخشوع على وجه التذلل والاتكارء إلى أن يصل إلى 7 ذاته بل إلى 











سورة البقرة 151 


فناء الغناء ليتعكس البقاء. 

ثم می سبحت ا ر ناولسلا الیش 
ورجوع؛ تم ثم أمر خلص عباده باستعانة الصبر المورث للتمكين» والصلاة المشعر 
بالتوجه 8 المسقط لجميع الآثام» هذا لتصفية ذواتهم. 

۱ ثم خاطبهم سبحانه ثانا وأوصاهم بشكر نعم تفضيلهم وتكريمهم على بني 
نوعهم بأنواع الكرامات الدينية والدنيوية. 

ٹم حذرهم وخوفهم عن يوم الجزاء على وجه المبالغة والتأكيد؛ لتصفية 
أوصافهم في معاشهم في النشأة الأولى. 

ظ ثم لما ذكر سبحانه كقرانهم وطغيانهم وعدم انقيادهم بالكتب والرسل» 
وتكذيبهم وقتلهم وخبث طينتهم ودناءة طبعهم؛ وقساوة قلبهم وشيدة عداوتهم مع 
المؤمنين: وقبح صنیعھم مع الانبیاء الماضين كرر خخطابه سبحانه إليهم ثالثا بما سبق 
ثائيا؛ مبالغةٌ وتأكيدًا وتلطمًا وإمهالاً لهم؛ كي يتنبهواء ومع ذلك لم يتنبهوا لخبث 
طینتھم؛ فقال: فیا بَنِي إِسْرَائِيلَ4 المعرضين عني بأنواع الرعراضات؛ والمعترضين 


لآياتي بأصناف الاعتراضات مضى ما مضى ظاذْكْرُوا» واشكروا #نِعْمَتِىَ ى التي اٹ 


عَلّيكم4 بفضلي وإحساني مع عدم شكركم وكفرانكم و خصوضا اذكروا من النعم 
نعمة الجاه والتفضيل على جميع البرايا؛ إد «أنّي»4 بحولي وطولي ظإفَضْلْتْکُم على 
العَالَمِينَ4 [البقرة:122] من بني نوعكمء وامتثلوا أمري ولا تتجاوزوا عن حڪمي» 
واحذروا عن قهري وانتقامي. 

وَائْقُوا يماك وصفه أنه إلا تجزي) لا تحمل تفْش)» مطيعة «إعن تمسن» 
عاصية شيا قليلا من أوزارها و4 مع ذلك طلا يبل ِنهَا غذل 4 فدیة حتی 
تتخلص بها لإو» أيضًا (ِلا تع َقَاغة من شفيع حميم حتى يخفف عذابها لأجلها 
ولا هُم يُنَصَرْونَ» [البقرة :(23] بغيرهم في تحمل العذابء بل ما يحيمل رزاياهم إلا 
مطاياهم؛ ومع هذه المبالغة والتأكيد قليلاً منهم يؤمنون بخلاف الملة الحنيفية البيضاء 
الجليلة». فإنهم بأجمعهم يرجى منهم الإيمان بوحدانية. الله إن أقاموا الصلاة إليه 
مخلصين إلا المصلين الذين هم في صلاتهم ساهون بما يلهيهم من مبحية المال والجاه 
عصمنا الله من ذلك, 


ثم لما ذكر سبحانه قصة نی إسرائیل وإنعامه عليهم بأنواع النعمء وکفرآنهم 


152 سورة البقرة 
لنعمه من خبث طيتتهم: أراد أن يذكر طيب طينة الملة الجليلة وصفاء عقائدهم 
واصطبارهم» وتحملهم على الاختبارات والابتلاءات الإلهيةء فقال: «وإذ ابتلى أی: 
واذكر يا أكمل الرسل وقت ابتلاء أبيك ؤإبْرَاهِيمَ رة الذي ابتلاه واختبر خليله 
بأنواع البلاء من النار والمنجتيق وذبح الولد وإجلاء من الوطن وغير-ذلك من البليات 
النازلة عليه طبکَلِمَاتِ 4 صادرة من ربه حين أراد اختباره ظفَأنَمْهُنُ4 على الوجه ألذى 





(1) قال في «التأويلات»: أخبر تعالى عن أهل التقوى وتارك الهوى بقوله تعالى: ؤوَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ 
َبْهُ بَكَلِمَاتٍ فَأْنَمْهْنٌ4 [البقرة:124]: والإشارة فيها أن الولاء مظنة البلاء فإن إبریز الولاء لا 
يبرز من معدن الإنسان الذي هو محل الابتلاء إلا بالتهاب نار الهوى؛ كما قيل البلاء للولاء 
كاللهب للذهب. تأصدقهم ولاء أشدهم بلاء فلما ابتلي الخليل هق بکلمات هي أحكام النبوة 
ولوازم الرسالة وموجبات الخلة فوفى فاي [البقرة:124]. أما أحكام النبوة: فما ابتلاہ الله 
تعالی بالخصال العشرة في جسده كما ذكره في تفر الآية وأما لوازم الرسالة فمنها الصبر عند 
صدمات المكروهات وفقدان المألوفات؛ كما قال تعالى: طفَاضيز کُما ضبْز أَولُوا الغزم بِیٔ 
الزشل) [الأحقاف:5 3]: فصبر على كل مكروه وحادثة في ماله وولده ونفسه» وعن کل مألوف 
فقده في المال بالبذل وفي الولد بالذبح وفي النفس بالفداء. وأما موجبات الخلة: فمنها التبرؤ 
عما سوی الخلیلء ورفع الوسائط فيما بينه وبين الخليل؛ والتسلیم والرضا تحت تصرفات 
الخليل فيما أراده له الخليل. أما التبرؤ فقوله: (إِنّي بَرِيءٌ ممما تُخْرِكُونَ» [الأنعام:78]؛ وأما ' 
العدواة فإنه قال: لِفإِنهُمْ عَدْوْ لي إِلَا رَبْ الْعَالَمِينَ4 [الشعراء:77] وأما رفع الوسائط فقوله 
حين عرضه جبريل عليه السلام في الهوى وهم يعذبونه في لجة اٹھلاك وما الرضا ففي ذبح 
الولد قد أظهو الرضاء يما أمره وما راجع الحق تعالى في ولده كما راجعه نوح عليه السلام في 
ولده (ِإِنّ ائني مِنْ أهلي4 [هود:45] فأخيرء تعالى كمال رضاءه بقوله: طقَلْهَا أَشْلْمًا وله 
لین [الصافات:103] فلما خرج عن عهده إتمام كلمات الابتلاء فزيد له في الاصطفاء 
والاجتباء وأکرم بکرامة الأنبیاء والاقتداء بقرله تعالی: قال ني جامِلك إلئاس إتااي و 
4 ]ء وقد قيل: وعند الامتحان يكرم الرجل أو يهان وفي قوله تعالى: قال ني جَاعِلُكَ م ٠‏ 
[البقر 7ء معیان: أحدعما: فقال ني جَامِلكَ لِلنّاس إعاما» [البقرة:124]: تهدي الاس 
إلى طريق خلتي بأقوالك وأفعالك وأخلاقك على طريق هدايتك إليها بعد أن أسلموا لاتكام مثا 
كما أسلمت وصيروا على بلاثنا كما صبرت وأيقنوا بآياتنا كما أبقنت يدل على هذا المعلى قوله“ . 
تعالی: فجعلنا ِثھغ أبِئة يَهَدُونَ يأمر ا لَعْا ضبرُوا» [السجدة:24]. والثاني: جاعلك إماما لمن . 


يدعي محبتي ويريد خلتي أبدَا ليقتدى بك فيما ابدليتك من موجبات الخلة ذكرم بأغام حقوقھام “ ×ے. ] 
والخروج عن عهده شراتطها كما أجرى منك والذى يدل على هنا المعنى قولہ تعالی: تَفل إ4 7 E.‏ 
کنٹم تجبون الله فاتيشوني يُحْيِبِكُمْ اه [آل عمران:31]۔ N o‏ ف ۰ عن 


: 2 0 . 1 ۳ 
mf. "7 1 









صورة البقرة 








153 


صدر بلا قصور ولا فتور تتميمًا لمر تبة الخلة والخلافة. 

ثم لما اختبر سبحانه خلة خليله بأنواع البلاء أظهر خلته له بأنواع العطاء حيث 
«قال4 سبحانه: فإإِني٭ من غاية محبتى وخلتي معك أيها الخليل الجليل لجَاعِلكَ 
للئّاس4 الناسين التوجه والرجوع إلي ظإماما4 مقتدى لهمء هاديًا يهديهم إلى طريق 
التوحيد» ولما رأى إبراهيم ال انبساط ربه معه وإفضاله عليه وإظهاره الخلة له 
«قال4: «وَ» اجعل يا ربي «من ذَرَيني4 أيضًا أئمة إلى يوم القيامة طقال سبحانه 
تلطفًا له وامتنانًا عليه: ومن ذريتك أيضا الصالحين منهم لا الفاسقين؛ إذ لا ينال 
عَهْدِي4 الذي هو نيابتي وخلافتی لالظالِمِينَ 4 [البقرة:124] المتجاوزين عن حدودي 
و عهودي. 

ظ و بعدما جعلناہ ٠‏ إمامًا هادا إلى طريق الحق هيأنا له طریق الاھتداء ظا ذْ جَعَلْنَا 
البيت4 آي: الكعبة المعدة للتوجه إلينا بترك المألوفات وقطع التعلقات من الأهل 
والمال والوطن» والاجتناب عن التصرفات المانعة عن التوجه الحقيقي من الرفث 
والفسوق والجدال والقتلء وغير ذلك من الأمور المتعلقة للحياة المستعارة َإمَتَابَة4 
موضع ثواب إلا لیتقربوا إلینا ویتوجھوا نحونا طوَأفناً4 من جميع المخافات 
الدينية إذا كانت الزيارة على نية الإخلاص 9وَ»4 بعدما جعلنا البيت مثابة للناس قلنا 
للزائرين لها والطائفين حولها: «اتَجِدُوا» أيها الزوار «من. مَقَام4 خليلنا ؤإِبْرَاهِيمَ 
صلی" موضع ميل وتوجه؛ اقتداءً له صلوات الرحمن عليه «إوق» بعدما أمرنا الزوار . 


(1) قال نجم الدين: (ِوَاتنُجِدُوا مِن مَقَام إِبْرَاهِيم مُضلّى) [البقرة:125] يعني: إذا وصلتم إلى كعبة 
ظ القلب اجعلوا مقام الخلة قبلة ترجهكم فيكون قصدكم وذهابكم إلي لا إلى سواي اتبعوا ملة 
أبيكم إبراهيم» وكانت ملته ظوَقَالٌ إِنِّي ذاهِبٌ إِلَى رَبِي سَيَهْدِينِ» [الصافات:99]ء ومما يدل 
على المعنى الذي جرى في الآية قوله تعالی: لوَعَهِدْنًا إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيل 4 (البقرڈ:125]ء 
والإشارة فيها آنه لما شرف البيت بإضافة إلى نفسه لقوله بيتي أكرمه بكرامات مخصوصة عن 
غیرہ من المساجد: أولها: : أنه كان أول بيت وضع للناس من بیورت الله تعالى. وثائيها: عين 
موضعه بمكة خير المواضع يإرسال جبريل 8 وقد خلق الله تعالى موضع البيت بألفي عام. 
وثالئها: أمر الخلیل هن ببنائہ بیده. ورابعها: جعله مبارکا علی زواره ومستقبليه. وخامسها: وهو 
صبب هداية لقوله تعالى: لرَمُدَى ِلْعَالَمِينَ4 [آل عمران:96]. وسادسها: جعله حرمًا لا يصاد 
صيده ولا يقطع شجرہ. وسابعھا: : مأمنا لا تجد جان يأوي إليه ويغفر ذنوب من دخل فيه قال 
'تعالى: طحَرَمًا آمِنًا4 [القصص:57]. وثامٹھا: جعلها قبلة حبيبه» وقال: ظِفْوَلٍ وَجْهَكَ شط 


00 


154 سورة البقرة 


ہما أمرنا ہڑغھذنا4 وصینا ظإِلٰىی )4 خلیلنا فإِثزامیم 44 ذبیحنا طإشتاحیل پ4 ابنه «أن 
طهّزا4 بالمظاهرة هبَئتي4 المعدة للطهارة الحقيقية عن جميع الشواغل طِلِلطَائِفِينَ» 
الذين قصدوا الميل إلى جنابنا ببذل المهج ظوَالْعَاكِفِينَ4 القائمين المقيمين بباينا رجاء 


e 








المشجدٍ الحزام4 [البقرة:144]ء وقبلة أمته وحیت ما کنتم نلوا وُجُوهَكُمْ شطرة4 [البقرة: 
4]. وتاسعها: جمله حجة ركنا من أركان الإسلام وقال الله: إلى الئاس جج اليب من 
اشخطاغ إليه شبيلا4 [آل عمران:97]. وعاشرها: جعله منزل الرحمة ومقمها لقرله 45: «إن 
الله في كل يوم وليلة مائة وعشرين رحمة تنزل على هذا البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين 
وععشرون للناظرين» والحادي عشر: جعل طوافه عبادة وموجبًا للرحمة. والثاني عشر: جعل 
النظر إليه عبادة وموجبًا للرحمة. والثالث عشر: جعل جوارہ جوار اللہ. والرابع عشر“ جعله محل 
الآيات البينات. والخامس عشر: جعل صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه من المساجد. والسادس 
عشر: جعله ملجأ الخلق ومعادًا يعودون إليه لا يقضون منه وطرًا كلما انصرفوا اشتاقوا إليه قال 
تعالى: طوَإِذْ جَعَلْنَا الْبِيتَ مَكَابَةٌ لِلایں وأفنا) [البقرة:125]. السابع عشر: جعله مغناطيس 
القلوب بجذبها من المسافة البعيدة فالقلوب مشتاقة إليه وإلى أهله لما قال تعالى: طفْاجِعَل أَْيِدَة 
مِنَ الناس تَهْوِي إَِيْه غ4 [إبراهيم:37]. والثامن عشر: جعل له كرامة ظاهرة وآية مبيئة أن الطير 
يقع على حيطانه ولا يطير فوقه ولا روث في حرمه مع كثرة الحمام. والتاسع عشر: جعله معظمًا 
مبجلا في الجاهلية والإسلام من لدن آدم هن إلى اليوم؛ وكانوا يعظمونه ويقصدونه ويزورونه 
ويقربون به أهل الأديان والملل كلها حتى الكفر والشرك. وعشرونها: جعل فيه الحجر الأسود 
وهو ياقوتة من يواقيت الجنة قال النبي #5: «الحجر الأسود يمين الله في أرضه» شرفه الله بهذه ' 
الكرامة بما لا يحصى ولكن اقتصر على مخافة التطويل والإشارة في قوله تعالى: لوَعَهِنْنًا إلى 
ِبْرَاهِيمْ وَإِسْماعيل4 [البقرة:125]. أنا عهدنا معهما في الميثاق على تطهير القلب عن أدناس 
تعلقات الکونین واقتصار ملاحظة الأغيار فإنه بيتي» وإنما أضافه إلى نفسه ليكون مخصوضا به 
عما سواه ولا يكون لغيره فيه مأوى ولا سكنى. ولو كان الأمر بالتطهر مقصورًا على بيت 
الكعبة لكفى الخطاب إلى أحدهما دون الآخر كقوله تعالى: لوَأَذْنْ في الاين بِالْخ4 [الحج: 
7 فلما كان الأمر بذلك مشتملاً على تطهير كلا البيتين خاطبهما به وأما الطائفون فواردات 
الحق وإلهاماته وإشاراته ومحادثاته ولوامع أنواره وطوالع أسراره ووفور مواهيه فحملتها بلسان 
قوم الأحوال: وهي التي تطوف حول القلوب المطهرة من الملوئات السليمة من الآفات» وأما 
العاکفون فأنوار معرقته ومحبته وحقائق صفاته وأخلاقه فجملتها المقام فالأحوال تكون 
لأصحاب التلوين ولأرياب التمكين والمقام ولا یکون إلا لأرپاب التمكين» وأما الركوع 
والسجو د فإشارة إلى قلب الصفاء المطهرة وهي الإرادة والصدق والإخلاص والخضوع ` 
والخشوع والدعاء والتضرع والابتهال والانكسار والتواضع والخوف والرجاء والصفاہ والوفاء 
والتسليم والرضا والخشية والهدّة والتوكل والتفويض فحملتها العبودية. 





مورة البقرة ) 155 
أن ينكشف لهم أسرار التکالیف التي کلفوا بھا ڈإوالزُكع السُجُودي [البقرة:125] أي: 
الراكعين الساجدين في فنائنا تذللاً وانكسارًا حتى يتحققوا بمقام العبودیة. 





e n >‏ ہے ہے سے عم سم سو سر مز سرک کرک کل لوک ہے ا لمعي اس مر خر تج 2 کب 
و اک بوم ری جل کا بلدا ءانا وارد فاه روات من امن ہم را دولوم 
ار 2 


ےکی سرا ر رر 7 ا ~~ لد .خی عبیں س کے گج حم ر ا سے کت لے ر 
اکر فال وینھر قامیعة. یلد تم اضطرۃء ان عَذَابٍِآلتَارِيْس الْمَصِير (9]09 د يرمع نهعم 


زر 1 
کے ہے ٠‏ م 


سوا 


ورکیم الك أَنتَالْمَرِ ركيم (8) 4 [البقرة:129-126]. 
: لو بعدلإذي أمرناه وابنه بطهارة البيت وامتثلا بالمأمور لقال إنراهيم منيب 
٤‏ إليناء داعيًا راجيًا في دعائه النفع العام: ورب اع ل8 بيتك ظهَذَا بَلّدا آمناچ ذا أمن 
: للمتوجهين إليها والعاكفين ببابها عن العلائق المانعة عن التوجه المعنوي فإو بعدما 
توجهوا نحوه ازز أَمْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ4 المترتبة على سرائر تعييئه وتخصيصه. 
ووجوب طوافه على المستطيعين المنهمكين في الشواغل المانعة عن التوجه إلى 
الكعبة الحقيقية الممثلة عنها هذا البلد. 

ولما دعا إبراهيم بهذا الدعاء المجمل المطلق لهمء فصله سبحانه إجابة دعائه 
بقوله: طمن آمَنَ مِنْهُم» من المتوجهين الزائرين اله الواحد الأحد تعبذا واتقياذا 
فوالیزم الآخر» المحقق الوقوع إذعانًا وتصديمّاء فلهم ما دعوت لهم مع أنواع 
الإفضال والإنعام؛ جزاء لهم وإجابة لدعائك ثم لقال سبحانه: لإؤمن فر منهم 
وجحد بعدما وضح لهم الطريق طفَأْميَعْه4 متاعًا ظقَلِيلة4 من مفاخرة الأقران 
والاستكبار على الإخوان وتفرج البلدان لدم أضْطَرُة»# بعد جحوده وإنكاره #إلى 
غذَابِ الثَّارٍ4 بل أشد منهاء وهو حرمانه عن الفوائد المرتية على الطواف والزيارة 
المنيئة عن الوصول إلى هرتية العبودية المخلصة؛ عن جهنم الإمكان الذي هو مصير 
أهل الكفر والطغیان ”اؤیڈٹی المصیر 4 [البقرة:126] مصيرهم الذي لا ینجو منه أحد 
من أهلهء عصمنا الله منه بمنه وجودہ. ) 


ظ اہ اذكر يا أكمل الرسل #إِذ کی يحمل جدك َإِبْرَاهِيمْ 4 الأواه المئيب 


.کہ سے رج 





156 سورة البقرة 
#القؤاعدذ» أي: التكاليف الشاقة الناشئة «امِنَ4 إنشاء «البيت) المعد للاهتداء إلى . 
كعبة الوصول من التجريد عن لوازم الحياة ومقتضيات الأوصاف المترتبة عليهاء وترك 
المالوفات وقطع التعلقات العائقة عن الموت الإرادي المرصل إلى مقر الوحدة المغنية 
للكثرة الموهمةء المستتبعة للبعد والفراق عن فضاء التوحيد «#و» أبوك أيضًا 
طإإسمَاعیل 4 الراضي بقضاء اللہ المرضي بما جرى عليه من البلاء» واذكر أيضًا 
دعاءهما بعدما احتملا المشاق والمتاعب بقولھما: فَبناہچ يا من ربانا بأنواع المنح التي 
لیست في وسعنا وقدرتنا فثقَبْل مِناہ4 ما أقدرتنا علیہ (إِنَّكَ أنْتَّه القادر لما جٹتنا بہ 
9السْمِيعُ ‏ لمناجاتنا قبل إلقائنا «الْعَلِيمُ4 [البقر 3 لحاجاتنا وإخلاصنا في نیاتنا. 

ورا وَاجْعلًا) بفضلك «مُشلمَينِ لَكَ) مستسلمين مفوضين جميع أمورنا 
إليك؛ مخلصين فيه ربنا ؤ4 اجعل أيضا «من ذُرَينًا) المتتسبين إلينا «أئة مُسْلِمَة» 
مسلمة لك مطيعة لامرك «وَأرئًااكشف لنا ولهم «متاسكا) سرائر مناسکنا التی 
تعملها على مقتضى أمرك وتكليفك ؤ4 إن أخطانا فيما أمرتنا نْب عَلينًا) عما جرى 
علينا من لوازم بشريتنا طإِنْكَ أَنْتَ لواب للعباد العاصين الخاطتين طالوْحِيم» 
[البقرة: 128] بقبول توبتهمء وإن نقضوها مرارًا. 

ثم لما كان الغالب عليهما توحيد الصفات والأفعال؛ دعوا ربهما متضرعين أن 
يبعث من دريتهما من يغلب عليه توحيد الذات فقالا: ظرَبْنَا وَانْعَثْ فيهم4 أي: في 
لامة المسلمة رولا مَنْهم ماديا إلى توحيد الذات ينو عَلَيهن) أرلاً آيابك4 
الدالة على ذلك ظاهرا ر4 ثانیا: ط(یعَلَمهُم يفهمهم طالكِتَاتَ» المبين سرائر الآيات 
ط4 النًا: يكشف وبوضح لهم إالجكْمة التي هي سلوك طريق التوحيد الذاتي 4 
رابغا: «يرّكيهم) أي: يطهرهم عن رؤية الغير في الوجود مطلقًا «إِنْكَ آنْت العَزیرُ4 
الغالب القاهر للأغيار طالحَكِيمْ4 [البقرة:129] في إيجادها وإظهارها على وفق 
مشيئتك وإرادتك. 

$ ونير كن اهعم إلا سَة َس وَلعَرِأضطتيكة ف اليا ون . 
آلآ لین اسیج © ذل د رید نيع 16 ألنلنت رت النلميتٌ کا رش پا 


اهعم بني ويعقو ب بإ أ ائ که الي ما مون إل وار لمو 
سے ا ۴٭ حر صجر ہے سے گل سڈ ۳ کت و م 2 2 سے یج ۳ : 
کم الى ا 








سورة البقرة 157 


إِككهَكَ وَإِلَهَ بابک وعم و لویل اسک إا وجا ون لہ مُسَلِمُونَ © 4 
[البقرة:133-130]. 

«وَ» بعدما جعلنا الخليل إمامًا مقتدى للأنام» هاديًا لهم إلى دار السلام من 
يَرْغْبُ عَن مَِلَةِ إبْرَاهِيَ4 أي: من يعرض عن ملته الحنيفية» الطاهرة عن الميل إلى 
الآراء والآثام» البيضاء المنورة لقلوب أهل التفويض والإسلام المبنية على محض 
الوحي والإلهام «إلأ من سَفة نَفْسَه4 أي: لا برض عن ملته الغراء إلا من ترك نفسه 
في ظلمة الإمكان من غير رجوع إلى فضاء الوجوب: ليتبع الطريق الموصل إليه < وب 
لله طإلَقدِ اضطفينَا 4 واجتبيناه من بين الأنام «في الدَّنْيَاك للرسالة والنبوة لإرشاد العباد 
إلى طريق التوحيد #وإتة في الآخرَة لَمِنَ الصَالِحِينَ» [البقرة:130] للتحقق والوصول: 
لا لطريق الاتحاد والحلول بل لطريق التوحيد الذاتي. 

واذكر يا أكمل الرسل ظإِذْ قَالَّ لَهُ رَيّة4 اختبارًا له أَسْلِم» توجه إلي بمقتضى 
علمك وكشفك مني طقّال4 على مقتضى علمه بربه ظأَسْلَمْتُ لِرَبَ العَالْمِينَ© [البقرة: 
1ء إذ كشف له ربه عن ذرائر الكائنات لذلك لم يخصصه ولہ يقيده بمظهر دون 

طرَوَصى بها» أي: بالتوحيد الذاتي هِإِبْرَاهِيمُ بَنيو4 إرشادًا لهم إلى طريق الحق 
ووصى أيضًا بنوه بنيه و4 وصى أيضًا طيَعْقُوبُ» بنيه بما وصى أبوه وجده» وقالوا: 
يا بني إن الله اضطفّى لَكُمْ الدّينَ4 دين الإسلام المشتملء على توحيد الذات 
والصفات والافعال ظفَلاً تَمُوئُنٌ4 فلا تکونن في حال من الأحوال عند الموت الا 
وشم مُسلئونم' ( [البقرة :132[ موحدون بالتوحيد الذاتي. 





(1) قال نجم الدین کبری: م أخبر تعالى عن كمال تسليمه وحسن استعداده بقوله: ظإِذْ قال لَهُ رب 
آلغ قال ألمت لِزتِ الْعَالْمِينَ 4 [البقرۃ:131]ء الإشارة فيها أن الروح الإنساني مخصوص من 
العالمين بالاستسلام لقبول أنوار فيض رب العالمين بلا واسطة والاستعداد والاستحقاق 
لخطاب ربه أسلم أنور فيضي وفيض نوري فيستسلم لقوله ویقول: (ألنث رب الغالمين4 
[البقرة:131] أي: لنور رب العالمين وبیانه قوله تعالی: (آفمن شرح م الله صَدَْرَةُ بلإشلام فَهُوَ 
على ور مِنْ ربب [الزمر:22]: ؛ وليس لغير الإنسان كرامة أن يكون على نور من ربه إلا بواسطة 
هذا .سر عظيم وشرحه يطول وأنت ملول. ثم أخبر عن وصيته لبنيه أن يديئوا بدينة لقوله تعالٰی: 
طوضی پھا إِيْرَامِیغ بَنيهِ وَيَعْقُوبُ4 [البقرة :12 والإشارة فيها أن إبراهيم الروح يوصي أبناء 


158 سورة البقرة 

ثم لما اعتقد اليهود أن يعقوب وينه کائوا هوذاء والنصاری اعتقدوهم نصارى؛ 
أراد سبحانه أن يظهر فساد عقائدهم» فقال: أتسمعون أيها اليهود والنصارى يهودية 
يعتوب وبنيه ونصرانيتهم لمن أنزل عليكم «أمْ كُكُمْ شْهَدَاةي حضراء (ِإِذْ خضز 
قرب المؤث» رار هذا ورلا فاك کتم مفترین علیم جاھلین بحالم اکر 


عدي يا بني؟ لقَانُوا نَبدُ لك وإلة آبَائك إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقٌ إلا ادا 
أحذًا صمذا لم بتخْذ صاحيه ولا ولذا #ونحنْ 4 يه لْغْيره من الآلهة الباطلة 
$منىلمُون4‰ [البغر :3 3 1] منقادون متوجهون. خاليًا عن المكابرات والعناد: فالعا عرق 





ذريته من القلب وصفاته والنفس وصفاتها والقوى البشرية والحواس الخمس والأعضاء 
والجوارح؛ فإنها متولدات بعضها من بعض على الحقيقة لملته وهي الخلة عن التبرؤ عن غير 
الخليل في العبودیة والخلة يا بني إن اللة اصطْفَى لَكُمْ الدَينْ) [البقرة:32 1]ء فيه إشارة شري 
وإشارة لطيفة يعني لولا فضل الله عليكم ورحمته اصطفاؤه لكم الدين فلقوله تعالى: طئم أ 

لناب الَذِينَ اضطَفَيئا من عبادنا) [فاطر:32]ء فقال لولا أررثنا واصطفینا وإلا ما للتراب وو ووب 
الارباب. «فلا تَمُوثُنٌ إلا وَآنتّم مُسَلِمُونَ» [البقرة:132]ء فيه إشارة إلى أنكم للغناء فلا تفنوا إلا 
في استسلام وجوهكم لنار نور نور الله وهي نار وقودها الناس والحجارة» فإن اشتعال نار الله 
الموقدة التي تطلع على الافئدة إنما هي تكون بعد استسلام حطب الوجود لها فيه أنها عليهم 
موصدة في عمد ممددة» فمن لم يستسلم الیوم لنار الخلة والمحبة بالاختيار فلا بد غذا يلقى في 
نار الغضب. ثم أخبر عن تأثير الرصية في أولاده وأولاد أولاده بقوله تعالى: (آم کنٹم مُھَدذاء إذ 
خضز يَعْقُوتٍ الْمَوْتُ إذ قال لِبنيهِ ما تَمْئِدُونَ مِنْ بَغدِي4 [البقرة:133]: والإشارة فيها إن الله 










ا ا 


تعالی استجاب دعاء إبراهيم في أولاده وأولاد أولاده إذ فال: رتا زاجغاتًا مشلمين لك ومن 
خْرَينا أ مُشلمَة لك [البقرة:128]ء وأظهر استجابته بإيصاء يعقوب و[قرار ولده وولد ولدہ 
لإبراهيم 58د وأولاده» ولهذا قال النبي 85: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن 
يعقوب بن إسحاق ين إبراهيم» فجروا كلهم صلرات الله عليهم على منهاج واحد في التوحيد 
والاستسلام توارثوا ذلك خلمًا على ملف فهم أهل بيت الزلفة ومستحقوا القربةء والمطهروله '. 
من قبل الله وفيه إشارة أن الله تعالى إذا تجلى لروح عبد مخلص متضرع إليه محب له يظهر آثار .| 
تجليه على فلبه وسره ونفسه وقواہ وحواسه وجوارحه وججميع أعضائه فيستسلمون له بكليتهم 0 
وخضعوا له قيعبدون كلهم إلهًا واحنّاء وإن كان كل واحد منهم يميد إلا آخر من قبل من إن 
الهوى والدنيا والآخرة کقرلە تعالی: ف(آأفراأیت من اتّخْذ إِلَهَة ف4 لد 3 ولینٹلم کل. 3 
واحد في العبودية لما یناسب حالہ. ٠‏ 1 5 


بی 


الس رط ۰ 
۰ ا کر تر 











ا 159 
التقليدات لرا أسخة في قلوب العباد. 

(رت کک کک نكة افطل 2 
کال اش ا صر تصدرئ دوا ینس ےت 


ر 2 7 ےد پ رہ یں کپ ب حم سے او 
فولوا ءامسا ياه ومَآأنَزِل لتنا وما ال يك ات هشر وَإِنْمَعِيلٌ وَإِسحَقّ ويَغهوب وَالأسْبَاطٍ وما 


سے سے 





ا پر سر + و سك ر ر م 
أوقّ مُوسئ وَعِيسَى وَمَا أو الو من س0900 وحن له ممسلمون 


© 4 [البقرة:34 136-1]. 


تلك أ قد خَلَتْ»4 مضت للها ما كَسَبّث) من العزائم الدينية» وعليها ما 
اكتسبت من الجرائم المتعلقة به بحسب ذلك الزمان فوَلكُم ما کَسَبْثم4 من فوائد 
الإيمان والإسلام. وعليكم ما اکتسبتم من غوائل الكفر والطغيان بحسب زمانكم هذا؛ 
إذ كل منکم ومنهم لم يجز إلا بما عمل وكسب ولا يُسَألُونَ4 وتؤاخذون أنتم عَم 
كَانُوا يَعْمَلُونَ4 [البقرة 4۰] من السيعات» كما لا تثابون من حسناتهم بل كل امرئ بما 
كبسب رهين. ۱ 

و إِن «قالوا4 أي: كل من الفريقين لكم #كُونُوا هُودًا أو نُصَارَى4 لكي 
ڈٹھتذرا4 إلى طريق الحق قل لهم لا نتبع آراءکم الفاسدة وأهواءكم الباطلة بل 
تہم مل إِنْزاجِیم خزیفاً4 ماثلاً عن الاراء الباطلة مهذبًا منها وما كان من المُشركين) 
[البقرة :135] باللہ باعتقاد الوجود لغير الله. 


«قُولُوا» لهم في مقابلة قولهم أيها المؤمنون المتبعون لملة إبراهيم؛ إرشادًا لهم 
وإسماعًا إياهم طريق الحق: آمَنًا باهي الواحد المتجلي في الآفاق بالاستحقاق 
بأسمائه الحسنى وصفاته العليا #وَ» آمنا أيضًا ما آنزل إلينا» بوسیلة رسولنا من 


. الكتاب المبين لمصلحتناء المتعلق بمبدثنا ومعادنا فی زماننا ظ3 آمنا أیضا لما آنرل4 


إلى النتبوعين الماضين إلى راهيم وإشماعيل إشحاق وَيَْقُوب والأباط 
المورثین لملتنا ودیننا وچ كذلك آمنا ما اوت مُوسشی وَعَيسَى +4 من الكتب والآيات 


) الدالة على توحيد الذات وتصديق من جاء به من عند ربه (43 الحاصل أنا آمنا بجميع 


3 رر اوا نّ من رُبَهْ4 لاهداء المضلين من عباده الى توحیدہ 9 َمْرَقُ بَيْنَ أَحَدٍ 


160 سورة البقرة 


وإن تفاوتت طرقهم فإوَنْحْنْ لچ لتوحید اللہ همُسَلِمُونَ4 [البقرة:136] منقادون 
متوجهود؛ وإل بين بطرقٌ متعددةٍ وكتب مختلفةٍ بحسب الأعصار والأزمان المتوهمة 
من تجلیات الذات بالأسماء والصفات. 





سذ 0 
ىل" ےھ اج ےہ ص2 کے دہ ا ک9 جو کے شه ل اوس سه 
سے کے سوك ھی م سر ا سے "فی و ئ8 
5 دم الله وھو امم اللي ES‏ ومن اخس ےہ ألو م معن 


ون ل عنبذوت © ول اوتا ن اف وهو رمتا وریہ رانا فسات وک 


۴۴ 


ےگ کر ا و و ے 4 عقر ل كح ا و کو ا سے ر ا 
اعمللکم وع لن لصون © ولون دعر سمل واشعیں و تنشو 


والأشہاط اوا هوا أو ری فل مام آعم أ اومن طلم وک نكر ٤‏ 
عند وت آل وما اه بل عا ماو( زك اهمد حت قامات ولک تا 
کبشم ولا لون اکا یملوک لٹا کچ [البتر :37 141-1]. 
لقان آمئوا) بعدما سمعوا منكم هذه الاقوال بیش ما آمشم پ4 بعد سماعکہ 
طريق الإيمان من رسولكم ظفَقَدٍ اهْتَذؤا) إلى طريق التوحيد كما اهتديتم وَإن تَوَلَزاي 
أعرضوا عن أقوالكم لهم تذكيرا وعظة إلا هم في شفاق) آي: ما هم إلا في 
خلافهم وشقاقهم الأصلية وعداوتهم الجبلية «فسَيَكفيكهه الة) المحيط بكم وبهم» 
المطلع على سرائرهم وضمائرهم مؤنة خلوفهم وشقاقھم فو لا تشکوا في کفایتہ؛ إذ 
ُز السميع4 لأقوالهم الكاذبة طالغلِيم» [البقرة:137] بكفرهم ونفاقهم الكامنة في 
قلوبهم. س ظ 
ثم قولوا لهم بعدما أظهروا الخلاف والشقاق: ما جثنا به عن التوحيد الحاصل 
من متابعة الملة الحنيفية «صِبِمَة اللو4 المحيط بناء صيغ بها قلوبنا؛ لنهتدي إلى صفاء 
تجریدہ وزلال تفریدہ فإوَمَنْ أَخْسَن مِنَ الله صِبْغْة4 حتى نتبعه؛ إذ لا وجود لغيرء 439 
اد لم يكن للغير وجود ْانْحْنٌ لَه4 لا لغيره لعَايدُونَ4 [البقرة:138] عائدون راجعون 
دجوع الظل إلى ذي ظلء والصور المرثية في المرآة إلى الرائی۔ 


ثم لما طال نزاع أحبار اليهود مع المؤمنين ومجادلتهم مع الرسول ¥5 أمر 0 


سبحانه لحبيبه بأن يتكلم بكلام ناشئ عن لب الحكمةء ققال: ل4 ٹھم یا اکنل ٣ع‏ 
الرسل کلاا دالاً على توحيد الذات» مسقطًا لجميع الإضافاتا وانعاجوقاق ‏ 













0 





161 : سورة البقرة‎ ٠ 
وتجادلوننا في الله المظهر للكل فن كتم العدم» بإشراق تجليات أوصافه فيه» ورش‎ 
من نوره عليه ر الحال آنه لیس له اختصاص ببعض دون بعض بل 8هُوَ رَينا‎ 
وَرَككمْ 4 بإظهار ذواتنا ؤذواتكم من العدمء و4 بعد إظهاره إيانا طلا أغمالا)‎ 
صالحها وفاسدها لوَلَكُمْ4 أيضًا ظأعْمَالَكُم4 الصالحة والفاسدة؛ لا تسري منكم إلينا‎ 
ولا.منا إليكم «وَنْحْنُ4 المتبعون. لملة. إبراهيم «له# أي: لله المظهر الظاهر بجميع‎ 
الأرصاف والأسماء لا لغيره .من الأظلال طمُخلضون4 [البقرة:139] متوجهون على‎ 
وجه الإخلاض المتبئ عن المحبة المؤدية إلى الفناء في ذاته.‎ 

جعلنا الله من خدام أحبائة المخلصين. 

أيسلم -اليهود والنصارى ويذعتون بعدما أوضحنا لهم أنا على ملة إبراهيم 
دونهم؟ ظا تعاندون لتَقُولون'إِنْ إِبْوَاِيمَ وإسْماعِيل وَإِسْحَاقٌ وَیَغقُوبَ وَالاسباط 
كانوا هُوَدًا أؤ نصَارَى ' تابعين لملتنا فإن كابروا وعاندوا وقالوا مثل هذا #قل4 لهم 
يا أكمل الرسل مستفهمًا مستويخًا على وجه التنبيه: انم غلم بحالهم وام الل 
النافي عنهم اليهودية والنصرانية بقوله: «إمَا كَانَ إِبْرَامِيمْ يَهُودِيًا وَل نَضِرَانِيًا وَلَكِنَ كَانَ 
حَنِعَا [آل عمران:67] مائلاً منهماء ثم ذرهم في خوضهم يلعبون 4# بعد ما ظهر 
عندهم حقية دين نبينا يه وتحقق موافقة ملة أبيه إبراهيم بشهادة کتبھم ورسلھم فإمَنْ 





(1) ثم أخبررعن إقرارهم وكتمان شهادتهم بقوله تعالى: (ِأمْ تَقُولُونَ إن إبْرَاهِيم وَإسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقٌ»4 
20 [البقرة:140]؛ والإشارة فيها أن للنفس والشيطان تسويلات سولت لهم أنفسهم فمنها تخيلهم ٠‏ 

أن إبراهيم الروح وأتباعه كانوا لركونهم إلى شيء من الدنيا وزينتها وشهوات النفس وهواها 

على ملة يهودية الشيطان ونصراأنية النفس والهوى طقل آأنقم أَعْلَّم»4 [البقرة:140]: بأحوال 

الروح وأتياعة «أم الچ [البقرۃ:140]ء الذي خلقهم وركب فيهم خاصية تنافي جبلة النفس 
والشيطان وأما الروح وأتباعه فيتصرفون فى الدنيا وزينتها والشهوات التفسانية ولذاتها عند 
بلوغهم حدود الرجال البالغين الذين لا تلهيهم تجارة ولا ببع عن ذكر الله بقوة ربانية وبصيرة 
روحانية لا نشهوة حيوانية واستيفاء لذة نفسانية ظقَدْ عَلِمَ کل أناس مُشْرَبَهُمْة [الأعراف:160] 
ويكون لهم ذلك ممذا في العبودية ومجدًا في طريق الربوبية. كما قال تعالى: فل مَنْ حَرْم زيئة 
اللو الِي أَخْرَجَ لِعِبَادِه وَالطَيبَاتٍ مِنَ الوَرْقِ4 [الأعراف:32] على أن الله تعالى يتجلى ببعض 
صفاته على روح العبد فيظهر عكس أنوار الربوبية في مرآة القلب» فينعكس منها فيتنور بشعاعها 
عراء النفس ويقع على ضوء الشعاع على أرض الصدر فيقف الشيطان والنفس على كرامة الله 
۱ الروح وأتباعه ويشاهدون آثاز ألطاف الحق معهم. 


162 سورة البفرة 
أظلن» على الله ممن كَتَمَ شَهَادَة» ثابتة في كتب الله التي صحت طعِندَةُ4 أنها منزلة 
طمن اللوه المنزل للرسل والكتب؛ مصدقًا بعضها بعضًا كتمانًا ناشئًا عن محض العداوة 
والشقاق بعد جزمهم حقيتها ومع ذلك يتوهمون كتمانها من الله أيضًا ظِرَمَا اللا» 
المحيط بمخايلهم طبغَافِل عَما نَعْمَلُونَ4 [البقرة:140] من الكتمان والنفاق حفظًا 
لجاههم وجاه أبائهم. | ظ 
قل لمن تبعك يا أكمل الرسل تذكيرًا لهم وتحذيرًا: 9ِتِلكَ أمة) صالحة أو 
طالحة 9©قَلْ خَلَتْ»4 مضت لها 4 في النشأة الأخرى جزاء ما كَسَبَْتُْ» من الحسنات 
والسيئات في النشأة الأولى «وَلككُم4 فيها جزاء طامًا كُسَبْتُم4 فيها «ولا نُسألون4 أنتم 
في يوم الجزاء ظطعَمًا كَانُوا يَعْمَلُونَ4 [البقرة:141] من الصالحات والفاسدات كما لا 
نعوذ بفضلك من عذابك يا دليل المتحيرين. 
$ # سَيعول السمهاء بای الم ن نیم اڑا ها ل ند لمغری 
راقرا ہیی تی نا رق یر كفي (©) کد مات أ وسلا نوا 
ُمَدآ عل الاس ويکر اسول نک شهمڈا وَمَاجَعَلت اتل ال كدت - 
تع تن ين الول یک يِب عق مج ن گنت ةلا ل لزب کی 
واا آل ِيُضِيعَ متك إرك أله ,لحاس ژارٹ تسد ©4 [البقرة:143-142]. 
ثم لما كان الغالب على رسول الله #6 في أوائل حاله وسلوكه» توحيد الصفات 
والأفعال المورثين له عن آبائه - صلوات الله عليهم - كان تابعًا لهم في قبلتهم التي 
كانوا علیھا أیضا صورق وحين ظهر وانكشف له 6 توحید الذات؛ وغلبت عليه 
تجلياتها وإشرافها استغرق ووله؛ بل فني واضمحل وتلاشت ت فيها هويته؛ وبعدما تنزں 
عن ولهه واستغراقه؛ خص له سبحانه قبلة مخصوصة ووجهة معينة صورة؛ لتکون أرة 
على قيلته الصقيقية المعنوية. 
١‏ ثم لما أمره سبحانه بتوجهها واستقالها وهو في الصلاة إلى القبلة الي كاب 
عليها قبل الأمر وتحول نحوها فيهاء أخذ المنافقوث في الخيبةء واشتغلوا بالنفاق» 
وسہوہ إلى م هو ملزه عن وانتھزوا واغتنموا الفرصة 0 العرم 














سورة البقرة ظ ۱ 63 
بمجادلتهء آزاد سبحانه أن ینیه ہما هم عليه من النفاق والشفاق في أمر القبلة على وجه 
الإخبار» فقال: «سَيَقُولُ السَفَهَاءُ4 المعزولون عن مقتضى العقل الخبري» المتشعب من 
العقل الكلي» المتفرع على اسم العليم: لمن النّاس4 المحجوبين بظلمة التعينات عن 
نور الوجود قولاً ناشئًا عن محض الغفلة والسفاهة على سبيل الاستهزاء» وهو قولهم: 
لما وَلأهُم4 حؤلهم وصرفهم؛.آي: المؤمنين. عن بيهم أي كَانُوا عَلَيْهَاع من قبل 
مع أنها قبلة من يدعون الانتساب إِلیھم والاقتداء بملتھم؟ _ 

٠‏ ٹل لھم یا أکمل الرسل على وجه التنبية والإزشادء وبلسان التوحيد الذاني 
بعدما انكشف لك: ول4 المنزه عن الأماكن والجهات المتجلى فيها ظالمَضْرِقُ 
وَالْمَغْربُ4 أي:. جميع ما يتوهم. من الزمان: والمكان والجهة؛ إنما هي مظاهر ذاته 
ومجالي أسمائه وصفاته طإیَهدِي 4 بحبه الذاتي فؤمن شا 4 من عبادہ المتوجھین إلیٰ. 
جنابه (إِلَى صراط مُستقيم) [البقرة :12 موصل | إلى ذاته من أي مكان کان وفي أي 
وجهة وزمان؛ إذ هو محيط بكلها. 0 

«وَكَذْلِك»4 آي: مثل صراط المستقيم الموصل إلى ذاتنا المعتدل المتوسط بین 
الطرق 9جَعَلئَاكُمْ أمةٌ مَةَ وَسَطًا» معتدلاً قابلاً للخلافة والنيابة» بل في تولية لور بين 
العباد هلْتَكُونُوا شُهَدَاء» قوامین بالقسط فعَلَی لاس4 الغافلين عن التوجه إلينا #وَ4 
كذلك أرسلنا إليكم رسولاً منكم حتى ليَكُونَ الرَسُولُ عَلَيكُمْ شَهِي دا حفيظًا لكم عن 
طرق الإفراط والتفريط فيما صدر عنكم من الأمورء فعليكم أن تلازموا وتداوموا امتثال 
ما جاء به رسولكم. من عند ربكم؛ لتكونوا مهتدين إليه سبحانه من الصراط المستقيم. 

دوعا جَعَلتَا أي: قبلتك يا أكمل الرسل طالقِبلّة التي كُنتَ عَلَيْهَا4 قبل هجرتك 
منها «إلاً لتَلّع4 ولنميز ونفصل 9ن يَتْبعُ الؤسولَ4 الهادي إلى توجيد الذات من 
يَنَقَلِبُم يعود وبرجع على غقبيه4 قبل الوصول إلى توحيد الذات «إوإن انث 
الوصلة إلى الوحدة الذاتية طلَكبِيرَة» ثقيلة شاقة «إلاً عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله» إلى ذاته 
بتوفيقهم على الإيمان ممن يرشدهم إليه «وَمَا كَانَ اللهة» المظهر لكم «ِلِيُضِيمَ 
يمانم به بعد توفيقككم إياه (إِنّ الله بالنّاس4 المؤمنين بالرسول المرشد إلى توحيد 
الذات الموقنین ہما چاء به من عند ریه ا لَوَمُوف»4 عطوف ظ(رژجیۃک [البقرة :143] 
مشفق يوصلهم إلى ما يظهرهم لأجله بفضله وطوله. 


قد ری تقل روک فل و وليك قبل رما ول مهلك شطر 





164 مورة البقرة 
لْمَْحِد لحار وَحيْتُ ماک ولوا بوتکم سط ا لی اروا التب ینکر 
أنه لحن من ريم ومَا اله ِل عم يَممَُونَ یا ولب ات الین أو التب بک 


ہی "تیر تیر سک سے 


ارما تیعوا ولتك وما ت لع نم وما ھم بتاع قل میں وکین قبت 
أهوَآءهُم ن بد ما جا ق مت الیم لدا لین ایی الیب ءاتب 
الكتب يغرووتة كنا يعردون هحم و ريا منم أكون اَن و ينون 3 
لحي من ريك م اَم اناري 43 [البقرة:147-144]. ظ 
ولما انكشف له 5 توحيد الذات واستغرق فيها وتوجه نحوهاء وانسلخ عن 
الأفعال والصفات بالمرة» انتظر بل الوحى المطابق لهذا الانكشاف بحسب الصورة 
أيضًاء فقال سبحانه: «[فذ تُرى) نطلع ونعلم حين انكشافك بذاتنا فلب وَجهك في 
الناء) متتظرًا للوحي المتضمن للتوجه الصوري طِفَلَبْوَينكَه بعد انكشافك المعنوي 
قبلة) صورية «[ترضاها) مناسبة لقبلتك المعنوية فول وَجْهَكَ4 يا أكمل الرسل 
صورة طر4 جهة «المشجدٍ الخزام* الذي يحرم فيه التوجه إلى غير الذات البحت 
المسقط للإضافة ر4 لا تختص بهذه الكرامة لك؛ بل تسري منك إلى من تبعك من 
المؤمنين 9حَيتُ ما كُنُم4 من مراتب الوجود هقْوَلُوا وُجُوهَكُوٍ» الفائضة لكم أيها 
المؤمنون من ربكم «شَطْرَة» لتكونوا من المنكشفين به المهتدين بذاته 9َإِن الَِينَ 
أوتوا الكِتَاتَ4 من اليهود والنصارى طليَعْلْمُونَ یقینا بشهادة كتبهم ورسلهم «انة4 
أي: شأن انكشافك وتحققك بالتوحيد الذاتي «الحَقٌ4 الثابت المنزل «من رُبَهعْ» أي: 
رباهم بإعطاء العقل المميز بين الحق والباطل؛ والمحق والمبطلء ومع ذلك ينكرون 
عنادًا ظوْما لله بعَافِلٍ عَمَا يَمْمَلُونَ»4 [البقرة:144] من الإخفاء والستر بعد الوضوح 
والكشف7!). ٗ 








٭-. e.‏ کے ۲ اھت سریداکھ جھی_* ۔ 2۰ > اہ 


سے لے 





(1) أخبر عن علة تحويل القبلة بقوله تعالى: ٭(فذ ثُڑی تَقلْبَ وجهك في الشاء [البقرۃ:144]؛ 
والوشارة فيها أن النبي 295 من مكان تأدبه بآداب أدبه ربه بها لم يكن يظهر مع الله سۆاله» ولا 
يستدعي باللسان مأموله رعاية الآداب القربة؛ إذ أوحى الله تمالى إليه: «من شغله ذکری عن 
مسالتي أعطيته فوق مسالة السائلين» ومن كون نفقته على هذه الأمة کان یدخر دعوتہ المستجابة 
فدعا كل نبي دعوته وادخرت دعوتي شفاعة لأمتي» قلما قدر الله تعالى شرف ! بة أن تكون ۱ 








صورة البقرة 2 . 15 

437 الله لين آتيت) يا أكمل الرسل ِالَّذِينَ أونُوا الكتات بكل آيةِ4 نازلة لك 
دال على توحيد الذات الذي هو مقصدك وقبلتك ؤَإمًا نت تبعُوا فبِلَتكَ4 لانهماكهم في 
الغفلة والضلالة ظِوَمَا أنت4 أيضًا بعدما اتكشف لك الأمر یقَينًا طإبتابع قبلتهم) التي 
توجهوا إليها ظنًا وتخميئًا ظوَ» أيضا «إمَا بَعْضِهُم بتاع ِبِلّهَ بَْض» لتفاوت ظنونهم 
وآرائهم طو» الله «ِلَيِن انبَعْتَ» أنت يا أكمل الرسل طأأَهْوَاءَهُم4 الباطلة ظمَنْ بَعْدٍ مَا 
جَاةكَ من العلم» اليقيني المطابق للعين بل للحق ظإإِنك چ4 مع اصطفائنا إياك واجتبائنا 
لك «(إذا لْمِنَ الظَالْمِينَ4 [البقرة:145] المعرضين عنا بعد توفيقنا إياك وإرشادنا لك 
إلى الكعبة الحقيقة. 

هذا تهديد لر سول الله ب بعد تهديد وحث له يخ لدواء التوجه على ما اتكشف له 
من توحيد الذات» تحريض للمؤمنين على متابعته يل في دوام التوجه والميل إليه؛ 
ومثله في القرآن كثير. 

ثم قال سبحانه: الَذِينَ آتَينَاهُمٌ الكِتّات# المبين لهم طريق توحيد الصفات 

والأنعال المتبه لهم على توحيد الذات» وعلى من يظهر به وهم سے 
بالأوصاف والخواص المبين في كتابهم ظكُمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَمُم# الذين خلقوا من 
أصلابهم» بل أشد من ذلك لإمكان الخلاف فيه دونه ر4 مع ذلك إن فَرِيمًا ا 
عنادًا واستكبارًا هلَيَكْتُمُونَ الْحَقٌ4 الثابت في کتابھم فإوَمُغ4 أیضا ورڈ ]ا [البقرة: 
6] سقیته جِزمًّاء ويكتمونه مكابرة. 


«الحق» الذي هو ظهورك واستيلاؤك عليهم» ونسخك أديانهم وأحكام كتبهم 





قبلته وقبلة أمته» فانعکس مسطور الکتاب من الكعبة في مرآة قلب النبي كف فظهر فيه داعية 
استقبال القبلة ليقضي الله أمرًا كان مفعولاء وكان تقلب قلبه إلى الله تعالى وتقلب وجهه إلى 
السماء لأنه کان قمر جبریل 82 فقال تعالى: : قد ترى تَقَلْبَ وَجْهِكَ فِي السَمَاء فَلنوَلِينُكَ قبلة 
ثرضاغام فالحبيب يترك سؤاله بطلب رضائه والرب. يطلب رضاء رسوله بإنجاز ماموله طفَوَل 
وَجهِك قطر المشجدٍ الحرَام» ؛ يعني ول قليك رب المسجد الحرام بقلب الرجه إلى المسجد 
الحرام۔ إوَخَيْنْما نشم قولوا و جرم أي: وجوه قلوبكم «شطرَة4 أي: إلى الله إن كنتم في 
البیرت آو في المساجد فَإنُ الَِّينَ أوتُوا الْككَاب4 من أھل العلوم الظاهرة طإلَيغلُمُونَ أَنَة الْحَق 
مِن بهم # علمًا لا يتتفعون به ليكون حجة لهم بل حجة علیھم ٭وما الله بقافلِ عثا بفعَلون4 
|البقرة :4 تأبيدًا للأولياء وتهويلاً للأعداء. 


166 سورة البقرة 
إنما هو ناشئع #من رْبَك» الذي أظهرك مظهرًا كاملاً لذاته ظفلا تَكُوننُ4 أنت ومن 
تبعك ؤمِنَ المُمْتَرِينَ4 [البقرة:147] الشاكين في توحيد الذات كما كانوا. 
سن عارك لس شم ور رع مع اس و ا اي ا ص مر نے 2 

ولل وھ هو مولا ایوا الح ا ما موا بَآن بک الا ويا إن 
أله عل كل َه در( ومن حَنْثُ خَرَجتَ مول وَجهَكَ مط رَالْمسجد الْمَرَار وإ 
سم سر ہگ سے سے سے ہر ہے سے سار سے سر ہے سے طق با تي سے تبات سے سے حر تبيخ عل 
للحی من رك وَسَاالله بِعَدفلِ عَنَا مَمَلونَ ل ومن ّت حرجت فول وه سر امسر 
الاو یت اکت وولا وجوم نلو وتک یکو اين لتك مّدلا اليرت 
ظْلموامتہُمْ لا عَسَوهُم اخسون ولاج نمی کک وا دوت ن کہا رست 
يڪم يوا منم يتوا عم ٣اييتا‏ وڪم وڪم التب 
ولیہ ویمیٔمکم ا لم توا لیو ےک ارون ارخ شرا بی ر 
ترون )¢ [البقرة:102-148]. 

439 اعلموا أن طِلِكُل» أي: لكل من أفراد الأمم ظوَجْهَةُ4 مقصد وقبلة معینة 
من الأوصاف والأسماء الإلهية ظهُرَ مُوَلَيِهَا4 بحسب اقتضائها وغلبتها (فَاسْئيقُوا 
الخيرات»4 أي: بادروا أيها المحمديون إلى منشأ جميع الخيرات: ومنبع جميع المبرات 
الناشئة من الأسماء والصفات؛ وهو الذات المستجمع لجميعها لِأَيْنَ ما تَكُوُوا من 
الناشئة من الصفات طإِنْ اله المتجلي بالأوصاف طِعَلَى كُلّ شَيْءٍِ4 من المظاهر 
المتعينة المتكثرة بحست الميدأ والمظاهر «تديد4 [البقرة:148] على رقع التعينات 
المسقطة لجميع الكثرات بحسب المعاد والباطن. 

ومن حَيِْتُ خْرَجْتَ4 يا أكمل الرسل عن مقتضى كعبة الذات بغلبة حكم بعض 
الصفات ئول وَجْهَكَ4 منها متذكرًا هِشَطْرَ المشجد الحَرَام» المحرم للتوجه إلى 
السوى والغير ؤوَإِنْه4 أي: شأن التوجه نحوه ِلَلْحَقٌ) الثايت النازل ين ريك الذي 
رباك بمقتضی جميع أوصافه وأآسمائه جر٭ہ اعلم أنه هما الله بغافل عَمًا تَعْمَلُونَ4 
[اليقرة:149] أنت ومن تبعك؛ وعلى مقتضى علمه تثابون. 


رمن حَيِثْ خَرَجِتَ»4 عن مفقتضى توحيد الذات بتكثير بعض المذلآن وترك ما 




















سورة البقرة 167 


اك س 


يسبتقبلونه ظقْوَلِ وَجْهَكَ شَطْرَ المضجد الحَرَام4 الجامع لجميع المظاهر 9وَحَيْتُ ما 
بے أيها المؤمنون ظطقْوَلُوا وُجُوهَكُمْ َطرَ اقتداء لرسولکم للا کول نايس 4 
المعرضين إغليكم خحُجّة :۰ کہ غلبة بادعائكم التوحيد الذاتی؛ وإخراجكم ٠‏ بعض المظاهر 
«إل الْذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» بنفي ذات الله وصفاته وهم الدهريرن القائاوت بوجود ممع 
بلا فاعل خارجي» فإنهم لا يفحمون ولا يلزمون بأمثاله طقلا تَحْشَوْهُمْ» أي: فلا 
تخافوا منهم في التوجه إلى الكعية: الحقيقية «إواخشؤني4 في عدم التوجه حتى لا 
تحرموا عن مقتضيات بعض الاوصاف ڑولأزم نِعْمَتِي 4 الواصلة بحسب أوصافي 
وأسمائي ظِعَلَيِکُم وَلَعَلکُم تَفتَدُونَ4 [البقرة:150] إلى ذاتي بسببها. 

ومن إتمام نعمنا إياكم أنا هديناكم إلى جهة الكعبة الحقيقية» وأمرناكم بالتوجه 
نحوها گنا أَرسَلنا 4 من مقام جودنا طإفِيكُمْ رَسُولاً» هاديًا لكم ناشئًا طمَنَكُم يلو 
عَلَيكُه) أولاً <يَاتئَا4 آثار صفاتنا الدالة على وحدة ذاتنا ظو» ثانيا: «يُرْكيكئعْ4 و4 
ثاثًا: الِيُعَلِمُكُمُ الكِتَابَ4 الموضح للدلائل والآيات المبين للآراء والمعتقدات 9و4 
رايعًا: يظهر لكم طِالْحِكْمَةَ» الموصلة إلى توحيد الذات «و» بعد ذلك يْعَلَمْكُم) من 
الحقائق والمعارف ظاما ل تَكُونُوا تَعْلمُونَ4 [البقرة 5 ]] لولا إرشاده وإرساله. 


وإذا أنعمنا عليكم بهذه النعم العظام وأتممناها لكم ظفاذگزونيی4 أيها المؤمنون 
بالميل الدائم والتوجه الصادق (آَذْكْرَكُ4 بنمسات رحمانية ونسمات روحانية 
ٹڑؤاشُگڑوا لي٭ بإسناد اسم ا إلي وولا تَكْفُرُونِ4 [البقرة:152] بإسنادها إلى الوسائط 
والأسياب. 

2 َيه يعار نيا سکیا الشبروالكرة ل مهمع شري 8 1 
2 بل يك ون لا َم تثمروت ات بوتکم بیو بن 
الوب وَالجوع وَتقیں يِنَ آلا عوال والانقں والگمرات ونر صبرت س © اذ 
تتفم يي 6 وتان کج © ربق عو ساوت ن نهم دنا 
او يهم المْهَمَدُوتَ ن ) [البقرة:107-103]. 


: ثم إنه لما بالغ سبحانه في التنبيه والورشاد. وناداهم رجاء أن يتنبهوا مع أن 
فطرتهم الأصلية على التوحيد الذاتي» فقال: يا أيه الَذِين آمَئُوا بتوحيد الذات 


168 


«اسْتَعِينُوا4 لتحققہ وانکشافہ (بالبر) على ما جرى عليكم من الحوادث المنفرة 
لنفوسکم «والضلاة4 أي: الميل والتو جه إلى جنابه لجميع الأعضاء والجوارح «إِنّ 
الل المعبر به عن الذات الأحدية مع الصَابِرِينَ4 [البقرة:153] المتحملین للبلاء لو 
كوشفوا. ۱ 
رب اجعلنا منهم بفضلك وكرمك. [ 
4 مما یستعان فیه بالصبر إلى أن ینکشف سترة: الجهاد لذلك (لأتَُولُوا لفن ١‏ 
َل في سَبيلٍ اللو4 ٠ا‏ الوصول إلى بابه «أمواث4 كالأموات الآخر (تل آخیاقھ -- 
بحياة الله الازلی السرمدي «ولكن له تَشْعْرُونَ4 [البقرة:154] بحياتهم بحياتكم ظ 
المستعارة المستهلكة في الحياة الازليةء بل هي عكس منها موت فی نفسها. ظ 
9وَتبْلْوَنُكُم4 والله لنختبرن ولنجربن نمکنکم ورسوخکم فی توحید 
الذات #بشئء4 فليل مما يشعر بالكثرة والاثنينية «مَنَ الحَؤْف»4 الحاصل من 
المنفرات الخارجة: مثل الحرق والغرق والعدو وغیر ذلك وَالْجرع) الحاصل من 
المنفرات الداخلية: كالحرص والأمل والبخل وغيرها زنقص مَن الأَوَالِ 4 التی يميل 
فلوبكم إليها بالطبع (وَالْأنفُس 4 التي تظاهرون وتفتخرون بها من الأولاد والاخوان 
والأقارب والعشائر (وَالمَرَاتِ)4 المترتبة على الأموال والأولاد من الجاه؛ والمظاهرة 
في الغلبة على الخصماء (وَيَشْرِ4 يا أكمل الرسل «الضابرين) [البقرة:155] من أهل 





س ظ 
)1 «ولتبلون بشيء من الْخوْف وَالْجُوع» [البقرة:5 15]. إلى مم المهنذرني [البقرة:157] 
واللإشارة فيها أن لبلاء والابتلاء من الله تعالى لاستخر اج جواهر الأخلاق الإنسانية من معادنها؛ 
لان الناس معادن كمعادن الذهب والفضة بيانه قوله تعالى: (إنّا جَمْلْنَ ما على الأزض زیئة لھا 
إتبلوهُم أيه اخسن عملا [الکہیف:7], والاعمال من نتائج أخلاق النفس» فالسنة في 
استخراج جواهر الشكر الابتلاء بالتعمة كما كان لسليمان ف« فأخرج منه يها الشكر وقال تعالى: 
انه كان عَبِدًا شَكُورًا4 [الإسراء:3]. والسنة في استعخراج جواهر الصبر البلاء بالمحبة؛ كما كان 
لایوب ھن فأخرج منه بها الصبر وقال تعالى: إا وَجنتاة ضاہزا زدم ابد [ص:44]ء فيتلي 
الرجل على حسب ديته فمنهم من ييتليهم الله بالخوف۔ وفال بشيء من الخوف يعني ببعضه 
والسر فيه أن يكون البلاء لأهل العناية بقدر فوته؛ واستطاعته في النعمة والمحبة يستخرج منه 
الشكر والصبرء وهما جوهر أن من معادن الروحانية ولو زاد على قدرة القوة والاستطاعة في 
التعمة والمسحة ما يخرج إلا ضد الشكر والصیں وهما الكفران والجزع وهما جوهر أن مِن 
معادن النفسانیات؛ لأهل الرد. و لهذا قال تعالى: ذه إن مر شي إلا میں و له الا 








eee‏ ا 


ہت 
وت ا ود پا 





سورة البقرة ٠‏ [ 169 


التوحيد وهم: 

هالّذِينَ إِذَا أَصَابئهُم مُصِيبَةٌ قَانُوا4 بلسان الجمع: طإنَا4 ظلال «اللو» الواحد الأحد 
المتجلي بأسمائه الحسنى» وصفاته العليا في النشأة الأولى ظوَإِنَا» بعد رجوعنا في 
النشأة الأخرى اليه لا إلى غيره من الأظلال لرَاجِعُونَ4 [البقرة:156] عائدون 





ّدر مَغلُوم» [الحجر:21] أي: بقدر قدرة أهل القبول والعناية وعدم قوة أهل الرد والسخطء 
ومنهم من يبتليهم الله بالجوع (وَالْجُوع وَنَفْصٍ مِن الْأموَالٍ وَالأنْفين وَالثْمَرَاتِ»ُ أو ببعض دون 
بعض من هذه الجملة أو بمجموعهاء ثم قال: لوَبَشْرٍ الصَّابِرِينَ4 [البقرة:1155» بشارة في 
الحال: أما في الحال فبشر الصاہرین علی الخوف بالتوكل واليقين والشجاعة؛ وعلى الجوع 
بتزكية النفس وتثنقية القلب وتصفية الروح وتحلیة السر؛ وعلى نقص الأموال يدفع الحرص 
والغفلة» وإزالة حب الدنيا فإنه رأس كل خطيئة» وحصول القناعة وهي كنز لا يفلى وما لا ينعد 
وشعار الصالحینء وهو العصد وعلى نقصا ن الأنفس إن كان بالمرض بكفارة الذنوب؛ وإن كان 
ہموت الأقرباء بقطع التعلقات والتجرد عن العلائق وعلى آفة الثمرات بالخلف من الله تعالى 
في الحال؛ وأما في الحال فبشره بالنجاة من العذاب والدرجات والثواب بغیر حساب کقوله 
تعالى: (إِنْمَا يُوَفى الصَايرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيِرِ جتباب# [الزمر:10]» وفيه معنى آخر فی غایة اللطافة 
وهو بشر الصابرين بأني لهم معهم في كل حال من حالات الصبر وتصبرهم على المصائب 
وتخلقھم بخلق من أخلاقه» وهو الصبر ولو لم يكن معهم بالنطف والعناية لما قدروا على 
الصبر يدل على هذا قوله تعالى: «إوَاللة مَمَ الصابِرِين4 [البقرة:249]ء وقال تعالی: #واضيز وما 
ضبؤك إلا باللو» [النحل:127]ء والصبر هاهنا محمول على ثلاثة أوجه: صبر بالامر» وصبر 
بالاختیاں وصبر. الاضطرار. أما الصبر بالأمر: ففي الآية إضمار بقوله تعالى: طوَلْتَبلْوَنَكُمْ 
بشئيء# (البقرة:155] یعني: ولنبلونکم بأوامر ھذہ الأشیاء فالأمر بالخوف كقوله تعالى: 
لِوَحَاهُونِ إن کشم مؤمنین4 [آل عمران:175]ء والأمر بالجوع بصيام شهر رمضان: والأمر 
بنقصان المال بأداء الزكاة» والأنفس بالجهاد فى سبيل اللہ والثمرات بأداء العشر منها. وأما 
الصبر بالاختيار: ففي قوله تعالى: «وَلْتبلُوَنَكُمْ بشَنيء» [البقرة:155]» إشارة إلى أنا نخبركم هل 
تختارون هشَيْء من الْكَؤْفِ» [البقرة:155]: الخوف بأن یخافوا من الله ويفروا منه إليه؛ 
والجوع فتجوعون تتربًا إلى الله تعالى» كما كان إخبار النبي يه: «أجوع يومًا وأشبع يوماء فإذا 
جعت تضرعت إليك وصبرت: وإذا شبعت ذكرتك وشكرتك» ونقص من الأموال فتخرجون 
عنها بتركها والإنفاق في سبیل اللہ والأنفس فيذل الروح في طلب الحقء والثمرات فبالغذاء في 
طريق الحق كل ثمرة أثمرته شجر الوجود حتى الولد كما كان حال الخليل: خ# في صحيح مقام 
. الخَلة“ببذل المال والتفس والولد. وأما المسبر الاضطرار: وهو الصبر على المصائب التي تقع من 
غير الاختيار كما سيق ذكره. 








170 سوورة البقرة 
صائرون رجوع الظل إلى ذي ظل. 

«أؤليك4 السعداء المتمكنون في مقر التوحيد؛ المنزهون عن الإطلاق والتقد 
لعَلتِهمْ4 لا على غيرهم من أصحاب المراتب هِضَلْوَاتٌ4 ميول وتوجهات متشعبة 
من بحر الذات» جارية من جداول الأوصاف والأسماء إلى فضاء الظھور؛ لانات 
المعارف والحقائق الموصلة إلى النعيم الدائم السرمدي واللذة المستمرة الأبدية» نازلة 
لهم دائما من رهم 4 الذي أوصلهم إلى مشر عزه 9وَرَحْمَة4 شاملة لهم ولغيرهم ص 
سعتها («رَأْوْلِيِكَ4 الواصلون هم المهتذونذ» [البقرة:157] إلى المبدأ الحقيقي 

$ # إن ألصّمَا لمرو من معي اه َم حَجَ ايت أو عكر لا اع عدي أن 
وف بسا وَس وع کیا فإ لہ کا عل 02 رن ابن نون با ر ر 
لتت هکی من بر ما ہبڈ لای ف التب ولك يتمع لله وليه ايوب 
2 الا ایج ابوا وکوا وینوا تاز ہک ارب عل را اقب ای 1 
ایت گترا واوا و کر اوی عو ن افر رالمکیگز اگاس کسی © کیرب 
فیا ا نف عنم اندب رکم ف ے © [البقرة:162-108]. 

ثم لما نبه سبحانه إلى الكعبة الحقيقية بالكعبة الصوريةء أراد أن ينبه على 
علاماتها بعلاماتها: إن الطُفًا وَالْمَرْوَة4 أي: الظاهر والباطن «ين غَعَائِرٍ اللو 
وعلامات توحیدہ ففمَنْ حَجٌّ4 قصد طالبئِتَ4 الممثل من المنزل الحقيقي والمرجع 
الاصلي على الوجه المفروض «أوٍ اغْتَمَرَ على الوجه المسنون قاصدًا فيه التوجه إلى 
الذات الأحدي؛ معرضًا عن العلائق المانعة منه «فلا جُنَاحَ4 لا تعب ولا ضیق طعَلَيه 
أن يَطَوْف بِهمَا4 أي: يسعى بينهماء معتقدًا ارتباطهما إلى أن يتكشف باتحادهما 9وَمَن 
تطوع4 توجه نحوه 9خَيْرَا4 زائدًا على ما أمر وفرض طفَإِن اال4 الميسر له ماک4 
راض بفعله ع4 [البقرة: 8 15] بحاله. ظ 

ثم قال سبحانه: (إنّ الْلِينَ پکندو4 يسترون «ما أَنرْلد4 في التوراة ين 
لات الدالة على ظهور من يغلب عليه توحيد الذات (وَالهُدّى المشير إلى أنه 
مبعوث إلى كافة البراياء ناسخ لجميع الأديان؛ إذ به يتم أمر التكميل ولا بعثة بعد 











سورة البقرق 171 


ا ہہ 


ظهوره؛ بل ختم بهي أمر الإرسال والإنزال والتديين والتشريع» والحال أن كتمانهم 
طمن بعد ما با أوضحتاه بلا سترة لئاس الناظرين في الكتاب» أي: التوراة 
اوليك الكاتمون المفرطون طِيَلْعَنُهُمُ اللة4 أي: يطردهم ويبعدهم عن عز حضوره 
لخروجهم عن اعتدال العبودية بكتمان ما أراد الله ظهوره «رَيَلْعَنُهُمُ4 أيضا 
«اللأعِئُون»4 [البقرة:159] المتمتعون باعتدال العبودية المستقيمون على ما أمروا بقدر 


وصعهم + 





. (1) ثم أخبر عن شعائر الله بقوله تعالى: طن الضُفًا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرٍ اللو4 [البقرة:158]» والإشارة 





فيها أن لله تعالى شعائر الظاهر دالة على شعائر الباطن؛ لتستدل العبد بإقامة مراسم شعائر الله في 
الظاهر بالصفاء والمروة من شعائر الله في الباطن» فالصفا السر والمروة الروح» وللسالك بينهما 
سعى فساعة يسعى صقاء السر بقطع التعلقات عن الكوئين؛ والتفرد عن التقين تبتلا إلى الله 


تعالى لقوله تعالى: طوَتَبئل إِليهِ قبتیلا [المزمل:8]ء وساعة ليسعى في مروة الروح وهي إيصال 


الخيو إلى جميع الأجزاء الإنسانية من الداخلية والخارجية الباطنية والظاهرية بمراقبة أحوال 
الباطن ومزاولة أعمال الظاهر فى الطاعة» وتقديم الخيرات إلى نفسه وأهله وعياله والعالمین 
بأاسرھم؛ والإشارة فى سبع مراتب أن لظاهر الإنسان سبعة أركان ولباطئه سبعة أطوارء فكذلك 
العالم سبعة أقاليم فْمَنْ حَجٌ الِْيتَ4 بيت القلب في طلب الرب فلا جُناع عَليو4 خرج فان 
وف بصفاء السر فإنه تعظيم أمر اللہ ویسعی ظبِهمَا4 في مروة الروح فإن الشفقة على خلق 
الله يكون من شعائر اله» ويصل بركات سعيه إلى سبعة أركانه الظاهرة؛ وسيعة أطواره الباطنة؛ 
وإلى سبعة أقاليمهم كقوله تعالى: لِوَأَنْ ليس للْإِنْسَانٍ إلا ما سعى) [النجم:39]ء وإن سعيه 
سوف يرى» ولهذا قال تعالى: 9وَمَنْ تَطَوْعَ خَيرَا4 يعني: في حق نفسه أو حق غيره طقن الله 
شاكڑ) يأخذ الواحد من الأعمال الفانيةء ويعطي العشر إلى سبع مائة ضعف إلى ما لا يرى من 
الحسنات الباقيةء بل يأخذ الوجود المجازي ويعطي الوجود الحقيقي ِعَلِيمْ4 [البقرة:158]» 
بنیات العباد في تقربهم إليه فيقرب إليهم بقدر صفاتهم في الطاعات» ومردتهم في الخيرات؛ 
كقوله تعالى في الحديث الرباني: «من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقربت إليه ذراعا 
تقریت إليه باغا ومن أتاني يمشي أتيته أهرول»»؛ وهذا من حقيقة صفة الشكورية؛ ومن كمال 
رأفته وغاية عاطفته مع أهل محبته وصفوته إن آثار أقدمهم وساعات أيامهم أشرف الأمكنة وأعز 
الأزمنة» فتلك المشاهد والآثار تعظم وتزار والتي تلك المشاهد والأطلال تشد الرواحل 
والرحال.. وإن لتراب أقدامهم بل لغبار آثارهم عند الأخيار أقدار عظيمة بل غيره تبقى على 
حانات طريقهم عند صديقهم لأعز من المسك الأزفرء كما قيل: وما ذاك إلا أن متت بجنابه 
أميمة في سرب. ثم أخبر عن خسارة أهل الخارة في كتمان الأحكام ولعت يبه محمد ا 
ويقولة تعالى: (إِنَّ الّذِينَ يَكْكُمُونَ ما أَنْرَلنَا من الْبَيئَاتِ وَالْهُدَى)» [البقرة:159]. الآيتين والإشارة 
فيهما أن كمال ما كوشف به السالك الواصل من بينات علوم الحقائق: وأسرار القرآن والأغيار 


7 کا 


172 سورة البقرة 


۱ «إلاً الذين تَابُوا4 رجعوا منهم عن الكتمانء وأظهروا ما ظهر لهم في كتابهم 
ووَأَضلحُوا4 بإظھار ما أفسدوا بالكتمان (ؤَبَئنُواك ما بينه الله في كتابه من وصف نبيه 
المبعوث المرسل إلى كافة الأمم فاتك التائبون منهمء المصلحون المبينون ما 
ظهر لهم في كتابهم «أثوبُ غليهم) قبل توبتهم وأتجاوز عن سيئاتهم وأا الراب 
الرجاع لهم عما جرى عليهم من العصيان والكفر «الوّجيم» [البقرة:160] لهم بعدما 
رجعوا إلى مخلصين. 

ثم قال: (إِنْ الَّذِينَ كَفْرُوا4 بكتمان ما بين الله في تابه [ومائوا وَهُم كاز 
كاتمون «أؤْلَيِكَ»4 المصرون المعاندون في أمر الكتمان بعد الظهور مكابرة» وتنزل 
فإعليهم لَه اللي طرده وتبعيده دائمًا مستمرًا منحصرًا عليهم؛ غير منفكِ عنهم على ما 
يقتضيه حال الجملة المعبر عنها بخلاف اللعن السابق لو تنزل عليهم أيضًا لعنة 
[الْملانكة) المستغفرين لمن تاب ر أيضًا لعنة الا( العارفين لحقوق اله 
المتحققين بادابه المعتكفين ہسايه #أْجْمَعِينَ © [البقرة:1 16] مجتمعين عليها دائمًا 
لخروجهم عن رتبة العبودية. ۱ 

«خالِدِينَ فیا4 بحیث لا يُخْمَْف عَنْهُمْ العَذَابُ4 المترتب عليها لحظة 
ليتنفسوا ولا هُم يُنظرُونَ؛4 [البقرة:2 16] يمهلون ساعة ليعتذروا. 

یگریت“ ویڈآ إل إل هو انمو ای 9ن کن الوت 
وأ ونيف الل وَألَار وَالمُذوِ الى ری ف آلعر اَم الاس وَمَااَرل ا 
من اتآ ین تمآو انیا پو الرس بد موتا وب ھا ِن صل دآ ريض ركع 


عق می ہے طط سحل جر ا کے سے پا سح شر ہر سے سس8 
وَالشَحَاب السخر یی آلے ۾ وَالَلض لالت لموم َة ل 2 ومرے ألدّاس من 








١ :‏ 
وهداية الطريق إلى الله تعالى آداب السلوك ومعرفة آفات النفس وطريق الخلاص منها بتزكيتها 
ومعرفة المقامات والأحوال والغرق بينهما «مِنٌْ بَعْدٍ فا يَبْنْاهُ لِلنّاس4 !البقرة:159]؛ بينه الحق 
بتسايكه فيه وعرفه بطريق التسليك فيها عن طلاب الحق؛ وأهل الإرادة والصدق والمستعدين 
لقبول النصح والإرشاد مما يوجب المقت في الوقت. ويخشى عليه عذاب ذل الحجاب كما 

قال النبي 6*: «من سثل عن علم علمه الله فكتمه ألجمه بلجام من الداره. 






















سورة البقرة 173 





بتَخْدمِن دوب الله أندادا محبوںچم م : ال وَاَلْدينَ اما اد با مو نيك اليد نل 
1 5 التاب )15 لْقَوَدٌ لله جَمِيما وَأنَ أَللّهَ > عَحَدِيدُ ألعَدّاب مإ برا أ الد اتہعوا 
لذت اموا ورا أل ذاب ونقطع۔ ت بهج الْأسَبَابُ ®4 1 [البقرة:166-163]. 


(وَإلُْكُم4 المظهر لكم أيها المؤمنون وإله الكافرين الكاتمين 9إلهَ واج لا 
تعدد فيه ولا اثنينية بل ڈلا إلة# أي: لا موجود حقيقي إا هُوّ4 الموجود الحقيقي 
الحق؛ إذ لا كثرة ٠‏ فى الوجود بل هو واحد في الذات» فرد في الصمقات؛: لیس كمثله 
شيء الم حْمَنٌ © المبدئ لكم ولهم عامة بإشراق تجلياته ومد أظلاله على العدم في 
النشأة الأولی فالوحی غ4 [البقرۃ:163] المعید اکم خاصة إلى مبدئكم الأصلى 
ومقصدکم الحقیقی في النشأة الأخرى. 

ولما كان لوحدته سبحانه آيات ودلائل واضحات لمن تأمل فى عجائب 
مصنوعاته؛ وبدائع مبدعاته ومخترعاته» المترتبة إلى أسمائه وصفاته المستندة إلى وحدة 
ذاته» أشار سبحانه إلى نبذتها إرشادًا وتنبيهًا فقال: «إِنْ فِي خَلق السَمَوَاتٍ» أي: إظهار 
العلويات التي هي الأسماء والصفات المؤثرة الفاعلة «وَالْأَرْضٍ4 أي: السفلية التي 
هي طبيعة العدم القابلة المتأثرة من العلويات ظوَاخْتِلافٍ الیل 4 أي: ظلمة العدم 
والجهل والعمى 9وَالنّهَارٍ» نور الوجود والعلم والعين طوَالْفْلْكِ»4 أي: الأجساد 
الحاصلة من تأثير الأسماء وتأثير الطبيعة منها التي تَجْرِي في البخر4 أي: بحر 
الوجود الذي لا ساحل له ولا قعر #يمًا يَنفَمُْ النّاسن» من جواهر المعارف» ودرر 
الحقائق المستخرجة منه وما انل اللڈ٭ من كرمه وجوده بلا عوض ولا عرض من 
السَمَاءِ» المعذة للوفاضة ومن اء علي وعين وكشف فاخي به الأزض»4 أي: 
الطبيعة يغد مَزتها) بالجهل الجبلي «ق» بعد ما أصابها بَتّ4 بسط ونشر لإفيها من 
کل دة من القوى المدركة والمحركة المتشعبتين بالشعبة الكثيرة على صنعة الحياة 
المتفرعة على التجلي الحي «وَتَضرِيف الرَيَاح4 المروحة للنفوسء المتوجهة الناشئة 
المنشئة من النفس الرحمانية نحو الطبيعة المكدرة بالكدورات الجسمانية 9والشخاب» 
أي: حجاب العبودية وقيود الغيرية الناشئة من مقتضيات الأسماء والصفات 
المُسَخْر» الممدود طتَينَ السَمَاء الأض» ای: سماء الأسماء الإلهية وأرض الطبيعة 
الكو نية «لآيَاتِ4 دلائل وبراهين يقينية دالة على أن مظهر الكل واحد (لَّقَوْمِ يَعْقِلُونَ4 





174 سورة البقرة 
[البقرة:164] يعلمون الأشياء بالدلائل العقلية اليقينية المنتجة لعلم اليقين إلى العين 
والحق لو كوشفوا. 


ربنا اكشف علينا ما أودعت فينا بفضلك وتوفيقك»؛ إنك أنت الجواد الكريم. 


طز مم لوامع هذه الآيات والدلائل الشواهد وبروق الواردات الغيبية؛ وشروق 
المكاشفات العينية الدالة على وحدة الذات همِنّ النّاين4 المخلوقين على فطرة 
التوحيد القابلين لها طمن يشخذ4 منهم جهلاً وعنادًا من دون اله المغني للكثرة 
مطلمًا (أنداداً»4 أمثالاً أحقاء للألوهية والربوبية مستحقين للعبادة إلى حيث 
[يجبونهم) أي: كلا منهم معبودھم ظكَحُْتٍ اللو» الجامع للكل لحصر كل طائفة منهم 
مرتبة للألوهية في مظهر مخصوصء ولذلك كفروا (وَالْذِينَ آمَئُوا بالله (آسَد با4 
منهم لله4 المحيط للكل الحقيق بالحقية؛ لحصرهم الألوهية والربوبية والتحقق 
والوجود والهوية؛ والذات والحقيقة والصفات على الله لا على غيره؛ إذ لا غير في 
الوجود. لا إله إلا هوء كل شيء هالك إلا وجهه؛ له الحكم في النشأة الأولى؛ وإليه 
الرجوع في النشأة الأخرى. 

أذقنا حلاوة اليقين وارزقنا محبة المؤمنين الموقئين. 

9وَلَوْ يَرَى الْذِينَ ظَلْمُواهِ حين خرجوا عن طریق التوحیدہ وانصرفوا عن 
الصراط المستقيم واتخذوا أمثالاً يحبونهم كحب الله ما يرون حين (إِذْ يَرَؤْنَ العَذَابَ» 
النازل عليهم باتخاذهم من «أنّ القُوْة4 الكاملة والقدرة الشاملة الجامعة طِلله جميعا) 
المنفرد بالمجد وإليها و4 من هن الد المتردی برداء العظمة والکبریاء هِشَدِيدُ 
الغذاب4 [البقرة:5 16] صعب الانتقام. سريع الحساب. لتبرءوا من عتبوعیوم في الدنيا 
كما تبرءوا منھم فی الآخرة. [ 

اذكر يا أكمل الرسل وقت إ9إذْ تدأ لين اتبوا) من الأنداد والامثال طِمِنَ 
لين ايوا من المتخذين ز4 ذلك حین ‏ ا زاُؤا4 المتبوعين طِالعَذَاتَ» النازل علئ 
تابعيهم باتخاذهم آلهةء كذبوهم وأظهروا البراءة عنهم براءة نفوسهم ون التابعون 
أيضا یروٹھم ویفھمون براءتهم ويقصدون انتقامهم ولا يستطيعون؛ إذ ََقَطَْث بم ظ 
الأشيَاثٌ4 [البقرة:166] أي: أسباب الانتقام بانقطاع النشأة الأولى. 


2 وَقَال الذي اتو و کلت کر متا ہس اہم کما نمو کم ہو تبروا ملك 





۱ 








یٹ 
SF‏ 
ا 
١‏ 
: 
. 


















سورة البقرة ۱ 175 


اساھ عرب کہ وما م بکرچی ی کار ااا الاش کا کا نی رض 
اتک وان قرا ع وما کا مو داور کی ابحو ما نرد ائه الوا بل نيع 
ا یو ہا آوکو گات اؤ شم لا ووت کیا ا رد © ) 
[البقرة:170-167]. ٠‏ ا r.‏ 
9و4 بعدما آيسوا من الانتقام طقَالَ الّْذِينَ انُشوا4 نادمین متحسرين متمنين: «لو 
أن لَنَا كَرْةَ» مكررة في النشأة الأولى تبر مِنْهُمْ4 فيها تلافيًا وتداركا لما مضى من 
اتخاذنا إياهم آلهة ظطكَمَا تَبْرْهُوا مِنا» في هذه النشأة» ولا تنفعهم هذه الندامة ولا 
التمني» بل ما يزيدهم إلا غرامًا فوق غرام طكَذَّلِكَ)4 أي: مثل عذاب اتخاذهم بريه 
الد أى: يحضرهم «أغْمَالَهُن4 الفاسدة السابقة کلهاء ويعذيهم عليها فردًا فرڈاء وما 
يقولون فيه وما لهم في تلك الحالة إلا «حَسَرَاتِ» نازلة «إعَليهم) من تذكر سوء 
عملهم وقبح صنيعهم؛ وهذا من أسوأ العذاب وأشد العقاب» أعاذنا الله من ذلك ر 
بالجملة: ھا نم4 لا تابعون ولا متبوعون طبحَارِجِينَ» أبدا ين اار4 [البقرة:167] 
أي: نار البعد والإمكان المورث للحسرة والخذلان. ظ 
أجرنا من النار يا مجير. ٣‏ ٴ 
ثم لما بين سبحانه طريق توحيده على خلص عباده المتوجهين نحو جتابه؛ 
تطهيرًا لبواطنهم عن خبائث الأهواء العاطلة والآراء الفاسدة؛ أراد أن يرشدهم إلى 
تهذيب ظواهرهم أيضًا بالخصائل الحميدة الجميلة والأخلاق المرضية؛ ليكون 
ظاهرهم عنوانًا لباطنهم؛ فقال تعالی ساديا لهم إشفاقًا وإرشادًا: «يَا أَيّهَا الثاض# 
المجبولون على التوحيد طكُلُوا4 وتناولوا فیا4 من جميع ما خلق لكم «في | 
الأزض»4 لتقويم مزاجكم وتقويته «خَلالاً» إذ الأصل في الأشياء الحل ما لم يرد 
الشرع على حرمته «طَيَبَا مما يحصل من كد يمينكم وعرق جبينكم؛ إذ لا رزق أطيب 
منه ولا تَُبمُوا خُعطُوَاتِ الشْبِطَانِ»4 أي: لا تقتدوا ولا تقتفوا في تحصيل الرزق إثر 
وساوسض شياطين الأهواء والآراء المضلة عن طريق الحقء المفضية إلى سبيل الظلم 
والعدوان» ولا تختروا بتمويهات الشيطان وتزييناته انه لک عَدُرٌ ُبينَ4 [البقرة:8 15] 
ظاهر العداوة عند أولي البصائر ينور الله المقتبسين من مشكاة توحیدہ. 





176 ۱ سورة.البقرة 

ِإنْمَا يَأمْكُم»4 ويغرركم «بالشوءٍ» الخصلة الذميمة لوَالْفَخَْاءِ4 الظاهر 
القباحة؛ لیخرجکم عن حدود الله الموضوعة فيكم لتهذيب ظاهركم «وأن تَقُولُوا) 
بعدما خرجتم عن حدود الشرع PB:‏ اللو المتوحد المتفرد المنزه في ذاته وما 
تَعْلمُونَ4 [البقر ة:9 6 1] () لماقته في حقه من حصرة في الأنداد والاشہا: وإثبات الولد 
له والمكان والجهة والجسم: تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيا. 

«وَإذًا قيل لَهُمْ»4 أي: لمن يتبع خنطوات الشيطان إمحاضا للنصح وتحريكًا 
لحمية الفطرة الأصلية: هاتْبِعُوا ما أنزّلَ اللذ4 على نبيه من البينات والهدى لتهتدوا إلى 





(1) قال في التأويلات: (ِإِنْمَا امۇگ بالشوء وَالْفُسْمَاءِ4ُ الإشارة فيها أن لا تتبعوا أوامره طإإنَه کُم 
عَدُوٌ بين واتبعوا أوامر الله ورسوله ؤِإِنْمَا وَلئِكُمْ الله وَرَسْولُة» [المائدة:55] ثم فسر خطوات 
الشبطان وبين عداونه بقوله تعالی: نما امرك بالشوو» النفس ؤِإِنمَا يَأمْرْكُمْ بالشوء وَالْفَحْمَاء 
ون تقُولوا على الله ما لا تَعْلَمُونَ» فالسوء كل معصية فيها حظ النفس؛ بيانه قوله تعالى: إن 
النفس لأمارةٌ بالشوءی [یوسف:53] والنفس له تأمر بما فه حظهاء والغيحمشاء كل معصية فيها 
حظ للشيطان وحظه في الإغواء والإضلال؛ بيانه قوله: «فْبِهِرتِكَ لأخْرِنَهُم أَجْمْعِينَ 4 [أص:2 8] 
وقال: «زلأضائه» [النساء: 119] وليس للشيطان حظ فيما فيه للنفس حظ؛ لأن الشيطان عدي 
للونسان لا يرضى له أن يظفر بشيء من حظوظ الروحانية والنفسانية إلا بالاضطرار عند التعجز 
عن إضلال الإنسان وإغوائه على وجه يكون له قسمة خسارة الدنيا والآخرة: فيرضى له حيعذ 1 
بارتكاب معصية يكون فيها حظ من حظوظ النفسء وكذلك ليس حظ النفس فيما للشيطان فيه : 
حظ من الضلالة والغواية إلا أن يمنيها الشيطان بسبعية حظا من حظوظها كما قال: لامي 
[النساء:119] فتقع النفس عن الضرورة في ورطة الضرورة بتبعية استيفاء حظهاء فعلى هذا ثبت 
أن السوء اختصاص بما فيه للنفس حظ. ولو استعمل في غير ذلك ولهذا قال تعالى: «السْيِطَانُ 
مدُكُم الفْٹْر یائزکم بالفخشاءِ4 [البقرة:268]: والفحشاء من الضلالة والغواية وهي المعتقدات 
الفاسدة والشبهات العقلية ألقها الشيطان في قلوب أهل الزيغ والضلال والأهواء المختلفة عند . 
حرمانهم عن أنوار متابعة الأنياء - عليهم السلام - واستبدادهم بآرالهم واقتدالهم بعقرلهم 
المعلولة بآفات الحسن والوهم والخيال وظلمة الطبع التي لا تفارق العقل إلا بظهور نور الشرع» ` 
فأوقعهم في أودية الهلاك مثل الفلاسغة والإباحيةء فاعتقدوا شيثًا بين الكغر والإباحة والزتدقة 
نضلوا كثيرًا وأملى عليهم الشيطان بعض مقعدهم حتى تلفظوا بهاء كما قال تعالى: ون تَُولُوا 
على اله غا لا تغلمود) [الأعراف:33] يعني: ما لا عللم بكم به من علم التوحيد الفطري «(فطرة . 
الله التي فطر الناس علیھا4 وأخذ عنهم الإقرار والعهد بها بقوله (ِأَلْدتُ برنگع [الاعراف:, 
2 قالوا: بى أما هلا من لقاء الشيطان وإملاته بمثابة كيده كقوله: «وأملي لَهُمْ إن 

. کي مت [الأعراف:183] تعالى اله عما يقول الظالمرن علوًا كبيرًا. ۱ ` 








سورة البقرة 17 
تو حید الله طقَاُوا4 في الجواب بإلقاء شياطينهم: لا نتبع ما ألقيتم علينا من المزخرفات 
ہل نَم م ما أَلْقَينَاكُ وجدنا طعَلَيه بان وهم عقا مناء قل لهم يا أكمل الرسل نيابة 
عنا وي وتقريعًا لهم: أو أؤ كَانَ آبَاؤّهُمْ4 ضالون جاهلون «لآ يَعْقِلُونَ شْينّا4 من 

أمر الدين «إوَلا يهمدُونَ4 [البقرة:170] أصلاً إلى مرتبة الیقین: بل کانوا کذلك بل 


أسواً حال من ذلك» و نكيف اس 
عم تر کس 7 ۴ 2 سر مر مرح حر ای لي عبس ننا اع سر از ہے 
ل رمک ال صکَرا رار بها لایع إلا دع رند عاب غه 


OI‏ سی ڑا سر من کت کا را رتاک وکوا ر إن 


ت ۶ خر تا تھے ےم وھ و 80 حرم ا ڪَيڪم الي 0 IF‏ 7 َلْحِنرِرِ ومآ ِل 
بو ران و سن طشك جر باع 07 a i,‏ حَفُورٌ تيع 4 [البقر 
1[-173]. 


و4 إن شتت يا أكمل الرسل زيادة تفضيحهم اذكر للمؤمنين قولنا: مكل الَذِينَ 
كَفْرُوا4 تقليدًا لآبائهم مع قابليتهم و استعدادھم للإیمان «كُمثل» الشخص طالَّذِي 
ینمی يخاطب ويصوت من سفاهته يِمَا4 أي : بجماد لا يمم منه شيئًا في 
مقابلتہ ڈالا دُعَاءَ وَنِدَاءُ4 منعكسين من دعائه شبه حالهم في السفاهة والحماقة بحال 
من يصوت نحو الجبل فيسمع مله صوته منعكسة: ٠‏ فيتخيل من سقاهته أنه يتكلم معه؛ 
والحال أن أباءهم أيضا أمثالهم ص4 يه يسمعول دعوة الحق من السئة الرسل 
وع ایض لا يتكلمون بما ظهر لهم من الحق الصريح نقلاً وعقلاً (إعْني» أيضاة لا 
ييصرون آثار الصفات وأنوار تجلیات الذات الظاهرة على الآفاق «قَهُنْ» وآباؤهم من 
غاية انهماكهم في الخفلة والنسیان کأنھم لا يلوذ [البقرة:1 17] أي : لا يخلقون 
من زمرة العقلاء. 

بهنا بفضلك عن سنة نة الغفلة ونوم النسيان. 

م ناداهم سبحانة؛ وأوصاهم بما يتعلق بأمور معاشهم أيضًا بقوله: «يَا أَيُهَا 
الْذِينَ آمَنُوا كلوا من طَتَبَاتِ)4 مزكيات ما أحل لكم من الحيوانات من لما رَزَقْنَاكُمْ4 
سقنا نحوكم تفضلاً؛ لتقوية مزاجكم وتعديله «وَ» بعد تقويتنا وتعدیلنا إیاکم طاشْکُڑوا 
4 المنعم المفضل؛ المربي لكم بلا التفات إلى الوسائل والوسائط إإن کُنُم إياه4 لا 
إلى غيره من الآلهة 9ِتَعْبِدُونَ4 [البقرة:172] تقصرون العبادة. 


178 سورة البقرة 


قل لهم يا أكمل الرسل نيابة: (إِنْمَا حَوْم عَلْيكُمْ4 أي: ما حرم ريكم عليكم في 
دينكم من الحيوانات إلا المَيتة) حتف نفسه بلا تزكية وتهليل رَالدم) السائل من 
أي وجه كان وَلْخْم الخنزِير» المرخص في الأديان الآخر لنجاسة عينه طبعًا وشرعًا 
عليكم هذه الأشياء وقت سعتكم ظفْمَن اضْطرٌہ منكم حال كونه «غَيرَ با4 للولاة 
القائمین بحدود اللہ ولا غاد4 مجاورًا عن شدة الجوعة إلى وقت السعة ڈفلا ائم 
لَه إن تناول منها مقدار سد الرمق (إِنْ الله المرخص لكم في أمثال المضائق 
والاضطرار «غعَفُورٌ ساتر لکم عن أمثال هذه الجراءة ظرّجِيمٌ4 [البقرة:173] عليكم 
بهذه الر خصة. 

« إن اليرت کشر ما انرک ان بن الڪکب ویش روت بو 6 تيلا 
وہک ماياو ف ونه إلا لار ولا مَُلمهم آله يم َة ولا رصم 
َم عَدَابُ آیے 2 أوْتَهِكَ لر اروا الست يالهُدَئ وَالْصَدَابَ بِالْممْفِرَدٌ 
حَمَا آَسَِْمُمْ عَلََلكَارِ © ديك ا آله َر لسكب الح ود أل خْتَلْاق 


لککتپ لق شقَاق تید لی یچ [البقرة:176-174]. 
ئم قال سبحانه: ظِإِنَّ الّْذِينَ يمون ما أل اه المدبر لأمور عباده ين 
الكئاب4 المبين لهم طريق الرشاد والسدادء ويظهرون بدله ما تشتهيه نفوسهم وترتضيه 
عقولهم عتوًا واستكباراً (وَيَشْتَرُونَ بد أي: بكتمان كتاب الله طِثَمَئًا فيلا من ضعفاء 
الناس على وجه التحف والهدايا 9أوْلَئِكَ» الكاتمون طريق الحقء الناكبون عن منهج 
الصدق لاما يَأَكُلُونَ4 بهذه الحيلة والتزويوء لا يستتحيل طافِي بُطُونِهِمْ إلا انار أي: نار 
الحرص والطمع المقتبسة من نيران الإمكان المتتهية إلى نار الجحيم أعاذنا الله منها 
ط4 من فظاعة أمرهم وشناعة صنيعهم لا يُكَلَّمْهُمْ الذ4 المنتكشف عن أحوال العباد 
«يَوْمَ القِيَامَة4 ليجزيهم على مقتضى أعمالهم التي كانوا عليها في النشأة الأولى؛ بل 
يسوقهم إلى النار بلا كشف عن حالهم <4 بعد ما ساقهم إليها «لا يُْكِيِهم» أي: لا 
يطهرهم الله بها كما يطهر عصاة المؤمتين بالنارء ثم يخرجهم إلى الجنة؛ يبقون فيها 
خالدين طوَلَهُنْ4 فيها طِعَذَابٌ ألِية4 [البقرة:174] مؤلم غير منقطع أبدًا. 





سورة البقرة 179 
ظ «أزليكَ» الضالون الخاسرون هم «الذِينَ اشْتَرَوا الصلالَة المستتبعة لهذا 
التكال «بالهُدَى؟ الموصل إلى النعيم الدائم في النشأة الأولى و العَذَّابَ بِالْمَخْفِرَةِ4 
الملذة المستمرة في النشأة الأخرى «فمَا) أعجب حالهم ما طأَضْبَرَمُ عَلَى الثَار4 
[البقرة:175] بارتكاب تلك الموجبات المؤدية إليها. 
' هِذَلِكَ4 التكال والعذاب بان الله المرشد لهم إلى التوحيد ظنَرّلَ الكتاتَ» 
أي: القرآن المبين لهم طريقه ملتبسا طبِالْحَقٌٍ4 الصريح الثابت في الواقع 9وَإِنَّ الْذِينَ 
اختَلمُوا في حقيقة «الكتّاب لَفِي شِقَاقِ4 خلاف (َبَعِيدٍ) [البقرة:176] بمراحل عن 
الحق. ظ 
حققنا بفضلك حقية ما أنزلت علينا من جودك. 
3< # ایی آل أن ولوأ وْجوسَكُم بل الْمَشْرِقٍ لمر ل آلو من َامَنَ به 
ولور ال وََلْمَتَتََِکة 00ہ وَءَانَّ ألْمَالٌ عَنَ حُبَي ذوى الْفْرْققَ 


سے سے سمل 


والستنئ والمساكين وان اليل وَالسَإِيِلِينَ وق الِقابے وَأفام الصلوٰۃ 7 ارک 


الک دهم إا الد ف اباسا وة الا هک ارين 
كوا وأو مم تشن © کا الین مایب کبک اام ن اال 
اث ا ار لاق لاق من خی لد ِن أي 22 توب واه 
خسان ذَلِكَ منفيف ر ون تک وَتحمةڈ کمن ا ای بت کک کک ع1 داب آي 4W‏ 


fe [البقرة:177‎ 


ثم لما احتلف الناس في آمر القبلة واهتموا بشأنهاء بأن حصر البر والخير كل فيهاء 
آشار سبحانه إلى تخطتتهي ونبه على البر الحقيقي والخير الذاتي بقوله: ليس البري أي: 
الخصلة السنية والأخلاق المرضية مجرد ان ولوا و جوهَكُمْ قبل القشرق والمطرب*4 
مثلاًء بل اتصاف بالعزائم» والحكمة المترتبة على تشريع القبلة ظوَلْكِنٌ البوْ4 الحقيقي 
عن آم صدق منكم بال المنشئ لکم من کتم العدم بعد أن لم تكونوا شيئًا 
مذكورًا وَالْيَوْم الجر المعد لجزاء الأعمال طوَالْمَلائْكَةِ4 المهيمنين الوالهين في 
مطالعة جمال اللہ؛ المستغفرين لمن آمن وعمل صالحًا من عباده «وَالْكتَاب4 المبين 
لكم طريق الهداية الین المبعوثين إليكم به؛ ليرشدكم إلى مقاصده. 

ہے 





180 سورة البقرة 


«وَ» بعد ما آمن بما ذكر «وَآتَى المال» المائم من التوجه الحقیقی؛ وأنفقه 
فإعغلى حه سبحانه طالبا لرضاه» وأنفقه على المحتاجين أولاً هم ظِذَُوِي القُرْبَى» 
المنتمين إليه من قبل أبويه هوَالْيَتَامَى4 الذين لا متعهد لهم من الوالدين وذوي القربى 
هو المساكِين» الذين أسكنهم الفقر العارض لهم من عدم مساعدة آلات الكسب 
والحوادث الأخر لوَابْنَ السبيلٍ4 الغرباء الذين لا يمكنهم التصرف في أموالهم لوقوع 
البون والمبين والشائلين) الذين ألجأهم الاحتياج مطلقًا إلى السؤال من أي وجه كان 
فی الرقاب4 من الأسرى الموثقين في ید العدو؛ والمکاتبین الذين لا يقدرون على 
فك رقابهم من مواليهم وغیر ذلك من المضطرين رام الشلاة أي: دوام الميل 
والتوجه بجميع الاعضاء والجوارح نحوہ تعالی في جميع الأوقات» خصوضا في 
الأوقات التي فرض فيها التوجہ ٭وآئی الركَاة 4 المفروضة المقدرۃ في کتاب اللہ 
لِوَالْمُوفُونَ ِعَهْدِهِمْ إِذا عامذوا4 كلهم من خیار الابرار ط4 بشر من بینھم یا 
أكمل الرسل «الصابرين في البأصَاءِ» أي: الفقر المكسر للظهر لوالضزاءہ المرض 
المسقم للجسم ف4 خصوضا الغزاة الذين صبروا طحِينَ البأيس» من اقتحام العدو 
بالإنعامات العلية والكرامات السنية #أؤ لبك الأبرار الأحرار الصابرون في البلوى؛ 
المرجون لرضا المولى على أنفسهم هم ِالْذِينَ ضذقوا»4 في أقوالهم وأصلحوا في 
أفعالهم. وأخلصوا في نياتهم ٍِوَأَوْلَيِكَ هُمُ المْتُقُونَ4 [البقرة: 77 المحفوظون عن 








(1) قال نجم الدين كبرى: ثم أخبر عن البر في عبودية الحق البر بقوله تعالى: ليس الب أن تولا 
وْجُوهَكُم قِبَلَ المشرقٍ وَالْمغرب4». والإشارة فيها أن ليس الاعتبار في البر بظواهر الاشياء 
والمعاملات الفارغة عن الحقیق؛ ولکن الاعتبار بالبر الحقیقی لمَنْ آم بال وَالْيَوْعِ الْآخْرٍ 
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِنَابٍ» أي: من آمن بهداية الله التي عينها من العناية؛ لقوله تعالى: : حِلهع4 فمن 
كانت هذه الكتابة عائدة عليه تجلي الحق تعالى لروحه بصفة المحبة في بدء وجوده؛ فتتنور 
الروح بنور المحبة فالروح صارت محرا لمحبةء كما عبر عن هذا بقوله: طزیجیونۂچ فشاهد 
بذلك النور محبويه وأمن بنور المحية بوحدانية ومشاهد الأمور الأخخروية وآمن بهاء وكذلك 
وَالمَلايكةٍ زالكتاب4 وفیہ معنی آخر ليس البر بركم بتولية وجوهكم قبل المشرق والمغرب 
ولكن البر الحقيقي هو بر الذي يبركم معكم بتولية وجوه أرواحكم بجذبات المحبة قبل 
الحضرة الربوبية المحبوبية: فتؤمنوا بدلالات نور بري ومبرتي لكم كما ذكرنا في الحديث: «إن 
الله تعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل هد إني أحببت فلانًا فأحبه: فيحبه جبريل 868 ثم ينادي 
جبريل 5 في أهل السماء: إن الله أحب غلانًا فأحبوةه: قفيحيوه أهل السماءة: وبر -حبي لككم ليس 
بمحدث كحبكم معيء بل هو بر قدیم فی الكتاب العلم الأزلی والکلام ااإظرمديی: ف(یْحِلْھُم 





سورة البقرة 1 . 


۱ كي ل س 





وت4 [المائدة:54] أي: يحبهم في الأزل ويحبونه فى الأيدى يحبهم بأن بر معهم ببر محبته 
لهم ليبروا معه يحيهم إياه يبر محبة التي ير بها معهم؛ ويحبونه ولولا محبة لهم ها كانوا ليؤمنوا 
به ويحبوه أبدّاء فافهم جدًا قوله تعالى: طوَالئْيينَ4 [البقرة:172] أي: بنور هذه المحبة يهتدون 
المحبون إلى أهل محبة محبويهم» فإن الجنسية علة الصنم فيؤمنون بهمء ويتابعون هم حی 
المتابعة» فأظهر فوائد خصوصية هذا الإيمان» وأخبر عن ثمرات بذر بر حبه فيهم بقوله تعالى: 
هوَآتى الْمَالَ عَلَى حُتَه» [البقرة:1727] يعني: من ثمزات حبه إيتاء المال على حبه» والمال 
إشارة إلى ما يمال إليه غير الل فمن نتائح بذر بر الحب إنفاق كل محبوب غير الله على حب 
الله ليكون ثمرة بذر حب الله في النهاية بر الوصول إلى حضرة المحيوب لقوله تعالی: طلنْ 
تاوا ابر حى تفقوا مما تَجِبْود) [آل عمران:92] لأن ثمرة كل بذر في النهاية يكون من جنس 
بذرها فى البداية» ولكن فيه معنى وخصوصية أخرىء ولهذا مئل الجنید رحمه الله: ما النهاية؟ 
قال:الرجوع إلى البداية في قوله تعالى: ظوَآئى المَالَ عَلَى حُبَو4 [البقرة:177] معنى آخر؛ وهو 
إنما حصل للعبد من بر الحب ومال إلى البر من عواطف الحق وإحسانه؛ بتجلي أنوار صفاته 
يعطيه وينقصه على حب حبيبه بأداء حقوق الشريعة والطريقة بالمعاملات الطبية والقالبية «إذوي 


"FF ۰‏ 
2_1 گھب ا 


الْقُرْيَى4 [البقرة:177]» وهم الروح والقلب والسر والقربة الحق طوَالْيَتَامَى [البقرة:177]: 
المتولدات من النفس الحيوانية الأمارة بالسوء إذا ماتت النفس عن صفاتها بسطوات تجلي 
صفات الحق: فثبيت وبقيت منها يتامى المتولدات على الدوام من أوصاف البشرية 
لوَالْمَسَاكِينَ4 [البقرة:177]ء وھی الأعضاء والجوارح فإوابْنَ الشبيل4 [البقرة:177]ء القوى 
البشرية والحواس الخمسء فإنهم في التردد والشعر في عوالم المعقولات والمخيلات 
والموهومات والمحسوسات: وإنما «وَالسَائلِينَ» [البقرة:177]› وهم الدواعي الحيوانية 
والروحانية ظوَفِي الرَقٌاب» [البقرة:1727] أي: فك رقبة السر عن أسر تعلقات الکونین؛ وعتق 
رقبته عن عبودية ما في الدارين؛ فإن المكاتب عبد ما بقي درهم؛ فإذا تخلص السر عن أسر غير 
الله وعبوديته بدوام الرقبةء ولزوم المعاملة صار أهل المشاهدة «وَأْقَامْ الضلاة) [البقرة:177]ء 
المحاضرة مع الله بالله ظوَائى الزْكَاةَ» [البقرة:177]ء زكاة مواهب الحق إلى استحقاقها من 
الحق» فهم طوَالْمُوقُونَ بِعَهَدِمِع إِذّا عَادُوا4 [البقرة:177]ء مم الله بالتوحید والعبودیة الخالصة 
يوم الميئاق طوالصٌابرين في الْبَأََای4 [البقرة:177]ء وإنهم من الصابرين في بأساء مراعاة 
الحقوق طوَالضراءِ4 [البقرة:177]ء مخالفات الحظوظ وفناء الوجود عند بقاء الشهود #وَحِينٌ 
الأ [البقرة:177]ء حين بأس سطوات الجلال لا لصيرهم بل لقيام الحق عنهم وبقائهم 
بصفات الجلال اوليك الْذِينَ صَدَقُوا» [البقرة:177]» يبذل الوجود وما عاهدوا الله عليه يوم 
الشهود كقوله تعالى: يِن المُؤْمِنِينَ رجَال صَدَقُوا ما عَاهَدُوا الله عَلَيه [الأحزاب:23] 
وليك هم الْحُتُقُونْ» [البقرة:177]ء من ترك الأنانية بالاستهلاك في الهوية؛ وإن ما ينقضي 


: 





182 سورة البقرة 
جميع ما ضيق عليهم في أمور الدين؛ الواصلون إلى مرتبة الحقيق واليقين. 

رب اجعلنا منهم بلطفك وكرمك يا أرحم الراحمين. 

ثم ناداهم سبحانه إصلاحًا لهم فيما يقع بينهم من الوقائم الهائلة» والفتن العظيمة 
الحادثة من ثوران القوة الغضبيةء وطغيان الحمية الجاهلية؛ المؤدية إلى قتل البعض 
بعضًا ظلمًا وعدوانًا فقال: یا أبھا الْدِينَ آمَنُوا4 مقتضى إيمانكم وتوحيدكم المحافظة 
بزجر النفس الأمارة بالسوء عن مقتضياتها المنشعية من القوى البشرية؛ وإن وقع فيكم 
أحيانا فاعلموا أنه ذكْتتَ4 فرض (عَلَيِكُْ4 في دينكم «القضاض» بالمثل «في 
القثلى) المقتولين عمدًا فيقتل «الحر4 القاتل هِبالْحْرِ» المقتول «43 كذا طالْمَبِدُْ4 
القاتل بالعبد المقتول» وبالحر بالطريق الأولى ر4 كذا يتل الأ القاتلة حرة 
كانت أو أمة ابالأنئى4 المقتولة أيضًاء كذلك لنظيرتها قياسًا على الحر والغبد؛ والأمة 
بالحرة بالطريق الأولى؛ وكذا بالذكرين مهما وافى قتل. الحرء والحرة بالعبد والأمةء فقد 
خولف فيه؛ والظاهر أنه لم يقتل. ظ ٠‏ 

لفن عفِي ل4 أي: للجاني والقاتل من المحقوق والسهام المشتركة بین 
الغرماء الطالبين منه قصاص أخيه المسلم المقتول بيده ظلمًا هِمِنْ أخيه شَيْءْ» قليل 
من الحقوق المذكورة طفَابْباءٌ بالْمَغَوفٍ» أي: فالحكم لازم عليكم في ديتكم أيها . 
الغرماء؛ متابعة المعروف المستحسن عند الله وعند المؤمنين والرجوع إلى الدية وعدم 
القصاص ز4 عليك أيها الجاني آداء أي: أداء الدية التي هي فدية حياتك لبي 
أي: إلى ولي المقتول (إيإخسَان) معتذرًا نادمًا متذللاً على وجه الانكسار بلا مطل 
وكسل طذَلِكَ»4 أي: سقوط القصاص بعد عفو البعض ولزوم الدية بدله «تَحْفِيفٌ4 
لكم أيها المؤمنون وإصلاح لحالكم «يّن» قبل طِرُتَكُمْ4 أما التخفيف بالنسبة إلى 
الغرماء فبتسكين القوة الغضبیةء وتليين الحمية العصبية بالمال المسرة لنفوسهم بعد 
وقوع ما وقعء وأمًا بالنسبة إلى الجاني فظاهر لإبقاء الحياة بالمال 9ِوَرَحْمَةُ4 نازلة لكم ‏ 
من ربكم لتصفية كدورتكم الواقعة بينكم بواسطة القتل طِفمن اغتذَى4 منكم وتجاوز 





الآن من فنون الإحسان ووجود فضائل الإيمان؛ وتصفية الأعمال وصلة الرحم والتمسك يفنون 
الذمم والعفو والوفاء بالعهرد ومراعاة الحد وتعظيم الأثر كثير الخطر محبوب الحق شرعًا 
ومطلوبه أمرٌاء ولكن قيام الحق عنك عند قيامك عنه؛ وامتحانك من مشاهدتك ستهلاك في 
وجود القدم» وتعطيل رسولك عن ساكنات إحساسك أتم وأعلى في المعنى. ' 











سورة البقرة ) 103 


عن الحكم يغد ذَلِكَ4 المذكور بأن قتل الغرماءً الجاني بعد عفو البعض وأخذ الدية. 
أو امتنع الجاني عن أداء الدية على الغرماء ظقَلَّهُ4 أي: لكل من المعتدين عَذَابَ 
ألية4 [البقرة:178] يوؤاخذون ئي الدنیا ہما صدر عنهم؛ ويعاقيو عليها في الآخرة. 


0-7 .۶72 ہے KET E‏ رع یچ ے سا ص ا 
275 ہے 

سے جر س نے ا ص رت سرو سم سر نر یں 2٤ے‏ ره عر سم لاصخ سس سے روو ہد۔ ياد 
إا راتک الوت إن ر یڑا الک الو لد وَالا وین بالعروف حَقا عل 
تر اک اور روع کے دو س و ۔ 


نکی © ق بده تدم تسد مآلك ع ارک ی ع من 


ليا 
سے حم 





ج ارم سرسہے سے ہے ا 
22 


کات من موص جما أو إتما قالح بم ق ثم عد إن الله عفوڑ تس W‏ 4 
[البقرة:182-179]. 


وله أيها الموحدون المكاشفون بسرائر الشرائع . والنواميس الإلهية 
الموضوعة بين المؤمنين فى هذه النشأة خصوضًا في القِصاص» المسقط للجرائم 
الصادرة من جوارحكم البادية عليها «حَيّاة4 عظيمة حقيقية لكم في النشأة الأخرى؛ إذ 
لا يؤاخذون عليه بعد مؤاخذتكم في النشأة الأولى طيَا أؤلي الألَابِ» الناظرين بنور 
الحق في لب الأمور المعرضين عن قشوره طلَعَلّكُمْ تَنُقُونَ4 [البقرة:179] رجاء أن 
تتحفظوا عن مقتضى القوى البهمية» المنافية لطريق التوحيد المبني على الاعتدال 
والوفاق» المؤدية إلى أمثال هذه الخيائات. 0 
ثم قال سبحانه: كيب عَلَيِكُ4 أيضًا في دينكم أيها المؤمنون «إذا حر 
أَحَدَكُمُْ المَؤْتُ4 أي: أسبابه وأماراته إإن تَرَكَ خيرا) مالا كثيرًا يقبل التجزئة والانقسام 
المعتد بها بلا تحريم الورثة هالوَصِيّةُ4 أي: الحصة المستخرجة منها لرضاء الله 
للفقراء المستحقين لهاء وأفضل الوصية وأولاها الوصية (ِلِلْوَالِدَيْنِ وَالأثْرِينَ4 إن كانوا 
مستحقين لهاء وأيضا أفضلها الاستخراج «بالمغزوف4 المعتدل المستحسن بين 
الناس؛ بحیث لا يتجاوز عن ثلث المال؛ لثلا يؤدي إلى تحريم الورثة وما فر ضص في 
الوصية فی دینکم إلا حًا لازمًا «عَلَى المْتّقِينَ» [البقرة:180] الذين يحفظون 
إيمانهم وتوحيدهم بمحبة الفقراء ومودة ذوي القربى عما يضاده ويخالفه. 
٠‏ (فمن بَدلّه4 غيره من الأوصياء والحضار الشاهدين عليها (بَعدَمَا سَمِعَة4 من 
الموصي صريسًا طفَإِنْمَا إِنْمْهُ4 أي: إثم التبديل والتغيير طعَلّى» المبدلين المغيرين 


184 سورة البقرة 


الْذِينَ لون ظلمَا وزورًا (إنَّ الله سَمیغ4 بأقوال الموصي عَليم) [البقرة:81 [ 
ہما صدر من المبدلین المغیرین: فيجازي كلا منهم على مقتضى عمله. 

مهم خاف» من الأوصياء والوکلاء ظمن موصِ4 حین الوصبة لجَنًا از نما 
اع نمی ميلا يبعض المستحقين» سألهم على مقتضى علمه بأحوالهم فلا |إئم 
عليه أي: على الوصي في هذا التبديل والتغييرء بل يرجى من الله بإصلاحه الثواب له 
ولمن أوصى إليه إن الله المطلع بحالهما لغَقُورَ رَجِيمْ4 [البقرة:182] لكل منهما. 


3 اھا لذن اموا کی کب يڪم اليا م گما كيب عل لیے ین رب 


ملم تمو 0 تند ق ات مكائي لاصيا اياي 
خر وَعَل از بطق ند وڈ ر ذَيَةَ طمًا م کین ۽ قن تلع زرا موحل أن تومو 


مح لاس ر ل ار ارا 


کولم ن نر 7 هو رمان ألِئ أُنزل فو اَلَشَرَانُ حُکی 
إلناس وبحتب من الهدئ وَالْعرفان فم کمن گہة ونم ا کر قل لیر لص و رمن ڪان 
ریش أو عل سر فيد ة مااي ضر رید ا یکم ال سر وَل يريد يد بكم 
شر ويملا آي ول ڪيروا آله ع مَاهَدنکم ملم غو 
4W‏ [البقرة:180-183]. 
ثم لما نبههم سبحانه بنبذ ما يتعلق بتهذيب ظاهرهم؛ أراد أن ينبههم على بعض 
ما يتعلق بتهذيب باطنهم فقال أيضًا مناديًا لهم: (ِيَا أَيْهَا الْذِينَ أمنوا كيب عَلَْيِكُمْ4 في 
دینکم وَالصِيَامْ4 هو الومساك المخصوص من طلوع الفيجر الثاني إلى غروب الشمس 
في الشهر المعروف بلسان الشريعة. والإمساك المطلق والإعراض الكلي عما سوی 
الح عند أولي التھی والیقین المستکشفین عن سرائر الأمورء المتحققين بها حسب 
المقدور كما کیټ على امم الأنبیاء «إالْدِين) خلوا جين قبلكم) وإنما فرض 
عليكم طلَعَلْكْنْ 5 فون [البقرة 3 رجاء أن تحفظوا أنفسكم عن الإفراط في الأكل 
الممیت للقلب المطفیع نيران العشق والمحبة الحقیقیة. 
وإذ فرض عليكم صوموا ڈآیائا4 قلائل ئندذوڌاټ) هي شهر رمضان فن 
کان منكم» حين ورود شهر رمضان الذي فرض فيه الصيام «مريضا» ضا يضره 





٣ 





سورة البقرة 185 


الصوم أو يعسر عليه «أؤ4 حين وروده «إعَلّى) جناح «إسفر) مقدار مسافة مقدرة عند 
الفقهاء فأفطر 9فْعِدّة مَِنْ أيَام 8و مساوية للأيام المقطرة يجب على المفطر بلا 
كفارة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُوئَهُ4 أي: الصومء فيفطرونه مع أنهم ليسوا مرضى ولا 
مسافرین فِذية4 هي (ِطَعَامْ يشكين» أي: دية كل يوم من الام المغطرة ة من رمضان 
طعا واحدٍ من المساكين لفن تَطَرّع4 زاد في الفدية عير تبرعًا زائدا مما كتب له 
طفَهُوَبُ أي: ما زاد عليها خير لَه عند ربه يجزيه عليه زيادة جزاء #وأن تَصُومُوا4 
أيها المؤمنون خير لك من الفديةء وزيادة عليها متبرعًا «إإن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ4 [البقرة: 
4] سرائر الإمساك والفوائد والعائدة منها إلى نفوسكمء من كسر الشهوة والتلقي 
 ,‏ على الطاعة والتوجه مع الفراغة» هذا فى بدء الإسلام؛ ثم نسخ بالآية ستذكر. 
۱ واعلموا أيها المؤمنون أن أفضل الشهور عند الله وأرفعها قدرًا ومرتبة: «إشَهُرُ 
: رَمَضَانَ الي أنرل فيه القُرآنُ4 أي: ابتداء نزوله أو نزل کلە فيه؛ بل الكتب الأربعة كلها 
| تنزل فيه على ما نقل في الحديث وكيف لا يكون أفضل الشهور والحال أن القرآن 
المنزل فيه هذى لئاس( المؤمنين بتوحيد الله المتوجهين نحو جنابه يهديهم إلى 
مرتبة الیقین لوَیَْنّاتٍ یچ شواهد وآيات واضحات 8مَنَ الهُدَّى# الموصل للمستكشفين 
عن سرائر التوحيد إلى مرتبة عين اليقين ©وَالْفْرْقَانِ4 الفارق لهم بين الحق الذي هو 
الوجؤد الإلهي» والباطل الذي هو الوجودات الكونية يوصلهم إلى مرتبة حق اليقين 
فمن سهد أدرك همِتكُمُ الشَهْرَ»ُ المذكور مقيمًا مطيمًا بلا عذر ظقْلْتضْمة4 ثلاثين 
يومًا حتى بلا إفطار وإفداء؛ لأن هذه الآية ناسخة للآية السابقة. 
رومن کان مريضاي لا يطيق على صومه خوفًا من شدة مرضه «أؤ عَلَى4 متن 
صقر فأفطر دفعًا للحرج ظقَعِدّةٌ مَنْ يام أخَرَ4 أي: لزم عليه صيام أيام أخر قضاء 
لأيام الفطر إنما يريد الله بَكُم4 أيها المؤمنون فالیشرَ لئلا يتحرجوا ولا بريد بكم 
ارچ لئلا تضطروا وتضطربوا وإنما رخص لكم الإفطار في المرض والسفر 4 
ألزم عليكم القضاء بعد طِلْتَكْمِلُوا العِدّةَ» المفروضة لكم في كل سنة؛ لثلا تحرموا عن 
.. منافع الصوم لوَلِتْكْبَرُوا اللة4 وتعظموه «عَلَى ما هَدَاكُمْ4 إلى الرخص عند الاضطرار 
: طرَلْعَلْكُم تَشْكْرُون» [البقرة:185] تتشبهون بشكر نعمه الفائضة عليكم في أمثال هذه 
المضائق إلى ذاته؛ أو بشكر نعمه تتقربون إليه. 


وو یکا سالک یبای یی کان قرم یت أحيث دَعوَةَ ألدَاع إِذا دع 


ریب 




















حا 


ىا 


186 سورة البقرة | 





فليس جي بوا لی ولیومسوا یی لمهم برش ہک ایل تم ايار رر 
ا ھک و هن لباس لک وأ لباس ھن علم مه 2 نم ٹم من 
ساب عَم وما عن فان روه وسوا ما ڪب اله کک و 

تي تاخبط اليش ينا ييل الد ووم انر ا شرو 

سم عَدَكعُونَ في ألْمجِدٌ يَإْقَ حُدُوة لو فلا رووا كلك بب 27 ا 


مر َبَمُرْيتوْت (4»)2 [البقرة:187-186]. 


(وَ4 لذلك أخبر سبحانه نبيه يل إرشادًا لعباده الشاكرين لنعمه عن تقربه إليهم 
بقولهم: طإذا سالك > أيها الذاعي للخلق إلى الحق «عِبَادِي» الشاكرين لنعمه ؤِعَنَي »4 
بقولهم: أقريب إلينا ربنا فنتاجيه مناجاتنا نفوسناء أم بعيد منا فنناديه نداء الأباعد؟ قل 
لهم يا أكمل الرسل في جوابهم نيابة عني: ؤفَإني قَرِيبَ4 لهم من نفوسهم بحيث 
(أجِيبُ دَعْوَةٌ الذاع إِذَا ذَعَانِ4 استقبله سريعًا لإجابة دعاثه كما أشار إليه في الحدیٹ 
القدسي حکایة عنه سبحانہ ظفَلَیْنتُجیبوا لي في جميع مهماتهم وحاجاتهم (ِوَليِؤْمُِوا 
بي4 معتقدين بي إيصالهم إلى غاية متمناهم؛ إذ لا مرجع لهم غيري ولا ملجأ لهم في 
الرجود سوايء وإنما أخبروا بما أخبروا وأمروا ہما أمروا فلَعَلَهُم یَزشُدُونً4 بھ 
6 رجاء أن يهتدوا إلى مرتبة التوحيد راشدین مطمثنین. 

اھدنا بلطفك إلى مقر عزك يا هادي المضلين. 

ثم أشار سبحانه إلى بيان أحكام الصوم مما يتعلق بالحل والحرمة فيه فقال: 
اجر لكُم4 أيها الصائمون وليل الصِيَام4 دون نهاره؛ إذ الرمساك عن الجماع في يوم 
الصوم مأخوذ في تعريفه شرعًا طِالرْفْتُ4 الوقاع والجماع إلى سايكم) أي: مع 
نسائكم اللاتي ف٭هْنْ ناش لَكُم لا تصبرون عنهن لإفضاء طبعكمء وميل تفوسكم 
إليهن (وائئم م لاس لَهْنْ4 أيضاء لا يصبرن عنكم لاشتداد شهوتهن إلى الوقاع بأضعاف 
ما آنتم عليه وإنما رخص لكم الوقاع في لياليه؛ إذ (ِعَلِمَ اللذق المحيط بسرائركم 
وضمااری انم کخم لو كلفتم بها «تختائون الشنکم قاب علیكم4' أي: 


(1) قال نجم الدين كبرى: أخبر عن تغضله بالنوال قبل السؤال يقوله تعالى: 7 يله الصِيَام 


ظ 
غ 
1 





| 


) سورة البقرة ) 157 


مکح ا س 





الوْقَتُ إلى نِسَائِكُمْ4 [البقرة:187]ء والإشارة فی تحقيق الآية أن لخواص الإنسان بحسب 
0 تزكيهم من الروحاني والحيواني تلونًا في الأحوال لا بد لهم منه» فتارة يكونون بحكم غلبات 
الضفات الروحانية والواردات الربانية فى ضياء نهار الروحانية النورانية» ففي تلك الحالة لهم 
سكز يغنيهم عن المشارب التفسانية» قفيصومون عن الحظوظ الانسائیة؛ وبقوا مع تلك الحالة 
زحلاشت نفوسھم بسطوات صفات الجلال؛ وطاشت آرواحهم؛ وما عاشت أبدانهمء كما من الله 
عليهم بقوله: طقُل آرأیٹم إِنْ جَعَل الله عَلَيِکُم النھَاز سَرمَذا إِلّی زم الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَه غَيِرُ الله ايحم 


1 ليل تَسَكُْونَ فيهِ4 [القصص:72]. وتارة يكون بحسب الدواعي والحاجات الحيوانية مردودين 
إلى ليلة ظلمات الصفات الإنسانية» وفي تلك الحالة لهم صحو يعيدهم إلى أحكام عادات 
: طبائع الحيوانية» ولو بقوا على تلك الحالة لماتت قلوبهم بهجوم الآفات وفات لهم من الحقوق 
×7 ٣ھ‏ ۳ - - ۳ 29 5 E f‏ کے و : 57 بس ہے 
ما قات؛ كما قال تعالی: لقُل أزأیئم إِنْ جَعَل الله عَلَيكُمْ النْهَارَ سَرْمَدًا إلى يَوْمْ القِيَامَة ٭ 
0 وقال تعالى: ط(اجل لکن لَيْلَةَ الصِيَام4 [البقرة:187]؛ أي: ليلة تسترحون فيها ونستعدون لصيام 
: غداتها؛ يعني: إن لم يكن ليلة الصيام ما أحل لكم فيها <الوْفْتُ إلى نِسَائِكُمْ4 وهي التمتعات 


النفسانية من الأمتعة الدنياوية المسخرة للنفس؛ لنفوذ تصرفها فيها تصرف الرجال في النساء؛ 
لاستيفاء الحظوظ تقوية على أداء الحقوق ولا تكون مسخرة لها؛ لینفذ فیھا تصرفھاء فهْن لاش 
لَك [البقرة:187]؛ أي: التمتعات بالحظوظ الإنسانية ستر لكم؛ ليحميكم عن حرارة شموس 
الشھود بلباس ظلمات صفات الوجود؛ كيلا تحرقكم سطوات تجلى صفات الجلال؛ فوَأَكُمْ 
ناش لَھُ نہ [البقرة:187]؛ أي: بلباس صفاتكم الحميدة وأنوار أعمالكم الصالحة تسترون 
معايب الدنيا وتمتعاتكم بمتاع شهوات النفس ولذاتها؛ لقوله6ة: «نعم المال الصالح للرجل 
الصالح؛ والمال هو الملعون الذي قال يل فيه: «الدنيا لمعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما 
والاه»» فصار المإعون صالخا ولقب بنعم إذا آمن بصلاح الرجل الصالح ِعَلِمَ الله أنَكُم کُثُم4 
في حصوصية البشريةء نتخاون آنفسكم باستيفاء حظوظكم الحيوانية في ليالي الطلب من 
ضعفكم واستيلاء شهواتكم» عاب عَلَيكُمْ4 بنظر العناية إلى قلوبكم؛ طوَعَفا عَنْكُمْ 4 أي: محا 
آثار ظلمات صفاتكم بأنوار هدايته عنكم» طِفَالآنَ4 أي: في هذه الحالة؛ ظِبَاشِرُوهُنُ4 رخص 
لكم في مباشرة الحظوظ النفسانية بقدر الحاجة للضرورة الإنسانية بالأمر لا بالطبعء طوَالتَمُو 
بقوة هذه المباشرةء جما ڪټ اه نگ من المقامات العلية والدرجات الرفيعة؛ لِوَكُلُو د 
وَاشْرَبُوا4 أي: تمتعوا بالحظوظ؛ لرفع الحاجات الإنسانية في ليالي الصحوء طحَنّى يتين لَكُمْ 
الكَیط ایض من الخيط الأشود من القَجري أي: تظهر آثار أنوار شمس صفات الجلال 
وتمحو ظلمات الصفات والآمال في نهار السكرء ظثُمْ أَتِمُوا الصَِيَاءَ4 بالامتناع عن الاستمتاع 
عن المشارب الروحانية والحيوائية إلى الليل) [البقرة:187]؛ أي: ليل الصحو بعد السكر. 
ولا تباشروهن» أي: وتشغلوا القلوب بالحظوظء ولا الأرواح بالاسترواح؛ ولا الأسرار 
دا - 





1 r 
1 
٦ 3 :اع‎ 
7 0 و .ہہ‎ 
۰ : 
رس ے‎ 
۰ سی . م‎ 


188 صورة البفرة 


توقعونها بأيديكم إلى الخبائث فتعاقبون عليهاء وتحرمون جزاء الصوم المتكفل لها 
الحق بذاته؛ كما قال کی حكارة له سبحانه: «الصوم ۳ وأنا أجزي به»". 

9و4 إذا علم سبحانه منكم ما علم طعَفَا» محا إغنكة) ما يوقعكم إلى الفتنة 
بَاشْرُوَهُنٌ»4 أي: ألصقوا بشرتهن لبشرتكم في ليلة الصيام المرخصة فيها الجماع؛ ولا 
تخافوا من عقوبة الله عليها بعد ما أذن (وَابْتَمُواكُ اطلبوا سرائر ما كب قدر طالله 
لم4 من الولد الصالح المتفرع على اجتماعكم من نسائكم؛ إذ سر الجماع والنزوع 
المستلزم له إبقاء نوع الإنسان المصور بصورة الرحمن؛ لیترقی في العبودية والعرفان 
إلى أن يستخلف وينوب عنه سبحانه 9وَكُلُوا4 في ليلة الصيام لوَاشْرَبُوا4 فيها حى 
تَِيْنَ4 أي: إلى أن يظهر طِلكُمْ»4 بلا خفاية «الحيط الأبيض أي: البياض الممتد 
الذي يقال له في العرف: الصبح الصادق طمن الحَيِْطٍ الأشوّدِ» البياض المتوهم قبل 
الصبح الصادق المعبر عنها بالصبح الكاذب»؛ وكلاهما و الفْجْر4 الشامل لهماء وهو 
آخر الليل. 

ظئُم أترا الصَيَام من الوقت المبين إلى ابتداء «اللَيل4 وهو غروب 
الشمس بحيث لا يرى في الأفق الشرقي بياض وحمرة منها «ؤلآ يُبَاشِرُوهُنْ4 في ليلة 
الصيام أيضا (وَأنْكُمْ غاكِفُونَ4 معتكفون «في المَسَاجِدٍ» إذ الاعتكاف في الشرع عبارة 








بالاستظهار عن الأغيار, راشم عَاكْفُونَ في النساجدِ4 أي: مفیمون في مقامات القربة 
والوصلة: مجاورون في حظائر القدس ومجالس الأنس؛ يعني: عند احتياج النفس بالضروريات 
الإنسانية في بعض الأوقات وإشغالها بهاء كونوا بالضرورة فيهاء وبالقلوب والأرواح والاسرار 
كاثنين مع الحق بعيدين عن الخلق» وهذا مقام أهل التمكين؛ فإنكم إن کتم مشاغیل بنفوسكم 
کتم محجربين فيكم بكم عناء وإذا کتم قائمین بنا فينا فلا تعودوا منا إليكم؛ بلك حُدُودُ اليه 
أي: تلك القربة والوصلة والاعتكاف والتبتل إلى الله حدود اللہ «فلا تَقْرَبُوهَا» بالخروج عنها يا 
أهل الكشوف والعكوف: ولا تقربوها بالدخول فيها يا أهل الكوف والخسوف. (كَلَلِكَ بين 
ال يظهر الله طآَاتِه4 ودلائله وبراهينه؛ «لِلئّايس» أهل الصدق والطلبء للَعَلْهُعْ يقوذ 
بأنوار العراطف والجود عن ظلمات شرکەة الوجود۔ ۱ 
(1) أخرجه أحمد (232/2: رقم 7174)» وعبد بن حمید (ص 4288 رقم 921) ومسلم (807/2 : 
ركم 1151). والنسائي (162/4 ٠‏ رقم 2213 عن أبى سعيدء 2214 عن آبي هريرة» وابن 
خزيمة (198/3 »رقم 1908): واين أبي شيبة (272/2 › رقم 4893). ) 








سورة البقرة ) 189 
عن اللبث في المسجد على نية التقرب» فيبطله الخروج إلا إلى التوضؤ والطهارة 
والجماع كمه لیس ہمر حص شرعا تلك 4 الأحكام المذكورة دود الدج الحاجزة 
بینه وبینکم؛ لئلا تتجاوزوا عنها طقلا تَفْرَيُوهَا4 إلى حيث يتوهم تجاوزكم عنها 
لِكَذَلِكَ» كالحدود والأحكام المأمور به والمنهية طُيْبَيَنُ الله الهادي إلى وحدة ذاته 
جميع «آياتِه4 أي: علاماته الدالة على توحيده الذاتي ظِلِلئّايس4 الناسين العهود السابقة 
بواسطة تعيناتهم طِلَعَلّهُعْ يَنُقُونَ4 [البقرة:187] رجاء أن يتخذوا عنها بسبب إشراق نور 
الوجود الحق المفني لها مطلقًا. 

2 ولا تاوا آم موالکم بین بالطل وذ ذلا بها إل لكا كام لِتَأكُلُوأ رِينًا من 
انول آلا الاثم اتاق و بعر کوک اک الاو ر موو یت للا 
اوت اماک دص اترےے © تا فى بي لم 
الین بکیڈونگ وکا دوا إت آل ا يُجث الم کربت لن © [البقرة:188- 


.0 





وگ من جملة الأحكام الموضوعة فيكم لإصلاح حالكم ان لا تأكلوا 
أنوالكُم يبتكم» ای: لا یاکل کل منکم مال الآخر طباليَاطِل4 أي: بالسبب الباطل الغير 
المبيخ له أكل مال الغيرء من السرقة والغصب والربا والرشوة» والحيل المنسوبة إلى 
الشرع افتراء؛ وغير ذلك مما ابتدعه الفقهاء في الوقائع من الحیل والشبہ؛ ونسبوها إلى 
السمحة الحنيفية البيضاء المحمدية» المنيئة عن الحكمة الإلهية» المنزهة عن أمثال تلك 
المزخرفات الباطلة #وٌ»4 أيضًا من جملة الأحكام الموضوعة أل وِتُذْلُوا بهَا4 أي: لا 
يحاول بعضكم مال البعض طإِلّى الخكام4 المسلطين عليكم؛ أي: لا يفتري بعضكم 
بعضا افتراءٌ يوقع بينكم العداوة والحكومة والبغضاء المفضية إلى المصادرة المستلزمة 
لأخذ المال من الجانبین: ومن أحد المجانبين «لتأكلرا4 أي: الحكام طفْرِيقًا4 بعضًا أو 
كلاً ين امو ال الثابس» المظلومين «بالإثيم4 الصادر عن المدلي والمغري (زآئم4 
أيها المدلون طتَمْلَمُونَ4 [البقرة :8] أنكم آثمون مفترون. 
ا بك نعتصم عن أمثاله يا ذا القوة المتين. 








190 سورة البقرة 


ثم لما قدر سبحانه في سابق علمه الحضوري سؤال أولئك السائلين عن كمية 
ازدياد القمر وانتقاصه وبدوه رقيقًا واستکماله» ورجوعه على ها كان عليهء أخبير نبيه ين 
عما سألوه امتنانًا عليه فقال: (ِيَسْألُونَكَ» أيها الداعي إلى الحق ظِعَنِ» كمية تغير 
«الأهأة قل واختلافها كمالاً ونقصاناء قل لهم في جوابهم كلام ناشئًا عن لسان 
الحكمة مطابمًا لأسلوب الحكيم مقتضى حالكم وإدراككم: إن: تسألوا عن الحكم 
والمصالح المودعة فيها لا عن كمية أمر القمرء فإنها خارجة عن طوق البشرء ونهاية 
مدارك العقلاء من أمر القمر ليس إلا أن نوره مستفاد من الشمس» وإنه مظلم في ذاته 
رإن استفادته النور بحسب مقابلته بالشمس» وعدم ممانعة الأرض منها. 

وإمًا أن الشمس ها هي في ذاته والقمر ما هو؟ والارتباط بينهما على أي وجه 
فسر؟ لاا يحوم حوله عقول أحد من خلقه» بل مما استأثر الله به في علمه؛ فلا يسأل عنه 2 ' 
أحد. بل إهي) أي: الاختلافات الواقعة في القمر زيادة ونقصاثاء ترقيًا وتنزلاً لأجل 
أنه «مَواقيث) معينة هلِلئايس»6 في أمور معاشهم من الآجال المقدرة؛ لقضاء الديون 
والعدة وتعليقات المتعلقة بهاء وغير ذلك من التقديرات الجارية في المعاملات بين 
الناس في العادات والعبادات ر4 خصوضا في احج والصوم والنذر المعيئة: 
فإنها كلها تضبط باختلافات إلى غير ذلك من العبادات المؤقتة ري كما أن سؤالكم 
هذا ليس من الأمور المبرورة المتعلقة لدينكم وتوحيدكم كذلك «ليس البو پأن تأثوا ٠.‏ 
البِيُوتَ من ظهُورهَا» لا من أبوابها. 

الأنصار كانوا إذا أحرموا للحج لم یدخلوا من أبواب البیوت: بل يثقبون ظهورها 
ويدخلون منها يعدون هذه الفعلة من ا المبرورة وبعتقدونها كذلك لذلك نبه 
سبحانه على خطئهم» وأرشدهم إلى البر الحقيقي بقوله: [وَلَكِنْ الب المقبول عند الله 
بر «مَنِ الْقَى4 عن محارم الله مطلقًا حين لبس الإحرام؛ إذ الإحرام للموت الإرادي 
المعبر عنه بلسان الشرع بالحج بمنزلة الکفن للموت الطبیعی؛ فكما أن لايس الكفن . 
محفوظ عن جميع المحارم اضطرازرًاء كذلك لابس الإحرام لا بد أن يتقي نفسه عن 
جميع المحارم إرادة واختيارًا 9و4 إذا لم يكن الدخول من ظهور البيوت وثقبه من الير 
«أثوا ابوت بن أَبوَابهَا4 مغمضين عيونكم عن محارم اللہ انوا ا مخلصين له 
خائفين منه «لْعَلّكُم تُفلِحُون» [البقرة:189] رجاء أن تفوزوا بالفلاح من عند الله بسبب 








سورة البقرة 191 


سوره يقرا ا س 
ڈو من جملة الحدود الموضوعة فيك: القتال مع أعداء دينكم الوا في 
سَبيل الله مع المشركين المعرضين عن طريق الحقء المائلين عنه تعننًا واستکباڑا 
وخصوصًا مع هِالْذِين بَقَاتِلونكُم4 ویقصدون استثصالکم بادین للقتال مجترئین علیھا 
ولا تَعْتَدُوا»4 ولا تتجاوزوا أيها المؤمنون عما نهيتم عنه من قتل المعاهد» والفجر 
والاقتحام فجأة» والمقاتلة في الحرم وفي الشهور المحرمة» والابتداء بالمقاتلة وغیر 
ذلك طن الله ل يُحِبُ المُعْتَدِينَ4 [البقرة: ]190‏ المتجاوزين عن الحدود والعهود. 


ت رغ فد م 


e 5‏ سر لہ ويه e‏ بيك وم ۔ = - 1 قر ارب 

8 واتلوهم حیث دنم وم وأخرجوهم سَنْ حَيْثُ حرجو والفدنة أشد من امل ولا نقادلوهم 

ل ہے یس عاك وج ا وتش ویر وکس س اک AEE‏ 
عد اتید رار کی بورگ فد کان كلوح فافن و ہم کل جا الکغیں لا انان 


لھ سرک ار سان 


۳ ت 2 م ا يس سے ع 7 
ائه عفر ت ا وَئْلوهم حق لا تكن يذتة وين لَه نِأنهوا ملا عد انلا عل 
لدي الہ رکفم باکر تفر لزت وما فی اتکی ایک دواو برشل 
ا دی یک نفا آل اغا ن َه مع لت نیا & [البقرة:194-191]. 

ۋر إن اجتمعوا لقتالكم وتوجهوا نحوكم افو م حَيِتْ ُتفمْرَهُمْ» أي: في 
أي مكان وجدتموهم طوَأَخْرِجُوهُم» إن ظفرتم عليهم همَنْ حَيِثْ اخ روک آي: 
مكة ر4 ألقوا بينهم الفتن والاضطراب وأوقعوهم في حيص بيص؛ إذ الفشئة آشذ 
أثرًا. «مِن القثل» لأن أثر القتل منقطع به وأثر الفتنة مستمر دائم غير منقطع 437 
عليكم المحافظة للعھود خصوضا لا تُقَاتِلْوَهُنْ4 وأنتم بادون للقتل طعِندَ المَسْجِدٍ 
الحَرَام» الذي حرم فيه إزالة الحياة مطلقًا 9حَتّى بُقَاتلُوكُمْ فيد وهم بادون معتدون 
عن حدود الله قإن قَائَلُوكُعِ فَافُْلُوَمُع بعد ذلك فيه أيضًا قائلين: «كذلِك جزاء 







(1) قال نجم الدين كبرى: ثم أخبر عن النجاة وطريق نيل الدرجات بقوله تعالی: ظوفَابلوا مي مل 
الله الْذِينَ يُكَاتِلْونَكُمْ» [البقرة:190]ء والإشارة في تحقيق الآية أن قاتلوا من يمنعكم عن السير 
في سبيل الله؛ أو أراد أن يقطع عليكم طريقه من شياطين الأنس والجن حتى نقوسكم؛ وإن 
أعدى عدوك نفسك التي بين جنبك؟ ولهذا كان النبي 4 يقول إذا رجع من جهاد: «نرجعنا من 
الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» وَلَا تَعْتَدُوا» [البقرة:190]؛ أي: لا تجاوزوا عن حد 
الشرع» فتجاهدوا بالطبع ولكن كونوا قائتين على قدم الاستقامة بقدر الاستطاعة» وهو أن تقولوا 
' حيث ما توقفون» وتفعلوا ما به تؤمرونء (إِنَّ الله لا یج الْمُعْمَدِينَ» [البقرة:190]ء فلا 
٠‏ تجمعون طرفي الإفراط والتفريط. ظ 


ااا 0 


192 سورة البقرة ١‏ 
الکافرین پ4 [البقرة:191] الهاتكين حرمة بيت الله. 

إن انتهزا) عن الكفر والقتال مع المؤمنين وآمنوا علی وجہ الإاخلاص ففَإِنُ 
لله المطلع لضمائرهم ظعَفُورُ» لما صدر عنهم من الكفر ظرُجِيمْ4 [البقرة:192] 
لهم بما ظهر منهم من الإيمان والإسلام. 

الوم أبها المؤمنون إلى أن تستاصلوهم خی لا تَكُون َئتة» أى: ل 
تبقى نننه يفتتنون بها ويشوشون منها (وَيكُونَ اليينُ4 كله «لو» بلا مزاحم ولا 
مخاصم ظفَإِنٍ شزا عن كفرهم بلا مقاتلةٍ ودخلوا في دين الإسلام طائعين لفلا 
عُذْوَانَ 4 ولا عداوۃ باقیا لکم معهم؛ بل هم إخوانكم في الدين «إلا عَلَى الظَالِمِينَ4 
[البقرة:193] أي : مع الظالمين منهم المجاوزين عن الحدود والعهودء المصرين على 
ما هم عليه من الكفر والجحود. ظ 
وبعد ما قاتل المشركون مع المؤمنين عام الحديبية في ذي القعدة الحرام» عزم ٠‏ 
المؤمنون الخروج إلى مكة لعمرة القضاء أيضًا فيها في السنة الثانية وهم يكرهون ‏ ' 
القتال؛ لثلا يهتكوا حرمة شهرهم هذا كما هتكواء أنزل الله عليهم هذه الآية فقال: ٠‏ 
طالشھز الْحَرَامُ بالشُھر ألْحَرَام4 أي: لا ينالوا ولا يمتنعوا عن القتال فيه؛ إذ هتككم 
حرمة شهركم في هذه السنة بسبب هتكهم حرمتہ فی السنة السابقة فیؤول کلا الھتکین ۱ 
إلیھم فإوَالْحْرِمَات قصاض* أي: واعلموا أن الحرمات التي يجب محافظتها وعدم 
هتكها يجري فيها القصاص بالمثل؛ فلما هتكوا حرمة هذا الشهر فی السنة السابقة 
فافعلوا معهم في هذه السنة بمثله ولا تجاوزوا عنه ظفْمَنَ اغقدى عَلَدَكُمْ فَاغتَدُوا عَلَِه 
بِمثْلٍ ما اغْتدى عَلْيِكُنْ» وهذا أيضًا من الحدود الموضوعة بینکم لإصلاح حالكم 
وتهذيب أخلاقكم (ذَائَقُوا الله أن نتخلفوا عن حدوده بالإقدام على ما نهيتم عن 
والوعراض عما أمرتم به لوَاعْلَمُوا4 أيها المؤمنون «أنَّ اله المدبر لكم المصالح 
لأحوالكم مع المْتْقِينَ4 [البقرة:194] منكمء وهم الذين يحفظون نفوسهم عن محارم 
الله ومنهياته. ويرغبونها نحو أوامر الله ومرضياته. 

` 2 انف أي سبد لاف 1 كلق اتيك ل الإلكزوكييج 5 أي لضي‎ ١ 
کیا تع واوو ن خیرم انرو اکت وک انمتن خلت عاذ تك ا‎ 


0 
سے 


س ار اس .َ‫ . ہے ع ا ہے ےا ے سے 5 کا - 8 ا 2 ۱ ہے ا 
کات نکم میا ار پو أذى ين أو وَديَتين تار اَزَصَتتَو اوش د فن تمتم بالعمرة .۰ 




















مورة البقرة 193 





عل ع ص بي ےت تد سیر ہے س م ا سر م 


إل للح قا اتسر من اهدي فن ل يِذ ميا تحير في لي وَسبََدًا مَجَمْبه َلك عكر ية 


کک لمن لم یکی اض حساضری المسچد ا راو وأتغوا الله واعلمُوا ن الله سيد اقاب {Ws‏ 
[البقرة:196-190]. 


و من جملة الأخلاق الموضوعة فيكم: الإنفاق من فواضل أموالكم إلى الفقراء 
والمساكين الذين أسكنهم الاحتياج والإسكان في زاوية الخمول طوَاأْنْقِقُوا4 أيه 
المؤمنون في سیل الله مقتصدين في فيه بين طرفي التبذير والتقتير المذمومين عند الله 
وعند المؤمنين ڈول تُلْقّوا بأنديكم» أنفسكم (ِإِلَى التَهْلّكَةِ4 والمشقة بالإسراف 
والتضييع أو بالبخل والتقتير؛ إذ بالبخل تبقى النفس في ظلمة الإمكان وتوطن في وحشة 
الحرمان والخذلان ظ4 من جملة أخلاقكم الإحسان طِأَخِْئُوا» أيها المتوجهون إلى 
فضاء التوحيد أخلاقكم وأعمالكم وجميع أوصافكم؛ إذ ما من نبي ولا وليذٍ إلا هو 
مجبول على حسن الأخلاق والشيم المقتبسة من أخلاق الله سيحانه» لذلك استحقوا 
الخلافة والنيابة إن الله يُحِتُ الْمُحْسِبِينَ» [البقرة:195] المتفضلين بالأموال والأعمال. 


٠‏ ,فو من الأركان المفروضة في دينكم أيها المحمديون طأبِمُوا الحَجّ»م أي: 
الخصائل والنسك المحفوظة المفروضة فيهء وإن أدى إلى المقاتلة والمشاجرة 


١‏ . طوَالْعْمْرَة» الأمور المسنونة فيه لله قاصدين التقرب إليه والتوجه إلى بابه؛ إذ الحج 


الحقيقي هو الوصول إلى الكعبة الحقيقية التى هي الذات الأحذية هِقَإِنْ أُخصزث4 
مُنعتم وحبستم بعدما أحرمتم للحج والعمرة من الوصول إلى الميقات» وتتميم 
الواجبات ظقُمَا اشٹیسَر مِنّ الهَذي»ٌ أي: فعليكم إذا أردتم التحلل والخروج من 
الإحرام» ذبح ما تيسر لكم حصوله من الهدي المحللء مثل البقرة والبدنة والشاة 
وغيرها بحسب طاقتکم وقدرتکم, بأن تبعثوها إلى الحرم أو تذبحوها حيث أحصرتم 
ولا تَخْلِقُوا رُهُوسكغ» أيها المحصورون المريدون التحلل خی یَلَع الهَذيٰ مَجِلّه4 
المبعوث إليه؛ أو تذبحونه في المكان المحصور فيه؛ والحاصل ألا تحلقوا رءوسكم 
قبل ذبح الهدي أو قبل وصولها إلى الحرم. ظ 


3 أ من تزاحم قمل 1 صداع مفرط او جرب مشوش وحلق لأجله <قَفِذْيَة4 أي: 





14 سورة البقرة 


فاللازم عليه الفدية سواء كان «إمّن صِيامٍ4 مقدر بثلاثة أيام للفقراء العاجزين عن غيره 
«أز صَدَقَة4 مقدرة بثلائة آصع من الطعام للمتوسطين اؤ نشك من بدنة أو بقرة 
أو شاة للأغنياء على اختلاف طبقاتهم طفَإذا أمنثم 4 أي: إذا أحرمتم للحج حال كونكم 
أمنين من الموانع من إحصار العدو والمرض العارض ونزول الحادئة وغير ذلك من 
العوائی: فعليكم إتمام نسكه على الوجه الذي أمرتم به بلا إهمال شيء من آدايه 
الممحفوظة فيه. 
فمن َنَم تقرب إلى الله طِبِالْعُمرَة4 من أشهر الحج قبل تقربه إليه بالحج؛ 
وبعد ما تم مناسك عمرته قصد (إِلى الحَج فما اشتيشر) أي: فعليه ما استيسره «إمن 
ایی ويقال له عند الفقهاء: دم الجبران» يذبح. حين أحرم للحج ولا تأكلوا منه 
فمن لم جذ الهدي منكم لفقره «فُصِيام نَلاثةِ أیام في4 زمان طالحَج وَمَبْعة إِذا 
رَجَعْتُمْ4 إلى أوطانكم وأهليكم؛ إذ الصوم فيها خصوضًا في أيام الحج من أصعب 
المشاق المفضي إلى الحرج «تلكَ عَحَْرَةٌ كَامِلة4 قائمة مقام الهدي للفقراء الغرباء 
الفاقدین وجه الھدایف وإنما أمرتم بصوم ثلاثة فیھا؛ لثلا تحرموا عن إتمام متممات 
الحج في أوقاته طذَّلِكَ4 الحکم المذکور لِمن لم یکن أله حَاضِرِي المَشجدٍ 
الخزاع٭ أي: من جملة المتوطنين فيهاء أو في حواليها أقل من مقدار مسافة القصر 
انوا الله في محافظة أوامره التعبدية هوَاعْلَمُوا أن ال4 المطلع بضمائر المتهاونين 
في أوامره شدي المقّاب4 [البقرة: 6 119 إذ أكثر الأمور الشرعية والعزائم الدينية 








(1) ورد في التأويلات: فَمَنْ کان مِنَكُمْ م يضام [البقرة :196] یعنی: إن عارض لاحدكم مرض في 
الإرادة أو صضعفب في الطللب ڈاز به أُدٔی من راه [المقرة: 196( يعني: : إذ يعله وتعتريه 
مانعات من إكماله من غير فترة من نفسه» فلم يجد بدا من الإقامة بفناء الرخص والنزول بساحية 
تأويلات العلم؛ فليجتهد أن لا ينصرف خخطوة من الطريق ولا يعرض لمحة عن هذا الفريق؛ فإنه 
قال بعضهم: من أقبل على الله آلف سنة ثم أعرض عنه لحظة فإن ما فاته أكثر مما ناله بل يلازم 
عتبة الفقرء وإنه طار الفرج بالصبرء ويتدارك الأمر بما أشار إليه بقوله تعالى: قَفِدْيَة مِنْ ياي 
[البقرة:196]؛ أي: الإمساك عن المشارب: «آؤ صَنَقْته [البقرة:196]؛ أي: بالخروج عن 
المعلوم: والتغرب ہما أمكنه من التضرع والابتهال والتطوف على الاأولياء وخدعة الفقراء جاز 
ننك» [البقرة :196(« آو بذبح النفس فی مقامات الشدائد والصبر علی البلاء: وبذل المجھود 
في طلب المقصود. 

(2) قال الشيخ اليقلي: أوجب الحق سبحانه على قدر أهل الحقيقة ٣‏ إلى بساط القربة 





سورة البقرة 195 


٦‏ ”یر کے ت تی ا سم لاس ٠٦‏ ری عح سی سے ای ہک 2 - 1 ا 
الج اشھر مصلومات من نوض ھک الج فلا رفک ولا لوق ولا دال 





مج سے را رر 2ه سرع ع اس 


رھ د مم رمك 1 جر ا ا رع 
ف الحيج وما تمعلوا من مير يملمه الله وکرودوا فإك حير اراد النقوئ واتقونٍ 
+ اسن کے سی اي 8 و میں سے سے سس ار م کی 5 سا سے و 
يتأولى آلا لبلب © ليس علتڪڪم جاح آن تبتغوا فضلا من رڪم 
ہے سز ےا ۔ سے سے رم ر رکه س ۳سر س صا 

کړڌا اسم ت نل عَرقۓ فَادُگکوُوا اله نف المَشےعرالَحَراو وا کرو 


کنا خَدَنُکم وَإن کنئر ین قَلِو سن الص الین تا [القرۃ:198-197]. 

آ ثم لما أمر سبحانه عباده بالحجء بأن يأتوا إلى بيته من كل بلد بعيد وفج عميق؛ 
ِ‪ عين له وقنًا معيئًا من الأوقات التي لها فضيلة ومنزلة عندہ سبحانه فقال: ِالْحَجُ4 
أي: أوقات الحح ظأشهر مغلومات) متبركات معروفات» وهي: شوال وذو القعدة وذو 
الحجة بتمامها أو بعضها على ما خولف فيه فمن فَرَضص) على نفسه فين الحَج» 
بأن ارتكب بشرائطه وأركانه عاديًا له فى خلال هذه الأشهرء لزمه إتمامه بلا فسخ 


بأن يتجردوا عن الكائنات في توجههم إلى مزار القدم؛ وأن یخرجوا من الحوادث بنعت التفريد 
والتجريد طلبًا بفنائهم بقاءه في تحقيق التوحيدء وأن يغتسلوا من شوائب البشریة؛ وأوساخ 
الطبيعة في أنهار المعرفة» وأن يلبسوا إحرام العبودية لقصدهم عرفان الربوبية؛ ويتموا إجابة 
الحق بأدائهم ما اقترض عليهم من بذل النفوس في العبودية والأرواح في سلطة الربوبية» لتقترن 
إجابة الظاهر بإجابة الباطن؛ لأنهم أجابوا الحق في بدء أمرهم؛ إذ قالوا: بلى» فيستدعي الله عنهم 
إتمام ميثاق الأول» ويذكرهم عهد الأول من تعريف نفسه إليهم ليتأهبوا في أمر الظاهر إتمام 
حقيقة الإجابة» بأن يقولوأ: لبيك؛ فالحج لأهل التمكين؛ والعمرة لأهل التلوين؛ وإتمام الحج 
البلوغ إلى رؤية الوبوبية» وإتمام العمرة الوصول إلى حقيقة العبودية. قوله: بهي أي: اصبروا 
في إتمامها لله حتى تجدوا مأمولكم في الله. (تَزنّ أخصرثة4 أي: إن منعتم أوصاف البشریة عن 
الطيران في هواء الحقيقة» وحبستكم حجب الابتلاء في أشجار الطبيعة؛ فلا تميلوا عن حقيقة 
الطريقة» والشروع في طلب المشاهدة: وابذلوا أنفسكم هديا لله ليرشدكم لشفقته عليكم إلى 
أوطان المشاهدات» ویبلغکم حقيقة القربات» وأیضا نان حبستكم غيرة الحق عن الوصول إليه 
لسيب ماء فتحللوا من قتل نفوسكم حيث أوقفکم؛ واشتغلوا بالعبودية عن الربوبية؛ لآن في غيرة 
الحق إشارات تمنع أولياء الله عن السير في قربة الحق» وذلك بأن القلوب إذا مرضت وسقمت 
عن الجهد في طلب الحقيقة» وسكنت بحظوظ البشرية؛ فأثابها الله بالإحصار في وطنات 


لك 
1 
4 
للا 
2 
0 او 
عاد 
3 ی ا“ 5 
= - 





196 سورة البقرة 


العزیمة وقلب اللیة وحل المحرمات فيه فلآ رفثک أي: لا جماع ولا وقاع وإن 
طالت المدة #ولا فسوق»4 ولا خروج عن حدود الله بارتكاب المحظورات ولا 
جذال ی4 ولا مجادلة ولا مراءاة مع الخدام والرفقاء «فِي4 أيام «الحَجّ4 إذ الحج كناية 

عن الموت الإرادي المنبئع عن الحياة الحقيقية؛ وهذه الأمور من أوصاف الأحياء 
بالحياة الطبيعية» فمن قصد الحج الحقيقي والحياة الحقيقية» فله أن يميت نفسه من 
لوازم الحياة الطبيعية المستعارة الغير القارة؛ ليفوز بالحياة الحقيقية الأزلية والمقاء 
الأبدى السرمدی: وذلك لا يتيسر إلا بالخروج عن مقتضيات عقل الجزثي المشوب 
بالوھم والخیالء بل هو مقلوب منها محكوم لها دائمًا. 

ها يحمل فلت إلا لساك اناسك الذي جذيه الح عن تفسه متد يما مرت من 
عالم إلى عالي من العوالم المنتخبة عنها ذاته إلى أن وصل إلى مقام ومرتبة طويت 
المراتب كلها عنده؛ وفنيت العوالم بأسرها فيهاء وفني فيها أيضاء وهي فناؤها أيضًا فيها. 
ولم ينزل فيها هابطا أصلاً بل تقرر وتمكن واطمأن فيها كما نشاهد مثلها متحسرین: 
متمنين لها من بعض بدلاء الزمان» مد الله ظلاله العالي على مفارق أهل اليقين 
والعرفان؛ وإبهام اسمه لإبهام شأنه» هيهات هيهات ما لنا وما لحتى حتى تتكلم عنه. 

جعلنا اللہ من خڈام تراب أقدامه. 





وبعدما آمر سبحانه عباده بحج بیته تعظیمًا له ولبیته» حثهم علی الخیرات؛ وبذل 
المال فيها وفی طريقها؛ لتقرر في نفوسهم هذه الخصلة الحميدة؛ إذ هو المانع من ميل 
القلوب إلى المحبوب الحقيقي وهو رأس كل فتنة فقال: ظوَمَا تَفْعَلُوا لرضاء اللہ إمِنْ 
خير خالصض عن ثوب المنة والأذى» عار عن العجب والرياء» سالج عن وسوسة 
شياطين الأهواء «يَعْلْمَهُ اله بالحضور؛ إذ أمثال هذه الخيرات جار على الصراط 
المستقيم الذي هو صراط الله الأعظم الأقوم «وَتَدَوْدُوابُ للعبور على صراط الله 
بالتقوى عن الدنيا وما فيها إن یر الزاد) للعباد ليوم المعاد هو <الْقْوَى4 عن 
جمیع الفساد ٭وَاتْفُونِ یا آزلی الآلباب»4 [البقرة:197] المتوجهين إلى لب اللباب» 
المتمايلين عن القشور العائقة عن الحضورء أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف. 

(ليس ليک أيها المؤمنون «جُنَاحٌ4 ضيق وتعب بعد اتقائكم من سخط الله 
وتزودكم بالتقوى «أن ب تسَغُوا) أي: كل منكم «فَضلا4 من المعارف اليقيئية واللذات 
الروحانية من رَيَكْمْ» الذي رياكم بأنواع اللطف والكرم طفَإذا أفضثن الا المؤمنون 











سورة البقرة 197 
من غرفا ت4 الذات المحطة بجمیع الصفات المرتية لکم؛ > جمعها باعتبار وصول کل 


من الواصلين إليها بطريق مخصوصء وإن كانت بعد الوصول واحدةٌ وحدة حقيقية 
ذاتية لا كثرة فيها أصلاً فاد كڙوا ال4 المستجمع لذواتكم #عند الْمَشْعَرِ الحرام٭ أي: 
الصفات المحرمة ثبوتها لغير ذات الله أفرده لاختصاص كل بصفة مخصوصة يربيه 
ڈواڈگروۂ کَمَا داك بتفويض الأمور كلها إليه واتقائكم نحوه من وساوس 
الشياطين المضلة «وإن كنم من قبْلهہ أی: قبل إھدائہ ؤإلَمنَ الضالی ن4 (البقرة:198] 
التائهين في بيداء الضلالة» الناكبين عن الهداية الحقيقية. : 





شَّ أَفِيضُوا مِن حیث افَصاص الکاس واس عفرو الله إرك الله عغور 


ہے © كبا یش کیک کی کرک 6 لوأك “ساس أ 


کی 10 7ہ وَمِنْهُم من يهو 2 الد اة و 
وَقَاعَدَاب السار هك ْم يبب ابر اڈ سرد غلاب © 4 [البقرة: 
202-9]. 

ث4 لما تم توجهكم ووقوفكم بعرفة الذات وتحققكم بها طأفِيضُوا4 منها 
من حيت أفاض الاش إلى المراتب المترتبة إلى الصفات طوَاسْتَغْفِرُوا اللة4 
المحيط بكم فيها «إِنَّ الله عَفُور ساتر لرتبکم وتعيناتكم رجيم [البقرة:199] لكم 
بإيصالكم إلى میدٹکم الأصلي. 

نذا مَضَيعُم منَاسِكَكُمْ4”' المأمور لكم من الاجتناب عن مقتضيات الحیا 


ف 


کک ب سے کے 
الأخرة حسنة 





(1) قال الشیخ نجم الدین آی: ١‏ قضيتم مناسك وصلكم وبلغتم محل الرجال البالغين من أهل الكمال 
الواصلین فلا تأمنوا مکر اللہ ولا تھملوا وظائف ذکر اللہ فاذكروا اللہ کذکرکم آبائکم؛ كما 
تذكرون في حال طفولیتکم آباءکم للحاجة والافتقار بالعجز والانكسار في حالة رجوليتكم 

٠‏ تذکرون آباءکم للحجة والافتخار بالمحبةء والاستظھار فاذکروا الله افتقارًا وافتخارًا؛ لانه يمكن 
للطفل الاستغتاء صن آبيه وکذلك البالغ يحتمل أن يفتخر بغير أبيه ولكن العباد ليس لهم من 
دون الله من ولي ولا واق؛ ولهذا كان النبي يل مع كمال بلاغته يفتقر إلى الله تعالى ويقول: 
«اللهم واقية كواقية الوليدهويفتخر بافتقاره» ويقول: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر والفقر فخري». 


198 صورة البقرة 
ڈوڈوںوڈڈ چمچ چو چس ل ا 


الطبيعية والاتصاف بمقتضيات المعين الحقيقية فَاذْكُوُر اه الھادي لکم إلی:ھذہ 
المرتبة ©كُذِكْرِكُمْ بادك بلا ترددٍ وتشكيكٍ «أز أَمَدَ وِگڑا4 بل ذکر اللہ آشد في 
الوضوح من ذكر الآباء؛ إذ يجري فيه التشكيك بخلاف ذكر الله المتفرع على الشهود. 
المستتبع للفناء فيه؛ فإنه خال عن وصمة الريب فمن الاس ممَن»4. يحصر التوجه 
والرجوع إلى الله والمناجاة معه للنشأة الأولى؛ «إتَقُولُ رَبْنَا آبنا ِي الدُنْيَا4ِ ما نحن ' 
محتاجون إليها من أمور المعاش 4)3 هو إن وصل إلى مبتغاه في الدنيا (إما لَه في 
الأخرة من خلاق) [البقرة:200] نصيب؛ لصرفه استعداده إلى ما لا يغنيه بل يضره. 


۱ لوَمِئْهُم من يَقُول»4 جامعًا بين الظاهر والباطن والأولى والأخرى:(ِرَبَْا آبَنا في 
الانيا حَسَنَة4 ترضى بها عنا فيهالإوَفي الآخِرَةٍ حَسَئَة4 توصلنا إلى توحيدك (ِوَقِئَا 
بلطفك ؤعَذَابَ الثا رم [البقرة:201] أي: الإمكان المحوج إلى الذات الوهمية. 


ايك الموفون الموحدون الجامعون بين مرتبتي الظاهر والباطن ظَُمْ 
نصِيبٌ4 حظ كامل9َِمًا كَسَبُوا4 في الدنيا التى هى مزرعة الآخرة من المعارف اللدنية 
والكشوف الإلهية«ؤاللة4 المحيط بهم وبضمائرهم (سَريع الجتاب) [البقرة:2 20“ 
ر گار ت ص کے جح ا م ی ی م ر 
2 « تس اه یق أيكَامٍ ع دودت فمن جلي بوم تفه عله 
لے ۱ 
ر1 قال الشيخ روزيهان البقلي: حسنة الدنيا معرفة الله وطلب مرضانه بترك الاشتغال في الدنياء «إفى 
الاجر حَسَتة» وحسنة الآخرة مشاهده الله تعالى والاشتغال به عن نعيم الآخرة» وَقِنَا عَذَابَ 
للا یں أي: وفنا عذاب الحجاس باحتراقتا في نيران شهوات نعيم الآخرة؛ وأيضا حسنة الدنيا 
اليقين»ء وحسنة الآخرة الكشف» وأيضًا , بحنة الدئیا المواجید السرمدیق وحسنة الآخرة الشكر 
بمشاهدة الحق جل جلالهء وأيضًا حسنة الدنيا الذكر الصافي في خخاطر صاف على دوام المراقبة 
بلا غبار الكدورةء وحسنة الآخرة الغيية عن الذکر بمشاهدة المذكورءوقيل: حسنة الدنيا 
الإغراض عنهاء وحسنة الآخرة ترك الاشتغال بهاء وقنا نيران شھواتھا فإن ما شغل عندك فهو 
مشثوم؛ وقال الواسطي: في الدنيا حسنة الغيية عن كل متظلم من الحق» وفي الآخرة حسنة الغيبة 
عن رفع الأفعال والرجوع إلى الفضل والرحمة؛ وقال ابن عطاء: القناعة بالرزق والرضا بالقضاء. 
وقيل: «فى الدثيا نةه محبة؛ «فى الآجرة حسنة4 قربة» طقِنا عَذَابَ ألثار» نيران القطيعة 
والفرقة: ولا ينالون من نار جهنمء وقيل: فى ألدَّدْيَا 27 لةه ذكرك. ف الاجرة ف خت 
قريك؛ لقنا عَذَاِبَ آلتار) أن تحرمنا ذكرك. | 














19 


کی دج ل سے رق ر ہے ري لسا 28 ۔ نظ سر عي 
إتم عه لمات واکُتواً له راكوا اتڪ یه رود © َون 
ف الاو اديا وينه دهعل ماف کے وَهوَآَلد اأخصا 


4 ھِ 
بے گے و ل ر ار ج سے سے ا رق رم ےہ 11 
ارس يد قفا َلهُالک الحرزک والشسل وَألَهُ لا يحب 


0 حر سے سر سک سر 4 جا سر سر سے 


کهآ ا دن ارہ لاشو حسم جه ولس الماد 
{O‏ [البقرة:206-203]. 

ودروا اله بعد تتميمكم مناسككم ووقوفکم بعرفة طفي أئام مُغدودات) 
هي أيام التشريق طفن تَعجُلَ»4 أي: استعجل للرجوع والنفر في يزتين) أي: في 
ای ایام التشریق للا ْم علبي باستعجاله ومن تأر ایشا إلا إثم علبي 
بتاخیرہ؛ يعني: أنتم مخيرون في استعجال التفرة وتأخيرها بعدما وصلتم» والفوز 
والعافية لمن انى إلى الله عن محارمه طوَائُوا الله في جميع ما صدر عنکم' 
واستحفظوا منه ڈ(واغلموا أَنُكُهِ) باجمعكم يو لا إلى غيره ظتُحْشَرُونَ) [البقرة: 
3] ترجعون رجوع الظل إلى ذي الظل. 

ڈو من جملة الآداب الموضوعة فيكم بوضع الله المدبر لأموركم المهذب 
لأخلافكم: الاجتناب عن الجلساء السوءء لذلك خاطب سبحانه نبيه يله امتنانا عليه 
وإرشادًا لكمء فقال:. ظمِنَ الّایِں 4 المجبولین على البغض والنفاق» المستمرين عليه 
دائمًا بلا تصفية ووفاق امن يُعْجِبك+ يوقعك في العجب المحير العارض لنفسك بلا 
علمك بموجبه وسببه ْله في الحَیَاۃ الڈنیا چ4 أي: مقوله المتعلق بأمور الدنيا وأسباب ٠‏ 
المعاش» بأن من تسلم أمور .الدنيا وترتيبها يُتوصل إلى الآخرة ولذاتهاء كما هو 
المشهور بين أهل الدنياء ويسمونه عقل المعاش ظو» مع إغرائه وتغريره ظيُشْهِدُ الله 
عَلَى ما فى قَلْبد من حب الدنياء ويدعي موافقة كلام الله وحكمه المودعة فيه على ما 
يدعيه: لا تغفل عنه ولا تسمع قوله «وَهُوَ آنڈ الخضام4 [البقرة:204] وأشد العداوة 
والجدال معك ومع من تبعك من المؤمتين. 

قيل: نزلت فی الأخنس بن شريك الثقفي؛ وكان من بلغائهم وفصحائهم» له 
الوجاهة والحسن والطلاقةء يتردد إلى النبي يه ويصاحب معه ويظهر المحبه 
والإخلاص؛ ويدعي الڈیمان والانقیاد. 





200 سورة البقرة 
مره لارو 
«إنإذا تَوَلى4 أدبر من عندہ ظطشغی في الأزض» الموضوعة للوصلاح والتعمير 
«ليُفْسِدٌ فيها@ بأنواع الفسادات 4# من جملة ذلك أنه ؤِيُهْلِكَ الحَزْت وَالنّسَلَ» 
بالظلم والفسوق والعصيان المتجاوز للحد مثل: الزنا وقطع الطريق والخروج على 
الولاة القائمين بحدود الله المقيمين بأحكامه. كالمتمشيخة المبتدعة التي ظهرت في 
هذه الأمة بإفساد عقائد ضعفاء المسلمين بالشيخوخة؛ وترغيبهم إلى البدع والأهواء 
الباطلة المؤدية إلى تحليل المحرمات الشرعية؛ ورفع التكليفات الدينية والمعتقدات 
اليقينية» شتت الله شملهم وفرق جمعهم #وَاللة4 الهادي للعباد إلا يُحِتُ القّسَاد4 
[البقرة:205]. 
طر4 من غاية عتوه وعناده ونهاية استکبارہظإذا قیل ه4 إمحاضا للنصح: طاتّق 
الله عن أمثال هذه الفضائح واستح منه (أخذن4 هیجته وحر کته «العزّة 4 المرتكزة 
في نفسه بالإثم4 الذي منع منه لجاجا وعناذا (إمُحشية4 وحسب أمثاله «جَهئع» 
الإمكان الذي يلعبون بنيرانهاء كفت مؤنة شرورهم وطغيانهم 439 اللهظلَبنْس المِهادُ4 
[البقرة: 206] مهدًا لإمكان المستلزم لمهد الثئيران. 
9 وم سَألناس مَن يَنْرى نَفْسهُ أبيكآء کات اف وه رمو لاد 
9 يَأيْهَا ألررت ءَامَئُوا أدَحُنَا في الیل ڪاه ولا كَيَّما حورت 
لبط :إن کڪ عدو © کن رکذ من بس دما جا تڪ الي 
اغلموا ان َه عر حصي © حل يرود إل أن أيهم ان طُدلٍ مِنَلمَسَام 
الم ڪه ووی ا لذ ولل انوج ال2 427 [البقرة:210-207). 
وأيضا من جملة الآداب الموضوعة فيكم بل من أجلها: الرضا والتسليم يما جاء 
من فضاء الله ومقتضياتهء لذلك قال: ؤوَمِنَ النْايسن»6 المتشمرين إلى الله بالرضاء 
والتسليم من يشري نفس ويوقعها في المهلكة لا لداعية تنبعث من نفسهاء بل 
لابْتَغَاءَ مَرْ ضات اش4 طالمًا لرضاثه. راضیا يما قضاء وَاللة4 المحيط بجمیع الحالات 
رف عطوف مشفق فبالعبادہ4 [البقرة:207] الصايرين في البلوى الطائعين إلى 
المولى؛ الراضين بما يحب ويرضى. 
نم لما کان الرضاء والتسلیم من أحسن أحوال السالكين المتوجهين إلى الله 
العزيز العليمء وأرفعها مقدارًا ومتزلة عنده؛ أمرهم بها امتنانا عليهم وإصلَاحًا لحالھم 








سورة البقرة 201 


فقال منادئا: يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا» مقتضى إيمانكم الرضا والتسليم ظاذْخُلُوا» أيها 
المستكشفون عن سرائر التوحيد فی اليِّلّمچ أي: الانقیاد والإطاعة المتفرعين على 
الرضا والاخلاص المنبئین عن التحقق بمقام العبودية «كافة أي: ادخلوا في السلم 
حالة كونكم مجتمعين كافين نفوسكم عما يضر إخلاصكم وتسليمكم ولا نبرا 
أيها المتوجهون إلى مقام العبودية والرضا إثر ظحُطْوَاتِ الشْئِطَانِ» أي: الأهواء والآراء 
المضلة عن طريق الحقء المعبرة عنها في الشرع بالشيطان إئة لكم عَدُوٌ ئبي ن4 
[البقرة:208] “ ظاهر العداوة والإضلال يضلكم عما يهديكم الحق إليه. 





(1) ورد في التأويلات: «يا أَيُهَا الْذِينَ آمَنُوا ادُْلُوا في الجِلْم كَافْة4 [البقرة:208] لهامعنيان: معنى 
الإسلام فى الباطن كما دخلتهم في شرائعه في الظاهر من شرائطهاء قال النبي لے : «المسلم من 
لم المسلمون من يده ولسانه» والمؤمن من أمن الناس بوائقه» وأما المعنى الخاص كخطاب 
حاضر مع شخص الإنسان» وجميع أجزائه الظاهرة كما أن لسانه دخل في الإسلام بالقولء 
فينبغي أن يدخل أركانه في الإسلام بالفعل» فالعين بالنظر» والأذن بالسمع؛ والفم بالاکل: 
والفرج بالشهوة» واليد بالبطش» والرجل بالمشيء ودخول كل واحد منها في الإسلام بأن 
يستسلم لأوامر الله تعالى؛ ويجتئب من نوأهيه بترك ما لا يعثيه أصلة: ويقع على ما لا بد له منہ؛ 
ودخول أجزاء الظاهر في شرائع الإسلام ميسر للمنافق» فإنا إدخال معاني الباطن في شرائط 
الإسلام وحقاثقه» فعريكة إبطال الدين» ومزلة الرجال البالغين» فدخول النفس في الإسلام 
بخروجها عن كفر صفاتها الذميمة» وعبورها عن طبعها في إيقاع الهوى» وترك ما لو قاتهاء 
ومستحستاتهاء ومستلذاتهاء ونورها بنور الإسلام؛ وتتبع أحكامه؛ واطمئنانها بالعبودية؛ لتستحق 
بها دخول مقام العباد المخصوصین بخطابه تعالى إياها كقوله تعالى: يا آيُهَا النْفْس الْمُطْمَئنْة 
ازججی إِلَى رَبَكِ رَاضِيَة مَرْضِية فَادْخْلِي في عِبَادِي وَادْخُلِي جَتْتي4 [الفجر:30-27]ء دخول 
القلب في الإسلام بتصفيته عن رذائل أخلاق النفس وخساسة أوصاف الحيوان؛ وتحليته بشمائل 
أخلاق الروح ونقاسة أوصاف الملت» ودخول أنوار الزيمان بکتابة الحق فيه ؛ وتأيده بروج له 
كقوله تعالى: كب في لوبهم الإيمان وَأيْدَهُم بروج مه [المجادلة:22]ء ففي الحقيقة لا 

۱ يدخل القلب في الإسلام ما لم يدخل الإيمان في القلب لقوله تعالى: وَلَمًا يَدْحْل الإيمان بي 
قُلُوبكُمْ4 [الحجرات:14]: ودخول الروح في الإسلام بتخلقه بأخلاق الله تعالى: وتسليم 
الأحكام الأزليةء رقطم النظر؛ والتعلق عما سوى الله بتصرفات الجذبات الألوهية ودخول السر 
في الإسلام بفنائہ فی اللہ وبقائه بالله طوَلَا تتْبغُوا حُطُوَاتٍ الشْيِطَانِ» [البقرة:168]؛ أي: لا 
تكوئوا على سيرته وصفته وهي الاستكبار والإباء فإنه ضد الإسلام وهو الكفر لقوله تعالى: 
«اسشتكبوَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ» [إص:74]. 


202 صورة البقرة 


«فإن زلم وانصرفتم عن طريق الحق من بغ ما جاءكم اليَاتُ4 المبينة 
الموضحة لكم طريقه «فاغلمُوا أن الله عَزِيرٌ4 غالب قادر على الانتقام «حَكِية»# 
[البقرة:209] لا ينتقم إلا بالحى. 

۹ قل نظزونَ4 أي: ما ینتظرون المزلون عن طريق الحق بعد الوضوح والتبيين 
(إلا آن باتهم اله بعذابه المدرج المكنون في ظلّل مَنْ العَمَام) السحاب الأبیض 
المظل لهم؛ يتوقعون منه الراحة والرحمة لوَالْمَلاتِكَةُ4 الموكلون بجر سحب العذاب 
اليهم؛ فأتزل عليهم واستأصلهم بالمرة ظوَقْضِيٍ الأمر4 المبرم المقضي عليه من عنده 
لانتقامھم کالأامم الماضیة طوإلٰی ال لا إلی غیرہ من الوسائل والأاسباب فتْرْجَمْ 
لاوز [البقرة:210] أو لا وبالذات؛ وإن تشكك أحد في الانتقام ونزول العذاب على 
المزلين المنصرفين عن طريق الحق بعد الوضوح والتبیین. 

«9 سل بو نويل كم انهم من ای یتو ومن یرل داقو من بر ما جاه إن 


ا کییڈ یقاب © ب لار كترُوا اليه ادا سرون م آلو ماما ارين 


م1 ےو کہ ہوم ےس سر ہے دی حیرص اسے ۳۰۵ ٣‏ ہے رے ص ر ہی 
اتقوأ فوقھم بوم لیم2 واه ررق س ياء سر ساپ )ا کان الاس اة ومدہ فبعمٹ 





اق این مب روم ری وار ممم الوب لن پخ ب لاس يما تلا 
٠ 0‏ ہے ٠س‏ ےس اس ص سے سر سس ٣ھ‏ ٭* سے نے ھی یا کے يد بے 
مھ وما حتت فی إلا الد أو من ہمد ما جاءٹھم الت متا بتر مکی اه 


ًالمأ من آل بزیھ وا ری نکال شنم © ) 
[البقرة:213-211]. 

قل يا أكمل الرسل نيابة عنا إلزاما له: إل بني إضرائيل) أي: تذكر قصتهم 
كم) كيرا (آتياهم مِنْ آية بين مبينة في كتبهم؛ فأنكروا عليها ظلمًا وعدواناء 
فأخذناهم بظلمهم إلى أن استأصلناهم بالمرة 9و4 لا یختص هذا ببني إسرائيل» بل 
من ُتِدّل4 ويطير طنِعْمَة اللو© المستلزمة للشكر والإيمان كفرًا وكفرانًا من بَعْدِ ما 
جَاءثَة4 الموضحة المبينة» فله من العذاب والتكال ما جرى عليهم ظطِفَِنَّ ا ة4 المتجلی 
باسم المتتقم (شدِيد العِقَاب4 [البقرة:211] صعب الانتقام وسريع الحساب. 

ثم ذكر سبحانه مساوئ أهل الكفر وسوء معاملتھم مع المژعنین 
ليجتنب المؤمنون عن أمثاله. فقال على وجه الإخبار: زين للذين كفزمأ؛ 










سورة البقرة 203 


گے ا و ت س 


في عيونهم وارتكز في قلوبهم «الْحَيَاةٌ الدّنْيَا4 أي: الحياة المستعارة المنسوبة إلى 
الدنیا پر أدى أمرهم في هذا التزيين والتحسين إلى أن «يَسخَرُون» ويستهزئون ومن 
الّذِينَ آمَنُوا4 أي: صار المؤمنون لفقرهم وعرائهم عن أمتعة الدنيا الدنية محل 
استهزائهم وسخريتهم؛ متی قصدوا الاستھزاء علی مناقد الدنیا أآخذوا منھم فو الحال 
أن المؤمنين طالَّذِينَ انقَوْاك عن الدنيا ومزخرفاتها الفانية الغير الباقية يكون «فؤقهم) 
رتبة ومنزلة عند الله «يَوْمَ القِيَامَة» المعد لجزاء الأعمال الصالحة في النشأة الأولى 
ۋرالة4 الرزاق للكل «يَرْرُقُ مَن يَشَاءُ)4 من عبادہ بالرزق الدنیوی ظبغیر ير جسشاب) 
[البقرة:212] فيهاء بل مستجبرين متكبرين مفتخرين بمزخرفاتها إلى النشأة الأخرى؛ 
فيحاسبهم فيها ويجازيهم عليها؛ > وير زق أيضًا من يشاء من عباده بالرزق الأخروي بغير 
حساب» لا في النشأة الأولى ولا في الآخری: بل صاروا في حمائه أزلاً وأبرًا لا 
یشوشھم الحساب ولا تتفاوت عنام اللذة والعذاب» بل صاروا ما صاروا بلا سترة 
وحجاب. 

آتنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. 

كان الئاش) في الفطرة الأصلية والمرتبة الحقيقية الجبلية وام وَاحِدۃ4 وملة 
احق تھا ای م الحقيقي ومقصدهم الأصلي طوعاء ثم اختلفت آراؤھم 
تشتت أهواؤهم بشياطين القوى الحيوانية التي هي من جنود إبليس» فظهر بينهم 
العدارۃ والبغضاء والمجادلة والمراء لقتعت الله المدبر لأمورهم «ِالنْبتِينَ4 من بني 
نوعهم؛ المؤيدين من عند ربهم طمْبَشْرِينَ) لهم طريق الإطلاق والتوحيد (وَمُنذِرِينَ4 
لهم عن الكثرة والتقييد (وَأَنرَلَ مَعَهُمْ» تصديمًا لهم «الكِتَاتَ» الجامع لما يبشر به 
وينذر عنه ملتبسًا هبالْحَقَ» المطابق للواقع طلِيَحَكُم4 كل نبي به بين الناس) 
المنسوبين إليه «فِيمَا اخْتَلَقُوا فيه» من أمور معاشهم ومعادهم”؟ 








(1) گان اك س امه ودک يعني في ميثاق الأول حين خاطبهم الحق سبحانه وتعالى جل سلطانه 
بتعريف نفسه لهمء ۽ حيث قال: الست برَيكُة ‏ قالوأ بَلْ»4 [الأعراف :7۰ء کانوا أمة واحدة في 
إقرارهم برؤية خالقهمء وإلزام عبوديته على أنفسهم لما رأوا من عظم برهانه؛ وشواهد سلطانئ 
وما سمعوا من عجائب کلامه» وما أدركوا من أنوار قربه وصفاته وذلك الجمعية قبل أن يبتليهم 
الله بالعيودية» فلمًا اختبرهم ببلايا العبودية إلى الدتياء فتفرقوا جميعاء فأهل الصفوة ساعدهم 
التوفيق» فبقوا على المشاهدة والقربة» وإدراك أنوار الصفوة؛ ثابتين في دفع ا الدنيا عن 






204 سورة البقرة 

ورا اخثلف فيه) أي: في الكتاب المنزل إليهم بالتكذيب والإنكار أحد من ' 
الناس «إلا4 القوم هالْذِينَ أوتُو 6 أي: الكتاب؛ وكان اختلافهم ظمِن بَعْدٍ ما جَاءَنْهُمْ . 
البينات4 الواضحات المصدقاتء بأنه منزل لهم من عند الله العليم الحكيم ينباي ٠‏ 
خروجا عن طريق الحق وحسذا لأهله واقعًا هبَئنْهُمْ4 من وساوسی شياطينهم؛ من الجاه | 
والرئاسة والعتو والاستكبار ظفَهَدَى اللة» بلطفه (الّْذِينَ نوا بالنبي المبعرث» . 
والکتاب المنزل معه ظإلِمَا اخْتَلَمُوا فيه من الأمور الدينية مع المعاندين المنكرين؛ 
والحال أنه لمن الح الصريح المطابق للواقع؛ واختلافاتهم أيضًا معهم إنما يكون 
«ياذيب4 أى: بأمره المنزل في كتابه «وَالله4 المرشد لكل العباد إلى ما هم عليه 
نیدی يفضله من يشا من خلص عباده إلى صراط مشتقيم) [البقرة:213] 
الموصل إلى بابه بلا عوج وضلال. 


س ت سے رص ےس سے ا دا ي سے سے ےچ رہ 
2 آم نش آن تذ وا الجکة وکس ایہم مکل ای علوا ین میک کته 


سے 


مجالس أسرارهم مع سيدهم؛ مستقيمين في خدمته بلا طلب الأعواض من الكرامات؛ مقتصدين 
في سلوك المعرفة والمحبة فأنزل الله سكينته في قلوبهم ليزدادوا [يمانًا مع [يمانهم؛ فلا جرم ما 
زاغوا عن طريق الاستقامة» وما زاغوا عن مشاهدة | لحبيب إلى حضرة الدنيا وشهوتهاء وما باعوا 
كرامة الحق بالدنيا الدنیة: فرجَال' صدقوا مَا عَهٰدا اللہ عَليْه فينهم من قَضّى لبه “يكم من 
ضر ما دلوأ ريل [الأحزاب:23] وأما أهل الخذلان فاوبقهم الحق في ظلمه هواء 
نفوسهم حتى استأئروا الدنيا على الآخرة. ونسوا عھد اللہ؛ ونزلوا على مراد الهوى؛ وتركوا نعيم 
الرضاء ومالوا عن طريق الهدى إلى مضلة الضلال ودول الجهالء وأيضًا كانوا بعد كونهم من 
العدم جملة في غيبة من الحق قبل خطاب الحق معهم؛ وكشف قربه لهم فإذا كشف الله عنهم 
حجب الإنسانيةء وأراهم مشاهدة القربةء فتفرقوا جميعًا في شعب المعارف والکواشف: 
فبعضهم صادقوا حقائق المقامات فوقفوا بها على شرط العبودية» وبعضهم صادقرا لطائف 
الحالات فقوا فھا متتعمين بمشاهلة الريوبية؛ وبعضهم نالوا خصائص الكرامات والمعجرات 2 
فشاهدوها بشرط آداء الأمانةقہ وبعضهم أدركوا صرف المشامدة من الحق جل کبریاؤہ فتاھوا فی ۰ 
وادي العظمة وطاروا في عواء الهويةء وساروا في فقار الديموميةء وأما أهل الحرمان فصادقوا 
في أول نهو ضهم من زمرة الواحدة مهالك القهريات» فغابوا في شعاب الضلالات فيعضهم 
تهودواء وبعضهم تنصرواء وبعضهم ترندقواء ويهنا جف القلم إلى يوم ليس لهم في الإيمان 5 
والخذلان أتحات؛ لزه اختار الله الذي قل سيق لهم في العدم: وختم به القضاء المبرم؛ ورس 21 
هاهنا تفرقت القلوب وانشقاقها عن الموبقات؛ لأن الأرواح جنود مجندة. اأعراتس البيان]. 1 









سورة البقرة 205 





السا ولاك وز لوا حى یعول الرسول واآلَدِينَ >امنوا معفم تصرائه ألا .إن نصر او 


کے 


سے سر ل سے گت وع ارس نے کہ ےئار رے سو جب 7 کے سے کک ر سے 


عر مم س 


السك وَكن لتيل وما شلوا ِن رمن لک پر لیے © کيب يڪم الال 

وھوگرہ لَك وعمی آن ککڑھواشیعا وهو ڪي ل كم عسو أن تيدب وأ سيا وهو شر لهم 

و ینم واش لاش کوت ))4 [البقرة:216-214]. ظ 
7 أرجوتم وطمعتم أيها المحمديون المتوجهون إلى زلال التوحيد» وصفو التجريد 
ف والتفريدء أن تصلوا إليه بأنيتكم هذه بلا سلوك ومجاهدةء وسكر وصحوء وتلوينٍ 
: وتمكين» وقيدٍ وإطلاق» ونفي وإثباتٍ» وفناء ويقاء» وهيهات هيهات. 
: ؤم حَبِبكن» تمنيتم متوقعًا «أن تَدْخُزُوا)4 فجأة بهويتكم هذه بلا إفنائها أو فنائها 
8 في هوية اللہ «الجَنة»م التي ارتفعت عندها الهويات» واضمحلت دونها الماهيات لوَلَمًا 
:| يكم أي: لم يأنكم (فقل الِّین خُلوا4 مضوا (ین قَبلكُم4 أي: شأنهم وقصتهم 
: المشهورة المعروفة المنسوبة إلى الأحرار الأبرار الواصلين إلى دار القرار كيف 
3 مم بأبدانهم وأجسادهم وهوياتهم الجسمانية «البأساء4 المذلة الدميمة المزمنة 
4 المزعجة المفنية لإتيانهمء وكيف مستهم أيضًا بأرواحهم المتكثرة بأشباحهم المترتبة 
1[ على الأوصاف الذاتية الإلهية «وَالضَّاءُ» المسقطة للإضافات كلها فو بعد ما 
١‏ وصلوا إلى هذه المرتبة المعبرة بالقيامة والطامات الكبرى عند العارف ظرُلْزْلُوا»4 
ي اضطربوا وتلونوا وتذبذبوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ وكان حالهم بين الحيرة 
والحسرة يترددون ويتحيرون» إلى أن غلب عليهم المحبة والشوقء وانبعث من المحبة 
١‏ الخالصة والإرادة الصادقة العشق المفرط المنبعث من جذب المعشوق المائل بالطبع 
| نحوه واحتاجوا إلى نصر الله وتوفيقه» وجذبه بلطف» فاضطروا في بين وبين» وأين إلى 
: أين حئى يَقُولٌ الوْسُولُ» المرشد إلى طريق التوحيد مناجيًا مع الله وأفعاله؛ إذ هم 
! «و» أيضًا طالَّذِينَ آمَنُوا مَعّة4 مشايعين له في قوله ودعائه مشاركين معه في نهر 
| الاشتياق والاستبطاء وقلة الصبر والجزع والفزع والاضطرار والمراقبة والانتظار «مَتَى 
1 ضز اللو حتى يتخلص من التلون والتمكن والكون والتكون والظهور والإظهار 

والغيب والشهادة؛ وغير ذلك من الإضافات. 

ر قيل لهم: وما لنا تعيين القائل؟ إذ لا قائل إلا هوء منبهًا مستقربًا مستعجبًا مستغربًا 





7ے . .بے 0 صووةاليفرة 
اا4 تنبهوا أيها الأظلال الممدودة المتعددة المنتشئة من الأوصاف المحمودة الذاتة 
الأحدية المضاقة بعضها إلى بعض أرفعوا إضافتكم عن البين وغشاوتكم عن العين؛ 
حتى اتصل العين بالعين» وارتفع البين عن البين وقولوا: وما أدرى ها هنا أيضًا ما 
القائل وما المقولء وما القول وما المقول إليه» وما هذا وماذا؟. 

أدركنا بلطفك عن حجاب الألفاظ وغشاوة العبارة. 

<إِنْ نُضر الله قريب [البقرة:214] حاضر غير مغيب لو تنبهتم إلى ذي ظلكم: 
والتنبه له محال إلا من كشف سبحانه عليه كيفية الظل والإظلال والاستعداد والتعدد 
الحاصل فيهء والكوائن الغير المتناهيةء والمكونات الغير المحصورة الحاصلة فيه 
بأشخاصها وأنواعها وأجناسها إلى ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. 

(د4 بالجملة: لا تحوم الفهوم حول سرادقات عز جلاله حتى يشقق عن كائناته 
ومصنوعاته؛ ليس كمئله شيء ليقاس عليه ولا غيره حتى يسمع منه ويبصر به» وهو 
السميع البصير العليم؛ وليس وراء الله مرمى يشالونّك) أيها الهادي للكل عن الإنفاق 
وعما ينفق به ويقولون: لاماذا يُنفِعوناي: أي شيء ينفق المنفق في سييل الله؟ «قل4 
لهم يا أكمل الرسل كلامًا ناشئًا عن محض الحكمة: نا أَنففْتُم4 سواء كانت تمرة أو 
كسرة أو حبة أو ذرة صادرة 8مَِنْ حير خالص من ثوب المشوب المنة والأذی 
لفَللْوَالِدَيْن وَالأقْرَبينَ» إليكم نسبًا أولى إن كانوا مستحقين € بعد ذلك أولاهم 
ڈالیتانئی4 الذين لا متعهد لهم و4 بعد ذلك طالْمَسَاكِين4 الذين أسكنهم المذلة 
والهوان 45# بعد ذلك ابن الشبيل) الذين تعذر وصولهم إلى مملوكاتهم «إ» 
اعلموا آيها المؤمنون أن لما تَفْعَلوا من خير) خالصًا لرضائه سبحانه ظفَإِن الله به 
غليم) [البقرة:215] لصدوره عنه وعن جريان حكمه ور" ٠‏ 





(1) أخبر عن سؤالهم في إنفاق أموالهم بقوله تعالى: طيَسْألُونَكَ مَاذًا يُنْفِقُونَ» [البقرة : 215]. 
والإشارة فيها: أن سؤالهم مادا ينفقون من جنس الأدب لأهل الطلب لكيلا يتصرفوا في شي٭ 
من أموالھم ويغيروا حالاً من أحوالهم بالھوی والطبع؛ بل بالأمر والشرع یوجب الرفعة والقربة: 
فلیس للعبد تحرك إلا بإذن مولاه» ولا سكون إلا على وفق رضاء؛ لأن العبودية الوقوف حيث 
ما وفقك الامر والصرف آينما صرفك الحق؛ فاجاب الہ تعالی سؤالھم بقولہ: طقْل ما أَنفْثم ہن 
خیر٭ [البقرة:215] دنياوي وأخروي من مال وجاہ علم وأمر بالمعروف ونهى عن المتكرء 
فأبدوا فلو الین و ارين [البقرة:215]. كما أمر النبي 395 3 الأهْرَيِينَ» 











سورة البقرة 207 

ثم لما ظهر أمر الإسلام وعلا قدره وارتمع منار فرض الله سبحانه على 
المؤمنين الموقنين بطريق التوحيد المشاجرة والمقاتلة مع المخالفين» الناكبين عن 
طريق الحق بالشرك والإشراك؛ ليظهر شمس التوحيد على النفاق» ويضمحل شوب 
الكثرة والثنوية المنبعثة عن الكفر والنفاق» ويتميز الحق عن الباطل والوجود عن العدم 
العاطل؛ فقال: كيب عَلَيِكُمْ4 أيها المؤمنون طَالقِتَالُ4 مع مخالفيكم من أهل الكثرة 
وهو کُر مكروه مستهجن للك مادمتم في أنانيتكم وهويتكم هذاء ومادمتم نيم 
مع تكثر الإضافات ولوازم الإمكان والإضافات «وَعَسَى أن تَكْرَهُوا شيعا في النشأة 
الأولى هِوَهُوَ خَيْرْ لك في النشأة الأخرى «وَعَسَى أن تُحِبُوا شَيِئَاك منھا <َھُو شر 
لک فيها «واللة» الهادي لكم إلى سواء السبيل ظتَعْلّمْ4 خيركم ويأمركم به وشركم 
فيخذركم عنه وأ بهويتكم هذه لآ تُعلَمُونَ» [البقرة:216] شيئا من الخير 
والشرء بل لكم الإطاعة والانقياد بما أمر ونهى والعلم عند الله العزيز العليم. 


رسشفنڑ ہو وَألمتہد التار تَإِلزغ آنیو يفة اكب ند أيه كبر َال 
ولا رَالُونَ يفوي حن يردوكة عن ويڍڪ لن ات توا ومن رَد نكم ڪن 
دیزی ممت وهر كار تأزكبة عبطت متمد فى الذي وَالْآهِرَةٌ وله . 
سکب اَنَارخَ هنا ديرت © ر لدت ءامنا وَالْرِسِنَمَاجروا صَجَهَدُوا في 
مسبيل اللو أَوْلهك يرجن رتاه واه عقول رسيم {0W‏ [البقرة:218-217]. 


يالوك أبها الداعي للخلق إلى الحق ظِعَنٍ الشْهْرٍ الحَرَام4 هو من 


[الشعراء:214]» وقال 45: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول» على ترتیب الأمر ونای وَالْمَسَاكِينِ 
وابِن الشبیل4 [البقرة:215] ثم جعل الخير عاماء وقال تعالى: طوَمًا تَفْعَلُوا مِنْ حر |البقرة: 
5] يعني: من أي نوع من أنواع الخيرات مع كل ذي روح كما قال :2 «في كل كبد حراء 
أجر»» ن الله به عَلِيمْ4© [البقرة:275] أي: بالخیر الذى تفعلون ويمن معه تفعلون» وبأي 


اعتقاد ونيته بالحق أو بالباطل بالرياء أو بالإخلاص بالطبعء أو بالشرع بالهوىء أو بالله عليم 
ومجازيكم عليه بقدرات استحقافكم. 


208 سورة البقرة 


المحرمات الإلهية أم لا؟ وعن قال واقع طفِيه4 أهو أيضًا من المحرمات أم لا؟ 
(قل» يا أكمل الرسل للسائلين نيابة عنا: هما من محرماته سبحانه؛ بل قال فيي 
ذنب كبيرُ» إذ شو روج عن مقتضى حد الله الموضوع في هذا الشهر ظط مع كونه 
ذنبا #وصدٌ»4 منع وصرف للتجار عن شيل ال4م المبيح لهم لكست معاشهم «و4 
مع ذلك العياذ بالل اركف ب أي: بالله بعدم إطاعة أمر الله. 

روي أنه 35 بعث عبد الله بن جحش ابن عمته على سرية في جمادى الآخرة قبل 
بدر بشهرين ليترصد القفل الذي كان لقريش في جانب الشامء وفيهم عمرو بن عبد الله 
الحضرمي وثلاثة معه» فلما ظفروا عليهم قتلوا الحضرمي وأسروا اثنين واستاقوا العير 
نحو المدينة وفيها تجارة للطائف أيضًاء وكان ذلك غرة رجب وهم يظنونه من 
الجمادى. 

فقالت قریش: استحل محمد الشهر الحرام شهرًا يأمن فيه الخائف ويتردد فيه 
الناس إلى معاشهم» ثم لما سمع #5 بعير فريش فال لعبد الله: «ما أمرت لك القتال في 
الشهر الحرام وسوف العير فيه»» وشق على أصحاب السرية؛ وقالوا: ما نبرح حتى تنزل 
توبتنا فتزلت. 

ورد رسرل الله 5 العير والأسارى, فلاموه وعيروه على ما صدر عنه ط4 قالوا: 
أنتوجه إلى «الْمَسجدٍ لاع ونمنع الزوار منە؟ رد الله عليهم فقال: لوَإِخْرَاجُ أل 
أي: أهل المسجد الحرام عدوانا وعمدًا همه أكْبَزِ4 ذنا «عِندّ اليه من عنع الزوار: 
والقتل سهوًا أو خطأ ناشئًا من عدم التدبر في تعين الوقت؛ إذ الإخراج: افتتان بني 
المسلمين المستأهلين بيت الله <وَالفئَُ أكبرُ من القَثْلِ4 إذ شرها عام ممد بخلاف 
القتل. ظ 

439 الحاصل أن الكفار المصرين على الكفر والعناد «لا يَزَانُونَ يُقَاتلُونَكُ,» 
أبها المؤمنون طخلى يَزدُوكُم عن دِينِكُم4 المنزل عليكم من ربكم هداية لكم إن 
اشتطاعُوا6 والحال إنه «ومن يَرْتَدِذ مِنكُمْ عن دينه4 الذي هو الإيمان والتوحيد 
«فيمث4 بعد الارتداد ظوَهْرَ کابری سائر طريق الحق» تارك مشرب التوحيد 
ك الكافرون المرتدون عن طريق الإيمان والإسلام لٹ4 ماعت 
وسقطت عن الاعتبار عند الله (اغمالءْ) بالمرة إضلالا في الدَنيا4 لحرمانهم عن 
مصاحبة أهل الإيمان والفرقان 43 لا في طالْآخِرَةِ لإرجاعهم نفوسهم إلئ قعر 

ذة التوحيد 


الإمكان المفضي إلى اسفل درکات النيران ذِوَأوْليِكَ» المحرومون عن 
















سورة البقرة 209 
ظ(أضحَابُ الار هُمْ فيا حَالِڈونہ [البقرة:217] إلى ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا 
بالله. 





ثم قال سبحانه: إن الَذِينَ آمنُوا4 بالتوحيد الذاتي وأدى إيمانهم إلى أن وصلوا 
إلى مرتبة اليقين العلمي طوَالَّذِينَ هَاجَوُوا4 وتركوا ما يضاده وينازعه إلى أن وصلوا 
إلى مرتبة اليقين العيني 43 بعد ذلك ظجَاهَدُوا في سَبيلٍ اللو4 مع نفوسهم إلى أن 
وصلوا بل اتصلوا باليقين الحقي «أؤلئك4 المقربون المدرجوك في طريق الوصول 
١ ٠‏ طيَرْججُونَ رَحْمَة الله» ما داموا في السلوك بأشباحهم رال المطلع لضمائرهم 
[عَفور4 ساتر لهم أشباحهم عن عيون بصائرهم رجيم [البقرة:218] لهم» يوصلهم 
إلى ما يتوجهون إليه من جنة الذات بمنه وجوده. 
أدركنا بلطقك يا خفي الألطاف. 
سح سے بر ل اھ - سھ را کے عط ل ره خی پر سر سے س 
ظ ۾ # ونك عن الحمر والميسر كل فيهما إثئم كبيرٌ ومتليع للا 
ایت ملم تتتگروة لن الا رة يكوك ن تكن فل إضاح هم 
کر کی پک ہے ردج ال و سے زور سے" سر اا ا کے پر مرح نت تی 
ر کاس 
ال عر کے )€ [البقرة:220-219]. 
اونگ یا أكمل الرسل «عَنٍ) حرمة ظالخَمْرٍ وَالْمَيِسِرٍِ4'' أهما من 





(1) قال نجم الدين كبرى: يَسْألُونَكَ عن الْخْمْرٍ وَالْمَئِسِرٍ قُلْ فيهما4 [البقرة:219]ء والإشارة فيها أن 
الخمر الظاهر كما يتخذ من أجناس مختلفة كالعنب والتمر والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك 
فكذلك خممر الباطن من أجناس مختلفة كالغفلة والشهوة والهوى وحب الدنيا وأمثالهاء وهذا 
الخمور تسكر النفوس والعقول الإنسانية وفيها (إِنْمَْ كبير) [البقرة:219]؛ ولهذا كل مسكر 
حرام؛ وما يسكر کثیرہ فقلیله حرام؛ ومنھا ما يسكر القلوب والأرواح والأسرار وهو شراب 
الواودات وأقداح المشاهدات من سافي تجلی الصفات: فإذا أدارت الكئوس انخمدت النفوس» 
وتسكر القلوب بالمواجيد عن المؤاعيدء والأرواح بالشهود عن الوجودء والأسرار بلحظ 
الجمال عن ملاحظة الكمال؛ فهذا شراب حل ظوَْمََافِمٌ لِلتاس» [البقرة:2719]» قال قائلهم: 

۱ فتهجرك من لفظي هو الوصل كله ومسكرك من لحظي فسح لك الشرب 
فماملٌ ساقينا وما مل شارب غفار لحاط كأسها يسكراللب 





210 سورة البقرة 


المحرمات الإلهية أم لا؟ طقل فِيهمًا إِنْمَ كَبِيرٌ4 أمًا فی الخمر؛ فلكونه معطلاً مزيلة 
للعقل الجزئي المودع في الإنسان. ليتوصل به إلى العقل الكل المتفرع إلى اسم العليم؛ 
الشامل لجميع ما كان ویکون؛ وهو اللوح المحفوظ والكتاب المبين وأمًا في الميسر 
فلكونه متلفا للمال الذي هو سبب تعمير البدن» الذي هو مخزن جوهر العقل المذكور 
الذى اختص به الإنسان؛ وبه استحق مرتبة الخلافة والنياية. 

(43 فبهما ظمناقِحُ لِلنّاس4 أي: لبعضهم من المرض الذي لا يمكنهم العلاج | 
بدون إزالة عقولهم: والتداوي لهم منحصر فى الخمر عند المتطببين» ومن استغناء : 
بعض السفلة من الناس واسترزاقهم بالميسر «وَ» لكن (ِإِنْمْهُمَا4 عند أولي النهي 
واليقين كبز من نفجهما) عندهم. بل لا نفع فيهما بالنسبة إليهم؛ إذ لا يبقى لهم 
رابطة مع أبدانهم ليصلحوا ويصححوا طوَيَنْألُوئتك» أيضا يا أكمل الرسل: مادا 
ينِقُوذُ4 من أي شيء ينفقون» على أي وجه يتفقون؟ طقل يا أكمل الرسل نيابة عنا: 
أنفقوا «العَفْو4 الفاضل من أموالكم؛ ئلا يتضرروا بالجهدء وليسهل عليكم التجاوز 
عنه» ولا يشق عليكم إنفاقه كذلك4 أي: على الوجه الأحسن الأسهل بين اله 
ل4 جميع «الآيَاتِ4 المنزلة عليكم إصلاح حالكم طِلْعَلْكُمْ كرون [البقرة: 
9 رجاء أن تتأملوا: ظ 

«ني4 الآيات المتعلقة لأمور «الدُّنْتَا4 فتتصفوا بما فيها ر أيضًا تأملوا فى 
الآيات المتعلقة لأمور «الآخرَةٍ4 فتحققوا بهاء وتمكنوا عليها واطمأنوا بسببها؛ ليتم 
لكم تهذيب الظاهر والباطن؛ وبعد ذلك يترتب ما يترتب ويشألوئك أيضًا «هن» 
أحوال «البتَامَى» الذين لم يبلغوا الحلم؛ ولا متعهد لهم من ذوي القربى ظِقُلْ إضلاخ 








فالعجب كل العجب أن قومًا أسكرهم الشراب؛ وقومًا أسكرهم شهود الساقي كقولهم: 

وكسان سكري مسن الثديرٍ فأس كر اق وم قوز ك أي 

وإثم الاعراض عن كتوس الوصال في النهاية أكبر من “نفع الطلب آلف سنة في البداية» وكما أن 

السکران ممنوع من الصلاة فسكران الغفلة والهوى ممنوع عن المواصلات: وأما إثم الميسر 

نهي إن آثار القمار هي شعار أكثر أهل الديار في سلوك طريق الحيل والخداع بالفعل والکلذلب لے 

والفحش فی المقال؛ وإنه كبير عند الأخيار بعید عن خصال الأبرارء وأما نفعه فعدم التفات إلى ۰ 

الكونينء ويذل نقوش العللین في فروانية نقش الكعبتين: 9وَإِنْمْهُمَا أقبر 2 [البقرة: 6 
3 





9 لان إثمهما للعوام ونقعهما للخواص وقليل ما هم. 


1 


` 


۱ 
: 





مورة البقرة 211 
هُْ) أحوالهم .خير من إبقائهم في المذلة والهوان ظوَإن تُخَالِطْوَمُمْ4 من غاية 
المرحمة والإشفاق ظفَإِحْوَانَكُنْ4 في الدینء يجزيكم الله خيرًا إن كنتم قاصدين فيه 
إصلاحهم ورعايتهم» دون إفساد مالهم وعرضهم وال المطلع بمقاصدكم يغام 
الْمْفْسِدً المبطل منكم ومن المضلح) المحق» ٠‏ فيجازى كلا منهم على معتضی علمه 
«وَلو شاءَ ال4 المطلع لإفسادكم وإعناتكم أن یفسد أعليكم ويعنتكم «لأغتكن4 
أذلكم وأقسدكم أشد من إفسادكم وإعناتكم إياهم إن الله عغزيز4 غالب قادر على 
الانتقام حَكِيمٌ» [البقرة:220] لا ينتقم بلا موجب. 

$ ولا تدكا المشركت عق يمن كمه موھكة حير من مر کا ولو 
كعبت ولا يكحا المشركين ی یئا ولم ؤم یدن مقرو واو اجب 
كك يدود إل لار وهه يذعوا إل الج والْمَعْفْرَةَ بإذيه- وين ايد لِلنّاس لعلَهُمْ 
دوه (م) وسکلونلک عن المحیض مل ہُو آدی فَاعترلوا ليه فى المح يض ولا 
تفریوشنَ ی کی بط فإٰذا تطھرن مس لہ ان الہ ہب ای 1 دب ٤‏ 
7 سے ر ا ساوم رٹ کہ فاا سرک كّ شغ وما و کے اکا آ4 
ریما انم تَلَفوه وَیشر المؤمنيرت (۳) ۴ ا +223-221]. 


پ4 من جملة الأحكام الموضوعة لإصلاحكم أن لا تَنکِخُوا4 أیھا المؤمنون 
النساء هالمُسْرِكَاتِ؟ الکافرات فحَتٌی پيُؤمِنٌ4 لثلا يختلط ماؤكم بمائهن» وليوجد 
الولد على فطرة الإسلام «43 اعلموا أيها المؤمنون «لأمَةٌ مُؤْمَِةَ4 لكم أن تنكحوها 
9خَيْرٌ م4 حر طمُشركةٍ وَلَو أَعْجَبَئَكُه» مالها وجمالها «وَلآ تَُكِحُوا» أيتها المؤمنات 
«المُش كين 6 الكافرين «حَتّى ُؤْمنُوا و4 اعلمن أيتها المؤمنات طلْعَبِدٌ مُؤْمِنْ4 
لنكاحكن خير يّن) حر مشر وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ4 ماله وجماله؛ إذ لا كفاءة بين المؤمن 
والكافر «أزتيك» المشركون والمشركات لِيَدْعْرنَ4 أي: يريدون دعوتكم (إلى 
الثار المتفرعة على شركهم وكفرهم «طوالله» الهادي لكم إلى اختلاط المؤمنين 
والمؤمناتء الحافظ لمكافاتكم في النكاح والإنكاح 9يَدْعُو إِلَى الجَنةٍ المتفرعة على 
الإيمان .والتوحيد «وَالْمَغْفِرَة4 المستلزمة لدفع الآثام والمعاصي ظبإِذْيهِ» بتوفيقه 
رإقدار ۱ بس آيَاته4 أي: أحكامه وآدابه وأخلاقه في كتابه ظلِلئّاسٍ لَعَلْهُمْ يتَذَكْرُونَ4 











214 سورة البقرة : 
ان -23232-2 صورةالبقرقة 1 
[البقرة:221] رجاء أن يتذكروا ويتعظوا بها ليهتدوا إلى زلال التوحيد. ْ : 


ووَیَشالوئَك4 ایشا طٍغَنِ المحجيضٍ4 روي أن أهل الجاهلية كانوا لم يساكنوا 
الحئْض ولم يؤاكلوها كفعل اليهود والمجوس؛ واستمر ذلك إلى أن سألوا أبا الدحداح 
مع جمع من الصحابة عن ذلك فنزلت: طقُل هُوَ أَذّى» مؤْذٍ يتأذى منه من يقربه 
لنَاعْمِلُوا البّسا ي المجيض ولا تَفْرَبُوهْنٌْ4 بالإتيان والوقاع لا بالمصاحبة والمخالطة 
والمؤاكلة هحَبّى يَطْهُوْنَ ذا تَطْهْرْنَ فَأنُوهْنْ من حَيِتُ أَمَرَكُمُ اللة قاصدين فيه حكمة 
إبقاء نوع الإنسان المستخلف عن الله ظإِنْ الله يِب التَّوَابِينَ4 عن الميل إلى خلاف ما 
أمر الله به لوَيْحِبٌ المُتَطَهَرينَ4 [البقرة:222] 20 عن الأدناس الظاهرة والباطنة۔ 


یساکع أيها المؤمنون «حَرْثٌ لَکُغ4''“ أي: موضع حرائتكم ومحل إتيانكم 
#فأئرا زنک آئی ن4 مقبلين أو مدبرین؛ روي أن اليهود كانوا يقولون: من جامع 
امرأته من جانب دبرها كان ولده أحول؛ رد الله عليهم بهذه الآية لِوَقَدَمُوا لأَنقيِكئُ:ن» 
أيها المستكشفون عن سرائر الأمور من الحكم والأسرار المودعة في التلذذ والتزول 





(1) قال نجم الدین کبری: ظإإِن الله يجب التُوَابِينَ4 [البقرة:222]؟ أي: محافظي النفس عن المنهيات 
ويحب المتطهرين أي: مربي النفس بالمأمورات؛ فكما أن للنساء محيضًا في الظاهرء وهو سبب 
نقصان إيمانهن عن الصلاة والصيام: فكذلك للرجال محيض في الباطن هو سبب لقصان 
إيمانهم عن حقيقة الصلاة هي المناجاة وعن حقیفة الصيام؛ وهو الإماك.عن مشتهيات 
النفوس؛ وهو هوى النفس كما أن المحيض هو سيلان الدم عن الفرجء فكذلك الهوى هو 
غلبات دواعي الصفات البشرية والحاجات الإنسانية فكلما غلب الهرى تكدر الصفاهء وحصل 
الأذى وقيل: قطرة من الهوى تكدر بحرًا من الصفاء فحيتئد غلبة منعت النفس عن الصلاة 
والصوم في الحقيقة؛ وإن كانت مشغولة بها في الصورة فأذى الحيض الصوري إن الحائفض 

. ممنوعة عن القربات بالصورة لا بالمعنى» وأذى الحيض المعنوي إن الحالض ممنوع عن 
القربات بالمعنی لا" بالصورة إذا نودي قلرب الرجال من سرادقات الجلال: فاعتؤزلوا النساء 
النفوس في المحيض غلبات الهوى حتى يطهرن أن يفرغن من قضاء الحوائج الضرورية للإنسان ٠‏ 
من المأكول والمشروب والمنكوح وغير ذلك: فإذا تطهرن بماء التوبة والاستغفار والإفابة رجعن . 
إلى الحضرة في طلب القرية فأتوھن بالتصرف فیھن من حیث أمركم الله يعني: عند ظهور ,. 
شواهد الحى بزهوق باطل النفس واضمحلال هواها إن الله يحب التوابين عن أوصاف الوجود. 
ویحب المتطھرین باخلاق المعبود بل يحب التوايين عن بقاء الشهوف - الا 

(2) قال الشيخ ابن عجيبة: أي مواضع حرئكمء شبه ما يلقى في أرحامهن "من 


والأرحام أرض لها اليحر المنيد (182/1). ل 








سورة البقرة 213 
٣‏ . ا 
والانبعاٹ والشوقِ والانتعاش» وأنواع الكيفيات المستحدئة عند الوقاع لإيجاد النسل 
وإبقاء النوع؛ ولا تغفلوا عن سر اثرہ؛ ولا تطمئنوا تمحر د فضاء الشهوة کالحیوانات 
لْعْجَم «وائقُو شو الل عن الخيانة والكياتة؛ والإثيان إلى غير المأتي المأمورة : فی الشرع؛ 
وغير ذلك من المحظورات المسقطة لحرمات الله الواقعة في أمر الجماع والاجتماع؛ اد 
هو منزلة إقدام أولي الأحلام من عظماء الأنام طوَاعْلْمُوا اک بأجمعكم طمُلاقوة# 
سبحانه فتزودوا بزادٍ يليق بجنابه سن يا کل ارسل و [البقرة:223] 
الله بأن لهم عند ربهم روضة دی وجنة التسليم. 

2 ول" حصلوا أله عة عة لامڪ ادے کبروا وسوا وتضلحوا يرت 
ألنّاس وله سميع > لیے )لا پو اڈ آله RY‏ لکن مادک بَا بت 
لوک وا تا کی © لز وين ا بهم تربص نص أَرَيعَة أشهر ہر کان او مان اللہ لله غغور۔ 
کے © وان ع أالطلق فان الله تب هيع iO‏ [البقرة:227-224]. 


«و4 من جملة الأخلاق المنزلة لكم أن الا تَجْعَلوا) اسم «اله غرضة) وجهة 
ومعرضا هلأئمانكُة4 المتعلقة بكل دني خسیس وحق وباطل؛ أی: لا تكثروا الحلف 
بالله في الأمور؛. إذ أنتم بشریتکم ما تخلون عن شوب الكذب والبطلان: ما لكم 
والتلفظ باسم الحق الحقيق بالحقیة لترویج الأمور المزخرفة الباطلة «أن تَبَئوا» افعلوا 
الخيرات وواظبوا على الطاعات» وتوجهوا إلى الله في عموم الأوقات وشمول 
الحالات فو إن أردتم أن فوا اجتنبوا عن المحظورات» واحذروا عن 
المحرمات» وارجعوا نحو ربكم بإسقاط الإضافات »4% إن أردتم أن تَضِلِحُوا بَئْنَ 
الاي تليينًا لقلوبهم» ادعوهم إلى التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة» وجادلهم 
بالتى هي أقوم طوَالله سَمِيعٌ» لإيمانكم ظعَلِيمْ» [البقرة:224] بنياتكم فيجازيكم على 
مقتضی علمه بحالكم؛ ۽ هذا في الأيمان المثيتة للوقائع والأحكام. المقاربة للقصد 
والؤرادة. 

وأما الأيمان الجارية على ألسنة العوام بلا إثبات ونفي؛ بل علی سبيل الاتفاق 
فمما يُعفى عنه فلذلك قال سبحائه: «لا يُوَاخِدُكُمْ الله بِاللّمْو4 الواقع طفي أَئْمَاتِكُمْ» 
بلا ہی وإرادة ورلن يُؤَاخْذَكُم يِمَا كَسَبَتٌ قُلَوبكن »4 بواسطة الأيمان الكاذبة من 


214 صورة البقرة | 
الأمور الباطلة التي لا تطابق الواقع؛ فلبستم فيها وأثبتم بها «والله غَفُورّ4 لكم لو تبثم 
ورجعتم إليه عما كسبتم من الآثام حلي [البقرة:225] بالانتقام رجاء أن يتوبوا ' 
عنها. 

لم قال سبحانه: «لِلْدِينَ يُوْلُون» أي: يحلفون أن يمتنعوا «إين»وقاع (ِبَْائهم 
ربص آزبعة آشهر4 أي: بازم عليهم الانتظار إلى أن تنقضي مدة أربعة اشھر ان 
قاءُوا4 1 رجعوا فی هذه المدة عن الحلف بأن جامعوا معین؛ حنثوا طفَإِن الل 
غُمُورٌ4 بحنثهم يتجاور عنهم بالكفارة رْحِية 4 [البقرة: 226] لهم بإبقاء النكاح بيلهم. 

إن عَزْمُوا الطّلاق» بلا حنث الحلف إن الله سَمِيمٌ4 يسمع منهم الطلاق 
«غليم4 [البقرة:227] بنمرة قلوبهم منهن. ظ 

$ والمطلقدت يربع , نفس هن تله قروو ولا مل هى ان تمن ماڪان هن 
ل ال س2 يه ب 4و هس کا مرو وفرع 476 ل 2 جوج ےم > عا ميرك 
أَنسَامهنَّ إن ا ومن باه واا ار وين ای وم ذلك إن أرادوأإضكدما و مل 
اذك لون وتنا وال حلمم وله کے © شا نزک راق 
قوف آو ری اخسن ولا یل کہ ن تاوا ہکا اترم َيه ل أن ينان أل 
یا ڈوک اق قن جعم آلا ی حو او م جاح عاف ادت پر جک موہ کو مک 
دوعا وم بم ڈو اتو ویک هم شیو () إن طلقا کک یل ل ون بنڈ ی تنک 
دجا ع رن لھا تک جح عا أن :1007 تن ظا آن یقیما حدوۃ اللہ وَتلكَ دوه آل 
چا دلو یی © [البقرة: 230-228]. 

وَالْمطْلقَاتُ) المدخولات بهن «تَتْرئضن» يتظرن (ِبأْنفِْهِنْ لاه زوء 
أي : مضى مدتها والقروء: يطلق على الحيض والطهرء وأصل وضعه للانتقال من الطهر 
إلى الحيض؛ وهو المراد في الآبة لأنه لاستبراء الرحم والدال على البراءة» هذا ولا 
يحل لهِنْ 4 أي: المطلقات المعتدات ڈآن يمن ا حلي الله في أَرْحَامِهِنٌ 4 مدة العذة 
من الحيض؛ لئلا يختلط النسب «إإن كُنّْ يُؤْمِنٌّ بال العالم بالسرائر ظوَالْيَوْمٍ الآخر»ه 
الذي تبلى فيه جميع السرائر والضمائر ظوَبْعُولَُهُنَ أَحَقٌ) أليق وأولى َبرَوِجِنَ» إليهم 
في ذلك أي: في زمان التربض ظإن آزاڈوا4 أي: الأزواج إضلاحا 5 ١‏ أيها 











7 مر ۔ ما ۴ 3 
ت۸ ہے میں ےہ . پوو ھی ےر 





سورة البقرة 215 


ا ,ا 
المؤمنون ظلَّهُنّ4 عليكم من الرعاية والمحافظة على آداب الخدمة؛ والاستئتاس وغير 
ذلك مثْلُ الّذِي4 لكم يهن بالْمغزوفٍ» من الحقوق والرعاية والمحافظة 
وَلِلوَجَالٍ عَلَتِهِنُ درَجَةُ4 فضيلة بحسب الخلق والعقل والتميز وكمال الإيمان 
والمحافظة على حدود الله وامتثال مأموراته «والل عَزِيرٌ» يعز من يشاء من عباده ويذل 
من يشاء «حكية» [البقرة:228] في فعله لا يُسأل عما يفعل. 
«الطّلانُ4 الصادر من أولي العزائم وذوي الألباب ظمَرّنَانِ4 مرة عند عروض 
النفرة المنافية للرغبة السابقة» المستلزمة للزواج والازدواج» المنبعث عن طبيعته 
المقتضية بالطبع للاختلافات والازدواجات الواقعة بين أسبابهاء وهي الأوصاف 
الإلهية» ثم إذا رجع العازم عنه لا بد أن يكون رجوعه أيضًا عن روية وتدبرء بأن يلاحظ 
أنه سبب انبعاث الرغبة السابقة واشتياقها ثانيّاء فيكذب نفسه ويرجع إليهاء وإن طلقها 
بعد تلك المراجعة ظفَإِمْسَاكُ بمغزرف4 أى: فعليه بعد الطلقة الثانية أحد الأمرين» ولا 
يتجاوز عنه إلى الطلقة الثاكة وإلا لسقط عن زمرة العقلاء العازمين على الأمور 
الشرعية بالعزيمة الخالصة: إمّا إمساك بالمعروف؛ والمستحسن عند الله وعند المؤمنين؛ 
بل لا بد أن يكون هذا الإمساك أحسن من الإمساك السابق على الطلاق حين الوفاق 
«أز تشري) وإطلاق وتبعيد مقارن (يإختان من مال وخلقٍ وكلمةٍ طيبة؛ ليرتفع 
غبار العداوة والبغضاء الواقعة بإغواء الشيطان بينهما. 
(زلاً بل لَكُغ أيها الحكام المقيمون للأحكام الشر عة أصلاً «أن تَأَحْدُوا»ه 
من النساء يما آتيثمُوهُنْ) من المهور والصداقات «شَيئاً4 وتردوه إلى آزواجهن إلا 
أن يَخَانًَا4 أي: الزوجان كل منهما على نفسه «ألا يُقِيِمَا حُدُودَ اللو4 الموضوعة من 
عنده سبحانه لإصلاح حالهما طِقَإِنْ خِفْتُه» أيها الحكام أيضًا آلا يُقِيمَا حُدُودَ الل» 
بينهما طقلا جتاح) إثم لِعَلَيهما 4 على الرجل طفِيما4 أخذ طافْتَدث بم المرأة 
للخلاص والطلاق» وعلى المرأة لإعطائه له «تَلّكَ4 الأحكام المذكورة ظحُدُودُ اللو 


)1( قال ابن عجے4؛: فإمساكة لھا بمعروف بان يواسي بها من یحتاح إللهاء أو سریح لها من يله 
بإحسان من الله إليه؛ حتى يدخله في مقام الإحسان» فإن طلقها مرة ثالثة فلا تحل له أبدا حتى 
يأخلها من يد الله بالل بعد أن كان بنفسهء فكأنه أخذها بعصمة جديدة؛ فإن تمكن من الفناء 
والبقاء» فلا جُناح عليه أن يرجع إليها غتياً بالله عنهاء والله تعالى أعلم. البحر المديد (188/1). 


216 سورة البفرة. “؟ 
بالمخالفة وعدم الامتثال 439 اعلموا أن «امن يَتَعَنُ حُدُوة اله اليك هم الظالِمون ' 
[البقرة:229] المجاوزون عن حد الإنسانية إلى البهيمية؛ المضيعون لمقتضیات العقل 
الشريف المفاض عليهم من لدنه سبحانه. 

لمن طَلْقَهَاةِ أي: إن وقع الطلاق بينهما بعد المرتين فلا نجل المرأة 
المطلقة إله4 أي: للرجل المطلق من بَذ4 أي: بعد وقوع الطلاق الثالئة «حَبَّى 
تتكح4 تتزوج المرأة (ززجاپ ثانيًا «غَيْرَهُ4 أي: غير الزوج الأول ؤفَإن طَلَْمَهَا4ِ الزوج 
الثاني «فلا جُنَاحَ عَلَيِهِمَا أن تَرَاجَعَا4 أي: يرجع كل من الزوج الأول والمرأة إلى 
الآخر بالزواج؛ ويلمس كل منهما عسيلة الزوج الثاني إن اشتهى؛ وذلك حين «إن ظنا 
أن يُقِيمَا حذوة الله بينهما (وَتَلّكَ4 الأحكام وحُدُودُ الله يُبيَْهَا لِقَوْمِ يَعْلَمُونَ» [البقرة: 
0 يعقلون ويفهمون حدوده ويعلمون بها بمقتضى العقل؛ إذ التكاليف الواقعة في 





الشرع الماضي لأجله. 
مسج اا سے ھب ہر اط اك كك 2 > ماس ےم € 
ادا طلقم السا ملف بهن میک عرض سی یں 
سس لئ میں جر خرس سر حر سوسرے کے مہم ہے 2 ٤‏ 
2 جسم کر هن ضرا 1 رو ومن وَنْمَل دَّلِكَ هَقَد ملا 71 نفسکر ولا ککخڈی ۴ اللہ شرو 


يفصت ل کم وما آل عَم ِن الكتب وا ر وائ 
واعلمواً أن أله ل مه عَم )واا لق السا مض أجلهنَ ل و فی 
تع از جن ا لوا بینم مروف دک بح پوه کان من ديه 
ایز ڈیڈ انکر رات م وان تلم لاک4 [البقرة:232-231]. 

ر طلقم انشا لن أجلي أي: قرب انقضاء عدتهن هفَأسِكُوَهُنٌْ) أي: 
فعليكم بعدما قرب انقضاء مله العذة أن تراجعوھن فبھا وتمسكوهن طبمغزرف4 
مستحسن عقلاً وشرعًا «أؤ سَرحُومُنٌ4 وفارقوهن 9بمَغْروف» حتى لا يتضررن بعدم 
الزواج وطول المدة ولا تي كُوهُنٌ) أي: ولا تراجعوهن ف(ضزاراً4 أي: بمجرد أن" 
نضروهن طِلِتَتَدُوا» آي: تبقوا مهذدة طويلة بلا مدحبة وهموكة حتی يأتيهن الموت كما 
یفعله الجھال غيرة وحمية لوَمَن يَفْعَلُ ذلك الفعلة منكم (نقذ ظلع تفسهه بتعريضها . 
على عقاب الله بإبطال حكمته وتعطيل محل خلقه وقدرته. 

طزلاً شخذرا) أيها المؤمنون «ايَات اليه النازلة عليكم هزوا تتهاونون عليها .. 













سورة البقرة 217 


وتأخذونها سهلء احذروا عن انتقامه لوَاذْكُوُوا نِعْمَتَ الله المنعمة فإعَلَيْکُم4 
واشکروا لها ر4 خصوصًا ظا أنرل عَلَيَكُم4 لإصلاح حالكم ظيِنَ الكتاب) المبين 
لكم طريق المعاش في النشأة الأولى فإوالجكم الموصلة لكم إلى ذروة التوحيد في 
النشأة الأخرى لكي (يَعِظكُم ب به فعليكم أن تتعظوا وتتذكروا به ظوَائَمُوا الهم عن 
مساخطته وانتقاماته ولا تتجاوزوا عن حدوده المبينة في كتابه وَاعْلْمُوا 9 اللة4 
المحيط بكم وبحالاتكم وبکل شَئْءِ» صدر عنكم من الخير والشر والنفع والضر 
العائد لنفوسكم ظعَلِيمٌ» [البقرة:231] بالعلم الحضوري» لا يعزب عن علمه شيء 
مما ظهر وكان؛ ويظهر ويكون. 

لوَإِذًا طَلّفُْمُ4 أيها المؤمنون هاليّسَاءَ فَبَلَغْنَ4 بعد الطلاق ظِأَجَلَهُنَ4 من العدة 
المفروضة المقدرة لاستبراء الرحم فلا تغضلوځن) أی: لا تحبسوھن ولا تعيروهن 
إن أردن «أن ينكِخن أَزْوَاجَهُنٌ إذَا تواضڑا ب َينَهھُم بِالْمَعُروف4# كما يفعله الجهال من 
الحمية الجاهلية هذْلِكَ» التذكر والعظة ل من عند الله إيُوعظ به من کان منک 
ُْمِن باللہ٭ بجميع ما أنزل من الأحكام والمواعظ طوَاليَوْمِ الآخر» بجميع ما فيه من 
التكال والعذاب والحساب والعقاب ظدَلِكُمْ»4 أي: الأحكام والمواعظ والأخلاق 
والآداب كى لَكُم4 لتزكية نفوسكم من الأهواء والآراء الباطلة طوَأَطْهَرُ)ُ لقلوبكم 
عن متابعتها (إوَاللة يَغْلّْ» مصالح عباده (ِوَأنكُمْ لآ تَعلّمُونَ4 [البقرة:232] فعليكم 
الامتثال والانقیاد على وجه التعبد. 


$ # ولتت بی وهی وین عَامِلينِ لمن راد أن يم أ م الماع لوأو 





رثن بالعاوق' لا ٹکلٹ تدش إِلا وَسَعَھا لا سار ول بو ها ولا موود 
پوو وَل لوار مِکْل دَلِكَ فَإنْ آرادا وَصَالاعَن یمک تا ع کیا 
اریہ ان فَرَستَعُوا | آولدک فلا جنات سس وا الله واغامواً 
ھب تنلل می این ترک نکم دو هن اتا 
قروا بن اَجلهن فَللاحْتَاح ا كتاج و لشي اتيز دیما 

تعملون خر © [البقرة:234-233]. 
ڈو الْوَالِدَاتٌ»# سواءًٌ كانت مطلقات أو غيرها ؤيُرْضِعْنَ# ولا یضیعن طأؤلادَهٰنٌ 


4 


218 سورة البقرة 
خؤلين کاملین لِمَنْ اراد ان یم الو صاع !'' أي : يرضعن للأب الذي أراد إتمام إرضاع 
ولده (وَعَلَى المَؤْلُودٍ ل أي: على الأب رزه أي: رزق المرضعات ورهن 
بالمشزوف4 المتعارف لا تُكَلّف نُفْس إلا وشعها) إذ من سنته سبحانه أن لا يكلف 
عبده إلا بما يطيقه ويقدر عليه؛ لذلك «الآ تُضَارْ وَالِدَةٌ بوَلَدِهَا4 بآن ألزم عليها بأنه 
ولدك لا بد لك أن تسترضعيه بلا أجرةٍ (وَلَا4 يضار ايا مولو لَه بولَدِو4 بان حمل 
عليه ما ليس فى وسعه من أجرة الرضاعة. 

إن لم يكن المولود له موجودًا يجب لعَلَى الوَارث4 الحائز لأمواله «مثْلٌ 
ذلك »4 أي: ما يجب على المولود له لإرضاع ولده ؤِقَإِنْ أرَادا) المولود له والمرضعة 
قبل انقضاء الحولين «فِصالاً4 فطامًا صادرًا عن تَرَاضٍ مَنْهُمَا وَنشّاؤر أي: شورة 
واقعة بينهما (إفْلا جاح عَلَيِهِمَا4 في هذا الفطام إن لم يتضرر الرضيعء وإن تضرر 
فللحاكم أن يمنعها؛ لإفضائه إلى تضييع الرضيع وتخريب بناء الله «وَإِنْ أَرَدت4 أيها 
المؤمنون «أن تَسْتَرضِهُوا أؤلاةئ» أي: تطلبوا المرضعة لإرضاع رضيعكم سواء 
كانت المرضعة أم الرضيع أم لا فلا جُنَاحَ مَلَيِكُمْ إِذا سَلْمْتُم ما آتَيثم بِالْمَغؤوف» أي: 
لا ضيق ولا تعب عليكم أن تسلموا بالطريق المعروف المستحسن ما سميتم من 
الأجرة لاوإرضاع قبل انقضاء مدة الرضاع فزَاثفُوا اد4 عن تضییع الرضیع وتنقیص 
أجرة المرضعة فإوَاغلَمُوا ان الله يما تَعْمَلُونَ بَصِيرْ4 [البقرة:233] يجازيكم على 

(دَالْذِينَ يَُوَفُْنَ مك4 أيها المؤمنون (وَيَذَرُونَ» يتركون (ِأَرْوَاجا واحدة أو 
النتين أو ثلانًا أو أر, عا فعليهن أن طيَتَرَئْضْنْ؟ ينتظرن ويعتددن «بأنقسِهنٌ أزبَعغة أشهْر 
وَعْشْرَا4 حتى يعلم ويظهر أنهن حاملات أم لا لِقَإذًا بَلذْنَ أَجَلَهُنْ4 بأن تنقضي المدة 





5و قال نجم الدین: «وَالْوَالِدَاتُ يز ضضِعْنٌ أزلَاتَمٰئ4 [البقرة:233]ء والإشارة فيها آنها تدل من أولها 
إلى آخرها على أصناف ألطافه» وأرصاف إعطاله في الآيةء وتعماله مع عبیدہہ وأمانه أنه تبارك 
وتعالى أرحم بهم من الوالدات الشفيقة على ولدها في الحقبقة على أن غاية الرحمة التي 
يضرب بها المثل حمة الأمهات»: فالله سبحانہ وتعالى أمر الأمهات بإكمال الرحمة: وإرضاع 
المولدات؛ وقال: والوالتاث يُرْضِعْن أَزلاتمْن حَوْلَيْنٍ کابلین4 [البقرة:233] وفي قطع 
الرضاع على المولود قبل الحولين؛ إشارة إلى أن - رحمة الله- للعيد أتم من رحمة الأمهاته ثم 
رحم على الأمهات المرضعات. 





مورة البقرة ظ 219 
المذكورة لفلا جُتاحَ عَلَيِكُمْ فِيما4 أيها الحكام فَعَلْنَ4 إصلاح إفِي أنفيِهنٌ» من 
طلب الخطية والخاطب والناكح والتجسس تلد والعروض عليه إن صدر عنھن هذه 
الأمور«بالمغروق* المستحسن في الشرع والعرف» وإلا فعليكم الجناح أيها الحكام 
عند الله إن لم يمنعوهن الل يما تَعْمَلُونَ4 أيها الحكام من التھاون فی إجراء أحكامه 
وحفظ حدوده 9 خبيرٌ# [اليقرة : 234 ] يؤاخذكم عليه ويجازيكم بمقتضى خبرته. 





و ولا ماح ییک فیا وش ر بو ين حِطَب دقو أت کشر ن نشیک 
الله اتک مسد وھ لکن لا اعون سا أن تقولواً ولا محر واولا ر 
عُقَدَةَ الڪاج حى بم الکڌب اجه وَاعلموا أن آنه يعم ما نشیک فاخذرو 
واعلموا ان الله عفر ر لے (5) لا جاع عَلَيَي إن طلقم السا ما لم تمسو هن أو تَفْرضُوأ 


رما ی ازم تھ عل لفو کرات ره © 
2ھ م و ت سی تی و تب كيين ابن 
ون طَلْفَتَمُوهنٌَ من شڈ ود وځ وة ضف تا ت أن 


اک ا سے ب 


مفورک سفوا ودی دوہ عقدة الیکاج ون تمغوا اقرمت لموک و1 ولاتنسو أ الفضل 


کچ اس "ص 


CAE EE‏ رت [البقرة:237-230]. 


ولا جاح عَليكُم) أيها المؤمنونطفيما» أي: في كلام وألفاظ طعَرَضئُم بهي 
تعريضا حسئًا وتلميصًا مليحًا خاليًا عن وصمة الفسادء ناشمًا لمن 4# إرادة #خطبة 
الَسَاءِ» المعتدات للوفاة«أز أَكْنَصُّم» أضمرتم و أخفيتم في أنقيِكم» إِذطِعَلِمَ الہ 
منكم وإن أخفيتم نُك يميل طبيعتكم إليهِن9سَئذْكْرُونَهُنَ» فاذكروهن على الوجه 
الأحسن الأبعد عن التهمة «وَلْكِن لاّ تُوَاعِدُومٰنٌ سام أي: الوقاع والجماع؛ أي: لا 
تخالطوا معهن إلى حيث يرتفع الحجاب عنكم؛ ٠‏ فتتكلمون معهن بالكلمات التي جرت 

بين الزوج والزوجة إلا أن تَقُوُوا مَؤلاً مَعْرُوفًا» يومئ إلى خطبتكم إياهن إن خفتم أن 
يسبق عليكم الغير من الخطباء و4 عليكم أن هلآ تَعْزِمُوا عُفْدَةَ التكّاحج4 أي: لا 
تستعجلوا ۂ في العزيمة على العقدهِحَتَّى يَبِلْعَ الكَِابُ أجَلَهُ4 أي: ما فرض في الكتاب؛ 
أي: من العدة المقدرة فيهظوَاهْلّمُوا أن الل4 المطلع لضمائركم غلم ما في ش4 
من الخيانة في حدودهظفَاحْدَّرُرةُ» لتنجوا من غضبهطوَاعْلْمُوا أن الله غَفُو رہ لمن عزم 


























220 سورة إلبائرة : 
على المعصية ولم يفعل حليم) [البقرة: 235] لا يستعجل بالعقوبة على العاصين. ' 

ڈلا جْنَاحَ # لا وزر ولا إثم (عَليكُمْ»4 أيها المؤمنون طإن طَلْعْتْمْ الْتَسَاءَ مَا لم 
تَمَسُوَهُنْ4 أي: لا تجامعوا معهن از ١‏ 9تَفْرِضُوا» تقدروا («ِلَهُنْ فْرِيضَة» مهرًا أو ' 
صدافا ظوَ» عليكم إن طلقتموهن 8مَبَعُو ُن بالإحسان جبرًا لما انكسر بالطلاق بعد ظ 
العقد على الموسع َدَرهُ4 أي: قدر وسعه ويسره 2وَبٌ كذا «عَلى انمقتر) المعسر 
ظفَذرٰۂُگ فدر إعساره وتقتيره متَاعا) أي: متعوهن متاعًا ملتبشا طبالْمَغْزوف» الذي ` 
يستحسنه الشرع والمروءة» ولذلك صار التمتيع المجان في الشرع طحَمَا) لاتھا ے 
#عَلى4 المؤمنين هَالمُحْسِنِينَ4 [البقرة:236] الذين لا يريدون الأذى لأحدٍ من الناس ٠‏ 
وإن وقع منهم نادرّاء حبروا بالإحسان حفظا للمودة والاخاء الدیله. : 

#وإن طَلْفثْمُوِهُن من بل أن تَمشْوهْنْ و4 الحال أنه «قذ فَرَضْتُمْ» سميتم (ِلَهْنّ ' 
فریضة4 صدافًا ومهرًا «فَنضف ما فَرَضئُمْ4 أي: فلزمكم أداء نصف ما سميتم من . 
المهر إليهن «إلاً آن يَعْمُونَ4 أي: المطلقات فلا يأخذن شيئًا اتقاءٌ عن التهمة «أؤ يَعْقُوَ 
لی لِه عَهُدَةٌ البكاح) ويرد جميع المهر إليها تبرعا ڈرآن تَعْمُوا4 آي: : وع وکم أيها 
المؤمنون في أمثال هذا (ِأقْرَبُ لِلتقَُى» وأفضل عند المولى «ؤلاً فسڑا4 أي: لا / 
تتركوا ظِالفْضْلَ» والإحسان 8بَينكُمْ» أيها المحسئون بل أحسنوا بعضًا مما أحسن الله 
لكم إلى مستحقيكم «إِنَّ ال9 المراقب لجمیع أعمالكم «بمًا تَعْمَلُونَ4 من الفضل 
والإحسان #بَصِيدٌ 4 [البقرة:237] يجازيكم عليه بفضله. 


1 اوو راا وی تلا ری و وی 
وال اورا ا امن قاذ ڪرو ڪروا اه کا ڪَلمَڪم ٿا ل كَكُونوا اا 
2 ووت منڪم ويدرون اوا وة لأ کا ا 
خت کن مک5 مع یکم ن ناتاے وشیپ بد نراق 
اعا میتر ‏ ہہ یت 
ناڪم اید ملک ميود © ) [البقر 242-238[ | | 


ثم لما كان للعارف الحائر المستغرق في بحر الحيرة ميولاً وتوجهات متعددة - 
بحسب تجددات أنفاسه ونفساته المستنشقةء المستمدة بها 7 الرحمانية» المهبة © 


ۓ 


ا 


- سورة البقرة 221 





من یمن عالم اللاهوت» المنتشئة من الذات الأحدية» المتجلية بالتجليات الجمالية 
والجلاليةء المعبزة بالأسماء والصفات الإلهية المتخالفة في الآثار والمقتضيات على 
حس الكمال؛ أراد سبحانه أن ينبه عليه بمخالطته الميول والصلوات في الأوقات كلها 
لئلا ينشغل عن الحق فی وقت من الأوقات» فقال: (إخافظوا) وداوموا أيها المتوجهون 
إلى توحيد الذات (عَلّی الصلَرَّات4 المكتوبة لكم في الأوقات المتعارفة #وَ»# خصوضا 
«الصّلاةٍ الؤشطى4” التي هي عبارة عن التوجه الرفيق المعنوي بين كل نفسين من 
أنفاسكم «وَ» بالجملة: «قُومُوا» أيها الأظلال الهالكة في نفسها المستهكلة في الذات 
الأحدية؛ إذ لا وجود لكم من ذواتكم «للهِ» المظهر لكم من كتم العدم بامتداد أظلال 
1 أسمائه؛ ورش من بحر جود وجودہ عليكم «إقَانِتِينَ © [البقرة:238] متذللین خاضعین: 
و مفنين هويتكم الظلية الغير الحقيقية بالكلية في الهوية الحقيقة الإلهية. 

۴ لفْإِنْ خفئم» عن مقتضيات القوى البشرية فَرجَالاً» أي: فعليكم التوجه 
راجلين منسلخين عنها وعن مقتضياتها بالمرة «أؤ رَُكَْانَا4ُ راكبين عليها بتسخيرها 
بالرياضيات الشاقة إلى حيث ينصرف بالكلية عن مقتضاها ظفَإِذا أمنّم4 من شرورها 
«تاذكروا اله المفني للفرد والسوى مطلقًا طكَمَا عَلَمَكُم ما لم تَكُونُوا تَغلمون» 
[البقرة:239] لولا إنزاله سورة الإخلاص وكلمة التوحيد وغيرها من الآيات الدالة على 
التوحيد الذاتي. 











(1) أخبر الحق عن وجدان الفضل وفقدانه بقوله تعالى: ظحَافِظُوا عَلَى الصَلَوَاتٍ وَالصّلَاةِ الؤشطى4 
1 [البقرة:238]ء الآيتين والإشارة فيهما أن الله تعالى أشار فى حفظ الصلاة بصورة المفاعلة التي 
بين الاثنين وقال: حافظوا على الصلاة يعني محافظة الصلاة كما قال النبي ويِةِ: قال الله تعالى: 
(اقسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل» فمعناه أني 
أحافظكم بقدر التوفيق والإجابة والقبول والإنابة عليهاء فحافظوا أنتم على الصلاة بالصدق 
والإخلاص والحضور والخشوع والمناجاة بالتذلل والانكسار والاستعانة واللاستهداء والسكون 
والوقار والهيبة والتعظيم وحفظ القلوب بدوام المشهود؛ فإنما هي الصلاة ة الوسطى؛ لأن القلب 
هر الذي في وسط الإنسان ما هو واسطة بين الروح والجسدء ولهذا سمى القلب فالإشارة في 
تمخصيص المحافظة على الصلاة الوسطى هي القلب بدوام الشهود. فان الدن ساعة يحفظ 
ا الصلاة وأبئيتهاء وساعة يخرح منها فلا سبيل إلى حفظ صورتها يبعث الدوام ولا إلى 
حفظ مغانيها بوصف الحضور والشهودء وإنما هو من شأن القلب لقوله تعالى: إن في ذلك 
لَذِكْرَى لِمَن كَانَ له قَلَْبُ)» [ق:37]. 





222 : ظ سورة البفرة ۱ 
ا سے ےش سے ہے س_۔۔خ۔ مسؤ شش سے ب 76”ي22_51 ب ا 59ا_ 34 

«وَالذِينَ يتَوَفْؤْنَ4 يستشرفون إلى الوفاة ينم أيها المؤمنون (وَيَدَرُونَيم " 
یترکون فاآزْوَاجاچ بعدهم لزمهم أن يوصوا ظوَصِيةي مستخرجة من أموالهم | 
«لأزؤاجهم» ليتمتعن بھاہمتاا إِل ى4 انقضاءطالخؤلِ4 بعد موتھمطغیز إغزاج) لهن ' 
من المسكن المألوف» وکان ذلك في أول الإسلام؛ ثم نسخت بتغيين المدة لعدة الوفاة + 
من أربعة أشهر وعشرًا (فَِنْ خْرَجْنَ4 من مسكن الأزواج «فلا جُناحَ عَلَيِكُن» أيها 
الحكام «ني ما فَعَلْنَ»4 من التطيب وترك الحداد وطلب الخطبة «في» إصلاح : 
«أنفسِهنٌ» إن كانت الأمور الصادرة منهن يمن مغزوف4 مستحسن مشروع مرخص: 
وإن لم يكن كذلك فعليكم الجناح أيها الحكام وال عريز) غالب قادر على الانتقام؛ ٠‏ 
ينتقم من المتجاوزين عن حدوده؛ المتهاونين في إجراء أحكامه« حَكية» [البقرة: ]240‏ . 
في رعاية مصالح عناده. 

ر واعلموا أيها المؤمنون أنهلِلَمطلْقَات 4 مطلقًاهِمتَاعٌ بالمَغزوف4 المشروع 
المستحسن لازم حمًا) ابئا لعل ی4 ذمة فالمثقی ن4 [البقرة:241] المطلقین لھن ما 
دمن في العدة؛ أي: جمیع مؤنتھن عليهم فيها. 

إكذلك4 أي: مثل ما ذكر من أحكام الطلاق والاأمور المتفرعة عليه بین الذي 
الهادي «لكم4 جميع [آياته الدالة على توحيده ظِلْعَلّكُمْ تقون [البقرة:242] 
رجاء أن تتأملوا فیھا وتفوزوا بالفوز العظیم من عندہ. 

$ # الم تال الزن حر جوا من ویره وَهُحْ ألوك حَدَرَ موت قَمَالَ لَمُرَامه 
مُونوأ ثم أيهم إرك الد لَذرتَضْل حَلالتًایں وَلَيِيٌ اکر اٹّایں لونک روک 

وَفیْلوا فى سبي ل الله واغلموا أن آنه می علي (ن) تن 15 ری قرش آل کشا 
ا وة اضما یره وان يَقيِصُ وط وکو جرت © | 
[البقرة:2+0-243]. 
الم تر4 أيها الرائى إلى الذينَ خر جوا ص ديارهع» وهم أهل (اداورد٤‏ قرية 
۔ 2070 م ٣‏ ب ع 
ثبل اواسط» وقع فيهم طاعون فخرجوا هاربين9وَمُمْ ألوف» كثيرؤِحَذَرَ المَؤتٍ فَمَالَ 
لهم الي بعدما علم منهم الفرار عن قضائه: «مُوثوا4 فماتوا بالمرة هِثُمْ أخيامُم4 , . 
بدعاء حزقیل فی حين مر على تلك القرية» فأبصروا قد مرا ونفرقت ”۾ 








أجسامهم قتححجبی من دلك فأوحی الله تعالى إلمه؛ ناد فيهم: أن قوه | پأمر اللہ ومشیثتہ: 7 ۱ 





. ال سے نساسچز ہے السك پچ 2 ری ھا یں کو چیہ ہی کہ 


+ 
+ 
1 





سورة البقرة ) 223 
فنادى فقاموا يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت إن اللة) المدبر لمصالح 
عبادہ لدو فضل* وإحسان على الئاس وَلكِنّ أكْثَرَ الئاس لآ يَشْكْرُونَ4 [البقرة:243] 
فضله واحسانه. 





وبوجه آخر ألم تر أيها المغتر المعتبر الرائي «إِلى الْذِينَ خَرَجْرا من دِارِممغ* 
المألوفة المأنوسة وهي رقعة الامکان فو الحال أنهم وهم ألوف»4 متألقون فيهأ مع 
بني نوعهم هِحَذَرَ المَؤتِ؟ الإرادي ظفَقَالٌ لَهُمْ الله الهادي إلى توحيد الذات بلسان 
مرشديهم: (مُوتّوا©) عن إنابتكم وهويتكم أيها المتوجهون إلى بحر الحقيقة» فماتوا عن 
مقتضيات القوى البشرية» ولوازم الحياة الطبيعية بالكلية «ثُمّ أَخْيَاهُن 4 الله بالحياة 


الحقيقية والعلم اللدني والوجود العيني الحقي» والبقاء الأزلي السرمدي إن الله 


المتكفل لأمور عبادہ ڈلڈو فضل على الناس © الناسين منزلهم الأصلي ومقصدهم 
الحقيقى بإيصالهم إلى ما هم عليه قبل نزولهم إلى فضاء الإمكان هوَلْكِنّ أَكْئَرَ الئاس 
لآ يَشْكْرُونَ» [البقرة:243] ولا يعقلون ولا يفهمون نعمة الوصول إلى الموطن 


الأصلي والمقام الحقیقي۔حتی یقوموا بشکرہ ویتواظبوا عليه. 


49 إن أردتم أيها المؤمنون أن تكونوا من الشاكرين لنعمه الفائزين بفضله 
وإحسانه ظقَاتِلُوا4 مع الكفرة التي.هي القوى الحيوانية طإفِي سَبِيلٍ اللو» المفتي للغير 
مطلقاء واعلموا إن متم فإلى الله تحشرون؛ وإن عشتم فإلى الله تبعثون» وما لكم أيها 
المؤمنون ألا تقاتلوا مع جنود الشياطين حتى تنجوا من مهلكة الإمكان» وتصلوا إلى 
فضاء الوجوب (واغلئی ن الله سمِيع4 لأقوالكم المتعلقة بعدم الجھاد (علیغ) 
[البقرة:244] بنياتكم المترتبة على الحياة الطبيعية. 


ومن ذا العأرف الي يقر برض ال4 أي: : يفوض ويسلم هوية الإمكان وماهية 
الكوني والكياني إلى الله المسقط للهويات مطلمًا (قرضا حَسَنًاي تفويضًا سلما نشطا 
فرحانًا بلا مضايقة ولا مماطلة» راضيًا بما قضى عليه» صابرًا على عموم البلوى المقرية 
إليه قَيُضَاعِفَهُ لَه بعدما فني عن هويته فيه أَضْعَافًا كَثِيرَة» لا يحيط بكنهها إلا هر؛ 
إذ المحدث قرن بالعديم» وترتب عليه ما ترتب عليه بل سقط الاثنينية بالكلية» وارتقع 


غبار الأغيار بالمرة «واللة» الواحد الأحد الصمد «يفبض) إلى ذاته ما ينشر 


224 سورة اليقرة. * 
إويتبشط4 من أظلال أسمائه وصفاته وآثار تجلياته الذاتية وليه لا إلى غيره 
هِتُرْجَعُونَ4 [البقرة:245] أيها الأظلال والآثار طوعًا وكرهًا. 








ا ا ار ای سر میں رہ و 


ہ وت وب 


نمَتل فی سیل الہ قحال مل عَسیشر إن : ڪيب يڪم الفال آلا لقيو وأ الا 
وما لنآ آنا آلا نمِل نی سیل آله وَقَدْ أُحْرِجِسَامِن ودرا وأ سا نابا هلا كدب عَلْيْهُمْ ‏ 
7ک وواللا قلي مَنه وهه علب ليمير > © وَفَالَ لهم تَديهم إِن ال 
بک لسم الوت کی لآ یہن الف عوکر اس لاو 
3 م وت سے بے الال قال اک آله اة کم وراد لے فى ' 
للم وَالْجسي وله يوني قن مل م يمسا ونه 7 ©( 7 
247-6]. 
الم ر إلى الملا مِنْ بني إشرائيل) الذين كانوا معرضين عن القتال في حياة . 
موسی - صلوات الله عليه - كيف اضطروا إليه من بَغدِ4 وفاة همُوسى إِذْ قَالُوا بني 
٠‏ م هو يوضع أو شمعون أو اشمویل حین ر العمالقة ee‏ وخربوا 
شيل اله قال هَل عَسَیئُم4 أي : نرقم جبنکم رنقاعدکم ان کب عَلَيْكُمْ القال4 7 من 


عند ا وال ثقاتلوا الوا وما لتا آي 3 شي عرض النااالا تقال في سبل الوق 





م ا چا وہ رو || rr‏ 
















(1) قال الشيرازي في دعرائس البیانہ: هَولَلَُ یَقَہض وَيَبِضْطُ» يقبض أرواخ الموحدين بقبضة ٢‏ 
الجبروتیة في نور الأزلية» ويبسط أسرار العارفین من قبضة الكبرياء» وبنشرها في مشاهدة سا | 
الابديةء وأيضًا يقبض المشتاقين في رفاق التوحيد فیتجلی لھم مشاحدۃ العظمق كإييسظ. + 
العاشقين في حجال الأنس: فِيتجِلّى لهم مشاهدة الجمال» وصرقف N‏ وتقال؟ القبهن: سرن 
والبسط كشفه. ویقال: القبضی للمریدین؛ والبسط للمرادین. وبقال: القبض للمکتاتینء والپظنٌ ن 
للعارفين» ويقال: القبض لعَنْ تولى عن الحق: والبسط لمَنْ تجلي له الحق. ويقال: ات یہ 
ويبسطك إياه؛ قال الواسطي: يقبضك عما لك» ويبسطك فيما عليه. وقال البة اديون: يقب اپ 
يوحش أهل صفوته من رؤية الكرامات ليصغرهم؛ ييسطهم بالنظر إلى | iT‏ € 










ا البقاة 225 


2 کټ فُرض عليه القَال ولا أعر ضوا عنه ڈالا فلبلا مَنْهُمْ 4 ثلاثمائة وثلائة 
أ عشر بعدد أهل بدر طوالل عَلِيمْ بَالظالِمِينَ4 [البقرة:246] المجاوزين عن أوامره. 
تس لَهُمْ نَيُهُمْ4 بإلهام الله ووحيه إن اللة) المدير لأموركم قد بَعَتَ كم 

طَالْوْتَ4 من المرتجلات العجمية ظامَلِكَا» يولي أموركم ويقاتل مع عدوكم اوا 
مستکبرین مستنکرین: (آی) من آين يون لَه المُلك عَلَيْنَا4 وهو من سفلة الناس» 
' كيف يستأهل هذا المنصب؟ طوَنَحْنُ أَحَنٌّ ؛ بالْمُلْك مله و4 الحال أنه 7 يُؤْتَ سَعَة مَنّ 
المال) حتى يقوى به» وإنما استحقروه؛ لأنه كان فقيًا راعيًا أو سمّاء أو دباعًاء وکان 
فى من أولاد بنيامين» ولم يكن في أولاده التبوة والملك» إنما كانت النبوة في أولاد لاوي 
ل والملك في أولاد يهوذاء وكان فيهم من أسباطهما خلق عظيم. 

١‏ طقال4 لهم نبيهم: إن اللة4 المعز لأذلة عباده «اضطفَاهُ4 واختاره للملك 
أ «إعَليكم) مع فقرہ وسقوط نسبه و بعدما اختاره «زَادَهُ بتسطّة4 حيطة وشمولاً طفي 
3 العِلّم4 المتعلق لتدبير المملكة 4# قوة عظيمة في ظالْجشم» لمقاومة العدو 
؟ ومدافعته وال المدبر لمصالح عباده ظطيُؤْتِي مُلْكَهُ من يَشَاءُ من عباده على مقتضى 
علعہ منهم وحكمته من غير التفات إلى فقرهم ونسبهم (إوالة» الحكيم العليم 
۱ «وَاسِمٌ4 في فضله وإحسانه لعَلِيمْ 4 [البقرة:247] في حكمه . وعدلهء يفعل ما يشاء 






















1 ويحكم ما يريد» بلا سبق علل واغراض: _ 
$ وکال لجر تِيّهُمْ پا ص منصكيء أن يكم کاو فيه 


ا س ڪيه م من رڪم ود وة ما َر ا موسوں وال درون ني 
1 لْمَتتبكةٌ إن ف ڈللک کی٤‏ لڪ کر مومت ساسا َمل الوت 
: الجر اکاک یفوک کرک کرد مهس می ومن لم َم ِنَم 
'. مالا من ارت رگ یرو ترا نه إلا اينه نھ کا بوخد اڪ 
اموا مه ممما لوآلا طاقَة تا ال يجارت 2 جم دوہ قالا لوک بے ے أَنْهُم 

1 نشوا او کم وُن ؤکتر بک ية غلبت فك كه سڪ باڈن ا5 واه ہد 
۱ لت #[البقر 38 -249]. 


226 سورة البفرة 


49 بعدما آيسوا من تغيير قضاء الله وتبديل رضاهء أتوا يطلبون الدليل 
والعلامات على ملكه قال لهم نَيِهُمْ4 بوحی الله وإلهامه إياه: (إِنَّ آية ملْكِهِ أن اكه 
التَابُوت4 الذي فيه شكينة) أي : فيه ما يوجب سكيتكم وطمأنينتكم وقراركم على 
الحرب؛ إد هو صندوق التوراة المنزل من بكم 4 لإصلاح أموركم 9و4 أيضًا من 
آية ملكه أن يأتيكم لإبَقِيّة مَما تَرَك آل مُوسى وآل هَارُونَ4 قعل: ھی رخامة الالواح 
وعصا موسى وعمامة هارونء وكان أنبياء بنى إسرائيل يتوارثون إلى أن «تَحْمِلَ 
الملائكة4 بامر الله وتوصله إلى طالوت (إِنّ في ذَلِكَ4 المذكور «لآيَة ُكُمْك على 
ملكية طالوت إن کم مُؤْمِنِينَ © [البقرة:248] بالله وبما جاء من عنده على أنبيائه 
وبعدما آتاہ الله الملك والعلامات الدالة عليه تجهز بتوفيق الله وتحرج نحو العدو. 





عن الأمل؛ النشيط للأجلء الفرحان للمقاتلة والشهادة. 


فلا فضل طَالْوتُ ِالْجُنُودٍِ4 وكان في شدة الحر والعبور على مفازة لا ماء 
فيهاء ناجى مع الله كل من جنوده في نفسه أن يظهر عليهم نهرًا في تلك المفازة؛ خوفًا 
من شدة العطشء ألهم الله مناجاتهم إلى قلب طالوت «قال) لهم إن اللة4 القادر على 
ما يشاء طمْبِئْلِيكُم 4 ومجربكم في هذه المفازة بر4 عظيم فمن شرب من فيس 
مني أي: ليس من أتباعي وأعواني وظهيري «وَمَن لم يَطعَنة4 ولم يذقه «فإنة مِنّي 
إلا من اغحتزف فُزفة بيده لا لتسكين العطشء بل لشكر نعمة الله وإنجاز وعده وتعديد 
إحسانه وفضله؛ ولما وصلوا إليه 9فَسْرِبُوا مِنْهُ4 من الٹھُر إلا قليلاً مَنْهُمْ4 معدودين؛ 
قيل: ثلاثماثة وثلاثة عشرء وقيل: ثلاثة آلاف؛ وقيل: ألف. ' 

وإياك أيها المبتلى بنهر الدنيا في فضاء الوجود أن تشرب منها خوفًا من عطش. 
حرارة العشق المفني للعاشق والعشق في المعشوق الحقيقي بالمرة» حتى لا يخرح عن 
زمرة المحبين المحترقين بنيران المحبة إلى أن خلصوا عن هوياتهم بالكلية» وأن يطعم 
ويذوق من مستلذاتها ومشتهاتها حتى لا يحرم من مرتبة أولي النهى واليقين» الفائزين 
بجنة اللقاء وروضة التسليم طقَلَمًا جَاوَزْهُ هُوَ وَالِذِينُ آمَنُوا مَعَة قَالُوا4 أي: بعضهم 
لبعض خفية: لا طاقة لَنَا اليؤع 'بجَالُوت وَجُنُودِهِ لقوتهم وشوكتهم قال الْلِينَ 
َظنُوذَ بربهم ظنًا حسنّاء بل يعلمون يقيئًا (أنهُم بعد انخلاعهم عن ملابس الإمكان 
«ملاقوا اله بلا سترة النوية وحجاب الھویة: لكَم جن فِة قَللَة) ساط والنهى 








سورة البقرة ) 227 
(مغلیث فِتَهَ كثيرَة4 من جنود النفس والهوى ؤبإِذْنٍ اللو بتوفيقه وتيسيره طوالله4 
المختير لعباده ومع الصَابِرِينَ4 [البقرة:249] لبلواه ينصرهم على من يعاديهم بحوله 
وقوته؛ وما النصر إلا من عند الله. 
رت بَرَرُوا لِجالوت وَجتُودوہ قالواً را افیع عَلِمِتا صبرا وت 
قَدَامحا وأنصريًا وو آلگنفربے (عئ) مَھسَزموشم بلاب الہ وفتل 
ا سك مل ری پژ ‏ ش4 
اھ الاس ب لَمَسَسَدَتِ الأزرضى ‏ وتڪن الله ڏو فصل عل 
الک لیر ل لك ١اس‏ ٹا شارا ع کک ای ونك لمن الم رسلیرے 
4 [البقرة:2-200 20]. 
طوَلَما وروا ظهروا (ِلِجَالُوتَ وَجُئودوي ودنوا منهم ظقَالُوا4 متوجهين إلى 

ربهم متضرعين له مستمدین منه: هِرَبَْا أفرغ» أفض (ِعَلَيئَ صَيْرًا# نصبر به عند نزول 
, بلائك لوتب أَفدَامنا4 فیه رضاء لقضائك «وَانضرنًا» لتنفيذ حكمك وإمضائك على 
القَوْم الكَافِرِينَ» [البقرة:250] لآلائنك ونعمائك؛ إنك أنت العزيز الحكيم. 

ؤنْھُزئ وم4 كسروهم وهزموهم «إإِدْنٍ الله بعونه ونصره ظوَقَتل ذَاوْدُ 
۱ جَالوتَ# قیل: كان أيضا أشعيا فى عسكر طالوت مع ستة من بئيه» وكات داود سابعهم» 
وكان صغيرًا یرعی الغنم؛ فأوحى إلى نبيهم أنه الذي يقتل جالوت: فطلبه من آبيە؛ 
فجاء: وقد كلمته في الطريق ثلاثة ثة أحجارء وقالت له: إنك بنا تقتل جالوت فحملها في 
مخلاته» ورماه بهاء فقتله» ثم زوجه طالوت بنته هوم بعد ذلك «آتاهً الله المُلّْكَم أي: 
ملك بني إسرائيل؛ ولم يجتمعوا قبل داود على ملك 8و4 آناه «الْحِكْمَة4 أي: دعوة 
الخلق إلى طريق الحق بالحكمة المؤتاة له من قبل ربه (ِوَعَلَمَهُ گا یَشاء4 من العلوم 
والحكمة والمعجزات وخوارق العادات بالجملة ڈولؤلا دف اللي الرقيب الحفيظ 
لحدودة بین عبادہ «الئاسش بَعْضْهُم ببغخض4 أي : ظلم بعص الظالمين بتقوية بعضصض 
المظلومين ونصره عليهم (ِلَفَسَدَتِ الآزضٌُ» التي هي منشأ الهون والفساد ومعدن 
الظلم والعناد «وَلْحِنٌ ال4 المصلح لأحوال العياد هدو فُضل »4 كثير هعَلَى الْعَالْمِينَ 4 
[البقرة:251] ليعتدل ويتمكن كل من ساكنيها على ما خلقهم الله الأجله بلا مزاحمة 





228 سورة البقرة 
بعضهم بعضا ظلمًا وزورًا. 

«تلك4 المذكورات «آيَاتُ الله4 الدالة على توحيد ذاته وتعظيم شأنه نلوا 
عَليِك4 يا أكمل الرسل ©بالْحَقٌ4 المطابق للواقع لوَإِنّكَ لَمِنْ المْرْسَلِينَ4 [البقرة: 
2 المتلوين عليهم آياتنا؛ امتنانا لهم بل من أفضلهم رأكملهم إذ: - 


ہے مولام بي 2 ہے سور ور ہے پر لس ارد ج ہےگاء اام استاس ار ي حر سے گا 
$ # تلك الرسل فصلا بعصم عل بعض َنم ن کلم أثله ورفع سهم درجي 
وََاتَدِنَا عسَى أبن مرَيم لبت وَایَد نه روح اقدص ولو س ال ما اتل ان 
م ر - ع صم سے سج مار سرس قر 1 A1‏ کے ھک ص ص ب تو سج م 
من بعدِهِم من بِعَدِ ماجاء نهم ليت وَلكنٍ املو أْفَيئهُم مَنْ ءَامَنَ وَمِنہُم گن و 
تا نما آفت لوا ولک اه عل مید © اما لَب امنا فاا ذف 
من قبل آن يان وم ا ب فيه وکا له ولا کَتَعة والکووحَ هُمُ أشي 


البقرۃ:204-203]. 


لك الژشلٌ٭''' المخصوص بالوحي والإلهام والإنزال (فَضُلْنَا بَمْضَهُمْ عُلَى 
بغض4 بأنواع الفضائل والكمالات بَنْهُم من كَل اك معه» وهو موسى صلوات الله 
عليه إو» منهم من ظرَفْعَ بَعْضَهُمْ رجات وهم ما ذكرهم الله سبحانه في كتابه بقوله 
في مواضع: وَرَفْعْنَاهُ مَكَانا عَلِيَاك [مريم:57] ورفعناه كذا فى وصف أنبيائه فعليك 
استقصاؤهاء (وَآتَينَا4 من نبيهم «عِيسى ابْن هَرْيَمَ البَيئاتِ4 الواضحة الدالة على نبوته 
«إز» مع ذلك «أيذناه بزوح القذس) المنزه عن رذائل الأغيار مطلمًاء وهو الذات 
البحت الخالص عن جميع الاعتبارات. نے 

وکم بین فضيلة عيسى لتة. وفضل نبينا قه؛ إذ قال سبحانه في حقه: هَوَأبْذناہ 
بزوح القدیں4 [البقرة:87] وفي شأنه # في مقام الامتنان له: ألم تشخ لَك 
صَذرَلةَ4 [الشرح:1] أيها المظهر الكامل بذاتناء المقدس عن السوى مطلقا: 9ِوَوَضَعْنًا 











)1( قال الشيخ البقلي في «العرائس": فضل آنبیاء بعضھم على بعض تطيب لقلوب أولياله؛ لأنهم أهل. 
غيرة الحىء وأيضًا حتى لا يكنوا عن طلي زيادة المقامات والدرجات» وأيضًا حتى لا يركن 
بعضهم إلى بعض في حقائق المعرفة والمحبة وقال أبو بكر الفارسي الصوفي: ما خخلق الله شينًا. 
إلا متفاضلا متفاونًا أقدارهم حتى الرسل. 








د 


3 
ح 





س 


سورة البقرة 229 
نك وَزْرَكَ» [الشرح:2] أي: هويتك التي بها انفصالك عنا ظالَذِي أنقَضَ ظَهْرَكَ)4 
[الشرح:3] قبل انكشافك بذاتناء كما أنقض ظهور جميع المخلوقات الباقية وراء 
الحجاب وبعد ذلك طِوَرَفَعْنَا لكَ ذْكْرَكَ»4 [الشرح:4] أي: إن وصلت إلينا ورفعت 
الاثنينية بنا لذلك قلت: «من أطاعني فقد أطاع الله”» وقلت أيضًا: «من رآني فقد رأى 
الحق»” وقلنا لك: لإ الَذِينَ بايعُونَّك إنْمَا ببايحون اللة [الفتح:10] وغير ذلك من 
الرموز والإشارات الواردة فى القرآن والحديث. 

ولم یقدر أحد من الأبياء أن يتفره عن الرؤية سوى نبينا يود فإنه يقول: (ارأيت 
زربي في ليلة المعراج»” ع لذلك نزل في شأنه: : «َاليَوْمَ أَكْمَلْتُ کم دینکم4 [المائدة:3] 
وقوله #: «بعشت لأتمم مكارم الأخلاق»”» وغير ذلك من الآيات والأحاديث 
المشعرة للتوحيد الذاتي» المسقط للإضافات والاعتبارات مطلقا. 

(ولز شَاء الله الهادي للكل هداية جميع الناس هما افْتكلَ الَذِينَ4 آمنوا لهم 
لمن يَعْدِهِم» خصوصًا طمَنْ يَعْدٍ ما جَاءَنْهُمُ البَيَنَاتثْ# الموضحة لهم طريق الرشاد 
والمستخلفة فهم بين أممهم لإرشادهم؛ ولكن جرت عادة الله وسنته أن يختلفوا 
ويقتلوا يحسب اقتضاء أوصافه المتقابلة لذلك «وَلكن اخْتَلَفوا فَمِنْهُم مُنْ آمن4 بنبي 

بُعث إليهم لوَمِنْهُم من كَفْرَ وَلَّوْ شَاءَ الله»4 هدايتهم ما افوا وَلَكِنْ اللة الفاعل 
المختار ليَفْعَلٌ مَا يُرِيدُ4 [البقرة:253] لا يُسأل عن فعله» إنه حکیم حمید. 

فيا أَيْهَا الَلِينَ آغثوا4 مقتضى إيمانكم قطع العلائق عما سوى الله الحق 
خصوضا عن مزخرفات الدنیا المانعة من المیل الحقیقی (أَنفْٹُوا مِما رَزقنَاكُم ابتلاء 








(1) آخحرجه البخاري (1080/3» رقم 2797): ومسلم (1466/3ء رقم 1835)ء والنسائي (154/7ء 
رقم 4193ء وابن أبي شیبة (418/6؛ رقم 9) واحمد (252/2؛ رقم 7428).: وابن 
ماچه (954/2› رقم 2859) . 

)2( آخر جه البخاری (2568/6؛ رقم 86 . 

(3) أخرجه أحمد (368/1: رقم 3484)» والترمذى (367/5› رقم 3234)» وقال حسن غريب. 
وعيك بن حمید (ص 228 رقم 2 ) بنصحوه. 

(4) أخرجه الحاكم (4670/2: رقم 4221)» وقال: صحيح على شرط مسلم؛ والبيهقي (192/10ء 
رقم 20572)» والديلمي (12/2ء رقم 2098). 


20 سورة البقرة 


لكم «يّن قبل آن یاتی يَوْم لا بيع فيه ولا معاوضة ولا تجارة حتى يحصلوا فيه ما 

فوتم لانفسكم «إؤلا خُلة4 حتى تتعاونوا بها وتستظهروا (إوَلاً شَفَاعَةُ4 مقبولة من أحد 

حتى تستشفعوا منه «وَ© بالجملة: ف(الکافزونک الساثرون هوية الحى بهوياتهم الباطلة: 

المضيفون نعم الله إليها ههُمْ الظَالِمُونَ4 [البقرة:254] المتجاوزون عر حدود الله عنادًا 

واستكباراء المعتقدون أصالتهم في الوجود واستقلالهم في الآثار الصادرة عنهم؛ مع 
كونهم هالكين مستهلكين في وجود الحق وهويته إذ: 

ہے ھت شر جوا وہر وس ع مع ور رو داس سه لر لا _ صرح : 

7 الله لا الله الا ہو الی القیوم لا تاخذھ مِکَة ولا وم لما السَمنوبِ رمَا فى 

مے وے سے ہہ مک سس حم سی َ‫ ٢ی‏ سر رخ ي چچ ور ع م ت 

الاآرض من ذا لدی شع عند إلا لدد ينه ما بين أي يه وما خَلْعَھم ول طون 


سا 


کیو من يوه إلا مسا ومح ريه السملواپ والازش ولا یندم جفظھماوھوالمن 
الميليم زبح) 4 [البقرة:200]. 
«اللة4 أي: الذات الثابت الوجود والكائن الحق الحقيقي بالحقيقة والتحقق 
والثبوتء إياك أن تقصد بالألفاظ محتملاتها؛ إذ الغرض من التعبير التنبيه» وإلا فكيف 
بعبر عنه وهو أجل من أن يحيط به العقول فيعبر عنه» أو يورد في قالب الالفاظ الذي 
نو أي: لا موجود. وإن شثت قل: لا وجود ولا تحقق ولا کون ولا ثبوت «إلا 
ه4 هذا هو نهاية ما تنطق عنه ألسنة التعبير عن الذات الأحدية؛ إذ كل من التعبيرات 
والإدراكات والمكاشفات والمشاهدات؛ إنما ينتهي إليهء ويعد انتهائه إليه تكل وتجهل 
ونعمى وتدهش؛ ما للعباد ورب الأرباب حتى يتكلموا عنه» سوى أن الحق سبحانه لما 
ظهر لهم بذاته جميع أوصافه وأسمائه؛ أنزل عليهم على قدر عقولهم المودعة فيهم 
كلامًا جامغا نبههم على مبدئهم بعد توفيق منه وجذب من جانبه؛ إذ أسهل الطريق 
بالنبة إلى المحجوبين هو الألفاظ المنبهة عن غيب الذات؛ إذ هو خال عن المواد 
الغليظة والكدورات الكثيفة المزيحة لصفاء الوحدة؛ ومع ذلك أيضًا لا ينجو عن ثوب 
الكثرة. 
والحاصل أن من اطلع باطلاع الله وإلهامه على أن فيه هبدأ التكاليف الذي هو 
العقل المتشعب من العلم الحضوري الحقيء فلا بد أن يصرفه امتثال ما أمر واجتناب 
ما تھی ليكون في مرتبة العيودية مطمئنًا راضيًا مستدرجًا من الحياة الصورية إلى الحياة 
المعنوية التي عي ڈالخی4 الازلي الأبدي السرمدي الدائم «القَيومكا الذي ول 











سورة البقرة 231 
1 َأخُدّة فتور وفترة وتعطيل وغفلة لا #ستَة نعاس لا ينتهي إلى حد النوم ولا وم4 
×× يتجاوز عنها قدمهاء مع أن المناسب للترقي تأخيرها اهتمامًا بشأنها؛ لكونها أقرب نسبة 
۔.۔. إلى الله سبحانه تعالى من النوم بالنسبة إلى أولي الأحلام السخيفة من المجسمة 
وغي ها" هو الذي له محافظة ا4 ظهر «في السَمَوَاتِ» أي: سموات الأسماء 





(1) قال الشيخ البقلي في قوله تعالى: اة ل إل إلا هري قطع يما أبدء من وصف ألوهيته عن 

قلوب عباده أسباب العبودية؛ لأن العبودية تكون عرفان الربوبية» لأجل ذلك ذكر نفسه في أول 

ٰ إظهار وجوده؛ وأيضًا كشف عن نفسه بوصفه لعباده حتى أثبتهم ببروز سلطنته في قلوبهم عند 
۵ خطرات الهجران عند قوله» وأيضًا دعا الخلق بنفسه إلى نفسه قبل ذكر الأسباب حتى حيرهم به 
1 فيه: وأيضًا رسخ أشجار المحبة في سواقي أسرار أهل المعرفة بذكره ألهيته قبل كل شيء»؛ ثم 
ذكر ليحيرهم فى سراب العدمء ثم كشف لهم عن جمال القدم» وأيضا أفرد قدمه عن العدمء 
وأيضًا ضرب سرادق التنزيه على سواحل بحر التوحيد قوله: «إلا هوم أزال العلل عن قدس 
الأزلء وكشف بالأزل عن الأزل. شئل ابن. منصور عن هذه الآية؛ فقال: لا إله إلا الله يقتضي 
شيثين: إزالة العلة عن الربوبیف وتنزیه الحق عن الدرك. وقال ابن عطاء: صدق قبول لا إله إلا 
الله الصبرء وبه ثبت على إيمانه والصدقء وبه اجتهد في الطاعات لربه في سره وإعلائه وإنفاق 
من ماله مبتغيًا به رضاه حتى لا يبقى لنفسه مدخوا غير خالقه» والخلوة بربه في الأسحار وإظهار 
الافتقار بلسان الاستغفار نادمًا على عصيانه خائقًا من هجرانه. وقال أيضًا: يحتاج مع قائل لا إله 
إلا الله ثلاثة أنوار نور الهداية» ونور الكفاية؛ ونور العناية» فمتى من الله عليه بنور الهداية فهو من 
خواصه؛ ومتى من عليه بأنوار الكفاية فهو معصوم من الکبائر والفواحش؛ ومتى من عليه بأنوار 
العناية فهر محفوظ من الخطرات الفاسدة. وقال بعضهم: يحتاج قائل لا إله إلا الله إلى أربع 
خصال: تصدیقء وتعظیم؛ وحلاوۃ وحرمه؛ فمَنْ لم يكن له تصديق فهو منافق؛ ومَنْ لم يكن له 
تعظيم فهو مبتدع؛ ومَنْ لم يكن له حلاوۃ فھو مرائي؛ ومَنْ لم يكن له حرمة فهو فاسق. قیل لابي 
الحسن النووی: لما لا تقول لا إله إلا الله قال: بل أقول اللہ ولا أبقى به ضدًا. وقال بعضهم: 
مَنْ قالها وفي قلبه رغبة أو رهبة أو طمع أو سؤال فهو مشرك. الح الْقَيُومُ4 الحي الذي 
قامت به الأحياء وظالقَيُومُ4 الذي يحي بقيوميته الأموات» وأيضًا طَالْحَىْ» الذي تتهمهم به 
الأنفاسء وطِالْقَيُومُ» الذي تقوم بكفاية الأشخاص»ء والحياة من صفاته الخاصة في العدم وعامة 
فيما أوجد الخلق من العدم؛ والقيومية صفته التي لم يزل كان موصوفًا بهاء ويحصلها أنه 
استقبل بنفسه في أزليته وأبديته؛ وف لح الذي ليس حياته أسرار الموحدين فتوحدوا به له 
و لالقِيُومُ4 الذي يربي بتجلي الصفات وكشف الذات أرواح العارفين؛ ففنوا فی ذاتہ واحترقوا 
بنور كبريائه. وقيل في قوله: لَآلْحَُ آلَْيُومُ4 أجعله مراقبًا في قيوميته عليك وعلى جميع العالم: 
وقيل: أنه قيوم بحفظ أذكاره على أسرار أهل صفوته.وقال سهل: «الْقيُومُ4 قائم على خلقه بكل 





232 سورة البقرة 


والصفات الذاتية التي هي أول كثرة ظهرت من الغيب إلى الشهادة الإضافية وما 
ظهر في الأزض4 أي: طہعه العدم التي هي آخر كثرة عادت من الشهادة الحقيقية 
إلى الغيب الإضافي الذي هو قلب الإنسان: وهو البرزخ بين الغيب الحقيقي والشهادة 
الحقيقية امن ذا من الأنبياء والأولياء (الّذِي يَشْفُمُ4 يهدي زيرشد للناقصين 
المنحطين عن مرتبة الإنسانية ظعِندَة4 بعد ظهوره له بهو هو إلا من يرشدهم 
«بإذنه 4 بوحيه على قلبه ورقائق مناسباته التي ایکا التعبير عنها الذى هو (ینلم4 

بعلمه الحضوری ما بين يديهم حالة إذ رما لَه عَلفَهُم4 اآزلا وأبدا طز لا یُحیطونَ 
ي4 قليل قن عليه الحضوري للأ بما شا" وتعلق إرادته ومشيئته عليه 

من هذا يتفطن العارف أن العالم ما هو إلا مظاهر ذات الحق وأظلال أسمائه 
وآثار أوصافه؛ إد الموجود هوء والوجود هوء والحي هوء والقيوم هوء والرقيب 
المحافظ الملازم على محافظة ما ظهر في الأولى والأخرى هوء والعالم المدبر 
بالحضور مصالح جميع ما ظهر وبطن هوء والعلم والإدراكات الصادرة من المظاهر . 
هو على العلم الحضوري. 

فلم يبق للعالم إلا مناسبة الظلية والانعكاس والمظهرية؛ إذ زسم كُرْسِيْهُ4 
مجلاه ومظاهره طالسَمْوَاتِ4 المذكورة «والأزض» المذكورة «زلاً ينود يثقله 
«جفُظهما) وإن كانت سموات الأسماء وأرض الطبيعة غير متناهية» بل وإن فرضت 
بأضعافها وآلافها أمورًا متعددة غير متناهية لا يثقله؛ إذ كل من تحقق بمرتبة قلب 
الإنسان المنعكس من الذات الأحدي المائل نحوها بالميل الحبي الشوقي المتلذذ دائمًا 
بوجوده وحضورهء تحقق عنده من الوسعة ما لا يمكن التعبير عنه مطلقًا. 

كما سمح سلطان العارفين وبرهان الواصلين - عمّت بركات أنفاسه الشريفة 








شيء؛ وآجالهمء وأعمالهم؛ وأرزاقهم. | 
(1) «وَلَا يُحمِطُون بِشَىْء من عِلمِية إلا يما شَآء حجب علم القدم عن إدراك مَنْ أوجد مْن العدم: 
إلا ما كاشف لأهل القلوب من معانات الغيوب: وأيضًا أي ولا يحيطون بشيء مما علمه الله من 
نفسه من علم الأزل إلا بما شاءء أي إلا به لأنه لا وسيلة إلى علمه سواه. وقيل: «وَلَا يُحبِطُونَ 
ىء يِن عِليية إلا رمَا َا يعني من معلوماته وإذا تقاصرت العلوم من الإحاطة بمعلوماته 
إلا بإذنه فأي طمع لها في الإحاطة بلاته قالها أبو القاسم القشيري. 
| ' 











سورة البقرة 23 
على الفقراء المتوجهين نحو فضاء التوحيد - حيث قال: «لو أن العرش وما حواه مائة 
آلف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارفء ما أحسن». 

جاء بعده رأس الموحدين» ورئيس أرباب التحقيق واليقين» محيي الملة والدين؛ 
الذي هيح بحر التوحيد تهييجًا شديدًا إلى حيث يترشح من تيار قلبه الزخار رشحات 
المعارف والحقائق» على قلوب أولي العزائم الصحيحة المقتفية إثر طريقه - قدس الله 
روحه وأرواحهم وشكر سعيهم وسعيه - حيث قال: هذا وسع أبي يزيد في عالم 
الاجسام بل أقول: «لو أن ما لا يتناهى وجوده قدر انتهاء وجوده مع العين الموجدة له 
فی زاویة من زوایا قلب العارف: ما أحسن بذلك في علمه». انتهى. . 

أقول: والحدیث القدسي مغن عن أمثالهم إن قوله سبحانه: «وسعني قلب عبدي 
المؤمه»") وسعة عجز عنها التعبير مطلمًا و بالجملة: ما لكم أيها العباد ومعرفة 
الذات غير هذا ظِهُو العَلِئُ» بذاته تعالى عن أن تدركه عقول العقلاء وتنزه عن أن 
تصفه ألسنة الفصحاء طالعَظِي» [البقرة:255] بآثار أسمائه وصفاته الممتدة على 
صمفحات الاعدام وهو في ذاته على حرافة وحدته» هو ولا شيء سواہ. 

8 لا راه فى لين هد بين ري شدي التي من كر الوب , وؤ يا 

ققد أستمسكك بالمروة الوبق لا أنفِصَاء ا وا سی عل أنه ون اليرت امنا 


۳ ہے سے قد 2 ۴ رھ سے س ایر ي - تق َ‫ 
يخر جه م من الظلمدت إلى الور والذ کفروا أو 2 رتهم ِب 
8 4 ے 0 ہے ہا 
الثور إل الظْلسَّتِ أزایلک اسب التَارَحُمْ فا نيدوت 5 © [البقرة:206- 


.7 


لا إكْرَاة4 أي: لا جبر ولا تهديد ولا إنجاء «ي الزِينِ4 أي: في الانقیاد بدین 
الإسلام والإطاعة له بعد ما ظھر الحق؛ إذ «قد تَببْنَ4 وتميز (الؤشد4 والهداية من 
المَّي» والضلالة ظفْمَن يَكْمْرْ بِالطّاغُوتِ» التي هي النفس الأمارة المضلة عن طريق 
الحق لوَْؤْمِنْ باللي» الهادي إلى سواء السبيل ظقَقَدٍ اشكفسَكَ4 بل تمسك وتشبث 
لبالعزة الونْقّى) التي هي حبل الله الممدود من أزل الذات إلى أبد الأسماء والصفات 
«لآ انفِضام» ولا انقطاع طلَهَا4 أصلاً «واللة4 الهادي للكل هسَمِيمٌ» بذاته لأقواله 


N 





(1) ذكره العجلوني في «كشف الخفاء» (100/2). 


٣ 234‏ سورة البفرة 
(عَلِيمْ» [البقرة:256] بحكمه ومصالحه المودعة فيهاء فانظروا ما أنتم أيها الهلكى. 

اة آى: الذات المستجمع لجميع الأسماء والصفات ولي الَلِينَ آمنرا) بال 
بربيهم حسب شموله وإحاطته ليُخْرِجُهُم مِنَ الظلْمَاتِ4 ظلمة الطبيعة وظلمة الإمكان 
وظلمة الإضافة 9إِلَى الور» صفاء الوحدة الخالصة عن رين الإضافة الخالية عن شين 
الكثرة طوَالْذِينَ كَفَرُوا4 بالله طِأَولِيَاؤْهُم الطاعُوتُ» .التي هي عَلَمٍ الجنس للنفوس 
البهيمية التي هي الطواغيت المضلة عن الهدي الحقيقي يخرجوتهم س الثوري آي: 
المرآة الصقيلة المجلوة القابلة لأن يتراءى فيها جميع ما في العالم (إلى الظُلمَاتِ»4 
ظلمة الكثرة وظلمة التعبين وظلمة الغفلة (أْوْلَئِكَ4 البعداء المطرودون عن ساحة 
الوحدة ف(اأضخاث ااه أي: نار الخذلان وسعير الإمكان ظِمُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» 
[البقرة:257] ” ' دائمون إلى ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله . 


ا 


$ ألم تَرَلِكَ الى جو فى ربو أن َاتَهُ أله المللك إذ مَالَ ھم ی 
الف یی بث فالآ انی۔ واییث کل وعم کک اھان ہیں بح التق 


a 

١‏ قوله: ال ول اليرت اموا ُخرجُهُم يِن المت إلى آلور4 لوجدهم من ظلمات العده 
إلى كشف أنوار القدم» وأيضا يخرجهم من ظلمات الامتحان إلى مشاهنة البيان» وأيضا 
يخرجهم من ظلمات العبودية إلى جمال الربوبيةء وأيضًا يخرجهم من الفرح بما وجدوا من 
المقامات والدرجات إلى نور مشاهدة الذات والصفات: وأبضا يقدسهم ويخرجهم من ظلمات 
البشرية بمياه الشفقة لنور الابدية» وأيضًا يزيلهم عن أوصافهم' المحدثة ويقربهم إلى بساط 
الجزية. ويلبسهم صفات الأزلية وسناء الصمدية. وقال ابن عطاء: يغنيهم عن صفاتهم بصفته» 
فیندرج صفاتھم تحت صفاته؛ كما النرجت أكوانهم تحت كونه؛ وحقوقه عند ذکر حقه فیصیر 
كائمًا بالحق مع الحق للحق. 
وقال أيضا: بذل التفس لله على حكم الإيمان من علامة الهدى والقيام بآداء ما استدعى منهما 
من علامة التوفيق والانتهاء عما زجر عنه من علامة العصمة:؛ فناك لنفي الظلمات عنه بهاء نوّره 
الله تعالى أنوار من الإيمان» وذلك الذي يوجب له الولايةء قال الله. تعالى: «#ألله وَل الس 
َامَتُواہ4 وقال الواسطي: يخرجهم من ظلمات نفوسهمء صدقها ورضاها وتقواها إلى نور صفاته 
وما سيق لهم من منابعه. وقال أيضًا: يخرجهم من ظلمات تفوسهم إلى أنوار ما جرى لهم في 
السبق عن الرضاء والصدق والمحية وغيرها. وقال التوري: يخرجهم من ظلمات العكم إلى ثور 
المشاهدة؛ لأنه لیس المعاین کالمخبر۔ وقال الجنيد: یخرجھم من الظلعات أوسافھم إلی أنوار: 

صقاته. قال أبو عثمان: يخرجهم من رؤية الأفعال إلى رذية المئن والأفضال. ا 


5 








سورة البقرة 235 








ساپک سیت شر 7 مار اک ہد لتاس روَا يكل 
الْخلار سََيْکَ سے سس کے مُنٹڑھا گج > » عا کر تكرح لم قال اعم ان الله 
ڪل ميو ال 


: «آلم تر إِلَى» الكافر العابد للطاغوت وهو نمرود اللعين المعاند هالّذِي حَاجّ) 
جادل مكابرة مع إنراهیم4 صلوات الرحمن عليه #فِي4 شأن لرَبَهِة حين ان تاه 
الله المُلكَ»4 وأبطره عليه وغيره بملكه وذلك وفت لذ قال رايم 4 إلزامًا له حين 
أخرجه من السجن؛ فِسأل عن ربه الذي يدعي الدعوة إليه: ري الذي يُخْيِي 4 يُوجد 
من العدم «وَيمِيتٌ» يرد إليه بعد إيجاده «قَال4 مكابرة ومجادلة: إأنَا4 أيضًا «أخبي 
رَأْمِيثُ4 بالعفو والقصاص طقَالَ إبْرَاهِيمْ4 تصريحًا لإلزامه من غير التفات إلى کلام: 
ظفَن ال القادر على ما يشاء اتی ِالشّمْس مِنَّ المَشْرِةٍ ق فَأتِ» أيها المعائد المكابر 
بها من الْمَغْربٍ فَبهِتَ الْذِي كَفْرَ4 بالله بالمعارضة معه قصار مبهونًا متحيرًا «وَاللة4 
الهادي للكل هلآ يَهْدِي القَوْمَ الظَالِمِينَ4 [البقرة:258] المجاوزين عن حقوق اللہ 
وآداب العبودية معه. 


«أز كالِي) أي: ألم تر إلى الشخص الذي «امَرْ عَلَى قَرْيَةِ4 هي البيت المقدس 

في زمان. خربها يُخْتَنَضْر فرآها «وَهِيَ حَاوِيَة4 ساقطة «عَلَى عُرُوشِهَا قَال»4 محاجًا 
' مجادلاً مبعدًا للحشر والنشر: «أنى يُسْبي هَلِهٍ الله بَعْدَ مَوْتِهَا4 أي: كيف يقدر على 
إحياء أهلها وهم قد انقرضوا واندرسوا إلى حيث لم يبق منهم أثر؟ ظفَماَُ اللة4 فجأة؛ 
إظهارًا لقدرتة وتبييئًا لحجته؛ وألبئه طْمِانَةَ عَام» ميئًا كالأموات الأخر ظِثُمْ بَعَنَدْه إحياءً 
بعد تلك المدة» ثم سأله هاتف بأن طقال کم لبنت في هذا المکان لقال لَبِنْتُ يَوْمَا4 
والتفت' إلى الشمس غرآها باقية قال: «آؤ َعْض يَوْءِ قَالَ4 السائل: ما تعرف مدة لبثك 
بل لنت مائة عام فانظز» أيها المبعد للحشر الجسماني بنظر العبرة إلى كمال قدرة 
الله إلى ايك وشَوَابِكگ لم سنا لم يتغير مع سرعة تغييره طوَانظز إِلَى حِمَارِكَ» 












236 یھ 
كيف تفرقت عظامه وتفتت أجزاؤه مع بطء تغيره وبعد ما نظرت إليهما ‏ تذكر قرلك ٤‏ 
حين مرورك على القرية: أنى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فالزم. ) 

ثم قيل له من قبل الحق: و إنما فعلنا ذلك معك أيها المبعد للحشر ء 
الجسماني لِنَجْعلك آية) ودليلاً وحجة (لَلئّاس4 القائلين بالحشر الجسماني على | 
المنكرين المبعدين لها «وَ» بعدما تحققت حالك «انظز» بنظرة العبرة (إِلَى المظاء» | 
الرفات التي تعجبت من كيفية إحيائها وأنكرت عليها لكَيفٌ تُْشْرھا4 نرکب بعضها مع 
بعض رثُع نَكْسُوهَا لحْما4 بعد تنميم تركيب العظام لا تین لَه أمر الحشر ألزم ‏ 
وسلم و«قال أغلمُ4 يقيئًا ان اللة القادر إغلى4 إحياء «كل شَيْءِ» مبدٹا مبدغا 
«قدِيرٌ4 [البقرة:7]259أ) على إحيائه معيذا. ۰ 


رل کا حم سے اس ۱ سے ہو سے ال 0 مع وري قش 
9 وَٳذ هال اهعم رت أرِفٍ مكيف تح الموقٌ مَالَ وم وين قال بل وکن 
ہن لی قال د اربع الور قمر إل جل کل لن جرا 
اذعُهُنَ ياك سيا وعم أن ال عر کم )مل دين يفون موك في سيل 
3 کے عي ع ]سه ساس ساس م لاه هس رم ر رر 
اله لوانتت سبع سکاب ف کل سو یاک عو واف لوک لس کا واه 
وس عير 4 [البقرة:261-260]. 
ور ادكر يا أكمل الرسل وقت اد ال4 أبوك ان زامیغ4 صلوات الرحمن 
عليه حين أراد أن يتدرج ویرتھی من العلم إلى العين طرَبٌ أرني قَیف تُخیي 
هه 2 ۔ ۳ ١‏ و2 ھی 2202 1 
الغزتى4' ٠‏ قال له ربه تنشيطا له على الترقي: قال أولم ُؤمِن» تذعن وتوقن بأني 





(1) قال الشيخ النيسابوري: لم يتغير . وأصله من السنة أي لم يات عليه السنون لأن مر السنين إذا لم 
یغیرہ فكأنها لم تأت عليه. وعلى هذا فالهاء إما للسكت بناء على أن أصل سسنة سنوة بدليل 
سنوات في الجمع وسلیة في التحقیر؛ وقولھم ۃسانیٹ الرجل مساناةة إذا عامله سنة. وإما أصلية ' 
على أن نقصان سنة هو الهاء بدليل سنيهة في التصغيرء وقولهم «أجرت الدار مسانهة». وقيل: 
أصله لم يتسنن إما من السن وهو التغير قال تعالى: لمن حم فشو [ الحجر:26 ] أي متغير 
منتن. وإما من السنة أيضا بناء على ما نقل الواحدي من أن أصل سئنة یجوز أن یکون سننة بدلیل 
سیِنة في تحقیرھا وإن کان قلیلا, [تفسير النيسابوري (127/2)]. 2 00 

(2) قال الشيخ البقلي: وقوله تعالى: ط(ارنی كمف تخي الْمَوق قال أوَلْمَ من قال بل وُلیکن 





1 يد 


سورة البقرة 237 


سورةاليقوة ا 
قادر على الإعادة كما أني قادر على الإيجاد الإبداعي قال بَلَى4 آمنت يا ربي بأنك 
على كل شيء قدير «وَلكِن»4 سألتك المعاينة «لِيَطْمَئِنَ َلبي4 بها ويزيد بصيرني 
بسببهاء ويزداد حيرتي منها لقَالَ)4 سبحانه: «فَحُذْ أربَعَة مَنَ الطبِر4 طاووس مزخرفات 
الدنيا الدنيةء وديك شهواتها وغراب الآمال الطويلة قيهاء وحمام الأهراء الباطلة 
المتعلقة بهاء وبعدما أخذتها ظفَصَرَمُنَ إليك) آي: أمسكهنء اضممهن إلى نفسك 
بحيث تجد جميع أجزائك في نفسك على التفصيل بلا فوت جزء ثم جزئهن أجزاء 





لَيَظْمَيِنّ قَلبِى» يجوز أن الله تعالى امتحن الخلیل 88 بأنواع البلايا في ظاهره وباطنه» أما ما في 
ظاهره؛ فهو الذى أخبر الله تعالى في كتابه أنه ألقى في النار وعذبه بأيدي الكفارء وأيضًا ابتلاه 
بذبح الوند وما أشبهه. وأما الذي في باطنه فهو ما أخبر الله من اضطراب قلبه في تحصیل إدراك 
محض الربوبية؛ وكان يقول: «هَددًا 4 مرة؛ ويقول: «أرِنى4 مرة؛ لأنه كان يطلب من خاطره 
إلبات محض الیقین: فأخبر الله تعالى عن جميع امتحانه مع خليله #* في آية من كتابه قال: 
ظوإذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَيّهُ بَكَلِمَاتِ فَأَتَمَهْنٌ» ومقصود الحق - سبحانه وتعالى- في ذلك أن بديع 
بواطن أنبيائه وأوليائه بخطرات نفوسهم حتى يحترقوا بفقدان الحبيب وتتقدس عن شوائب 
البشرية وإلقاء الشيطانية» وأكثر ابتلاء الخواص هكذا كإبراهيم 83 وموسی ا وعزير ات 
محمد #. وذكر الله تعالى أحوالهم جميمًا في كتابه: أما لمورسى هذ ما روي عنه أنه كان يقول 
في مناجاته: «أي رت؛ من عتی اُنت!ء. وفال تعالى لنبيه محمد #: ظفان گنت فی شك تَا 
أنرَلنًا ليك 4. وقال 285: «إنه لیغان علی قلبي؛ وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة». هكذا 
ابتلاء خواص الأثبياء والأولياء لا بأس؛ لأن الرب رب والعبد عبدء وأيضا اسأل الخليل هه 
مشاهدة الحق في لياس الخلقء وأيضا أراد في سؤاله زيادة المعرفة في ومائط الآية لا من 
الاضطراب في الشك والتهمة. وأيضًا قال: «أرنى» حقيقة بطنان الألوهية والربوبية؛ وهذا من 
الخليل هة غاية استغراقه في الاشتياق وغوصه في سر حبيبه وأوصاف قدرته؛ لأن المحب أراد 
أن يحيط بحقيقة ذات المحبوب من.جميع الوجوه وذلك من شرط الاتحاد. وتحصيل ذلك 
زوائد اليقين وحقائق مقام التمكينء وأن الله تعالى سنزه عن أن يدركه أحد من خلقه؛ لان ذاته 
تقدس وتعالی امتنع بعزة هويته عن مطالعة المخلوقات. فأجاب الله تبارك وتعالى خليله وقال: 
وم تین إنك لم تدركني بشرائط سر القدم؛ وأنت مخلوق أسير بنعوت الحدث» قال: 
(قال بَلنْ ولكن لِيَطْمَينٌ قلبى4 بعد رؤية جنابي في عز عظمتك وبقاء ربوبيتك؛ لأن قلبي لا 
یسکن عن طلب مشاهدة جمال ربوبیتك: وآراد 8 فی سؤاله حيلة كي يخرج من عجز العبودية 
ويلتبس بصفاء الربوبية ولهذا السؤال أعظم من سؤال موسى. قت بأن موسى 3ه سأل كشف 
المشاهدة» والخليل 8 سأل حقيقة علم صاحب المشاهدة وصرف ربوبيته» فإذا علم الحق 
سبحانه من الخليل فته أنه أراد علوم الربوبية وحقائق صفات القدمية وكنه ذات السرمدية. 





238 سورة اق ' 





هوائية هبائية. 

طإثم اجْعل عَلَى كُل جب من الجبال المشهورة لك في نفسك (ِتَنْهنْ جُزءا) 
إلى حيث تخيلت فناءها بالمرة» واطمأننت عن شرورها بالكلية «ثُمْ اذْعْهُنُ4 فارضًا 
وجودهن» مستحيلاً إيجادهن طتَأَبَينْكَ6 باجمعھن ف٭سغیا ساعيات مسرعات بلا ' 
نوات جزء ونقصان شيء «43 بعدما تحققت بها واستكشفت عنها ظاغْلّم4 يقيئًا بل 
عيانًا أن الله عَزِيرٌ4 غالب قادر لكل ما أراد «حَكِيم4 [البقرة:260] ذو حكمة بالغة 
في كل ما يفعل ويريد. 

وإنكار الحشر والنشر إنما نشأ من العقل الجزئي؛ المشوب بالوهم والخيال 
القاصر عن إدراك رقائق الارتباطات الواقعة بين الحق وأجزاء العالم المستمدة من 
وإنما متجددة مبتدئة معادة» وإلا فمن خلص عقله المودع فيه عن مزاحمة الأوهام 
والخبالات› واتصل بالعقل الكل المدرك بالحضور جميع ما كان ويكون من 
المکونات: وتأمل في عجائب المصنوعات وغرائب المبدعات» والمخترعات الواقعة 
في الآيات التي هو فيهاء انكشف له بلا سترة وحجاب أمر الحشر والنشر وجميع 
الأمور المتعلقة بالنشأة الأولى والأخرىء لا ينكر شيئًا منهاء بل يؤمن ويوقن يجميعها. 

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئع لنا من أمرنا رشدًا. 

مكل اين ينُِونَ أنرَالهم) المنسوبة إلبهم بنسبة شرعية في شبيل اه4 طلبا 
لمرضاته كمل باذر «احَبْةٍ أنبث سَبْعَ سَتابل في کُل سُثبلةِ بَاقةً حي اله يُضَاعِفُ» 
حسب قدرته الكاملة تلك المضاعفة بأضعاف غير متناهية ظِلِمَن يَغَامُع من خلص” 
عباده بحسب إخلاصهم في نياتهم وإخراجهم نفوسهم عن البين» وتفويضهم الأمور 
كلها إلى الله أصالة «واللة4 المتجلي في الآفاق والأنفس ؤوَاسِمْ4 لا ضيق في فضله 
وإحسانه عَلِيمْ6 [البقرة:1 26] بحال من توجه نحوه وأنفق لرضاه مخلضًاء لا يعزب 
عن علمه شي ». 

و آلو ينون وهم فى سيل ألو كملا تیغوت مآ انوا کا وآ ای لهم 
اھ عند تھے ےک و ع ع دي شه 2 ہے کی ہی کا ید پر ے ےد ہو ہموں 
جرھم عند ربيهم ولا خوف عليهم ولا هم OIF‏ # قول مروت ومعورہ ج دن 
صقو ی مھا آذی وا ی لیے © کیا اوی امن کا اواس د کیک لمن 
ودی ای نوی ماسر الا ولا یوین بار وا زر ا کر مما کل صقان مد 





3 | 











سورة البقرة 239 





جح | حر نال م٠٦‏ کے سھ حٹ لو 


اث اساب وای فكد ملا کہ بغ ووت عل کنو اڪ سيوا واه ا هری 
ألْعُوم ارين کاپ [البقرة:264-262]. 

وبصّر يا أكمل الرسل طالَّذِينَ يُنفِقُونَ أموالَهُمْ في سَبيل الله4 معتقدين أنهم 
مستخلفون عن الله فيها لا مالكون لها ظِدُعَ لآ يِْعُونَ مَا أنمَقُوا منا ولا أذى» لاعتقادهم 
الاستخلاف والثيابة هله أَجْرْهُعْ عِندَ رَتهْ»4 المستخلف لهم لا يدرك مقداره وكيفيته 
أحد من خخلقه ظو» بعدما أنفقوا على الوجه المذكور «لآ خوف عَلَيِهنِ» من الحساب 
والعقاب الأخروي «ؤلا هُمْ ينون [البقرة:262] من فوات الأجرة بل لهم عند 
ربهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. 

هقُوْلٌ مغزوف4 رد جميل للسائل ناشئ من حسن الخلق لوَمَغْفِرَة4 من الله بعد 
رده متحسرًا على نعمة الإنفاق «خَيْرٌ من صَدَفَةٍ ينبعْهًا أذى إذ بذلك القول يرجى 
الثواب: وبتلك الصدقة يستحق العقاب وال غَنِيَ 4 عن إنفاقكم بالمن والأذى للفقراء 
الذين هم من عيال الله ظحَلِية» [البقرة:263] ”2 لا يعجل بمؤاخذة من يمن ويؤذي. 

ليا ھا الْذِينَ آمُوا4 بالله الغني الحليم مقتضى إيماتكم أن طلاً ببْطِلُوا 
صَدَقَاتِكُم4 عند الله (ِبالْمَنَ وَالأَدذَى4 حتى لا تعاقبوا عليها بأشد العقاب 5 الكافر 
الي يق ماله راء النّاِى و4 الحال أنه «لآ يُؤْمِنْ بالله وَالْيَوْمِ الآخر» المعد لجزاء 
الأعمال (ِقَمَكَلُة4 أي: مثل المرائي في إنفاقه في يوم الجزاء كمل ضفرا حجر 
أملیں لعَلَيهِ تُرَابِ4 اجتمع من هبوب الرياح فطرح فيه البذور لتنبت وتثمر ظفَأْصَابَهُ 
وَابِلّ4 مطر عظیم القطر هِقَبَرَكَةُ صَلْدَا4 أملس كما كان» وذهب بالبذور والتراب إلى 
حيث «لأ يَفْيِرُونَ عَلَى) تحصيل هشَيْءٍ مِمًا كَسَبوا» وبذروا عليه وال الهادي 
للكل «لآ يَهَدِي القَوْمَ الكَافِرينَ» [البقرة:264] المبطلين بالمن والأذى حكمة الله 
المتعلقة لتربية الفقراء وتقویة العجز والضعف: فلا بد للمؤمن أن يجتنب عن أمثاله. 





(1) القول المعروف: الإنصاف لأخيك عند رؤية مكروه مل الذي يهيجك بالغضب» والمغفرة عفوك 
له عند قدرتاف عله حير من ان تعطبه شنا وتؤذيه. وأيضا: رحك السائل بقول جميل وسترك 
عليه مما ترى منه من قبیح خیر من إعطائك بالمن أو وعدك مع المطل؛ ويقال: إقرار منك مع 
الله لعجزك وجرمك؛ وغفران الله تعالى على تلك المقالة خير من صدقة بالمن مشوبة» بالأذى 

مصحوية. ۰ 


# 


240 سورة البقرة 


$ مکل ا وش أموالهم أبيضَاء مرصابيِ افو وت -0- ٠>‏ 
کمکل جکے ہر تو ب ڪه ہہ ہے يها وَابلٌ مطل 


وا مات 7 9 ہس اود اڪ ۰ ہے لہ جشة من تخب ا ل واعتاب تجری 
من تحتها الأنهدر له له, ھا من ڪل رس 2 کی به الكير ول دریة معا اماب 


إغصار فيه ار فأَحرَقَت کد ِلك يبي أنه كم الي ملک نرت © ) 
[البقرة:266-260]. 

ٹل بعدما مثّْل سبحانه إنفاق المرائي المبطل مثل أيضًا إنفاق المؤمن المحق 
بقوله: «إمكل» المؤمنين طالْذِينَ يُنفِقُونَ أموَالَهُم) في سبيل الله نا مضاتٍ الله 
لا لعوض ولا لغرض فضلا عن الرياء وعن المن والأذى «وَتَْبِينَا4 لهم ناشئًا ظمَنْ 
انفيهن) ليثبتوا على ما أمرهم الله به واستخلفهم فيه بقوله: أنفقوا مما جعلكم 
مستخلفین فيه كَمَكَلٍ جَنْةِ4 بستان واقع برب موضع مرتفع من الأرض إأضابها 
وابل4 مطر عظيم لقطر قائ أكلها4 ثمرتها (ضغفين) مما في الأرض المنخفضة 
بإاصابة الوابل إن لم يُصبها وال فطل أي: إن لم يصبها وابل يكفي في إضعاف 
تمرتهاء طل: رطوبة رقيقة .تنزل على الأرض في المواضع المرتفعة؛ لصفاء هوائها عن 
جمیع الکدورات؛ كأراضي بيت المقدس شرفها الله. 

والمعنى: إن إنفاق المؤمن المخلص فی الإنفاق: الطالب لرضاء الحقء المائل 

عن المن والرياء» الراغب لامتثال الأمر وتثبيت النفس وتقريره على أمر تلك الجنةء بل 

هي الجنة الحقيقية المثمرة ة للفواضل والإحسانات التي لا يدرك نموها «ؤاللة4 المحيط 

بجميع أعمالكم بم تَعْمَلُونَ4 من الإخلاص والرياء والمن والأذى لِبَصِيرْ» [البقرة: 
269 لاا يغيب شيء عن بصارته وحضوره. 

ثم حت سبحانه عموم عباده على الإخلاص ورغبهم عن الرياء والمن والأذى 
على أبلغ وجه وأكده كأنه استدل عليه فقال: وڈ ويحب (ِأحَدُكُغْ4 أيها المؤمنون 
المنتشرون في فضاء الدنيا «أن تكُونَ لَه جَنْة4 مملوءة تن یل وآغتاب تَجْرِي من 

يها الأنهاْ4 بل له فيها من كل القمرَاتِ» المتنوعة المتلونة و الحال أنه 
لأَضَانة الكبر وَلَهُ ذُرَيْةَ ضُعَفَاهُ4 لا يقدرون على الكسب طِنْآَضَابَهًاك أي: الجنة 
(إغضاز4 أي: : ريح عاصف تستدير عند هبوبها فيرى لغبرتها مثل | الممذود نحو 














النماء #فيه ناڙ4 متكونة من الأبخرة والأدخنة المحتيسة فيهاء والتقطها من شعل النار 
فسقطت الثار فيها فَاخْتَرْقَتْ» بالمرة ولم ينتفع منها أصلاء كيف يحرم هو؟! 


وحرمانكم في النشأة الأخرى أيها المراءون أشد من حرمانه؛ لإحراقكم جنة 
٦‏ الأعمال الصالحة المشتملة على نخيل التوحيد؛ وأعناب التسليم تجري من تحتها أنهار 
المعارف والحقائق المنتشئة من النفحات الالھیة المثمرۃ ثمرات الاإنفاق والصدقات؛ 
والمتشعبة من الرضا المشعر بمقام العبودية» المسقط للإضافات كلها بإعصار الرياء 
والمن والأذی: المشتمل على نيران الأنانية والغيرية» المشعرة بعدم التحقق بمقام 
الرضا والتسليم؛ فاحترقت بالمرة. 

والحال أنكم مبطلون على الكسبء وقواكم الكاسبة قد رجعت إلى بدء رجوع 


القهرى ضعفاء مطلعين مثلكم طكَذَلِكَ يََیَنُ الله لَكُمْ الآيات لَعَلْكُم تَتَفْكَرُونَ4 [المقرة: 
6 فيها وتدخرون الزاد ليوم لا كسب فيه ولا مكسب» ولا زرع ولا حصاد. 





کا ای اما انوا یں کینکت ما سبش یکا وتا لم ب 


اغراق ظر سے سے کیو گا سر کے پیک 


جم کے نعط سے مر سے سے سين سے ارس اس 
الارضِ ولا تہ م تیکٹرا الیک رنڈ وڈ وم اطي إلا أن تمضو فيه واعلموا انآ لله 


کے سے کاو كين 


تبه سے رت 38 20 بید د افر ويام کم پالفحکاو والله کو را 2 اہ 
رک n ROTEL‏ ا 3 
خلا ِا وَمَایڈۓ ر٦‏ ان تس نے :9-267 26[. 


«(يا أيّها الْذِينَ آمَُوا نموي لرضاء الله طمن طَيَبَاتِ)4 جيدات اما كَسَبِكُمْ4 أي: 
ما کسبتم في النشأة الأولى بأيديكم بالتجارة والصناعة ظوَمِمًا أَخْرَجْنَا لَكُم ين 
الأزض) بلا عمل منکم من الحبوب والثمار والمعدنیات وغیر ذلك فإوَلاً تَيِمَمُوا 
أي: لا تقصدوا طالنخَبِيتَ4 الرديء همِنْةم أي: مما کسبتم؛ ومما أخرجنا لكم حال 
٠‏ كونكم (تُنَفِقُونَ» للفقزاء «و» الحال أنكم «الشكم بآخديه» من الغير «إلاً أن تُعْمِضُوا 
فی4 تسامحوا في أخذہ طوَاعْلَمُوا أن الل المدبر لمصالح عباده ظِغَنِقُ4 عن إنفافكم 
م ' وتصدقكم؛ وانماپامریہ به ٠‏ لانتفاعكم إذ هو «حَمِيدٌ» [البقرة:267] شكورء فما أنتم 
ف ونفاقکم۔ . 


































242 ظ سررة البفرة 

«الشْيطانُ يَعِدُكُمْ الفُفْر24 في الإنفاق ویخوفکم منە وب مُركُم بِالفَحْشَاءِ» أي: 
البخل المتجاوز عن الحدود وال یکم فيه ظمُغْفِرَة» للنوبكم ناشثة َة 
وَفْضْلاً04' زائدًا على وجه التبرع والإكرام خلفًا لما أنفقتم لطلب رضاه «واللة وَاسِمْ 4 








0 أي: يعدكم إلى فطع الرجاء عن الله تعالى في إتيان نواله منه. وأيضا: يعدكم إلى قلة الطمأنينة: 
وكثرة الشك فيما وعد الله تعالى لعباده من نفائس الألطاف وجميع الأقسام التي هي سبب حياة 
العباد في الدنيا والآخرة. وأيضًا: يعدكم إلى ظنون شتى في الله تعالى؛ وهذا من قلة عرفان الحق 
والجهل بسلطانه؛ لأن لقاء العدو یھیج سر العبد إلى الشك في اللهء وفيما وعد لعباده؛ ويلجته 
إلى التحير حتى يظن أن الحق سبحانه وتعالى عاجز فقيرء كما قال اليهود: (إنْ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُّ 
أَعْبْتَاءُ 4 وهذا من وسوسة العدوء وليس لهم بإحراز العلوم والخوف من المعدوم والجمع 
والمنع وكثرة ةَ التھہمة ٠‏ ودفع الصدقة والفرار من القناعة ومن الغنی بالكفاية؛ وغرهم بالشروع في 
طلب الزيادة لِوَيَأَئْرَكُم بالفَختآء أي: البخل وسوء الظن في الله وحب الدنيا ويغض 
الموت؛ وعمارة الضياع والعقاره وطلب الزيادة وبغض الفقر والفقراء ومنع الزكاة» وما أوجب 
الله تعالى عليهم من الحج والجهاد. وزيّن لهم حب الرئاسة» وطلب نران المسلمين لأجل 
الزناء وشرب الخمور وسماع المعازفء والتكبر والتجبر على الضعفاء والمساكين والجور 
والظلم والعناد وقلة الإنصاف واتخاذ الارباب لحفظ الأموال وأشباه ذلك من الأمور الرديئة 
الفاحئية. 
بيد کم اله مغهرة نه وَنَضْلاُ)4 معرفته تطهر قلوب الأشحاء من أوساخ الشح والفاحشة: 
ونحانٹھا عن اميل إلى حب الدنيا وما فيها وفضله مشاهدته وقربته ومعرفته وتوحیده وکشف 
أسراره لهولاء العباد الذين اصطفاهم لمحبه وخصائص مناجاته وخطابه وخدمته. وأيضًا 
المغفرة: طمأنينة النفس بكشف اليقين» والفضل: الرضا بحكم الأزل. وأيضًا المغفرة: عن 
الكون: والفضل: الوصول بلا وحشۃة البون. وقیل: يمد كم الْفَقَره بنسیان ما تعود به من فضله. 
وقيل: إنه يعدكم الفقر في طلب فوق الكفاية فيكون عبده؛ ومشتغلاً به فيردك عن غنى الكفاية 
إلى طلب الزیادق وهو الفقر الحاضر. وقيل: طالشْيْطَنٌ يَعِدْكُمْ الففر أي: الحرص: والله 
يأمركم بالقناعة. وقال أبو عثمان: الشيطان يعدكم الفقر على ترك الدنيا والإعراض غنهاء والله 
يعدكم على ذلك مغفرة منه وفضلاً. قال محمد بن علي: «الشيطينُ يَيِدكُمٌ الققرَة لفقرہ 


وو ھظ 


ويا مرم بالفخشًا ه وهو عمارة دارہ يعد کم رانله غير ينه رض وهو جزاہ عمارة 


المآب» وفضله وهو استغناؤه عن كل ما سواه. وقال بعضهم: (الشیطن : َعِدُكُمْ القفر» تحليرًا 
للموحدين لا تفريقًا للكافرين؛ لان الشيطان لا يدعو أحدًا إلى معصيته ولا يزيتها له حتين..يعده 
الفقر فإذا خاف العبد الفقر دعاه إلى المعصیةء فإذا استحل المعصية دعاه إلى التنغاقه فإذا ‏ در 0 
استحل النفاق دعاہ إلى الكفرء ولا يخاف الفقر إلا من نسي القسمة ولا نسي قحا ن چ رق . 
الله الذي قسم لعباده ما أراد بمشته» وأصل المعاصي إیقاد الشھوات ٠‏ کے 


سورة البقرة 243 
لا ضيق في فضله وإحسانه علي 4 [البقرة: 268] بنية من أنفق 

«يُؤْتِي الحِكْمة4 أي: سرائر جميع الأعمال المأمورة لعباده لمن یَشاءُ4 ہرفضله 
وجودہ ومن يۇت ق ال لم( من العباد طفَقَد اوت خيرًا كثِيرًا4 لا يحيط بكثرته إلا 





للخلق» وأصل الكفر منازعة القدرة» وقال سهل: الفقر أن تأخذ شيئًا من غير وجهه» وتضعه في 
غير ححقه. 
جاع قال الشيخ روزيهان: الحكمة: إدراك أنوار بواطن القلوب أسرار عجائب بواطن الغیوب: 
والحكمة ما حفظته الأرواح من ألواح الملكوتء تلقف العقول إلهام الأحكام من علم 
الجبروت» والحكمة أدب الربانى لتهذيب خلق الانسائی؛ وأیضا الحکمة معرفة الاخلاق؛ 
وإطلاع لغيوب التفس ودقائق الشيطان والعلم بفرق حدیث النفس والعدو ولمسة الملك 
وإرشاد العقلء ويصيرة القلب دفعه إلهام الحق ونطق الروح؛ ورمز السر وأنواع خطاب الحق 
ومعرفة أقدار الخلق» ومداواة معرض الباطنء ودفم الوسوسة والمعرفة بأحوال الخلق 
والمقامات» ووقائم المكاشفات وأنوار المشاهدات وإدراك منازل المعرفة ودرجات التوحيد وما 
يليق بهذه الحقائق مثل معرفة دقائق الرياء» وشك النفسء والخطرات المذمومة» والبلوغ إلى 
علم اللدني والكرامات والفراسات الخاصةء ورؤية الغيب» والمحادثة والمخاطبة والمكالمة مم 
الحق جل اسمه في أسرار الخلوات وأنوار المناجاة. ومَنْ يؤت هذه الدرجات فقد أوتي خلافة 
الأنبياء والرصل ودرجة الملائكة الكرام» وهذه منزلة الأعلى من منازل الأولياء ومرتبة العليا من 
مقامات الأصفياء» وهو خخير الدنيا والآخرة؛ وأيضًا: صرف الحكمة إدراك مراد الحق من رموز 
خطابه» وامتثال ما ادرک والحكمة زم الجوارح ودفع الخواطر والسكون في الطوارق وفي 
الجملة الحكمة ما تلتفت الروح الناطقة من الحق سبحانه من خصائص الكلام والإشارات 
الإلهية» والحكمة: المعرفة بأفعاله فى المصنوعات والآيات؛ وأيضًا: شهود السر على أسرار 
شواهد الملكوت ورؤية غرائبها. وأيضًا: الحكمة عند العارفين ولوح السر قباب الغيب واطلاعه 
على خزائن الملكوت برؤية العيان إلا بالدلائل والبرهان وتحصيله علوم الربوبية بلا واسطة 
الشواهد» وانشراحه باقتباس أنوار القرس وانفساخه بإدراك خطاب الخاص» واندراجه في 
طرقات الصفات» وبسطه في مشاهدة الذات» وإذا بلغ السر مدارج الربوبية عرف مراد الحق عز 
وجل في مجاري أحكامه؛ ورأى في الشواهد صرف الألوهية بنعت جريان القدرة؛ لأن الحكمة 
في هذه المواطن من بلوغ الروح سر عين الجمع؛ وهو صفة الاتحاد وأفهم الحكمة من صفة 
الحق سبصانه الخاصة الذاتية القدمية» ولا تدركها إلا بشرط الاتحادء وإذا أراد الله تعالى أن 
يهدي عبدًا من عباده إلى مقام الحكمة ألبس روحه تلك الصفة حتى تصير ربانية صمدية مطلعة 
على جميع الأشياء ظاهرًا وباطناء: وتفرست المغيبات وتدرك حقائق الأشياء بتلك الصفة 
ظ الخاصة وهله كلها مستفادة من قوله: وسن بوت الْحكَمَة كذ أو حيرا كيرا 4. وقال 
تعالى في بعض أخباره التي أخخبر نبيه ٭: «لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى كنت سمعه 
الذي يسمع بيء ويصره الذي يبصر بي» ولسائه الذي ينطق بيء وقلبه الذي يعقل بي». فإذا كان 





244 ظ سورة البقرة 
هو طوْما يَذُكْرْ4 أي: ما يتعظ ويتذكر بهذه الآية (إِلّا أَوْنُوا الألباب» [البقرة:269] 
الواصلون إلى لب الأمورء المائلون عن قشورها المتوجهون إلى الله بالعزائم 
الصحيحة؛ المعرضون عن الرخص المؤدية إلى الجرائم. 

وا تقر ین َو وکرم ین کر کرک انیت کنڈ روو 
کے نک سر کے مر کی ای الفمراء فهو 

لئگڑکسٹر نے رواب سب بوق ٭ ای 
مك روڪن قد كانت ہہ کم ما 
فشو إل اه دجوا لاتوت | 





E7 


4 [البقرة:272-270]. 1 
م4 اعلموا أيها المؤمنون أن «نا أَنفَفْكُم بن نْفَقَة أؤ نَذَرئُم مَن نُذْرِ» يؤدي على ۾ 

الإنفاق في سبيل الله ففَإنْ اللة» الناظر لعباده في كل الأمور طيَعْلْمُةُ؟ بعلمه 

الحضوريء ويجازي عليه بأضعافه «وَمَا لِلظَالِمِينَ» المجاوزين عن حدوده» بمتابعة 


جميع وجوده مستغرقًا في رؤية خالقه فكيف لا يطلع على مكنونات الغيب ومطلعه بنعث صفة 
الخاص هو الله تعالى. وقيل: الحكمة إشارة لا علة فيهاء وقيل: الحكمة إشهاد الحق على جميع 
الاحوال» وقيل: الحكمة تجريد السر بورود الإلهام. وقال أبو عثمان: الحكمة هي النور المفرق 
بین الإلهام والوسواس. وقال الشيخ أبو عبد الرحمن: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت ۱ 
الكتاني يقول: إن الله بعث الرسل بالنصح لانفس خلقه» وآنزل الكتاب لتنبيه قلربهم وإنزال 7 
الحكمة لتسكن أرواحهم بهاء والرسول داع إلى أمرہہ والكتاب داع إلى أحكامه والححكمة مشيرة 5 
إلى فضله. وقال القاسم: الحكمة أن يحكم عليك خاطر الحق» ولا يحكم عليك شهوتك؛ وقال 
الجنيد: أحيا الله قومًا بالحكمة ومدحهم عليها فقال: وسن يُوْتَ الحِحْمَة ققد ققد أو جا 
كيم 4. وقال عبد الله بن المبارك: الحكمة الخْشية. وقيل: الحكمة إصابة القول مع صلحة . ۱ 
الفعل بالإخلاص. وقال بعضهم: متی أثر فيك الحكمة؟ قال: منل- يدأث أجن نسي : قال . 
بعضهم: الحكمة كتز الله والحكماء فيها ذمة الف أمرهم رهم "أن ينققوا كتز اله على عاد . 
وقال بعضهم: الحكمة نور الفطنة. وقال محروف الكرخي: :امن حسمن عا ای بد 









سورة البقرة 245 


سورة برا 


الشرطان المضل عن سبيل الله من أنصار» [البقرة:270] ينصرهم عند انتقام الله إياهم 
علی ما صدر عنھم من الفسوق والعصیانء والتبذيرات الواقعة فيها. 

إن تبذوا الصدَقات4 أيها المؤمنون وتظهروها ظقَنِعِمًا هِي4 أي: نعم شيئا 
إبداؤها عند الله وعند المؤمنين #وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُوْتُوهَا4 أي: تعطوھا خفية من لتاس 
َالقُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرَ لَكُمْ)4 من إبداتها لعرائها عن وصمة الرياء» وعن ثوب المن والأذى؛ 
وعن لحوق العار على الفقراء «وَيُكَفْرْ غنکم من سَبْنايَكُم4 لستركم ذلة الفقراء الذين 
يذلون عند أخذها منكم «والل» المجازي لكم «بمًا تَعْمَلُونَ4 من الخيرات «خبيز4 
[البقرة:271] يكفيكم خخبرته بمجازاتكم عليه. 

ثم قال سبحانه مخاطًا لتبيه كلامًا خاليًا عن السترة» ناشثًا عن عين الحكمة: 
«لّيس عَلَتِكَ» يا أكمل الرسل ظهُدَاهُمْ»4 أي: أن تجعلهم مهديين إلى طريق الحق؛ بل 
ما عليك إلا الإرشاد والتنبيه على مسالك التوحيدء والترغيب على محاسن الأوامر 
المتعلقة به» والترهيب عن مماتح المناهي المنافية له #وَلَكِنّ اللة4 الهادي للكل 
«يَهْدِي» بتوفيقه من يشا من عباده ! إلى صراطه لتوصلهم إلى بابه و4 قل لھم یا 
أكمل الرسل ثيابة عنا: «ِإمَا 5: فقوا من خير صدقة أو نذر طِفَلأنفْسِكُم» أي: فهو لكم 
ونفعه عائد إلیکم؛ فلا تبطلوا نفعه بالمن والأذى ولا تنفقوا الرديء الخبيث؛ لثلا 
تنقصوا من نفعكم وانتفاعكم. 

ط4 قل لهم أيضًا: خير إنفاقكم أنكم «ما ُنَفِقُونَ» شيئًا «إلاً اتفَاءَ وَج 7 
طالبًا لرضاهء شاكرًا لنعمه؛ عاريًا عما يشغلكم عن الحقء ما ماثلاً عن مطلق الجزاء؟ إذ ل 
جزاء أعظم من مطالعة وجهه الكريم ط4 اعلموا أن ظاإمَا تُنفِقُوا مِنْ خير على هذا 
الوجه طیْرف إِلَيکُ4 جزاؤہ فوق ما يصفه ألسنة مصنوعاته أو يدرك عقولهم «راك لا 
ُظْلَمُونَ» [البقرة:272] لا تنقصون وتخسرون في هذه المعاملة مع الله. 


9 لِلْمَقَرا لا ارہ اہک او وا ف کید اھ کا بن تطيثوت ضر 
ف الأرضفب ينس اسابل أغنيّة وب التَحَفْفٍ نمريم پر 
ا الات کا رتا تا ٹنیئرا بن کر ٹررک الله بوء عیۂ زیت الزرت 
7 فق آه موہ بالل امار مک ولا سر ب َه جرم ند رهم و 


246 سورة ابقرة 
ل سوورۃہ انہفرہ 
حو ع عله م ولاه يحورت 59 © [البقرة:274-273]. ظ 

ومتى عرفتم خير الإنفاق» فعليكم أن تعرفوا حير من ينفق إليه فاجعلوا إنفاقكم: ‏ 
للفقراء4 العرفاء الأمناء ظَاللِينَ أخصِزوا» تمكنوا واستفرقوا وتحيروا طني صَبِيلٍ 
اللو مشمرين للفناء فيه بحيث «لاآ يَسْتَطِيِعُونَ4 من غاية استغراقهم في" مطالعة جماله 
وضربًا في الأزض» لطلب الرزق الصوري ومن غاية استغنائهم عن الدنيا وما فيها 

و A oq‏ 1 ہم -۔ ہے 

ليَحْسَبْهُمْ الجامل) بحالهم «إأغيِياء ن4 أجل (التغفف) المرتكز في جبلتهم 
«تغرفهم) وتنتنه على حالهم أيها المؤمنون المنفق لرضاء الله [بيِيمَاهُم) من ضعف 
القوى ورثائة الحالء وهم من غاية رجوعهم وركونهم عن الدنيا نحو المولى ظلأً 
تشالون الناض إِلْحَافَا» إلمامًا متمنين راجين بما عندهم» بل رزقهم الله المتجلي في 
الآفاق يرزفهم من حيث لا یحتسب؛ وبعدما سمعتم آوصاف هؤلاء الوالهين في مطالعة 
جمال الله وجلالہ بادروا إلى تقو به مزاجهم ليسعدوا بالسعادة العظمی التي ل مرتبة 
أعلى منه «وَ4 اعلموا أن لاما تُنفِقُوا مِنْ خير خصوضا لهؤلاء ظِقَإِنَّ الله بو» بذائه 
«غَلبد» [البقرة:273] يجازيكم بمقتضى علمه. " " 

ربنا اجعلنا من خدامهم وتراب أقدامهم. 

بشر يا أكمل الرسل ١الْذِينَ‏ يُنفِقُونَ أموالهُم4 المنسوبة إليهم طِبالَلئِلٍ وَالنْهَارِ 
سرا وَعلانية) أي: في جميع أوقاتهم وحالاتهم؛ طالبًا لرضاه؛ هاربًا عما شغل من 
الحق وابتلاه فليم اَجْرْمُمْ عند رَتَهِمْ 4 بقدر قابليتهم و استعدادهم وولا خؤف 
عَلِيِهن4 من التضييع والإحباط ولا هُمْ يَحْرْنُونَ [البقرة:274] من سوء المنقلب 
والماب. 

ظا بَأ سارہ ایا کہ یرو إل گنا يوم آآری يتب القن م 

7E‏ 2 2 ت ا ےق لے ص ار سے چک گے ے سے نے سے "ند ضرق ے سے کے رح اا 

ألم يك با تھم قالوا نما الیم یل یڑا وال الله لمهم مایا نس ممروظة ين 
کس ےل رس پو ر بر صاخ گے کل سے جج حر *#*ه ھی 1 
ریہ تھی کلک مَا سلت وص کی افو رمن عاد ؤه أصكب لار هم وکا - 
رست و یکاہ اربوا ریز اکتکی ران ا ماگل گار کے گارا ۔ 
امک کاما وکیا آلکریکت وآاٹرا انککر؟ یکاتڑا اکرۃ لزنم تفع ي٤ ۰٠٠٠.‏ 
یاد کور م برک © 4 [البقرة:277-270]. i. ٠ ٠‏ 















8 1 سورة البقرة 247 
ٰ يشر أيضًا يا أكمل الرسل طالَِّينَ يَأكُلُونَ الرّبَا4 وهو تنمية المال بأخس الطرق؛ 
والإضرار بأخيه المسلمء وإتلاف ماله مجانًا بلا رعاية غبطة بأنھم ظلاً یقُوونً4 في 
البعث إلا كَمَا وء الشخص الي يَكَبَطة السَيطَانُ مِنَ المَ) في النوم» كيف 
يقوم صرعى حيارى» مضطربًا منهتكًا مشوضًا هائلاً بلا سبب ظذَلِكَ» الأمر الفظيع الهائل 
ينهم قاو إِنْما الي في التنمية يذل الزَبا) وهم يسوون بين البيع والربا و4 الحال 
أنه لاحل الله البَيعَ4 لأن غبطة المشتري مرعي فيه حالاً ومآلء وهو يرضاه بلا 
اضطرار بخلاف الريا فإن غبطة الآخذ غير مرعية فيه بل إنما ارتكبه اضطرارًا 7و4 
لذلك حرم الله العليم الحكيم «الرَيَا لئلا يتلف أموال المسلمين مجانا بلا عورض 
ولا رضا ظفَمَن جَاءَة» بلغه طِمَؤْعِظَة4 قبل «يّن رَبَه4 في أثناء ما يربو به «فانتهى» 
نفسه بإسماعنها في الربا ظقَلَهُ ما سَلَفَ» أخذ وقبل الموعظة لا يسترده الشرع «وَأْمْرُةُ# 
مفوض إلى الله يجازيه على الانتهاء إن كان من أهل القبول والإنابة» ويعاقب عليها 
إن كان من أهل التزلزل والاضطراب ظوَمَنْ عا بعدما سمع وانتهى ظفَوْلئِكَ 
أضحاب التّار هُُم فِيهَا خَالِدُونَ4 [البقرة:275] دائمون مستمرون ما شاء الله. 
ومن سنته سبحانه أنه یحی الله الربًا) أي: يذهب بركته؛ ويهلك المال الذي 
يدخل هو فيه «وَيُرْبي 4 يزيد وينمي المال الذي یخرج منه ٭الصدقاتِ 4 ویرضاعف 
ثوابها ويبارك على صاحهاء كما أشار اليه ل بقوله: «ما نقصت زكاة من مال قط“ 
(زا» المتجلي بالتجلي الجلي طلا يِب كل كفا ستار مصر على تحليل 
المحرمات «أثيم) [البقرة: 276] بارتكاب المحظورات مجترئ على ترك المأمورات. 
00 ثم قال سبحانه: ظإِنّ الَّذِينَ آمَنُوا» بالله الواحد القهار الأحد الفرد الوتر في ذاته 
ط6 آمنوا. أيضا بجمیع رسله المرسلة من عنده» وبجميع ما جاء به من الأوامر 
والنواهي 9عَمِلُوا4ِ جميع طالصَالِحَاتِ4 المأمورة لهم ظوَ»4 خصوضا طأقَامُوا 
الضٌلاة» المفروضة لهم بكتاب الله «وَآتوًا الرْكاة# المكتوبة عليهم فيه طلهُم أخْرُهُمْ 
٠‏ عند رهم ولا حَوْفُ عَلَيِهِمْ4 من ترقب مؤلم «ؤلاً هُمْ يَحْرْنُونَ) [البقرة:277] من 
فوت ملذ مسربل؛ لهم ما لهم بالفعل بلا انتظار وترقب. 
<< ایا ليست م ارا ودروا ماق من لاإ نکش مرم ا ن لم 








(1) ذكره الزمخشري في الکشاف (158/1). 


248 سورة البقرة 0 5 


صمح سر زر م ارج ارس حا غرم پرھ 4 رس م مت 
تفملوا اڏوا پحرب من له ورسولوء ون تبتر فلڪ ره ر وس أمَولِكُمَ لَاظظلِمُونَ و 


سے سے 


رح جح _ لا وص د سح عن ع عن خر ضر لت كي ب سن 

تظلمورت ۳9ا وَإن كارت ذو عْسْرَوْ فَُنَظِرَه إل مسا وان مایا کر مسر إن 
کنٹم تعلموت ج)و تو یوما ترجمورے فی کی الد کم وف کی یں مسبت 
رھم ایو € [البقرة:281-278]. 


ليا يها الْذِينَ آمَنُوا انْقُوا الل4 أي: مقتضى إيمانكم اختيار التقوى والعزيمة 
الخالصة في جميع الأعمال المأمورة لكمء والاجتناب عن الرخص فيها (وَذَرُوا4 
اتركوا طمَا بَقَي4 لكم ظمِنّ الرَيَا4 عند الغرماء «إن كُنثُم مُؤْمِنِينَ4 [البقرة: 278], 
موقنین بحرمة الربا وسر حرمته. 

هفإن 5 تَفْعْلُو ا4 ولم تمنثلوا بما أمروا: ولم يتيقنوا لسر ما مُنعوا منه 07 
انتظروا واعلموا #بخزب# عظيم نازل همنَ اللو المتجلى باسم المنتقم (وَرَسُولِهِ4 
التاہع له المتخلق بأخلاقه زان تنم من الارتباء والإنماء على هذا الطريق الأخس ١‏ 
الاخبث فلكم في دينكم روش أنرَالكُم لا َظلمُوت» بأخذ الزيادة وإتلاف مال 
الغريم بلا عوض ولا ثُظْلَمُو نہ [البقرة:279] تتضررون بالمطل والتسويف وتعويق . 
الأداء وتأخيرها. 

«وَإن كَانَ» الذي عليه رءعوس اموالکہ «ذو عُسْرَة» لا يقدر على أدائها رخصة 
دقَنَظِرَة إلى مسرو أي: فعليكم أن تنتظروا إلى وقت يساره ثم تأخذوا «وَآن 
تَصَدَُوا4 أي: تصدفكم بها على ذي عسرة «خَيرْ لَكْمِ» عند ربكم يجازيكم به جزاء لا , 
درك كنهه إلا هو؛ إذ إدخال السرور في قلب المؤمن يوازي عند الله عمل لقلین ون ْ 
کم تَعْلْمُون4 [البقرة:280]. ۱ ١‏ 


<وَائَقُوا يَؤمأ تُرْجَعُونَ فيه إلى اله المسقط لجميع الإضافات ملحن ل , 1 
جميع ما أنتم عليه في الدنياء مؤاخذين عليها؛ ليحاسبوا ويجازوا على نقير وؤقطمير لثم ]. ۲ 1 
كلم ری وق تيو على متتضى ا کیت سن کر رر ر ن ن CE,‏ 
رم مت البقرة:1 28 أصلاء لا بتقيص التواب ولا بتضعيف العقابج هل 53 












چی-- 


وعن 5 عباس رضي الله عنهما: أنها آخر آية نزل بها جبرد ای اود ۷ اس 
لے ٠‏ 








ار رة البقرة 249 
١‏ «ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرةہ'' وعاش رسول الله 4 بعدها إحدى 
© وعشرين يومًا وقيل: إحدى وثمانين» وقيل: سبعة أيامء وقيل: ثلاث ساعات. 

عليك أيها المؤمن المتوجه إلى تصفية الذات أن تدخر لنفسك هذه الاية كزاد 
آخرتك ما لا يسعه المطولات ولا يتدرج في المجلدات» ولا يفي باستقصائها 
التعبيرات والإشارات» وهي محتوية على جميع الأسرار الباعثة للؤرسال والإنزال 
* والتبشير والإنذار» لذلك ختم به الوحي؛ وانقطع:به الإنزال. ئ 
ربنا آمنا يما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. 


ر 


. 


E PPE‏ وو 


ييا اليرت اما إا دځ رین إل آل می مکی اڪ بوه ولیکتب 
ٹینگ کا بالصستدل ولا یاب کاب ن پک كما عَلَمَهُ هد كيب وَلْيْمَلِلٍ 
لىع UTE‏ هرھ و لا یکس من وکا فان کان الزی عَلَيْ و الْحق سَفیپا آد 


صَعِيِعًا ولا يستَطِيع أن يو 5335 و یلو 
کک یک ت کیک اتاک يق ةبه ليق أ كل انا 
ِدْتَضرَِحَدَدهَا الگ ولا یاب الفہداہ إِدا ما دغوا ولا شکموا آن َكدبوه صا آو 
کبیا إل أجلو دكم سط وہ و دق الا کربابوا ا أن موت 
تر عاينرة کییوکھا بتڪم کلیس کیک جع آل کنبا راشي كا إا 
تایمشھ ولا يسا کاٹ واک وان تفعلوا اه شلوڈایکم IE‏ 
سم ٹم اڈ واه ڪل ىء ية [البقرة:2 28]. 
| ہہ أَبُهَا الَّذِينَ آعوا) مقتضى إیمانکم المحافظة علی الحدود خصوضا ذا 
ٹم بذئن4 أي: یعطي بعضکم بعضا مبلمّا ويأخذه أن يؤديه له طإِلَى أجَلٍ مُسَمَى# 
٠‏ مقدر در لو بتقدیر الأيام والشهور والأعوام لا بوقت الحصاد وقدوم الحاح وغير ذلك 


(َاختبوة» لثلا يقع بيتكم العداوة والبغضاء المؤدية إلى النزاع والمراء؛ المنافية للويمان 
والتوخيد «وليكتب بيِنَكُمْ كَاتِبُ بالْعَذل على الوجه الذي وقع بلا زيادة ولا تقصان» 















5 (1) ذكره القرطبي في التفسير (661/1, 





250 سورة البفرة 


ل 9۹ں لے سور الئمقوہ 
والحاصل أن تكتب المراضاة التي جرت بينكم حين الإعطاء والأخذ بلا تفاوت حتى 
تتذكروا به لدى الحاجة «إولا يَأب4 لا يمتنع ظكَاتِبٌ أن يَكْْبَ کُعا عَلَمۂ اللذ»ه أي: لا 
يوجز إيجارزًا مخلاً منقصًاء ولا يطنب إطنابًا مملاً مزيدًا؛ لئلا يؤدي إلى النزاع والمناكرة 
عند الأداء طفَلیْكَب4 الكاتب العادل. 

ڈولینلل 4 على الكاتب المديون طالّْذِي عَلَيِهِ الحَقُّ4 لأنه المعترف بالأداء 
طوليثق اله رث حین الإملاء عن فوت شيء من الحقوق ول4 خصوضا طنؾَخش4 
لا ينقص «امئة شَيئا4 هذا التخصيص بعدما دل عليه الكلام السابق؛ لزيادة التأكيد 
والاهتمام في الاجتناب عن حق الغير إن كان الي عَلَيهِ الح سَفِيهًا) ناقص العقل 
من أهل التبذير «أؤ ضَعِيفًا4 في الرأي والقوة كالصبي والهرم «أؤ لآ يَسْتَطِيمْ4 هو 
بنفسه «إأن يُمِلُ هُوَ لخرس أو لجهل باللغة ظِفَلْيْملِل4 لاجله (ِوَلئِهُ4 أي: من يولي 
أمره شرعًا [بالغذل برعاية الجانبين بلا ازدياد ولا تبخيس. 

(43 مع ذلك طِاسْتَشْهدُوا4 على دينكم ومراضاتكم من الجانبين (سَّهِيدَيْنِ 
حاضرين في مجلس المراضاة طمن رَجَالِْكُمْ4 لكمال عقلهم ودينهم (ِنَإن لَمْ يَكُون 
َجُلَئْنِ فَرَجُلْ وَامرَأَنَانِ4 أي: فعليكم أن تستشهدوا بدل الرجلين برجل وامرآتین دفما 
للحرجء هذا مخصوص بالأموال دون الحدود والقصاص؛ لقلة عقلهن وضعف تأملهن 
«ممن تُرْضوْنَ»4 أنتم أيها العاملون من الشُهَدَاءي الذين ثبت عندكم عدالتهم 
وديانتهم؛ وإنما خص هذا العدد لاجل «أن تَضِلَّ 4 تنسى طإِحْدَاهُمَاك بمرور الزمان 
ودر إخداهُما) الذاكرة «الأخرى» الناسية؛ لئلا يبطل حقوق المسلمين. 

ولا اب4 لا یمتنم (الْٹٰهٰذاء إذا نا دُهُوا4 لاداء الشهادة أو تحملها مع 
الااستشهاد والإشهاد ولا تشامرا أن تكو آي: الكتاب الشامل على مراضاتكم 
ومعاملاتكم المؤجلة «صَغِيرَا كان الحق «أز كبيرًا إلى4 وقت حلول أجلي 
المسمى عند الأخذ «ذلكم4 أي: الكتاب على الوجه المذكور «أنتط4 أعدل 
معاملاتكم عند اللہ وأفوم) أعون (ِلِلشّْهَادَة4 أي: لادائها (وَأَدنَى» أقربُ الطرق 
وأحفظها في أن «آلا تَتَابُوا4 فيما جرى بينكم من المعاملة نسيثة» فعليكم أن تحافظوا 
عليها ولا تجاوزوا عنها ڈالا أن کون تِجَارَةٌ حَاضِرَةٌ تُدِيرُوتَهَا4 .تداولونها «يبتكمة ١‏ ` 
یذا بی «فليس عَلَيِكُمْ جُتاخ) ذنب الا توخا لمبعدها من التنازع [رأشهذوا) إن, ' 
لم نکتبوا إذا تايغم) احتياطاء إذ البشر لا يخلو من الضرر والإضرار وأ يِضَاوٌ *. 
كَانِبٌ ولا شَهِيدٌ هذه الصيغة تحتمل البنائين وكلاهما مراد. ‏ 0 ۱ ا 













أما بناء الفاعل» قلا بد أن يضرهم الكاتب المعاملين بترك الإجابة والحضور عند 
المملی؛ والزيادة والنقصان ھی المکتو ب وغیر ذلك» والشاهد المدعو إلى التحمل 
والأداء بترك الإجابة والتهاون والإنكار وغير ذلك. 

آکا بثاء المفعول» فلا" بل أل يضر الكاتب بمنع أجرته واستعجالة عن مصالحه 
وکذا الشاهد. ۱ ٠‏ 
لاحق به ضررہ هوَاتقوا اة عن مخالمة جحلو ده وأحكامه و4 خصو سا بعدما 
طِيُعَلَمْكُمْ اللة» المدبر لمصالحكم ما ينبغي لكم ويليق بحالكم «واللة4 المتجلي بصفة 
الجمال والجلال یگل شَيْءِ» صدر عنكم طعَلِيةِ4 [البقرة:282] يجازيكم على 


5ه ه*ه2 کن اب بتک تس 


سے رت راس اتی الح سے ت 


و زی اث امھ وارد وکا کنیا الھک وس نها اذم 
کہ واھ بسا ماود لیے 9 بتر ما فی الکو راف لار کا کم ق 
اشیگم آو تھتوہ اکم ہو اللہ یمور لمن کا یمرب من کا واه ع 
OIA‏ [البقرة:284-283]. 


«وإن كُكُم» أيها المتداينون ظِعَلَى سَفَّر وَلَعْ تجدُوا اتا ران مُفْبرضة4 أي: 
فعليكم في أمثال هذه المعاملة رهن مقبوض من الديون إلى أجل مسمى ؤِفَِنْ أَمِنَ 
بَعْضْكُم4 أيها الدائنون «بَغضاً» من المديونين بلا ارتهان اعتمادًا على أمانته هفَلْيْوَدِ)4 
المدير ن الي اڈ ون اعتمادًا انان آي: دينه عند انقضاء أجله المسمى 9وا لق 
ظ پت في الإنكار والخيانة والبخس والمماطلة ظطولاً تَكْتُمُوا4 أيها المؤمنون 

ا الحاضرة الحاصلة عندكمء المتعلقة بحقوق الناس سواء كنتم من 
المستشهدين أو الشاهدين على أنفسكم» المعترفين بما في ذمتكم من حقوق الغير 
لن يَكْتّمْهَا» إنكارًا وعنادًا طِفَإنُ آئِم كَلْبَه4 أي: يأثم قلبه» ومن كان إثمه من قلبه لا 
يرجى منه الفلاح والفوز بالنجاح إو المحيط بحيلكم ومخايلكم «الله بمَا تَعْمَلُونَ4 
من الانکار والخيانة وكتمان الشهادة [عليم) [البقرة:283] ينتقم منكم بكل ما جرى 





252 سورة البقرة 
في نفوسكم منها. ٠‏ 
ڈللہ الواحد الاحد الحي؛ الحقيق بالحقية» القيوم المتفرد بالقیومیة الدائم 
الظاهر بالديمومية مظاهر 8آإمَا فِي السَمَوَاتِ» من الأسماء الدّاتية والصفات الفعلية 
وما في الأزض4 آي: الطبيعة العدمية القابلة لمظهرية آثار الصفات الذاتيةء المحدثة 
المظهرة للكائنات الكونية والكيانية» والواردات الغيبية والواضحات العينية و4 بعدما 
ظهر ما ظهر وما بطن «إن تُبِدُوا4 تظهروا أيها الأظلال والعكوس هما في أَنفسِكُم» 
من الأنانية والأصالة في الوجود والاستقلال بالآثار «أؤ تُخْفُوهُ يُحَاسِبِكُم به الله4 
الجامع بجميم الأسماء المحيط بجميع الأشياء؛ بل الأشياء كلها مستهلكة في وجوده: 
فانية في ذاته طفْيَعْفِزِ يستر ذنب الأنانية ومعصية الغيرية لمن يشا من عباده بفضله 
وجوده «وَيْعَذِبُ من ياء بقهره وطرده إرادة واختيارًا؛ إظهارًا لقدرته وقلعًا لشوكته 
«واللهُ عَلَى كل شَيْءِ4 مما شاء ويشاء طِقَدِيرَ4 [البقرة:284] بالقدرة الأزلية الأبدية 
المتصرف مطلقًا في جميع ما كان ويكون. لا يعزب عن حضوره ذرة» ولا يشغله فترة. 


ف امح اٹول یما انل ]لی ین ریہ والمومنوں کی ءاسن هه وجوه وکو 


2 ےس ار ار حم سے سے سے ل پچ صا مرح رپ سے کہ سے سے جک 
ورسلو۔ لا تر بی اسر ین وشرو وَككَالوأ سَیمتا واطعنا غغفرائلک رتا نک 


الد © تا کف ام تنا إل وھا ھا ماکسبت وما ما لسم ر کک 
ادنآ إن کی یتآ آڑ فک ربا ولا ہل ااا گنا اھ مَل الت ون 
تارا و اسیا ما لاک لاہ واع ف متا غور تا يست أ مود انضرا 
عَلَ الْمَوَمٍ المحكفررت 4 [البقرة:286-280]. 


لذلك: «آمَن الرشول) الفاني في اله الباقي ببقائه» المستغرق يمطالعة لقأئه 
يما أنزل إِلَيْهِ من الحقائق والمعارف والمكاشفات والمشاهدات ٠‏ المتجددة 
بتجددات التجليات» المتتفئة #من بهي الذي بربية؟ استخلافه ونبابته وتحمل أشرار 


أعباء نبوته ورصالته (وَالْمْؤْمنُونَ»4 المتبعون لی المسترشدون مته المقتفوت اثر کل ) 
أمَنَ باللو4 المتفرد والمتعزز بالعظمة والكبرياء 9وَْمَلائِكَبِه4 المرسومين بصفات الذات ‏ 


أولي البصائر والنهى مما في آياته الكبرى من السرائر والأسرار التي تنلت 





.دو تھا الار اء 5 














سووة البقرة ۱ 253 
واضمحلت الأهواء قائلين حالاً ومقالاً: ظلا نُقْرَقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُسْلِهِ4 بعدما ظهر 
الكل منه ورجع إليه 9و4 بعدما آمنوا بالله وإحاطته ظقَالُوا4 طوعًا #سيغنًا و4 سمعًا 
اطغتا) بجميع ما جاءوا به؛ إذ الكل من عندك نرجو ©عْفْرَانَكَ رَيْنَاة يا من ربانا 
بملابس الإمكان» المفضي بالطبع إلى الخذلان والخسران طوإليك4 يا هادي الكل لا 
إلى غيرك؛ | إذ لا غير معك طَالمَصِيرُ» [البقرة:285] في الإعادة عن شيطان الإمكان. 
ثم نبه سبحانه على خلص عباده ما يؤول أمرهم إليه وينقطع سعيهم دونه بقوله: 
إلا يُكَلَفْ اللأڳ الهادي لعباده نحو جنابه نمسا إلا ہو أي : إلا ما 2 وسعها 
وطاقتها واستعدادها مما عينه الله في سابق علمه الحضوري لأجله» فظهر أن هلها ما 
كَسَبَثْ)4 من الخيرات باستعداده الفطري الجبلي لوَعَلَيِهَا مَا اكَسَبَّث) من الشرور 
بمتابعة قوى النفس في الإمكان التى هي منشأ جميع الفساداتء ثم لما أشار سبحانه 
إلى سر التكليف أراد أن يشير إلى الإتيان بما كلف به لا يكون إلا بتوفيقه وجذب من 
عنده» لذلك لقنهم الدعاء والاستعانة والمناجاة بقوله: ٭رَبنا 4 يا من ربانا بلطفك لقبول 
تكليفاتك لنصل إلى صفاء توحيدك وتقديسك «لآ تُوَاخَذْنَا إن نُسِيئَا» إتيان ما تكلفنا 
بسبب إمكاتا (أز خط فيها لقصور إدراکتا ربا ولا محل علينا إضا4 حجاب 
غليظًا وغشاوة كثيفا: يعمي بصائر قلوينا عن إدراك نور توحيدك كما حَمَلْتَهُ عَلَى 
الْذِينَ من قَبِلِئَا رَبْنَا وَلاَ تُحَمَلْنَاكُ من متاعب الرياضات ومشاق التكليفات الفائقة لدرن 
الإمكان ورين التعلقات لاما لآ طَاقَةَ لَنَا به وَاغف4 امح بفضلك طاعَنَاب مقتضيات 
أوصافنا الإمكانية ظوَاغْفِرْ لَنَاع أي: استر لنا ربنا أنانيتنا وهويتنا عن نظرنا 4 بعد 
ذلك فازخَۂنا4 برحمتك الواسعة ظِأنْتَ مؤلانًا4 ومولی نعمنا ففائشزنًا4 بعونك 
ونصرتك في ترويج توحيدك طعَلَى القّؤم الكَافِرینَ* [البقرة:286] الساترين بغیوم 
هوياتهم الباطلة شمس الحق الظاهرة على الآفاق. ظ 
حققنا بلطفك بحقيتك وتوحيدك» يا خير الناصرينء ويا هادي المضلين. 


خائمة سومرة البقرة 
- أن تأخذ لنفسك حسب قدرتك وطاقتك من هذه السورة المشتملة على جميع 
المطالب الدينية والمراتب اليقينية» فلك أن تشمر أولاً ذيلك عن الدنيا وما فيهاء معرضا 


عن لذاتها وشهواتهاء متوجهًا بوجه قلبك إلى توحيد ربك: مستفتحًا لما في صدرك من 





254 سورة البقرة : 
خزائن جودہ ودفائن وجوده» طاويًا كشح حالك وفعالك عما لا يعنيك هاريًا م. ) 
مصاحة ما يضرك ويغويكء. طالبًا الوصول إلى معارج التوحيد ومدارج التجرید 
والتفريد. راغبًا عما سوى الحق من أسباب الكثرة والتقيد. تفا من تسات ات 
ونفئحات قدسه؛ مستروحًا بنفسات رحمته؛ مستكشفًا عن أسرار زبوبيته» مستهديًا من 
زلال هداته بمتابعة نبيه المخلوق على صورته؛ المبعوث على جميع بريته مسترشذا 
من كتابه المنزل عليهء الجامع لما في الكتب السالفة من الحكم والمواعظ والعبر 
والرموز والإشارات الواردة منه عنذه؛ لإهداء التائهين في فضاء وجوده؛ المستغرقين 
في تيار بحار إحسانه وجوده. 


فعليك أيها المريد القاصد لسلوك طريق الحق أن تلازم هذا الكتاب الذي لا 
ریب في هدايته لمن آمن في غيب الهوية: وأدام التوجه نحوه» صارفًا عنان عزمك عن 
كل ما يشغلك عن ربك؛ مقبلاً بشأنك نحو مقصدك ومطلبكء معرضًا على نفسك ما 
فيه من الحقائق والمعارف والحكم والأحكام والقصص والتذكيرات؛ إذ ما من حرف 
من حروف هذا الكتاب إلا هو ظرف المعاني إلى ما شاء اللهء لا يأتيه الباطل من بين 
يديه ولا من خلفه؛ تنزيل من حكيم عليم.. 

فلا بد لك عند تلاوة القرآن أن تطهر ظاهرك وباطنك عن جميع لوازم بشريتك» 
بحيث تغيب عنك نفسكء وتفنى هويتك وشأنك؛ وأنطقك ربك بنطقه وكلامه» ومتى 
رسخت هذه الحالة فيك وصارت خلقك وشيمتك فزت بحظك من تلاوته؛ وإياك أن 
تغفل عند قراءته عن محض إشارته والتدقیق في روایته ودرایته. 

ومتی صمت سريرتك عن العوائق كلهاء وخلصت طویتك عن العوائق برمتھا: 
صح لك أن تسترشد منه حسب ما قدر الله لك ووفقك فى سابق علمه؛ إنه على ما 
يشاء قدير؛ وبإجابته حقیق جدیر۔ 








لیے اس 8 . 
سے سب یم : وی وک ہیں 


۲ سی‎ "el 


فاتحة سوہ ال عمران 


لا يخفى على الراسخين المتأملين في كلمات الكتب المنزلة من عند الله 
المتعلقة بتهذيب الظاهر عن الكدورات البشرية ومشابهاتهاء المصفية للباطن بالنسبة 
إلى أولي العزائم الصحيحة عن جميع الأوهام والخیالات الفاسدة؛ المنافية لصرافة 
الوحدة الذاتية والهوية السارية فی جمیع المظاهر حسب تعدادات التجليات المترتبة 
على الأوصاف والسماء الذاتية؛ أن ستر الإنزال والإرسال» والوحي على الأنبياء 
والإلهامات والإرهاصات الواردة على قلوب المخلصين من الأولياء» إنما هو للتفطن 
والتنبه على كيفية انبساط الظل الإلهى الممئد على طبيعة العدم؛ المقابل للوجود؛ 
القابل لانعكاس أشعة أنواره الفائضة حسب التجليات الجمالية والجلالية؛ وكيفية 
ارتباط الأظلال والعکوس الغير المحصورة على المبدأ الوحداني الذي هو الوحدة 
الذاتية التي لا تعدد فيه أصلاً إلا بجسب الأوصاف والشئونء كما قال سبحائه في 
وصف ذاته المنزه عم شوب الكثرة: طقل ھُو الله أَحَدّ [الإخلاص:1] وقال في شأنه . 
المقتضي للتعدد: : كل يوم هُوَ فِي شَأَنِ4 [الرحمن:29]. 

وقال في ارتباط. الأظلال ورجوعه إلى الوحدة: ما من دابة إلا هُوَ آخذٌ 
بِتَاصِيَتِهَا4 [هود:56] وقال أيضًا بلسان الأظلال: هإِنا لله وَإِنا إِلَيه رَاجِعُونَ» [البقرة: 
6]› وقال: وکل إِلَينَا رَاجِعُونَ)4 [الأنبياء: 3 9] وقال: «إن إِلَيِنَا إيَابَهُمْ4 [الغاشية:25] 
إلى غير ذلك من الآيات والأخبار الواردة في هذا الباب». والشهودات والکشوفات 
الصادرة من أرب باب الولاءء أنار الله براهينهم. 

ولما كان الإنسان الكامل قابلاً لمظهرية جميع الأو صاف الإلهية» لاثقا للخلافة 
والنيابة عنهء أنزل عليه من عنده كتابًا مشتملاً على ا کان ویکون من رطب ویابس؛ 
2 ونھیر وقطمیں كما قال سبحانه في محكم تنزيله: ولا رٌطب ولا ابہیں الا فی كِتّاب 


- 255 - 





لف 






256 سورة آل عمران 3 





مُبین) [الأنعام:59] وقال فی وصف کتابہ لآباته: لا أيه الباطِل مِن بین یَذیہ ولا بن |١‏ 
خلفه تنزيل مِنْ حَكِيم حَمِيدِ» [فصلت:42]. ١‏ 

فلا بد للمسترشد الخبير منه أن يتعمق في طلب دفائن. أسراره الكامنة في 
أغواره. ويعوص فى دخائر بحارہ نی يفوز بھرز فوائدہ ودرر فرائده؛ ويتحقق بمقام 
التخلق بأخلاق الله حتى يتصف بالخلافة والنيابة ويستحق الخطاب الزلهي. 

ولهذا خاطب سبحانه رسوله الذي هو أكمل الكاملين وأتم المخلوقين - 
صلوات الله عليه - متبركًا: 

«بشم اللو الذي أنزل الكتب وأرسل الرسل؛ إرشادًا لعموم العباد إلى طريق | 
المعاد الرَخمَنٍ) عليهم بإنزال المحكمات المعدة لفيضان اليقين والعرفان طالدّجِيم»4 /) 
عليهم بإنزال المتشابهات المتضمنة بسبب التوحيد عند أهل التحقيق والإيقان. ١‏ 

الم )الا کل خر ال وک و الو مج 
بده وارد ال الخ )من ل هکی ناس وار الان إن الذي کاھ را اوت او هر 
داب دید عاستا (ك) )15لک رق مَکیر کیڈن الا لان الکمَة 99 
هری سور ف الَا کن مسا لھا هواسر فی تب [آل عمران: 
6-1]. ۱ 

لالم [آل عمران:1] أيها الإنسان الكامل الأحدي الأوحدي الأقدسيء اللائح 
على صورة الرحماني؛ الملازم الملاحظ لمقتضيات الأوصاف والسماء الإلهية: 
المتفرعة عليها جميع المظاهر الكونية المشتمل عليهاء المحيط بها. 

اه4 أي: الذات الصمد المبدع المظهر الموجد الذي طلا إله»4 أي: لا مظھر ٴ 
ولا موجد «إلاً هُوَ الحَي) الدائم الثابتء الذي لا يقدر حياته الزمان ولا يحصرء ' f‏ 
المکان: ولا يشغله شأن عن شأن لر [آل عمران:2] الذي لا يعرضه الفتور؛ ولا 
يعجزه كر الأعوام ومر الدهور. 

هو الذي: نَزْل عَلَيِكَ)4 يا مظهر الكل امتنانًا نك «لكتات» أي: لق رآ آن الم نپ 
الشامل لما في الكائنات أعلاها وأدتاها أولاها وأخبراها ملتبئيا بالْحق» المطابق +( 1 
للواقع «مُصَدّكَا لَِمَا ين يَدَنْهِغ من پالکتب السالفة المنزلة عل 9 












ہےر ےو بن کے ‫ 
«وَأنوّل4 أيضًا طالتَّوْرَاةَ والإنجيل4 [آل عمران:3] على موسى وعيسى - عليهما 
السلام - مصدقين لما مضى من | لكتب السابقة. 
«من قبل» أي: من قبل إنزالهما عليهما ظِمُدَّى لَلئَّاين» يهديهم إلى توحيده 
الذاتي عند ظهور خلافه من الغي والضلالة و بعدما ظهر الضلال «[آنرّل الفزقانَ» 
أي: الكتاب السماوي الفارق بين الهداية والضلالة؛ لیتمیز الحق عن الباطلء وآيات الله 
عن تسويلات الشیاطین إن الّذِينَ كَمَرُوا باياتِ الوڳ بعد ظهوره ونزوله» وكذبوا من 
أنزل إليهم من الكتب والآيات للّهُمْ عَذَاتٌ مديد هو الطرد والحرمان عن ساحة 
التوحيد يسبب إنكارهم الآيات الهادية لهم إلى طريقه ظإوَاللة# الهادي إلى توحیدہ 
آياته واستكير على من أنزل عليه الآيات» وكيف لا؟. 1 
إن اله المحیط بجمیع ما کان ويكون لا يَخْفَی عَليهِ شی مما حدث فی 
الأزض) ارلا ما حدث فی الما [آل عمران:5] من الإيمان والكفر والهداية 
والضلالة» وغير ذلك من الأعمال والأحوال الصادرة من العباد. 
فكيف يخفى عليه؛ إذ ظهُوَ الّذِي يُصَوَرْكُْ» بقدرته ابتداء طفِي الأزحام» بعد 
انصبابكم من أصلاب آبائكم إليها «كَيفٌ يَشَاءُ» أي: كيف تتعلق مشيئته وإرادته بلا 
ہُو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا منازع له ولا مخاصم دونه بل هو طالعَزِيزُ» 
الغالب علی کل ما یشاء (الحَکیغ4 [آل عمران:6] المتقن في كل ما يريد. ۱ 
یر خی کا خر نے سے خی سر سك ےج کی میں TY‏ رو وت رچ 
ہر الآزیۃ ال ملک التب ینہ دایٹ شنکمنت هن ام التپ وَعر مدکی مٹ قاما 
ان ڈوو ريغ فک ماكقابدينة أيه اليو دانم ایل مايش کم اوی إلا آنه 
ر ی سے ج م سه برس کی 5 کم سے کچ کے س اسر حم r‏ 
امنا بوه كل عن عن را وا یکر ال آولوا الا کی ) را کا رع 
اقل ر سو يصعي کرای سرع ہے رای سے ےی ا سا ع وماس سے سے س ا 
لاا فی رک مک ْف اتساد )4 [آل عمران:19-7. 
| هِهُوّ الْذِي»4 اصطفاك يا أكمل الرسل لرسالته واجتباك لنيابته وخلافته» بأن 
. «أَنَزل» تفضلاً وامتنانًا ليك من عنده لتصديقك وتأبيدك طالكِتَاتَ»# المعجز 


ةي ع ت- غ ق عبن سر 


لجميع من تحدى وتعارض معك تعظيمًا لشأنك» وفصله بالسور والآيات الدالة على 
الأمور المتعلقة لأحوال العباد؛ وفي النشأة الأولى والأخرى؛ إذ «مئة أيَاتٌ مَحْكُمَاتٌ 4 
متعلقة بعموم أحوال العباد على اختلاف طبقاتهم في معاشهم ومعادهم من الأحكام 
والمعامللات والمعتقداات الجارية فيما بينهم بحسب النشأتين وهن f‏ الكتاب »4 واجبة 
الاقتداء والامخثال لكافة الأنام اواو مُتَشابِهَاتٌ 4 متعلقة بالمعارف والحقائق المترتبة 
على الحكم والمصالح المودعة في إيجاب التكليفات» والطاعات والعبادات المؤدية 
إليها بالنسبة إلى أولى العزائم الصحيحة المتوجهة إلى بحر التوحيد. 
اما الَذِين في فُلَوبِهم زَنِغْ4 ميل وعدول عن طريق الحق الجامع بين الظاهر 
والباطن طفْتْعُونَ ما تَشَابَة مِنْه4 ويتركون الامتثال بمحكماته جهلاً وعنادًاء ولم يعلموا 
أن الوصول إلى المعارف والحقائق إنما تنال بتهذيب الظاهر بامتثال المحكمات» وليس 
غرضهم من تلك المتابعة طابْتَغَاءَ الفننة¢ أي: طلب إيقاع الفتنة بين الناس. [فساد 
عقائدهم عن منهج التوحيد لوَابْتِفاء تَأويله) إلى ما يرتضيه عقولهم و: وتشتهيه نفوسهم؛ 
كالمبتدعة خذلهم الله ظوَ» الحال أنه ظمَا يَغْلم تأُويلُه4 على ما ينبغي را اھ4 
المنزل؛ إذ تأويل كلامه لا يسع لغيره إلا بتوفيقه وإعانته ظوَالرَاسِحُونَ ني العلم# ٠‏ 
اللدني المؤيدون من عنده بإلهامه ووحيه بمعارف وحقائق لا تحصل بمجرد القوة 
البشرية إلا بتأبيد منه» وجذب من جانبه 9بَقُوَلُونَ آعَنّا بهو أي: أيقنا وأذعنا بمحكمات 
الكتاب ومتشابهاته جميعًا؛ إذ «كل» منزل ئن عِندِ رَيَنَا4 ومالنا أن يتفاوت فيه وما 
يَذْكْرْ» يتعظ ويتيقظ منه را أزنُوا الألباب4 [آل عمران:7] المجبولون على لب 
التوحيد؛ المعرضون عن قشوره التي هي من مقتضيات القوى النفسانية: التي هي س 
جنود شياطين الأهواء الباطلة والآراء الفاسدة. 
لرَيْنَاِ يا من ربانا بلطفك على نشأة توحيدك لا تُزِغْ» ولا تمل هقُلْوبئَا4ِ عن 
طريقك 9بَعْدَ إذ هَدَيْتَنَا4 عليه بإنزال الكتب وإرسال الرسل ظِوَهَبْ نّا وتفضل عليئا 
«ين لدُنكَ رَحْمَة4 علمًا وعيئًا وحمًا ظإِنْكَ أَنْتَ-الوَهَابُ4 [آل عمران:8] بلا إعراض 





وأغراض. 
ربا إك) بذاتك وأوصافك وأسمائك طجَامِمُ4 شتات «النّاس ليزم شأنه 
لا رَيَبَ فيه ولاشك في وقوعه لإخبارك بوقوعه على ألسنة کا وإنزالك. في 
كتك إن الہ الجامع لشتات العباد في المعاد ا یُخیف المِيمَاد إ[ا عمران:9] 











سورة الي عمراب 259 





الذي و عله في کتابهء بل أنجزه على مقتضی إنزاله وو حه. 
و سس ہ۸ ) 4 ص کے او لے ول ادلشر ش اق a:‏ رس س ر 
إن الي کفروا لن تف عنهم مؤلهم وا | وللدهء من اسو شععا واؤلتيك و 
فود الار ا کد آپ ءال فرعو ول من يوم کد وا ادا فآخدھم الله داوم وا و 
شريد الاب )فلل لاذ کا مطل سے 2 کال I E.‏ 


ام سی ءايه فى فين تا و کڈ کول ف سیل اروا كان 
حيري سے ل سح سر له 


کرات ا ام بی بت رو من یکا ارک ف دیک لیب ُز 


تسر 4092 [آل عمران:13-10]. 
إن الْذِينَ کفرڑوا باللهه وأعرضوا عن كتبه ورسله وأصروا عليه اغترارًا 
بمزخرفاتهم الباطلة من الأموال والأولاد «إلن تُنْبي», وترفع طعَنْهُمْ4 في النشأة 
الأخرى (أوالهم ولا أَوْلادُهُم من غضب «الله شيا وَأَوْلَيِكَ4 المصرون المعاندون 
فيها وم وَقَودُ د الثاري [آل عمران:10] أى: أجسامهم وقود نار الحسرة والخذلان 
دأبھم وديدنتهم في النشأة الأولى. 
(كتأب آل فَعؤنَ وَالْذِينَ4 مضوا «بن فَبْلهِ4 كعاد وثمود طِعََبُوا بآيَاتتا4 
الدالة على توحيدناء المنزل على رسلنا المستخلفين من عندنا ظفَاحَذَهُمْ اللة4 باسمه 
المنتقم ١بِذْنُوبه:»‏ الصادرة منهم من التكذيب والإنكار والعناد والاستكبار 
فاستأصلهم بالمرة في النشأة الأولى» وأحرقهم بالنار في النشأة الأخرى جزاء بما كسبوا 
في الأولى إواللة القادر المقتدر على ما يشاء دید المِقّاب4 [آل عمران:11] لكل 
من عاندوا واستکیروا. ٌْ 
ل4 یا اکمل الرسل نیابة عنا فلَلّذِينَ كَقَرُواچ بك وبكتابك إخبارًا لهم عما 
سيجري عليهم: «سَتُغْلبونَ4 بقهر الله وغضبه في يوم الجزاء (وَتُحْشْرُونَ» بين يدي 
الله وتحاسہون عندہ سبحانہ عما جری عليهم في النشأة الأولى» وبعد ذلك تساقون 
طإِلَى جَهَئّمَ4 البعد والخذلان مطرودين مهانين «ؤيئْس المِهَادُم [آل عمران:12] ما 
مهدوا'فيها بما اقترفته نفوسهم من الاستكبار على الأنبياء والإصرار على ما هم عليه 
من الكفر والضلالة: بعذ ظهور آيات الإيمان وعلامات الهدى؛ إذ: ظ 
طِقَدْ كَانَ لخم أيها الضالون في تيه الحرمان ية ظاهرة دالة على الهدى 


260 سورة آل عمسران 


الحقيقي «في4 التقاء طفِتتينِ4 حين التفتا) إحداهما «فئة نابل في سيل الله 
لإعلاء كلمته وإظهار توحيده «وَأخرَى كَافِرَة4# تقاتل مع الموحدين مكابرة وعنادًا 
ومع كونكم أيها الكافرون المعاندون بأضعاف المؤمنين الموحدينء وكثرة عددكم 
وعُددكم هِيَرَوْنَهُم4 أي: الموحدون طمَتْلَيِهِمْ رَأي العَيِن) أي: في بادي النظر ويرهبون 
منهم رهبة شديدة بتأييد الله ونصره هوَاللةُ4 المحيط بجميع ما جرى في ملكه يريد 
ينضرو» العزيز طمن يَشَاءُ4 من عباده المخلصين في إطاعته وانقياده ذإِنَّ ني ذَلِكَ» 
التأييد والنصر مع ظهور عكسه طلْعِبْرَة4 تبصرة ة وتذكرة الأؤلي الأبضار4 [آل عمران: 
13] المستبصرين بنظر الاعتبار عن سرائر الأمور وأسرارها بلا التفات إلى مزخرفات 
الدنيا e er e‏ 


$ رين لتاس حب آلشھوت یک اَن لطر المقنطرق ورت 
س 
- َ‫ ار چ ے ای ا 
الڈمب وَالْفْصة والکیل المسی E‏ بے ملم الحَيوة لديا 
ہو ےا ج 


1 ا تہ خن ئ لتقي © # فل آؤیگر بر من رکم لِلَدَیَ اتَْوَا ند رَيَوم 

جات تجری من عَمَيِھا الأتھ مت چہ ورضواتكک ھت اق وا 
بے ای کار لیے رون رکا تا گا عفرت ذو اواب 
الَا © لبر 521 ولیت والمنفقیت والس فرت بالاسار 


7 کہ ا اھ لہ إلا هر والمکیکۂ واولا آلیار تیا بالق إل إلا هو لمر 
Oa‏ [آل عمران:18-14]. 

رين حبب وحسن للاي المغرورين بزخرفة الدنيا 9ِحُبُ الشْهَوَاتِ4 
أي: مشتهياتها المنحصرة أصولها في هذه المذكورات من البَّتاء) اللاتي هن لمن 
اشتهاها؛ إد هن للوقاع الذي هو من ألذ' الملذات التفسانية «وَالَبنِينَ»4 للمظاهرة 
والمفاخرة والغلبة على الخصوم (وَالْقَتَاطِير6 الأموال الكثيرة ظالمْقَّنطْرَة4© المجتمعة 
المزخرفة هِمِنَ الذّخب وَالْفِضْةِه لكونها وسائل إلى المشتهيات التي مالت القلوب 
إليها بالطيع هوَالْكَيلٍ المُسَومَةِ4 المعلمة المنسوية إليهم ليركبوها ويبطروا عليها 
طوَالأنعام4 من الإبل والبقر والغتم ليحملوهاء ويأكلوا منها ويزرعوا بها 9وَالْحَرْتِ» 
ليقتاترا بها ويعيشوا بأكلها ذلك الأصول المذكورة ماع السَلْاةٍ الذْنيا© الفانیة 














مسورة آل عمران 201 


وره ل 7 
المانعة من الوصول إلى الجنةء المأوى التي هي دار القرار والخلودء وموعد لقاء 
الخلاق الودود «واللة4© الهادي إلى سبيل الصواب ؤعِندَة4 لمن توجه نحوه واستقبل 
جنابه خسن المآب» [آل عمران:14] وخير المنقلب والمئاب. 


فز يا أكمل الرسل للمؤمئين» للمخلصين في عبادة الله الراغبين إلى جزيل 
عطائه» الطائرين إلى قضاء فتائه» الطالبين الوصول إلى شرف لقائه» الفانين في الله؟ , 
ليفوزوا بشرف بقائہ تحریکا لھم سلسة الشوق والمحبة فأَوْتَنكُم4 أيها الحيارى في 
صحارى الإمكان؛ الموئقون بقيود الأكوان» المحبوسون في مضيق الجدران بسلاسل 
الزمان والمكان «إبخير) مراتب همّن ذَلِكُمْ)4 الذي ملتم إليها واشتهيتم إلى نيلها في 
هذه النشأة» حاصل واصل إليكم في النشأة الأخرى طِلِلَّذِينَ الَقُزا4 منکم عن محارم 
الله وتوجهوا إلى الله في الدنياء ولم يرتكبوا ما نهاهم الله على ألسنة رسله «عِندٌ رَبّهم) 
الذي رباهم بتوفيقه على ترك المحظورات واجتناب المكروهات ظجَناتَ معارف 
وحقائق «تخري من تَحْتها الْأَنْهَاُ خَالِدِينَ فِيها) أنهار الكشوف والشهود «وأزواج» 
أعمال وحالات «مُطْهْرَةِ4 خالصة عن كدر الرعونة والرياء خخالية عن الميل إلى البدع 
والأهواء [و) مع ذلك لهم رضرَانٌ) عظيم من اله ليحققهم في مقام العبودية 
والرضاء بما جرى عليهم من القضاء» بحيث لا ينسبون شينًا من الحوادث إلى الأسباب 
والوسائل» بل لا يرون الوسائط في البين أصلاً «واللة4 الهادي للكل بصي بِالْعِبَادِ 
[آل عمران:15] الراضين بقضائه» المرضيين بإنفاذه وإمضائه؛ يعني: 


الّْذِينَ يَفُونُونَ4 بألسنتهم موافمًا لما في قلوبهم عند مناجاتهم مع ربهم رب 
نَا آمہ4 بمقتضى توفيقك بوحدانيتك وبكتبك ورسلك طِفَاغْفِر لَنَا بلطفك ؤذُْوبَنا4 
التي صدرت عنا من أنانيتنا واستر عيوبنا التي كنا عليها قبل انكشافنا بتوحيدك «وَقِنَا4 
بلطفك» واحفظنا بقفضلك «غذاب الثار4 [آل عمران:16] المعد لأصحاب البعد 
والخذلان عن ساحة عز حضورك؛ واجعلنا بفضلك من: 
«الضابرِينَ# على عموم ما أصابهم من البأساء والضراء في طريق توحيدك 
وَالصَادِِينَ4 عن الكذب مطلمًا في أقرالهم المعتبرة» المعربة عن أفئدتھم المطمثنة 
بالإيمان «وَالْقَانِتِينَ4 الخاضعين الخاشعين إليك بظواهرهم وبواطتهم <وَالْمُئْفِقِينَ4 
٠‏ من طيبات ما رزقت لهم؛ طلبًا لمرضاتك بلا شوب المنة والأذى (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ4 لك 
الخائفين من سخطك وجلالكء» الراجين منك العفو فی عموم أوقاتهم خصوضا 


262 مسورة آل غمرات 


«بالأشحار4 [آل عمران:17] الخالية عن جميع الموانع العائقة عن التوجه إلى جتابك 
الشاهدين بوحدانيتك بما: «شَهدَ الله به لذاته» وهو أنه لا إلّه4 أى: لا موجود ولا 
وجود ولا كون ولا تحقق ولا كائن ولا ثابت «إلا هُوَ4 الحي الحقيق بالحقیة الوحيد 
بالقيومية» الفربد بالديمومية» لا شيء سواه (و) بما شهد بوحدته الْمَلايكةي أي: 
الأسماء والصفات القائمة بالذات الأحدية؛ إذ الكل قائم به ثابت له لا مرجع لها سواه 
«وَ» بما شهد به ڈازلوا العلي4 من مظاهر المخلوقات على صورته المتأئرة من 

أوصافه وأسماثه وإن كانت شهادة كل منها راجعة إلى شهادته؛ لكون الكل انا 
مقومًا متحقمًا «بالِسطِ» أي: العدل الإلهي المنبسط على ظواهر الكائنات أزلاً وأبدًا؛ 
اذ لا ة4 أي: لا مظهر لها (إِلّا هُوَ لعزي الغالب القادر على إظهارها «الحكيغ» 
ال عمران:18] المتقن في تربيتها وتدبيرهاء القائلين طوعًا ورغبة بعدما تحققوا بمقام 





العيودية: 
$ لیت اا وَمَا َخْتَلَث ال أُونوا الكتب إلا ابد ما 
چاءشم الیار بضیا نتھم ومن یکم مت افو فزت اق سرع تلساب لع ما 


سد ظر سر سر اڑے 


گے ۔ سے عم ہی لنرک کن 
اوك د فقل أساث و دحوي پل ومن أتَبمن 7 ِلد وو الكتب لان سلمتم 


آاٹکٹرا تکد افكکتباً کت اڑا کرککا عیاک اک وکا مہ یار © 4 7 
عمران:20-19]. 

إن البِينَ4 القويم والشرع المستقيم المقبول المرضي عند الي الهادي للعباد 
إلى طريق الرشاد هو «الإشلام4 المنزل من عنده إلى خير الأنام سيدنا محمد 86 وا 
اختلف» المعاندون المنكرون لدين الإسلام من الذي أو وا الكتات»4 أي: اليهود 
والنصاری إلا من بَغْدِ ما جَاءَهُمْ العِلَم4 اليقيني في كتبهم المنزلة من عند الله بأنه 

سيظهر النبي الحقء والدين الحق الناسخ لجميع الأديان السابقة» وعلموا حين ظهوره 
حقيته بالدلائل والعلامات المبينة في كتابهم» ومع ذلك ينكرونه ٹیا حسدًا ثابئًا 
(تيتهفع» ناشفا من طلب الرئاسة والاستكبار والعتو والإصرار ومن يكر بات الہ 
بأمثال هذه الأباطيل المموهة يجازيهم على كل منها بلا فوت شيء لِفَزِن ال ريع 
الجساب4 [آل عمران:19] لا يعزب عن علمه شيء؛ شديد العقاب لمن أنكر آياته بعد 
ظهور حقيتها 














' + 
5 .مہ cok‏ _ بی ٹم حلاےج ےہ ےک ہم تم ٹر ہاج 


سورة آل عمران ` 263 


إن حَاجُوكَ4 جادلوك يا أكمل الرسل بعد ظهور حقية دينك وكتابك عندهم 
مكابرة وعنادًاء لا تجادل معهم بل أعرض عنهم ظفَقُل أَسلَمثُ4 أي: فوضت وسلمت 
أمري في ظهور ديني» ووجهت وَجهي) صورتي المخلوقة على صورة الله 
المستجمع للكل «لله» ظاهرًا وباطنًا ظوَمَن الْبَعَن» فعليهم الانقياد والتسليم إلى الله 
في جميع الأمور «وَقل4 يا أكمل الرسل إمحاضًا للنصح 2 وتوا اتات أي: 
اليهود والنصارى 9ق الأئین4 الذين لا يأتيهم الكتاب والدعوة: «ءأشلئن»4 بدين 
الإسلام المبين لتوحيد الله كما أسلمت أنا ومن اٿبعنی بعدما ظهر لكم دلائل حقيته؛ أم 
لم تسلموا بغيًا وعنادًا؟ ظفَإنْ أسْلَمُوا4 بعد دعرتك وعرضك لهم طريق الهداية هفَقَدٍ 





. اهْتَدَؤَا» إلى طريق الحق كما اهتذيت أنت ومن تبعك ٭وَإن ولوا أعرضوا عن 


دعوتك عنادًا واستكبارًا ظفَإنما عَلَيِكَ البلاغ) أي: لم يضروك بإعراضهم بل ما عليك 
من حسابهم من شيء؛ ولا عليهم من حسابك من شیء؛ فأعرض عنهم ؤوائلة4 
المحيط بهم ويضمائرهم (بَصِيرَ» خبير اياي [آل عمران:20] وأحوالهم 
وأعمالھم؛ يجازيهم على مقتضی علمه وخخير نه. 

ا ان یکثریت بقایات الو وَیقْثلوک اَلِِْنَ ابِکبرحيی وَیْثلوت 
الت پاروت الوت مت الاس مَبَيِرَشم بسذاب آیے (ع) أَزلَيكک الین 
کیت امھ ف آلڈ یا وا لک و وما لمم یت کوریے )4 [آل عمران: 
22-21]. 

وقل لهم أيضًا تذكيرًا واستحضارًا حكاية عن حال أسلافهم الماضين: إن الِْينَ 
يَكْفْرُونَ4 ينكرون هبآيَاتِ ال4 المنزلة على أنبيائه بعد ظهور صدقها وحقیتھا ظ4 مع 
ذلك طتَقتْلُونَ النْبتِينَ4 الذین آنزل علیھم الآّیات من عندہ سبحانہ فبِفَبر حَی4 1 
رخصة شرعية أي: موافقة بشرع ودين «وَيَفْئلَرنَ» أيضا <ِالْذِينَ ون بالْقِسطِ» 
بالعدل ومن الئاس الذین يتبعون شرائعهم وينمادون بأديانهمء ویمتثلون بأديانهم 
ويمتثلون بأوامرهم وأحکامھم؛ جری عليهم في الدنیا ما جری؛ في الآخرة ما جحری 
بأضعاف ذلك لعلهم يتنبهوا ويمتنعواء وإلا (نیٹرمم ؛ بعذاب ليم » [أل عمران: 21] 
جزاء الوصرارهم وعنادهم. | 

«أزليك» المصرون المعاندون هم الذين خبطث4 ضاعت بالمرة دِأغْمَالَهُمْ4 


2064 سورة آل عمران 


كلها بحيث لا ينفع لهم عند الله لا طفِي الدَنَْا و4 ولا في «الآخرَة وَمَا لَهُم4 عند ربهم 
من يشفع لهم أو يعين عليهم «مّن نَاصِرِينَ4 [آل عمران:22] الذين يدعون الاقتداء 
بهم وي تنصرون منهم لكونهم ضالين منهمكين في الغقلة: لاحظ لهم من الهداية 
أصلا. 

[ اتر ایی اونا ربا ن آنصو کب ینود یکپ او یشک یتم تل 
وبق نهر وهم مغرو (2) ذلك يأنهم نز کا کاک 339 اما کحد ودا و ي 
دينهممًا كاوا يشترورت © کیف |ذام حمطا جممَنَهملیوو لاریب فیه ووَفِيتَ ڪل شس 
عَا کسبت وھم لاد يامو ظتمورت 42 [آل عمران:20-23]. 

اہ الم رہ یھ الرائي «إِلَى الَذِينْ4 أي: إلى إصرار اليهود وعنادهم مع كونهم 

(أوثوا صيباي كاملا من الكثاب) آي: التوراة في زعمهم حين «يُذعَزد) في 
الوقائع إلى رجوع كاب اله الذي يدعون الإيمان والعمل بمقتضاہ ف‌لِیْحْکُم 
َتِنَهُمْ 4 بعقنضى ما أمر الله في كتابه كيف بتكاسلون ويتهاونون «ثُغ4 يترفى تكاسلهم 
وتهاونهم إلى أن (يعَوَلّى »4 يستدبر ويلبد «(فريق م مَنْهُمْ 4 الكتاب وراء ظهورهم وخم 
لغرضونً [آل عمران:23] عنه وعن أحكامه بالمرة. 

روي أنه 3 دخل مدارس الیھود فقال لهم نعیم بن عمرو والحارث بن زبك: 
على أي دين أنت يا محمد؟ فقال: «على دين أبي إبراهيم 8. فقال: إن إبراهيم 
بھودی فقال 35: «هلموا كتابكم ليحكم بيننا وبينكم. ٠‏ فأنكرا عليه وامتنعا عن إحضاره 
فنزلت): 

(ذلك) التولي والإعراض من كثرة الخصلة الذميمة والديدنة الخبيئة» المرتكزة 
في تفوسهم المنسوبة إلى دینھم افتراء (بأنّهم) اعتقدوا الوا لن تمشت الا المعدة 
لجزاء العصاة إلا اانا قلائل طسُعْدُودَاتٍ» سواء كانت ذنوينا كثيرة أو قليلة» صغيرة 
أو كبيرة 9وَعْرٌهُمْ في دينهم ما كَانوا هرون [آل عمران:24] أي: جرأهم على الذنب 
والعصيان ما يفترون في شأن دينهم من أمثال هذه الهذيانات؛ منها قولهم هذاء ومنها 
اعتقادهم أن أباءهم الآنہاء سیشفعون لھم وإن عظمت دنوبھم ومنها أن پعقرب 83 
ناجى مع الله الا بعذب أولاده إلا تحلة القسم. ۱ 

١١ 














سورة آل عمران 265 

قل لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا: ظمَكَيقٌ» لا تمسهم النارء اذكر لهم لإذا 
جَتَغتَامُغ 4 إلینا بعد تفريقهم منا لكسب المعارف والحقائق والمكاشفات والمشاهدات 
(ليزء» شأنه «لأ َنْب فی4 عند من يكاشف له طق بعد جمعنا إياهم لوثِيثْ كل 
نفس» جزاء لإا كَسَبَتُ4 من الحقائق والعرفان والمعاصي والخذلان ظوَهُم» أي: 
كل منهم في ذلك اليوم مجزي بما كسبت «إلآ يُظْلَمُونَ4 [آل عمران:25] فالنيل 
والوصول لأرباب الفضل» والقبول والويل كل الويل لأصحاب الطرد والخمول. 

أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف. 


ع مهوي لاع موت ہے ووو سے س او ر کے اوس ها 
رو سو الملء ڑن الک من مکاہ تع المَلَف یکن تَاء ورمن 
سط > 
سسرس ل د ا سر وص ر اسر سر مد جى 20 ق ویک ا ل س ا ہے ی رح 
کا ول مس اء بيد لحم إِكَ کی OI‏ اليل ف آلتهار ونوج النهار 
ہی راوع رع ہے سر میس سے تھے ہےر ا ہے گے E‏ 1 
3 الیّل وتخرجا مت المت وتخرج المیت من الحي کی کا سر کاب )ا 


3 سا ہے ع یی حے سے 2 گے سے سم حر وس سے یں سی الى حم سے 

هذ الْمْميون الکیزں ولس من مون الْموْمنونٌ عيقص كلك كس وس الَف توه إلا 
ا ج سے 4 سی ار سس ٣ت‏ سے 4 

أن تمقأ منْهدنقة ویر آله تقس درل اہ الد © 4 [أل عمران: 26- 


.]28 


نل4 يا أيها المتحقق بمقام الشهود الذاتي؛ المكاشف بوحدة الحق دعاء 
صادرًا من لسان مرتبتك الجامعة الشاملة لجميع المراتب ظاللهُم4 يا ظمَالِكَ المُلكِ»4 
أي: المتصرف المستقل في مظاهر ذاتك «ئؤتي) تعطي وتكشف بلطفك ظالْمُلكَ4 
أي: التوحيد الذاتي إن تشاءُ»# من خواص مظاهر صفاتك وأسمائك «وتنرغ 4 تمنع 
وتستر بقهرك المُلّكَ» المذكور همِفْن تَشَاهُ) من عوامهم؛ تتميمًا لمقتضيات أوصاف 
جمالك وجلالك ووتو من ناء بالوصول إلى فضاء فنائك ظوَتُلِلُ من تَشَاءُ4 وراء 
حجاب سرادقات جلالك: وبالجملة: ©بِيَدِكَ»4 وقدرتك وسلطانك ومشيئتك وإرادتك 
(الخیز4 أي: كله الوجودء وظهوره على أنحاء شتى (إِنْكَ» بذاتك ظعَلَى کُل شيء) 
من مظاهر وجودك ©قَدِيدُ4 [آل عمران:26] لا تنتهي قدرتك أصلا. 

ومن جملة مقدوراتك: إنك «تولخ» تدخل وتدرج «الليل» أي: العدم في 4 

صورة الئْهَارٍ» أي: الوجود إظهارًا لقدرتك وجمالك طوَبُولِجُ4 أيضا «النْهارَ نور 
الوجود, في الليل» أني: مشكاة العدم؛ إظهارًا لقدرتك وجلالك طوَتُخْرج» تظهر 


266 سورة آل عمران 
«الحئ4 والحى الحقيق مع غاية صفائها وظهورها همِنْ المَيِتِ العدم الأضلي الذي 
هو مرآة التعينات و أيضا ؤِنُخْرِجُ المَيتَ4 أي: العدم الجامد الذي ما شم رائحة 
الحياة أصلاً بامتداد أظلال أسماثك وصفاتك عليه مِنَ الحَيّم الذي لا يموت أبدًا 
وهو ذاتك ©َوَتَرْرُقق4 بلطفك ف امن تشاء من مظاهرك من موائد فضلك وإتعامك 
ونوال جودك وإحسانك بغر جساب4 [آل عمران:27] تفضلاً لهم وامتنانًا عليهم بلا 
مظاهرة أحد. 

هب لنا بلطفك من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. 

ثم لما بين سبحانه أن الهداية إلى طريق التوحيد والإضلال عنه بقدرته واختیارہ: 
يؤتي ملك توحيده من يشأ من عباده ويمنعه عمن يشاءء أراد أن ينبه على خلص توحيد 
عباده ما يقربهم إلى الهداية ويبعدهم عن الضلال فقال تحذيرًا لهم: «لآ يَجْلٍِ 
المُؤمنوني المتوجهون نحو توحيد الذات» الطالبون إفناء ذواتهم في ذات الله؛ 
ليخوضوا فی لجج بحر التوحید؛ ویفوزوا ہدرر المعارف والحقائی الكامنة فيها 
لَالكَافِرِينَ4 الساترين بهوياتهم الكثيفة المظلمة نور الوجود طأؤْلِيَاة4 ولا يصاحبون 
معهم؛ ولا يجالسون موالاة لهم ومؤاخاة معهم لقرابة طينية وصداقة جاهلية» مع كونهم 
خالين معهم طمن دُونٍ4 حضور طالمُؤْمِنِينَ4 المظاهرين لهم؛ لثلا يسري كفرهم 
ونفاقهم إليهم؛ إذ الطبائم تسرق والأمراض تسريء سيما الكفر والفسوق؛ إذ الطبائع 
مائلة إليها لوَمَن يَفْعَل ذْلِكَ4 ولم يترك مصاحبتهم ولا موالاتهم ظفَلَيس مِنَ4 ولاية 
اه وطريق توحيده «إفي شَيْو4 بل ملحق بهم معدود من عداوتهم بل أسوءهم 
حالاً وأشدهم جرمًا عند الله بعدما نهاهم الله ولم يتتهوا «إلا أن تُقُوا مِنْهُغْ4 وتخافوا 
ؤنْقَاة4 توجب الموالاة والمصاحبة ضرورة من إتلاف النفس والمال والعرضء وعند 
ذلك المحذور موالاتهم جائزة ومؤاخاتهم معذورة مداهنة ومداراة 9وَ# مع وجود تلك 
الضرورة المستلزمة للموالاة الضرورية طيُحَذِرْكُمْ الله فة أي: يحذركم يا آهل 
العزائم عن نفسه على وجه المبالغة» حتى لا تأمنوا عن سخطه ولا تغفلوا عن غضيه؛ 
ولا تمیلوا عنه سبحانه بارتکاب ما نهيتم عنه ر4 اعلموا أن المحدذورات كلها راجعة 
إلى اه إيجاا وإظهارًا؛ إذ إليه ([المصير) [آل عمران:28] في الخير والشر والنفع 
والضرء لا مرجع سواه ولا متتهى إلا إياه.: 


( لان تنا ماو رسک از بثو تمه اف یتک اسل تاكن 











لے ہی م شاف ہو ہے جا نت ر واي ل اد 





سسورۃ آل عمران 267 





وا ڪل ٿن ونيد )بوم تعد كل تدس مَاعلَتْ من حير مْصمَوًا ومَاعصمتن 


e E 3 سس سے‎ 


سو و تود لوان ينهاو کہ امد بيدا وبحذر شم الام تقسہہ واللم رہ وف باوبا ا فی 
گار ر ن ا ا یون نی اللہ و . لک دو یک واه ع رھ 0 قل أطيهواأ 
اوہ والرسوا ۶7 أ فان اق لے کنر )4 [آل عمران:32-29]. 
لہ یا ل ازمل تازا وع نامای ماني فطرتهم الي : ان 
موا ما في ضدورگة4 من محبة أقاريكم «أؤ تُبِدُوهُ يَعْلَمْهُ الله المحيط بظواهركم 
وبواطنكم لوَيَعْلَّمُ4 أيضًا بعلمه الحضوري جميع ظمَا في السَمَوَاتِ4 من الكائنات 
والفاسدات أزلاً وأبدًا وما في الأزض) منها لا يغيب عن علمه مما لمع عليه نور 
وجوده #واللة4 المتجلی لذاته بذاته ©عَلَى کل شيء‰ من مظاهر تجلياته 8قَدِيرٌة [آل 
عمران:29] بلا فتور وقصورء يفعل ما يشاء ويحكم ما يريدء يجازيهم على مقتضى 
علمه وقدرته في النشأة الأخرى. 
يزم تَجِدُ كُلُ نَفين» خيرة ما عَمِلَتثْ) في النشأة الأولى من خَيْرٍ4 إحسان 
وإنعام وعمل صالح ویقین وعرفان «مُخضرًا) بين يديه يستحضره ويود استعجاله 
ر4 كذا تجد كل نفس شديدة ما عَمِلَْتْ» فيها #من سشوع4 غیر صالح وکفر ونفاق 
وشرك وشقاق محضرًا بين يديه؛ مشاهدًا بين عينيه تستأخره وتتمنى بعده 9تَوَدُ لو أن 
بَئِنَهَا وَبئِنَُ أَمَدًا بَعِيدًا» وزمانًا متطاولاًء بل يتمنى آلا تلقاه اصلاً ظوَيُحَذِرُكُمْ الله» بهذا 
التذكير والتنبيه «نَفْسَهُغ وقدرته على الانتقام وزيادة قهره وغضبه على من استكبر عن 
أوامره ونواهيه #إوَاللهة»# القادر المقتدر على انتقام العصاة هرَءُوف»4 عطوف مشفق 
الماد [آل عمران:30] الذين يترصدون إلى الله بين طرفي الخوف والرجاء؛ 
معرضين عن جانبي القنوط والطمع. 
لإقُل» يا أيها المخلوق على صورتناء المجبول على مقتضيات جميع أوصافنا 
وأسمائناء المتخلق بجميع أخلاقناء لمن أراد إرشادهم وتبلغهم من البرايا إن كنم 
أيها الأظلال المنهمكون في بحر الغفلة والضلال تَُحِيُون اللہ أي: تدعون محبة الله 
المظهر لكم من العدم؛ وتطليون التوجه إلى جنابه والتقرب نحو بابه قات تَبِعُونِي © بأمره 
وحکمه <ِيخْبَكُمْ اللة» أي: يقربكم إلى جتابه: ويوصلكم إلى شرف لقائه ظوَيَخْفِرْ» 


يستر» ويضمحل طلكُّمِ» عن أبصازكم ويصائركم طذُنُوبَكُمْ4 التي حجبتم بها عن 


268 سورة آل عمران 
مشاهدة جمال الله وجلاله: ومعايئة أسمائه وصفاته «واللة4 الهادي لكم إلى صراط 
توحيده طغَفُورٌ4 لكم يرفع موانع وصولكم «رُحِيمْ4 [آل عمران:31] لکم یوصلکم 
إلى مطلويكم. 

طئل4 لهم أيضًا أجل أعمالكم وأفضلها إطاعة أمر الله وإتباع رسوله المرسل 
إليكم «أطيموا اللة في امتثال جميع أوامره وأحکامہ: واجتناب جميع نواهيه 
ومحظوراته مما فاز به المؤمنون «وَ» أطیعوا ڈالژشول4 المبلغ لكم كتاب الله المبين 
لكم المراد منه فإن أطاعوا فازوا مما فاز به المؤمئون «فإن تولا أعرضوا عن إطاعة 
الله ورسول؛ فقد کفروا فلهم ما سيجري عليهم من عذاب الله وغضبه في النشأة 
الأخرى ظفَإِنْ الله4 الهادى لعباده طلا بُحِبُ الْكَافِرِينَ4 [آل عمران:32] منهم لا 
يقربهم ولا يرضى عنهمء بل يعذبهم ويبعدهم عن عز حضورهم. 


سے سے چےکاسے ایر 


$ # د آنه اتیج ادم وا وال ]ویم وال عرد عَلالعَلييَ ا(عا ذریڈ 
ماين أنه ب یم مر 5د فَات ام د پا رت کک ماف بی مرا 
قبل م ِلك أت ليمي لے ل(م) فَكَمَا وَكَعَتہَا قات رب إف وَصَعَخا أن وَاقہ عر بَا 
سمت وآ الگ كالانقٌ مَِيْ سما مَرِيْمَ ذه كبك پت سی 
اير (9) فتبلها ريه يبول َس و یک ا کک وکل دون ا ماعا 
يا ليساب ويد دك + َال يمر أن آي لا کات شر من نراق َه يدق من 
شاه ب بير ساب )4 [ آل عمران :37-33]. 
نم لما وفف سمحاأنه محبمہ ورضاہ لعبادہ على متابعة ےہ ورسولہ' المصور 
على صورته؛ المتخلق بأخلاقه: صار مظنة أن يتوهم أن نسبة ظهوره إلى المظاهر كلها 
على السواءء فما وجه التخصيص باختیار بعضص بالمتابعة؟ أشار سمحانه إلى TEE‏ أن 
من ستتنا تفضيل بعض مظاهرنا على بعض فقال: إن الله اضطفي4 اختار واجتبى 
ظ آم۷ بالخلافة والتيابةء وأمر الملائكة الذين يذعوت الفضيلة عليه بسدحو ذه وكرمه 
على جميع مخلوقاته «وَ4 أيضًا اصطفى ظنُوحًا» بالنجاة والخلاص: وإغراق جمیع 


من في الأرض بذعائه 4 كذا اصطفی آل آل إِبْرَاهِيمَ؟4 أي: ۱ بيته بالإماعة 
والخلافةء لذلك دعا إبراهيم رہ ہالا ' يخرج الزمان عن إمامة ذريت إلى يوم القيامة 














هو» كذا اختار آل عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ4 [آل عمران:33] بإرهاصات ومعجزات لم 
يظهر من أحد مثلهاء مثل: إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والولادة بلا أب وغير 
ذلك. 

ثم إن اصطفاء الله إياهم ليس مخصوضًا بهم بل اصطفی منهم درب أخلاف 
نضلاء ©بَعْضُهَا مِنْ بَغض أي: أعلى رتبة من بعض في الفضيلة كما قال سبحانه: 
ؤِتِلك الِسْلُ فَصُلْنَا بَعْضَهْعْ عَلَى بَغْضٍ» [البقرة:253] طواللة) المحيط بسرائر عباده 
المتوجهين تحو بابه «سَمِيعٌ # لمناجاتهم الصادرة من السنة استعداداتهم لعَلِيمٌ 4 [آل 
عمران:34] بما يليق لهم من المراتب العلية. 

اذكر يا أكمل الرسل لمن تبعك من مناقب آل عمران وقت ٣إ‏ قَالتِ امْرَأ 
عِمْرَانَ»4 حين ناجت ربها في سرها بلسان استعدادها وقت ظهور حملهاء بإلقاء الله 
إياها: ظرَتَ» يا من رباني بحولك وقولك «إإِنِي نَذَرْتُ لَّكَ ما فِي بَطْنِي ؛ مُخزراً4 معتمًَا 
عن أمور الدنيا كلهاء خالصًا لعبادتك وخدمة بيتك لا أشغله شیا سواہ وكان من 
عادتهم تحرير بعض أولادهم الذكور لخدمة بيت المقدس شرفها الله «فتقئل4 بلطفك 
مني 4 ما نذرت لك للتقرب إليك يا رب (ِإِنّكَ4 بذاتك وصفاتك وأسمائك «أنْتَ 
الشمِيعٌُ» لمناجاتي طَالعَلِيمُ» [أل عمران:35] بحاجاتي. 

هقَلَمًا وَضَعَئْهَا» أنثى آيست قلف متحسرة متحيرة مشتكية إلى ربها في 
نذرها: رب ني وإن بالغت في إخلاص النية في نذري لم تقبله مني ؛ يا رب أن 
و وَفْخٹھا أنقَى 4 والائٹی لا تصلح لخدمة بيتك طر4 لما امتدت في إظهار التحزنء 
وبث الشكوى والتحسر نودي في سرها: لا تجزعي ولا تحزني؛ إذ الہ المطلع 
لإخلاص نيتك (اعلم4 منك يما رَضَْعَتُْ» وما ظهرت منها من البدائع والغرائب 
والإرهاصات الخارقة للعادات وليس) مطلق الذكر) الذي حرر لخدمة هذا البيت 
«كالأنتى» التى هي هذه؛ إذ يترتب على وجود عجائب صنع الله وبدائع قدرته لما 
سمعت بسمع سرها ما سمعت قالت نشطة فرحانة: ابی سَمِیٹھَا مَريَم4 ليکون 
اسمھا مطابهًا لمسماها؛ لآن مريم في لغتهم بمعنى العابنية» ولما تحققت عندها بإلهام 
الله وقاية الله إياها وذريتهاء قالت مفوضة إلى الله «وَإني أَعِيدهَا ون وَذْرَيتَهَا4 أيضا 
من الْشْئْطَانِ الْوّجِيم 6 )ال عمران :36[ لٹکون هي وهم في حفظك وحمائك من 
إغوائه ئه و[ضلاله. ٰ 


الناظرين بنور الله فی تجددات تجليات الوجود الإلهي. 

ثم لما تقطن زكريا من هذا الكلام ما تقطن [قال) ست رقا مستت طبَ4 
لحمل یفرح بها قلبي ويخلص عن الانتظار َال آَيَنْكُ 4 نل الا ضس4 أی: 1 

تطيى التكلم معهم: ؛ لعدم مساعدة الاتك عليه ملم إثلاثة ام4 ولا تعلمهم حوائجك 
ارا رَمْرًا4 إشارة بيد ورأس وغير ذلك طر4 عند حبسك عن الكلام والتنطق «اذكر 
رَبك في نفسك ذكرًا طكثيرا وَسَبَخْ4 نزهه عن جميع النقائص تسبيحًا مقارنًا 
لبِالعَشِيَ4 أي: جميع الليل طوَالإِبْكَارٍ4 [آل عمران:41] أي: جميع النهار لتستوعب 
جميع أوقاتك بذكره. 

من هذا تفطن العارف أن الداعي المستجيب من الله لا بد له أولاً أن يفرغ قلب 
عن غير الله ويستوعب أوقاته بذكره» بل يكل لسانه عن ذكر غيره مطلقاء حتى يموز 
بمطلوبه ويجيب له بفضله وطوله. 

َو ہے کے لے یب لس تہ 
ایی ڑ(كی) یریم بي شخ ری واڑگں مَع لیے ڑج درد ت ن نبا 
ایپ تََحِوإلِك وَما گنت اديه إذ يتوت أقلمهم أب ا کلم و 
مإ نیمود ) إذ الت المایگة يمرم إن هه ير کیرد یکیو ن ات 
سخ می ا متم وجا فى لديا وأ یر وي التي () يڪلم الاس في الْمَهَدٍ 
وھد ولیت ))4 [ال عمران:146-42. 


ف4 اذكر يا أکمل الرسل لمن تبعك من مدائح آل عمران واصطفاء الله إياهم <إِذْ 
قال الملائكة4 بأمر الله ووحيه لمريم - رضي الله عنها - ملهمين لھا؛ لمشافھین معھاء 
منادين على سرها: أبشري يا مَرْيَم إن الله اضطفًاك) اختارك للخدمة بيته مع أنه لم يعهد 
منه اختيار النساء للخدمة ظوَطْهُرَكِ6 بفضله عن جميع الخبائٹ والأدناس العارضة 
للنسوان «وَاضطفَاك»4 خيرك وفضلك بهاتين الخصلتين الحميدتين طِعَلَى نِسَاءٍ 
العالمی ن4 [آل عمران:42] وإنما خصصها بما خصصها؛ لتكون آع لما يثرتب عليها 


ويظهر بسببها من بدائع أودعه الله سيحانه في إيجادها من حبلها ملا مباشرة أحد؛ بل ١‏ 04 


ی۔ 





مکی 
گی 





سورة آل عمران 273 
بمجرد كلمة ملقاة من عنده ومعجزات وخوارق ظهرت من ابنها لم يظهر مثلها من أحد. 

ثم لما أخبرت الملائكة بإصفائه سبحانه إياهاء نادتها الملائكة ثانيًا بأمر الله أيضا؛ 
تعليمًا لها التوجه والرجوع إلى الله على وجه الخضوع والتذلل والإخبات والخشوع يا 
زيم المختارة المقبولة عند الله «افنتي 4 توجهى وتضرعي طلِرَبَكِ4 الذي رباك بلطفه 
وقبلك نذيرة من أمك» واصطفاك على نساء العالمين بأنواع الفضائل شكرًا لما تفضل 
عليك لوَاسْجُدِيِ # واخضعى وتذللى نحوه ملقية جباهك على الأرض؛ لآداء شيء من 
حفه ظا زکمی4 دائمًا؛ لخدمة بيته وتطهيا من الاوساخ والأدناس مح الوَاكِعِينَ »© [آل 
عمرآن:43] المحررین المنحنين قامتهم دائمًا على خدمة الله وخدمة بيته. 

ذلك المذكور من اصطفاه الله آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمرانء 
وخصوضا قصة مريم وأمها وزكريا وزوجه وابنه لمن أَنْبَاء الغَِب» أي: من الأخبار 
المغيبة المجهولة عندك ظنُوحِيه إِلَيِكَ ہہ يا أكمل الرسل مع خلاء خاطرك وضميرك 
عنهاء ولا معلم لك سوى وحينا وإلهامنا مع كونك أميّا عن مطالعة القصص والتواريخ 
إو الحال أنه ما كنت لهويتك الشخصية طلدَنهة) وقت «إذ يُلمُونَ» أي: 
الأحبار «افلاقهم) للاقتراع في أنهم أيهم كمل يحفظ «مزيم وما كنت لَدَنهع4 
أيضًا طإِذْ يَحْتَصِمُونَ4 [آل عمران:44] فى أمرها وحفظها. 

وإنما نوحيه إليك؛ ليكون آية لك على صدقك فى دعواك النبوة والرسالة؛ 
والإتكار على أمثال هذه الأخبارات والإنباءات الصادرة عن الأنبياء والأولياء» المستندة 
إلى محض الوحي والإلهام النازلة من عند الله» إنما نشأ من العقل القاصر المموه 





٭ المضل عن طريق الكشف واليقين» وإلا فمن صفات عقله المفاض له من حضرة العلم 


المحيط الإلهي عن كدورات الوهم والخيال» وانكشفت سريرة سره بسرائر الأقوال 
والأفعال والأحوالء» ظهر عنده بلا سترة وحجاب أن من النفوس البشرية من ترقب في 
هذه النشأة من عالم الشهادة إلى عالم الغيب» واتصلت بالمبادئ العلية التي هي 
الصفات الإلهية» واضمحلت ناسوتها وغلبت اللاهوتية عليها. 

وحینٹذ ظهرت منها على اتفاق من الحضرة العلية الإلهية» وإرادة غيبية 
ومكاشفات عینیة عتعلقة بعضها بالغيب وبعضها بالشهادة» كالإخبار عن الوقائع 
الماضیة والمستقبلیة كما نسمع ونشاهد أمثال ذلك من بعض بدلاء الزمانء أدام الله 
بركته على مفارق آهل اليقين والعرفان» في حالتي قبضه وبسطه حكايات وكلمات 


متعلقة بوقائع وقعت فی البلاد البعيدة. 

ونحن نجزم بوقوع بعضها كما نسمع منه؛ ونجزم أيضًا بأنه ما هو حاضر عند 
الوجه المعتاد بين الناس: وسمع منه مدخلهہ أيضا عن الأحوال التي جرت بیننا وبینه 
دمه متطاولة تحر في خلواته وتلفظ بها بلا فوت دقفا؛ ونحن اذا راجعنا 
وجداننا لم : نستحضر الأمور التي جرت علينا في يومنا هذا بلا فوت شيء. 


وأمثال ذلك فن حنابه = أدام الله بر کته - كثيرة: ومن له أدنى بصيرة وإیمان. 


صادق يطريق المكاشفة والوحي والإلهام الإلهي لم يشك فی أمثال هذه الخوارق من 
الأنبياء والأاولاء أصلاً بل يعلم يقيئًا أن الحكمة والمصلحة في إظهار نوع الإنسان 
وإرسال الرسل وإنزال الكتب إنما هي لهذا التفطن والتدبر» ومن لم يَجْعَل الله لَهُ نُورًا 
فما له مِن نور» [النور:40]. 


اذكر يا أكمل الرسل لمن تبعك من مدائحها وقت ؤَإِذْقَاَتِ الملائِكَة4 منادين 


على سرها مبشرين لها: ذإيا مَرْيَمْ 4 المختارة المصطماة ڈان اللہ المتفضل عليك ‏ 


بأنواع اللطف والكرم (ِيْبَشرْكِ بِكَلِمَةِ»ُ صادرة ظمَنْة» مكونة لك منك ابا بلا أب؛ 
إظهارًا لقدرته ليكون معجزة لابنك» وإرهاصًا لك طاشْمَة» من عنده طالمَسِيحٌُ4 لفظ 
سرياني معناه: المبارك؛ لأنه سبحانه بارك عليه وعلمه الشخصي بين الأنام «#عيشى» 
وهو من الاعلام العجمية؛ وكنيته لابن مم4 إذ لا أب له حتى يكنى به؛ وهو مع كونه 
بلا أب «وجيهاً» مشهورًا معروفًا مرجمًا للأنام طفِي الدُنْيَا4 بالنبوة والرسالة؛ يتوجه 
إليه الناس في أمور معاشهم ومعادهم ظطوَ» في «الآخجرة4 أيضًا لرجوعهم إليه للشفاعة 
ط٭ كيف لا يشفع للعصاة وهو طِمِنّ المُقَرْبِينَ4 [آل عمران:45] عند الله _ 

طوَ4 علامة تقربه أنه طِيُكَلّمُ الئّاس»4 يما يتعلق بأمور الدنيا والدين حال كونه 
طفلاً هفِي المَهْدٍ و4 حال كونه (كَهْلا4 على طريق واحد بلا تفاوت زيادة ونقصان 
ھو لنجابة عرفه في حالتي الطفولة والكهولة فَامِن الصالِحینئگ4 [آل عمران:46] 
للرسالة والنبوة. 


ات َب اَن یون بی وک وکر یتست ن بک 36 سکتویاتابۃ ذ مہ تا کی شی 
آنا کر ما یٹول کرک یکو ا اة آلب نة وای 2 














سورة آل عمران ) 275 





و 2 ہےر ہک LE SE‏ ر ص و وميم 7 اش ۔ 1“ 
وَرَسُولًا إل بن يل آي کڈ چگ اير ن رڪم آي أغلق لحكم وت الطين 


کپ کو اکر کاخ زمیک ہا بن او وٹ الاه ابر وی 
ایی ترا ل بک بی ت الد وَِشلٌ تسم بس الى حرم 
میک بتک بای ین اتشوا اله ليون لن [آل عمران:100-47. 

قلما سمعت مريم ما سمعت تضرعت إلى ربها واشتکت حيث طقَالْتْ رب یا 
من رباني بالستر والصلاح والعبادة والفلاح أنّى4 من آین کون لِي وَلدٌ و4 وأنت 
تعلم يا رب أني لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ4 ومن سنتك إيجاد الولد بعد مباشرة الزوج! 
قال سبحانه إشفافًا لها وإزالة لشكها: ظكَذَلِكِ4 أي: مثل حالتك التي تعجبين منهاء 
وهي ولادتك بلا مساس أحد وجود جميع الأشياء الظاهرة من كتم العدم ظھوڑا 
إبداعئا؛ إذ «اللة4 بقدرته ظيَخْلقُ4 يظهر جميع ما يشا بلا سبق مدة ومادة بل لذا 
قَضَى» آراد «آمراً» إيجاد أمر وإظهاره من الأمور المكانية الثابتة في حضرة العلم 
ما يَقُولُ لَُ4 تنفيدًا لقضائه مجرد كلمة: طكُن فَيَكُونُ4 [آل عمران:47] بلا تراخ 
ولا مهلة» بلا توقف على شرط وارتفاع مانع» وحالك التي تتعجبين منها وتستبعدين ‏ 
وقوعها من هذا القبيل. 

ولا تحزني ولا تخافي من التهمة والفضيحة والتعيير والتشنيع؛ إذ لابنك 
خصائص ومعجزات رفعت عنك جميع ما يعيبك ويشينك؛ إذ لا يشتبه على دي عقل 
إن ولد الزنا لا يتصف بأمثال هذه الخصائل والخوارق #و» من جملتها أنه طيُعَلْمْهُ4 
من لدنه بلا تعليم أحد «الكئات» أي: العلوم المتعلقة بالأمور الظاهرة والتدابير 
الملكية الشهادية لوَالْحِكْمَةَ» أي: العلوم الباطنة المتعلقة بالحقائق الغيبية إ4 يعلمه 
أيضًا طالتْوْرَاة© المنزل على موسى صلوات الله عليه فو ينزل عليه خاصة 
«الإنجيل» [آل عمران:48] من عندہ. 

إو بعد إنزال الإنجيل يرسله «رَسُولاً إِلَى بَنِي إشْرّائيل4 يدعوهم إلى طريق 
الحق ويهديهم إلى صراط مستقيم» ويؤيده بالآيات الساطعة والمعجزات الباهرة 
الظاهرة من يده الدالة على تصديقه إلى حيث يقول: طأَنْي4 بامر ربي قَذ جنتكم 
اہ دالة على نبوتي ورسالة نازلة #يّن ربَكُمْ4 وهي «أَنِي الى اصور وأقدر 





276 سورة ال عمران 


ہس ا ا کور ےل 
«لكم» بين أيديكم بإقدار الله إياي همَنَ الطين) الجماد صورة كهينة) كصورة 
«الطّير4 ومثاله جمادًا بللا حس وحركة (نانئمْ فیه4 أی: فی ذلك المثال فافیکونں 
طیزا 4 حبوانا طيارًا مثل سائر الطيورء ذلك ادير وانخ يصير مصادز مني «بإن الي 
بقدرته وإرادته فو کذا «أبْرىُ الأكمة4 المكفوف العينين «وَالأبْرض» الذي لا 
يرجى برؤهما و4 أعظم ن جم ذلك أن «أخبي المؤتى4 القديمة كل ذلك طبإدنِ 
اله وقدرته وإرادته» فهو إجمالاً لا إطلاع لكم على لميته بعد وقوعها أيضًا «وَ» مما 
لكم إطلاع عليه بعد وقوعه [انینگم) احبر کم «بمًا تَأُكُنُونَ4 من الطعام والفواكه وما 
تذخرون) منھا في يُوبكُم إن في ذَلِكَ4 المذكور من المعجزات والخوارق التي ما 
جاء به أحد «لآية4 ظاهرة دالة على نبوتي ورسالتي ولک4 لإهدائكم «إن كنم 
مُؤْمِئِينَ4 [آل عمران:49] بالله وإرسال الرسل وإنزال الكتب. 
9و4 مع هذه الآيات والمعجزات الظاهرة الباهرة جنتكم طمُصَدَّقَاً لما بين يَدَيْ 

مِنَ النَورَاةِ4 المنزل على موسى - صلوات الرحمن عليه - بل على جميع الكتب 
لمن له على الا نبياء الماضين - صلوات الله عليهم أجمعين - وأديانهم وشرائعهم؛ إذ 
من جملة أمارات النبوة تصديق الآنساء الذين مضوا من قبله [ؤ) جثتكم أيضا طلأجل 
لم في دینکم: > وملتكم المنزلة من عند الله على طبَعْض الْلِي حُرَءَ عَلَيكُنْ4 في 
الأديان الماضية؛ إذ من سنته سبحانه نسخ بعض الأديان ببعضء وإن كان الكل نازل 
من عنده» ولمية أمر النسخ ما مر في سورة البقرة في قوله: ما تنخ من ية [البقرة: 
6 و4 الحاصل أني کم بآیةی4 قاطعة ساطعة تن زنک دالة على توحيده 
سحانہة أفردها من عنذه باقتبار أن كل واحد من المذكورات يڪفي لثبوت نبوته؛ 
وبعدما ظهر منه الكل فاقوا اللة أي: فاحذروا الله من غضبه ألا تؤمنوا بعد وضوح 
الدلائل لوَأطِيعُونِ»4 [آل عمران: :0] في جميع ما جثت به من عنده سبحاته. 


$ پان ال اه رد سو مس لد می گی یش : 
ملکتم کال من آنصسارعۃ ال اف 16ے الحَوا رش ے مَْاضکاز اقو تنا ارا 
206 تک سے شی واَتیعت از ےنت کے 


آلکہریت 2 22و و اكيت © 1 آل عمران: 0 


14 














م ورة آل عمران 277 


ؤإنَّ اللہ المصلح المدبر لحالي وحالكم ظرَبي وَرَبُكُمْ# أحسن تربيتي بفضله 
ولطفه وتربيتكم بأن أرساني الا وإذا سمعتم ما جئت به وأطعتم بمضمونه 
ظفَاغِبْدُو پچ حتى تعرفوه واعلموا أن هذا أي: العبادة والإيمان #صِرَاطً مُسْتَقَي 4 
[آل عمران:51] إلى اليقين والعرقانء فعليكم أن تسلكوه على الوجه الذي أمرتم بهء 
والله المستعان» يوصلكم إلى غاية متمناكم» ونهاية مقصدكم ومرماكم. 

فلم أخش عیسى | ي شعر وأدرك ينور النبوة نم الكفر) وعدم تأثرهم 
بالمعجزات الظاهرة والآيات الباهرة نال مستفسرًا مستبشوًاء إظهارًا للمحبة معهم 
اختبارًا لهم على مقتضى وفق النبوة من أنصاري) في إهداء المضلين «إِلَى» سبيل 
الچ ينصرني ويعينتي عليه؟ قال الحَوَاریُونچ أى: الجماعة من أصحابه المنسوبة 
إلى الحور الذي هو البياض؛ لصفاء قلوبهم وعقائدهم عن كدورة النفاق والشقاق. 
وخلوص طويتهم بالوفاق: لحن أنصار4 رسول اله ننصرك بقدر وسعنا وطاقتنا 
فى إجراء أحكام الله وتنفيذ أوامره؛ لأنا #آمَنًا اللو المرسل للرسلء المنزل الكتب 
بتبليغك إيانا «وَاشْهَذْ» أيها الداعى للخلق إلى الحق لنا يوم العرض الأكبر عند الملك 
المقتدر طإبأنا4 مع إیماننا وإخلاصنا فيه طمُسْلِمُونَ4 [آل عمران:52] منقادون مطيعون 
لما جئت به من عند ربنا لإصلاح حالنا. 

ثم لما اعترفوا بالإیمان بالله وبنصرة رسوله المبلغ لأحكامه» وأشهدوا على 
إيمانه وإسلامهم» ناجوا مع الله مخبتين مخلصين في سرهم حيث قالوا:ظرَبْنَا4 يا من 
ربانا بإرسال الرسل وإنزال الکتب إآمنا» بتوفيقك وبإرشاد رسلك #بما أَنزَلْتَ) من 
الكتاب المبين لأحكامك المنبهة المتعلقة لتوحيدك «وَ» مع الإيمان به اتبغتًا) في 
امتثال ما أمرت له فيه «الوْسُولَ4 المنزل عليهء المتمثل بجميع أوامره الموصلة إلى 
الكشف والشهود ظفَاكْتبنا4 بفضلك مع الشَاهِدِينَ» [آل عمران:53] الذين لا 
يشهدون في الوجود سوى شمس ذاتك وتجلياتها. 

لوَمَكَرُوافُ احتالوا؛ أي: الكافرون المحسوسون بالكفر في قتل عيسى اكت بأن 
وكلوا عليه من يقتله غيلة لوَمَكَرَ الله معهم في إنجائه ورفعه إلى السماء» وإلقاء شبهه 
على من اغتال عليه حتى قتل مجانًا على مظنة أنه هوء مع أنه رفع إلى السماء «واللة4© 
المنتقم عن من ظلم لأجل من ظلم خير المَاكِرِينَ» [آل عمران:54] أي: أقوى 
المحتالين لمن اغتال عليه لقتله. 





28 , سورة آل عمران 





8 إذ قال ام لوس إن مُتوَفیلک وَرَافَمكَ اع وَمهَ ھ2 د دک الین سکرو 
وجامل الین یکول فو اایت کرو ای بوو اتی ؟ م رک مَرَجِمُحکم نَا سکم 
ینک ا فيه لفوت اع اما ار مروا عَم عدا کیا فا 
اة 920 :زو وان ال ۲ا منوا و الک لحلتِ فوقوم 


جورم و لا ب الط )درك توء ع من ایت لر الور © ¢ 
[ال عمران:08-00]. ظ 


اذكر يا أكمل الرسل «إإِذْ قَال اللة4 إعلامًا لعيسى 9 حين هموا بقتله وعينوا 
من اغتال عليه وهو غافل عن كيدهم: ا عيسى إني» بغلبة لاهوتيني عليك 
«متَوفيك4 مصفيك عن ناسوتيتك المانعة عن الوصول إلى مقر العز و4 بعد 
تصفيتك عن كدورة ناسوتيتك رافك( بعد ارتفاع موانعك لإي إذ لا مرجع لك 
غيري و بعد رفعك طمُطهَرْكَ ومزكيك ظمِنَ4 حجاب طالْذِينَ كَفَرُوا4 ستروا 
بغيوب أنانيتك الباطلة شمس الذات الظاهرة على جميع الذرات 439 إنى بعد رفعك 
إل «جَاعِل الِّين4 أمنوا بك و «اتبغوك) في جميع ما جثت به لإصلاح ام ) 
مرف الّْذِينَ كَفرُوا4 أي: أعلى رتبة وأشرف منزلة ومكانة إلى يَوْءِ القِيَامَة بحيث 
ضري عَلَيهِمْ اللَلهُ وَالْمَسَكَتَهُ وبَاءُوا بعْضَب من اللو4 [البقرة 3 ولهم عذاب أليم. 


وبعد ظهور عيسى 5 لم يتفق غلبة اليهود أصلأء بل کانوا منکوبین منکوسین 
دائما إلى الآن (ثم) قال سبحانه بلسان التوحید على وجه التنبيه لعيسى ولمن-آمن له 
ولمن أنكر عليه وكفر: (إلي مَرْجِمْكُم4 جميعًا في النشأة الأخرى أيها المختلفون في 
أمر الدين والإطاعة والإيمان والكفر في النشأة الأولى فاكم یتگم) بعد رجوعكم 
إل «فيما كُسْم فيه تَخْتَلِقُونَ4 [آل عمران: :5] على مقتضى علمي وإرادتي. 
ثم فصل سبحانه حکمه بقوله: تام الْذِينَ كَفْرْواة ستروا سبیل الحق الظاھر 
عن مشكاة النبوة والرسالة؛ عنادًا واستكيازاء وكذبوا الانبیاء وأنكروا ما جاءوا من 
الأحكام والمواعظ والحكم والعبر وأصروا عليها ابم عَذَابَا شَدِيدَا أطردهم 
وأبعدهم «في الدُنْيَا4 بالمذلة والصغار والإجلاء وضرب الجزية و4 ني «الآخرة» 
. بجھنم البعد والخذلانء وسعير الطرد والحرمان 9وَمَا لَهُم4 يعد ظهور|الدين الناس 


۴ 











سورة ال عمرات 279 
كا سس سس 


للأديان الماضية «مّن نَاصِرِينَ» [آل عمران:56] من الأنبياء الذين يدعون الإيمان بھم؛ 
بالناسخ. ٣‏ 
هوَأَمَا الْدِينَ آمَئُوا4 بالدين الناسخ والكتاب الناسخ» واتبعوا النبي الذي جاء به 
من عند ربه لوَعَمِلُوا الضالحات4 المأمورة فيه؛ انقيادًا وامتنانا ظفَيْوَفِيهمْ4 أي: في 
النشأة الأخرى فأَجُورَهُم4 أي: یوفی علیھم أجور أعمالھم باضعاف ما عملوا؛ تفضلا 
عليهم بمحبة الله إياهم سب اميثال أوامره وإطاعة رسله «إواللة الهادي للعباد طلا 
حت الظَالِمِينَ» [آل عمران:57] الخارجين عن حدوده المنزلة على رسله؛ المكاشفين 
تحقيق توحيده» وما يحصل لهم الظلم والخروج إلا بمتابعة عقولهم السخيفة بظلام 
الوهم المضل عن الطريق المستبين. کم 
دِذْلِكَ4 المذكور من نبأ عيسى ا89 وغيره الذي هنَثْلُوهُ عليك4 يا أكمل الرسل 
مع كونك خخالي الذهن عنه ولم تتعلم من معلم بشري» والحال أنك أمی؛ إنما هي فإمِنْ 
باتک المنزلة عليك من عندنا الدالة على نبوتك ورسالتك «إق» من طالذّكْر الحكيم) 
[آل عمران:58] الكلام المجيد المحكم المشتمل على الحكم المتقنة والأحكام المبرمة 
الصادرة عن محض الحكمة: لا يأتيه الباطل ولا يقربه النسخ والتبديل. | 
ؤ رر ر او ا رٹ رو وس کے ےہ reg‏ کا 
$ کمک سی عِنة اق كَمَكَلٍ ادم لکد ن رای مال کک يکود 
fes e e 20 1‏ ی رک کر نے ضع ام lT‏ 
الین یك کک نادار ممح حَجَكَ ويه من بعد مَاجاء 5 من الأو فقل تعالوا 
تلم ابش اکا اسا ھکر سای وناک اشا اشک ف تہ جل لتت اہ 
سر مع سے سے سے مر خر مر م ر سرس اي اب مص سے اور ع ار 
علّالحكتؤزبيت ()إ ہٰذا ٹھو الم الحَیٰ وما من له إلا مه ويك اله هو َير 
سكيم © کین روا وهای لمغری 4 [آل عمران:3-09 6]. 
ْ ثم قال سبعحانه: وان مَقَل عِيسَى # أي: شأنه وقصته الغريبة الخارقة للعاد وهي 
وجوده بلا أب ظعِندَ الله كَمَقَل4 كشأن «آدَم4 في إبداعه سبحانه وإيجاده؛ بل قصة ادم 
. جماد ئم قال لَه كُن» بشِرًا حیا هِقَيكُونُ4 [آل عمران:59] بالفور حيوانا ذا حس 
وحركة إرادية وإدراك وفهم. . 


هل 
2 
k‏ 
5 
3 
أ 





280 سسورة آل عمران ٤‏ 
2302300002 سسسكورة ال عمراق 0 
هذا الكتاب المتلو عليك يا أكمل الرسل هو «الخق» المطابق للواقع؛ النازل 


إليك؛ لتأييدك ونصرك في دعواك الرسالة من رَبك فلا تكن »4 في حقيته ين 
المُمترین 4 [آل عمران:60] لشاكين بمقتضى عقولهم السخيفة. 

فمن خاجك 4 جادلك وخاصمك «فيه4 أى: ذ في فى أمر عيسى وشأنه من 
اانصاری فمِنْ بَغدِ ما جَاءك من الجلم) المستنبط من الكتاب المنزل من عندناء المبين 
لشأنه وإيجاده بلا أب ظفَمُل»4 لهم حين خاصموك «تعَالؤا» هلموا أيها المجادلون 
المعو ن ابنية عيسى لله المفرطون في أمره «نَذع امنا و راء وَيُسَاءَنَا وَيْسَاءَكُمْ 
َأنفْسنا وَلْسكُمْ» ونجتمع بعد ذلك في مجمع عظيم (نع م تبتهل » أي: نتباهل بأن 
يتضرع ويدعو كل منا ومنكم إلى الله (ِفْتَجْعل لَغنة الله عَلَى الكَاؤيينَ» (آل عمران: 
۵۱ء حتی یظھر الصادق من الکاذب: ویتمیز الحق عن الباطل. 

روي أنهم لما دعوا إلى المباهلةء قالوا: حتى ننظر ونتأمل» ٠‏ فلما خلوا مع 
رأيهم قالوا: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: والله. لقد عرفتم أنه هو النبي امو في 
كتابكم؛ ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحيكم: ٠‏ والله. ما باهل قوم نبيًا إلا هلكواء فإن 
أبيتم إلا إلف دينكم» فوادعوا الرجل وانصرفوا. 

فأتوا رسول الله #۶ وقد غدا محتضنًا الحسين؛ آخذا بيد الحسن» وفاطمة تمشی 
خلقه. وعلى خلقها وهو يقول: «إذا أنا دعوت فأَنواہ<'' فقال أسقفهى: يا معشر 
النصارى إني لأرى وجومًا لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله» فلا تباهلوا 
فتهلكواء فأذعنوا للرسول ك3 وبذلوا الجزية ألفي حُلة حمراء وثلاثين درعًا من حديد. 
فقال 3: «والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي 
نارّاء ولاستأصل الله نجران؛ وأهله حتى الطير على الشجر»”. 

قل لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا: إن هدا المذكور من نبأ عيسى ومريم 
عليهما السلام لهو المَصَصٌ الحَقٌ» المطابق للواقع وہ لا تكفروا بابنية عيسى لله 
وزوجية مريم؛ ولا تقولوا بالتثليث والأقانيم؛ إذ ما من لهم معبود بالحق في الوجوة 
را الة) الواحد الأحد الصمد الذي لَم يَلِدْ وَلَمْ يُولّذ» الإخلاص :3] رلم يتخذ , 





)1( أخر جه أبو نعيم في «دلاثل البوةه (284/1), ' 
(2) أخرجه ابن أبي شيبة (426/7 ٠‏ رقم 37014). 











سور ا 


صاحة ولا ولدًا طوَإِنَّ اله الحق الحقيق بالحقية المتصف بالديمومية؛ 
المتحد بالقيومية لهو العَزِيزُ# الغالب القادرء القاهر للأغيار مطلقًا الحَكِيمُ» [آل 
عمران:62] في إظهارها على مقتضى إرادته واختياره. 

طفن تولَوْا4 أعرضوا عن الحق بعدما ظهر دلائله وشواهده» أعرض عنهم ولا 
تجادل معهم ون اله المنتقم لمن أعرض عن سبيله طعَلِيمَ بِالْمُفَيِدِينَ» [آل 
عمران:63] الذين يفسدون في الأرض بإفساد عقائد ضعفاء العباد بالإعراض عن طريق 
الحقء والإلحاد عن الصراط المستقيم. 


له ر e 2 e‏ سے سر س ا رر ص 2 ہم ور یہ سے ہے 
9 قل يتآهلٌ الكتب تَمَالوا إل لمر سوام بيا وب ألا بد الا الله دلا 


کرک ہو کا وید ہم ابص يها من ون اهن كوا مووا ادوا با 
تشيئورت © با لكب لم حجرت ف إرَهِم وما أت التورة 
لانيل إل ن بدو اک تنقؤزت (©) کان ملک حم یا گم و 
ا لہ اہ یما س کم ہی عا وان یش کم واش کا تو لچ [آل عمران: 


.]6 6-4 


ٹل لهم يا أكمل الرسل إمحاضًا للنصح كلانًا صادرًا عن لسان الحكمة 
والتوحيدء خاليًا عن وصمة الغفلة والتقليد: ظيّا أل الكِتاب» الذين يدعون الإيمات 
بتوحید الله وكتبه ورسله طتَعَالَوَا هلموا نتفق ونرجع «إلى كَلْمَةِ حق صحيحة 
٠‏ (صواء) حقیتها وصحتها ټیننا وټينكم) مسلمة ثبوتها عندنا وعندکم بلا خلاف منا 
ومنکم؛ وهي الا عبد إلا الله المعبو د بحق» المستحق للعبادة بالأصالة ولا شرك 
ب فى عبادته يا من مصنوعاته و أيضًا طلا يَجِدَ بَْضْنًا بَغضاً آزبابً) واجب 
الاطاعة والانقياد من دون الله» المتوحد بالألوهية» المنفرد بالمعبودية» وإن قبلوا ما 
قلت لهم عليه وانقادوا وأطاعوا فقد آمنوا طفن تُوَلَوْا أعرضوا عن الكلمة الحقة 
المسلمة المتفقة عليها طفَقُونُوا4 إلزامًا “وتبكيئًا ظِاشْهَدُوا» أيها المنكرون الكافرون 
بائ لا انتم هِمُسْلِمُونَ4 [آل عمران:64] موحدون.؛ مؤمنونء منقادون. 

ثم قل لهم إلزائا: يا أَهْلَ الكتاب لِم تُحَاجُونَ» وتجادلون طفِي4 شان 
«إنراجيم» بأنه يهودي أو نصراني #ق» الحال أنه «إما أَنزِلْتِ التُوْرَاةُ» المبيّن لليهودية 


282 سورة آل عمسران ' 


سے ااا سس ر ا کک 
«والإنجيل» المبيّن للنصرانية ڈالا من بَعْدِو بمدة متطاولة افلا تَعْقِلُونَ4 [آل 
عمران: 5 6] أنتم أيها الكافرون المكابرون فى هذه الدعوى. 

ها اش أيها الحمقى العميان في أمور الدين لهَؤلاء4 الضالون المصرون 
على الكفر والعناد طحَاجَجْتُم4 جادلتم طفِيمًا لَكُم به عِلْمْ4 مذكور مثبت في كتابكم 
من بعثة سيدنا محمد و وأوصافه فتغير ونه وتححرفونه عناذا بعدما ظهر عندكم حقيته 
«إفلع تُحَاجُونَ فيما لبس لَكْم به عِلَمْ4 مثبت مذكور في كتابكم من يهودية إبراهيم 
ونصرانيته. ترون وتنسبون إلى کتایکم ما لم یذکر فمه ؟ مكابرة وعناذا و اسم 
ارد آل عم اذ وا رن می نا رخ یہ 


ماگ لکوم چوک دک تایا وکو یکت ییا شترا ما56 ون ال کر 
(2 اک اد اہ ہڑ ھم تل ابس رکدا ای واکڑیے امنأ وأقد لزنن (0) 
وَدَت طَايِمَة د من ال الکسب لو وروما اوت ]لا سهم رما عزوت 3 
کے کے کات الو أده مم گا انامز الكتب بن شر 


الح بالطل وتکٹمون ا ج أدص تعلمونٌ 2 [آل عمران:71-67]. 

ثم قال سبحانه: ما كان إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًا لأن موسى إنما جاء بعده بألف سنة 
ٹڑؤلا نضزانٹا4 لآن عیسی 8 إنما جاء بعده بألفي سنة وَلَكِن كَانَ حَتِيفًا4 مائلاً عن 
إفراط اليهود والنصارى في عزير وعيسى وتفريطهم في إنكار سيدنا محمد # 
ومُسْلِمَاف منقادًا معتدلأء مستويًا على صراط التوحيد ظوَمَا كَانَ مِنَ المُشْركِينَ» [آل 
عمران:67] الضالين عن طريق الحق بنسبة الحوادث إلی'الأسباب والوسائل. 

إن اوی الاس پإنْرامیم4 وأقربهم دیناء وأولاهم محيه ومودة طنَلَذِينَ ام ابو 
من أمته. وندينوا بدينه؛ وامتثلوا بما جاء به من عند ريه [وَعَدًا الي المبعوث من 
شيعته المنتسب إلى ملته؛ المنشعب من أهل بيته وزمرته ظوَالْذِينَ آمَنُوا4 بهذا النبيء 
ويما جاء به من الكتاب الناسخ للكتب السالفة» المبين لطريق التوحيد الذاتي «واللة4 
الهادي لعباده إلى جادة توحيده ولي المُؤْمِنِينَ4 [آل عمران:68] الموحدين الذين 
يريدون وجه الله في جميع حالاتهم» يولي أمور دينهم بحيث لا يشة عن التوجه إليه 














سورة آل عمران 283 


مزخرفات الدني الشاغلة عن المولى. 

هوَدّت طَّائفَةَ مَنْ اهل الكئاب) لخباثة نفوسهم وبغضهم المرتكز في قلوبهم؛ 
حسدًا لظهور دين الإسلام «لَ يُضِلُوتَكُمِ4 أي: يضلونكم ويحرفونكم عن جادة 
الشريعة وسبیل الإيمان والتوحيد.ٍ نزلت فی الیھود لما دعوا حُذيفة وعمارًا ومعاذا إلى 
اليهودية ظوٌ»#الحال أنهم ما يلود بهذا الضلال طلا أَنفُسَهُمْ4 لتضعيف العذاب 
عليهم بسبب هذا الإضلال ظوَ» هم لاما يَفْعْرُونَ4 [آل عمران:69] بهذا الضرر 
والتكال. 

پیا أل الكتاب4 المدعين الإيمان بموسى وعيسى - عليهما السلام - 
والتصدیق بكتابهما «لِع تَكْفْرُونَ بَآیاتِ الله المنزلة فيهما الناطقة على بعثة سيدنا 
محمد قڈ هوآئٹم تَذْهَدُوهَ4 [آل عمران:70] فيهما أوصافه ونعوته» وتنتظرون إلى 
ظھورہ وبعثتہ وبعدما ظهر وبُعثء لِم أنكرتم عليه عنادًاء وكفرتم استكبارًا؟ ومع ذلك 
غيرتم وحرفتم كتابكم ظلمًا وزورا. 

يا آهل الكتاب) المحرفين لكتاب الله لِم تشون الح الظاهر الین 
المكشوف المنزل من عند الله «بالْبَاطِل4 المموه المزخرف المفترى من عند أنفسكم 
ونَككُمُون الحَقّ4 الذي هو بعثة سيدنا محمد اكش إو الحال أنكم انش تُعْلمُونگہ4 
[آل عمران:71] حقيته في نفوسكم ولا تظهرونه؛ حسذًا وبغیا. 


وقالت طايه ا دعل ٣‏ يت ا وَج الها 
ارو ميزه لمهم ہی © وک زرالا لس تی ا 
٠‏ يت اديا eI‏ م فة افر داويه ® 
عدم (5) تخت کیہ من یکا واه ذو تضاير © ) [آل عمران:72- 


[74 





رپ من غایة حسدھم ونهاية بغضهم أنهم احتالوا واستخدعوا لإضلال 
المسلمين خيث طقَالَت طَائِفَةٌ : من آهل الكتاب) لأصحابه و جلسائه على وجه الحيل 
و المخادعة: «آمِنُوا4 استهزاءً وتسفيهًا <بالّذي» يدعون أنه انز ل عليه موافقة 9عَلَى 
اليب آمَتُوا به لإوَجْة النْهَارِ4 أئ: أول يدو النهار؛ ليفرحوا ویسروا بموافقتكم إياه 
«واقزرا آخِرَهُ4 أي: اتركوه وأنكروا عليه في آخر النهارء معللين بأنا لم نجد محمدًا 


اام ا 
2 


284 سورة آل عبر بن 
أ سس 
على الو صف الذي ذكر في كتابنا؛ ليترددوا ويضطربوا ہمخالفتکم افعلوا كذلك داثما : 


دِلَمَلّْهُمْ يَرْجِعُونَ4 [آل عمران:72] رجاء أن يرجعوا عن دينهم وإيمانهم. ۱‪ 
وولا تَؤْمِنُوا4 2 يا تخلصم ا حن صميم القلس» ولا تظهروا تصدیقکم را ۱ 
لمن : بع ډینکم) ص إخوانكم وأصحابكم المتدینین بكب" ن آبائکم وأسلافكم «قل4 لهم 
يا أكمل الرسل ردًا لمخادعتهم ودفعًا لحيلتهم كلامًا ناشئًا عن مسحض الحكمة: إن 
الهذى الموصل إلى سواء السبیل إھُذی الو الهادي لعباده» يهدي من يشاء إلى 
طريق تو -حیكه» ویٔضل عله من يشاء. وإنما دبردم وخادعتم أن يُؤْنَى # أي: لذن بڑنى 
«أحَدٌ 0 ما تيم » من الكفر والإنكار تمحمل اؤ يُحَاجْوكُنْ4 أي: يغلبوكم 
بهذا الخداع والتذبير #عند رَبَكُمْ 4 على زعمكم الفاسد واعتقادكم الباطل «قل» يأ 
أكمل الرسل: لا تغتروا بمزخرفات عقولكمء ولا تطمئنوا بمقتضياتها؛ إذ هو قاصر عن 
المعرفة خصوضا عند تزاحم الوهمء بل (إِنْ الفُضل4 والهداية هبيَدٍ الل بقدرته 
ومشئتہ «يُؤْئيه من يَشْاءُ4 را معاينة العقل ودصر نه ۋوالة4 الهادي لعياده ؤوَاسِمْ 4 
في فضله وهدايته. لا حير لطريق إلهامه وعلمه لِعَلِيمْ4 1 عمران 7 باستعدادات 
عباده؛ يوصل كلا منهم إلى توحيده بطريق يناسب استعداده. 7 
بل ظبَخْتَشض برخمته 4 الواسعة الشاملة لجميع الفضائل والكمالات ومن يشا 
م خلص عباده؛ تفضلا عليه من عنده من استعداداتهم ما لا يدرك غوره» ولا يكتنه 
طوره «ؤاللة4 المتجلي بجميع الكمالات «دُو المَضْل العظیم4 [آل عمران:74] 
واللطف الجسیم على بعضص مظاعرہ ص الأنبياء والأولياء الذين فنيت م البشرية 
بالكلية في بحر الوحدة وتجردوا عن جلبابها بالمرة. 
9 ٭ ین اصل ان یتب مان تام مه ار یتوه تيك 
بورك | مَادمّت عَلیمو کاپعا يك پاتھ ح 5اا ی میک ن ای rs‏ 
ان الكزب وك يتوت ظز ايل من آوق ہمیدوہ وا واد کی کے ال 3 1 1 
ألْذِنَ يَنْرُوتَ سَهَرَافَه و ويم تعيوم تن جا کک حا تج الأيدروة ےت 
اه وَلا نظ تيو ليق واس تسمه و معدا سم آل آل عمران :70 


.]77- 









7 مورة آل عمران 285 
< اا .٣س‏ تس ح۔۔ اا اا 0 


او من تفاوت الاستعدادات» واختلاف القابليات الفطرية ترى ظمِنْ أَهْلٍ 
الاب مر إن أن ثقة عليه واعتمادا له بقنطًار مال كثير مفضل مخزون هيده 
: إلَيك»4 على الوجه الذى اتتمنت عليه بلا تغيير وخيانة؛ لصفاء فطرته وحسن استعداده 
<< وقابليته هوَمئْهُم من إن تَأْمَْهُ بدِيئار» أو أقل طلا يوَدِه ليك لخباثة طينته وقبح قابليته 
إلا مَا دمت عَلَيهِ قَائِمَاك دائمًا مطالبًا أمانتك منه على وجه الإلحاح والإتمام نزلت 
فی عبد الله بن سلام حين استودعه قريشي ألما ومائتي أوقية ذهباء فأداه إليه 
وفنخاص بن عاذوراء استودعه أيضًا قريشي آخر دیناراء أتكر عليه وجحدء مع اتفاقهما 
في الكفر والضلالء وانهماكهما في الإصرار والفساد. 

ذلك أي: ترك البعض اليهودي «بأئهم بسبب أنهم استحلوا مال من ليس 
على دينهم الوا ليس) في كتابنا المنزل طِعَلَينَا4 من ربنا طإفي4 حق طَالْأَميِينَ 
صبيل 4 أي: طريق معاتبة ومؤاخذة؛ لأنهم لیسوا من أھل الکتاب فو هم بهذا القول 
ِتَقُولُوَ4 ويفترون طِعَلَى الله الكَذِتٌَ لأنه ليس في كتابهم هذا الباطل بل يفترونه 
عنادًا «وَهُمْ» أيضًا طِيَعْلِمُونَ [آل عمران:75] أنه افتراء منهم» وعن النبي ل آنه قال 
عند نزول هذه الآية: «كذب أعداء اللهء ما من شيء في الجاهلية إلا هو تحت قدمي إلا 
الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر . 

ˆ طبَل یچ للحق سبيل معاتبة وانتقام معهم في حق كل واحد من عباده على أي 
دين كان وملة كانت إذا صدر عنهم التعدي إلا طمن أَوْفى »4 منهم «بِعَهْدِه4 الذى عهد 
مع اللہ ومع عباده ظوَائَهَى4 من غضب الله بعدم الوفاء» فهو من المحبوبين عند الله 
ن الله يُحِبُ المُئّقِينَ4 [آل عمران:76] ويرضى عنهم» يوفيهم أجورهم؛ ويزيدهم 










ثم قال سبحانه: إن الَذِينَ سرود يستبدلون عه اله الذي عهدوا مع 
رسوله 9وَأَئْمَانِهْ» المغلظة الصادرة منهم على وفائه» كقولهم: والله ليؤمنن به 
ولينصرنه 8تثَمَنًا فَلِيلاً» من متاع الدنياء مثل: أخذ الرشاوى وإبقاء الرتاسة أؤليك) 
المستبدلون الخاسرون هم الذين «لآ خَلاق4 لا نصيب ولا حظ طِلَهُمْ في النشاة 
«الآخرَةِ4 التى هي دار الوصول والقرار ولا يُكَلّمُهُمْ اللة# تكليمه من استخلفه عن 


ر1 ذكره ابن أبي حاتم فی تفسیرہ (297/13). 


286 سسسورۃة آل عمسران ) 





مقتضيات جميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا «إولآ ينظ إِلَيهمْ يَوْمَ القِياقةي بنظر 
الرحمة حتى ينعكس بروق أنو ار الوحدة الذاتية المتلألئة المشعشعة من عالم العماء 
التي هي السواد الأعظم المشار إليه في الحديث النبوي - صلوات الله على قائله - 
على مراتي قلوبهم ولا يُرْكِيِهِمْ4 ولا يثني عليهم ولا يلتفت إليهم حين ثنائه. 

والتفاته علی خلٛص عباده المستصقلين مرايا قلوبهم عن صداء الالتفات إلى 
الغير مطلمًا؛ لينعكس فيها أشعة التجليات الجمالية والجلالية اللطفية والقهرية» حتى 
تعتدلوا وتستقيموا على الصراط المستقيم الذي هو صراط توحيد الله طوََهُع 4 في تلك 
الحالة «عَذَابٌ» طرد وخذلان «ألِيم4 [آل عمران:77] مؤلم لا إيلام أعظم منه؛ إذ 
حرمان الوصول إلى غاية ما يترتب على الوجود والحصول من أشد المؤلمات 
والمؤذيات. 

نعوذ بالله من غضب الله لا حول إلا بالله. 


لن مِنهم ریا یلو الَي نتر پالیتپ لِتَحْسبْوة م الڪ كي ماه 
وت التپ ویٹولوںَ هُوَمِنْ ند الو وَمَا هُو مِنْ ند الله ویٹولونَ عَلَ أو الْكَزْبَ 
وم یلعو 9 مان لر ان بی آل التب الم ابو شم يمول نكاس 
كوأ عاد ى ادن الو لی یکا رب بماکُٹز مود الككب وَيِمَاهْسٌْ 


کی مق KE‏ ان نوا للهك والٹین بايا ایامرہم پانکغر بعد إد مم 
سرد [آل عمران:80-78]. 


7 منْهُم) لخاية بغضهم وعداوتهم مع النبي 4 لفريقًا» جماعة وفنة من 
المحرفين الذين يحرفون اسمه ونعته فی التوراۃ يقصدون تشهير المحرف وترويجه 
على ضعفاء العوام؛ إضلالاً لهم حيث يلون يطلقون (آليتتهُم4 بالمحرف 
إطلاقهم [بالككاب لِتخسَبوة4 أي: ليظن السامعون أنه هِمِنَ الكتَابٍ وي الحال أنه قا 
هُوَ مِنَ الكتّاب4 المنزل لا نضا ولا أخذًا ولا تأويلاً إو مع ذلك يفترون (َقُولُونَ 
ہُو المحرّف منزل لمن عِندٍ اله و الحال أنه ما هو مِنْ ِن ال بل من تسٗویلات _ 
نموسهم الخبيثة» والباعث عليها أهويتهم الباطلة من حب الجاه والرتاسة «وَ4 .لترويج 





باع 


أباطيلهم (ِيَقُولُونَ»4 فيه ينسبون (عَلَى اله الكب) افتراء و في ضمائرهم . 








5 |(« 78 26۔۱ ۔ 








سورة آل عمران 287 


وبواطنهم يَعْلمُونَ» [آل عمران:78] يقمنًا أنه فرية صدرت علهم؛ مکابرۃ وعناذا. 

ومع ادعائهم اللإيمان والتوحيد والكتاب والرسل» وحصرهم الدين والشريعة 
على دينهم وشرعهم؛ لم يتفطنوا ولم يعلموا أن البشر وإن أرسل وأنزل وخصص 
بفضائل جليلة وخصائل جميلة» لكن لا ينسلخ عن لوازم البشرية مطلقاء حتى يتصف 
بالألوهيةء بل لا يزال العبد عبدًا والرب ربًا. 

غاية ما فى الباب أن الأشخاص البشرية في التجريد عن لوازمها تتفاوت» فمن 
كان تجريده أكثر كان إلى الله أقرب» وإلى الفناء أميل: وإلى البقاء أشوقء وإلا فالسلوك 

لا ينقطع أبد الآبدين» كما قال ب في الحديث القدسي عن الله ك: «ألا طال شوق 

الأبرار إلى لقائي ۷ ما للعباد ورب الأرباب» فعيسى - صلوات الرحمن عليه - 
ارتفع قدره وعلت رتبته عند الله» وأظهر بنصر الله خوارق خلت عنها الأنبياء - عليهم 
السلام - لكن لا ينسلخ عن لوازم البشرية مطلقاء وهم يدعون انسلاخه ويعيدونه 
کعبادته سبحانه وتعالى» وينسبونه إلى الله بالبنوة - والعياذ بالله - وما قدروا الله حق 
قدری 0 ظ ٰ 

لذلك رد الله عليهم على .سبيل التنبيه والتعليم بقوله: لما كَانَ» أي: ما صح 
وجاز «الِبشْر» خطه لرسالته ونيابته أن يُؤتية الله» ينزله «الكِتّات4 المبين له الشرائع 
هوَالحُكْع» المحفوظ فيهاء المتعلق بأحوال العباد في معاشهم طوَالبْوة# المقتبسة 
منهاء المتعلقة بأحوالهم في معادهم ظثُمْ4 بعدما اصطفاہ الله واختاره بالتشريف الأتم 
الأكمل يمول إلئاس) المرسل إليهم تجبرًا واستكبارًا: ظكُونُوا عِبَادًا إِي» اعبدوني 
عبادة خاصة من دُونْ» عبادة اللو وما هي إلا شرك غليظ» كيف صدر أمثال هذه 
الهذيانات من مشكاة النبوة» تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا «وَلكِن» قولهم 
وأمرهم عليهم هو كذا: (كُونُوا4 أيها الموحدون طرَبَانتِيني4 مخلصينء ولا تكونوا 
شيطانيين مشركين «بِمَا كُكُم تُعَلّمُونَ4 أي: تعلمون أنتم من الكتاب) من أمور 
دینکم فوَہمَا كُكم تَدْرْسْونَ» [آل عمران:79] تعلمونه لغيركم من تلامذتكمء وما يأمر 
وبوحي الأنبياء إلا مثل هذا. 

.ولا یأئرکُع نبيكم إضلالاً لكم مع كونه هاديًا «أن تَجِدُوا الملائكة وَالنِينَ4 


(1) ذكره الغزالي في ألا حیاء)) (8/3). 


المرسلين لكم من عند الله بوسيلة الملائكة ظِأَرْبَابَا4 آلهة موجودين أصالة غير الله 


«أيَأمركم »4 تنود أن يأمركم النبي المرسل لهدايتكم إلى طريق التوحيد بالكفر4 
بالشرك بعد إِذْ أ نثم مُسْلِمُون4 [آل عمران:80] موحدون برسالته؛ أفلا تعقلون؟. 


EEA 7‏ لَص تا تيشم ون تپ و یک ا گے جاء جاءَڪم 

کے س و ہے شر رت ةل روز وك سج الم بر تم عل ذلك اص ری فا لوا 
تا 3 نیوا ات تک بن اي کی کر تہ کوک کیک نے 
نے وت فعير دبن الله بھی ہرگ سے ر وله کے 7 کے ہیں 
وا و ڪَرها ولو جورت 0 ءامنا بأو وما أنزْلٌ لسکا وما أل ل 
ِبررْهِيم - وإسحق وغوت ای 7 7 مومیٰ وعيسئ ) 
ولرک ون رهم لاد بين ممتهم نممو لن [آل عمران: 2 ' 
1 -184. ظ 

د اذكر يا أكمل الرسل لمن خاصمك من أهل الكتاب وقت «إذ أخَذَ الله ؛ 
المدبر لأمور عبادہ «ميثاق النْبيينَ # أي: عهودهم الوثيقةء المتعلقة بالأمثال؛ : 
والمحافظة لما» أي: الذي [آتينكم) تفضلاً عليكم من كناب مين لكم ولأمتكم 
الأاحكام الظاهرة المتعلقة بالمعاملات وَجِكمَة4 مورثة لكم ولهم الأخلاق المرضية 
الموصلة إلى التوحيد الذاتى «؛ ٹم آخذ اللہ مواثیقھم أيضًا بأنه متى ظجاءَكُن» وعلى 
اکم فإزشول4 مرسل من عندنا على التوحيد الذاتي 9مُْصَدَّقٌ لْمَا مَعَكْمْ؟ من توحيد 
الصقات والأفعال لزم بە4 أنتم؛ ولتبلغن على أمتكم أن يۋسنوا لَه وتصدقوہ }4 
لا تكتفون أنتم وأممكم بمجرد الإيمان والتصديقء بل «لَتَنَصُرْنة» فيما جاء به» وهو 
التو حيد الذاتي؛ إد مرجع جمیع الملل والنحل ال لذلك ختم بعئّہ 21 أمر الإنزال 
والإرسال. 

وبعد آخذ المواثيق فال سبحانه مستفهمًا على سبيل التقرير وتأكيدًا: 
«اأفرزئم» أيها الأنبياء | آنتم جراخنئرہ من سکم ال المتسبون إليكم (علی اليم 


العذاب والتكال؟ هِقَانُوا أَْرَرنًا4 بهد دل ومواثيقك سمغ وطاعق خنثا ایضا:من. 4 










0 سورة آل عمران 289 


) أممنا «قَال4 سبحانه: ©فَاشْهَدُوا» أي: فاحفظوا المواثيق» ولا تغفلوا عنها وات مَعَکُم 
بَنَ الشَّاجِدِينَ4 [آل عمران:81] الحاضرين المطلعين لحفظكم ووقائكم ظفَمَن تَوَلَى4 
أعرض منكم 9بَغدَ ذَّلِكَ) العهد الوثيق طفَأْلَتِكَ4 المعرضون ظِمُمْ القَاسِقُونَ4 [آل 
عمران:2 8] الخارجون عن طريق التوحيد الذاتي الجامع لجميع الطرق. 
لِأفْْيِرَ دين الله الذي هو التوحيد الذاتي طيَبعُودً تطلبون أيها المعرضون 
الفاسقون و4 الحال أن «له ال4 انقاد وتذلل من في السَمَوَات4 من أرباب 
الشهود والمكاشفات و4 من فی «الأزضٍ4 من أصحاب العلوم والمعاملات 
(طَوْعَا تحقيمًا ويقيئًا (طوَكَزهَا» تقليدًا وتخميئًا (وَإلَيِه) لا إلى غيره طيُرْجَعُونَ»[آل 
عمران:83] رجوع الظل إلى ذي ظل. ظ 
ظفل یا أكمل الرسل بلسان الجمع فإآمنًا أذعئًا وأيقئًا «إبالله» الواحد الأحد 
المتفرد بالتحقيق والوجود و4 صدتنا إإمَا أنزِل عَلَيِنَا4 من عنده من الكتاب المبين 
لتوحيده 9«وَمَا أَنزلَ» أيضًا في سالف الزمان طعَلَى» أسلافنا ؤإنْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ 
وَإسْحَاقٌ وَيَعْقُوبَ والأشباط» أولاد يعقوب وأحفاده «ق» صدقنا أيضًا اما أوتي 
مُوسَى وَعِيسَى وَالنّْيُونْ4 الموجودون الملهمون «من رَبَهِمْ»على مقتضى استعداداتهم 
لا فرق بَيْنَ أحدٍ مَنْهُع) بالإطاعة والتصديق )كيف نفرق ونخصص؛ إذ لتّخنُ4 
المتدينون بدين الله المتجلي في الآفاق ظلَهُ» باعتبار تفرده وإحاطته وظهوره في 
المظاهر كلها بأوصافه وأسمائه بلا تفاوت طمُسْلِمُودٌ» [آل عمران:84] مؤمنون 


موقنون 


















$ ون بب عر سكم ويا ن قبل مِنْدُ وَهُوٌ في لأر من َير © 
ا عبر مر ےی سم سس سے حر مچ س ی س سے اک ی ا ور اس ر ل سے سرج رر ور 
كيف يهرى الله فوما حكفروا بعد يمهم وشھدواآن الرسول حى وجاءھم القنت 
م و کے سے e‏ ا 2 سے عو می راتاق لے چ سضر سے سر ور ہے یئ سر ضر سے 
أقّهُ لا يقرى الْمَوْمَ الطَيلِمِينَ © أُوْلَتِبكَ جَرَآوْمْْ عََِهم لَمَدےة الو والمکیکو 
والگاص جود © لر فیا لا ّف نهم لداب ولاهم رود © إل آل 
تابو بعد دک وَاص تا فان الہ عَغوڈ تنم ل2ی [آل عمران:89-80]. 

: ومن يَنِتغْ4 يطلب ویتدین ظغَيْر الإشلاع4 المنزل علی خیر الأنام طدبای4 


الإسلام؛ لابتنائه على التوحيد الذاتي المسقط للإضافات والخصوصيات مطلقًا 
هو أي: المتدين بغير دين الإسلام طفي4 النشأة «طالآخِرَة وقت حصاد كل ما 
يزرعه في النشأة الأولى «مِنّ الْخَاسِرِينَ4 [آل عمران:85] خسرانا مبيئًا. 

نعتصم بك من إنزال قهرك يا ذا القوة المتين. 

تم قال سبحانه مستفهمًا مستبعذا على سبيل التوبيخ والتقريع: : (كيف یھی الا 
الهادي لعباده «قَْما كَمَرُوا بَعْدَ إيمانهم4 بوحدانية الله و بعد أن «شهدوا) أقروا 
واعترفوا وصدقوا «أنْ الرّسولَ4 المبّن لهم طريق التوحيد؛ المرشد إليه مرسل [خق) 
من عند الله صادق في دعواه ظوَ» مع ذلك طجّاءَهُمْ البَتَنَاتُ4 الدالة على صدقه. 


290 سورة ال عمرات 


فقبلوا جميعه ثم ارتدواء العياذ بالله «ؤاللة» الهادي للكل إلى سواء السبیل طلأً هبي 


القُوْمْ الظَالِمِينَ4 [آل عمران:86] الخارجين عن حدوده. 

<أْليكَ»4 الظالمون الضالون عن منهج الصدق والصواب هِجْرْاوْهُمْ4 المتفرع 
على ضلالهم مو فان عَلْيِهِمْ لغئة اللهو4 وطرده وتخذيله إياهم ثابت لهم مستقر أزلا 
وأبدًا «ؤ» لعنة طِالْمَلائِكَة4 المستغفرين للمؤمنين «و» لعنة «النّاس أَجْمَعِينَ4 [آل 
عمران:87]. 

خالدين) هولاء ([فيها) أي: في اللعنة ولوازمها من أنواع العذاب والنکال 
8] ينتظرون تخفيفه. ظ 

را الذِينَ ابوا منهم في النشأة الأولى من بُعدِ ذلك4 الارتداد والضلال 
(وأضلحُوا4 أحوالهم بالتوبة والإخلاص والاستغفار والندامة على ما صدر عنهم 
ظفَإِنَ اللہ الموفق لهم على التوبة فور يستر جرائمهم رجيم [آل عمران:89] 
مشفق يتجاوز عن زلاتهم. ) 

$ إل كموا بَمَد يوم فر تاوا کت ل قبل بے وتك هم 
اود © إن الین کوا واوا وم كماد کان تل ون تمرم تلہ الللف 
ذبا لو افتدیٰ پوء أَوْكيكَ لمر عَذًا کاٹ رع ما دكين 0ل تالا الو حى تفقوا 


ابو ومافقا انی رمد اق پو عَلِيءٌ ¢ [آل عمران:92-90]. 








- 5 li" 
. ا سے‎ 2 
. ٠ . u 1 ۰ نے ۸ ندا هذ .= اط‎ 
r اپ ہے ات‎ ۰ E 
۔. اه ا چ کے دس ھی‎ 





ا 


لم قال سبحانه: إن الّذِينْ کَفُرُوا4 ارتدواء العياذ بالله يغد إيمانهم) ثم لم 
یتوبوا لن لم يتندموا بل طازْدَادُوا كُفْرً» أو إصرارًا وعتوًا واستكبارًا لن ثفبل 
عر سے ٠‏ ص ب ہے 
تََیَثُهُمک بعدما عاندوا لوَأْوْلَئِكَ4 المعاندون المصرون ظِمُمْ الضالون» [آل عمران: 


90[ المقصورون على الضلالة فى بدء الفطرة» لا يرجى منهم الفلاح أصلاً بل: 


طن الّذِينَ كَمَرُوا» في مدة أعمارهم طوَمَانُوا و الحال أنه ظهُمْ كُمَارٌ» كما 
۱ پ+ رع +> f,‏ رر وق ,. e LS‏ 1 
كانوا لن بَقبْل مِن اَحَدِمم يَلء الأزضں دَعَبأ ولَر اقدی و“ أي: لن تقبل توبتهم 
عند الله وإن أنفق وافتدى كل واحد منهم ملء الأرض ذهب رجاء أن تقبل توبته» بل 


«أزليك؟ الهالكون في تيه الضلال ظلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيهْ» دائمًا مستمرًا ظوَمَا لَهُم من 


نَاصِرِينَ 4 [آل عمران:91] من أنواع النصر من الشفاعة والإنفاق والعمل الصالح 
توبتهم وإن أنفق كل واحد منهم ملء الأرض ذهبّاء نبه على المؤمنين طريق الإتفاق. 


وخاطبهم على وجه التأكيد والمبالغة فقال:ظطإن تَنَانُوا الب أي: لن تصلوا ولن تبلغوا 


أيها المؤمنون مرتبة الأبرار الأخيار عند الله مطلمًا طحَنّى تُنَفِقُوا امتثالاً لأمره وطلبا 
لرضاه «طمِمًا تُجِبُونَ4 أي: من أحسن ما عندكم وأكرمه طإو»اعلموا أن لما تُنَفِمُوا من 
تيء ولو حبة أو ذرة أو كلمة طيبة خالصًا لرضاه بلا شوب المنة والأذی طفَإِن الله 
المطلع لجميع أحوالكم ونياتكم طبه عَلِيمَ» [آل عمران:92] لا يغيب عن علمه شيء 


رھ سے می عر 1 8 ہے سے حر حم ع رس ےک 
<< ٭ لی السا حكن ملا لسن سيل إلا ما وم سیل ل نی وون فل 





(1) أي: بملء الأرض ذهبّاء فإن فيل نفى قبول الافتداء بوهم أن الكاقر يملك يوم القيامة من الذهب 

ما يفتدى به وهو لا يملك فيه نقيرا ولا قطميرًا فضلا عن أن يملك ملء الأرض ذهباء قلنا 

الكلام وارد على سبيل الفرض والتقدير فالذهب كناية من أعز الأشياء وكونه ملء الأرض كناية 

عن كونه في غاية الكثرة والتقدير لو أن الكافر يوم القيامة قدر على أعز الأشياء بالغا إلى غاية 

الكثرة وقدر على بذله لئيل اعز المطالب لا يقدر على أن يتوسل بذلك إلى تخليص نفسه من 

عذاب الله تعالى المقصود بيان أنهم آيسون من تخليص أنفسهم من العقاب. تفسير حقي 
٠ .)234/2(‏ 


ان مل وید ہل ما ارد تناعا نکم صروت ا کس درا عل أله 
کی تی مر 


وما 





لْكَذِبَ مِنْبَنَدِ دَيِكَ مَأَوَِْكَهُدا کشر( فل صد ام يواهم يا 
کان ما OFS‏ [آل عمران:90-93]. 
ثم لما ادعى اليهود أن ما حرم في دیننا كان حرامًا في دين إبراهيم أيضًاء وأنتم 
أيها المدعون موافقة دينكم وملتكم دين إبراهيم وملته؛ لم تحلون ما حرع في دينه؟ 
رد الله عليهم وكذبهم بقوله: كل الطْعَام) الذي به يقتات الإنسان ويتغذى 
كان جلا حلالاً لني إضراثيل إذ الأصل في الأشياء الحل ما لم يرد الشرع 
بتحريمه «إإلا ما حَرُمَ إسْرَائيلُ4 وهو يعقوب الها هعَلَى نَفْسِهِ4 على سبيل النذر بلا 
ورود الوحي؛ إذ كان له عرق النساء فنذر إن شفي لم يأكل ما هو أحب الطعام عنده 
واللذ وهو لبن الإبل ولحمه فشفيء ولم يأكل بعده منها ذلك «من قبل أن ثَُرْلَ 
التّوْرَاة4 ثم لما ظهر أنواع الخبائث والقبائح من اليهودء وحرم الله عليهم في التوراة 
طيبات أحلت لهم قبلها بسبب خبائتهم وكثافتهم؛ فإن أنكروا عليها وقالوا: لسنا أول ما 
حرم عليه هذه الأشياء المحرمة فيهاء بل حرم لمن قبلنا ونحن نقتدي بهم «قل» لهم 
إلزامًا: «فأثوا بِالنُورَاةٍ فَائْلوهَا4 على رءوس الأشهاد «إن كُكْمْ ضَادِقِينَ» [آل عمران: 
3] في دعواکم؛ وإلا فقد افتريتم على كتاب الله ما ليس فيه. 
فمن افغرى على اله الكَذب من بغي ظهور ذلك الدلیل والبرهان 
«فأؤلئك4المفترون المنهمكون في العتو والعناد ظهُمْ الظَلِمُونَ» [آل عمران:94] 
الخارجون عن مسالك التوحيدء المتمردون عن ربقة الإيمان. 
ظفل لهم يا أكمل الرسل إمحاصًا للنصح: «ضَدَق اللا) المطلع لجميع ما كان 
ويكون ألا حرمة لهذه الأشياء في دين إبراهيم كت بل أول من حرم عليهم أنتم أيها 
اليهرد. وإن أردتم استحلالها ظقَائبعُوا مِلَّ إِبْرَاهِي» التي هي الإسلام المنزل على خير 
الأنام؛ لأنه كان «حَنِيقً طاهرًا عن الخبائث والرذائل المؤدية إلى تحريم الطيبات؛ إذ 
هو على صراط التوحيد وجادة الاعتدال» بعيد عن طرفي الإفراط والتفريط المؤديان 
إلى الشرك «وَمًا كَانَ مِنَ المشركين4 [آل عمران:95] أصلاً لصفاء فطرته ونجابة 
ارت ضح وکا ای پیک ما رک یی( ف :ط2 















مم هيم ومن د حَلَمَکادَ >اینًا وَيقَعَلألنّایں جج ليت من تلع سيا سنیلا ومن کفر 
إن الله عن عن ألْمَلَمِينَ ;30 اَل اکپ لہ تکفرون رات ار یع 
صملوں ارس فل سا ای م دوت عن سیل اللو من ءامن تیو تپا عو جا وان 
ھدآ وما لفل ما مون 4 [آل عمران: 6 9-9 9]. 


ثم لما كان إبراهيم - صلوات الرحمن عليه - مستقيمًا على صراط التوحيد؛ 
مستويًا عليه ما وضع سبحانه أول معبد للموحدين إلا لأجله كما قال: إن ول نیت 
وضع للنّاس» ليعبدوا فيه الله ويتوجهوا إلى جنابه طلَلَذِي بِبَكّة4 للبيت الذي بمكة قبل 
وضع المسجد الحرام؛ قبل وضع البيت المقدس بأربعين سنةء والحال أنه وضع 
ممبَارَکائ كثير الخير والنفع لساكنيه وطائفيه» يرشدهم إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه 
ورسله <ِوَهٰدًی لَلْعَالَمي ن4 [آل عمران:94]' يوصلهم إلى التوحيد الذاتي لو كوشفوا 
بسرائر وضعه وتشريعه إذ: #فيه آياث) دلائل وشواهد بيات واضحات دالة على 
توحيد الذات منها: 8مْقَامُ إبراهيم) وهو مقام الرضا والتسليم ٹن دَخَلَك ضيمًا 
مسلمًا مفوضًا كان آمنً4” ' عن وسوسة الأنانية ودغدغة الغيرية» متصمًا بصفة الخلة 
«ولله4 أي: للوصول إلى توحيده وللتحقق بمقام عبوديته وإحسانه وجب على الاس 


حِجٌ البيِتِ» الممثل عن قلب الخليل اللائق لخلعة الخلة من اسْتطاع» منكم أيها 
الجيارى في صحارى الإمحان (إلبه سبيلاً» ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من 


(1) يقال: ا کان البيت المنسوب إليه لا تصل إليه من ناحية من نواحيه إلا بقطع المفاوز والمتاهات 
فكيف تطمع أن تصل إلى رب البيت بالهوينى دون تحمل المشقات ومفارقة الراحات؟! ویقال؛ 
لا تُعِلّق قلبك بأول بيتِ وضع لَكَ ولكن أفرذ سِدْكَ لأول حبيب آثرك؛ ويقال: : شان بين عبد 
اعتكف عند أول بيتٍ وضع له وبين عبدٍ لازم حضرة أول عزيز كان له ويقال: ازدحام الفقراء 
بهممهم حول البيت ليس بأقل من ازدحام: الطائفين بِقَدْمِهِمء فالأغنياء يزورون البيت» ويطوفون 
بِقَدَمِهِمء والفقراء يبقون عنه فيطوفون حوله بهممهم. انظر: تفسير القشيري (357/1). 

(2) فكان في الجاهلية كل من فعل جريمةء ثم لجا إليه لا يُهَاحٍ ولا يعاقب ما دام بهء وأما في الإسلام 
فإن الحرم لا يملع من الحدود ولا من القصاص؛ وقال أبو -حثيفة: الحكم باق؛ وإت من وجب 
عليه حب أو قصاص فدخل الحرم لا يهاج» ولكن يُضيّق عليه» فلا يطعم ولا يباع له حتى يخرج. 
أنظر: البحر المديد (310/1). 


لل ل ل 


أمرنا رشدًا ومن كفر) ولم يحج إنكارًا وعناذا إن اللة) المستغني في ذاته عن 
جميع مظاهره ومصنوعاته طِعَبِىُ عن العَالْمِينَ4 [ال عمران:97] لم يبال بهم 
وبعباداتھم: وإنما أظهرهم وأوجب عليهم العبادة والرجوع إلى جنابه والتوجه نحو بابه؛ 
ليتحققوا في مرتبة العبودية» ويتقرروا فيها حتى يستحقوا الخلافة والنيابة المتفرعة على 
سر الظهور والإظهار. ۱أ 

«فل» يا أكمل الرسل لمن أنكر شعائر الإسلام ؤيَا أهْلّ الكتئاب» المدعين 
للويمان بوحدانية الله لِم تَكْفُوُونَ بآیاتِ الله الدالة على توحيده المنزلة على نبيه الذي 
جاء من عنده بالتوحيد الذاتي ليكون مرسلاً إلى كافة البرايا رحمة للعالمين؟ «وَي لا 
تخافون من غضب الله وسخطه؛ إذ #الله شهيد4 مطلع حاضر ؤَعَلَى ما تَعْمَلُونَ4 آل 
عمران: 98] من الإنكار والاستكبار والتحريف والاستسرار. 

«فل يا أهْلَ الكتاب» المدعين الاتباع بالكتب والرسل المنزلة من عند اللہ لم 
تَصْدْونْ4 تصرفون وتحرفون ظعَن سَبيل الله» الذي هو دين الإسلام وهو الصراط 
المستقيم إلى صفاء الوحدة همَنْ آمن4 انقاد وتدين به ظتَبِعُونْهَا عِوَجاة حال كونكم 
طالبين أن توقعوا فيه عوجًا وانحناء وضعفا حتى يضعف اعتقاد المسلمينء ويتزلزل 
آراؤهم في أمور دينهم كما في زماننا هذا ر) الحال أنكم (أثشم شُهَدَاةْ4 مطلعون 
عن مطالعة كتبكم المنزلة من عند الله على ظهور دين الإسلام وارتفاع قدره وقدر من 
أوتي به ومع ذلك حرفتم الكتب وأنكرتم له عناذًا واستكبارًا و لا تغفلوا عن غضب 
لله وإنتقامه؛ إذ ما الة) العالم بالسرائر والخفبات يفافل عَمًا تَعْمَلون [آل عمران: 
9 ]من اليس والعتاد والتحریف والتنیر 

« تاا الین اموا إن تیم وام چاصن لذن اونا التب رکوک ند می مر 
رکف د تکفرون و واسم تس لیک ٭ایت الله وڪم رول ومن يكي بق ققد 
هدیل مط مسق CES‏ ا ان اموا انوا کے خی ا ول مو إلا وأسم 

٤‏ 8 ایوا َل اہ جیما وکا تفا اذ گرا نتت الوك اك 
عدا تین لوك هسبحم بحم پنعمتاوءإخوانا وکدم عَ كَمَاحَمرو دن الدارِقاندم یپا 
كلك بین اھ کک اجوہ لہ 4 [آل عمران:103-100]. 











رای ہہ 
اك تا ۱ 





سمسورة آل عمرات 295 


ثم لما وبخ سبحانه الكافرين القاصدين إضلال المؤمنين بما وبخ وبالغ توبيخهم 
ہما بالغ؛ أراد أن يحذر المؤمنين عن مخالطتهم وموافاتهم؛ فناداهم؛ لأنه دخل في قبول 
النصح فقال: يا أيها الَدِينَ آثوا4 وفقوا على تشريف الإيمان» مقتضى إيمانكم 
الاجتناب عن مخالطة الکفار ومؤاخاتهم وادعاء المحبة والمودة معهم؛ لأنكم «إإن 
طيوا فُريقاً من الَّذِينَ أُونُوا الكِتاب» طائعين قاصدين إطاعتهم وانقيادهم «يرْذوكم 
البتة «ِبَعْدَ إِيمَانِكُم 4 وتوحيدكم ©كَافِرِينَ4 [آل عمران:100] مشركين ما أنتم عليه في 
جاهليتكم. 

نزلت في فرقة من الأوس والخزرح كانوا يجتمعون ويتحدئون ويتناشدون؛» فمر 
على اجتماعهم شاس بن قيس البهودي» فغاظه مؤاخاتھم ومخالطتھم؛ فأمر بشاب من 
اليهود أن يجلس إليهم؛ ويذكرهم يوم بعاث» وينشدهم بعض ما قيل فيهء وكان الظفر 
فى ذلك اليوم للأوس ففعلء» فتنازع القوم وتفاخروا إلى أن تغاضبوا وتخاصمواء 
وصاحوا: السلاح! واجتمع من الجانبين خلق عظيم. 

وتوجه إليهم رسول الله يل وأصحابهء وقال لهم: «أتدعون الجاهلية» وأنا بين 
أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وشرفكم بالإيمان والتوحيد الرافع لجميع 
الخصومات+''' فعلموا أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهمء فألقوا السلاح 
واستغفروا وتعانقوا وتحابواء وانصرفوا مع رسول الله 3. 

رگ لذلك قال لهم: «كيف تَكْمُوُونَ» يا أيها المؤمنون بالله الواحد الأحد الفرد 
الصمد «و» الحال أنكم «أنقع تُتْلى عَلْيْكُمْ آيَاتٌ اله الدالة على توحيده و4 مع 
ذلك َفِيكُم رَسُولَُ4 المرسل إليكم المولي لأموركم ظوَمن يَغْقصِم» منكم <باللو4 
وينبع رسوله المنزل من عنده بتوحيده الذاتي «فْقَد مُدِي واهتدى «إلى صرّاط 
مُسئَقِيم» [آل عمران:101] يوصله إلى صفاء الوحدة. 

ديا اھا الْذِينَ أآمَنُوا» معظم أموركم فی محافظة الايمان المؤدي إلى الكشف 
والعیان: التقوى والاجتناب عن محارم الله ومنهياته» والتحلي بأوامره ومرضياته «طاتقوا 
الله المطلع لجميع حالاتكم حى تابه خالية عن الميل والرياء والبدع والأهواء 





(1) ذكره الزمخشري في الكشاف (304/1). 


(2) قال الشيخ أبو عبد الرحمن؛ ظحَقٌّ تُقَاتع تلف النفس في مواجبه. وقال القاسم: بذل المجهود؛ 


المفضية إلى الإلحاد والزندقة وي اجتهدوا أيها المؤمنون أن «لآ تَمُويُنُ4 عن 
هريتكم «إلا وَأنتم مُسَلِمُونَ» [آل عمران:102] مخلصون في الاعتصام بحبل التوحيد 
والإيمان» مخلصون عن ربقة التقليد والحسبان. ظ 

و بعد موتكم عن أنانيتكم «اغتصمرا» أيها المخلصون الموقنون طبخبل 
اللو الممتد من أزل الذات إلى أبد الأسماء والصفات؛ وارفعوا أنانيتكم وهويتكم عن 
اليين «جميعا4 حتى لا يبقى توهم الغير والسوى مطلقًاء وتخلص نفوسكم عن 
مشتهياتها ومستلذاتها الفانية؛ وتصل إلى الحياة الأزلية والبقاء السرمدي ولا نورا 
أي: لا تتفرقوا بمقتضیات أوهامكم المتفرعة على هوياتكم الباطلة عن الحقية الحقيقية 
«و4 بعدما وصلتم بمقام الجمعية والوحدة الذاتية ©ِاذْكُوُوا4 أيها العكوس والأظلال 
فت اللوغ المتجلي فيكم بذاته المتفضل (عَلَيكُم» بلا عوض ولا غرض د كم 
أغذَاءً4 بعداء متروكين في ظلمة العدم. ١‏ 0 ظ 

«نالف»4 سبحانه بتجلياته الجمالية على مرآة العدم ين فلُوبكم) في فضاء 
الإمکان؛ بان يجعلكم أزواجًا وبنين وحفدة» متظاهرين بعضكم ببعض على معتضصی 
الإضافات» ورقائق المناسبات الرافعة بين الأوصاف والأسماء الإلهية (پاضیخئم4 
بعدما تيقظتم عن منام الإمكان ببغمته4 التي هي التوفيق والإقدار على طلب الرشد 
والرشاد «إخوانا» مجتمعين في فضاء الوحدة بلا توهم الكثرة المستدعية للعداوة 
والخصومة. 

(43 الحال أنکم كسم في طغيان الإمكان على سَنًا4 طرف فرت 





واستعمال الطاعة؛ وترك الرجوع إلى الراحة؛ ولا سبيل إليه؛ لان أوابل طرف الوصول التلف.. 
وقال الواسطي: هو إثلاف النفس فى مواجبه. وقال ابن عطاء: خی تقاټه) هو صدق فول ا 
إله إلا اه ولیس في قلبك شيء سواه. وقال بعضهم: إرادته أن يعرفنا مواضع قضله فيما رغمتا 
فيه من استعمال مواجبه؛ لآن واجب الحق لا يتناعىء والعمل لا يتناهى» وأيضًا قال ابن عطاء: 
حقیقة التقوی فی الظاعر ممحافظة الحدود؛ وياطنه النية والإخلاصء وقيل: وحق التقوى رفس 
العصیان ونمي النسيان؛ وصون العهود. وحفط الحدود: وشھود الالھیة: والانسلاخ عن أحکام 
البشريةء والخمود تحت جریان الحكم بعد اجتناب کل زم وظلم: واستشعار الأنغة عن 
التوسل إليه يشيء من طاعتك دون صرف کرمہ والتحقق بأنه لا يَقبل أحدًا ب ولا تد آخڌا 
بعلة. انظر: تفسير القشيري (364/1)ء وعرائس البيان (219/1) بتحقيقنا. 








سورة آل عمران 297 





ملعت من الثار4 مشرفين بالوقوع فيهاء وهي حفرة العدم المباين لفضاء الوجود 
المملوءة بنيران البعد والخذلان «فأنقذكم) الله؛ أي: أنجاكم عم تا بلطفه» 
بأن أودع فيكم العقل الجزئي المتشعب من العقل الكلى العائد إليه ©كَذْلِكَ بين اللي 
الھادی «لكم» دائمًا مستمرًا إلى توحيده الذاتي هأَيَاتِهِ4 آثار أسمائه وأو صافه الدالة 

على ذاته «لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ؟ [آل عمران:103] رجاء أن تهتدوا منها إليها لغاية ظهورها 


ووضوحها. 
2 ولک ینک : مه يعون إل الخ وی یامروں بالمخروف ویتھوں عن ن المتکر 7أ يك 
ور ال هم الْمعْلِحُوت ولاک کا الد رقو فوأ وأمتلفواً أ من بعل اجام لبت واک 


عدا عَیے ا یوم ی وجوه وَصود وُجُوڈ فام أرب سودت وَجُوَهَهُمْ 7 
بد ایمیک کڈ وفوا العذاب یما کنہم تکفرون اڑا واما الین اایشت وجوم فی رم اق 
هُم نہ کَيْدُرۃَ 2 بلک ای الہ تتَلُوھا علَيِكَ باحق وکا الہ رید نا لی تا 4 


[آل عمران:108-104]. 


و4 بعدما وفقتم للإيمان» ونبهتم للتوحيد والعرفان ظلْتَكُن مَنَكُمْ أمة4 ملتزمة 
للورشاد والتكميل ظِيَذْعُونَ4 الناس «إلى الخَير» أي: إلى التوحيد وإسقاط الإضافات 
ڈویائرونَ بالمغزوف؟* المستحسن في طريق التوحيد 9وَيَنْهَوْنَ عن المُنكر» المستقبح 
فيه» المانعم عن الوصول إليه «إوأؤلئك) الراشدونء المهديون؛ المرشدون؛ الهادون 
هِهُْمُ المْمَلِحُونَ4 [آل عمران:104] الفائزون من عنده بالمثوبة العظمى» والدرجة 
العليا التي ھی طریق مقام الجمعیة والرضا. 

«ولآً تَكُونُوا4 أيها المحمديون المتحققون بمقام الجمعية ©كَالَذِينَ تَفَرَقُوا 
وَاخْعلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جَاءَهُمْ البيناث4 الدالة على الجمعية والاتفاق» ولم يتنبهوا منها 
. إلى التوحيد الذاتي «وأوا َيِكَ4 الأشقياء الهالكون في تيه الخذلان والحرمان ظلَهُمْ 
عَذَابٌ عَظِيمَ» [آل عمران:105] في جهنم البعد والامكان وستعير الشرك والطغيان. 

اذكر لهم يا أكمل الرسل: «يؤم تبي وَجُوة» بقبول النور من الوجه الباقي 
وتسود وَحجُوة# ببقائها في سواد الإمكان ڈکاا الْذِينَ اشوڈث کے ا ولم يرتفع 
غشاوة هوياتهم؛ وكثافة ماهياتهم عن أعينهم وأبصارهم؛ ولم تصف مرأة قلوبهم عن 


228 ظ سورة آل عمران 
س ورا مسرا 
صداء الكثرة وشوب التنويهء لذلك قيل تقريعًا وتوبيخًا: «أكفزئم4 أيها الهالكون فی بقعة 
الإمكان من (بَعذَ إِيمَاتِكُمْ4 بوجوب الوجود. ووجوب الرجوع إليه لفَذُوقُوا الغذّاتَ» 
أی: الطرد والحرمان فبِما4 أي: بآنانیتکم فلکم تکْفُرُون4 [آل عمران:106] ونسترون: 
وتستبدلون ىہ تور الو جود وصفاء التو حید الخالص عن الكدورات مطلقًا. 

«ذوأمًا الذي انیضث وَجُوهُهُمْ4 عن دنس التعليقات ورين الإضافات 
وادمحلت هوياتهم في هویة الحق؛ وارتفعت الحجب والاستار المانعة عن الوصول 
إلى دار القرار عن عيون بصائرهم وأبصارهم ظفَفِي رَحْمَةٍ اللو4 التي وسعت كل شيء؛ 
مستغرقون في بحر توحيده؛ غائصونء سابحون لا يخرجون منها أبدًا ظِهُمْ يها 
خالدذون» [آل عمران:107] دائمون؛ مستمرون ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. 

انل ك4 المواعيد والوعيدات المذكورة للاولياء والأعداء «آيَاثُ اللہ الدالة 
على كمال قدرته وتفرده في ألوهيته. واستقلاله في ربوبیتہ فنَلٰومَا عَلَيِك 4 یا أکمل 
الرسل؛ تفضلاً وامتنانًا ملتبشا هِبِالْحَنّ» لاشك في وقوعها وما الله) المنتقم في يوم 
الميعاد ظِيُريدُ ظَلْمًا لِلْعَالمِينَ4 [آل عمران:108] بل يجازيهم على مقتضى ما صدر 
عنهم فی النشأة الأولى. إن خيرًا فخير وإن شرًا فشرء فمن يعمل مثقال ذرة خيدًا فيها 
بره فيهاء ومن يعمل مثقال ذرة شُرًا فيها يره فيها. 

يك كا رح صر_ علص ا د كن اس 2 يس سی یڈ ہ9 

$ وو ما فی آلسسموت ومان ) رض لى آلو رجح موو (0 کم خو اَمَو 
۳ صرت 1 خی مر كی ہے ای سے یچ ہے سآ 2 
أرجت للا تامو ڀالمعروي نهوڪ ڪي الش ڪر و رمشو افو رز مارک 
آهل لصوتب لكان عتا لهم ينهم المومئوت متام التسِدُوة لگا أن 
روم إل ای قان بقی لوک رلوک الأذكر ف سروت ( € [آل عمران: 
9 -111]. 
على عروش ذرائر الكاثنات بالقسط والاعتدال الحقيقي محافظة «ما فِي السْمَوَاتَِ4 
أي: ظهر في عالم الغيب وعالم الأرواح «زماه ظهر «فِي الأزض» أي: عالم 
الشهادة والأشباح «وإلى الد4 لا إلى غيره؛ إذ لا.غير مِتُرْجَمْ الأمور» 
9] المتعلقة بالمظاهر كلها؛ إذ هو الفاعل المطلق لا فعل لواف , 


















ورة ال ميراي اشم 
رجوع إلا إياه. 
(کُٹم4 ابھا المحمدیون لحَی ام في علم الله مستوية على صراط التوحيد. 

معتدلة بين طرفي الإفراط والتفريط طأَخْرِجَت لِلئّاس» أي: قدرت ظهوركم؛ لتكميل 
الناقصين من الناسء حتی فِتَأمُژونَ بالْمَغزوف 4 المفروض في سلوك طريق التوحيد 
طِوَتَنْهَوْنَ عَن المُنكر) المحظور فيه 4# ذلك الأمر والنهي إنما يصدر منكم؛ لكونكم 
يئود توقنون طبالله» المستوي على عروش ذرائر الكائنات» بالاعتدال الذي هو 
صراط الله الأقوم «وَئز آمَنَ أَهْلُ الكتاب» بأجمعهم بدینکم وملتکم ظلكان خیزا لهُم*4 
ينجيهم عن ورطتي الافراط والتفريط» ويوصلهم إلى صراط مستقيم» وإن كان القليل 
ينهم المُؤْمِنُونَ4 “الداخلون في حصار الإيمان مع المؤمنين 438 لكن «أكثرهم 
الفَاسِقُونَ» [آل عمران:110] الخارجون عن حدوده وأحكامه. 
0 لا تبالوا آيها الموحدون بفسقهم وکفرھم؛ إذ لن يَضرُوكٌمْ4 ضرازا فاحشًا إلا 
أذى» صدرت من سقطات ألسنتهم من التقريع والتشنيع إن بالغوا في العداوة إلى 
ان طيقَابلوكُم يُوَلُوكُمْ الَدبَار4 اضطرارًا وإلزامًا هثُمْ لآ يُنصَرُونَ4 [آل عمران:111] 
بالكبر عليكم بعد الفر منکم؛ بل ينصركم الله عليهم بنصره العزيزء ويخذلهم ويذلهم. 

کک تیم الله این ما مما لا بل ين أله وَحبلٍ يالا وبأو بعصي نا 
لَه وَضْرِيَتَ عَلجُ الس کتة دَلک یتم کاو | مود بكايات للد وَيَعَمْلُونَ الأيبياة 


”سے ا 


سے کا سر ہے 


لی واكك يا عَصَوا متتو () # ليوا وين هل اكب أ ايم 
بتارم ایت او ائه آل وهم جدود ل بمو يمو ايور الآضْر 
تتأمزورت والمغزوف وتنهزة عن الفتكٌ وروت ن الکیت وآزکینک ع٥‏ 

بن ل( وما یسلوا ین کر کن کڪ کرو واه لی اتیک 4 آل 
عمران:110-112]. 





لذلك وضَرِبَتْ عَلَيِهِمْ الذُّلةُ4 والصغار والهوان «أَيْنَ َا ثُقِقُوا 4 وجدواء صاروا 
مهانين» صاغرين (إِلَّا4 المعتصمين منهم «بحَئل» موفق ظيَنَ# عند «اللو4 وهو 
الانقياد لدين الإسلام ظوَحَبِلٍ»# عهد وثيق» وذمة ظِمَنَ النّاسِ و» بعدما ظْبَاءُوا»4 
رجعوا عن #تصديق دين الإسلام المنزل لخير الأنام؛ استحقوا «بِفْضب4 نازل عظيم 





300 سورةآل عسران : 
من اله و4 لا يمكنهم دفعه؛ إذ «ضْرِبَثْ» تمكنت وتقررت (ِعَليِهمْ المشكتةه ' 
المذمومة الناشئة من خباثة طينتهمء لا ترجى عزتهم أصلاً. ١‏ 

ذلك أي: ضرب الذلة روالمسكنةء والصغار والهوان عليهم باهم كَانُوا4 في / 
دان عزتهم وعظمتهم «یگُرود) یکذبون ويستهزئون «بآيَاتٍ له المنزلة من عند ٠‏ 
طوَيَقْمْلُونَ الأنبياء بغر حي بلا رخصة شرعية ذلك الكفر والقتل الصادر منهم ٠‏ 
«إيما عَصَوَا» أي: بسبب عصيانهم وخروجهم عن إطاعة أمر الله والاتقياد لأكامه 
عتوًا وعنادًا و متى عصوا (كَانُوا يَْتَدُونَ4 [آل عمران:112] يتجاوزون عن حدود 
الله بالمرة؛ ويقتلون من يقيمها استكبارًا. 

ڈلیشرا4 أي: ليس جميع أهل الكتاب «سواء) مستوية الأقدام فى الاعتدال 
والانکار؛ بل فإمّن آغلِ الکِتاب4 أيضا طِأئةٌ فَاؤِمڈ مستقيمة على صراط العدل 
يلون آيات الليم الدالة على توحيده «آناءً اليل» أي: جميع آنائه «وَهُمْ يَسْجُدُودَ) 
[ال عمران:113] يصلون خاضعين؛ متذللين: واضعين جباههم على تراب المذلة؛ 
تعظيمًا له وخوفا من خشیتہ: ورجاء من سعة رحمته. ١‏ 

وذلك لانهم يبون باه أي: بوحدانيته طَوَالْيوْمٍ الجر بصدقه. وحقيته 
د4 مع ذلك «يائرون بِالْمَغْرُوفٍ وَينْهَؤنَ عَنٍ المكر وَيُسَارِهُون في اليرات) 
والمبرات المؤدية إلى إسقاط الإضافات وقطع التعليقات المستلزمة لرفع التعيينات 
الحاجبة عن شهود الذات لإوَأوْلَِيكَ4 المتصفون منهم بهذه الصفات امن الشالِجی"ن4 
[ال عمران:114] لسلوك طريق الحق؛ المستحقین للوصول إلى سواء التوحيد الذى 
هو السواد الأعظمء المشار إليه في الحديث النبوي؛ صلوات الله على قائله. 

وما يفُعلُوا4 هؤلاء الموصوفون منهم لمن خَيِرِ» طالبين فيه رضاء اللہ راجین 
نوابه حقا تحائقين من عقابه طفن يُكْفْرُوُ4 أي: لن ینقصوا من أجرہہ ہل یزادوا 
ويضاعفوا «إزالة4 الهادي لجميع العباد طِعَلِيمْ بِالْممْقِينَ4 [آل عمران:115] منهم؛ 
فيجازيهم على مقتضى علمه؛ وحسب لطفه وكرمه. ظ 

أدركنا بلطفك وكرمك يا أكرم الأكرمين. 

.ہے أ الت كتروا كن نی عتمم اولمح ول ارڈ ھم مائو کھت وكوك 

اب كتارم ني خیئرڈ (©) مكل مايوه ن كدو التو شت ڪر 





نت سورة آل عمرات 301 


صر أصَابتَ حَرَتَ ک قوم ظلموا اسهم اهل ڪه وما ظلمهم الله وتكن اسهم 
یت يظيِمُونَ )4 [آل عمران:117-116]. 

ن الذي كَفَرُوا» بالله في النشأة الأولى؛ عتوًا واستكبارّاء مفتخرين بأموالهم 
وأولادهم متظاهرين بها «لن تُعْتِي4 وتدفع 9عَنْهُمْ4 في النشأة الأخرى أموَالَهُم ولا 
أۉلادهُم من غضب الله شيا قليلا «وأؤلبك» المستکہرون؛ المفتخرون» هم 

: 0 اار4 لا یخلصون: ولا یخرجون منھا بل لإمُم فِیهَا خَالِدُون 4 [آل عمران: 
م 116] مخلدونء لا ترجى نجاتهم وتخفيف عذابهم أصلاء ولا ينفع لهم إنفاقهم 
ف وإحسانهم الذي صدر عنهم في دار الدنيا؛ لعدم مقارنته بالإيمان. 

بل مَل ما ينفِقُونَ4 رياءً وسمعة واشتهارًا «فِي هَذِِ الحَيَاةٍ الذَْيَا4 لا لمثوبة 
' أخروية؛ لعدم اعتقادهم بالآخرة «كَمَثلٍ ریح4 عاصفت طافيهًا صِرّ4 برد شديد 
«أصَابَث خزث قؤم ظَلْمُوا أَنفْسَهُمْ4 بالكفر والفسى والعصيان طفَاهْلَكَتْهُ4 بالمرة 
؛ وصاروا آيسين» قانطين من نفعهاء وشکوا من الله بما لا يليق بجنابه من نسبة الظلم 
: والتعدی؛ تعالى عن ذلك او الحال أنه ما ظلَمَهُمُ الله وَلكِنْ اسهم يَظلِمُونَ4 [آل 
| عمران:117] أي: ولكن هم يظلمون أنفسهم بكفرهم وفسقهم؛ ولم يتفطئوا له ونسبوه 
إلى اللهء وما الله يريد ظلمًا للعباد. 


:9 تاا أبن اموا لاتََحِذُوا يانه ن دونگم | موتكم با 7 
| قد بدت بصا من أفوههم ماي دلق أ ُکبر مد نا تک ایت إن كم 
| ہب الاو يبوت ولا مسوم وق روش الب EAE‏ ام 
اوا عَصوا یکم بيت ازاز مووا غلم إن راا 0 
| تمسسكم تة وشم ون س3 سئه قروا ھا وإن تػصپڑھا وَتَکُٹوا لا 
۱ یر 5-7 هم عَم هيما يط 4 [آل عمران:120-118]. 


1 يا أَيهَا الَّذِينَ ا أن «لآ كَخِدُوا بطَانّةَ4 صديقًا وصاحب .2 
1 مر تستودعون سرائر عنذه ومن ڈوک آي: الكفار دون المؤمنين» واعلموا آنهم 
1 فلا لونک لا يمنعون عنكم ولا يقصرون في شأنكم «خَبَالاً» ض”ررًا وفساذاء بل 


















#وَدوا» رجوا دائمًا ما ِنَم 4 أى : ضرركم وهلاککم؛ ومن غاية ودادتهم لفل 
بَدَت» ظهرت طالبغضاء4 المكنونة في نفوسهم (مِنْ أفوؤاههم بلا قصد واختبار 
اوك لاشك أن ظطاما تُخْفِي صُدُورْهُنْ»4 قصدًا واختارًا «أكُبَرُ4 مما تبدي أفواههم 
وألسنتهم هفوة واضطرارًا ظقَذْ بَيِنْاك أوضحنا ظلكْمُْ» أيها المؤمنون طالآيَاتَ»4 
المتعلقة لأمور معاشكم ومعادكم «إن كُُمْ تَعْقَلُونَ»4 [آل عمران:118] تفهمون 
مقاصدهاء وتتعظون بهاء وتعملون بمقتضاها. 

ها انش أيها المؤمنون «أؤلاء4 الخاطئونء المغفلون الذين «تجبونهم) 
محبة صادقة ولا يُحِبُونَُكُمْ 4 إلا تلبيسًا ونفاقا ار أنتم «تَؤْمنُون ِالْكِتَاب كُلّْه4 أى: 
بجميع الكتب النازلة من عند الله على رسله. وهم لا يؤمنون بكتابكم الجامع لما في 
الكتب السالفة؛ طو» من غاية نفاقهم معكم (إِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا4 تلبيسا وتقريرًا: «آمَئا 
بدينكم وكتابكم ورسولكم «وإذا خلؤاة مضوا عنكم (عَضُوا عَلَيكُم الأتابل ن4 
غاية «الغْيِظٍ» وعدم القدرة على الانتقام والتشفي «#قل» يا أكمل الرسل نيابة عناء 
مخاطبًا لهم على وجه التقريع والتوبيخ: [موثوا) أيها المنافقون بغيظكم) المتزايد 
المترقى يومًا فيومًاء حسب ارتفاع قدر الإسلام وعلو شأنه» ولا تأمنوا عن مكر الله 
وانتقامه «إِنْ الله عَلِيمٌَ بذاتِ الضُذُور٭ [آل عمران:119] یعلم ما تخفون فیھا من الکفر 
والنفاق» ويجازي على مقتضى علمه؛ ولا يغرب عن علمه شيء. 

ومن غاية حسدهم ونهاية بغضهم «#إن تَمْسَشكنْ#4 وتحیط بكم إخشنة4 مسرة 
مفرحة لتفوسكم طتْسْؤْهُمْ4 وتشق عليهم من كمال عداوتهم ونفاقهم طون تُصِبِكُمْ 
َة مملة مؤلمة طيَفْرَحُوا بها تشفيًا وتفرجًاء شامتين بهاء صارين عليها «وَإن 
تضبروا) على غيظهم وأذاهم طوَتَنُقُوا وترجعوا إلى الله مفوضين أموركم إليه 
يحفظكم عن جميع ما يؤذيكم؛ بحيث لآ يَضْرْكُمْ كَيدُهُمْ4 مكرهم وحيلتهم «شيئا4 
من الضرر إن اللة4 المطلع لسرائرهم وضمائرهم ظِبمَا يَعْمْلُونَ4 من الحيل والمخايل 
«مُحيط4 [آل عمران:120] لا يشذ عن علمه شيء ولو خطرة وطرفة. 

وعلى قراءة «تعملون» بالخطاب؛ كان المعنى:«إِنّ اللة4 الموفق لكم على د 
الإسلام «ابمًا يَعْمَلُونَ4 من الصبر والتقوى» والتفويض والرضوخ إلى المولى 
طنجیط 4 حاضرء غير مغكِب عنكم وعن عملكم. 

« مَإِذْ عَدَوْتَ مِنَأَمِيكَ تَبَوَءحٌ الْمُؤْمِنِينَ مَمَدود لقتال واه لاع 0 10 











آل عمران 303 





نی ج سے ھے 


حت عفان یکم آن تَنْکَلا وَالَۂ ریما کل ار تو المؤمر ة 9 وَلَعَد 

E rE‏ اللہ ملک کشکروت © رل میں آل کیک 
أن د مرل 4W‏ [ آل عمران:124-121]. 

طر4 اذكر يا أكمل الرسل وقت «إِذْ غُدَوْتَ# خرجت أنت مسرعًا في الغداة 
طمن أَهْلِكَ» عائشة - رضي الله عنها - حال كونك طتْبَوَُ المُؤْمِنِينَ؛4 تعينهم» وتهيئ 
لهم لمَقَاعِدَ) أمكنة ومواقف طلِلْقِتَالِ4 وبعض منهم مع جميع المنافقين يتقاعدون 
عنه؛ ويسوفونه» معللين بعلل ودلائل ضعیفة وبعض آخر یریدون الخروج؛ ويرغبونك 
عليه ظطوَاللة4 المطلع لضمائر الفريقين ظسَمِيمٌْ4 لأقوالهم طعَلِيم» [آل عمران:121] 
بنیاتھم. | 

روي أن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء في عشر شوال سئة ثلاث من 
الهجرةء فاستشار رسول الله ل أصحابه ودعا عبد الله بن آبي» ولم يدعه قبل» فقال هو 
وأكثر الأنصار: أقم يا رسول الله بالمدينة ولا تخرج؛ > فوالله ما حرجنا منها إلى عدو إلا 
أصاب مناء ولا دخلها علينا أحد إلا أصبنا منه» فكيف وأنت فیناء فدعهم فإن أقاموا 
أقاموا شر مجلس» وإن دخلوا قاتلهم الرجال» ورماهم النساء والصبيان بالحجارةء وإل 
رجعوا رجعوا خائبین؛: وآشار بعضهم إلى الخروج؛ فقال اكي:: «رأيت في منامی بقرة 
مذبوحة حولي» فأولتها خيرّاء ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا فأولته هزيمة» ورأيت كأني 
أدخلت يدي في درع حصینة فأولتها المديئةء فإن رأيتم أن تقيموا بالمديئة 
وتدعوهه. 

فقال رجال من المسلمين فاتهم بدر» وأكرمهم الله بالشهادة يوم أحد: احرج بنا 
إلى أعدائناء فبالغوا حتى دحل ولبس لأمتهء فلما رأوا ذلك ندموا على مبالغتهم» فقالوا: 
اصنع يا رسول الله ما شثت: فقال #: «لا ينبغي لنبي آن یلبس لامته فیضعھا حتی 
يقاتل76 ٤‏ فخرج بعد صلاة الجمعة وأصبح بشعب من اح ونزل في عدوة الوادي؛ 
وجعل ظهر عسحّرهء وسوؤى صفھم: وآئ عبد الله بن جبير على الرماة؛ وقال: «انضحوا 





)21 ذكره البيضاوي في التفسیر (384/1). 
222 رواء البخاري في «الصحيجمح» (191/24). 


304 سورة ال عمرال 
عنا بالنبل لا یأتونا من ورائنا' وحين استوى الصفوف» وبلغوا الشرط قال ابن آبي: 
علام نقتل أنفسنا وأولادنا؟ فانصرف فوقع الخلاف بين المؤمنين فتزلزلوا. 
وبنو حارثة من الأوس. وكانا جناح العسكر «أن تَفْشّلا)4 تنهزما ضعفاء وجبناء» وتتبعا 
أثر ابن أبي فعصمهما الله عن متابعة الشطان وجو ذه فمضيا مع رسول الله يستغفرون 
عما جرى عليهما «#ؤ6 كيف لا يعصمهما عن مخالفته؛ إذ «الله وَلِيْهُمَاةُ ومولي 
أمورهما أرشدهما إلى ما هو أصلح لحالهما «وَعَلَى اللو المدبر لمصالح عباده لا 
على غيره من الاظلال فَلْيوَكُلٍ المُؤْمِئُونَ4 [آل عمران:122] حتى يتحققوا بمقاء 
العبودية والرضا والتفويض. 

<(43 بعدما ظهرتم على العدوء لا تيأسوا من نصر الله وتأييده؛ ولا تضعفوا ولا 
نجبنوا ولا تبالوا بكثرتهم وعدتهم؛ بل اذكروا وتذكروا هلقَذْ نَصَرَكُمْ اللة» الرقيب 
عليكم «يبذر» موضع بين مكة والمديئة: يتسوق فيها العرب مع قوافل الحجاج و4 
الحال أنكم «أشم) في تلك الوقعة اة ضعفاء في العدد والعددء وعدوكم على 
عکسکم:؛ هكذا بأن أنزل عليكم من الملائكة جنودًا لم تروها ظِفَانُقُوا الله اليوم عن 
الفرار والانهزام ومخالفة الرسول لله تَشكْرُونَ» [آل عمران:123]. تلك النصرة 
فيما مضى. 

اذكر لهم يا أكمل الرسل وقت («إِذْ تقُول4 أنت يوم بدر طِلِلْمُؤْمِنِينَ4 حين 
حدث في قلوبهم الرعب من العدو؛ ولكونه على ثلاثة أضعافهم قولاً استفهاميًا على 
سبيل التبكيت والإسكاتء بعدما ظهر عندك الأمر بالوحي الإلهي: «ألن يَكْفِيَكُمْ أن 
ُمِذَْكُم رَبْككُم بقلاثة آلاف من الملائكة مُنرْلينَ4 [آل عمران:124). 
$ بک إن تیدا وتوا داوم من فورم دا توگ رگم َة ءالغو ن 
كو وی 9 وما جل اقل ری تک ای مارک رات زلا من 
عند او لر ایر © یق رساي الین گنا ریچ تیا کیہ © 


ایس آل من الأمر سق ریوب کیم مت ذِبَوح ونه كيموك (5) وور مان الککوت 


411 


(1) ذكره الزمخشري في الكشاف (318/1). 


ال مم -۔ ے۰۰۰۰ ا 
- 











و ل 


وَمَاف الأرض يَغْفْرٌ لمن کا وعذب من < a‏ ا عور دد © 4 [ال عمرآن: 
129-0]. 


ثم أوحى إليك بأن قلت: 8َبَلَى4 يكفيكم هذا القدرء أن تستغيثوا وتستلجئوا إلى 
الله؛ رضي وترهيًا من العدوء ولكن «إإن تضبرُوا4 في مقابلتهم ومقاتلتهم لوَتَنُقُوا4 عن 
الاستدبار والانهزام» وتضيروا فرّارين» كرارين مرارّاء طالبين رضا الله وإمضاء حكمه؛ 
وإنفاذ قضائہہ يزيد عليكم (وَيَأْنُوكُم بن فَوْرِهِمْ هَذا)» أي: ساعتهم الحاضرة التي هي 
هذه «يُمَدِدْكُمْ رَبُكمِ4 أجوًا؛ لصبركم وتقواكم ظبِخّمْسَةٍ آلاف بَنَ الملائكة مُسَوّمِينَ4 
[ال عمران:125] معلمین: معلومین؛ ممتازين عن البشر. 
«وَ» اعلموا أيها المؤمنون لاما جَعَلَهُ الله الهادي لعباده إلى زلال تو حیدہ؛ 
أمثال هذه الإمدادات والإرهاصات الواردة في أمثال هذه الو رقائع ڈالا بشری لكم 4 
يبشركم بمقام التوكل والتفويض والرضا والتسلیم لوَلِتَطْمَئْنٌ قُلُوبْكُم 4 أي: لتكونوا 
مطمفنين بالله» فانين ببقائه [و) اعلموا أيضا ما اللْضر4 والانهزام }ا مقدرين 
ومن عند الله العليم العلام «العزيز» القادر والغالب على الإنعام والانتقام 
«الحكيم» [آل عمران:126] المتقن في فعله على أتم الوجة؛ وأكمل النظام. 
وإنما جعله وبشر به طلِيَقُطَمَ» وليستأصل «طَرّفا4 جملة 7 
كَفْرُوا4 أعرضوا عن طريق التوجيدء فينهزم الباقون «أؤ يَكْبتَهُمْ4 أي: : يخزيهم ويرم 
فينقلبرا) جميعًا وخائبين4 [آل عمران:127] خاسرين» نادمين. ْ 
وإذا كان الكل من عند الله العزيز الحكيم ليش لك) يا أكمل الرسل مز 
الأمر شَيْ4 أي: شيء من أمورهمء بل الأمر كله لله» قله أن يفعل معهم ما شاء وأراد. 
إما أن يستاصلهم «أؤ يتو عَلَِهِْ» توبة تنجيهم من أنانيتهم «أؤ يُعَذِّبَهُم» داثما: 
جزاء لظلمهم وكفرهم وت ظَالِمُونَ4 [آل عمران:128] مستقرون على الظلم 
ماداموا في الحياة الدنيا. ) 
هو كيف لا تكون أمورهم مفوضة إلى الله؛ إذ وله خحاصة مستقلة بلا مزاحم 
ومشارك فا4 ظھر طفي السمَواتِ وما ظهر طإفي الأزضِ يَغْفِرُ4 يستر هلمن يَشَاءُ) 
جريمة المخالفة لطريق التوحيد بعد رجوعه وإنابته إليه سبحانه طَیٰعذِبُ بها من 
يَشَاءُ4 .في جهنم البعد والخذلان «والله عْفُورُ»4 لمن تاب واستغفر ظِرْحِيمْ» [آل 
عمران:129] لمن استحى وندم. 


$ يكأيها الذي اموا اک ریہشت نموا آله که 
تلخت ن وأو ساد آل آیدٹ لَلكَیرنَ ئا وَأَيِيمُوا لله وَالبسُولَ َم 
رنوت 7 # وسارعوا إل معهرق من رڪم و وَجَتَو عرضها أَلسَموتٌ 
وَالْأرْصٌ أَعِدَّتْ لِلْمَتَقِينَ © لز ووی ف آكَرء ولص لكوي لَب 
وَالْمَانِينَعَنَ لياس واه عيب ب لیے © ) [آل عمران:134-130]. 


ثم خاطب سبحانه المؤمنين؛ مناديًا لهم بما يتعلق برسوخهم في طريق التوحيد 
من الخصائل الجميلة والشيم المرضيةء فقال: يا أَيُهَا الْذِينَ آمَنُواه بالله ورسوله». 
مقتضى إيمانكم ذلا تَأكُلُوا الرَبا) سيما إذا كان ظِأَضْمَافًا مُضَاعَفَة4 بحيث يستغرق 
مال المديون مجانا ؤوَائقُوا اله المنتقم الغيور» ولا تجاوزوا عن حدوده للك 
تُمْلِحُونَ4 [آل عمران:130] تفوزون بامتٹال مأموراته ومرضیاته. " 
«دَائَقُوا4 أيها المؤمنون «الثاز التي أَعِدْتْ» هيئت طِللْكَافِرِينَ4 [آل عمران: 
1 ] أصالة وللمقتفين إثرهم؛ تبعًا؛ ويعملون معاملتهم؛ استنكارًا واستكبارًا. 
و إن أردتم الفلاح «أطيعوا الله زالژشول المبیّن لكم طريق إطاعة الله 
«لْعَلَكُمْ تَرْحَمُونَ4 [آل عمران:132] من عند اللہ إن أخلصتم في انقيادكم وطاعتكم. 
طر4 لا تتكثواء ولا تتكلوا إلى طاعاتكم وعباداتكم؛ ولا تزنوها عند اللہ بل 
ط(ضارغوا4 بادروا وواظبوا ظإل 4 طلب طِمَغْفِرَةٍ بن رُبَكُمْ4 ستر ومحو لهوياتكم 
9و4 وصول طجَنّة4 منزل ومقر طِعَرْضُّهَا السَمَوَاتُ4 أي: الأسماء والصفات الإلهية 
القائمة بذات اللہ فو الأزض»4 أي: طبيعة العدم القابل لانعكاس أشعة تلك الأسماء 
والصفات: إنما (أعِڈڈث4 وھمیثت فإلِلَمتَقَي نچ [آل عمران:133] من أهل التوحيد: 
وهم الذين يرفعون غشاوة الغيرية وغطاء التعامی عن نور الوجود مطلقا. لذلك هم: 
هِالْذِينَ يُنَفِقَونَ4 من طیبات ما كبوا من رزق صوري ومعنوی للمستحقين من أهل 
الله سواء كانوا ظفِي السَرَاءِ4 أي: حين الفراغة عن الشواغل العائقة عن التوجه 
الحقيقي ؤالضراء) عند عروض العوارض اللاحقة عن لوازم البشر طِوَالْكَاظِمِينَ 
الغبظي أي: الماسکین: الکافین غيظهم عند ثوران القوة الغضبيةء وههجان الحمية. 
البشرية الناشئة عن مقتضيات القوى الحيوانية «وَالْعَافِينَ ن النّاس 4 االذين يعفون 











ويتركون عقوبة من يسوءهم ويظلمهم؛ لتحخققهم في مقر التوحيد المسقط للوضافات 
والاختلافات مطلقًا «وَاللهُ4 المطلع لسرائر عباده «يُّحَبٌ المُحْسِنِينَ4 [آل عمران:134] 
منهم بجميع أنواع الإحسان» خصوضا بكظم الغيظ والعفو عند القدرة. 

وعن النبي 35: رن مؤلاء ف : فيٰ. آمتي قليل إلا من عصمه الله» وفل كانوا كثيرًا في 
يا بی ٰ 
ا مم التي مضت 

2 يک |5ا لوا َة أو ظلموا انش ڈگروا الله ٥َاستَمفروالدَيِهِمَ‏ 
و نف لنوت إل اه ولم روا عل ما ملوأ وه 0 

وهم محرۃ ہس ست ری ين كته لگنچ كنيد لدی فا رہ زم 

اللہ ا9 مد حلت سن یک سن مروا فی ارط زا قت 56 عدا 


ہیں کس عدد 





ا ت 


لتَكَدبِيَ (0 هدا کاڈ یں کی زتڑمکاڈ عة میت )ولا تهنوا ولا ردا 
انت الاو 7 ٹب [آل عمران:139-130]. ) 


ظ4 من جملة المتقين والمعدودين من زمرتهم: : (ِالْذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشّة4 فعلة 
قبيحة صغيرة كانت أو كبيرة» صدرت منهم هفوة خحطأ ڈاز ظلَمُوا انُه بأن 
صدرت عنهم عن قصد وتعمد؛ ثم هِذَكَرُوا الله خائفا من بطشه وانتقامه (فاشتثمرُوا» 
منه راجين العفو والستر (لدذنويهم» الي صدرت عنهم عمدًا أو خطاً ومن يَعْفَرُ 
الذنُوبَ4 مطلقا من العباد ڈالا اللہ غير الله الذي يغفر ما دون الشرك لمن يشاء من 
عباده إرادةٌ واختيارًا و6 بعد استغفارهم ظلَمْ يُصِرُوا4 ولم یرجعوا طِعَلَى ما تعلو 
بل ترکوہ بالمرۃ: ولم يرجعوا عليها أصلاً ظطوَ» الحال أنهم هُمْ يَعْلَمُونَ4 [آل عمرأن: 


2135 ' قبحه ووخامة عافيته. 


(1) ذكره السيوطي في الدر المنثور (430/2). 

(2) قيل: أهل مقام الإحسان عملهم قلبي» كالسخاء والعفو وكظم الفيظ وأهل اليمين عملهم بدني؛ 
بين طاعة ومعضية وغفلة ويقظة» إذا فعلوا فاحشة تابوا واستغفرواء وإذا فعلوا طاعة فرحوا 
واستبشرواء أهل مقام الإحسان غائيون عن رؤية أعمالهم ووجودهمء وأهل اليمين معتمدون 
على أعمالهم؛ إذا فعلوا طاعة قوى رجاؤهمء وإذا زلُوا نقص رجاؤهمء أهل مقام الإحسان فانون 

عن أنفسهم بافون بربھم؛ وأهل اليمين أنفسهم موجودة وأعمالهم لديهم مشهودة؛ امل ید 





308 سورة آل عفران 


[أؤلئك4 المتذكرون»ء المستغفرون فإجزاؤہُم مُغْفِرَة4 ستر لأنانيتهم» غطاء 
ون بهم لإخلاصهم في الإنابة والرجوع وجنات كشوف وشهود تجري من 

نختها الأنهاز أي: أنهار المعارف والحقائق. #خالدين فيها» أبذاء لا يظمؤون منها . 
7 بل يطلبون دائمًا مزيدا ظوَنِعُم از لقابلين» [آل عمران:1136 تلك الغفران 
والجنان. 

بادروا أيها المؤمنون إلى الطاعاتن وداوموا على الأعمال الصالحات: ولا 
تغفلوا عن الله في عموم الحالات؛ واعملوا «قَذْ خَلْتْ مضت من قبلكم) في 
القرون الماضية ٍْسُئَنْ# وقائع هائلة بين الأمم الهالكة؛ المنهمكة في بحر الضلال 
والخسرانء وإن أردتم أن تعتبروا منها قروا في الأزض) أي: عالم الطبيعة أيها 
المفردون:؛ السائحون في ملكوت السموات والأرض «فانظزوا» : في آثارهم وأظلالهم 
«كيف كَانَ غَاقبَة المُكَذِبي ن4 [آل عمران:137] بتوحيد اللہ وبرسلهہ المبينين له وإذا 
نظرتم وتأملتم» فاعتبروا يا أولي الأبصار. ظ 

(هَذَا4 أي: في تذكر سنتهم وسيرهم بياذ ودليل واضح اللناس) 
المستكشفين عن غوامض مسالك التوحيد الذاتي من أهل الإرادة «وَهُدَى»؟ أي: لأهل 
لكشف والشهرد من أرباب المحبة والولاء «إوتؤظة» وتذكيزة (تلنثقين4 اقل 
عمران:138] من عموم المؤمنين. 

إؤلا تهئوا4 أي: ولا تضعفوا أيها المؤمنون من متاعب مسالك الفنا ولا 
تَحْزْنُوا من المكروهات التي عرضت عليكم من مقتضيات الأوصاف البشرية في 
النشأة الأولى «و» اعلموا أنكم «أنكُم» أيها المحمديون أنتم «الأَغْلؤن4 في دار 
البقاء؛ أي: المقصورونء المنحصرون على أعلى المراتب إذ لا دين ولا نبي أعلى من 
دينكم ونبيكم؛ لظهوره على التوحيد الذاتي» لذلك ختم به # آمر النسخ والتبديل؛ 





ا 0026 1 اد ا 
1 ا 





الإحسان محبوبونء وأهل اليمين مون أهل مقام الإحسان فنيت عندهم الرسول والأشكال»7. 
وبقي في نظرهم وجود الكبير المتعالء وأخل الیمین: الاکوان عندھم موجودق وشموس| . 
المعارف عن قلوبهم مفقودة. ٠‏ أهل مقام الأحسان يعلون الله على عت الشهود والعيان: .رامل ) 
اليمين يعبدون الله من وراء حجاب الدليل والبرهانء أهل الدليل والبرهان علوم “عند أمل. . 
الشهود والعيان. انظر: البحر المديد (337/1). | 











د 0 E u‏ : 0 
َ‫ 0 . سورد اسار ۳۲ ۰ 0-0 ٍ- 5 ۰ س1 چ -. 
8 0 تن ECT‏ دما پر : 


وظهر سر قوله سبحانه: اما يُبَدّلْ القول لَدَيْ» [ق:29]› إن كسم مُؤْمِنِينَ4 [ال 





عمران:139] محققين بتلك المرتبة. 


آتنا من لدنك رحمةء إنك أنت الوهاب. 
إن مس وح فَقَدَ ہے یر الوم کر فرح 5 وتلاف ا لام داو لھا ب بن 


الاب عك اه 2 مامنواً وسخد منکہ پک وا لد عب اہین س 
سم ساس رحبت ان ند حَلوا الَْجَنَة ولما یعاو 


رت ات ل سج کس 


م ایگ ر اشرت الخ لتر تر ل تائ 
راسمو ۱۲۷ھ ررد © [آل عمران:143-140]. 
ون نک ویصبکم أيها المجامدون فی سبیل الله؛ 'لاغلاء كلمته قرح 4 


ضيق ومشقة من أعداء الله يوم أحد لا تبالوا به ولا تضعفرا زس4 ) ولكم أن تذكروا 
يوم بدر إفقذ مَس القَوْمَ* العدو «قزخ مَل بل أشد من ذلك ومع ذلك لم يضعموا 
ولم یجبنواء مع كونهم ساعین على الباطل: وأنتم أحقاء الا تجبنوا ولا تضعفوا؛ 
لكونكى مجاهدين: فى طريق الحق» ساعين لترويجه «و» اعلموا أن َلك الأيّامُ4 أي: 
أيام ضر داشر والقرح وای أيام وأزمان الما 3 جم والتاس) محقم 
الالء ؛ واللطفية والقرية. ) 
الجهاد طریق الفناء فیہ؛ لیفوڑوا بشرف بقانہ وہ لنك ا ل المؤمنون 
لشهَدَاء» واصلين؛ أحياء دائمين طواللة4 المتوحد بذاته «لآ يُحِبُ الظَالِمِينَ4 [آل 
عمران:140] المتجاوزين عن طريق توحيده المائلين عن صراطه المستقيم. 

(وَلئِمَخخِض» يطهر ويصفي «اللة» بلطفه قلوب لين آموا) تيقنوا وتحققو 
بصفاء التوحيد «وَيَمْخحْقٌ» ويهلك في ظلمة البعد والإمكان «الكافِرِينَ» [آل عمران: 
1| الساترين بهوياتهم الباطلةء المظلمة الكثيفة نور صفاء الوجود. 

أتحسبون وتطمعون أيها المریدون؛ القاصدون سلوك طريق التوحيك» أنكم 
مستوون عند الله فی السلوك «أغ حَسِتِكُمْ أُن تذخْلوا الجْنَةً)4 الوحدة الذاتية طوَلمًا يَعْلَم 


310 سورة آل غمسران . 
ل ا کور ال مرن 
الله أي: لم يفرقء ولم يميز الله بعلمه الحضوري طالْذِينَ جَاهَدُوا مِنْكمْ) في سبيله 
ظاهرًا وباطناء وبذلوا جهودهم فيها إلى أن بذلوا مهجهم فتفانوا في الله حتى صاروا 
المتكاسلين ظوَ»4 أيضًا وغل م4 وليميز منكم ف(الضابِرِینَ4 [آل عمران:142] 
المتمكنين في مرمى القضاء الرضا بما جرى عليهم من سهام التقديرء بلا إقدام ولا 
إحجام. 
طوَلْفذ نم4 أيها المحمديون؛ المستكشفون عن سرائر التوحيد الذي 8تَمَنْوْنَ 
المؤت4 الموصل إلى مرتبة اليقين العيني والحقي عند وصولكم إلى مرتبة اليقين 
العلميء مسرعين عليها؛ شوقا واستلذاذا «من قَبلٍ أن تَْقَوَه فَقَذْ رأيثمُوة) متى ظهرت 
أمارات التو حید؛ ولمع سراب الفتاى وبرق صوارم القضاء المفضية إلى هلاك الغير 
والسوى مطلقًا لوَأْنتُم4 أيها الطالبون للوصول إلى جنة الذات تَنظُُونَ4 [آل عمران: 
3 تبطئون وتغترون. ٠‏ 
وما محمد إلا رول َد حت ین نیو اسل آقاین کات اولان مق 
نيكم ومن يِب عل َو ان يمر اة کیا وَسَیجری آم لري (نن) وما 
حكا دنفي آن تَمُوت| لا لذن اهو کا موبلا ون دکراب ا نا تو ونا ومن 
> 2 کی ہے ہے ےس سے س صا > 2 کے بے سے سے 
رد واب ارق E‏ وستجری الشنین : 





ٿا وکين من ي فل ممه ريون 
کا و رص حر ٣‏ صزے حے فرص صر ر لے اھ مر کہ ۱ 
خر فما وهنوا لما آصابہم ق سپیل اظو وماضمغواونا اسکگائیا وا میٹ الصدرب 4 
[آل عمران:146-144]. ۱ 
9و4 اعلموا أيها المسترشدون لما مُحَمْدٌ إل رَسُولُ4 من الرسل؛ هادٍ لكم إلى 
التوحید الذاتي ينبهكم على طريقه ظِقَدْ خَلْتْ مضت من فبله4 آي: قبل ظهور. 
(الؤشل) الهادين إليه مثلهء المنبھین لطريقه في ضمن توحيد الصفات والأفعال» وما 
لهم وله إلا التبليغ والتنبيه» فعليكم أن تتنبهوا وتتحقوا بمقام التحقيق واليقين» معرضين 
عن التقليد والتخمين» أتؤمنون به وتسترشدون منه أيها المريدون حال حياته؟. 
«أفْإن مات آؤ َل انقَلَیثُم عَلّی ا غير واصلين إلى فضاء التوحيد ومن 
تب منکم طعَلی غقبی بلا وصول إلى الغاية طقن يَضُرْ ال 251 أو 











سنورة آل غعمران . ۱ 311 


ج 
زيادة؛ إذ هو مستو على. عرشه كما كانء بلا تبديل ولا تغيير» بل ما يضر إلا نفسه بعدم 
. إيصالها إلى. غايتها .الممكن لهاء وبذلك حط عن رتبة الشاكرين و اعلموا أيها 
المؤمنون طظمَیجری الله» بلطفه بالجزاء الجميل والإحسان الجزيل «الشَّاكِرِينَ» [ آل 
عمران:144] منکم؛ ؛ الصادقين - جميع القوى والجوارح إلى ما خلق لأجله الصابرين 
على ما أصابهم في سييلة؛ الباذليه مھجھم في إعلاء كلمة توحیدہ؛ الراجين منه 
الوصول إلى زلال تجريذه وتفريده. | 

ر اعلموا أيها المؤمنون بقضاء الله وقدره ما كان تفي من النفوس الخيرة 
والشريرة (أن : تَمُوتَ» بقتل أو حتف أنفه ڈالا بإدْنْ اللي بتقديره ومشيئته» الثابت 
المثبت في قضائه: السابق له طكِتَابَا4 جامعًا بجميع ما يجري عليه في عالم الشهادة؛ 
1 حياته وموته ورزقه وجلا بوقت معين لا يتأخر عنه ولا يتقدم پَمَن پُرذچ منکم 
واب الدنيا) التي هي أدنى مرتبة الإنسان» وأنزل منزلته من المفاخرة بالمال والجاه 
والحسب والنسب (نُؤْتِهِ4 نعطه طمِنْهَا4 مقدار ما يقدر لنا في سابق علمناء ونحاسبه 
عليها في يوم الجزاء في النشأة.الأخرى. 

ومن برذ منكم ظِنَوَابَ الآخرّة# من الحقائق والمعارف والمواهب العلية 
التي هي المقصد الأقصى» والمطلب الأعلى من وجوده ظنُؤْتِه مِنْهَاك مقدار ما يقتضي 
استعداده الفطري «اوَ» اعملوا أيها المؤمنون هسَنَجْزِي4 بفضلنا وجودنا بلا وساطة 
ووسائل (الشَّاكِرِينَ4 [آل عمران:145] المنسلخين عن الإرادة؛ بل عن جميع الأمور 
المراد الراضین ہما اقم لهم وقدر عليهم في سابق_ علمنا بروضة الرضا وجنة 
التسليم. 

ركان يِن نيي). يجاهد في سبیل الله لترویج توحيده قال مَعَه ريون 

ربانيون مخلصون «كنيز» منهم قتلوا وأصيبوا ظقَمَا وَهَنُواك وما جبنوا ظِلِمَا أَصَابَهُم4 

من القزح «في سَبيل اللو» لإعلاء دینہ لوا ضَغُفوا 4 من محاربة أعداء الله ٠‏ وما 
استكانواج وتضرعوا إليهم؛ استبقاءً واستخلاقاء بل كانوا كدارين جرّارين» بحيث لا 
يرى عليهم أمارات الجبن والخوف أصلاًء صابرين على ما أصابهم من القزح والجرح؛ 
وقتل الأقارب والعشائر طزاللة» الهادي لعباده إلى توحيده ظيْجِبُ الشابرين) [آل 
عمران:146] منهم في البلوى؛ الطائرين شوفًا إلى المولی: الراضين بما يحب لهم 
ويرضى. 





و قولھعإلا ان قالواً رئا اْو ا اترک ون دان 

ا عل لمو الْحكَدرِيَ (2) ضَانهمُ أْئوَاب لديا مَمْسنَ نواپ الا وہ یٹ 
0 ھا الت -اصنوا ون مُليموا ازيرت کسکوا روڪ ل 
أنضیخ فیا ری (قابل امت کّ وَمْز اریخ (4)2 آل 


عمران:100-147]. 


ر4 من غاية تصبرھم وتمكنهم على الجهاد في سبيل الله طإمًا كَانْ َزلهْم) عند 
عروض المكروهات والمصيبات فيه ؤإلَا أن قَالُوا4 مستغفرين» مسترجعين إلى الل 
خائفين من ضعف الإخلاص فی امتثال أوامره: لرَبُنَاةُ يا من ربانا في مضيق الإمكان 
بأنواع اللطف والإحسان طاغفِرْ لَنَا4 بفضلك ٭ذُتُوہنًاہ4 خواطرنا التي خطرت في 
نفوسنا من خوف أعدائك بعدما أمرتنا إلى مقاتلتهم. 

و4 اغفر لنا أيضًا يا ربنا: ©إِسْرَافَنَ فی أئرنای4 أي: ميلنا وتجاوزنا إلى طرفي 
الإفراط والتفريط عن حدودك التي وضعت لنا في الغزو والجهاد لوتبث أفْدَامناي على 
جادنك التي وضعت له في علمك #و بعد ثبوتنا بتثبيتك «انضزْنًا بحولك وقوتك 
«عَلى القوم الككافرين4 [آل عمران:147] الساترين نور الوجود بأباطيل هوياتهم 
وماهياتهم؛ المائلين عن طريق التوحيد بمتابعة عقولهم المموهة بشياطين الأوهام 
الباطلة. ظ 

وبعدما أخلصوا لله واستغفروا لذنوبهم» والتجأوا لحوله وقوته طِفَآتَاهُمْ الله» 
مجازيًا لهم؛ تفضلاً وامتنانًا «نَوَابٍ الدُنیاک من النصر والغنيمة» والفوز بالفتح» والظفر . 
على الأعداء. والسيادة والرئاسة على الأولياء على أحيائهم «وَحُسْن نَوَابٍ الآخرة» 
من المشاهدة والرضا والمكاشفة. واللقاء على شهدائهم الذين قتلوا في سييل الل 
متشوقين إلى الفناء فيه؛ ليتحققوا ببقائه #ؤلاً تَحْسَبَنّ الَذِين توا في سَبيلٍ الله أفّاتا بل 
أخْيَاءٌ 4 [ال عمران:169] عن الایف اھ4 الهادي لعباده إلى فضله في معادہ وبحب 
المخْسِنِينَ 4 [ال عمران:148] منهم: ويرضى عنھم؛ خصوضا الذین احسٹوا قي سیل 
الله ببذل المهج وإعطاء الروح. ^ 

ربنا اجعلنا من خدامهم وتراب أقدامهم. : ٤‏ ا 

ٹم لما أراد سبحانه تثبیت المؤمنین على قواعد الإسلام: ورعلوخهم على . 








سورة آل عمران 313 
وره ل 7 
مقتضصی شعار الدین والایمان: حذرهم عن إطاعة الكفار ومخالطتھم؛ والاستعانة سی 
والاستكاثة إليهم؛ ۽ فقال منادیّا لهم: ٹیا ھا الْذِينَ أَمَنُوا إن تطيعُوا» وتنقادوا 
وتستنصروا من لالْذِينَ كَفَروُوا) بتوحيد الله؛ عتاداء وأعرضوا عن كتبه ورسله؛ استكبارا 
ليَردُوكنْ» البتة بعد إهدائكم إلى الإيمان «عَلى أعْمَابِكُْ4 التي أنتم فيها من الكفر 
والطغيان قبل انكشافكم بالؤيمانء وإن انقلبتم وفَنقلبرا خاسرین4 | ال عمران :149[ 
خسرانًا عظيمّاء فعليكم أن تتركوا موالاتھم وموافاتھم۔ _ 

بل يكفي اله المدبر لأموركم مزلاكم يولي أموركم؛ ويعينكم عليهم 

متى اضطررتم «وَ» اعلموا أيها المضطرون في الوقائع هو حير النْاصِرِينَ4 [آل 
ل 00 
6 ری کا وس کت یری گی ۵ کک س س 
أنَّهُ وفدة: إذ كَحْسُوتهُم يإذندء حَوَّ إدا تلش د وَتَتَرَعْثُمٌ في الْأَصَر 
وعَصصيلتم ين بد بد دما ارک ما جیورت مِنحكم من بے الڑڑسا ونڪ من 
رید د خی سے - مرق ڪڊ لے جارس عہم لیک سس سے کے ک٣‏ ے وا دو 
شواكشية9) إ. [آل عمران:1۱02-101. 
نلقبھہ الرعب ب لت ركو ا المنزه عن الأشباه والأنداد ما لم رل 9 أي : 
أصنامًا وآلهة ما لم ينزل اللہ بسيبها عليهم طسُلْطانا حجة تلجئهم إلى عبادتها 
وإطاعتهاء بل ما اتخذوها آلهة.إلا من تلقاء أنفسهم؛ ظلمًا وعدواناء تعالى عما يقول 
الظالمون 4# ليس لمَأْوَاهُمْ4 في النشأة الأخرى إلا «النَارُ»م الموعود لمن 'أظلم 
على الله واتبع هوام «وبفس4 المثوى 7ص ۰ 
الخارجین عن حدود الله وشعائر توحیدہ. 


رت صَدَفَكُمْ الله4 أيها المؤمنون «إؤغدة» الذي وعده لكم من النصر والظفر 
وقت مد تَحُْسُونْهُم» أي: العد ویحفظ كلا منكم المكان الذي عله رسول الله غ 








يدنه 4 أي: بإذن الله ووحيه بلا ميل إلى الغنيمة والنهب طحَبّى إِذَا فلت ملتم إلى 
الغنيمة؛ وخالفتم حكم الله ورسوله 9وَتَتَازّعْتُهْ في الأمر4 آي: أمر التبادر والتسابق إلى 
الغنيمة «وَعَصَيتُم4 تركتم إطاعة رسول الله 4# من بَغدِ ا أَزاكُم4 آمارات ہ(ئا 
تَجِبُونَ» وتطلبون: وتوعدونه من النصر والظفر المشروط بالتقرر والتمکن وبعد 
رؤيتكم أنفسكم قسمين: طمِنكم من يُرِيدُ4 حطام ٭الڈنیا 4 فترك المرکز وخالف الآمر 
ٹڑمنکم من یُریڈ الَجْرَةی قثبت على المركز وحفظ الأمرء ولم يضطرب عن مكانه. 
'>۔ طزم لما غيرتم ما في نفوسكم من عقد الله ورسوله «صَرَفَكُمْ4 أي: بعدكم 
«غنهم) وعن أموالهم خاتبين» فارين طليبتْلِيكُ» ويختبركم ببلاء الهزيمة» هل 
نستقرون وتثبتون على الإيمان وتصبرون على المصائب الحادثة في حفظه أم لا؟ و4 
يعدما خالفتم أمر الله وأمر رسوله؛ وملتم إلى الغنائم بعدما ورد النهي عن الله ورسوله 
لذ عَفا) الله [غنكُم) ذنوبکم بعد ندامتکم واستغفاركم؛ تفضلاً عليكم وإن كان 
مقتضى جريمتكم استئصالكم بالمرة «واللة4 الهادي لعياده «ذُو فضل* عظيم لِعَلَى 
المُؤْمِنِينَ» [آل عمران:152] تجاوز عن سیئاتکم؛ وإن عظمت بعدما تابوا واستغفروا. 


( © إذ ضَمِدُوت وَلَاكَلَو رك مَل اکر راو مَنخ وط ن 
رکم قائبڪم ڪا َر ڪي روا ع ما کاکٹم وَلا کا 
أصسجَحكُم وَأنَهُ جب یکا سلون 40 ازل یک يرا بر الكو ا فس 
ينشئ ابص سكم ويم فد اعم انم نوک پاظو خر الحَق عن هي 
يعُولُوت ل انا می الأمر من عوَوٌقل إن الأترئلة. يلو نطود ن آنشیہم کا جو5 
بون اوا لار آلاتر کین تاولا ھا كم فى يوب تزه ایی کیب 
لھم القت إل مساجو وم ولت اه مان شڈ ورم محص مان اوک راک 
عليم بذاتِ السُدور 4 [آل عمران:104-103]. ظ ) 

واذكروا أيها المؤمنول قبح صنيعكم: واستحيوا من اللف وتندموا عما صدر منكم 
وقت «إذ تضمِدُونَ4 تذهبون إلى الاباعد؛ خوفًا من العدوء فارين من الزحف٠‏ 
متخالفين لرسول الله ك3 ظوَ» عند ذهابكم وفراركم لا تلود لا تلتفتون على 
أعقابكم» ولا تتعظرون على أَحَدِ من إخوائکم طوالزشول4 8 إل تلك الحالة 











سورة ال عمرات 15 


يَدْعُوكُة» ويناديكم صارحًا: إِليّ عباد اللہ وكان الرسول &# طفِي أَخْرَاكُم4 ساقتكم 
وعصیانکم؛ ٠‏ ولم يلتفت أحد منكم إلى عقبه لإجابة دعائه 38 

ومع ذلك لم تنجوا سالمین ففَأَتابَک چ4 آورٹکم اللہ المصلح لأحوالكم؛ تأديبًا 
لكم؛ متصلاً «غمًا َي آخرء حيث أحاطت بكم الغموم من القتل والجرح والإرجاف 
بقتل الرسول وله وإنما فعل بكم ما فعل للِكَيلا تَحْرَنُوا بعَلَى ما فَاتَكُم» من النهب 
والغنيمة «إولآ ما أَصَابَكُم4 من الفرار والهزيمة؛ ولتتمكنوا أو تتمرنوا في مقام الرضا 
والتسلیم؛ ؛ ولا تخالفوا أمر الله ورسوله «والله4 المدبر لأموركم #خبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ4 
[آل عمران:153] بمقتضى تسويلات نفوسكم الأمّارة بالسوء؛ فيجازيكم بها؛ لكي 
تتنبهوا وتسلموا أموركم إلى اللہ وتتحققوا بالتوحيد الذاتي. 

نة لما تبتم. ورجعتم إلى الله وندمتم عمًا فعلتم «أنزّلَ قلیکم) امتنانا لكم 
وتفضلاً «يَنْ بَعْدٍ الخَم4 المفرط طِأمَتَةک طمأنينة ووقارّاء حيث تورث طنْعَاسَا» رقدة 
ونومًا (ِيَعْشَى طَائِفّة مَكُه» وهم المتحققون بمقام العبودية» الراضون بما جرى عليهم 
من القضاءء لا يشوشهم السراء والضراء «وَطَائِفَة4 من منافقيكم «قذ أَهَمْتْهُمْ 
7 أي: أوقعتهم نفوسهم وأمانيهم في الهموم والخموم المبعدة عن مقام 
انفويض والتسليم إلى حيث (يَظتُونَ بللو» ظا باطلاً غير ظن طالحَی بل (ظَن 
الجَاهِلية4 حيث (تِقُولُونَ4 لرسول الله استكشافًا ظاہراء أو استنکافًا خفیة: پل تن 
مِنَ الأر ¢ أي: أمر الله الذي وعدتنا والنصر والظفر لمن شىء أم الأمر للعدو دائماء 
واليد له مستمرًا؟ 

ٹ4 لھم با اکمل الرسل الا ریکیا: إن الأغر» أي: أمر جميع ما كان وما 
یکون کله ل4 آرلۂ وبالذات بلا رؤية الوسائط والوسائل فى البين» وهم من غاية 
عماهم طيُحْمُونَ في أنقيهم» من البغض والنفاق ما لا يُبِدُونَ لكَ» بل يبدون 
ار خوانهم؛ إذا خلا بعضهم بعضًا حتى طيَقُولُونَ4 متهكمين» مستهزئين: ظلَوْ کان لا 
من الأمر شَنْءٌ ما فلا ها هُتا) مهانينء مظلومين «قُل4 لهم يا أكمل الرسل كلام 
ناشئًا عن محض الحكمة: لا مرد لقضاء اللهء ولا معقب لحكمه؛ ' بل يجري في ملكه ما 
ثبت في علمه. 

واعلموا آنكم لو کشم متمكنين في بیونگم) غير خارجين منها للقتال 
(لبوزم لظهر وخرج البتة هِالّذِينَ كُتِبَ» قدر وفرض في الأزل (عَلَيهِمْ القَثل» في 








316 سورة آل عمران 


هذه المعر كة» مسرعين إلى مَضاجعهم) ومقاتلهم في الوقت الذي قدر بلا تأخير ولا 
تقديم إو« إنما فعل بكم ما فعل «ليبثلي) ويختبر ويمتحن «اللة ما في ضدُوركم) 
أهو من الرضا والإخلاص؟ أم من الشقاق والنفاق؟ ٭ؤلیٔهخض)4 بطھر وبصفی ڈما 
ني قُلوبكْنم4 من الإيمان والتوحيد عن الكفر والنفاق «وَاللة# المطلع لسرائركم 
رضمائر كم هعَلِيمٌ بذات الصُدُورَ؛» [آل عمران:154] أي: الأمور المكنونة فيها. 


نا قل و مسج 
سیوا وقد ما ا نی إن أله مور ريك و با الیب اموأ لا كوا 0 
روا دالا ونو پا روا الاو وکا ری واا منک ما مانا ومافنلوا 
ا سر ف وم واقہ ی یت واه يسا مأ نعم نَ بصي رح وکين 


يسم في سیل الو از متم متھ لممفرد ین اق وََحمَة خر ينا مشو )ا € [آل 
عمران: 100 ا 


«إِنَّ الّذِينَ تَوْلّؤا4 استدبروا وتخلفوا منكم) أيها المؤمنون؛ ترهيبًا وجبئاء بلا 
كفر ونفاق «يؤْم» وقت «التقى الجَمْعَانِ4 الصمّان للقتال ؤِإِنْمَا اسْترّلهُمْ الشِْطَانُ» 
وأزال قدمهم عن التثبت والتفرد 9ببَغضٍ فا كَسَبوا© بشؤم بعض ما كسبواء بتسويلات 
نفوسهم التي هي من جنود الشیطان لو بعدما ندموا واستغفرواء وأخلصوا الرجوع 
إلى الله #لقذ غفا الله غَنْهُمْ4 بلطفه طإِن الله4 العفو عن ذنوب عباده طغْفُورَ» سثار لهم 
ما صدر عنهم من الآثام ط٘حلیغ*ٌ [ال عمران:155] لا يعجل بالبطش والانتقام؛ لیتوبوا 
ويرجعوا. 

«يَا أيُها الذين آمْنْوا» عليكم أن تحافظوا على مقتضی الإیہان والتوحید؛ ولا 
تنسبوا الحوادث إلى غير الله بل تفوضوا جميمًا إلى الله أصالة حتى «لآ تَكُونُواك أيها 
المؤمنون ©كَالَّذِينَ كَفَؤوا» بالله بانتساب الحوادث إلى الأسباب أولاً وبالذات <وَقَالُوا | 
لإخرانهم4 الذين ماتوا فی حقهم «إذا ضَرَيُو!© سافروا ني الأزض4. للتجارۃ ٢‏ | 
والسياحة «أؤ» قتلواء أو کاوا خُرّی4 غازين فی سبیل اللہ طالبين رتبة الشهادة: ١‏ + 

لو کانُوا4 هؤلاء الميتين والمقتولین متوکلین: متمکٹین فجِتذنا نما نماثوا4 ض٦‏ 5 
الغربة وما قُتِلُوا4 في يد العدو. معتقدين أن ما أصانهم؛ إنما صابهم” من الغزر 2 


. 1 . 
2-۰ 5 
ا‎ r 









8 - . ا بع 
' رة آل عمران JÎ,‏ 


والغربة لا من اللہ وإنما أخطرهم سبحانه بهذا الرأي» وأقولهم بهذا القول #ليجعل 
الة) المنتقم منهم في النشأۃ الاولی والآخری طإذٰلِكَ4 الحزن والآسف بإخشرة» 
مستمكنة في قُلُوبهم »4 وتمرضهم وتضعفهم بها فى الدنياء وتعذبهم في الآنحرة 
ڈرال القادر المقتدرء المستقل في الإحياء والإماتة بي # بلطفه #أويْمِيت ہ٭ بقهره 
بلا مظاهرة ولا مشاركة واللة» المطلع لسرائر عبادہ ٭ہما تغملون* أيھا المؤمنون 
لبَصِيرٌَ؟ [آل عمران:156] ناقد خبير» يميز ويصفي إخلاصكم من الرعونة والرياء. 
وأعمالكم من الميل إلى البدع والأهواء. 

لو الله أيها المؤمنون المتوجهون إلى اللهء الطالبون الوصول إلى زلال توحيده 
لين فُيِلُمْ في سَبِيلٍ اللوه طالبين لرضاه إأؤ ّم قبل مونکم؛ سالکین؛ سيّاحين في 
طريق الفناء فيه ظلْمَغْفْرَة4 سترة ساترة لأنانيتكم؛ ناشئة ظمَنَ © ضرب #الله» لكم إلى 
توحيده الذاتي «وَرَحْمَة4 فائضة منهء مفنية لهوياتكم بالمرة في هويته «خير4 لكم 
لإَمًا يَجْمَعُونَ4 [آل عمران:157] وتدخرون أنتم لأنفسكم بهوياتكم الباطلة؛ وإن 

كنم خيرين فيها. 
وكين مم أوميلئم إل مه ترون 2 سارائ لت لَه وشت 













er‏ 2 ہے كه م ل سم أيهم * ساح و سدس جحت ج وو ع صر عم ل عم يل ی سے 
فنا غليظ القلب لأنفضوا مِنْحولك فَأَعَف عنہم واستغفر هم وَسَاورْهم في الأ فإذا عرمت 


کول می الو ان الله موب المت وین (ع)) ان پتصرق الد فلا ڪالب لک و إن يح کم فمن 
دا لی ینصرکم دنابعدو۔ وعل الله فلیکوکل المُوْمِتونَ 4 [آل عمران:160-108]. 
إو الله أيها الموحدون المخلصون لين مُه في طريق الفناء «#أؤ كُتَلتُمْ» فيه 
في يد الأعداء «إلإلى الي لا إلى غيره؛ إذ لا غير «اتخشزون [آل عمران:158] 
ترجعون رجوع الظل إلى ذي ظل. 
ظفْيمَا رَحْمَةِ4 أي: فبرحمة نازلة لك يا أكمل الرسل لمن الله» المرسل لك؛ 
رحمة للعالمين لئت لهم حين مخالفتهم عن إطاعتك واتباعك لوَلؤ كنت فظا4 
سيء الخلق (غَليظ القلب» قاسيه «لانشُوا4 تفتوا وتفرقواالبنة من خَؤلك4 وإذ 
أذوك؛ جهلاً وغفلة طفَاغف عَْهُم تلطفًا وترحمًا على مقتضى نبوتك. 
١1‏ ظو» بعد عفوك ظاسْتَْفِز لَهُم» من الله ليغفر زلتهم؛ لأنك مصلحهم ومولي 
أمرهم «إو» بعد عفوك عما لك» واستغفارك عما لله ظِشَاوِرْهُمْ في الأمر» أي: الرخص 


318 سورة آل عمران 
عرفت( فالعزيمة لك خاصةء بلا مشورة الغير (فتوكّل) في عزائمك طِعَلَى الوم 
واتخذه وكيا ولا تلتفت إلى الغير مطلفًا إن الله) الهادي لعباده يجب المئوكلين) ' 
[ال عمران:159] المتخذين الله وكيلاء المفوضين أمورهم كلها إليه: 
قل يا أكمل الرسل إمحاضًا للنصح: «إن يَنَصرْكُمْ اذه المولي لأموركم 
الله وكنف حوله وقوته «وإن يَخْذْلكُه4 بقهرة وسخطه ظقْمَن ذَا اللي يَنْصْرْكُم بَنْ 
َعْدِه4 أي: من بعد قهره وبطشه طِوَعَلَى ال4 المعز المذل القوي المتين (ِفَليتَوَكلٍ 
المُؤْمِنُونَ4 [آل عمران:160] في جميع أمورهم حتى خلصوا وأخلصوا. 
ا ا روت سے لوقه سے صن عبر ے۔۔ کے ا وہ ظ e‏ 
۱ وما کان لني انيل ومن ر بات مال یوم لقم م و صل نقیں بَا 
. کسبت وھم لا یظلموں 7) اقمي انیم رِضو ناف کمن بآ ِسخع وِن او وماونه جھی 
یسال ا هم درجت ند امو واف مو ما یدملورک )قد من َه حل 
المؤمضي 5 بم فيه وَسُولا من أطي يلوا لم ايكيو. وركيم وَيُمَلْمَهُم 








از ٣ق"‏ ھت کچ ا 















(1) قال الشيخ البقلي الشيرازي: نصر اللہ سكيته وقعت من نور تجلي الحق سبحانہ في قلوب 
العارفین؛ حيث توجهت من الحدثان إلى جلاله بنعت التضرع في عظمته وكبريائه؛ فلما تلإست 
أنوار الغيب مع تور اليسط والرجاء؛ فقوبت بها الاشباح فأيدت لهم بحلول الأزل وقرته» فحیتطذ 
انحسرت جنود القهر بسطوة الهيبة عن معارك عاكر اللطف»: وذلك قوله: #سبقت رحمتي 
غضبي٠٠‏ وحقائقه مشروحة في ترقي مقامات دنو الي و وذلك إشارته في سجوده بقوله: 
«أعوذ برضاك من مخطك وأعوذ بمعافاتك من عقويتك وأعرذ بك منك؟ نصر الله في المريدين 
نوفيقهم في قمع الشهوات؛ ونصره في المحبين نور اليقين من تبسم فلق صبح الأزل بتعت 
المداناةء ونصره في العارفين انفتاح كنوز أسرار علوم المجهولة بمفاتيح کشف المشامدات: قال . 
بعضهم: إنمًا يدرك نصر الله من تبرأ من حوله وقوته واعتصم بربه في جميع أسبابه؛ لان مَنْ 
اعتمد على حوله وقوته ورأى الأشياء متةف: فإنه مردود إلى حول الله وقوته وعلمه: قال الإستاذ: 
نصرته بالتوفيق بلا أشباحء ثم بالتحقيق. للارواح. ويقال: ينصركم بتأبيد الظاهر» وتسديد 
السرائر؛ ويقال: النصرة إنما يكون على العدوء وأعدى عدوك نقسك التي بين جنيك التصر 
على تهزم دواعي فتنتھا بعواصم رحمتہ حتى تنقص جنود الشهرات بهجوم وقود المنازلات: ] 
فتبقى الولاية خالصة عن شبهات الدواعي التي عي أوصاف البشريةء وشيلات النفوس وآمانيها 1 
التي عي آثار الحجبة وموانع القربة. ۱ 





ىو 
1 . 
۱ 
ڈ٣‏ 
لے - 
رھ 
J‏ 












الک وَالْحِحكْمَةَ وَان کاوا من مَل لی ص کل سبدِنِ ا 4 [آل عمران:161- 
4). 


م لما نسب المنافقون إلى رسول لله 36 ما برأء الله ذيل عصمته عنه من الان 
والغلول» رد الله عليهم في ضمن الحكمة الكلية» الشاملة لجميع الأنبياء؛ إذ مرتبة النبوة 
مطلقًا مصونة عن أمثال هذه الخرافات» فقال: ظوَمَا كَانَ» أي: ما صح وما جاز لبي 
من الأنبياء خصوضا خاتم النبوة والرسالة ك أن عل يخون ويحيف بالنسبة إلى 
أحد هوَمَن يَغْلّلُ» أحدًا من الناس (يأتٍ يما غَلّ يوم القِيَامَة4 أي: تأتي مغلولة مع ما 
غل فيه على رءوس الأشهاد لدُمْ تُوَفى كُلُ نَفي) مطيعة آو عاصية جزاء ما كَسبَث) 
أي: يعطي جزاء ما كسبت وافيًا هوَهُمْ»4 في تلك الحالة «لآ يُظلمُون) [آل عمران: 
7] لا ينقصون من أجورهم؛ إذ لا ظلم فيهاء بل يزاد عليها تفضلاً وامتنانًا. 

«أقمن اتبَعَ4 انقاد وأطاع ظرِضْوَانَ اللو أي: رضاهء ورضي الله عنه؛ لتحققه 
بمقام الرضا ومأواه جنة التسليم ظكَمَنْ بَاة4 رجع وقصد بكفر وظلم مستلزم 
خط4 عظيم من اله و) بسببه «مَأواء جهنم البعد والطرد يئس المصيز) [آل 
عمران :2 ] والمنقلب مصير أهل الكفر والظلم وحاشا ليسوا كمثلهم. 

بل ظهُم» أي: المتابعون رضوان الله ظدَرَجَاتٌ» عالية عظيمة #عِندَ الله حسب 
درجات أعمالهم الصالحة «واللة4 المطلع لحالات عباده لبَصِيرُ بمَا يَعْمَلْرنَ4 [آل 





(1) للآية تفسيران: الأول أزلنا الأحقاد التي كانت لبعضهم على بعض في دار الدنيا بتصفية الطباع 
وإسقاط الوسواس ومنعه من أن يرد على القلوب» فإن الشيطان مشغول بالعذاب: فلا يتفرع 
لإلقاء الوسواس فلم يكن بينهم إلا التوادد والتعاطف. عن علي كرم الله وجهه: إني لأرجو أن 
أكون آنا وعثمان وطلحة والزبير منهم. الثاني: أن بجرجات أهل الجنة متفاوتة بحسب الكمال 
والنقص : فالله تعالى أزال الحسد:عن قلوبهم حتى إن صاحب الدرجة الناقصة لا يحسد صاحب 
الدرجة الكامئة فيكون هذا في مقابلة ما ذكره الله تعالى من تبريء بعض أهل النار من بعض 
ولعن بعضهم بعضاً وليس هذا ببديع ولا بعيد من حال أهل الجنة» فإن أولياء الله تعالى في دار 
الدنيا أيضًا بهذه المثابة بحسن توفيق- الله تعالى ونور عنايته» وهدايته كل منهم قد فئع بما حصل 
له من نعيم الدنيا وطيباتها لا يميل طبعه إلى زوجة لغيره أحسن من زوجته ولا إلى لا مشتهى 
ألل مما رزقه الله » وكل هذا نتيجة فلكه الرضا بالقضاء والتسليم لامر رب الأرض والسماف 

فيموتون كذلك ويحشرون على ذلك وفقنا الله لنيل هذا المقام ببركة أولئك الكرام. |تفسير 

.])422 /3( التيسابوري‎ ٠ 


320 سورة آل عمسران 





عمران:163] يجازيهم على مقتضى عملهم» إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. 

والله ولف ص ن¿ ال منة عظيمة ا علی الغؤبنين4 المخلصين (إذ َه بھُث کی 00 
غل ويسمعهم أو لا وو على و حلة ذا «زيزئيهم) ثانية عن وسوسة 
شياطين الأهواءء المضلة عن طريق التوحيد «وَيْعْلَمُهم) الا الكًابَ) المبيّن لهم 
طريقة تصفية الظاهر؛ وما يتعلق بعالم الشهادة «وَ4 رابعًا يعلمهم طالْحِكْمَة4 المصفية 
للباطن عن الميل إلى الغير والسوى؛ الموصلة إلى سدرة المنتهى التي عندها جنة 
المأوى إن کانوا فن قبل» أي: قبل انكثاة فهم بالمرانب الأربعة طلفی ضلال بین 
|ال عمران:164] وخذلان عظيم. 

نبهنا بفضلك عن نومة الغافلين. 

ارتا سم تیب تک َنم دكا كلم أن دام وین ند لشي" 
3 أل لك کن رقرب ٥7‏ اسیک مات تتن ونو اریت المي 
© وبحم الزن تارا َل م تاا اران یلا مّوآر دعا لوا لو عتم تَا 
3 هم لنحكفر يُوْمَيذٍ اقرب مهم للإيمين يقولورت ومهم کا س ل 
قوبہم وافه اعلم بنا یکتمون ) الزن الوا لاخوانہم وَكَمَدوا لو اطلاغونا ما فیاوا شُل 
ادر وا عن نشي ڪڪ الْمَوْتٌ کن کے صر صدِفَت OE‏ [آل عمران:168-160]. 

«أز لیا اصضابکم قُصِيبَة 4 أي: أتيأسون وتقنطون من فضل الله عليكم أيها 
المؤمنون حين أصابتكم مصيبة يوم اُحد ولا تذكرون نصره يوم بدر؛ ؛ إد (نذ أسيثم» 
فيه لمَثْليَهَا4 إذ قتلتم سبعين وأسرتم سبعين؟ (فلئع» من غاية حزنكم وأسفكم: ڑائی 


هَذا» أي: : من ين حدث لنا هذه الحادثة الهائلة ونحن قد وعدنا النصر والظفر؟ تل4 
لهم يا أكمل الرسل إلزامًا وتبکیئا: ٭لھُو ِن عِندٍ أَنفْسِكُمْ» بعدم تثبتكم وتصبركم على 
المكان الذي عينكم رسول الله ل وعدم وفائكم على العهد الذي عاهدتم معه؛ أو من . 
الفدية التي أخذتم يوم بدرء مع أن الأولى قتلهم واسخصالھم فإإِن الد المطلع على ' 
جميع مخايلكم طِعَلَى كُلَ شَنْءِ» من المصيبة والإصابة طقَدِيئٌ» [آل عمران:165]. 1 
ط» اعلموا أيها المؤمنونء الموقنون بقدرة الله على عموم الالأّعام والانتقام أن .' نير 


E 1 
R=. 
ہلل‎ ۴٣ - ۰ 

















سورة آل عمران 321 
ما أَصَابَكُةٍ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَان» الصفان يوم أحد طفباِدنِ الو المنتقم منکم؛ 
لتغييركم ما في ضميركم من نية التقريب بالميل إلى زخرفة الدنياء واتباع الهوى و4 
إنما يبتليكم الله بما ابتلاكم طلْيَعْلَّم4 وليميز ظَالمُؤْمِنِينَ4 [آل عمران:166] الذين ثبتوا 
على الإيمان» واستقروا على شعائر الإسلام من غيرهم. 

9وَلِيَعْلّم4 ويفصل أيضًا طالَّذِينَ َاقْمُوا4 أظهروا النفاق مع الله ورسوله و4 
ذلك حين ظقِيلَ لَهُم تَعَالَوا فَاتِلُوا في سبيل اله مع أعداء الله إلى أن تستأصلوهم #أو 
اذنفٹوا4 ضررھم عن المسلمین لقلوا4 في الجواب على مقتضى نفاقهم المكنوز في 
قلوبهم: «لو غلم مساواة بینکم؛ > أو مضاعفتهم إياكم بمثلين فنسمي ۋالا فادن 
ولاتبَغْتاكة 4 بل هم بأضعفكم عَددًا وعُددًا وما نم عليه؛ إنما إلقاء النفس في التهلكة 
لا المقائلة» فكيف اتبعناكم؟. 

طِهُمْ4 بإظهار هذا القول «للكفر يَوْمَعْذْ قرت مِنْهُمْ لِلوِيمَانِ4 لأن القول 
مناسب؛ء مطابق لكفرهم المكنون في قلوبهم دول إیمانھم؛ مجرد القول الذي 9يَقُولُونَ 
ََفوَاجھم4 تلبیشا وتغریڑا ظا لَيسَس في فلوبَهغ4 من القبول والإذعان ظوَاله4 المطلع 
لضمائركم «أغلَمْ4 منھم: فهم فإبِمَا يَكَتُمُو ن4 [آل عمران:167] فی قلوبهم من الكفر 
والنفاق يجازيهم على مقتضى علمه. 

هم طالْذِينَ قالُوا4 من غاية نفاقهم وشقاقهم ظلإِْوَاتِهِم4 أي: في حق إخوانھم 
الذين خرجوا مع المؤمنين وقتلوا «وَ» الحال أنهم قد. ظقَعَدُواغ في مساكنهم؛ 
وتخلفوا عن رول الله #: «لو أطَاعُونًا4 هؤلاء المقتولون فی القعود والتخلف ”ما 
يلوا كما لم تقتل: واعتقادهم أن القعود سا النجاۃ: والخروج سس القتل: ٠‏ ولم 
يعلم أن للموت أسباب» وللنجاة أسباب لا يدركها إلا هو» وكم من قاعد قد مات 
وقتل» وكم من خارج قد نجا وإن اقتحم؛ والعلم عند الله ظقُلٌ» لهم يا أكمل الرسل 
تبكينًا إن قدرتهم على الدفع: ظفَاذْرَءُوا» فادفعوا ظعَنْ أَنفسِكُع المَؤْتَ» المقدر لكم 
من عند الله إن كنم ضادقين).[آل عمران:168] أيها الكاذبون. 
ظ $ ولا سیا بن فیاوا ن سبي لآو آمو وا بل اسيا عند رَو ھم رفوت ح) دري 
بمآء ئے الک نی ریش بن ل لحمو م من مَلْفهح ألا حَوَفٌ ڪلم وک 
۷ یرود پیز ن آنه قصل أن أله لا بيع لجر الْمومِينَ 





322 سورة آل عمران 
ی کارا یہ ارول م تد مآ صا الف لادی سوا متمم وتوا کر 
ع ا َال لھم الاس إن الئاس مد جَمَموا لثم كخكوه فَرَادَهُمْ یما الوا 
حسما اة َم وڪيل 4W‏ [آل عمران:173-169]. 

وبعدما بحن سدحاته جرائم المؤمنين يوم أحد ودلتهم ومتابعتهم للمنافقين في 
التخلف عن رسول اللہ والمیل إلی الغنیمة وترك المرکز مع کونھم مأمورین على 
خلافهاء أراد أن ينبه عليهم سرائر الغزو والشهادة فيه؛ وبذل المھج في سہیله؛ فقال 
مخاطبًا لرسوله على طريق الكف والنهي؛ لينبه من يقتدي به من المؤمنين؛ لأن أمثال هذه 
الخطابات والتنبيهات إنما يليق لمن وصل إلى ذروة مسالك التوحيد» وتحقق بنهاية 
مراتب التجريد والتفريد بقوله: ولا تَحْسَبَنْ اللِينَ قُیِلوا في ضہیل اللو4 باذلین أرواحهم 
في طريق الفناء؛ ليفوزوا بشرف البقاء «أنوّاتا© منقطعين عن الحياة والحركةء كالأموات 
الأخر <بل) هم [أخيَاء) ذو أوصاف وأسماء آزلية أبدية» مقربين بها عند رَبَهِمْ4 
الجامع لجمیع الأوصاف والأسماء ؤِيُرْرَقَونَ4 [آل عمران:69 و۵ بھا من عندہ. 

ظفرحِینَ بمَا اَنَامُم الله4 من موائد المعرفة والاحسان بواسطتھما من فضله 





(1) من لطائف ما ذکرہ البقلي في «العرائس» قوله عند تفسيره هذه الآية: ييه الخلق أن مَنْ قُتِل في 
سبیل العشق بیوف العشق انسلخ من الحدث إلى القدم» والتبس بنور الازل من الأازلء فلما 
بلغ نعت الأولة واتصف بصفة الأزليةء يصيز منعونًا بنعت الأخروية موصوفًا بوصف الاأبدية؛ 
لان صفات الحق جل سلطانه واحدة في الوحدانية خارجة عن الجمع والتفرقة» فيضها في 
الأفعال تفرقة مع الأسماء؛ ونورها في العينية جمع لأهل الوحدةء ومحل أن وصل نور الصفة 
فيكون خارجًا عن الصفة الأولية صفة؛ والآخروية صغة» والآخر أول في النعتء فِمَنْ كان نعته 


أولية فيكون نعته أخرویق وإذا خرج من الحدثان إلى جمال الرحمن لم يجر عليه صفات ‏ 


الحدث بعده عن صفة الموت والفناء» بل يصير حيًا باتصافه بحياة الحق» وحياة الحق أبدي؛ لم 
يجر عليه علل حياة الإنساني وموت الإنساني» وهذا من فيض نور مشاهدته وعنديته؛ لأن مقنول 
اليف التجلي يحيا بقبض القربة والعندية؛ ومَنْ يكون في العندية كيف يفنى ويموت وهو 
مشاهد في شهود الحق إياه ورزقه فيض مزيد مشاهدة الحق؛ وزيادة انصافه ببقاء الحق» وفرحه 
بتيل بقائه من بقاء الحقء ومن قُيِلَ بسيف الإرادة فهو باقٍ ينور القربة» ومَنْ فيل بسيف المحبة 
فهو باق في سنا المشاهدة؛ ومَنْ فل بسيف المعرفة فهو باق في آنس الوصلةء ومن فيل بسيف 
التوحيد فهو باتي بالوحدة في الوحدة وحياة هؤلاء من تجلي الأزلية وشهادة هؤلاء بغيرة ألعزة؛ 
غار عليهم فأفتاهم» وأحبهم فأبقاهمء قال ابن عطاء: المقترل على المشاهدة باق برؤية شاهده. 
والميت مَنْ عاش على رؤية نفسه ومتابعة هواه. ْ 











سورة آل عمرات 323 


دائمّاء خالدین فیھا ظوَ٭ مع تلك اللذة والفرح «يَسْتَبِشْرُونَ4 يطلبون البشارة والشفاعة 
من اللہ فإبالَدِينَ لَمْ یَلْحَفُوا پھم يّنْ خَلَفْهعغ٭ من إخوانھم الذين بقوا من خلفهم في دار 
الدنیا التي هي دار الخوف والعناءء محل الخطر والفناءء قابلين لهم منادين» منبهين أن 
ا خؤزف ف عَلَيهِهْ4 لم یلحقوا بنا ولا هُمْ يَحْرَّنْونَ» [آل عمران:170] لم یخلصوا 
عن الدنيا ولوازمها. 
بل ويشتبشرون) دائمًا لأنفسهم ولإخوانھم طینعمَة بَنَ الله وَفْضلٍ4 جزاء لما 

جاهدوا في سبيله وفضل مع عطاء منه؛ وامتنانًا عليهم من لطفه و اعلموا آيها 
العاملون؛ لرضاء اللہ المجاهدون في سبيله أن الله لآ يُضِيعُ أخْرَ المُؤْمنِينَ4 [آل 
عمران:171] الذين يذلوا جهدهم في محبة الله ومحبة رسوله 4 خصوضا. 


<َالَذِينَ اسْتَجَابُوا4 طلبؤا الإجابة ظِلِلهِ وَالرَسُولِ حين دعاهم الله ورسوله إلى 

المقاتلة «مِنْ بَعْدِ ما أَصَابَهُمُ القرح» من العدو بلا مماطلة وتسويف» بل رغبتهم أشد 
من الكرة الأولى. . 

وذلك أن أبا سفیان وأصحانه لما رجعوا من المدینة؛ فيلغوا الروحاء ندموا 
وقصدوا الرجوع؛ ليستأصلوهمء فبلغهم الخبر إلى رسول الله يق فندب أصحابه 
للخروج في طلبهم؛ وقال: لا يخرج معنا اليوم إلا من كان معنا أمس. 

فخرج يل مع جماعة من المؤمنین حتی بلغوا حمراء الآسد: وهي على ثمانية 
أميال من المدينة؛ وكان بأصحابه الفرح والسروں متلهفين؛ متحسریںن للشهادة. 
متشوقين إلى مرتبة إخوانهم الذين استشهدوا في سبيل الله» فمر بهم معبد الخزاعي. 
وكان مشركا يومثئذ» فقال: يا محمدء لقد عز علینا ما أصابك وأصحابك؛ ثم خرج فلقي 
أبا سفیان بالروحاء. فقال له أبو سفيان: ماوراءك پا معبد؟ قال: محمد قد خرج مع 
أصحابه» يطلبونكم على مهور لم أر مثلهم في الجراءة أحدّاء يتحرقون عليكم تحرقًا لو 
لقيتم» قال أبو سفيان: ويلك! ما تقول؟ قال: واللهء ما أراك تحل حتى ترى نواحي 


الخيل» قال: قوالله لقد أجمعنا للكرة عليهم؛ لنستأصل بقيتهم» قال: فإني والله أنهاك 
عن ذلك. 





فألقى اللہ الرعب في قلوبهم؛ فرجعوأ مستو حشين عنهم) لذلك قال سبحانه في 
حق المؤمنين لين أختثوا ببذل امج 3 سل الله روج مع رسوله ینم 


324 سورة آل عمسران 


وهو الفوز بالبقاء الأبدي والحياة السرمدية» وهم من كمال إيمانهم بهم. 

«الّذِين فَال لَهُمْ النْاش» المخبرون لهم؛ ترحمًا وتحذيرًا: إن الناص) يعني: 
أبو سفیان وأصحامه (قذ جَمَعُوا لَكُمْ4 ليكروا عليكم ويستأصلوكم طقفَاخْشَوْهُمْ» حتى 
لا يلحقكم شر العدو ثانيًا «فَرَادَهُمْ» قول المخبرين 9إِيمَانَاك إطاعة وانقيادًا وتسليمًا 
وإحسانا طوَقالوا4 في جوابهم من غاية رضاهم ونهاية تفويضهم: طحَسْيْنَا اللة4 
وكافينا؛ يكفينا عنايته لنا في حياتنا ومماتنا ظوَتَعْمَ الوَكِيلُ» [آل عمران:173] هو 
لمصالحناء نفوض أمورنا كلها إليه؛ نعتصم به من سخطه وغضبه. 


اا بتعمة مِن الہ و ۳ +7 ار © سے و قر ت 
$ کانقہوا پَعمَق ین الو وفصل لم یَمَسَتہُم خوڈ رکرو او وہ ہر تل 


ِبر 109 رڈ کوٹ 2 یاه یبس موم 7 
مز ران ىر نهم أن يَصُروا سيا ريد هلجم لَهُمْ حا 





عَنَابٌ عَفلِيكُ (© ان ان اف الہ الیک پڑے روا اب ظ 


0 [آل عمران:177-174]. 

ولما فوضوا أمورهم إلى اللہ واعتصموا له» واستنصروا منه» وتوكلوا عليه قذف 
في قلوب عدوهم الرعب فهربوا ظفَانَقَبُوا4 رجعوا من حمراء الأسد (بِنِعْمَةِ4 عظيمة 
ومن ال4 جزاء ما صبروا «ؤفضل4 زيادة عطاء لهم تفضلاً وامتنانا؛ لتحققهم في مقام 
الرضاء بما أصابهم من القضاء ولع يَمْسشهة شوء» أصلاً بعدما أصابوا يوم أحد؛ بل 
صاروا غالبين دائمًا على الأعداء إو ذلك لأنهم ف(اتبْغوا رضوَان اللو ومتابعة رسوله 
بلا ميل منهم إلى هوية نفوسهم «طواللة4 المجازي لعباده «ذُو فَضْل عَظِيي4 [آل 
عمران:174] ولطف جسيم على من هو من أهل الرضا والتسليم. 

ِإِنْمَا ذَلِكُمْ» المخبرون المخوفون لكمء هم طالتْيِطَانُ» وأتباعه ما 
9يُخْوَفْ من الاعداء إلا لأؤلياءة4 وهم المنافقون طقلا تَخَافُوَمُعْ» أيها المؤمنون؛ إذ 
الله معكم يحفظكم عما يضركم «وَحَافُون»4 من إطاعة الشيطان ومتابعته» حتى لا 
يلحقكم غضبي وسخطي «إن كنم مُؤْمِنِينَ4 [آل عمران:175] موقتين بقدرتي على 


الإنعام والانتقام. 


ولا يزنك ضرر لين يُسارِعُونَ» يوقعون أنفسهم «إنِي الك 








` ت ل ا 


ا 
5 3 








المنافقین الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم انهم إذ هم بسبب كفرهم لن 
يَضِدُوا اللة شَيْئًا4 بل ضرر كفرهم إنما يعود إليهمء لاحق بهم یرید اللاي المقدر 
لكهرهم «الا يَجْعَل لهُمْ ظا نصيبًا ظفِي4 النشأة «الآخِرَةِ» لذلك أقدرهم على 
الكفر طإز4 هيا لهم عَذَابٌ عَظِيمْ4 [آل عمران:176] هو عذاب الطرد والخذلانء 
والحسرة والحرمان؛ جزاء لكفرهم ونمافهم. 

ثم برهن عليه سبحانه بقوله: ظإِنَ الَِينَ اشترۇا) استبدلوا «الكُمرَ بالإيمان» من 
غاية نفاقهم «إلن يَضْرُوا الله شَيْئَا4 بسبب هذا الاستبدال والاختيار» بل لوَلَهُمْ عَذْابُ 
اگ [آل عمران:177] مؤلم في الدنيا بالقتل والسبي والإجلاء» وفي الآخرة 

2 ولا تبن الذي گفروا أتمانملى هم حير ا تل ممم لدادوا لا 
َك دات میڈ( کک ا یدد لومي عل ماسم اید حيمر لیک من 

سے سرا بے ھچ ار ر ري ٠‏ ص سی سی س 
الط ومان لييمج عَلَ الي ولیک الہ تی من یسل من وکا انآ بأ وز سوہ 
ون تڑوٹوا وفوا لک اجڑ عظای ما وک يسک ال لون یسا تلهم آله ِن 
4 “ سم وم بے کے تح سے کا سی سے می سے بر خر× حر سے کے که اص سے مر 

مو وجي نم بل هو كر ام سیفن ما وا یو َو الیک و لوٹ امت 
و رض افیا تشون بی د آل عمران:180-178]. 

ڈول يَحْسَبَيَ» المفسر بقر اءة: «ولا تحسين» يا أكمل الرسل طالَِّينَ كَفَرُوا أنّمَا 
ثملي لَهُغ أي: إمهالنا إياهم في النشأة الأولى هخَيِرٌ لأنفسِهم» ولهم فيه نفع وعزة؛ 
بل ؤِإِنْمَا هلي لَهُعْ لِيَزْدَادُوا إِنْمَا» موجبًا للعذاب طوَلَّهُءْ4 في النشأة الأخرى ظِعَذَابَ 


هين [آل عمران:178] مذل ومخز؛ جزاء لاستكبارهم واستعدائهم في الدنيا. 


ثم لما اختلط المنافقون مع المؤمنين» وتشاركوا في إظهار الإيمان» والقول به 
على طرفي اللسان بلا اعتقاد منهم وإخلاصء أراد سبحانه أن يبيّن ويميّز المؤمن من 
المنافق» والمخلص من المرائي فقال: لاما كان الله» المطلع لضمائر عباده (لِيَذْرَ 
وليترك ظالمُؤْمِنِينَ4 المخلصين طعَلَى ما أنثُ عَلَيْهِ» من الالتباس والمشاركة مع أهل 
الكمّر والنقاق بحسب الظاهرء بل يختبر ويمتحن إخلاصكم بأنواع البليات والمصيبات 
«حَنَّى يَمِيرّ4 ويفصل طالخَبِيتَ4 المنافق» المصر على النفاق همِنَ الطتب4 المؤمن؛ 


326 سورة آل عمران 
الموقن بتوحيد الله الراضي بما جرى عليه من قضائه. 

طر4 بعد تميزه وفصله سبحانه «امَا كَانَ الله ليُطْلِعَكُمِْ4 أي: جميعكم (ِعَلَى 
الغَيِب 11" الٰذي هو الاطلاع علی خفیات ضمائر عبادہ فوَلْكِنُ اله) المحيط بجميع 
القابليات يجني 4 ويختار إمن رَُسُلِهِ من يَشَاهُ4 بأن يوحي إليه؛ ويلهمه التمییز بین 
استعدادات عباده للایمان والکفر؛ وإذا كان أمركم عند الله ورسله هفَآمِنُوا أيها 
المؤمنون باه المميز لكم أصالة (ورشله) الملهمين بالتمییز بامرہ تما «وإن 
زيوا وتحافظوا على شعائر الإيمان بعدما آمتم (وَتقُوا4ِ عن مخالفاته هفلكم 
عند الله «أجْرٌ عَظِيم4 [آل عمران:179] هو إيصالكم إلى التحقيق بمقام العبودية 
والتوحيد؛ إذ لا أجر أعظم عنه. ظ 

49 من جملة الأمور التي يجب الاثقاء والتحرز عنه: البخل «لآ يَحْسَبَنْ4 
البخلاء هالْذِينَ يَبِخَلُونَ ما أَنَاهُمْ الله من فصل اختيارهم تدخيرًا أو توريئًا لأولادهم 
ذمْوَ) أي: البخل لخَيرًا لَهُم4 ينفعهم عند الل ويثييهم به أو يدفع عنهم العذاب بسببه 





(1) إن لله غيوبّاء غيب الظاهر؛ وغيب الباطن؛ وغيب الغيب» وسر الغيب» وغيب السرء أمّا غيب 
الظاهر: فما أخبر الله تعالى عن أمر الآخرة ولا يطّلع عليها إلا مَنْ بلغ مقام اليقين؛ وصاحبه 
خارج عن شواغل النغوسء وخطرات الشیاطین: لكن لم يكن على حد الاستقامة؛ فرؤية الآخرة 
له تارة؛ لآن اليقين خطرات» وهذا الخطاب بهذا المعنى خطاب الأضداد؛ وأما غيب الباطن 
فغيب للمقدورات المكتومة عن قلوب الاغیاں وذلك الخطاب غطاب أهل الابمان وأما غيب 
الغيب فهو صر الصغات في الافعال؛ وقي هذا المعنى خطاب المريدين؛ وأما سر الغیب فھو نور 
الذات فی الصفة وها الخطاب للمحبين؛ وأما غيب السرء فهو عينية القدم التي لا يطلع عليها 
أسرار الخليقة أبذاء وإذا كان هذا الغيب المذكور في قوله تعالى: 8 اليب وما كان الا لِیْطْلِعکُم 
لی المَنِب 4؛ فخطابه مع جميع الانہاء والمرسلين والملائكة المقرين» والأصفياء الصڈیقین 
العارفين الموحدين؛ لان الازلیة منزّهة عن إدراك الخلائق أجمعين: وخاصية ننا 8# في هذا 
المعنی زؤية رل المعاني ہمت الكشف لہ وابتسام إصباح الأزل في رو جھا؛ ٣‏ بنعت الإحاطة 
وإدراك الكليةء وذلك قوله تعالى: $ وَلَكِنْ الله يَجتبِي من ذُسلِهِ من يََاءْ 4 مثل محمد 8 
وعیسی وموسی وإبراهيم وآدم صلوات الله عليهم أجمعين: وذلك مشر وح في قوله تعالى: 


وعَالِمُ اليب قلا يُظْهِرُ عَلَى هي أخداً إلاً من ازثضی من رُشولِہ [الجن:26:27] قیل: وکا - 


كاذ اف ليِطْلَِكُمْ على اليب وآنتم تلاحظون أشباحكم وأقعالكم وأحوالكم؛ وإنّما يطلع على 
الغيب مَنْ كان آمین السر والعلانیة موثوق الظاهر والياطن؛ ثم يفتح له من طریق الغیب بقدر 
آمانته ووئاقته. آلا تراه یقول: لالم الحْبِ فلا ؛ظھز لی غیيه أخدا إلا ئن ازتقضی لل رُشول4 
[الجن: 27-26] هو الفاني من أوصافه» المتّصف بأوصاف الحق. 











ف ابر م - ٠‏ ۰ سر فی اس 
يل هو شر لھم> ستجلب العذاب عليهم؛ إذ هم «سَيْطَوْفُونَ4 ويسلسلون مع يما 
بَخِلُوا به يَوْمَ القِيامَة4 ويسحبون على وجوههم إلى نار البعد والحرمان؛ جزاء لبخلهم 
الذى كانوا عليها. 

و4 اعلموا أيها المؤمنون «للهم لا لغيره؛ إذ لا غير ظبِيرَاث4 أي: حيازة 
وإحاطة م في لالشَمَوَاتِ# أي : عالم الأرواح و4 م في ڈالأزضِں 4 أي: عالم 
الأجسام تملكًا وتصرفاء لا ينازعه في ملكه» ولا يشارك في سلطانهء له الحكم» وإليه 
الرجوع في جميع ما كان ويكون «واللة» المتوحد المتفرد في ملكوته وجبروته «يمَا 
تَعْمَلُونَ4 من التصرفات الجارية ظِحَبِيُ» [آل عمران:180] لا يغيب عن شيء من 
أفعالكم وأقوالكم. 

ل کت سی اق تول اليرت الوا إن آله مو وی اء گئب ما الوا 
تلهم الأئبيسة يكثر حي وَتمُول وفوا عدا الحریق © َلك يسَاهدَمَت أبريكم 
رآ اھ یی ہلا اید © ایت الوا آل عد تا آلا ؤت 
ِرَسُول حو اهنا شرن ون ا انار پل تن جج زشل جن کیل يليت وَبلتِى 


کم سے سے تی پر کر راس 


لد كن تمرم یکر صرق ان ڪ دوك فق ڌکڌب رسن فيك 
جاو ایت و ابر الک کی المیر )W‏ [آل عمران:1 4-18 18]. 
كما أخبر سبحانه عن علمه بقول اليهود وبقوله: هلْقّدْ سمح الله قَوْلَ الّذِينَ قَالُوا4 
استهزاة وسخريةٌ حين نزل: طمن ذا الّذِي يُفْرِضُ الله فَرْضًا حَسَئًا فَيُضاعِفَهُ4 |الحديد: 
]٦‏ إن الله کیپ استقرض منا ظوَنَحْنْ أَغَِْاةْ4 وبعدما سمعنا منهم سكب ما 
الوا أي: قولهم هذا (ِوَقَْلَهُمْ الأنبياة غير حَقٌ» فيما مضى في صحائف أعمالهم؛ في 
نظم واحدء ونجازي عليهم يوم الجزاء لِوَنْقُولُ» لهم وقت جزائهم: «ذُوقُوا4 أيها 
المفرطون؛ المسيئون للأدب مع الله ورسله طِعَذَابَ الحريق» [آل عمران:181] 
المحرق غاية الإحراق» بحيث يذوق إحراقه أجسامكم وجميع قواكم. ظ 
ولا تنسبونا في هذا التعذيب إلى الظلم والعدوان؛ إذ هِذَلِكَ» العذاب «إيمَا 
قَدّمَث4 واقترفت «أيُدِيكُْ»4 من المعاصي العظيمة التي هي من جملتها: قولكم هذاء 
وقتلكم الأنبياء فيما مضى إو اعلموا أن الة المنتقم من عباده ليس بظلأم» بذي 


328 سورة ة آل عمران 
سس سس ا 


ظلم «للْعبِيدِ»4 [ آل عمران:2 18] أي: للذين ظلموا في دار الدنياء بل جانيم وينتقم 
منهم على مقتضى ظلمهم بلا زيادة ونقصان؛ عدلاً منه. 

والمعذبون بالعذاب الحريق هم الذي قالوا) افتراءً على الله في تعليل عدم 
إيمانهم برسول الله : (إِنْ الله عَهدَ إِلَينا) في التوراة وأوصانا «ألاً نؤْمِنَ4 نقر 
للِرَسولٍِ4 أي: لكل رسول يدعي الرسالة من عنده؛ ويُظهر المعجزات وفق دعواه 
خی باینا4 , في أظهرنا وبين أیدینا طبمز: تان تكله تحيله «النار4 النازلة من السماء؛ 
وذلك أنهم ادعوا أن أنبياء ني إسرائيل يتقربون إلى الله بقربان» فيقوم النبي يدعو 
والناس حولهء فتنزل نار من جانب السماء فتحيل القربان إلى طبعها فجأة» وإحالته نارًا 
علامة قبول اللہ قربانھم. 

«قل4 يا أكمل الرسل تبكيئًا وإلزامًا: هقَدْ جاءَكُمْ رُسْل بن قبلي بالْبيناتِ» أي: 
بالمعجزات الواضحة؛ الدالة على رسالاتهم «وَ4 خصوضا الي َم فلم 
مه4 مع إتيانهم بما افتر حتموهم إن كسم صَادِقِينَ4 [آل عمران :3] بأن 
إيمانكم موقوف على هذه المعجزة. 

إن كدو وأنكروا عليك يا أکمل الرسل فلا تبال بتكذيبهم وإنكارهم <َِقَد 
كَذْبَ شل مّن فبلك) ذو معجزات كثيرة» وآيات عظام ظجَاءُوا» على من ارس 
إليهم «بالْبَيِنتاتِ» الواضحة وال بر أي: الصحف المثبتة فيها الأحكام فقط 
«وَالكِتاب» المبين فيه الأحكام والمواعظ والرموز والإشارات طالمُئير» [آل عمران: 
4 على كل من استنار منه واستشردء ومع ذلك ينكرونهم؛ فمضوا هم ومنكروهم. 


« کل فی ں 5ایک الو وکا زوت اور م يوم لَڪ كْمَن يُعْرْجَعَنٍ 
آلا ر وَأدضِل الجکة ککڈ کا ہکا حَمَرَة الديًا و ئۓ ر © و 
باوت ن اموڪ انشرڪ ولتم مى الین أوثوا الکِکبَ من 
يڪم ون لدی 1: سرا آذ کک ےا ون روا وفوا ق دينک من 
عترم الور 3502 كمد مسق لين ورا التب تنگ يداس ولا کش 
بدو وراء ظْهُورِحِ وَأشترا روہ کا کیل شس ماب شروت 4 آل عمران: 


.]187-0 








سورة آل عمرات 329 

إذ وکل نفْس»4 خيرة كانت أو شريرة ظذَائِقّة4 كأس «المَؤْتِ»# عند حلول 
الأجل المقدر له من عندنا لإوَإنَمَا ‏ تُوَقُوْنَ أجُوزک چ4 تعطون؛ أي: جزاء أعمالكم خيرًا 
كان أو شرا يوم القيامة) التي هي يوم الجزاء فمن زخزح) بعد منكم بعمله الصالح 
عن الثار4 المعدة للفجرة والفساق «وَأدْخلَ» بها «الجَنّة4 التي أعدت للسعداء 
طقَقَدْ فَارَكُ فورًا عظيمًاء ومن لم يزحزح عن النار؛ لفساد عمله» وأدخل فيها بسببه» فقد 
خسر خسرانًا مبيئًا #وَ» اعلموا أيها المكلفون بالإيمان والأعمال الصالحة المتفرعة 
عليه: اما الحَيَاةٌ الدّنْيا4 التى أنتم فيها تعيشون طإإلاً مَمَاعٌ المُرُورٍ» [آل عمران:185]؛ 
يغركم بلذاتها الغانية الغير القارة عن النعيم لا والسرور المستمرء وأنتم أيها 
المغرورون ہم زخرفاتھا لا تنتبھون. ظ 

والله أيها المؤمنون لون ولتختبرن ي إتلاف طِأمْوَالِكُمْ» التي هي من 
حطام الدنیا ط43 إماتة نشیک وأولادكم التي هي الهالكة؛ المستهلكة في ذواتها 
ئ «وَلْتَسْمَعْنٌ ِنّ الَذِينَ وو الكتات من لغ من اليهود والنصاری فإوَمِنْ الْذِينَ 
أَشْرَكُوا4 ممن لا كتاب لهم ولا نی فأدی کثیراً4 يؤذيكم سماعها؛ كل ذلك لتوطنوا 
أنفسكم على التوحيد» وتتمكنوا في مقام الرضا والتسليم وتستقروا في مقام العبودية؛ 
متمكنين» مطمثّين بلا تزلزل وتلوين «وإن تَضبِرُوا» أيها الموحدون بأمثالها 9َتَنْقُوا4 





)1( النفس صم زينها الحق بكسوة الربوبية وملاھا من القھر واللطف؛ وكسي زينة ملكه أموال الدنيا 
امتحانًا للعاشقين» فَنْ نظر إلى نفسه بغير زينة الحق صار فرعونًا نطق لسان القهر منه ب«أتأ 
بكم الأغن» [النازعات:24]ء وذلك مكر القدم واستدراجه؛ ومَنْ نظر إلى ربوبية وفنيت نفسه 
فيها نطق لمبان الربوبية منه كالحلاج - قدّمس الله روحه العزيز - بقوله: آنا الحق» ومثاله فی ذلك 
مثال شجرة موسى ك حيث نطق الحق سبحانه منها بقوله: «إر_- أا اس4 [القصص:30]ء 
نطق بصفته عن فعله» ومَنْ نظر إلى زينة الأموال التي هي زينة الملك صار حاله حال سليمان- 
صلوات الله عليه - لأنه كان ينظر إلى شرف جلاله بإعطاء الملك إياهء ومَنْ نظر إلى خضرة 
الدنا وتابع شهواتها صار كالبلعام. فمثله كمثل الكلب» وأي الاتلاء أعظم من رؤیة الملك 
ورؤیة الریوبیة في الكون؛ لأنه محل الالتباس»؛ فَمَنْ كان محتجبًا بهذين الوسيلتين عن رؤية 
الفردانية» بقي في تهمة العشق خارجا عن نعوت الفردانية والوحدانيهء قال ابن زائيار: 
لبور( أموالكم بجمعها منعهاء والتقصير في حقوق الله فيهاء طوَأْنَقُسِكُمْ» باتباع شهواتها 
وترك رياضتهاء وملازمة أسباب الدنياء وخلوها عن النظر في أمور المعاد. وقيل: إلتبلؤرت ف 
امّلك بالاشتغال بها أخخدًا وإعطاءً. 





330 سورة آل عمران 
ا 


عن الإضرار بها إن ذَلِكَ) الصبر والنقوى يِن عَزْم الأمور) [آل عمران:186] أي: 
الأمور التي هي من عزائم أرباب التوحيدء فعليكم أن تلازموها وتواظبوا عليهاء إن 
كنتم راسخین فيه. 

ثبتنا بلطفك على نهج الاستقامة» وأعذنا من موجبات الندامة يوم القيامة. ‏ | 

439 اذکر یا أکمل الرسل لمن يؤذيك؛ ومتبعيك من أهل الکتاب وقت ظإذ أَعَذ 
الف المرسل للرسلء المنزل للكتب مياق أي: العهد الوثيق طالِْينَ أوُوا 
الكَِابَ؟ أي: أحبار اليهود والنصارى طلمُببئنُة4 أي: الكتاب صريسًا واضحًاء بلا تبديل 
ولا تغيير لئاس ولا تَكَنُمُوئة) شيئًا مما فيه من القصص والعبر والرموز والإشارات: 
وخصوضا من آوصاف اللنبي ق8 طفَتَبَذُوة4 بعدما عهدوه لوَرَاءَ ظّهُورِجِمْ4 وإن كان 
المعهود عند أولي العزائم الصحيحة أن يكون نصب عيونهم طوَاشْتَرَوَا بە4 أي: 
اختاروا بدله فِثمنًا قللاًہ من الرشى من مترفيهم ومستكبريهم؛ حفظا لجاههم 
وراستھم ففبنْنس ا يَشتَزون ۷ [آل عمران:187] تلك الرشی بدل ھا یکتمونہ من 
أوصاف سيدنا محمد #. 

$ کاک يشي يما كوا ويح أن يخس واي لم بتعلوا ملا تمدام 
مَعَاروَيِنَ الْمَدَابِ وََهُمْ داب لی ا وور مك لسوت والارض الہ علق کل 
یوید © کف ڪل الککوت ولاز وَعيكفٍ اليل وهار لكب لَأڑل 
الألببب 00 الْذِنَ يَددروت آل قا وشوا وَل جثوبوم يقرو ن ڪل 
اموت رارض ربا القت هدا بولا َبَلق فو صَدَاباار 2 € [آل عمران: 
191-188[ 

3لا نَحْسَبنَ4 أيها الكامل في أمر الرسالة المنافقين ظالَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا توا من 
الخداع والنفاق مع المؤمنين؛ وإظهار الإيمان على طرف اللسان طوَيُحِبُونَ أن يُحْمَدُوا 
عند إخوانهم يما لَمْ يَفْعَلُوا4 من الإخلاص مع أهل الإيمان» وهم وإن خلصوا عن 


أيدي المؤمنينء ظاهر انخداعهم ونفاقهم قلا تَحْسَبَنْهُمْ بِمَقَازّة© منجاة ومخلص ين ` 


الحذاب) المع لهم في يوم الجزاءء بل (وَلَّهُخ4 فيها طِعَذَابٌ ليع [آل عمران:188] 
مؤلم عن رؤيتهم المؤمتين» المخلصين في النعيم الدائم واللذة الم 








سورة آل عمراتن 331 


لر إن اغتروا بإمهال الله إياهم في النشأة الدنياء لا يمهلون في الآخرة؛ إذ دلله 
مُلْكُ السَمَوَاتِ4 أي: عالم الأرواح «وَالأرْضٍ4 أي: عالم الطبيعة؛ وله التصرف فيهما 
بالاستقلالء كيف يشاء؟ متى يشاء؟ بطسا وإمهالاً «واللة4 المتفردء المتوحد في ملكه 
وملكوته ظعَلَى کُل شَنْءِ» من الإنعام والانتقام هقَدِيرُ4 [آل عمران:189] إكثارًا 
وتقتيرًا. 
إن فی عَلَق المَمَوَاتِ4 أي: الأسماء والأوصاف الفعالة الفياضة «والأزض4 
٭ أي: الطييعة القابلةء المستعدة لقبول الفيض «وَاختلاف اليل أي: آثار القبض 
یہ والجلال طَوَالنْهَار4 أي: آثار البسط والجمال «الآيَاتٍ» دلائل وعلامات دالة على 
0 رقائق المناسباتء ودقائق الارتباطات الواقعة بين الأسماء و الصفاتء المستدعية لظهور 
التجليات الظاهرة في الآفاق بحسب القوابل والمظاهر طلأَوْلِي الألباب» [آل عمران: 
0 الواصلين إلى لب التوحيد» المنخلعين عن قشوره بالمرة.. 
وهم: مالَذِينَ يَلْكْرُونَ اللق4 المتوحد في ذاته في جميع حالاتهم طقِيَامَاكُ قائمين 
وَفُعُودًا4 قاعدين طوَعَلَى جُئُوبهع4''“ مضطجعينء متكتين طوَيَتَفْكرُونَم دائمًا «في 


(1) قال الشيخ البقلي: إِنْ الله سبحانه لما خلق آرواح أهل المعارف أوجدها على كشف جمالهء 
فوقعت كينونة الأرواح على سواطع نور المشاهدة» فباشرت أنوارها صميم الارواح؛ فعشقت 
بالله جماله وجلاله» فلمًا اشترت بالأشباح بقي الذكر والعشق والمحبة معھا عوض المشاهدة» 
ففي كل نفس لا يخلر عن ذكر معاهد 3 ومشاهدة القديم بنعت الشوق والمحبة والعشق» 
وذلك بغير اختيارها ذاكرة للمذکور؛ متفكرة للغيبة والحضورء شائقة عاشقة بنعت الهيجان 
والهيمان على جميع الأحوال؛ مجذوية بسلسلة الوصلة إلى جمال القدم؛ مستغرقة في بحار 
المواجید وآنوار الکواشف:؛ لأجل ذلك وصفها الله بدوام الذكر والفكر على نعت التسرمدء 
وأخبر على قدر عقول الخلق عن أحوالهم بلفظ الذکر والذكر: وذلك نعت قلوبهم وعقولهم 
وأبدانهم؛ وأخفى شھود أرواحهم مشاهد القدس والأنس لطفا وإبقاءٌ ومحبة وغيرة» بقوله: 
الین يَذُكُرونَ الله قیاماً وَفُعُوداً وَعَلَى وھ [آل عمران:191] قيأمهم مقرون بذكر العظمة 
والكيزياء» وقعودهم مقرون بذكر الجمال وحسن الأفضال: واضطجاعهم مقرون بذكر البسط 
والائیساط: والرفاهية في الشوق والمحیف فذكرهم على قدر کشوف الصفات: فكشف العظمة 
هيجهم إلى ذكر الفناء إلى التوحید؛ وکشف الكبرياء هيجهم إلى ذكر الاضمحلال في التواضع 

والتفریدء وكشف البهاء هيجهم إلى ذكر الخمود في الشهود؛ وكشف القدرة هيجهم إلى ذكر 
العجز في العبودية عن إدراك الربوبيةء وكشف الجمال هيجهم إلى الغيية في ذكر الآباد. وعلى 
ذلك كل صفغة لها تجليء ولذلك التجلي عباشرة في قلوب الذاكرين» ولكل ذكر له عمل في 
المقامات» وله حقيقة وجد في ألحالات» ذكر الرضا من رضا الحق والتوکل سن حب الله» وذكر 











! 


استغرقواء وبعدما استغرقوا تاهواء وبعدما تاهوا فانواء وحينئذ انقطع سیرھم؛ فمنهم من 
تمكن في تلك المرتبة واستقر عليهاء ومنهم من صحى عن سكره ورجع إلى بدنه 
مستكملاء قائلاً: ؤِرَبْنَا مَا حَلَقَتَ هَذَا4 المحسوس: المُشّاهد (ِبَاطِلاً» بلا طائل 
#شبخانك4 ننزهك يا ربنا عن مدركات عقولنا وحواسنا هِفَقِنَاكُ واحفظنا بلطفك 
هِعَذَابَ الثا ره [آل عمران:191] التي هي غفلتنا عن مطالعة وجهك الكريم. 





عم کب ضر سے سس مر عي و عع سك سے سم سي الا سے پر سر و سہ 
9 ربا ئك سن تذل ألا ققد رَه وما للوي من انسار © إت 


ا 7 اس 7 7 سرس ر ار یر حم م 
سصسمعنا منادیا ينای للإيمدن ان ءامنوا برتکم فعامنا رتا فاعَغر تا دو ورتا 
ا گے مع مہ پیا سم ف تبر کا ال ا ا ضس نع اک کک ا سر خب تن کے حیحص خر سر گے سس 
سَیکاڑتا ونوفتا مع الا برار (5) ربنا وَءَاؤتا ما وعد تناعق رسؤلف ولا عر ہوم الام ة إل 
0 4 [آل عمران:194-192]. 

ہنا إِنْكَ من تُذخل انار فَقَدْ اغزیتۂ) جعلته في مضيق الإمكان محبوسين؛ 
معذبین؛ مطرودینء فظلموا أنفسهم بالالتفات إلى غيرك ظوَمَا لِلظالِمِينَ4 المستقرين» 
نعوسهم في ظلمة الامکان ومن أنضار» ([ال عمران:192] ینصرونھم ويخرجونهم 
منهاء سوى من أيدت من عندك بإخراجهم من الأنبياء والأولياءء بعد توفيقك إيانا 
بإرسال الرصل. ْ 

وریا نما 2 سُمغنا مُنَادِيا مشفقاء هادیاء مرشذا؛ إد هو ؤيُنادِي » وبرشد 








القهر من جبروت الله؛ وذكر الأفضال من ملكرت الله وذكر الألاء من ملك الله وعلى قدر 
ظهرر الصفات لهم تسرمد الذكر الذي وافق الكشف من الأسماء والصفات والنعوت والقات» 
سبحان مَنْ خض الأولياء بكشوف صفاته؛ سبق ذكره لهم بهذه الفضائل والقربات قبل ذكرهم 
إياه إلى الآزال؛ فذكره جعلهم ذاكرين» ورحمته جعلتهم متفكرين في جلاله وعظمتہ وِمَنْ عاش 
منهم عن حقيقة القدم: صار متصفا بعد الذكر يصفة المذكوره وخرج من مقام الذکر لغيبته عن 
الذكر في رؤية الأزل والأبد؛ فعند ذلك الفاكر والذكر والمذكور في باب الاتحاد واحد في 
شرط الفردانية» والموحد الناكر يفئى ویقی الموحد لا غيرء كما لم يزل في الأزل» وقال 
الواسطي: كل ذاكر على قدر مطالعة قلبه بذكره؛ فمَنْ طالع ملك الجلال ذكره بذلك» ومَنْ طالع ‏ + 
ملك رحمته ذكره بذلكء ومَنْ طالع ملك معرقته ذكره على ذلك ونإ طالم ملك سخطه __ 
وغضبه كان ذكره أهيب؛ ومَنّ طالع المذكور أغلق عليه باب الذكر. 





ؤلِلإيمانِ» تو حيدك قائلة: لأَنْ آمِنُوا4 أيها التائهون في ظلمة الإمكان طبِرَبَكُم4 الذي 
رباكم بنور الوجود هفَآمَنًا4 فامكلنا أمره يا ظرَيّنَا؛ فتحققنا بإرشاده في مرتبة الیقین 
الملمی بو حدة ذاتك» وبعد تحققنا فيها طِقَاغْفِرْ4 استر ظلَنَا ذُنُوبنَا4 أنانيتنا التي صرنا 
بها محرومين عن ساحة حضورك حتى يتحقق بلطفك وتوفيقك في مرتبة اليقين العيني 
×. بمعايئة ذاتك طو» بعد تحققنا فيها كيز طهر طعَنًا يناتا أوصافنا التي تشعر 
* | بالاثنينية بالكلية حتى نتحقق بفضلك وجودك في مرتبة اليقين الحقي و( بعد ذلك 
في طتَوَقْنَا4 في فضاء الفناء ظمَمَ الأبرار) [آل عمران:193] الفانين في الله ألباقين ببقائه. 

رٹنا ثبتنا في مقام عبوديتك وَآيتا ما وعدا عَلّى) لان طرشك من 
الكشوف والشهود وسائر ما جاءوا به» وأخبروا عله ولا تُخْزنًا) تحرمنا يوم القيافة) 
حين لقيناك عما وعدتنا من شرف لقائك ظإِنَكَ چ بلطفك وفضلك على عبادك ڈلا 
تُخْلِفُ المِيعاة» [آل عمران:194] الذي وعدت من سعة رحمتك وجودك على عبادك. 

ہے سے ہے سے و رو 7 کت کے سے سے خی سے 5 ع 8 سرتط ہے 

ل فَاسسَجَابَ لهم رهم أن لا ايع مل عسل نگم قن دگ أو أن بعک َس 
تنيت تال مَاجرُوا وين يدهع وَأومُوا في سیل وکوا واوا كرد 
نهم ساتم ته جلت ری ن نالا نھر واب نند رہ 
عد اتاب (18:نركك تك الیں گکٹرا ن رکد © کے کڈ مه اَم 
سر ے وکس مجر ودس ۱ 
2 وت [آل عمران:197-190]. 

ولما تضرعوا إلی اللہ والتجأوا إلیەہ وندموا عثا ہم عليه لفاشجاب لهم 
رَيُهُمْ4 فاستقبل عليهم بالإجابة قائلا: لني لا أضِيغ عَمَلْ عَامِلٍ4 مخلص. يَنَكُم» 
سواء كان طن ذَكَر أؤ أنقى» إذ لبَغضُكم» ناشئ ظبِنْ بَغْض4 ذكركم من أنثاكم؛ 
وأنثاكم من ذكركم في الإنسائية والمظهرية الجامعة اللائقة للخلافة طقَالَّذِينَ هَاجَرُوا4 
منكم من دار الغرورء طالبًا الوصول إلى دار السرور ظوَأخْرِجُوا4 بسبب هذا الميل 

ا فو ا 

لمن تارمم" المألوفة التي هي بقعة الإمكان طرَأودُوا في سبيلي4 بسبب قتع 











(1) المظلومُ منصورٌ» ولو بعد حین؛ ودولة الحق تغلب دولة الباطل؛ والمظلوم حميدٌُ العقبى؛ والظالمُ 
وشيك الانتقام منه بشديد البلوى: طفَيَلَكَ بُيُوتُهُمْ خَاويّة ما ظَلَّمُرا) [ النمل:52]؛ وقد يجري 
ص الُغیں رعواجھا على القلوب لبعضص الأولیاء وأهل القصة - لم وینخشل لشکان 


334 [ سورة آل عمران " 
لال یف0 0٤0ت.ثیچی‏ ب 0 سسورة آل عصراتن | 


التعلقات» وترك المألوفات (وَقَائَلُوا4 مع القوى الحيوانية «زقتلوا» في الجهاد الأكبر. ١‏ 
(لأَكَيْرن4 لأامحون وأطهرنْ 2 سَيثَاتِهِمْ4 التي هي ذواتهم الباطلة؛ الهالكة ) 
طز لأَذْجِلَنهَ جنات 4 ملا حظات ومكاشفات ومشاهدات (تخري من تختها الأنهارم ۳ 
أي: أنهار المعارف والحقائق دائماء متجددًا ظثَوَابَا4 نازلاً فمَنْ عند الله»4 تفضلا 
وامتنانا الگ المستجمع شتات العباد «عنده خسن الثواب4 [آل عمران:195] 
وخير المنقلب والماب. 
في البلاد4 [آل عمران:196] لا ستجلات المنافع والمتاجر. ‏ : 
اھر (فثاغ قلیل‌4 لذة يسيرة في مدة قصيرة 66ہ عد اتقضاء اتا الارلى | 
0 ظ 
( لك اليب انتزائت كم جکٹ کی یں کیم الائھز کيیرے یوالڑکین ' 
نل الله وَمَاعِنَدَ أن حير دار ارت ودين اهل الڪ َب لمن ومن لہ وَما اَل 
لَك ومآ آنل مم َو یل لا هنتود بات افو مساق اوک لَه 
جرهم عِندَ رَيَهِم إرك اََسَِيغ الکاب © اا آلرہے امنا آضيا 
وصابروأ ورابطوا وأتھوا الله املك لور أن + [آل عمرآن:200-198]. 
لکن الْذِين انقَوا رَبْهُنْ6 عن الاشتغال بزخرفة الدنيا وأمتعتهاء منيبين إليه: 
متوجهين نحوه هلَهُمْ# عنده هِجنَاتٌ متزهات من اللذة الروحانية إتَجْري من تَخْھَا 
الأنْهَارُ من العلوم اللدنية هخَالِدِينَ: فِيهّا نُڑلاً من عِند الله حين وصلوا إليه ط45 
اعلمرا أيها المؤمنون ما عِندَ أله من المثويات المستمرة واللذات الدائمة ظخيرٌ 








القلوب من الأحوال الصافية عنها جلاء» وتستولي غَاغْةَ النفسء' فتعمل في القلوب بالفاد | 
يسبب استيطانٍ الغفلة حتى تتناعى القلوبث للخراب من طوارق الحقائتيه وشوارق الأحوال ۔ٴ 
[تفسير القشيري (200/5)] 








سسسورة ال مسرا سس 
کر( [آل عمران:198] المتوجهين إلى دار القرار. 
هون مِنْ أل الكتاب لَمَن يِؤْمِنْ باله المنزل للكتب المرسلة للرسل 5 لا 

یفرق بین الکتب والرسل اصلاہ بل یؤمن بجمیع ما أنزل إِليكُم 4 من القرآن والرسول 
الذي هر سيدنا محمد نا طوَمَا أَنِلَ إِلَتِهِمْ» من التوراة والإنجيل؛ المنزلين على 
موسى وعيسى - عليهما السلام - وكذا على سائر الكتب المنزلة من عنده؛ لتحققهم 
فی مقام العبودية والتوحيد» وهم في هذا الإيمان والإذعان هخَاشِهِينَ لله مخلصين 
7 

وعلامة خشوعهم وإخلاصهم أنهم «لا يَشْتَرُون باياتِ الله أي: بتبديلها «ثمنا 
قَلِيلا» من الرشى» مثل أحبار اليهود ومتفقهة هذه الأمة فى هذا العصر - خذلهم الله - 
وهم الذين يحتالون في أحكام الشريعة الغراء على مقتضى هويتهم الفاسدة» ويأخذون 
الرشى؛ لأجل حيلهم الباطلة؛ ويسمونها حيلة شرعية» كأنه ظهر ما قال يل: «بدآ غریبّاء 
وسيعود غريًا»“ «أؤْليك» المخلصون» الخاشعون لهم أَجْرْهُمْ عند رَيَهِمْ# يوفيهم 
أجورهم من حیث لا یحتسبون إن ال4 المطلع لضمائرهم ظوسریمغ الحستاب*4 [ آل 
عمران:199] يحاسب أعمالهم: ويجازيهم عليها سريعاء بل يزيد عليهم؛ تفضلا 
وامتنانًا. ئ 


(يا أَِهَا الْذِينَ آمثوايك بتوحيد اللہ مقتضى إيمانكم الصبر على متاعب مسالك 





(1) قوله تعالى: ظوَمَا عِندَ الله خير لَلأبرار) بين الله تعالى رفعة منازل المتقين في الجنان» ثم أبهم 
لطائف العندية لهم؛ بقوله: وما نة الله خَيرٌ لِلأبْرَارٍ» أي: ما عنده من نعم المشاهدة ولطائف 
القربة وحلاوة الوصلةء خير مما هم فيه من النعيم في الجنة» وأيضًا صرح في بيان مراتب 
الولاية أنه ذكر المثقين» والتقوى تقديس الباطن عن لوث الطبيعةء وتنزيه الاخلاق عن دنس 
المخالفات» وذلك درجة الأول من الولایق والأبرار أهل الاستقامة في المعرفةء وبين أن أهل. 
التقوى في الجنة» زالأبرار في الحضر ة. وأيضًا: أعجبوا الأبرار بما وجدوا من أنوار نيران 
المکاشفات: ولطائف المتاجاة» وحقائق المشاهدات بنعت الو جد والحالات»: فأخبرهم أن ما 
هم فيه بالإضافة إلى ما عنده لهم في الآخرة كلا شيء في ذلك؛ وذلك قوله تعالى: «وَمَا عند 
الله خير لِلأْبْرَارٍ4 وأيضًا لا يتعجبوا صورة أحكام أهل الدنيا في طراوتهم؛ وحسن هيثاتهم؛ أيها 
المريدون؛ فإن شدائد مجاهداتك تورث سليم العيش في رؤيتي وقربتي ومشاهدتي. فيل: ما 
عنده لهم خير ما يطلبونه يأفعالهم. 

2 أخرجه مسلم (130/1 »رقم 145).: وابن ماجه (1319/2» رقم 98ء وأبو يعلى (52/11 ؛ 
رقم 0. 


36 سورة آل عمسران 
التوحيد «اضبروا» على مشاق التكليفات الواقعة فيها (وضابوا)"“ غالبوا على 
القوى النفسانية العائقة عن الرياضات المزكية للأهوية الفاسدة (وَرَابِطُوا4 قلوبكم على 
المشاهدات والمكاشفات الو اردة من النسمات الإلهية والنفسات الرحمانية (وَائَقُوا 
الل عن جميع ما يعوقكم ويشغلكم طِلَعَلْكُمْ تُفْلِحُونَ» [آل عمران:200] تفوزون منه 
بما لا عينَ رأتء ولا آذنْ سمعت» ولا حطر على قلب بشر. 

ربنا أفرغ علینا صبزاء وتوفنا مسلمین؛ واحشرنا مع الصابرين المرابطين» هب لنا 
من لدنك رحمة إنك أرحم الراحمين. 

خامة السومرة 

عليك أيها المحمدي المترصد لفيضان الكشف والشهود واليقين» ونزول 
الاطمئنان والتمكين أن تتصبر بما جرى عليك من المصيبات والبليات المشعرة 
للاختبارات الإلهية: وابتلائه عن رسوخ قدمك في جادة التوحيد؛ وصدق عزيمتك في 
مسلك الفناء. وعلو همتك في التحقق بدار البقاء. 

وتربط قلبك بحقك الذي هو أصلك وحقیقتك: مقبلاً عليه: متوجها إليه مجتثا 
عن جميع ما يعوقك عنه من لوازم ماهيتك وهويتك التي لا حقيقة لها عند التحقيق 
والإقرار لما يترتب عليها وعلى لوازمها؛ إذ هي أعراض متبدلة» وأظلال باطلة؛ وإعدام 
صرفة زائلة لا تحقق لهاء ولا آثار لها أصلاً سوى أن الوجود الحق انبسط عليهاء وامتد 
إليها بجميع كمالاته: فانعكس منه فيها ما انعكسء فيتراءى العكوس والأظلال مشعشعة 
متجددة دائمًا بمقتضى تجدد تجليات الأوصاف والأسماء؛ فظن المحجوبون أنها 
متناصللات» وهي عند التحقيق تجل واحد على هذا المنوال. 

ارزقنا بلطفك حلاوة معرفتك وتوحيدك. 

فلك أن تصفي ضميرك عن جميع ما يؤدي إلى التقليد والتخميين» وتفرغ خاطرك 
(!) المصابرة نوع خاص من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه تخصيضا لشدته 

وصعوبته وكونه أكمل؛ وأفضل من الصبر على ما سواہ: والصبر هو حبس النفس عما لا يرضاه 

الله وأوله التصير. وهو التكلف لذلك ثم المصابرة» وهى معارضة ما يمنعه عن ذلك ثم 


الاصطباں والاعباں والالتزام» ثم الصبرء وهو كمالهء وحصوله من غير كلفة. [تفسير حقي (2/ 
33[ 








وسترك عن كل ما يوهم التعدد والكثرة: حتى انشرح صدرك واتسع قلبك؛ لتصير منز لا 
للطان الوجود الذي هو متبع جمیع الكمالات والجود وقملة الواجد والموجود. 
والحوض المورود والمقام المحمود. 


وإياك إياك أن تقتفي أثر وساوس مقتضيات نفسك التي هي أعدى عدوك» وأشد 
ما يغويك ويضلكء بل جميع شياطينك إنما انتشأت منهاء واستتبعت عليهاء فعليك أن 
تلتجئ في الاجتناب من غوائلها بالرشد الكامل الذي هو القران المنزل من عند الله 
على خير الأنام» المؤيد من عند العليم العلام؛ ليهدي المضلين جادةً التوحيد عن 
متابعة الشيطان المريد» ويوصلهم إلى صفاء التجريد وزلال التفريد بتوفيق من الله 
وجذب من جانيه. 





وفقنا بلطفك وكرمك بما تحب عنا وترضى. 


ا السام 


لا يخفى على المتوحدينء المتأملين في كيفية انبساط الوحدة الذاتية على 
صفائح الأعيان الممكنة الفانية للحصرء أن للحق - جل جلاله وعم نواله - بحسب 
وحدته الذاتية ظهورًا في كل ذرة من ذرائر الكائنات؛ ليظهر منها أوصافه وأسماءه 
الكائنة في غيس هويته حسب استعداداتها وقابلياتها. ظ ۱ 

والمظهر الكامل؛ الجامع الذي تلوح منه جميع آثار الأسماء والصفات الإلهية 
على التفصيلء هو الإنسان الكامل؛ لذلك خلقه سبحانه على صورتهء واستخلفه من بين 
بریته» وكرمه على جميع خليقته ورزقه من طيبات معارفه وحقائقه؛ والتفت بذاته نحو 
تخمیرہ: ورباہ بإرسال رسله وإنزال کتبه؛ ليظهر منه جميع ما أودع فيه من الكمالات 
المترثية على أسمائه الحسنى وصماته العلياء حتی يتمكن في مرتبة المخلافة والنیابف: 
ويتقرر على مقر التوحيدء لذلك ناداهم امتنانًا عليهم؛ ليقبلوا إليه» وأوصاهم بالتقوى؛ 
لمتخذوه وقایة وححسمًا. 

فقال متيمنًا: يشم اھ4 الذي أظهر على من استمخلفه بجمیع كمالاته؛ إظهارًا 
لقدرته هالوْحْمَن4 عليه بنشر رتبه وتوريث مرتبته (الرجیم) عليه بإهدائه مبدأه 
ومعاده. 

$ یا الاش اتو ری آلری لگ من ئی وو کی ما روجا وک ونا رجلا 
کی یکا تفا اہ ایی کک کہ اوہ ی اھان ایگ روب (ی) ایی ارک 
تتلا کیک یی وتوا اموق إل مل کن کا کا ری ان خفم الا 
قيا انت اتک امطاب لک د جن الفسلم معع وگلات یح کان من ال امو َة اڑا 
منکٽ ایتک د کار [النساء:1 -3]. 








اسو رت م النساء 339 


يا بها الاش الذين نسوا الموطن الأصلي» والمنزل الحقيقي بزخرفة الدنيا 
المانعة من الوصول إليهء عليكم الاتقاء من غوائلهاء والاجتناب عن مخايلهاء حتى لا 
تنحطوا عن مرتبتكم الأصلية ومكانكم الحقيقي «اتَقُوا» أي: اجتنبوا والتجئوا ربكم 
الي رباكم بحسن التربيةء بأن «خَلقكم» أظهركم وأوجدكم أولاً «يّن تفي 
وَاجدَة4 هي المرتبة الفعالة» المحيطة بجميع المراتب الكونية والكيانية» وهي المراتب 
الجامعة المحمديةء المسماة بالعقل الکلی؛ والقلم الأعلی؛ تکمیلا لباطنكم وغيبكم. 

ولق ينها بالنكاح المعنوي والزواج الحقيقي الواقع بين الأوصاف 
والأسماء الإلهية 9زَوْجَهَاة التي هي النفس الكلية القابلة الفيضان عموم الاثار الصادرة 
من الميدأ المختار؛ تتميمًا لظاهركم وشهادتكم» حتى استحقوا الخلافة والنيابة بحسب 
الظاهر والباطن 49 بعد جعلهما زوجين كذلك بت4 بسط ونشر مِنْهُمَا أيضا 
بتلك النکاح المذكور رجالا كَثِيرًا4 فواعل مفيضات طوَنِسَاءً4 قوابل مستفيضات كل 
لنظيرتهاء على تفاوت دقائق المناسبات الواقعة بين التجليات الحبية على الوجه الذي 
بينتها الكتب والرسل. 

ولما كان الرب من الأسماء التي تتفاوت بتفاوت المربوب: صرح بألوهيته 
المستجمعة لجميع الأوصاف والأسماء بلا تفاوت؛ تأكيدًا ومبالغة لأمر التقوى» فقال: 
لِوَائْقُوا اللةة أي: واحذروا عما يشغلكم عنه سبحانه» مع أنه أقرب إليكم من حبل 
وریدکم؛ إذ هو طِالّذِي تسَاءَلُونَ» تتساءلون وتتنافسون به وتتوهمون بعده.من غاية 
قربه و احفظوا «الأزخام» المنيئة عن النكاح المعنوي والزواج الحبي على 
الوجه الذي ذكره طإِن الله المحيط بكم وبأحوالكم ظكَانَ عَلَيِكُمْ» دائمًا ظرَقِيبَا4 
[النساء: ۲ © حفيظًا يحفظكم عمًا لا يغنيكم إن أخلصتم التوجه. 





(1) قال العارف البقلي: نج الى أي: أيها لاسي عه ازل ر ومبثاق اق القدم بشرط وفاء » العبودية 
5 بقواکہ: ا ب4 وأيضا: أيها الناسي جمال مشاهدتي؛ حیث حيث أخرجت رسک می س 
العدم بتجلي أنوار القدم؛ فبصرتھا بمشامدتی: وأسمعتھا خطاب ازلیتی باشتغالكم على حظوظ . 
البشرية رمأمول الطبيعة. ورأيضا: أيها المستانس بالمستحسنات سن الأكوان والحدئان طلبًا 
لمشاهدتي اعلم أنها أعظم الحجاب؛ لأنها وسيلة حدئية وإيصالٌ إلى أحدٍ إلا بي »> ووؤية الأشياء 
في وؤيتي مكرٌ. وأيضًا: أيها المستانس : في المستوحش من غيري فلا تغرنٌ بي؛ فإنك لي لا لك. 





اليتامىء فعليكم أيها الأولياء واللأوصياء أن تحفظوا مال اليتيم حين موت أبيه أو .جد 
ونزيدوه بالمرابيحة والمعاملف وتصرفوا بقدر الكفاف. 

و4 بعد البلوغ ظطأثوا اليتَامَى4 قبل البلوغ؛ إذ لا يتم بعد البلوغ <أنوَالهمٍ» 
المحفوظة؛ الموروثة من آبائهم #وَ» عليكم حين الأداء أن ظلآ تَتَبِدُلُوا الخَبِيتَ» 
الردیء من أمو الكم «بالطيّب4 الجيّد من أمو الهم 9و4 أيضاء عليكم إن أردتم 
التصرف في أموالهم مقدار معاشهم أن ظلا تأكلوا أموالهم إلى أموالكي أي: مع 
أموالكم مختلطين «إنه» أي: التصرف في أموالهم بلا رعاية غبطتهم ظكَانْ خُوبا 
كَبيرًا4 [النساء:2] إثمًا عظيمًاء مُسقطًا للمروءة بالمرة. 

إن خِفئم» أيها الأولياء «آلا فيطوا) ولا تعدلوا (في) حفظ اليتامى) 
النساء اللاتي لهن مال وجمال فانكخوا ما طابَ لكم مَنَ اليّساءٍي البالغة مقدار ما 
يسكن ميلكم إلى اليتامى وشهوتكم إليهن مى وثلاث وَرْبَاعَ4 أي: اثنين اثنين؛ 








وأيضا: أي: أيها الناسي أنفسكم التي هي مخلوقةً من الجهل بي» فلا تخافون حيٺ ادُعیتم 
معرفتي»؛ ومعرفتي للقدم لا للحدث. وأيضا: هذا خطاب لبني آدم أي: أيها الذين انتسبتم إلى 
ابن الماء والطين الذي اشتغل عني بأكل حبة حنطة حتی بکی علیھا مائتي سنة إيش تفعلون بعدہ 
في مواقف القربة وتنزل المشاهدة بعد المعرفةء فإن عذاب الفراق أليمٌء لو تعرفون أنفنكم لا 
تشتغلون بالحدثان: فإني اصطفيتكم بمشاهدتي وخطابي من بين البرياث» آما سمعتم فولي: 
«ولقد کڑمتا بَبی دَادَمْ "» [الإسراء:170]: وهذا الخطاب خطاب العتاب للعفارقین أوطان 
المأب؛ ألا ترى إذا غضب عظيم على خادمه لم يسم باسمه؛ ويقول: يا إنان. ولا يقول: يا 
حسن: یا أحمد؛ أي أنت على محل الجهل بمرادي منك. والإشارة فيه: إن الله سبحانه عرف أمر 
المعرفة عبادہ حیث اشتغلوا بسواہ: كأنه نبههم عن رمنة الغفلات يزواجر هنا الخطاب؛ ويقول: 
أيها الناقضون عھد المعرفة والعشقء أما تستحیون مني باشتغالکم بغیريء اتقوا من فراقي 
وعتابي. وقال ابن عطاء: أي كونوا من الناس الذين هم الناس؛ وهم الذین أنسوا بەہ واستوحشوا 


مما سوأة. وقال جعفر: أي: کونوا من الناس الذین هم الناس: ولا تغفلرا عن الله ممَن عرقه؛ إنه ۱ 


من الإنسان الذي حص خلقته بما خض به؛ كبرت همته عن طلب المنازل» وسمتِ به الرفعة 


حتى يكون الحق نهايته» ثم إل رَيَكَ آلْمْحَى» [النجم:42]؛ وسمو همته ٦‏ به من 





9 77 











وین مم م ألا تَعْدِلُوا قَوَاجِدَة) أي: فلكم نكاح الواحدة؛ لتأمنوا من الفتنة 
سواء كانت من الحرائر [أؤ ما مَلَكَّث أيمانكم من الإماء» ثم لما لم يكن في الإسلام 
رهبانية؛ لأن الحكمة تقتضي عدمهاء كما أشار إليه ج بقوله: «لا رهبانية في 
الإسلام»' “» نبه سبحانه على أقل مرتبة الزواج الصوريء المنبئع عن النكاح المعنوي 
والارتباط الحقيقي بقوله: ذلك أي: نكاح الواحدة» والقناعة بالإماء #أذنى» مرتبة 
الزواج على الذين يخافون «ألا تَعُولُوا)4 [النساء:3] أي: من كثرة العيال. 


واا صد غ ون طبن لك عن عن ونه ساکع ام پکا )ولا 
اڑا کہ آمو کم ایی جلاک کک تیا زکرم ہا وا کمرخم ورلو کیرک می 2 


ا 1 


ونا لني حَوَه ذا بلا أليكاح کان اک تھے رشا ادوا لیم اوا اہ وآ کا وها 
إضرافاوں بارا آن وا و مر کان عا لعفف ومان قيا كیا کل بالمعموفي فَادا 


دقعم إ م آمو ہاو عام ہم کی با سیا 4 [النساء :6-4]. 

إو إذا أردتم النكاح أيها المسلمون !٢آنُوا‏ الِیْسَاء4 الحرائر؛ والإماء لغيركم 
«صَدَقَاتِِنٌ4 أي: مهورهن طنِخْلَة» به مؤبدًا بلا حيلة وخديعة «فإن طِبْنَ4 هن 
لك لإفراط محبتكم في قلوبهن لعن شَيء) كل أو بعض طبَنْه» أي: من المهر 
فا4 رغبةً ورضًاء لا كرمًا واستحياء ظفَكُلُوهُ» أي: الشيء الموهوب من المهر 
ينا ملالا طمْرِينًا» [النساء:4] طيبًا؛ تقويمًا لمزاجكم؛ لإقامة القسط والعدل الذي 
هو من نحدود ألله المتعلقة بالتقوى. 

ورک أيضًا من جملة الحقوق المتعلقة بالتقوى أيها الأولياء أن دلا تُوتوا 
الشمَهَاء4 سواء كانوا من أصلابكم وما ينتمي إليكم؛ وهم الذين خرجوا عن طور العقل 
ومرتبة التدبير والتكليف ِأمْوَالَكُم التي جَعَلَ اللة» ملكا (لحم» أيها العقلاء المكلفون 
قِيَامَاك سببًا لقيامكم على الطاعة والعبادة و64 لكن ظازْزْفْوَهُمْ4 أي: اجعلوا طعامهم 
وسائر حوائجهم في“مدة أعمالهم (إفِيهَا4 في ربحها ونمائهار9وَاكْسُوهُمْ4 أيضًا منها 





و قال العجلوني في کشف الخفاء (377/2): قال ابن حجر لم أره بهذا اللفظ لكن في حديث 
سعد بن أبی وقاص عند البيهقى أن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السممحة. 
مم 3 


342 سورة الیساء 


و4 إن كان منهم له أدنى شعور بأمر الإضافة والتمليكه ولكن لا ينتهى إلى التدبير 
والتصرف المشروع ظقُولُوا لَهُمْ4 لهؤلاء المخطثين من مرتبة العقلاء طِقَرْلاً مُغرُوكًا4 
[النساء:5] مستحسنًا عقلاً وشرعًا؛ لئلا ينكسر قلويهم. 

و أيضا من جملة الأمور التي وجب حفظها: ابتلاء أو رشد اليتامى قبل أداء 
أموالهم إليهم «ابتلوا) اختبروا وجربوا أيها الأولياء عقول طالتَتَامَّى» وتدابيرهم في 
التصرفات الجارية بين أصحاب المعاملات طحَتَّى إِذَا بَلَهُوا البَكَاحَ4 أي: السن 
المعتبر في باب النكاح. وهو خمسة عشر عند الشافعي - رحمة الله عليه - وثمانية 
عشر عند أبي حنيفة طفَِنْه آنُشئم» أي: أشعرتم وأحسستم 9بَنْهُمْ رُشْدَا تدبيرًا كافيء 
وافيًا للتصرفات الشرعية ظفَاذْفَعُوا إِلَيِهمْ أمْوَالَوُمُ4 على الوجه المذكور بلا مماطلة 
وتأخير: وإن لم تؤنسوا الرشد المعتبر فيهم لا تدفعوهاء بل تحفظوها إلى إيناس الرشد. 

لکن ولا تاوما ِسْرَافا4 مسرفين في أجرة المحافظة طوَبِدَارًا4 مبادرين في 
أكلها؛ خوثًا «أن يَكْبَرُوا4 ويخرجوها من أيديكم ظوَمَن كَانَّ» منكم أيها الأولياء 
فغیٹا4 ذو يسر (فَليّشئغفف) من أكلهاء والتعفف منها خير له في الدنیا والآخرة 
ومن کان منكم طقَقِيرَاة ذا عسر «تليأكل» منها (بالْمَغْروف) المعتدلء لا ناقصًا 

من أجرة حفظ؛ ولا زائدًا عليها؛ حفظا للغبطتين ذِنَإِذًا ذف4 أيها الأولياء يعدما 
آنستم الرشد المعتبر منهم طِإِلَيِهِمْ أَْوَالْهْغ فَأَعْهدُوا4 فأحضروا ذوي عدل من 
المسلمين (عَلیهم) ليشهدوا فيما جرى بينكم وبينهم ظوَكْفَى بالله خیسبا4 [النساء:6] 
أي: كفى الله حسيبًا فيما جرى بينكم وبينه سبحانه في مدة المحافظة» يحاسيكم 
ويجازيكم على مقتضی حسابه. 

ومن خطر هذه التصرفاتء كان أرياب الولاء من المشایخ - قدس الله أسرارهم 
- يمنعون أهل الإرادة عن أمثالها؛ لآن البشر قَلّما يخلون عن الخطرء خصوصًا في 
أمثال هذه المزالق. 

ثبت أقدامنا على جادة توحيدك؛ وجنينا عن الخطر والتزلزل منها بميّك وجودك. 

« لِرْجَالِ تسيب ما رل آلیلدان لاون لیے یی کا ترك لدان 
لاوت یکا کل ون آو گار تیا قروا © ودا حكر الت َة أؤلوا آلشر 
واک الم سی اردقم نة ولوا کنر رل ئر ( 5 

















ْ 
۰ 
1 
: 
2 


سورة النسباء 343 


مور ...سس سس ست 


را ر ضعلمًا افوا کی ا بد لہ ليقو وا 40 
2 [النساء:10-72]. 


ثم لما أمر اولا سبحانه عباده بالتقوی على وجه المبالغة والتأكيدء وقَرَن عليه 

حفظ الأرحام ومر اعاة الأيتامء ومواساة السفهاء المنحطين عن درجة العقلاءء أراد أن 

يبين أحوال المواريث والمتوارٹین مطلفًَاء حتى لا يقع التغالب والتظالم فيها كما في 
الجاهاة الأولى؛ اد روي أنهم لا يرئون النساء معللين بأنهن لا يحضرن الوغى ولا 
بدفعون العدو. 

رد الله عليهم وعيّن لكل واحد من الفريقين نصيًا مفرورًا مفروضاء فقال: 
«للرجالٍِ4 سواء كانوا بالغين أم لاء عقلاء أم سفهاء ظنَصِيبٌ؟ بينهم مفروض مقدر 


٠‏ ويا ر َرَكَ الوَالدَان وَالْأَقْوَبُونَ وَلِلنْسَاءِ4 أيضًا بالغات» عاقلات أم لا ظنْصِيبٌ؟# مقدر 


ھ7 ترك الوالدان وَالأَقْرَ بون ما مَل مِنْه» المتروك «أز كَثْرَ نَصِيبا مَفْدٍ وضا» [النساء: 
7] مقدرًا في كتاب الله؛ كما يجيء بيانه وتعيينه من قريب. 

9و4 من جملة الأمور المترتبة على التقوى: تصدق الوارثين من المتروك ظإذا 

شي حَضْرَ القِسمَة4 أي: وقتها <أزلُوا القزبى4 المقلين؛ المحجوبين عن الارٹ 


«وَاليتاقى» الذين لا مال لهم ولا متعهّد لهم لوَالْمَسَاكِينُ» الفاقدين وجه المعاش 


ِقَازْرُقُوهُم مَنْه4 أي: فاعطوهم أيها الوارثون من المقسم المتروك مقدار ما لا يؤدي 
إلى تحريم الورثة 9وَقُولُوا لَهُمْ» حين الإعطاء طقَؤلاً معْرُوفًا» [النساء:8] خاليًا عن 
وصمة المي والأذى. 
وليخ من سخط الله وغضبه الأوصياء أو الحضار «الذين» حضروا عند 
من أشرف على الموت أن يلقنوا له التصدق من ماله على وجه يؤدي إلى تحريم 
الورثة» وعلى الحضّار أن يفرضوا ل4 ماتوا أو (تركوا م خَلْفِهِمْ ذرَيّة4 أخلافا 
هِضِعَانًا4 بلا مال ولا متعهد طخَافُوا عَلَنِهه4 البتة ألا يضيعواء فكيف لا يخافون على 
أولئك الضعاف الضياع؟! بل المؤمن لا بد أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه بل أولى منه 
ظفَلُْفُوا ا أولئك الحضّار أو الأوصياء عن التلقين المخل لنصيب الورثة 
هوَلْيَقُولُوا4 له ويلقنوا عليه ظقَلاً سَدِيدَا4 [النساء:9] معتدلاً بين طرفي الإفراط 





34 صورة النساء 


ہمہرے.._ہں ں ںار 7 وہ اانساو 
والتفريط؛ رعاية للجانبين» وحفظًا للغبطتين. 

ثم قال سبحانه توبیخًا وتقريعًا على الظالمين المولعين في أكل أموال اليتامى من 
الحكام والأوصياء والمتغلبة من الورثة: «إِنّ الْذِينَ يَأكُنُونَ أَْوَالَ اليتامى ظُلْمَا4 بلا 
رخصة شرعية (ِإِنْمَا يَأكُلُونَ4 ريدخرون في بُطْونِهم نَارَاهِ معنويًا في النشأة الأولى: 
مستتبعًا النار الصوري في النشأة الأخرى؛ وهي نار البعد والخذلان «وَ» هم فيها 
«سَيَضْلَوْنَ4 أي: سيدخلون [إسميرًا) [النساء:10] لا ينجو منها أحد. 


ھن ناما رد منت وده الضف وبي ل ود جما سدس 
سماو إن كن دوواد لر یکی اشوا وورقة, أو َي ْو دكن لخو کان 
اش یں بمّد ویو بو هآ أو يا بالك وتاك لا دروت أي ازيب لكل 
2 ية ر افو إن َه کان احا 1 8 [النساء:11]. 


ثم لما قدر سبحانه على المتوارثين نصيبًا مفروضًا على وجه الإجمالء أراد أن 
يفصل ويعين أنصباءهمء ققال: «ِيُوصِيكُمْ الله أي: يأخخذ منکم العهد ويأمركم 
بمحافظته [في) حق (أزلادكم المستخلفين بعدكم؛ وهو أن يُقشم متروك المتوفى 
منکم بينهم لِلذُكَرٍ مِثْلُ حظ الأنقتين» أي: لأن كل ذكر لا بد له من أنثى أو أكثر 
ليتزوجهاء حتى يتم أمر النظام الإلهي والنكاح المعنوي» ويجب عليه جميع حوائجهاء 
وكذا لكل آنٹی لا بد لها من ذكر ينكحها بعين ما ذكرء ويأتي بحوائجهاء فاقتضت أيضًا 
الحكمة الإلهية أن يكون نصيبهما بقدر كفافهما واحتياجهما؛ لذلك عينه سبحانه هكذا. 

«(فإن كُنْ4 أي: الوارثات طنْسَاء خلضا ليس بينهن ذكورء هن فزق الْتينٍ 
فلن نّا ما ترك المتوفى طوإن كَانْثْ) الوارثة بكًا (وَاجِدَةٌ» فقط لها الضف 
مما ترك المتوفى» وإن كانتا بتتين فقطء فقد اختلف فيهماء فقال ابن عباس: حكمهما 
حكم الواحدةء وقال الباقون: حكمهما حكم ما فوق الاثنين» وعلى هذا يكون لفظة: 
«قَؤقٌ) مقحمًاء كما في قوله تعالی: (فاضربزا ُزق الأَغتاق 4 [الأنفال:12] وکذا عيِن 
سبحانه نصيب الأبوين» فقال: طِوَلْأبَوَنِه4 أي: لأبوي المتوفى طلِكُلٌ وَاجِدٍ قِنْهُمَا 
الشدّس مما تَرَكَ) المتوفى «إن كَانَ لَه ولد ذكرًا أو أنتى طفإن نع يكل لَه وَلَدَ وورئة 















سورة النساء 345 


مت ا اس سه 


وا فَأَہ انث 4 وللآب الباقي» هذا إذا لم يكن له غير الأب والأم وارث. 
إن كن لةه للمتوفى فإإخوٰۃ فَلأمَهِ الُدُس4 أي: تردون الأم من الثلث إلى 
السدس بخلاف الأبء فإنهم لا يرثون معه هذه القسمة والأتصباء المعینة ظمِن بعد 
إخراجه «وَصِية يُوصِي بقانم من ماله للفقراء #أؤ» قضاء دادَيْن» كان في ذمته» وهما 
أيضا بعل تجھیزہ وتکفینہ؛ نم أشار سہحانه إلى أن أمر الميراث وتعیین الانصاء أمر 
تعبدي» ليس لكم أن تتخلفوا عنھا؛ لمقتضى ميلكم وظنكم» إلى أن تورثوا بعض الورثة 
وتحرموا الآخر» بل لكم ألا تفاوتوا بينهم؛ سواء كانوا 8آبَاؤّكُمْ وَأبْنَاوْكُمْ4. 
إذ «لا نَدْرُونَ4 ولا تعلمون جزمًا أيهم أفدتب کم فعا في الدار الآخرة عند 
اللہ فعليكم 1 تتجاوزوا عن قسمهةے اللہ بل انقادوا لها واعتدوها #فريضة# مقدرة 
هِيَنَ» عند اللوي صادرة عن محض العلم والحكمة إن اللة4 المصلح لأحوال عباده 
کان عَلِيما) بمصالحهم «حَكيمًا» [النساء:11] في ترتيبها وتدبيرها. 
- الس سے ری سی ےھ کی ؟ 1: ڑے 
« # کڪ زف ما کر ازو جڪ ن ار يکن لهڪ لد فان ڪان 
له ود نس از کا ترڪ يئ بر وڪڌ بوصيتڪ يها از دي 
رکھ ر آل کا رکٹ إن آم يڪن کم وٿ کان ڪان کم ول فلهن 
سس ہا سح ام ا مس كه مي سك 2 سے م 
اشن یکشخ ین بد وَ یتر نوضوت یھ ادن وإ ن گات رجل يورت 
كلك انت وله اځ ونت کل ور نها اش کان ڪاڪ ۾ 
کوک 8 ضر سمس . م حش ع سر ہس ہے ص ےہ چپ سم سے 5 
ين كَلِكَ مَهُمَ شرڪا ف انل مر بعد وص بوص ا أو دين عير مضار 
وة مناه وا عَلِيكٌ عليه( © [النساء: 12]. 
طوَلَكُع» أيها الذكور «نِضفُ ما نَرَكَ أَزْوَاجكُمْ4 من الإناث إن لم يكن لَه 
ولد منكم أو من غیرکم؛: أو ولد ولد وإن سمل ظفَإن كَانَ لَهُنّْ ولد أو ولد ولد كما 
ذكر طقَلَكُمْ الويُمُ مِمًا تَرَكْنَ هن أيضًا طمن بَعْدِ» تنفيذ طوَصِيَةٍ يُوصِينَ بها) للفقراء 
لاز أداء «ادَيْنٍ4 لازم عليهن لوَلَهُنْ4 أي: للنساء الوارئات طالرُبُعُ مما تَركْئُم4 أيها 
الأزواج «إن لم يكن کُم وَلَدّ) منها أو من.غيرهاء أو ولد ولدٍ مثل.ما مر فان کان 
لَكُمْ وَلَدْ4 على التعميم المذکور طِفَلَهْنْ لثمن مِمًا تَرَكْتّم» ذلك أيضًا همَنْ بَعْدِ» تنفيذ 
طوَصِية تُوضُونٌ يهاب تقربًا إلى الله «إأؤ» قضاء ظدَيْنِ4 لزم علی ذمتکم: _ 





346 سورة النساء 


ان کان المتوفی رَجُل بور ٹ) منه» وكان طكَلالة4 ليس لها والد ولا ولد 
ل[أو انرَأةً4 كذلك وله للرجل طأَمْ أ أختّ» لأم؛ لأن حكم الأخ والأخت من 
الأبوين أو من الأب سيجيء في آخخر السورة» فلا بد أن يصرف ها هنا إلى ما صرف 
طفلکل واحد مَنْهُمَا الشدّش» . من ماله «إفإن كَانوا» أي: الإخوة والأخوات من الأم 
«اكثر بن ذلك فَهُمْ» بأجمعھم فشُرَكَاء فِي الثْلْثِ4 على السوية؛ لاشتراك السبب 
بينهم؛ ذلك أيضا من بَعْدِ إخراج طوَصِيةٍ يُوصَى بها آؤ دن4 يُقضى فعليكم أيها 
الحكام أن تتخذوا هذه القسمة ظغَيْرَ مُضَارَ وَصِيّة»4 عهدًا صادڑاء ناشنًا طمن اله 
لوصلاح أحوال عباده ؤواللة»4 المصلح بین عہادہ لعَلِيم4 بمصالحهم لِحَلية4 
[النساء:12] لا يعجل بالانتقام على من امتنع عن حكمه. 
$ یلت خدوداللم وم بطع لوسو لَه ينض له جندت ترف 
من تَحَيَهَا الأنهدرٌ لیت فیھسا ولاک الو التظرے 7وی 
عص الله ورسوله ومد حدوده یدول کار لدا فیا ولم عذارك 
هيت O‏ [النساء:3 14-1]. 
يلك المذكورات من الأمور المتعلقة باحوال الأموات ط(خذڈوڈ اي 
الموضوعة بينكم أيها المؤمنون بالله ورسوله ومن بطع اللة) في امتثال أوامره 
لتهذيب الظاهر والباطن من الكدورات البشرية والعلائق الدينية [يُذجلة) الله بفضله 
ولطفه جنات) منتزهات التوحيد وهي اليقين العلمي والعيني والحقي تجري من 
نَحْتِهَا الْأنْهَارُ4 أتهار المعارف الجزئية من عألم الغيب إلى عالم الشهادة» وهم لا 


يتحولون عنھاء بل صاروا «خَالِدِينَ فيهًا4 ادا ا0 أي: الخلود فبھاء هو «الفوزٌ: 


العَظِيم 4 [النساء:13] والفضل الكريم: طوبى لمن فاز من الله بالفوز العظيم. ظ 
ومن يَعْصٍ الة4 بإنكار الأوامرء والإصرار على النواهي (وَرَسْولَة4 بالتكذيب 

والإيذاء وعدم الاطاعة لوَیَتَعَذٌ حُدُودَهُ4 الموضوعة بين عياده (إبذخلة) اللہ باسمه 

المنتقم ظِنَارَا4 هي نار البعد والطرد عن كنفه وجوده» قصار طخَالِدًا فيها» بدا وَل 

بعصيانه وإصراره عليه ظعَذَابٌ مُهِينٌَ4 [النساء:14] يبعده عن ساحة عن الحضور. 
أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف. 


! 
: 














سورة الیساء 347 





ثم لما نس سيحاته أحكام المواريث وأحكام أحوال المتوارثین: وعين سهامهم 
وأنصباءهم» أراد أن یحذر المؤمتين عن الزنا التي هي متك جرمة اللہ الموضوعة بین 
الازواجات الحبية الإلهية» واختلاط الأنساب المصححة للأحكام المذكورةء 
وبالجملة: ھی الخروج عن السنة الإلهية التي سنّها بين عباده على طريق الحكمة 
والمصلحة الإلهية الصالحة» المصلحة لأصل فطرتهم التي خلقوا عليهاء وهي التوحيد 
الذاتي. 

والزنا يتصور بين المرء والمرأة الأجنبية المحرمة؛ لذلك قدم سبحانه أمر النساء: 
وین أحكامهن وأحال حكم الرجال على المقايسة؛ لقباحتها وشناعتهاء كأنه استبعد 
سبحانه عن أهل الإيمان أمثال هذه الاثام والجرائم العظام الآخر الناقصات؛ ولانھن 
في أنفسهن شباك شياطين» يصطادون بهن ضعفاء المؤمنين وأقوياءهم أيضاء على ما 
نطق به حديث النبي - صلوات الله على قائله -: «ما آيس الشيطان من ابن آدم إلا 
ويأتيهم من قبل النساء؛' 

قاق باوت آل اچ سے چس ےو ود تک یز ایعة ہت 
إن کیڈوا ان یشک ن الوت ع وهی الوت او مل ا ی سراد ك 
ولان سط ڈوم کرت تاب وکا ہی رط 7 ال 
کان واا ا © تما ابد عل آقہ از به وا ھر ويور 
من قرس ولك وب ب ا علخ اکا عَلیٹًا حَکیا 2 (انس:17-10]. 

طواللاتي يََتِينَ الفاجشة) الفعلة القبیحة التی هي الزناء وهن «إمن سَائِكُمْ 4 
وفی حجرکم ونکاحکم؛ ٠‏ فأخبرتم بها - العیاذ باللہ - فعليکم في تلك الحالة الا تبادروا 
إلى رميها ورجمهاء بل (فاشكشهدوا) اطلبوا الشهداء من المخبر؛ ليشهدو ا هِعَلَيهِنُ4 
بالزناء والمعتبر أن يكون أزیَمَةً مَنكُم4 أي : من عدول رجالکم؛ ؛ بشرط ألا يسبق منهم 
تجسس وترقب» بل وفع مهم النظر بغتة على سبيل الاتمغافق» فيرول ما پرون؛ كالميل 
في المكحلة: مستكرهين» مستعجبين. 





)1( ذكره الحافظ في المطالب العالية (268/9)) عن أبي بكر بن أبي شيبة مرفوعاء وأآخرجه الخرائطي 
في اعتلال القلوب (210)» عن سعيد بن المسيب. ) 






«(فإن شهذوا4 هؤلاء الشهود على الوجه المغهود فعليكم أيها المؤمنونء ٠‏ 
المستحفظون لحدود الله ا تضطربواء ولا تستعجلوا في مقتھنْ وإخراجھنئ؛ بل عليكم : 
الإمساك ظفَامسِكُومُنٌ في البِيُوتِ؟4 التي أنتم فيها بلا مراودة إليهن؟ كيلا يلحق عليكم ۽ 
بالإخراج عار آخرء بل اتركوهن فيها «حَتّى يَتَوَفَامُنُ المؤثُ4 الطبيعي از يَجْغَل اله | 
أي: يحكم الله لِلَهُنْ»4 أي: : في حمهن «سَبيلاً4 [النساء:15] حكمًا مبرماء هذا في بذء 1 
الإسلام؛ ثم نسخ بآية الرجم والجلد. ظ 

ظ(زاللڈان َأتيانها» أي: الفعلة القبيحة التي هي اللواطة» وهما التي والمأتي ظ 
«إمنكُم4 أيها الرجال وهذا أفحش من الزنا؛ لخروج کل منهما عن حد اللہ ] 
وانحطاطهما عن كمال الإنسان؛ لارتكابهما شيئًا لا يقتضيه العقل والشرع بخلاف الزناء ' 
ولشناعتها وخباتها لم يعيّن لها سبحانه حذا في كتابه المبيّن لأخلاق الإنسان» كأن 
هؤلاء ليسوا من الإنسان؛ بل من البھائم؛ بل أسوأ حالاً منھاء لذلك قال: فِذَاذْرحْناإ ۱ 
إيذاءً بليعْاء وتعزيرًا شديدًا حتى يمتنعوا (فَن تَابَا4 وامتنما هوَأضْلحَاي ما أفسد بالتوبة | 
والندامة «فأغرضوا عَنْهُمَا) مستغفرین لھما من اللہ مستشفعين عنھماء غير موبخين ) 
ومقرعين عليهما إن اللة4 المطلع لأحوال عباده المذنبين كان تَوَابَاهِ لھم؛ يرجعهم ١‏ 
عما صذر عنھم نادمین لرُحَيمَافُ [النساء:16] يعفو عنهم. 

ثم قال سبحانه: ظإِنْمَا التّؤبَةُ4 أي: ما التوبة المبرورة المقبولة إلا التوية الناشثة ٢‏ 

من محض الندامة المتفرعة على تنبيه القلب عن فبيح المعصية؛ وهي المصححة ظ 
الباعثة طعلی4 قبول طالی4 إياما النافعة لين( أي: للمؤمنين الذين (یدملوۂ _ 
الشوۃہ4 الفعلة الذميمة لا عن قصد ورويةء ہل جال عن قبحه ووخامة عافيته 
ث4 لما تاملوا وأدرکوا قبھا طمُوبُو ن4 یبادرون إلی التوبة والرجوع ن4 زمانِ 
#قريب4 أي: قبل الانتهاء إلى وقت الإلجاء <تأزليك» التائبون» المبادرون على التوبة 
قبل حلول الأجل (يَنُوبُ الله عَلَيِهِمْ4 أي: يقبل توبتهم بعدما وفقهم عليهاء ولقنهم بها | 
ركان اله المطلع على ضمائرهم (غليما) بمعاصيهم في سابق علمه (خكيئا) ج 
[النساء:17] في إلزام التوبة علیھم؛ لیجبروا بھا ما انکسروا على بس 


لمر کل رق اث او ول ر ا رد ات جج 














72 سس سم ر م کے 


عَدَامًا أليمًا 2 يتايها ألرِسِنَ ءَامَنُوأ مثاا بل لكأن ن ربوأ ايسآ كبا ولا تعضو 
کہا تی ما یشوخ لَه أن يأو کت مق وَعَا رشن امروف فان 
کرھتمو موشن فعس ان قرخأ كيك وكنسل ر ا سڪ ز2 4 [النساء:18- 


.19 


وليشت التّوْيَة» الصادرة حين الإلجاء والاضطرار نافعة لِلِلَذِينَ يَعْمَلُونَ 
السَيئاتِ»4 فی مدة أعمارهمء مسوفين التوبة فيها 9حَتّى إذا حَضْرَ أحَدَهُم المَوْتُ»# 
الملجيع إليها قال متحساء متأسفًا مضطرًا بعدما آيس من الحياة» وأيصر أمارات 
الموت فى نفسه على السكرات: لإي تبث الان على وجه التأكيد والمبالغة؛ وهي لا 
تنفع له وإن بالغ» والسر في عدم قبول الله إياها؛ لأن الإنابة والرجوع إلى الله لا بد أن 
1 يكون عن قصد واختيار» حتى يعتبر عند الله ويُقبل» > لا عن الإلجاء والاضطرار؛ إذ لا 
| يتصف التائب حينئذ بالعبودية والإطاعة وقصد التقرب إلى الله. 
| بل ولا فرق بينهم وبين الكافرين طالَّذِينَ وار ؛ وَهُمِ# في حال الموت 
كما كما كان طأَزلَيِكَ المسوفون: المقصرون في أ مر التوبة فأعْنًا 4 هيأنا باسمنا 
المنتقم في النشأة الأخرى لهم عَذابّا 4 حرمانا وطردًا الا [ [النساء: 18] مؤلمًا؛ 
لرؤيتهم التائبين المبادرين عليها فى مقعد صدق عند مليكِ مقتدر على الإنعام والا نتقام. 
تب علينا بفضلكء إنك أنت التواب الرحيم. 
ثم لما كانت العادة فی الجاهلية إيراث النساء كرمًاء وذلك أنه لو مات واحد منهم 
وله عصية. ألقى ثوبه على امرأة المیت؛ ٠‏ فكانت فى تصرفه وحمايته» وله اختيارهاء 
سواء تزوجها بالصداق الأول أر إكرامًا أو طوغا: ويضر عليهاء ويمنعها إلى أن تُقَدّمِ له 
مثل صداقهاء : ثم أطلقهاء : يه سبحانه على المؤمنين ألا تصدر عنهم أمثال هذا فقال: 
(يَا أَيهَا لی ۲ اڳ بالله ورسوله اترکوا ج ما كان عليكم في جاهليتكم قبل 
الإيمان سیما إيراث النساء» واعلموا أنه طلا جل لكي في دينكم وشرعكم إأن 
تر رتوا اليساءی4 أي: نساء آقاربکم ومورٹکم» وتزوجوهن أو تفدوا منهن رخًا حال 
کوتکم مکرهین» آو هن کارهات لتزویجکم. 
١‏ «و» أيضًا من الحدود المتعلقة بأمور النساء أن إلا تَعْصُلُومْنَ4 مطلقا؛ أي: لا 
ظ 1 يحل أن تضيقوا على نسائكم حين انتقضت محبتكم إياهن. وقلّ وقعهن عندكم إلى أن 


7 













2 


30 سورة اانساء ‏ 


تلجئوهن بالفدية والخلع طِلِتَذْهْبُوا4 حين الطلاق طِبِبَغضٍ ما آنيتُمُوهَنَ4 أو كلها حين 
النکاح إل أن يَأَتِينَ 4 - العياذ بالله تعالى - «بفاجشة»4 فعلة فیحف محرمة عقلاً 1 
وشرعًا طمُبيْئَة4 ثابتة ظاھرۃِ ہو إن لم يأتين بشيء من الفواحش طَعَاشِرُوهُنٌ _ 
ہالنغزوف4 المستحسن عقلاً وشرعًا قان كَرهْتُمُوهُنٌ) طبعًا عليكم أن تكذبوا ظ 
طباعكم المخالفة للعقل والشرع؛ إذ ھی من طفيان القوة البھیمیف لا نبالوا بها | 
وبمقتضاها طفْعَسَى أن تَكْرَهُوا شَيْنَاا بمقتضى طبعكم 9و4 لا تعلمون أن (ِيَجْمَلَ ال 
فيه» بمقتضى حكمته ومصلحته ظخَيرًا مَثِيرًا4 [النساء:19] نافعًا لكم ولغيركم. 





« وَإِنْ أَردتّمُ اسْيِبَدَالٌ روج تحكاري زوج وَمَاتَبْسُمْإِحْدَدْهَنَ قلاا ق 
تَلَمُڈرا منة کیٹا أَتَأحُدُومَه مکنا ونما شیا لن وَکیت تَأَعْدُوته وقد فين 
سڪ إل بمّیں وَلَمَذت ینعم یکا كمي 1160 تکغا ٤‏ ئگ 
اؤ م ت السا | ا ما َد کلت إکھ کان حَحِلۂ وَمَثُٹا وك سکیل ۰ 
4 [النساء:22-20]. 

(ران4 غلب عليكم بمقتضى طبعكم (ارذتم اشييدال زنج4 منکوحة جديدة آ 
ومکان زذج> قد ہمهة أردتم تطليقهاء ٠‏ فعليكم في دینکم ا تأخذوا من ٠‏ المطلقة شیا : 
}4 إن (ائیئم4 حالة النکاح إِخْدَاهْنْ4 أي: کل واحدة منهن إن كن اد من واحدة 
ط(قنطازا) مال کٹیڑا منضداء مخزونا ڈنل تَأَخْذُوا منڎي م القنطار شيا قليلاً نڑا. 
یسیا جِاتَأَحُذُوتهُ4 أي: : من مهورهن أيها المفرطون في متابعة این رفظ تفتر ونه 
عليهن ز4 تکسبون بە طإثماً ینا [النساء :20[ عظیما عند اللہ وعند المؤمنین متین 

(زكيف تَأَحْدُوئَه4 ولا تعلمون إوَ» تستحضرون أنه قد أنْضى» وصل بالمهر 
بَعْضْكُم» ذكوركم (إلى بَغض» إنائكم (ِوَآَحَدْنَ» عهدهن «ينكم» من أجلكم 
ورعاية غبطتكم طِميعَانا غْلِيظًا» [النساء:21] عهذا وئيقا أي ينقصم أصلا وهو ألا يأتين 
بما-حشةء ولا يبدين زيتهن إلا لبعولتھن: وأن يقصرن تظر هن عليكم: ویخدمن وبحسنٰ 
المعاشرة: إلى غير ذلك من الحدود والحقوق. ١‏ > 

ظ4 أیضا من الحدود المتعلقة بأمر التساء أن «لا تَكِحُوا» أي: لا تطتوا ولا 
تجامعوا أيها المؤمنون ما تكح ما وطن «آباؤكم» أسلافكم أواء كانوا مؤمتين أو ٠,‏ 








1 
7 





سورة النساء 351 


ا ا 


کفاڑا ظیِنَ الِسَاء4 سواء کن أمھاتکم أم لاء حراثر ورقیقات لاستھجان ھذا الامر عقلد 


1 وشرعًا ومروءة بل طبعاء بناء على ما حكي عن بعس الحیوانات أنه لا یجامع مع أمه 


البتة كالفرس النجيب وغيره ومن أتى ما نهي عنه فقد استحق مقت الله وطرده إلا قا 
قَدْ سَلّف» سبق من وقوعه قبل ورود النهي إِنّْهُ4 أي نكاح منكوحة الأسلاف طكَان» 
صار طفَاحِشَة4 عظيمة من الفواحش التي منعها الشرع و مع ذلك ظمَمَنًا حرمانا 
وطردًا عن مرتبة الإنسانية» لذلك سمى العرب من حصل منه: المقتى وَسَاءَ سبيلا) 
[النساء:22] لمن أتى به سبيل البعد والخذلان عن ساحة الحضور. 


عصمنا الله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. 


رمت یکم اغ مک ماک وَآَمَوَتّسخمَ وَعَسَكُمْ اکم 
ریات الگ وتات الات راڪم ال آَرِسَّتک رَاَمَوَثکم ںِثت 
اة وحمت ضَآيِكُمْ وَرَبتِتبْصَكُمْ ليق فى حُجُورحكم ين يسَآيكُم 
الت مَكَلشُميهنَ ون لَمْ تکُووا کلٹم پھرکے هلا جتاع عَلِنِحَكُمْ وَحَلٍ 
نايك الین بن ام سکع وآن تَجمَغوا بڑے الشتکتن]. إِلا ماد 
سح سس رہ جر 


ملف رک اکان عهورا رََحِيمًا 4 [النساء:3 2]. 


ومن سّدة شناعته وعظيم قبحه عند الله قلمه سبحانه على جميع المحرمات ثم 


فرعها عليه بقوله: رمث عليكم) في دينكم طِأْمْهَانَكُم)4 أي: نكاحها مطلما 


9وَتائكُم» أيضًا كذلك (ِوَاَحَوَائَكُهْ4 مع من يتفرع عليهن (وَعَمَانَكْعِ4 أنفسهن 
الأخحتٍ» أيضًا كذلك «و» أيضًا حرمت عليكم (أَنْهَانَكُْ) من الأجنبيات «اللأتي 
َرْضَعْتَكُمْ» مصة أو مصتين و4 حرمت أيضًا لِأَحَوَائَكُم مِنَ الوَضَاعَةٍ» إذ يحرم سن 
الرضاع ما يحرم من النسب غالبًا و4 كذا حرمت عليكم ظِأَمْهَاتُ نِسَائِكٌمْ4 لحرمة 
المصاهرة و4 أيضًا حرمت عليكم طَرَبَاتِكُمْ اللأتي في حُجُوركم» حال كون تلك 
الربائب 9ن بِسَاتِكُمْ اللأتي دَخَلَكُم بهن فَإن لم تَكُونُوا دَخَلْكُم بِهِنّْ فلآ جتاح» أي: لا 
ضیق فعَلَیْكُم في تزويجهن «و» كذا حرمت عليكم في دينكم «خلائل أبْنَائْكُمْ 
الْذِينَّ4 حصلوا همِنْ أَصْلابکُغ و» كذا حرمت عليكم «أن تَجْمَعُوأ بيِنَ الأختين» في 


352 سورة النساء 


زمانٍ واحد «إلا ما قَذ سلّف4 أمثال هذا منكم قبل إيمانكم فإنكم لا تؤاخذون عليه 
إن اللة» المصلح لأحوالكم ظ©كَانَ غَمُورَا)4 لذنوبكم بعد إنابتكم واستغفاركم 
#رُّحيمًا4 [النساء:23] لكم يقبل توبتكم وإن عظمت زلتكم. 


«( ٭ وَالمخصكث ين لزنه إلا ما کٹ یکم کب ار نکم وال 
کہم وه يڪم ان تب نوا يامو يک یب شوروک ها اشکتتف وتچ 
اوق اورک ية وجح ان فما ریہ بوه را بتد ليذ إ1 
کان عَلِيماحَكيمَا )4 [النساء:24]. 


ر4 حرمت أيضا عليكم ڈالْمُحْضناتُ من ن الْنْسَاءٍ © الأجتبيات اللاتي أحصنهن 
أزواجهن إلا مَا مَلْكَتْ أَنِمَانَكُمْ 4 من المسبیات اللاتی لھن آزواج کفار؛ إذ الس 
ير تفع النكاح. فصار تلك المحرمات واب الله لیم4 آي: من الأمور التي حرمه 
الله عليكم حتمًا مقضيًا طزاجل لكُم ما وَرَاءَ ذلك أآي: ما سوى المحرمات المذكورة: 
وإنما أحل لكم ما أحل «أن ب تَبتَمُوا» أي: لأن تطلبوا جِبِأئْوَالِكُم» أزواجًا حلائل 
مصلحات لدينكم. ؛ صالحات لابقا نوعكم حال كونكم [مُخصنين) بهن دينكم غير 
اجن أي: مجتنبين عن الزنا المؤدى إلى إبطال حكمة الله وإفساد مصلحته طِقَمَا . 

شتمتغتم4 أي: فمن انتفعتم واجتمعتم به بسبب المھر حین العقد فِمِنْهُن4 أي: من 

النساء اللاتي أحلهن الله لكم أيها المؤمنون ظِفَآنُومُنْ4 أي: فعليكم أن تدفعوا إليهن 
(َجْررمن4 مھورھن معتقدين أداءها «فريضّة»4 أي: مما فرض الله لكم في دينكم 
واجية الأداء شرع ُا وعقلاً؛ إذ الإفضاء إنما هو بسيبه كما مرء هذا إذا كانت المرأة طالية 
كمال مهرها. 

رلا جُنَاحَ» أي: لا مواخذۃ طِعَلَيکُم فیا تراضیئم به» من الأخق والترك 
والزيادة والنقصان بعدما حصل التراضي من الجانبين من بَعْدٍ القَريضة) المقدرة 
الواجبة الاداء هذا الحكم مما يقبل التغيبر بعد المراضاة إن الد المصلح لأحرال 
عباده کان علِيماچ في سابق علمه بصلحهم ومراضاتهم كيا [النساء:24] في 
إصدارها عنهم إصلاحًا لمعاشهم. 


ومن لم نَع نطولا آن مرجع التي هه 

















صورة النساء ٰ 33 


نک بدن اهلو وهر اورشن پالمموف مُحْصَكتٍ حير سحلت وک 
مت ادان ا احص ون أت کح ةر صن صف ما عل لصت 
ورے الْعَدَا ب زك لمن حش ی المت مک وآن تصیروا یر لک واه عمو رم 
© یڈ ات ین لک ور یکم سکن ری من شيڪم ویشوب ڪل واه 
لح © [الاء:25-20]. 


لوقن لم يَشتطِغ مِنكُم طؤلا4 اقتدارًا وغنى أن يتكخ) به الخصئاب) 
المتعففات الحرائر (المُؤمتات فمن ئا مَلَكّث أيمانكُم) آي: فعليكم أن تنكحوا «مّن 
فاتک4 آي: إمائكم «المْؤْمِنَات4 المقرات بكلمتي الشهادة ظاهدًا واللة4 المطلع 
بضمائر عباده هِآَعلَم يإیمَاِکُغ4 وإیمانھن وكفرهن وكلكم في أنفسكم أمثال أكفاء؛ إذ 
(تغضكم)يا بني آدم قد حصل لين بَعْضٍ» والتفاضل بينكم إنما هو في علم اللہ وإن 
اضطررتم .إلى نكاح الإماء ظطفَانكِحُومُّنٌ بِإِذْنِ أَهْلِهِنٌ4 أربابهن ظوَآنُوهُنٌ أجُورَمُنٌ»4 
أي: أعطوهن أجور مهورهن المسماة لهن بإذن أهلهن ِبِالْمَغْرُوفٍ» إعطاء مستحسئًا 
عقلاً وشرعًا بلا مطل وتسويف واضطرار وتنقيصٍ حال كونهن ظِمُحْصَئَاتِ» عفائف 
غير مُسَافِجحَاتٍ) زانياتِ مجاهراتٍ غير حاجزاتٍ ولا مُنْخِذَاتٍ أَخْدَانِ4 وأخلانٍ. 


ذا أَخْصِنٌ» وأنكحن بعد وجود الشرائط المذكورة المستحسنة عند الله وعند 
المزمنين «فإن أتين) بعدما أحصن (بِفَاحِسَةٍ فَعلَيهنَ ضف ما عَلَى المُحْصَئَاتِ» 
الحرائر همِنَ العَذّاب» أي: الذي حد الله لهن في كتابه سوى الرجم؛ إذ لا يجري 
التنصيف فيه لذلك لم يشرع في حد الرقيق طذَلِكَ» أي: نكاح الإماء إنما يرخص . 
لمن خَشِيَ العَنّتَّ منكن» أي: الوقوع في الزنا أيها المؤمنون المجتنبون عن 
المحرمات .«وأن تَصْبِرُوا» أيها الفاقدون المؤمئون لوجه المعاش وترتاضوا نفوسكم 
بتقليل الأغذية المستمنية المثيرة للقوة الشهوية الموقعة للمهالك» وتدفعوا أمارة 
إثارتكم بالقاطع العقلي والواضح الشرعي؛ وتتمرنوا على عفة العزوبة» وتسکنوا نار 
الطبيعة بقطع النظر والاثقاء.عن المخاطر فهو «غَيْرٌ نكم من نكاح الإماء بل من 
نكاح أكثر الحرائر أيضًا'سيما في هذا الزمان «طواللة4 المطلع لضمائر عباده ظغَفُورٌ) 


- - 


3 
02 و 


354 0 سووة السام . 


لذنوب من صبر ولم ينكح لقلة مغاشهم رجيم [النساء: 25] له يحفظه عن الفرطات 
والعثرات في أمر المعاش. 0 ) 

عصمنا الله من المهالك المتعلقة بالمعاش بفضله وطوله. 

إنما يريد اله بتعيين المحرمات وبتبيين المحللات لين لمي أيها 
المؤمنون طريق الرشد والغي والهداية والضلالة لَبَهْدِيِكُمْ4 أي: يرشدكم ويوصلكم 
سنن الْذِينَ4 مضوا «ين قَبْلِكُم4 من أرباب الولاء والمكاشفات بسر التوحيد 
٠‏ وَينوب عَلَيكُمٍ) يرجعكم عن ميل المزخرفات الدنية الدنيوية؛ ليوصلكم إلى المراتب 
العلية الأخروية «ؤالة4 الهادي لعباده إلى توحيده (غليم) بمصالحهم الموصلة إليه 
المفني للغير والسوى مطلقًا. 

لوا یڈ أن ينوب ماظع ورڈ اوک يعون دجوت أن يلوأ ملا 
یا © رابود نکم وخی لانن مہا( نایا رت امنا 
لا لوا انو کک يَنِتَسكُم بالبليلل لا انت ہکرت رہ عن ا نکم ولا 
شلوا انش ک مإ ال کان ہکم دا © ون فمل زك عد تاوما َو 
َه ترا وحكَانٌ تلك عَلَ أقوييِيرًا ( 4 [النساء:30-27]. 
إلى دار السرور حًا للمؤمنين إليها؛ ليفوزوا بمرتبة التوحيد بقوله: «إوّالة© المرشد لكم 
إلى توحيده الذاتي فيُرِيدُ أن يَنُوب عَلَييكُغ )4 اي: یوفقکم علی التوبة التي هي الرجوع 


(1) إنما ينزل المريد إلى العلوم الرسمیة أو الأعمال الحسية: إذا خشي الانمحاق أو الاصطلام في 
بحر الحقائق؛ وإن صبر وتماسك: حتى يتقوى على حمل أعبائهاء فهو خير له؛ لآن الرجوع إلى 
الحس» لا يؤمن من المحيس» والله غفور لمن تتزل لعلة ما تقدم رحیم حین جعل له الرخصة: 
رید اَل لقن لگ سلوك الطريق إلى عين التحقیق؛ ويهديكم طرق الوصول؛ كما هدى من 

قبلكمء ويتوب فيما خطر ببالكم؛ من الفترة أو الوقفة؛ والله يزيد أن 239 لترجعوا إليه 
بكليتكم. [البحر المنيد (416/1)]۔ [٠‏ 2ه 0 1 





6 
0 
1 8 ¥ 











سورة النساء 355 


عما سوی الحق مطلقَاء ومتی انفتح عليكم باب التوبة انفتح باب الطلب المستلزم 
للترقي والتقرب تحو المطلوبء إلى أن يتولد من الشوق المزعج إلى المحبة المفنية 
لغير المحبوب مطلمًاء بل نفس المحبة بل نفس المحبوب أيضاء كما حكي عن مجنون 
العامري أنه وله يومًا من الأيام واستغرق في بحر المحبة إلى أن اضمحلت عن بصره 
غشاوة التعيينات مطلقًاء بل ارتفع حجب الاثنينية رأسَاء وفي تلك الحالة السريعة 
الزوال تمثل ليلى قائمة على رأسها فصاحت عليه صيحة: عمن اشتغلت يا مجنون؟ 
فقال: طاب وقته وعنى على حال فإن حبك شغلني عنك وعني. 

ثم قال سبحانه: «وَيُرِيدُ الّذِينَ4 يضلونكم عن طريق التوحيد المسقط لجميع 
الرسوم والعادات بوضع طرق غير طريق الشرع مبتدعًا أو منسوبًا إلى مبتدع؛ وعينوا فيه 
اللباس والكسوة. المعنية» ومع ذلك يعون الشْهَوَاتِ»4 ويبنيحون المحرمات. 
ويرتكبون المنهيات إرادة «أن تَمِيلُوا4 وتنحرفوا عن جادة التوحيد بأمثال هذه 
الخرافات والھذیانات (مَیلاً عَظِيمًا» [النساء: 27] وانحرافا بليعًا لا يستقيم لهم أصلا. 


يريد ال4 المدبر لأحوالكم «أن يُخَيَّفَ عَنَكُمْ) أيها المؤمنون أثقالكم التي 
هي سبب احتياجكم وإمكانكم و الحال أنه قد لق الإنَانُ» في مبدأ الفطرة 
«ضميفاً» [النساء: 28] لا يحتمل. تحمل أثقال الإمكان مثل الحيوانات الآخر. 
خفف عنا بفضلك ثقل الأوزارء واصرف عنا شر الأشرار بمقتضى جودك 
وارزقنا عيشة الأبرار. ٣‏ 
ثم نبه سبحانه على المؤمنين بما يتعلق بأمور معاشهم مع بني نوعهم؛ ليهذبوا به 
ظامرھم؛ فقال مناديًا لهم ليهتموا باستماعها وامتثالها: يا أبَهَا الْذِينَ آمتوا» بالله 
ورسله وكتبه عليكم أن «لا تَأكُلوا أَمْوَاَكُم تيتكم» أي: بعضكم مال بعض بلا رخصةٍ 
شرعية بل اباط ظلما وزورًا سواء كانت سرقةً أو غصباء أو حيلة منسوبة إلى 
الشرع افتراءً أو ربا أو تلبيسًا وتشيخًا كما يفعله المتشيخة: ويأخذون بسبيها حطامًا 





) كثيرة من ضعقاء لمؤمنین: واعلموا أيها المؤمنون أن مال المؤمن على المؤمن في غير 


العفود المتبرعة حرام إلا أن تَكُونَ يجَارَة معاملة ومعاوضة حاصلة عن تَراض) 
مراضاة نكم منبعثة عن اطمئنان نفوسكم عليها بلا اضطرار وغرر. 

ولا تفثلوا نف كم) ولا تلقوها بأيديكم في المهالك التي جرت بين أرباب 
المعاملات من الربا والخداغ والتغرير والتلبيس وغير ذلك من أنواع الحيل؛ حتى لا 


356 صورة الدساء 


تنحطوا عن مرتبتكم الأصلية ومنزلتكم الحقيقية التي هي مرتبة العدالة؛ إذ لا خسران 


أعظم من الحرمان منها - أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف - إن اله) المنبه عليكم 
بأمثال هذه التدبيرات الصادرة عن محض الحكمة والمصلحة طكَانَ بكم رُجیئاہ 
[النساء:29] ممما عليكم؛ مریدا إيصالكم إلى ما خلقكم لأجله وأوجدكم لحصوله. 
طوَمَن يَفْعَلُ ذلك أي: ما يحذر عنه من المهالك ويمقت نفسه بالعرض عليها 
لا عن جهل ساذج بل عن جهل مركب اعتقدها حقا هِعُذْوَانًا4 مجاوزًا مائلاً عن الحق 
إصرارًا ظوَظَلْمَا4 خروجًا وميلاً عن طريق الشرع الموضح سبيل التوحيد (فشؤف) 
ننتقم عنه في يوم الجزاء (نضليه) ندخله تارا حرمانًا دائمًا عن ساحة عز الحضور 
وطردًا سرمديًا عن فضاء السرورء بك نعتصم يا ذا القوة المتين و4 لا تغفلوا أيها 
المنهمكون للاقتحام في المهالك المتعلقة لأمر المعاش عن انتقام الله القادر القدير 
لعَلَى الله4 الميسر لكل عسير «يَسيرًا4 [النساء:30] وإن استعسرتم في نفوسكم؛ إذ لا 
راد لإرادته ولا معقب لحكمه؛ ٠‏ یفعل ما یشاء ویحکم ما پرید. 
دید واا عه گر ىک سوعایکم رت ینلم 
کل کیا ول توا ماص ل آل یہ سکم عل ہیں لجال تیب مسا 
عتمأ كسيوأ وللنساء ت تیت ٤ا‏ اکن رسكلا الہ من کسضاوء ان الله اک بکل 


عت عَلِيمًا © مَلِكُلٍ جَعلكا موي مما كرك الوبدان والأقربوت' ولد . 


عمد عَمَدَ ت يسڪ نَا اوشم تيبي أله حك عل حل ع سَهِيِنًا 9 4 
[النساء:33-31]. 

ثم قال سبحانه امتنانًا على المؤمنین؛ تفضلاً وإشفاقًا وجذبًا من جانبه: ون 

کہ وتجوزوا أيها المحبوسون في مهادي الإمكان ومضیق الحدثان جک 

ام لما نهن عة“ وهي الشرك بالل بأنواعه من إثبات الوجود لغيره» وإسناد 





(1) الكبائر -على لان العلم- هاهنا: الوك بالف وعلی پیان الإشارة أيضًا الْشْركُ الحفن؛ ومن جملة 
ذلك ملاحظة الخلق» وامتجلاء قبولهب والتودد إليهم: والإغماض على حق. الك بسيبهم؛ ويقال: 





إذا سام العهد فما حصل من مجاوزة الحد؛ فهر بعيد عن التكفهر ٠‏ ويقال: ١‏ الكباتر انباتك ٠‏ 








٤ ِ‏ 
ب 
4 
بحل 

3 7 

٣ 





سورة النماء 357 


ت ۱ ا ۴ 
الحوادث إلى الأسباب وغير ذلك ظتُكَفْرْ نمحو ونتجاوز عَنكم) تفضلاً عليكم 
«سَيتَاتَكٌم4 خطاياكم اللاحقة لنفوسكم من لوازم بشريتكم ومقتضى طبيعتكم 439 


بعدمأ غفرناكم (ئذخلکمم> بمحضی جودنا ولطفنا مذلا كَرِيمًا4 [النساء:31] هو 
فضاء التوحيد الذى ليس فيه هواء ولا ماء ولا غدو ولا مساءء بل فيها إفناء وبقاء 
ولقاءہ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى. 

وفقنا بكرمك وجودك لما تحبه عنا وترضى. 

(و» من مقتضى إيمانكم أيها المؤمنون المحمديون المتوجهون نحو توحيد 
الذات من محجة الفناء والرضا بما نفذ عليه القضاءء فعليكم أن «لا تُتَمَنْوْاكُ تمني 
المتحسر المتأسف حصول لاما فَضْل الله به في النشأة الأولى هبَعْضَكْمْ عَلى بَغض4 
من الجاه والمال والمكانة الرفيعة في عالم الصورة؛ إذ هي ابتلاء واختبار لهم وفتنة 
تبعدهم عن طريق القناء» وتوقعهم في التكثر والتشتت؛ والموحدون المحمديون لا بد 
لهم أن يقتفوا أثر نبيهم # في ترك الدنیا وعدم الالتفات نحوها إلا ستر عورة وسد 
جوعة؛ إذ الإضافة والتمليك مطلقًا مخل بالتوحیدء والغنی المطغي جالب للعذاب 
الأخروي. 

رينا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرامًا. 

واعلموا أيها المحمديون السالكون سبيل الفناء لتفوزوا بجنة البقاء أن لكم عند 
ربكم درجات ومداخل متفاوتة بتفاوت استعداداتكم المترتبة على ترتيب الأسماء 
والصفات الإلهية؛ إذ طلِلِرَجَالِ أي: للذكور الكمل لكل منكم على تفاوت طبقاتهم 
نميب خظ من التوحید الذاتي هو مقرهم وغاية مقصدهم حاصل لهم ظيَمًا 
امْتَسبُوا4 من الرياضات والمجاهدات المعدة لفيضان المكاشفات والمشاهدات 49 
كذا (لِلياِ4 منكم مع تغاوت طبقاتهن ظنْصِيب َا التب( في تلك الطريق؛ إذ كل 
ميسر لما خلق له وعليكم التوجه نحو مقصدكم طوَاشْألُوا الله من فَضْلِهِ) يا عباده لبیسر 
لكم ما يعيتكم ويجنبكم عما لا يعنيكم ويغويكم إن اللق4 الميسر لأمور عباده گان 


بکُلِ شي( مما صذر عنهم من صلاح وفساد «غَليما» [النساء:2 3] بعلمه الحضوری؛ 


نَفْكء فإذا شاهدت لَفيها تخلّضْتَ من أسر المحن [تفسير القشيري (472/21)]. 


358 صورة السام 


ل راا 
يصلح لهم ویسر عليهم الهدى بقدر استعداداتهم وقابلياتهم. ٍِ 
ثم قال سبحانه: 9وَلْكُلَ4 من الأسلاف الذين مضوا لجَعَلئَا4ِ عن محض جودنا 
وحکمتنا (موالي) أخلاقًا يولونهم ويوالونهم ويأخذون بمًا4 أي: من الأموال التي 
ٹڈ الوَالِدَانٍ و كذا مما ترك طالْأفْرَبُونَ4 من ذوي الأرحام هِوَ» كذا من متروكات 
الاين عَقَدَتْ آیمانک) بالتكاح والزواج على الوجه المشروع (قاثو مُغ أيها الحكام 
وَنصِيبَهُمْ4 أي: نصيب كل من الولاة على الوجه المفروض إن اله المدبر لمصالح 
عباده ظكَانَ4 في سابق علمه لِعَلَى كل شَيْءِ من الحوادث الكائنة (شَهيدًا) [النساء: 
33] حاضرًا مطلقًا. ؤ 
جال موک عل اس يها متسل أله ينهم عل بض ويم نموا 
من مولو للحت قرت حب می یکا عو ا اکن اؤ 
کک ٠‏ ع يه 2 . ۴ہ e ef‏ ص کو 
تتورهرك 5وظوهرك وَاْمُوش ف السکاج رام رشن کان کس سم تک 
سوا مون سی اڈ أنه كارت ایا © إن حمر قاسم ما قابا 
کی چ سے سر e‏ سر عر 5 2 2 ت 
حکما ن اهلو وَحَكَمَا يِنْ آھلھ ان رداص ا بریی اھ یعاد اکان لیا 
حبيرا) 4 [النساء:30-34]. 
ثم نبه سبحانه على تفضيل ظالرّجَالٌ4 المعتدلة المزاج المستقيمة العقول 
لفاون حافظون على البّساء4 إذ لا بد لهن لضعفهن من حفيظ يرقيهن عما يشتهين؛ 
صيانة لعفتهن يما قصل الف به «[بَغْضَهُم على بغض) أي: بعض بني آدم على بعض: 
رهو الحمية المنبعثة من كمال العقل يما أنقَفُوا) لهن (ِمِنْ أَمْوَالِهن» التي حصلت ٠‏ 
لهم من مكاسيهم «فالشالحاث) العفائف من النساء ظِقَّائتَاتٌ4 مطیعات لأزواجھن: 
خادمات لهم ظاهرًا «حافظاتٌ لِلْتَيب4 أي: لحقوقهم المخفية الباطنة عنھم؛ تابعات 
ممتثلات «يما حَفْظ اللذ4'“ لهن من رعاية أزواجهن وعدم الخيانة في حقوقهم. 
ل [ 
(7) قال في عرائس البيان: أي: سائرات على ما كوشف لهن من أحكام الغفيب» وأنوار القرب حتى لا . 
يطلم علیھن أحد؛ اء من اللف وسترًا على حالھن؛ ثلا يخرجن من حدة الوجد وصفاء الود 
ومتابعة قول الله سبحانه ہما أمرهن» قال: («وَقَرْنَ فى سر [الأاحزاب:33] ولما رقت 
زجاجات قلوبھن بنیران الخوف ونور الرجاء ولطف المراقیة وسناء الشهود ورقة زمة في 





00-2 سد‎ Rl. 
. 5 ع‎ 








۲ 1 7 


سس رہہ سی 
2 ہے ٣ھ n‏ 





فعاض > 


سورة الدساء ا 359 


او النساء «اللأتي تَخَاقُونَ تُشُورَهْنْ4 عصيانهن وعدم حفظهن بحقوق الزواج 
من أمارات ظهرت منهن طلَعِظُومٌْ) أي: فعليكم أيها الأزواج ان تعظومن رفا ہما _ 
وعظ الله لهن من رعاية حقوق الله وحقوق الأزواج لعلهن يفطن ويتركن ما عليهن 
ووي إن لم يتركن طامْجْرُوَهُئٌ4 اتركوهن في المَصاجع) وحيدة فلا ترجعوا إليهن؛ 
بل اعتزلوا عنهن لعلهن يتأئرن بها طو» إن لم يتأثرن بها أيضا ظاضْرِبُوهْنَ4 ضر 
مؤلمًا غير متجاوز عن الحد طِنَإِنْ أطغتكم) بامثال هذه التأديبات «فلاً تُبغوا4 لا 
تطلبوا «عَليْهنْ) لطلاقهن وإخراجهن تيلا استعلاء وترفعا إن الله) المصلح 
لأحوال عباده كان لیا فی شأنه طكَبيرَا4 [النساء:34] في أحكامهء لا ينازع في 
حكمه؛ ولا يُسأل عن أمره. 

لِوَإِنْه تطاولت الخصومة. والنزاع بينهما حتى «خفتة» وظننتم أيها الحكام 
هشِقاق بَتنِهما4 وآيستم عن المصالحة والوفاق طفَانْعَتُوا4 أي: فعليكم أيها الحكام أن 
تبعثوا هحَكَمَاك مصلا ذا رأي يِن آله أي: من أقاربه طوَحَكَمَا مثل ذلك لمن 


أَْلِهَا4 لنصيا وكيلين عنهما يصلحا صلاحًا وطلاقًا وخلعًا وفداءء ثم «إن يُرِيدَا أي: 


الحكمان «إضلاحا» لأمرهما ورفعًا لنزاعهما ظيْوَيْقِ الله بَينَهُمَا إن رضي 
بمصالحتهما وإلا فليرفعا عقد النكاح بينهما على أى طريق كان ظإِنْ الله المطلع 
لضمائر عباده گان عَلِيمًاك بنزاعھما ابتداء ظخہپڑا4 [النساء:35] بما يؤول إليه التزع. 


( * واغبثوا الله وا مركا يه كبك مودي إحسدنا ويذى لقره 





:. البيورت وشوقهن إلى عالم الآخرة علم النبي بق ذلك منهن: وأمر الحادي بالسكوت عن إنشاد 
الشعر فقال: نیا فلان إياك والقوارير» ولا يكون ذلك إلا بما حفظن الله من الغليات»: والخروج 
من الحجرات» فتولى حفظهن بنفسه؛ يعني حفظهن أنفسهن بحفظي إياهن؛ كما أخبر من لطفه 
تعالى على أم موسى عتد غلبات شوقها إلى موسی؛ فقال: «إن كَادت لَتُجيِف بف َل أن 
رَبطتا عل قلبهًا» [القتصص:10] وأيضا: « حيطت للقيب» أي: ما رأين من أزواجهن من 
الكرامات وأسرار الله التي انكشفت لهم فلا يقلن عند أحد. وأيضًا: بما رأين من فقرهم 
ومجاهدتهم وعبادتهم؟ لعلا يفتنوا برياء الخلق: ولا يقعن في الشكاية عنهم؛ وأيضًا: حافظات 

لغروجهن وعوراتهن من خوف اللہ؛ فان حوف الله يمنعهن من هتك الأستار. قال بعضهم: بحفظ 
الله لهن صرن حافظاتٍ للغيب» ولو وكلهن إلى أنفسهن لهتكت ستورهن. 


360 سورة النساء 


والبتنئ والمستكن وأ مار زى الشرق وا مكار الجن والساجب بالج ران 
الیل وما مک ایس إا آله لا ميب س کان تا كوا (2) الا 
لون ویامروت اتات ولل ویکوت ما اتهم آله ن مسو 
اعدا لڪ فر عدابا مى © [الساء: 7-36 د]. 

49 بعدما هذبتم ظواهركم أيها المؤمنون بهذه الأخلاق ادوا الله الموحد 
في داته ووحوده» المستقل في أفعاله وآثارہ المترتبة على أوصافه الذاتية الا تشركوا 
به سینا من مصنوعاته؛ أي: لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره؛ إذ الأغيار مطلفًا معدومة 
في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانہ فو افعلوا ظبِالْوَالِدَيْنَ4 اللذين هما سبب 
ٹھورکم عادة إخسَانًا4 قولا وفعلاً ظوَ» أيضًا «ِبدِي القَرتَى» المتتمين إليهما 
براسطتهما وم أيضا هاليتاَى» الذين لا متعهد لهم من الرجال (ِوَالْمَسَاكِين» الذين 
أسكنهم الفقر في زاوية الهوان «ِوَالْجَار ذِي القزتى4 هم الذين لهم قرابة جوار بحيث 
يقع الملاقاة في كل يوم مرتين طوَالْجَار الجُنّبِ هم الذين لهم بعد جوارء بحيث لا 
يقع التلاقي إلا بعد يوم أو يومين أو ثلاثة. 

(و4 عليكم رعاية «الصاجِب بِالْجَنْب 4 أي: الذي معكم وفي جنبكم في السراء 








(1) قال في عرائس البيان: أي: ساترات على ما كوشف لهن من أحکام الغیب: وأنواز القرب حتى لا 
بطلع عليهن أحدٌ؛ حياءً من الله وسترًا على حالهن؛ لثلا يخرجن من حدة الوجد وصفاء الود 
ومتابعة قول الله سبحانه بما أمرهن. قال: (رَقَرْنَ فى بُيُوتكُنٌ» [الاحزاب:33] ولما رت 
زجاجات قلوبهن بنيران الخوق ونور الرجاء ولطف المراقبة وسناء الشهود ورقة الملازمة في 
البيوت وشوقهن إلى عالم الآخرة علم النبي #6 ذلك منهن؛ وأمر الحادي بالسكوت عن إنشاد 
الشعر فقال: ديا فلان إياك والقواریرہ ولا يكون ذلك إلا بما حفظن الله من الغلبات: والخروج 
من الحجرات: فتولی حفظهن بنفسه؛ يعني حفظهن أنفسهن بحفظي إياهن» كما أخبر من لطفه 
تعالى على أم موسى عند غلبات شوقها إلى موسی؛ فقال: إن سات لدی ہی لول أن 
رَيَطَنَا عَلَْ قلبهَا4 [القصص:10] وايضًا: 9ِحَديِظَدت لِلقسي> أي: ما رأين من أزولجهن من 
الكرامات وأسرار الله التي انتكشفت لهم فلا يقلن عند أحدٍ. وأيضًا: بما رأين من فقرهم 
ومجاهدتهم وعبادتهم؛ لثلا يفتنوا برياء الخلق؛ ولا يقعن في الشكاية عنهم؛ وأيضًا: حافظات 
لغروجھن وعوراتھن من خوف اله؛ فإن خوف الله يمنمهن من هك الأستار. قال بمة : بحفظ 
الله لهن صرن حافظاتٍ للغيب؛ ولو وكلهن إلى أنفسهن لهتكت ستورهن. ْ 








سورة النساء 361 


سورة‌النطا_ | 
والضراء يصاحبكم ويعينكم ابن السبيل) المتباعدين عن الأهل والوطن لمصالح 
دینیقء مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج الست وغير ذلك و4 أيضا من أهم 
المأمورات لكم رعاية ما مَلْكَتْ أيمَانكم) من العبيد والإماء والحيوانات المنسوبة 
إليكمء وعليكم ألا تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الإحسانء ولا تتفوقوا عليهم 
بالامتنان إن ال المتعزز برداء العظمة والکبریاء لا ثحب من گان مُخْمَالاً4 متکبڑا 
يمشي على الناس خيلاء ظطقَخُورًا4 [النساء:36] بفضله وماله أو نسبه. 
نے وهم:ظالَّذِينَ تِخَلُونَ4 من أموالهم التي استخلفهم الله عليهاء معللين بأنا لم نجد 
فقيرًا متديئًا يستحق الصدقة طو» مع بخلهم في أنفسهم (يَأمْرُونَ النّاس؟ أيضا 
ِبِالبْخْلٍِ) لثلا يلحق العار عليهم خاصة «و» مع ذلك طيَكْتُمُونَ4 من الحكام والعملة 
٠‏ ما آنَاهُمُْ الله من فَضله) من الأموال؛ خوفا من إخراج الزكاة والصدقات؛ ومن عظم 
جرم هؤلاء الخيلاء البخلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه وغير الأسلوب» فقال: 
إوآختذنا) أي: هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا ظلْلْكَافِرِينَ4 لنعمنا كفرانا ناشثًا عن محض 
التفاق والشقاق ظطعَذَابَا؛ طردًا وحرمانًا مؤلمّاء وتخذيلاً وإذلالاً «مُهينًا) [الناء:37]. 

$ الد يُنفتُورت أَوَلَهُمَ ركاه الثاين ولا بُؤُمو لَه ولا ایر 
الاخ ومن یکن الشیطن م د کا مسار ینا ا مادا کہم کو اموا يأ لوالا 
نفا یکا رھ أذ يكن بهم عَلِيعًا © 5 ئه لمال درو إن ت 
تة وغھ زت بن کڈ جرا ولیک (2) مك ديسكا ون فل م ويد 
وَجتتا یق عَل کول کہ ےا 4 [النساء:41-38]. 

ة4 منهم» بل أسوأ حالاً: طالّذِينَ يُنفِقُونَ أموَالَهُمْ4 لا لامتثال أمر الله وطلب 
رضاه بل فرِقَاء الاس( ليعتقدوا لهم ويكسبوا الجاه والرئاسة بسبب اعتقادهم 45 
مع هذا الوهم المزخرف لا بؤمئون بال الرحيم التواب الكريم الوهاب ظوَلا باليؤم 
الآخِرِ4 المعد لجزاء العصاة الغواة حتى يتوب عليهم ويغفر زلتهم وهم من جنود 
الشیطان وقرناثه ومن یکن الشِْطَانُ لَه قَرِيئً/4 يحمله على أمثال هذه الأباطيل الزائفة 
ويوقعه في المهاوي الهائلة ظقَسَاءَ» الشيطان ظقرِيئًا4 [النساء:38] أيها المتوجهون إلى 
الله الراغبون عما سواہ فعليكم أن تجتنبوا عن غوائله. 


۹ 


٦ 


ا 


32 ظ سورة انساء ٤ ٠‏ 
لهم من المكروه لو أَمَنُوا باهي المتوحد في الألوهية؛ المتفرد بالقيومية طوَالَْوُمم ‏ ” 
لاخ المعد ليرى فيه كل جزاء ما عمل من خير وشر لَأَنُْو ما أنفقوا طإبئا 
رَزَقَهُمُ اللد4 خالصًا لرضاه بلا شوب المن والأذى والسمعة والرياء لِوَكَانَ اللة» 
شيء مما كان ويكون: وكيف يعزب عن علمه شيء من أحوالهم؟! 

إن ال المجازي لأعمالهم لا يَظْلِمُ4 عليهم ولا ينقص من أجورهم 
«مثقال4 مقدار أجر ظِذَرةِ)ُ صغيرة قريبة من العدم جدًا (ؤإن تك تلك الذرة 
وحن صادرة عنهم مقارنة بالإخلاص (يُضَاعِفُهَاي حسب فضله وطوله إلى سبعة ٠‏ 
بل إلى سبعين بل إلى ما شاء اللہ فی مع تضعینھا وت4 للمخلصین ظ(من لَدنْه4 
امتنانا عليهم وتفضيلاً «أجْرًا عَظيمًا) [النساء:40] هو الفوز بمقام الكشف والشهود. 

«فكيف» لا تفوزون أنتم أيها المحمديون ما تفوزون؟ إنا ف(إذا جا 4 في يوم 
الجزاء «من كل أمةٍ بِشَهِيدِك نبي مرسل إليهم ومهد لهم إلينا بإذن منا بطريق 
مخصوص طوَحِثْنَا بلك4 يا أكمل الرسل» الجامع لجميع المراتب والطرق من توحيد: 
الصفات والأفعال (ِعَلَى هَؤلاء الأمناء الخلص طشَهِينَا4 [النساء:41] أرشدتهم إلينا 
بالدین الناسخ لجميع الأديان. ظ 

« ویز يود الزن كمَروا وَعَصَوًا السو لو شوى پیم ارش کا وداه 
ییا ا ماج آلییں اموا لا قربا الاو وَأنثر شكرئ حي کیا ما کراوۃ 
دلا جنا لا اوی سیل حَق تنت لوا ینم تق اق سَتر از ےه تینک ین 
التيط أو لنسنام ايند ملم ينوا ماك متمممُوا سيدا یا انوا پوو 
یدیک اة کان وعدا ¢ [النساء:43-42]. 

1 يزعي أي: يوم إذ جثنا بك شهيدًا على المؤمنين يود يحب ويتمنى 

«الذِين كَفْروا4 يالله لوَعَصَوًا الرُسُول الأمي المبعوث إلى كافة e‏ الإسلام 





أن «ِلَوْ تسؤى» تخطى بهم الأزضٌ» في تلك الساعة: وصاروا نسيًا ملْسيًا لكان خيدً! 








سورة النساء ٣‏ 363 ` 
لهم من المذلة التى عرضت لهم في تلك الحالة «ولآً يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا» [النساء:42] 
أي: لا يمكن كتمان حديث نفوسهم بهذا من الله في تلك الحالة» فكيف كتمان أعمالهم 
الصادرة عنهى؟! 
ثم لما حضر بعض المؤمنين المسجد لأداء الصلاة سكارى حين إباحة الخمرء 
وغفلوا عن أداء بعض أركاتها وتعديلهاء وغلطوا في القراءة وحفظ الترتيب» نبه سبحانه 
عليهم ونهاهم ألا تبادروا إلى المساجد قبل أن تفيقواء فقال مناديًا ليقبلوا: «يا أيه 
الَّذِينَ آمَُوا مقتضى إيمانكم حفظ الآداب» سيما عند التوجه نحو الحق فعليكم أن 
: لا تَقْرَبُوا ولا تتوجھوا «الصّلاة4 أي: لأداء الصلاة» هي عبارة عن التوجه نحو 
3 الذات الإلهية بجميع الأعضاء والجوارح» المقارن بالخضوع والخشوع؛ المنبن عن 
٦‏ الاعتراف بالعبودیة والإذلال؛ المشعر عن العجز والتقصيرء فلا بد لأدائها من فرا الهم 
1 وخلاء الخاطر عن أدئاس الطبيعة مطلمًا هق» خصوضًا «آنشم) في آدائها «شکاری) 
ٍ لا تعلمون ما تفعلون' وما تقرأون بل اصب وا حى تفيقوا ظتَعْلَّمُوا مَا تَقُولُونَ4 وما 
: تفعلون فی أداٹھا من محافظة الأركان والأبعاض والأركان والهيئات وغير ذلك. 
1 و4 عليكم أيضًا أن طلأ4 تقربوا الصلاة ظِجْتبَا4 حالة كونكم مجنبين بأي 
طريق كان؛ إذ استفراغ المني إنما هو من استيلاء القبوة الشهوية التي هي أقوى القوى 
الحيوانية وأبعدها عن مرتبة الإيمان والتوحيدء وحين استيلائها تسري خبائتها إلى 
جميع ٠الأعضاء‏ الحاملة للقوى الدراكة وتعطلها عن مقتضياتها بالمرة» فحينئذ تتحير 
الأمزجة وتضطرب لانحرافها عن اعتدال الفطرة الأصلية بعروض الخباثة السارية؛ 
فتکون الخباثة أيضا كالسكر من مخلات العقلء فعليكم ألا تقربوها معه طإِلّا4 إذا كنتم 
(غابري سَپيل) أي: على متن سفر ليس لكم قدرة استعمال الماء؛ لفقدہ أو لوجود 
المانع؛ فعليكم أن تتيمموا وتصلوا جتبا ظحَتّى تَغْتَسِلُوا وتتمكنوا من استعماله. 

و( ذا إن كُشُم» مقيمين طمُرْضَي» تخافون من شدة المرض في استعماله 
(أؤ» راكبين هِعَلّى» متن (ِسَئْر أز جَاءَ أَحَدَ ينُم بِنَ العَائِطِ» أي: من الخلاء 
محدئين أو لامَدْكُمُ السام أي: جامعتم معهن أو لعيتم بهن بالملامسة والمساس 
00 «فلم تجذرا) في هذه الصورة قاي لإزالة ما عرض عليكم من الجنابة ظفْتَيمُمُوا 
. صَعِيدًا طَّيتَا4 أي: فعليكم أن تقصدوا عند عروض هذه الحالات بالتراب الطيب من 
'صعيد الأرض بأن تضربوا أيديكم عليهاء ويعدما ضربتم طفَاْسَحُواة باليدين المغبرتين 













364 سورة السا 
طبوٴجُومِکُٔم٭ مقدار ما يغسل «زانديئ» أيضا كذلك؛ جبرًا لما فوتم من الغسل' ؛ 
بالماء؛ إذ التراب من المطھرات خصوضا من الصعید المرتفع ظإِنُ اله المصلح ' 
لأحوالكم کان عَمُْوَا لكم مجاورًا عن أمثاله <ِخَفُورًا» [النساء:43]يستر عنكم ولا ' 
يؤاخذكم عليها إن كنتم مضطرين فيهاء بل يجازيكم خيرًا تفضلاً وامتنانًا. ظ 

آ7 بل الع آرڈا میٹ و الككي يترون السَكل ویر آن کیایا . 
اتیل (ع) راڈ ملم ركنتي وك باقر ری رگ ألو تهها @) نی الیب اذا ٠‏ 
رد اگیم عن مواضووہ وولو یمتا وَصیتا تقح کج مسن متا نا ' 
اہم ومن فى لوكو تم لوأ ممما ومن وس افد لكا عم م ]قوم ' 
وکن امتهم امه فر م ینور لا یلیک (e‏ [النساء:46-44]. ۱ 

ثم قال سبحانه مستفهمًا مخاطبًا لمن يتأتى منه الرؤية عن حرمان بعض ١‏ 
المعاندين عن هداية القرآن: الم تَر أيها الرائي إلى) قبح صنيع القوم «الْذِينَ , 
موجودين عند تزوله؛ سامعین الدعوة فممن أنزل أيه 1 كيف يدحر مون أنفسهم عن : 
الهداية إلى حيث ؤيشْتَرُونَه يختارون لأنفسهم «الضّلالّة بدل هدايته إ4 مع ذلك | 
لا يقتصرون عليه بل (نرِيدُونَ أن تَضِلواہ ترتدوا ويظلموا عليكم أيها المومنون ؛ 
«الشبيل) [النساء:44] الواضح الموصل إلى زلال الهداية بإلقاء الشبه الزائفة في | 
قلوب ضعفائکم وإظهار التكذيب وادعاء المخالفة بينك وبين الكتب المتقدمة. : 

ولا تغتروا أيها المؤمنون بودادتهم وتملقهم ولا تتخذوهم أولياء؛ إذ هم أعداء 
لكم إؤالة» الرقبب عليكم «أغلمْ» منكم (ِبأغْتَايِكُم» فعليكم أن تفرضوا أموركم 
كلها إليه» والتجئوا نحوه واستنصروا منه ليدفع بلطفه مؤونة شرورهم لوَكَقَى بال 
یا4 أي: كفى الله وليّا للأولياء (وَكَمَى باه نَصِيرَاه [النساء: 45] لهم ينصرهم على 
الأعداء بأن يغلبهم عليهم وينتقيمنهم خصوضا. ظ ۱ 

لمن الْذِينَ هَادُوا» نسبوا إلى اليهودية وسموا به» وهم من غاية بغضهم مم + 
الر سول 6 يدعون مخالفة القرآن ہجمیع الکتب السالفة لذلك (ِيُحَوَفُوقْ» ويغيرون ٠٢‏ 
«الكلِم» المنزلة في التوراة في شأن القرآن وشأن بعثة سيدنأ محمد 8 طھن 4 


دہ 





رھ 





: تی 
تے-.. E"‏ چا 








ب + 
ا 
ےبد 


7 سورة الدساء 365 


1 11ب س 
+ مُوَاضِِهِة التي وضعها الحق سبحانه» بل يستبدلونها لفظا ومعنى مراء ومجادلة 
* وِوَيَقُولُون حين دعاهم الرسول إلى الإيمان: ظسَمِغتا4 قولك طوَعَصَيناغ أمرك 
لرَاسْمَغ» منا في أمر الدين كلامًا «غَيرَ مُسْمَع» لك من أحد ظوَرَاعِنَا لتستفيد منا» 
وإنما يقصدون بأمثال هذه المزخرفات الباطلة ليا إعراضًا وصرفا للمؤمنين 
ٍِأنِْئتِه» عما توجهوا نحوه من التوحيد والإيمان إلى ما تشتهيه تفوسهع | 

و4 يريدون أن توقعوا بها ظهطَغنًا فِي الدينِ4 القويم والشرع المستقيم «وَلؤ 
ام4 من أهل الهداية ولهم نصيب منها هقَالُوا4 حين دعاهم الرسول 5 إلى الرسلام: 
ظِسَمغنا4 قولك ورَاطَغتا) أمرك «واشمَغ) من ربك من الأحكامء و اسمع إيانا 
إوانظرنًا) بنظر الشفقة والمرحمة حتى نسترشد منك ونستهدي ظلَكَانَ خَيرَا لَهُْ» في 
أولاهم وآخر اهم «وأفو4 آي: أعدل مسلا إلى التوحيد والإيمان «وَلكِن لحنم ا( 
أي: طردهم عن عز حضوره في مابق علمه ظيكْفْرهِمْ» المركوز في جبلتهم «فلا 
يُؤْمِنُونَ4 منهم «إلا قَِيل4 [النساء:46] استثناهم الله سبحانه في سابق علمه. 


ل یاچ الذَِ أوُوا الكتنب مَامثواجَانرَلَامُصَرًَا لما مَعَكُم ين قبل أن نْطوس 
رما رماع انم رما تہ کنا متا اقب الست کان آم ر آنه مولا ) إن 


0 .سرت رم 


أله تو زان مش1 یو ونور مائو لك لسن یکا ومن نرد بأو همد أفترة إثمَا عَظِيمًا 
© تیل ایی یڑک اشم یائ ڑل سی کک رلا ٹر ییا )انظ ر کک 
شکر وت خی اقوال کب وک بیس اتا میٹ 4 [النساء: 00-47]. 
ثم ناداهم سبحانه وأوعدهم رجاء أن يتنبهوا بقوله: «يَا أيهَا الْذِينَ ونوا 
الكتاتَ» أي: التوراة ظآمِنُوا بماك أي: بالكتاب الجامع الذي طنَزْلْنَا4 من غاية فضلنا 
ظ وجودنا على محمد و مع كونه «مُصَدََّا ِمَا مَعَكُم» أي: لكتابكم ظيّن قَبِلٍ أن نُطْمسَ 
وُجُوهَاغ أي: تمحو وتضمحل مراتب إنسانيتكم وإدراككم مطاقًا ظفْئَرْدْهَا عَلَى 
حْبَارِمَا قهقرى إلى المراتب الأنزل الأرذل قبل وصولكم إلى مرتبة الكمال «أق. 
تلهم نطردهم عن ساحة عز الوجوب إلى مضيق الإمكان 9كَمَا لَعَنْا4 مسخنا 
طأضْحَابٌ الشَبت» لمخالفتهم الأمر الوجوبي بافتراء الحيلة عن لوازم الإنسانية مطلقاء 
- ورددناهم إلى أخس المراتب ر لا تستبعدوا من الله القادر المقتدر على جميع ما 
يشاء أمثال هذا الطرد والإدبار؛ إذ ظطكَانَ أَمرُ اله أي: إرادته المتعلقة بتكوين أمرہ 


0 الى 3 











366 سورة الدساء 





لمَفْعُولاً» [النساء:427] مقتضيًا البتة بلا تخفف. 

ثم قال سبحانه: إن الله المتعزز برداء العظمة والکبریاء المتفرد بالمجد 
والبهاء دلا يَغْفر أن يشر ¢ أي: لا يستر ولا يعفو عن انتقام الشرك به بإثبات 
الوجود لغيره ظوَيَغْفِرٌ مما دُونَ ذُلِكَ» من الکبائر والصغائر طلِمَنَ يَشَاء» من التائبین 
وغيرهمء ثم قال سبحانه تأكيدًا وتحقيقًا: ومن بُشرك بال الواحد الأحد الذي طلم 
يلد وَل يُولَدُ 9 وَلَمْ يكن 1 کُقُوا أَحَذہ [الإخلاص: 4.3] شيمًا من مظاهره بادعاء 
الرجود له أصالة استقلالاً ظفَقَدٍ افترى) على الله واكتسب لنفسه (ِإِنْمَا عَظِيمًَا4 
[الناء:48] لا مخلص له عنه. 

نعوذ بك ونستغفرك من أن نشرك بك شيئًا ونحن. نعلم؛ ونستغفرك لما لا نعلي 
إنك أنت علام الغيوب. [ 

<ألم تزه أيها الرائي إلى الَلِينَ يركون آمهم بالستتهم والبستهم؛ رياه 
وسمعة ويفتخرون بها ويباهون عليهاء كيف وطنوا أنفسهم بهذا المزخرف الباطل ولم [ 
يتفطنوا أن العبد قل ما يخلو عن الشرك الجلي فضلاً عن الخفيء ولا تليق التزكية ‏ | 
للعبد مطلمًا سواء يزكي نفسه أو غيره «بَلٍ اللذ4 المطلع لأحوال عبادہ طإیگي 4 بفضله 
«من یَشاءچ من عباده» والمراءون المزكون لنفوسهم قولاً بلا توافق أحوالهم وأعمالهم 
على مقالهم يعاقبون عليها «وَلآً يُظْلَمُونَ فُتيلا» [الناء:49] أي: لا يزاد على انتقام ما ٠‏ 
اقترحوا مقدار حبل النواةء وهو مثل في الصغر والحقارة. ظ 

«انظر» أيها الرائي كَيِف يِفْتَرُونَ4 أولئك المراءون المزكون نفوسهم لِعَلَى 
الو الدب بادعائهم تزكية الله إياهم ترويجًا لما عليه نفوسهم من التلبيس (وَكَفَى بو 2 | 
هذا الافتراء 9إِنّمًا شُبِينَاة [النساء:50] ظاهرًا موجبًا لانتقام عظيم من الله. 


$ آل رل ای ارا يمان السكب مرد بالجبّت اشرت 
رفوو لی كَمروا هول أَمَدیٰ 





ای منوا سیک (2)أذكهك الذي لمم اون 
بک ال ین تد کک نیا )آم کم کیرٹ ين المي ڑ٤‏ ا ورت اشاس وی (05 1م 
سوت الاس مل مآ اَم آل من هلو مَمَدَ ماهتا َال بهم الدب وَليَكة 
رایعم لکا حطی تم کن “اتی رمک كن سك عنة گل ھم سیا © )4 


[النساء: 1 00-0]. 








مور ا 

اقم تر أيها الرائي ؤِإِلَى الْذِينَ4 يدعون أنهم «أونُوا نَصِيبًا مَنَ4 علم 
«الكتاب» أي: التوراة المبين لطريق التوحيد الموضح لسبيله كيف ظيْوْمنُونَ بالْجِبِتٍ» 
أي: الصنم الذي لا خیر نیرجی منہ ولا شر ولا نفع ولا ضر هوَالطاعُورتِ» التي هي 
الآراء الباطلة والأهور بة الفاسدة المؤدية إلى الكفر والزندقة والإلحاد عن طريق الرشادء 
ولو أنهم في آهل التوحيد ولهم نصیب من اكتشّاب النازل من عند الله لتبيينه وتعليم 
طريقهء لما آمنوا بالأباطيل الزائفة الفاسدة المضلة عن طريق الحق والصراط المستقيم» 
. ومع ضلالهم في أنفسهم يريدون إضلال غيرهم (وَيَقُولُونَ لِلَِينَ كَفْرُوا أي: في حق 
ضعفائهم وأتباعهم: ظمَولاءٍ4 الضعفاء من إخواننا طأهْدى» وأقوى طمِنَ4 السفهاء 
لين آنثراہ بمحمد کل «صبيلا» [النساء:51] وإنما يقولون أمثال هذا؛ استخفافا 
للنبي يق وطعئًا وقدحًا في الإسلام. 

٠‏ أْلَيِكَ» البعداء المعزولون عن منهج الرشاد هم طالَّذِينَ لَعنَهُمْ الله أي: 
طردهم عن ساحة التوحيد إلى ذل الإمكان ومن يَلْمَنِ اللاي المنتقم المقتدر فلن 
تج لَه نَصِيرَاك [انساء:2 5] يشفع له عنده؛ إذ لا غير معه ولا شيء سواه. 

٠‏ أتعتقد وتری أیھا الرائی آن لهم حظًا من الإيمان والتوحيد؟ فليس لهم ذلك آم 
٠‏ لَهُمَ نَصِيبٌ مَنَ الْمُلْكِ فَِذَاكِ أي: حين كانوا ملوكًا فتصرفين على وجه الأرض «لأ يُؤْنُونَ 
النّاس» أي: الفقراء المحتاجين طتَقِيًا4 [النساء:53] بل فطميرًا شحهم وبخلهم. 

(أم بل (يخشدوة الا المنظورين لله الناظرين بنوره معَلَى ما آنَاهْمْ الله ن 
فَضِْلِهِ» من الحكمة والنبوة والکتاب.المبین: ومن غاية.حسدهم يكذبونهم وكتابهم عنادًا 
وإذا أردت أن ترى أيها الرائي من لهم نصيب من الكتاب والملك طقْقَدْ نينا من محض 
جودنا وفضلنا «آلَ إبْرَاهِيم» وذريته الذي من جملتهم وصفوتهم محمد ك4 الكِتَابَ 4 
الميين للشرائع والأحكام لوَالْحِكْمَة4 السرائر :.المقتضية تشريعها و4 مع ذلك 
(اتيتاحُم) في الدنيا ملكا عظيما) [النساء:54] استيلاء بسطة ممتدة إلى يوم القيامة. 
نس ينهم من آم ٻه) بنبوتهم وعظمتهم وبسطتهم طوَمِنْهُم من صَدٌّ عَنْهه أي: 
أعرض ولم يؤمن عتوًا وعنادًاء فلا تعجل يا أكمل الرسل بانتقامهم وعقوبتهم وَكفى 
بِجَھُتُم سعِيرًا 4 [النساء: 5 5] أي: كفى جهنم المسعورة المعدة لانتقامهم وتعذيبهم 
منتقمًا عنهم على أقبح وجه وأشد تعذيب. 00 


سے 





368 ۱ مررة النساء 


فق لیت گرو اقا موی تلہم کزا ا کیت جلو م ہلیم جردا برعا 
یڈروا اعدا اک اہ کن یا عا © ار “اموا ويلا ركت 
سن از بش ری ین کی آلا اين ہا ادا کم فیا ازج ھر ودام 
نلا ليلا 20 ٭ ن اہ یامرگ أن ومو ا کت |ل أَهْلِهَا تنا کشم بی النیں آن 
یکا المد ل ن اله نیا ییک بر زا فلع کان بے O‏ [النساء: 8-06 0]. 
قل للمؤمنين يا أكمل الرسل نيابة عناء إخبارًا لهم عن وخامة عاقبة هولاء 
المعرضين: إن الْذِينَ کفُروا پآباڑنا4 كهؤلاء المدبرين (سَوْفٌ تُصْليهمْ4 وندخلهم 
ونارَا4 معدة لجزاء الغواة بحيث طِكُلْمَا نُضِجَتْ» تفانت واضمحلت (ِجُلْوقُمُْ» 
بإحراق نار الخذلان طِبَذْلْنَامُمْ4 من غاية قهرنا وانتقامنا طجُلُودًا غَيِرَهَا4 ممائلة لما 
احترقت منها ليد وفوا العذاب) آي: ليدوم لهم ذوقه وخذلانه إن الله المنتقم منهم ٠‏ 
کان عَزِيرًا غالبًا على الانتقام حسب المرام (إخكيما) [الساء:56] عادلاً لا يلم ٠‏ 
بالزيادة ولا يهمل بنقصان. 
لم قال سبحانه: طوَالَّذِينَ آئثوا4 بآياتنا 9وَعَمِلُوا الصَالِحَاتٍ» امتثلوا 
بالصالحات المأمورة فیھا فمَتُذْخِلُوْمْپ من غایة فضلنا وجودنا فجَناتِ 4 منتزھات من 
العلم والعین والحق فتَجْرِي بن ثُخْبھا الألهَازہ أنهار اللذات الروحانية المترتبة على 
التجلیات الرحمانية الغیر المتناعیة: لذلك فٰخَالِدِينَ فيها أبداي بلا انقطاع وانصرام» 
ومع ذلك لَه فِيهَا أَزْوَاجٌ4 صواحب من الصفات والأسماء يؤانسهم (بُطَهْرَة عن 
ادناس الطبيعة مطلفًا ر بالجملة: ْلَه من غاية لطفنا إياهم طلا مروحًا: 
لقلوبهم «ظإيلاً» [النساء: 57] ممدودًا لا یزول أصلا. 
. واعلموا أيها المبشرون بهذه البشارة العظمى إإِنّْ اللةع المبشر بأمثاله (يَأْمْوْكُمْ 
أن تَؤْدُوا» وتدفعوا جالأماناتي(1) من الأحوال والشهادات وسائر حقوق العباد (إلى 





ا ۰ 

' رڈ الأمانات إلى أهلها تسليم أموال الخلق لهم بعد إشرافك عليها بحيث لا تفسد عليهم: ويقال‎ )١( 
لله سبحانه وتعالى آماناتٌ وَضَعَها عِنْدَك؛ فر الآماتة إلى أهلها تسليمها إلى الله سبحانه سالمة‎ 
. ٠ مِنْ خيانيك فيها؛ فالخيانة في أمانة القلب ادعاؤك فيهاء والخيانة في أمانة الجر ملا حظعك إياها‎ 
والِحْكُمُ بین الناس بالعدل تسویة القريب» والبعيد في العطاء والبللء وآلا تحملك مخامرة حقدٍ‎ 











سووة التساء 369 


أَهْلهًا ر4 يأمركم أيضا أنكم ڈإذا حَکفئم ن الئاس # المتخاصمین ۂ فی الوقائع «آن 
تَحْكُمُوا بِالْعَذْلِ» بالإنصاف والسوية بلا ميل إلى جانب أحد من المتخاصمین ظإإِن 
له المصلح لأحوالكم (نيئا) نعم شيا «يعظگم به ويأمركم بامثاله إن الله 
المطلع على جميع حالاتكم ظكَانَ سَمِيعًا4 لجميع أقرالكم «بَصِيرًا» [النساء:58] 
لنياتكم وأفعالكم فيهاء لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر 
من ذلك ولا أكبر. 

پکاچا ال مامنوا اطیموأ الله واطیھوا ال سوک وو الکن نک فن لنارزعخ فی یو فردوه 
او یکول کٹ میمرت پاقو راز الا کوک واس تارب عاتم تر 
بے نَم ءَامَنوا يعا أَنزَل إِلَيَكَ را مِن قَبَلِكَ يُرِيِدُونَ أن یَتَحَاکموا إلَ 
الطاحوتِ ود وی ار يصِلَهُمَ سَلللاً: 9 کہ 
ل ممم تمالوا إل ما اَرَل ال“ وَإِل الرُول وَيتَ آلمُتَوْقِينَ يَصْدُونَ ناك 
صُدُودا 4 [النساء:61-09]. 

ثم قال سبحانه مناديًا لأهل الإيمان إيصاء وتنبيهًا: «يَا أَيْهَا الّذِينَ آمَنُوا4 مقتضى 
إيمانكم إطاعة الله وإطاعة رسوله ظأطِيمُوا اللہ چ4 بامتثال أوامره واجتناب نواهيه 
فوَأَطِیوا الرشول) الذي استخلفه من عنده يهديكم إلى توحيده 8و4 أطيعوا أيضًا 
«أزلي الأمر منکن 4 وهم الذين یقیمون شعائر الرسلام بينكم من الأمراء والحكام 
والقضاة المجتهدين في تنفيذ الأحكام واستنباطه طقن تَنَارَعْتُنُ4 أنتم مع حكامكم 
في ٿيء) صن أمور الدين في أنه مطابق للشرع أو غير مطابق «فَرُدُوهُ4 ورا جعوا شه 
(إلى4 كتاب اله و) أحاديث «الرشول) بأن عرضوا عليهما واستنبطوه منهما إن 
كسم تُؤْمِنُونَ بال المجازي لعباده على أعمالهم خيرًا كان أو شرًا «واليوم الآخجر» 


المعد للجزاء (ذَلك) الرد خير لكم من استبدادكم بعقولكم «وَأَحْسَنٌ تأويلة» 
[النساء: ۰ من تأوږ يلكم؛ وأحمد عاقبة مما تتخيلون باستبدادكم. 





على انتقام لنفسشس [تفسیر القشيري (491/1)]. 


370 سورة النساء 


اَم ت4 ایھا الرسول المرسل إلى كافة الأنام إلى المنافقين لين زود 
أنْهُعْ آمَنُوا بمَا انل لَيِكَُ من الفرقان الفارق بين الحق والباطل «وَمَا أنزلٌ من قَبِِكَ» 
من الكتب المنزلة على إخوانكم من الأنبياء - عليهم السلام - ومع ادعائهم هذا 
ِيُرِيدُونَ أن كَحَاکَموا4 ویتراجعوا في الوقائع إلى الطْاعُوتِ) المضل. عن مقتضى 
الإيمان والكتب ر الحال أنهم قد موا أن يَكْمُرْوا بد» أي: بالطاغوت ‏ و ما 
ذلك إلا أن هِيُرِيدُ الشْيِطَانُه الذي هو رئيس الطواغيت أن يُضِلّهُم4 عن طريق الحق 
«ضلالا بَعِيدَاه [النساء:60] إلى حيث لا يرجى منهم الاهتداء أصلاً. 

<وَإِذًا فيل لَهُمْ إمحاضًا للنصح طتَعالَزا4 هلموا طِإِلَى مَا أنزّل الله من الكتاب 
الجامع لجميع الکتب المبینة لطریق الحق؛ الهادية إلى توحيده طزإلی 4 متابعة 
ڈالڑشولمہ المبلغ الكاشف لكم أحكامةه ؤِرَأَنِتَ المُتَافِقينَ © والذين في قلوبهم مرضص 
لِيَصْدُونَ4 يعرضون ونك وعن عظتك وتذكيرك ط(وضذوداہ [النساء: 61[ إعراضا 
ناشئًا عن محض القساوة والفساد. 


< ككيت ينآ امجن د سم بن تت لوز فل ؟ اوك تلش | 
ESE!‏ کے رڈ فیا © کک اریت ينك أنه مافى هيوم 
عرض عَتهُمْ وَهِكهُمْ تک ل اشيم کا © وما سنا ون 
خوش باذ اق و اک نیا ظلموا اشم کا و اسشا 
کت 0 ےد روا الہ تام اتا 4 [النساء:64-62]. 


١‏ یه اعد منافقين إنهم طإذا أَصَابئُهُم تُصِبيَةٌ با قُذْمث أيهم من 
نفاقھم مع المؤمنين وتحاكمهم إلی الطاغوت» وعدم الرضا بحكمك وقضائك طثغپ 
بعدما أصابوا جا وك معتذرین لك (ِيَسْلِقُونَ بالله إِنْ أَرَدْنَاِ أي: ما قصدنا طإلا 
إختانا طلبًا للخير من الله لإخواننا المؤمنين لوَتَوْفِيقًا» [النساء:62] بينهم. 

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن منافقًا نازع يهوديّاء فدعاه اليهردي إلى رصول 
الله 5 والمنافق إلى كعب بن الأشرفء ثم بعد النزاع والجدال احتكما إلى رسول الله 
فحكم لليهودي فلم يرضى المنافق بقضائه؛ فقال: نتحاكم إلى عمر ه فحضرا 
عنده فقال اليهودي لعمر #: قضى لي رسول الله 38 فلم یرضں: فخا إليك» فقال 











سورة النساء 371 





عمر للمتافق: أهكذاء قال: نعم فقال: مکانکما حتی آخرج فدخل بيتهء وأخذ سيفه. 
فخرج فضرب به عنق المنافق» فقال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء 
رصوله؛ فتزل جبريل وقال: إن عمر 5 قد فرق بين الحق والباطل؛ فسمي الفاروق. 

وليك المنهمكون في الغي والضلال هم طالّذِينَ يَعْلّمُ الله ما في ُلوبهم» 
من النفاق والشقاقء فلا يغني عنهم حلفهم الكاذب شيا من عذاب الله «قأغرض 
عَنْهُمْ4 وعن حلفهم عن المؤمنين وَعِظهُمْ4 في الخلوات على مقتضى شقاق مرتبة 
٠‏ النبوة والرسالة «وَكُل لَهُمْ»4 حين كانوا مفترقين متفردين طإفِي أُنْقُسِهمْ4 عن المؤمنين 
(قؤلاً بَلِيغًا4 [النساء:63] ليؤثر فيهم ويحرك فطرتهم الأصلية التي فطروا عليها؛ رجاء 
أن يتفطنوا بالتوحيد ويتتبهوا بحقيته بتوفيق الله وجذب من جانبه. 

و4 لا تستبعد یا أکمل الرسل مثال هذا التوفيق منا؛ إذ اما أَرِسَلنًا من رشول 4 
إلى أمة من الأمم الماضية إلا ليْطاع) ويؤمن به ويمتثل بأمرہ إلا ٭بإدذنِ اللو» وتعلق 
إرادته بإطاعتهم له وإيمانهم به 9وَلَوْ أَنّهُمْ4 من غاية جهلهم ونفاقهم «إذ ظلَُوا 
فتهت بالخر وج عن إطاعتك وانقيادك عنا طجَاءُوك4 تائبین معتذرين مما صدر 
عنهم (قَاستَعْفَروا الله مخلصين نادمين وَاسْتَهْفَرَ لَهُمْ الؤشول أيضًا بالاستشفاع 
والاستدعاء من الله بالقبول بعدما جاءوا معتذرين ظلَوَجَدُوا الله وصادقوہ مفضلا 
كريمًا (5 وَابَا4 يقبل توبتهم «رّحِيمًا4” [النساء:64] لهم يوفقهم عليها. . 


(1) يتسغنا الشيخ البيطار بوارده القدسي في هذه الآية المباركة بقوله: اعلم - أيدك الله - أن ذات الله 
تعالى هي الكنز المخفي الذي يحرم التفكير فيه؛ لأنه الغيب الذي لا يُعلم من حيث البطون 
الغيبي» فلا تصل إليه العبارة ولا تتوجه إليه الإشارةء قال تعالى: لِوَآَلّهُ مِن وَرَهم محبمدً» 
[البروج:20] أي: من وراء الظهوراتء فالكنز المخفي غيب لا يصح ظهوره من حيث هو وإلا 
لبطل سر قوثه تعالى: طالنرسنَ يُؤْمِنُونَ بلقم [البقرة:3] فكل ما بدا من ذلك الغيب خرج عن 
اسم الغيب وضار الغيب من ورائه. وإلى ذلك أشار سبحانه وتعالى بقوله: اما يُحكُور:* من 
وى تَلَقَو إِلّا هِوَ رَابعُهُرَ وَلَا حْسَةٍ إلا هو سَادِسْيُحَ) [المجادلة:7]ء فأخبر تعالى عن انفراده 
بذاتهء فلا يُقال: إنه ثالث ثلاثة أو خامس خمسة من جهة ة الغيب المطلق الذي تؤمن به؛ ولذلك 
لقد حکَتَر الین قالوا رن آله ثالث بلكو [المائدة:73]؛ لأنه فاتهم مرتبة البطون الذاتي 
المشبار إليها بقوله: راه من ودوم یہ [البروج:20] وهي عرتبة الانفراد عن الثلاثة» كما 
قال: إلا هو رَابعُهُ4 [المجادلة:7] وهي الغيب الذي لم يظهرء فلا يزال المؤمن متعلقًا بمرتبة 


372 صورة الدساء 








الغيب» ٠‏ ولذا قال لیت الرثاني تيه : لاس فر حون ن بالرؤية الموعودة في الآخرة وکل همي 
هو الله ولذلك قال مال لوت ا الله عو میں [9] وقال 5: دلا لاس ثناءً 
عليك أنت كما أثنيت على نفسك. ولولا أن الأمر كذلك ما شمي محمدًا 85 عبنّاء ولكان ربا 
مطلقًا من کل وج وبهذا المعنى مُنع موسى لكا رؤية الله وقيل له: «الن ترَئبى» [الاعراف: 
3 لان الغيب ولو ظهر بعض مظاهره فمظاهره لا تتناعى: فهي غير محصورة فلا تمكن 
رؤية الله من جميع الوجوه؛ فهذا معنى: لن ترّنى) وقال # لما شئل: هل رأيت ربك؟ فقال: 
«نور أنى أراه» وقالت عائشة رضوان الله عليها: «من يزعم أن محمنا # رای ربه ليلة الإسراء 
فقد أعظم الغرية» فلا يزال. الله تعالى کما قال: فو بن وَزآہم نحیط4 [البروج :٤ء‏ وإلا فقد 
راہ موسى في النار: أي: رأى غيبًا من غيوب الصحقيقة الموسوية؛ فخاطه غيبه وقال: رن آتا 
رَبك فاخلع تَعْلَيِكَ زنك بالوادِ الْمُقَدّسِ طُوّى»4 [طه:12]» فأشار بقوله: «طوّى» آنه ما رای 
إلا ما انطوى عليه باطنه؛ فالرؤية الموعودة في الآخرة رؤية ريك المناسب لباطن ذاتك؛ وهو 
الذي كان يربيك في الدنيا ويُدبّرك يظهر فيك بالشئون التي كنت عليهاء فبحسب ما كنت عليه 
من العقيدة فيه تراه» فالرؤية في الآخرة واحدة: ولكن لا يقبل الرائي منها إلا ما يشاكله بما كان 
يعتقده في ربهء فالمرئي واحد؛ ولكن تختلف صورہ عند الرائین. 
رند ورد في الحديث: «إنه يتجلى لقوم فيتعوذون منه وینکروئہ: فإذا تجلّى لهم بما يعرفون 
قالوا: نعم آنت ربناء وشو شو؛ لأنه عين كل أول وآخخر وظاعر وباطن؛: وس وراء ذلك حيط 
فلا يعرف الله على الحقيقة إلا اللہ حتى هو تعالى؛ وإن كان يعلم نفسه لكنه لا يحيط بها؛ لأن 
ذاته لا تدخحل تحت إحاطة علمه؛ فلذلك انفرد عن جنس ما ظهر من الغيب بقوله: «ما 
ڪور ين موئ نُلَسَدِ إلا هو رَابِمُهُرَ وَلَا حمَسَةٍ إلا هو سَادِسْجُمْ4 [المجادلة:7]» ومن 
العجب أنه عين الثلاثة وعين الرابع المنفرد وعين ين الخمسة وعين السادس المنفرد» والحاصل أن 
النهايات رجوع إلى البدايات» وهو مقام الأنبياء والرسل وكل الأولياء. وذلك معنى قولهم على 
مذهب المحققين: خضنا بحرًا وقفت الأنبياء يساحله وهو عنننا إثبات كمال الأنييام لا الأولياء 
فالبحر صر تبه 4 العیان والساحل مر سك ة الزيمان. 
أقول: إن هنا الاحل بحر لا یُخاض لا لآنیاء ولا لأ ولياهب ولكن هر الذي استالر الله به في 
بينه وبين الساحل؛ وإلا قلا حاجة إلى الخوض لأن بحر الأرلياء بالنسبة إلى الأنبياء ساحل؛ 
لاان جميع علومهم مجموعة في قوله تعالی: طماریھۃ ر تاتا ی اکا ر أشيوج» [فصلت: 
53 والبحر عند الاثيياء هو الغيب الذاتي الذي استأثر الله به ۂ فسير الأنيئاء ! ي ت وج 








صورة النساءع 373 











العيانء وهذا المعنى هو الذي نبه عليه الإمام الرباني #» فالحق مشهود لا مشهود؛ معلوم لا 
معلومء منظور لا منظورء فأين الفرح بالرؤية الموعودة في الآخرة أو غيرهاء وأي حاجة لرؤية 
الآخرة بعد قوله تعالى: ظفَأَيْتمًا نُوَلُوا فَمَمّ وََهُ آي [البقرة:115] فآخرة المؤمن موجودة 
حاصلة: ولكن أكثر الناس لا يعلمونء ولذا قال الله في مثل هؤلاء ممن ليس له ذوق شراب 
النبوة وهم الذين يطلبون ربهم من حيث المغايرة لهم: (ِوَلَوَ أَنهُم إذ ظَلَّمُوَا أَنفْسَهُم4 [النساء: 
4] بأن لم يعرفوا قدر أنفسهم من أنها وجه الله تعالى الظاهرء ظطجَاءوك» أي: جاءوك يا محمد 
فشاهدوا الله تعالى فيك» وردهم إيمانهم إليك؛ لاني أنزلت عليك: «إِنّ النريت يُبَايعُوئَكَ إِنمَا 


0 


ٰ ببایٹوںے اللہ [الفتح:10] «فَاسْتغْفرُوأ ا [انساء:64] عن علم ومعرفة باللہ وحضور 

1 ومعاينة مطابقة لظاهر الإيمان بلا تأويل» فحيئئذ يستغفرون الله من جهلهم باللہ #وَاسْتَغْفر لهم" 
آلرّسُول» من وجودھم مع الرسول فینقلبون إليه انقلاب الفرع إلى أصلهء فيجدون الله فيهم كما 
وجدوه في الرسول بشهودهم أنهم عين الرسول الذي هو عين اللہ: فيكون للفرع ما كان للاصل؛ 
فلذا قال تعالى: دِلْوَجِدُوا الله تابا رَحِيما4 [التساء:64] أي : لعلموا أنهم في أنفسهم عين 
الحجاب فتاب من رؤيته»: إنه تائب بشهود التواب» كما قيل: قد تاب قوم كثيرء وما تاب من 
التوبة إلا أنا. 

ومن هنا قال أبن عطاء الله - قدمن الله سره - في كتابه «التنوير»: لما نزل قوله تعالى: 9إن الله 
السامعون إلى قسمين: ظ 

قسم فرحوا واستبشروا وابيضت وجوههم فرحًا بهذا البيم؛ لأنهم سلموا الثمن الذي كانوا 
يملكونه وهو أنفسهم وأموالهم المضافة إليهم: وأخذوا الجنة من الحق عوض ذلك الثئمن؛ 
فلهؤلاء قصور من فضة تشاكل بياض وجوههم» وقسم حزنوا وخجلوا واصفرّت وجوههم 
حجار س الله؛ حيث عامل العياد بحس جهلهم؛ فأضاف الأنقس والأموال إليهم وهي له 
تعالى» فهؤلاء لما اصفرت وجوههم نسلا من اللهه حيث لما علم دعوأهم في ملك الأنفس 
والأموال أضافها إليهم؛ واشترى منهم ما هو مملوك له لا لهمء فجازاهم الحق تعالى بما يشاكل 
اصفرار وجوههم؛ فلهم قصور من ذهبء أقول: العارفون المحققون لا باعوا ولا اشترواء وإنما 
الأمر ظهورات وتجليات» بل الأسماء الإلهية تظهر بالمعاني كلهاء والمسمى واحدء وإلى ذلك 
" أشار سلطان العاشقين منبهًا على هذا المعنى بقوله #: 

أَهْوَّى رَفَارْفَيٌ القدَحْلَيَ ‏ قد حكمَ هالفَرمُ والوَجدُ عَلَسيَ 
إن لٹ څل الروح قل لي عَجَبا لروحخ لنافهات من عندك ضس 


مره 


الجَنة» [التوبة:111] اقتسم 





374 صورة النصاء 


$ فلا وریك لایامنوت می موك فما کر بتر م کا ی دوا 
أنشْيهح حرجا ما صَصَبنَتَ وَمسلْموَا لیا ا ولو ا كبا علوم آو انٹارا 
اکم وا خر جوا من وترم کا عاو إلا کیل متهم وو اچم لوا ما وودر كان 
خی م اعد تیا © دل لتکہم تن کا آجرا یا ا ولھدیتھم ما 
مسْمَقِيمَا & [الاء:60-:]. 

فلا وَرَبَك أي: فوربك وعظم شأنه وسطوع برهانه «لآ يُؤْمِنُونَ» بالله وبكتبه 
وبرسله طَحَنَّى يُحَكْمُوِكَ4 أيها المبعوث للكل (فِيمًا شَجَر) وحدث بَْنَهُمْ من 












وهذا المقال أعدل شاهد لابن الفارض رضوان الله عليه أنه فاني في حقیقة الرسول فِا لان 
قوله: الروح لنا إشارة لقوله: «أول ما خخلق الله روح نبيك پا جاہرہ فجميم الأرواح من تلك 
الروح بل جميع الأشباح أيضاء فلذا قال: فهات من عندك شيء؛ أي: أنت منيء فما الذي لك؟ 
قال تعالى: «آلتيئ ول بِالْمُؤْمِيِرت من اميم € [الأحزاب:6] وفي الاعتبار: الإيمان ساري 
في كل شيء؟ لقوله تعالى: (إوإن بن شَىَو إلا يُسَيَحْ متشّدم» [الإسراء:44]؛ ولا يسح بحمده 
الا من يؤمن به؛ فالنبي حتقيقة کل مژمن: أي: حقعقة کل شي ء؛ وتلك الحقبقة مشهوده في 
مظاهر الوجود يراها أهل المعرفة والشهودء ...ولکن علامة المتحقق بھذا المشھد ما قالہ _ 
بعضهم في الصوفي من أن ملكه مباح ردمه هدرء وھذا عو المسمی عن الحقیقة فمن کان لا 
يطالب أحنًا بملكه ولا بدعہ؛ لأن الآخذ والقاتل هوء فليفعل ما شاء؛ فإنه مغفور له ما تقدم من 
ذنبه وما تآخر: وهو وارث النبي 1 في أية الفتح المبين. ألا نري أنه 3 لما أعطاء الله دعوة 
خاصة لنفسه كما أعطى الأنبياء قبله أباحها لأمته؛ وأخل العهد من ربه ألا ترد شفاعته في واحد 
منهم؛ فقبل الحق منه ذلك؛ وقد أشار إلى هذا المعنى في قوله: دإنا معاشر الأنبياء لا نورث ما 
تركثاه صدقة» والسر في ذلك أنهم ما ملكوا حتى يورثواء وأما قوله: 9وَوَرِبنَه سَلَيِمَنْ ذَاوددٌ» 
[النمل:16] فالقصد الأعظم ورائة العلم والبوة وغير ذلك من المال بالتبع؛ فلا يلتفت إليه: 
فسليمان 898 ما ملك المال وإنما هو خازن له لأريابه يعطيه لهم عن كشف وبصيرة؛ فيعطي 
الشيء لصاحبه ویمنع الشيء عمن ليس بصاحيه؛ ولذلك لا حساب عليه في العطاء والمنع؛ لأن _ 
عطاءء عطاء الله ومنعه كذلك؛ قال تعالى: لهَدذًَا عَطَاوْنَا فَآمنَ أَوْ أَمْسِك يقير حِسَابي» [ص: 
9 لان المالك هو الله والله لا حساب عليه؛ فافهم ما آشرنا إليه: آله يُقول الْحَق وَعُوَ 
يهدى الشملک> [الاحراب:4].ٴ ١‏ 











سور 3 الدساء 375 


۱ 1 : و 
الوقائع التي اخحتلفوا فيها ت44 بعدما حكموك لا يَجِدُواك حين راجعوا وجدانهم 


(ئی أَنفيِهم رجا 4 ضیفًا واضطرابا وشکا طمِما قضیٍث4''' حکمت بہ فویسَلِموا4 
حكمك وتضاءك طتَسْلِيمَاب [النساء:65] ناشئًا عن محض الإطاعة والانقیاد ظاهرًا 
وباطنًا؛ إذ طاعتك عين إطاعتنا وانقيادنا. ظ | 
ولو آنا کتبا فرضنا وأمرنا طعَلَيِهِمْ أن افوا لْفُسَكُمْ4 فی سبيلنا وار 
اخرْجُوا مِن دِيَارِكُم» المألوفة التي هي بقعة الإمكان طامًا فَعَلُوه4 أي: المأمور به الا 
ليل مَنْهُمْ» وهم المخلصون المبادرون إلى الفناء في الله؛ لیفوزوا بشرف بقائه «وَلو 
أنه من غاية تشوقهم وتعطشهم بمرتبة الفناء فيه ففعلُوا ما يُوعَظُونَ به لكان خير 
لهب في اولاهم واخراهم (وآشد ينا [النساء:66] لقدمهم في طريق التوحيد 
والعرفان. 
طوإِذا أي: حين ثبتوا على طريق التوحيد أشد تثبيت طِلُآتَيِنَاهُم من دنا بلا 
صنع منهم لأَخْوَا عَظِيمًا4 [النساء:67] هو الفوز بمرتبة الكشف والشهود. 
زلَهَڈیتامع ِرَاطًا مُسْكقِيما4 [النساء:68] يوصلهم إلينا بلا اعوجاج ولا 
انحراف. 
اھدنا بلطفك صراطًا مستقيمًا يوصلنا إلى ذروة توحيدك. [ 
ومن بطع اه ارول کاو کیک مح أل تمم أله علوم من ليع ليرد 
اتا لیے رعش از کک رَیَہگا () یلک الَتسْلُ یں الہ یبا 





(:) قال أبو حفص: رضي الله تعالى من عباده لنفسه بظاهر القول: ولم يرض لنبيه 38 إلا بإخلاص 
القلب: والرضا يحكمه ساء أم سء ومن لم يكن للنبي 3 مستقيمًا ظاهرًا وباطتا وسكا وعلنا 
وحقيقة ورسمًا كان بعيدًا عن بحقيقة الإسلام ومراتب المسلمين. 
قال عبد العزيز المكي: أقسم الحبيب للحبيب بالحييب أنهم لا يؤمنون حتى يحكموك؛ فيا لها 
من شرفِ؛ ويا لها من كرامة حارت فيه أوهام الخلائق: وجعل نفسه لنفسهء وجعل الرضا 
بحكمه کالرضا بحکمه ما وجب على خلقه الرضاء والتسليم بحكم نبيه ل كما أوجب عليهم 
الرضا والتسليم بحكمه» فهكذا إنسان المتحابين. قال بعضهم فی هذه الآية: أظهر الحق على 
حبیبه خلعةً من خلع الربوبیة: ُجعل الرضا بحكمه ساء آم سر سيلا لإيمان المؤمنين؛ كما جس 
الرضا بقضائه لإيقان الموقنين» فأسقط عنه اسم الو اسطة؛ لأنه متصف بأوصاف الحق متخلقٌ 
بأخلاقه؛ ألا ترى كيف قال حسان: «فلّو الغزش٥‏ محموڈ وَهَذًا مُحمدٌ».. [العرائسن]. 


376 سورة الدساء 
PEA 2 AAO‏ جد رڪم قاروا ات أو اأنفروا جمیعا ط[٣)‏ ون 
ھن لسن کيا اتب میت ال د آم ا مقر ترآ مهم کیا © ون 
أستبكم عَضْلٌ اہ لیو گان آم تک یسم وید مود کک كيت معھم 
َأفُورَ فوا حَظِيهًا {O‏ [النساء:73-69]. 

439 واعلموا أيها المؤمنون لمن يُطِع الله» حق إطاعته ظو» حق إطاعته أن 
بطيعوا «الرشول المستخلف منه طِقَأَوْلَيِكَ»4 المطيعون لله ولرسوله مصاحبون إإِمَع 
الْذِين أَنْعْم الله عَلَيِهم من النْبيِينَ4 الذين يجمعون بين مرتبتي الکمال والتکمیل: 
الفائزون بمقام الكشف والشهود» له يرود غير الله في الوجود: ولذلك يدير ول الظاهر 
والباطن ظوَالصَدِيقِينَ4 وهم الذين يصلون إلى مقام المشاهدة» ويتحيرون بمطالعة 
وجه الله الكريم إلى حيث لا يلتفتون إلى الكمال والتكميل» بل يهيمون ويستغرقون 
«وَالشْهَدَاءِ4 وهم الذين يرفعون مزاحمة هويتهم عن البين مطلفًا طالضالحین ک4 وهم 
الذين يستعدون نفوسهم لنقصان المراتب السابقة» ويترصدون لھا إیمانا واحتساتا 
وخسن أؤليك) المقربون المجتهدون في طريق التوحيد حسب مقدورهم (زفيقًاي 
[الساء:و ء۲ <“ شفيقًا للسالكين المتوجهين نحوه. 

لِذَلِكَ الفُضلل»4 والهداية والرفاقة مع هؤلاء الأمناء العظماء وللإنعام تفضلاً 
من الوه وامتنانًا منه لا صنع للعبد فيه» ولا علم لأحد في كيفيته وكميته 9وَكَنَى بالله 
لماي [النساء:70] في مقدوراتہ: وموهوباته. 








(1) قال روزبهان: معناه حسن مرافقتهم مع المطيع للف وحسن مرافقة الله مطيع الله لهم؛ لقرب منازلهم 
ودنو مقاماتهم بعضهم بعضًا؛ لأن المرافقة لاا تحسن إلا بموافقة المقامات» والانبياء هم الذين 
سمعوا أنباء الله بسمع الخاص؛ والصدّيقون هم الذين مع الله بحسن الرضاء ومشاهنة نور اليقاء:. 
والشهداء المقتولون بسيوف محبته في معارك سطوات عظمتہ: والصالحونِ عم الذین خرجوا 
من محن الامتحان: وظفروا بنعمة الجنان: والروح والریحان: ويتراءون هلال جمال الرحمن . 
ولم يذكر المرسلين؛ لأنهم في الغيب غائبون وعن غيب الغيب غائبون» آواهم الله في سترہ لا 
بطلع عليهم أحدٌ من خلقه إلا عند بروزهم من الحضرة. ے٠‏ 
قال فارس: أدنى منازل الانيياء أعلى مراتب الصديقين؛ وأدنى منازل الصديقين أعلى مراتب ۱ 
الشهداءء وأدنى منازل الشهداء أعلى مراتب الصالحينء والصالحون في ميدان الشيداف ٠ '. ٠‏ 
والشهداء في ميدان الصديقين» والصديقون في ميدان الأنبياء والأنيياء في ميدان ! صلين. |00 ظ 

1 00 و 











سورة النساء 377 


هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ) 

ومن أجل أسباب المرافقة مع هؤلاء المقربين: الجهاد؛ لذلك أمرهم سبحانه 
بتهيئة أسبابه لتهيئوا لهء فقال مناديًا اهتمامًا لشأنه: يا ها الْذِينَ آمَئُوا مقتضی 
إيمانكم ترويج ديتكم؛ ونصرة بیکم فإخْڈُوا جِذْرَكُغ4 أي: عدتکم التي بھا تحذرون 
عن العدو واستعدوا للقتالء وبعدما تم استعدادكم ظقَانَفِرُوا4 اخرجوا قبل العدو 
3 فرقة بعد فرقة «أو انفِرُوا جَمِيعًا4 [النساء:71] مجتمعين مختلطين؛ لأنه 
أدخل في المهابة. 

(وَإِنَّ مِنَكُمْ لَمَنْ ليطن أي: وإن أناسًا منكم والله ليتكاسلن؛ ويتثاقلن لنفاقهم 
ومرض قلوبهم ظِقَإِنْ أَصَابَئكُم مُصِيبَة4 قتل وهزيمة ظقَالَ) المنافق المتكاسل «إقذ 
نعم الله عَلَيَ6 بسبب هذا البطء والتأخير ظِإِذْ لّمْ أكن مُعَهُمْ شَهِيدًا» [النساء:72! 
حاضوا فيصيبتي م أصابهم. 

طرَلیْنْ أَصَابَكُمْ فضل تق اللہ مولن متمنيًا من فرط تحسره وتحسده بكم 
(كآن لم تكن يَتَكُم وَيَبنه موَدْة» أي: كتحسر الأعداء للأعداء: يا لَتَنِي كُنثُ مَعَهُمْ 
َاقُورَ فَؤرًا عَظِيمًا» [النساء:73] مثل ما فازوا. 

وإن أبطأ المنافقون في أمر القتالء وتكاسلوا نفاقا. 

< * لتيل ف سیل ارآ ریقوت الیو ای الو کن 
مَل ف سیل اله يقل ویلب مسو ونیو جراخلا )وما لکلا مون ف سیل 
اله لصفن یت اتیبال َال ودن الي قولوت ربت رتا ِن كاذو القرية 
الالو ألا لجل لا ین دنک ا وجل لتا ن ڈنك ترا 2 لَب اموا ُو فى 


م 
١‏ 
۹ 








س کی ھی 


يل مْ وكيوا يكير فى سيل طسوت موا أي اطي كيد شيط 
سينا 4W‏ [انساء:76-74]. . 

[ هقَلْيِقَاتِل4 المخلصون المبادرون إلى الفناء في ہیل الله مع .المشركين 
ِالَّذِينَ يَهْرُونَ4 ويختارون الحَياةً الڈیا پالآجج ز4 أي: بدلھاء ویبیعونھا بها ومن 
يُقَاتل في سَبِيلٍ الل ترويجًا لتوحيده مع هؤلاء المشركين المصرين على الشرك 
«تيفتل» في يديهم «أز يَْلٍِ» علبهم طِمْسزف نُؤْتيه» من لدنا «أجرًا عَظِيما4 









378 سورة السا 





[النساء:74] ا كأجر الدنا ولا كأجر الآخرة المترتية على الأعمال الصالحة بل 
الشهداء منهم أحياء عند الله يرزقون؛ فرحين بما آتاهم الله من فضلهء والغزاة فهم في ' 

حمی الله وكنف حفظه وجواره. ‪ 

ؤِوَمَا عرض ولحق طِلْكُنْ» أيها المؤمنون المبشرون بهذه البشارة العظمى «الا | 
تُقَاتَلُونَ في سَبيل الوه مع أعداء الله و4 لا تنقذون دِالْمُسْتضْعَفِينَ4 منكم من أيديهم ظ 
من الْرَجَالِ وَالنْسامء وَالْولَنَانِ الذين بقوأ في مكة بعل الهجرة؛ فأذوهم واستذلوهم 
إلى أن استعبدوھم: وهم لِالْذِينَ يَقُولُونَ من غاية حزنهم» ونهاية مذلتهم متضرعا إلى 
اله مستشكيا إليه: رتا أخرجتا من حَلِهِ القزية الال هلها إذ لا طاقة لنا بظلمهم ' 
ووَاجعل 5 ص 0 راي يولي أمرناء وينقذنا ص أيديهم: ویخرجنا ص بينهم 
ؤوَاجْعَلٌ ن من 00 نَصِيرًا4 [النساء:75] ينصرنا عليهم لينتقم عنھم؛ فاستجاب الله 
نم بان ألحق بعضهم إلى المهاجرين: ونصر بعضهم بالنبي والمؤمنين حين فتحوا . 

- شرفها الله - فوصلوا إلى ما طلبوا من الله. ظ 

(الَدِينَ آمَنُوا بُقَاتِلُونَ في سيل الي تقربًا إليه وطلبًا لرضاه» وترويجًا لدينه . 
ونصرة نبيه المبعوث لإعلاء كلمة توحيده لوَالَدينَ كَفْرُوا يُقَاتِلُونَ في ضپیلِ الطَامُوتٍ» ظ 
المضل عن طريق الحق» وسبيل الهداية إلى متابعة الشيطان وموالاته 9فَقَاتِلُواه أيها , 
المؤمنون المخلصون «أؤلياء الشَیْطانِ ولا تبالوا بعددهم وعددهم ان كيد ١‏ 
الشْیِطانِہ رسب مس [النساء:76] لا عبرة له ولا تأثير. ظ 





( اه رز الِیَیَل کرگایا آییکررآیینا اکتر؟ رکڑا الڑکرا کا هب کے اونا 
ل اھر اواد نی واوا ر ر گت لب كا ول 
مو رہ شش سی ریم یرنہ 
ڑا تر لتر زگ د تي لنکژ تہ نز عتكة يا دم يز موكلا . 
ئن توبھم سہدکة یمواواً زوین عِنیھ کل کل من عندادہ کال کول الیم لا بکادودیفکھی تیفقھوۃ _ 

حَدِيئًا ( 4 [النساء:78-77]. 


ال تر إلی 4> المؤمنین لين قل تی عند ضعحفھم ورکانة الد حال حین : 
کانوا في مكة قبل الهجرة يريدون أن يقاتلوا: 2 ۱ أنبيك:ن» القتال إلى أن يأذن ١‏ 











: غ 8 د ۴ 
ل َ‫ ٦‏ کے 5 ابن ع ٠‏ 0071 
2 ' اك کیا سجن سر 5 


سورة النساء ظ 379 


الله لكم به ويرد الأمر عليه طوَأَقمُوا4ِ أديموا «الصّلاة» الميل المقرب لكم نحوه 
بجميع الأعضاء والجوارح وَآنُوا الزّكَاة4 المصفية لنفوسكم عن الميل إلى زخرفة 
الدنیاء وانتظروا إلى أن يأمركم الله بالقعال والجهاد طِقَلَمَا كُتِب عَلَيِهِمُ المِتَالُ4 بعدما 
قوي حالهم» وزال ضعفهم إا قري مِنْهُمْ4 بضعف يقينهم» وقلة ووقهم بنصر الله 
وتأييده «ِيَخَْوْنَ التاض) أي: يخافون من الكفار كَحُشية اله مثل خوفهم من الله 
طاں> بل اعد حَشْيةً4 لوهن اعتقادهم؛ واعتمادهم على الله؛ إذ هم في أوائل ظهور 
الإسلام حين كانوا متزلزلين» لا يصفوا يقينهم بالتوحيد وَقَالُوا حين سمعوا نزول 


آمر القتال مسوفین متآخرین: فرَبِنًا لِم بث عَلَيْتا الال مع آنا على ضعفنا «لؤلا 


خَْنا إَِى أَجَل قَريب» يزداد فيه قوتنا وشوكتنا وعدتناء وإنما قالوه خوفا من الموت 


وفوات المال ظقُلٌ4 لهم يا أكمل الرسل تذكيرًا وتنبيهًا: هماع الذُنْيا قَلِيلُ4 وعمل 


قصير بالنسبة إلى عطاء الله وشرف لقائه «وَالآخِرَةُ4 المعدة لجزيل العطاء وشرف 
اللقاء «خَيِرٌ لَمَنِ انْقَى4 عما يشغلهم عنه وعن عطائه (4 اعلموا أيها المؤمنون أنكم 
«لا يُظْلَمُونَ» لا تنقصون» ولا تهملون مما قدر لكم في القضاء تيلا [النساء:77] 
مقدار فتيل النواة. 


واعلموا أيضا أن تسويفكم وتأخيركم لا يفيدكم نفعًا في أمر الموت؛ بل وقته 


مبهم وأمره میرم 


«آيتما تَكُونُوا يُنْرِككُم المَؤْتُ4 عند حلول الأجل المقدر له من عنده فوَلوْ 
کشم متحصنين في بُرُوج»4 . قلاع وحصون طأُشَّيْدَةٍ4 بأنواع التشييدات 
والتحصينات؛ إذ لا مرد من قضاء الله ولا معقب لحكمهء يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد 
إر) هم أيضًا من غاية تزلزلهم وتذبذبهم» وعدم رسوخهم في جادة التوحيد إن 
تصِبهُم حَسَنَة# فتح وغنيمة تفرح بها نفوسهم وتنبسط طيَقُولُوا هَلِهِ مِنْ عِندٍ اللو4 
تفضلاً عليناء وامتنانًا «وإن تُصِبِهُمْ سَيئَة4 بلية واختبار تنقبض بها نفوسهم 9يَمُولُوا هَلِه 
من عِندِك» أي: أضافوها إليك متشائمين بك كما تشاءمت اليهود حيث قالت: منذ 
دخل محمد المدینة نقصت ثمارها وغلت أسعارها ظقُل» لهم كلامًا ناشنًا عن محض 
الحكمة والإيقان: «كُلّ» من الحوادث الكائنة سواء كانت مفرحة أو مملة؛ مقبضة أو 
مبسطة نازل 9يَنْ عِندٍ !للع حسب قدرته وإرادته» لا يسأل عن فعله ولا في أمرهء بل له 
التصرف مطلقًا طفَمَالِ4 عرض طمَؤْلاءِ القَوْم4 المنخطين عن درجة التوحيد والعرفان 


ڈلا يَكَادُونَ يَعْفَهُونَ4 ويفهمون «حديثًا» [النساء: 8 7] يخلصهم عن التزلزل: وتردد 
المرتبة على الإضافات المنافية للتوحید ولو أنهم من أهل التدہر والتأمل في سرائر 
كلام الله ومرموزاته لفتح عليهم مما يخلصهم عن دغدغة الكثرة مطلماء فكيف إضافة 
الحسنة والسيثة؟. 


< ما اصَايك ین حست روا 000227 سو وق 
تیدا )کن بلع السو َد أا آم ومن ول فنا رساك بوم فيا (©) 
رک اع 2 ای1 اپ مم ایی د تقول وا 2م 
یی تون اعرش عت وکو کل عل آلو وک دكن أل کی( أل بئذ م5 لش ورگ بن 


سے نتر ای 


عند عی رايو رجدو اا ))4 [النساء:82-79]. 


ثم لما أراد سبحانه أن ينبه على خلص عبادہ طریق توحیدہ: وأن ظهوره في 
المظاهر كلها خير محض لرسوله فوق؛ لأن تحمل أمثال هذه الخطابات: وأن الشر إنما هو 
من الإضافة العارضة بسبب التعینات العدمیةء فقال مخاطبًا لرسوله يَل؛ لأن تحمل أمثال 
هذه الخطابات الصادرة عن محض الحكمة: إنما يليق بجنابه ليصل منه إلى أمته: ما 
أَصَابَكَ مِنْ حَسَئْةٍ4 مسرة لنفسك ظفْمِنَ اللو وعلى جري عادته» وظهوره على مظاهره 
بالخير والحسنى وما أضابك من سَ4 محزنة مملة لنفسك فمن نَفْيك) تظهر تظهر؛ ومن 
إضافتكڭ تحصل؛ وإلا فهو خير في نفسه لا شر في الوجود اسلا ؤِوَأرْسَلتَاكَ ناس 
رشولاً) تنبه لهم ما نبهت من لدنا لِوَكَفَى بالله شهيداً» [النساء:79] على إرسالك 
وتبليغك. 

ثم قال سبحانه: طمن يُطِع الوَسُول4 ويؤمن به ويصدقه بما جاء من عند ربه 9قْقَذْ 
أطاع الل لأنه المظهر الجامع لجمیع أوصافه وأسمائه: وللمظهر حكم الظاهر فيه 
ؤِوَمن تَوَلَى4 أعرض عن إطاعتك أعرض عنهم» ولا تلتفت نحوهم فما َزْسَلنَاكَ 
عليه حَفِيظ 4 [النساء:80] تحفظهم عما يشينهم: ٠‏ بل مبلمًا داعيًا لهم إلى طریق الحق 
وصراط مستقيم. 

ممن یحوم حولك من المنافقین قوم إذا أمرتهم بامتثال أمر الله ولوق ` 
في جوابك: «طاعَة4 أي: منا امتثال وإطاعة لما أمرت طفَإِذَا يَرَرُوالا خرجوا همِنْ 








0 








سورة الساء 381 


عند بيت طَائفَة بَنْهُمْ» زورت وافترت ولبست ظغَيْرَ الْذِي مول تلك الطائفة لك 
وقلت لها «واللة4 المجازي لهم والمحاسب أعمالهم يب في صحائفهم. 
ويجازي عليهم بها اما يبَينُونْ4 ویزورون «فأغرض عَنْهُمْ4 ولا تبال بإطاعتهم 
وقبولهم لِوَتَوَكُلُ عَلَى اله في جميع الأمور, واتخذه وليًا ونصيرًا ظوَكَفَى بالله ؤكيلاً» 
[النساء:1 8] يكفيك مؤونة ضررھم وشرورھم؛ وینتقم لٰك عنھم. 

ظ ومن جملة نفاقهم وشقاقهم أنهم يطعنون في القرآن بأنواع المطاعنء تارة 
ينسبونه إلى غير الله وتارة يكذبونه» وتارة يقولون: هو من أساطير الأولين» أيترددون في 
أمره ويطعنون في شأنه؟. 

ألا يتدَبرُونَ» ويتأملون طالقَُآنَ» لفظًا ومعنى» ظهرًا وبطنًاء دلالة وحكمّاء 
اقتضاءً ونضاء إشارةٌ وإيماء» تلويحًا ورمرّاء حتى يتفطنوا أنه ما هو من كلام البشر لوَلْوْ 
كان ِن عن قير اله أي: من جنس كلام البشر طلَوَجَدُوا فيو» البنة اختلانًا كبيرا» 
[النساء:82] ”2 حسب تفاوت درجات أشخاص البشر. 


« مَإِدَاجَاءَهُمَ أَمريَنَلَمْن أوالكوفي أذاعوأ پیہ ولو رد وة إل اسول وك 
ول لأمر متم لَه أذ ليوك من وولا فلاو ع ور نة لاعتم 


ا 


لس اك 2 مت ہس ل e‏ ب سور سر ہے _ عصیہ سے ہہ اتش 
الحو إلا ییک )می ف سبي لاه لامكل إل تنس وَحَر الوم عَسَى أله 
ان کک باس ایی کعروا واه اد باس واد کیاد ن س يمع ممه 


(1) فال الشيخ البقلي: القرآن صفات القدم» وهو موصوقٌ به؛ لأنَّ كلامه الأزلي والقرآن صفة خاصة 
ذاتية من جملة صفاتهء وهو واحدٌ من جميع الصفات» لكنه مجمع الصفات كلهاء فيه الأسماء 
والنعوت وخبر الصفات» وإعلام تقديس الذات» وهو قائم بذات الله بغير علة الأصوات 
والحركات والحروف» ولو وقع للخلق التفكر والتدبر فيه بنعت المشاهدة والكشف لعلموا أنه 
حارج من صفة الحوادث؛ لأنه نعت الأزلية؛ ووقعوا في بحار أسراره؛ وفنوا فی أنوارہ وخرجوا 
منها جواهر حكم القدمية ورموز السرمدية وحقائق الأبدية التي هو خبر جلال الذات وعيود 
الصفات وأسرار الأفعال من؛العرش إلى الثرى» صفته تجلت في حروف ١‏ لوحدانيةء وتجلت 
حروف الوحدائیة في حروف القرآن: وكل حرف مملوءٌ من بحار نكت الإلهية» من وقف على 
أسرارها يدهش في تجليهاء ويعرف أنھا خرجت من القدم: وأنها ليست من أوصاف أهل العدم؛ 
لان وصف الله منرّ عن الخلل والتضاد والخلاف» وأوصاف الخلق متضادة متباينة متغیرق 
وذلك المعنی موجوڈ فیما بقی من الآية. 





382 سورة النساء 


(O‏ [النساء:80-83]. 


ور من ضعفة المسلمين قوم <إذا جَاءَهُمْ أنه من © موجبات (الائن أو 
الْخَوْف اموا به أي: فشوه ونشروه سواء كان واقعًا ام أراجيف» ولحق للمسلمين 
بسيب تلك الإذاعة والإشاعة ما لا يليق بهم «وَلز» أنهم حین سمعوا الخبر ؤرَدُوهُ 
إلى الؤشول وإلى لَى أذلي الأمر» أصحاب الرأي والتدبير طِمنْمغ4 ليتأملوا فيه ويتبصروا 
9لْعَلِمَه4 واستخرجه البتة المجتهدون طَالَّذِينَ يَسْتَسِطُونّة4 وأمثاله (مِنْهُعْ» وجهًا 
موجبًا للإفشاء أو الإسرارء ولا تغتروا أيها المؤمنون بعقولكم» ولا تستبدوا برأيكم 
و4 اعلموا أنه 9لَؤلا فَضْلٌ الله عَلَيِكُم بإرسال الرسول فيكم؛ وإنزال الكتب عليكم 
لوَرَحْمَيُه الشاملة بكم بتوفيقكم على الإيمان» ومتابعة الرسول 83 طلائِنٹمہ 
بأجمعكم طِالمْيِطان المضل عن طریق الحق ظا ایاج [النساء:83] منكم؛ وهم 
الذین استثناھم الله سبحانه في سابق علمه تفضلاً عليهم وامتناناء وإن انصرفوا عنك 
بالمرة وانتشروا من حولك. 


قال بنفسك يا أكمل الرسل «في سَبيل اليه إذ «لا تُكَلْفْ إِلا نَفْسك» ولا 
تحمل أعباء الرسالة إلا عليك؛ فعليك أن تشمر ذيلك لأمر الجهادء لا تبال بإعانتهم 
وانتصارهم؛ ولا بتقاعدهم وانتشارهمء فإن الله ناصرك ومعينك لا الجتنود ؤِوَحَوْضٍ 
المُؤْمِنِينَ 4 أي: : رغبهم على القتال؛ إذ ما عليك في شأنهم إلا الترغيب والتبلیغ سوام 
قبلوا أو لم يقبلواء ولا تخف من كثرة المشركين وعظم شركهم طعتی الۂ أن بک 
أي: يمحو عن قلبك بای الْذِينَ كَفُوا4 يعني: قريشا «وَاقذه المنتقم المقتدر بالقوة 
التامة الكاملة اشد 7 مهابة وؤ اكد تتكيلا» [النساء:84] تعذيئا من هؤلاء الغواة 
الطغاۃء يكفيك مؤونة شرورهم عن قريب. وقد كقاه بأن ان القی في خر الرعب؛ 
قرجعوا خائبین خاسرین۔ 


«من يَشْفُمْ شَفَاعَة حَسَتة یراعي بھا حق اللہ وحقوق عباده؛ ويرغيهم بها على 
الخير؛ ويبعدهم عن الشرء خالضا لرضا الله بلا تغرير لنفسة وجلب نفع ٠‏ أو دفع ضر . 
عنها ظيَكُن لَه نَصِيبَ مناه من ثواب الشفاعة التي تسبب لهاء والد ء الخير للاخ 











که س 
المسلم ص هذا القبيل» قال اليا : امن دعا ليه المسلم بظهر الغيب استجیبیب لے وقال 


| يوقعهم في فنة وبلية هيَكن لَه أيضًا (كِفْلٌ» نصيب ينها) من أوزارها واثامها 





المترتبة عليها مثل فاعلها بل أزيد لوَكَانَ اله المجازي لعباده عَلَى كُلِ شَيْءِ4 من 
الحسيئة وال عة (مُقينًا4 [النساء:5 8] مقتدرًا على جزاء كل منهما فضلاً وعدلا. 
سح ور تر ج کے ا 7 ب٤ ٠‏ رع سے ارس حر سم 
2 وای ر حو اصح ونا آؤ رد وان آل کان لکل کنر یا 
ہے الي وي ب مين سر ہے - غیت سم سے مھ یق مت سے سے ل اي الس سم م سے حل 
الله لا الع ]لا ھی لیجممتکم لگ يو اقم ریب فِيِوُوَمَنْ أَصِدَفُ مِنَأَئله یی © + 


سذ 


ا لف لفق فک وا ارکسم یما کسبوا ریدو آن تھ دوا مضل اه ومن 


0 شاق کو سے و ہا [الناء: 6 88-8]. 


ادا خُتِكُم» أيها المؤمنون هبَِحية4 ناشئة من أخيكم المسلم لفْحيوا بحسن 
ينها أي: زيدوا عليها؛ وفاء لحق المبادرة «أز رُدُوهَا4 كمثلها بلا نقصان شيء منها؛ 
وفاء لحق المؤاخاة إن اللة6 المراقب لجميع حالاتكم گان عَلَى كُلٍ شَئْء4 صدر 
عنكم من خير وشر ونفع وضر (حَسيبا) [النساء:86] يحاسبكم بلا فوت شي 
ويجازيكم على مقتضى حسابه. 

الد الجامع لجميع مراتب الأسماء الموجودة المربية لمسمياتكم وهوياتكم 
لا إِلَهه لا موجود ولا مربي لكم في الوجود ظإلَا مُوَ» الحي القيوم الذي لا يعرض 
له التخيير مطلقًا (أيجمعنكم) وليحشرنكم من قبور تعيناتكم إلى يم القيامة) التي 
عرضوا فيها إلى الله وحشروا نحوه منسلخين عن هوياتكم الباطلة الأ رَيْبَ فيه وفي 
جمعه» فلكم بعدما أخبرتم أن تصدقوه هوَمَنْ أضدّق مِن الله حَدِيئًا4 [النساء:67] حتى 


تصدقوا حديثه وتؤمنواء فعليكم ألا تخالفوا حكم الله وأمره بعد وروده. 


وإذا كان الأمر على هذا قم أي شيء عرض ولحق لكم) أيها المؤمنون 
«في» "أمر طالمْتافِقِينَ4 حتى تكونوا طلِكَيْنٍ4 فرقتين» ولم تتفقوا على كفرهم 
وشركهم (والله أَرْكسَهُم4 والحال أنه سبحانه قلبهم وردهم إلى كفرهم ليما كسَبوا» 


ر أخرجه أحمد (195/5ء رقم 5 ؛ ومسلم (2094/4 ؛ رقم 2733))؛ وابن عماجه (966/2ء 
رقم 2895)؛ وابن أبي شيبة (21/6 ؛ رقم 8 وعبد بن حمید (ص 98 رقم 201) ۰ 


384 سورة النساء 


سس 7 راسا 

لأنفسهم من الشرك بالله - العياذ بالله - والبغض مع رسوله والنفاق مع المؤمنين 
«اثريدوذ) بهذا التفرق والتردد في أمرهم «أن تَهدُوا من أَصَلُ الذ» وتخالفوا كلمه أ 
كأنكم لم تصدقوه و4 اعلم أيها الكامل في أمر الرسالة «مَن يُضْلِلٍ الله عن نور ! 
الإيمان والهداية لفن تَجد4 أنت مع كونك ممن آذن بالكشف عنه لله سَبيلا4 
[النساء: 8 8] إلى الهداية فضلاً عن أن يجده غيرك: وهم من غاية بغضهم معكم. ٠‏ )ا 


َأ كفو ت گنا گترو تكو سو کک ککیڈ اوت زی کی جاہزوان _ 
سیل او کان ولوا دوم شوشر بث جد موم وکا کگینڈوا مچ انىيا ¦ 
الا ایت نماک نم تن تن لغ از کو یرت شڈ ومان کور 
يكوا مومهم ولد كة أنه ایم ایگ علوم کن امتزلرخ حل کیاوک دالا 
الخ الت تا بج ام لگ مایم سیب (5)االساءنوه-هو]. 


ووا لز نزرد أي: تمنوا أن تكفروا كما كفزوافتكُوُونُ» معهم (إصوات» 
في الكفر والضلال والبعد من جوار الله وكنفه؛ وإذا كان الأمر على هذه ظفلا جرا 
ِنهُغ4 أی: أعداءکم ٭آَزلیاء4 توالونهم وتوادونهم طحَبّى يَُاجرُوا) أي: إلى أن يسلموا 
ديهاجروا «إفي سَبيلٍ الله ويبعدوا عن ديارهم وعشائرهم؛ تقربًا إلى الله وتوجهًا إلى 
رسوله طان تولزاپ أي: أعرضوا عن الإسلام والتقرب إلى الله بعدما هاجروا عن 
ديارهم طفُحْذْوَهُعْ وَالْتلوَمُعْ خیث وَجَدلُمُومغع4 کسائر المشرکین ولا تجڈوا منهذ 
أي: من هؤلاء المهاجرين المصرين على شركهم وكفرهم ولا توالونه وَل 
تصیڑا [النساء: 89] تنصرونه؛ فعليكم أن تجانبوهم وتتركوا ولايتهم وودادهم. 


«إلا4 المهاجرين (ِالْذينَ َصلون إلى قزم يينكم وتيتهم يا4 عهد وثيق على 
ألا ستعینوا منھم ولا تعينوا عليهم؛ والمواصلون إليهم في حكمهم وعلى عهدهم؛ فلا 
تأخذوهم ولا تقتلرهم حتی لا تنقضوا المیعاق طازؤ جادرکن حال كونهم قل 
9حَصِرَتْ»4 ضاقت وانقضت 9ِصُدُورُهُمْ4 من الرعبء من المهابة؛ وحین کرہ ولم + 
يؤذن «أن يُقَاتِلوكُمْ أو قَاتُوا قَؤمتهم» لأن المروءة تأبى عن ذلك؛ إذ هم ليسوا على : 
عدة القتال» فعليكم ألا تبادروا إليه؛ إذ القتال إنما فرض مع المقاتلين المجترئين <وَلَو . 4 
شا الذ4 قنالكم <لسَلْطَهُعْ» لجرأهم <َليكُم» وازال رعبهم عنكم لإقلقاتلوكم» ولم . ب 


83 [۔ اس‎ f 
0 ع‎ 

















ا 





سورة اأنساء 385 


ينصرفوا عنكم هَِإنِ اعْتَرَنُوكُم» وانصرفوا عتكم فلم يقَاتلُوك4 ولم يتعرضو الكم 
وه مع ذلك اموا لیم الشلّع» أي: الاستسلام والانقياد طِقمَا جَعَل اللة» الميسر 


اصبروا حتى يأذن الله لكم. 
تخد کی مود آن تشوگ اموا وھک مادا ل الففتة أركسرا 
ستتجدون ءاخرين بريدون ن يَأمنوكم ومنو فومهم كل ردوا إلى الفلنة ارد 
٠ 1‏ 1 سیر ی حم سے ہرجح بے م سو اماس فى 
یا زا اراوگ و4 لتم ديكا ریہ کشڈ وخم اقوش عد 
کیشر داز کیک جما تک کیم اکا ییا وما گت ممن آن يمحل 


کے سے 
E‏ 


ل س و َ‫ 
0 #2 مم گرم سج ے خی میں سی سی سر حور ےج رج ے حر را ظرحر کے 
موْمتٌاإلا کا من ٤ر‏ موا طا َر رکب ةممك رديه لحه إل أهيهء 


مو سے ہے سے 


>5 سے ا گر سب سر ا ع 2 لر بر ارس ار 
ا آن بی کہا کا کا من موم عَڈ ول وَُھُو وٹ فتحوز رر موم 


' ےس احا ےہ ہو RL‏ انہر ہے ھ 
وإن ڪاڪين قوم بتڪم و تهر ميق دري َة إل أهاو. وخر 
2 ا مي 0١‏ کے تو سے 1 5 سے 8-989 ہس سس سے 
کے مک مسن َج يج دقام سرن تابن وة ِن آلو وکات 


آَعَِيِعًا حصكيمًا (4)5 [الساء:! 92-9]. 


9سَتَجِدُونَ آخرين) من الكفار ظيُرِيدُونَ أن اوگ4 بإظهار الهدنة والمحبة 
والاستسلام فوَیأٹوا فُومَهُغ4 عن شرکم وقتالكم؛ هم أعداء لكم لا تغفلوا عنهم وعن 
هجومهم بغتة؛ إذ هم طكُل ما رُدُوا إلى الفثئة» إلى الكفر والعداوة «أزكِسوا فِيهَا 
وعادوا إليها وصاروا على ما كانواء بل أشد منه إن َم يَعْمَِنُوكُم» إظهارًا لودادتكم 
وَيْلقُوا إََِكُمْ الشلّع» تخديعًا وتأميئًا وفوا أَئدِيهُمْ4 عن قتالكم تغريرًا لكم حتی 
یتھیٹوا أسبابھم ففْخْذُوَمُع4 وأسروهم طوَالُْلُوَهُمْ حَيتُ وهم حيث يجدتموهم 
في داركم أو دارهم طوَأوْلائِكُم» المغرورون بخداعهم طجَعْلْنَا لَكُم عَلَيهِمْ4 على 
أخذهم وقتلهم «سُلْطانا ينا [النساء:91] حجة واضحة:» فعليكم ألا تعبئوا بدعواهم»؛ 
ولا تغتروا بصلحهم وكفهم» وإلقائهم السلم؛ إذ هم من غاية بغضهم معكم يريدون أن 
يخدعوكم وينتهزوا الفرصة لمقتكم. ظ 

ما كانه أي: ما صح وجاز «لمؤين أن يَفثل مؤيئًا إلا خَطْنَاة لا قصذا 
واختیاڑا مطلفًا «وعن قَكَلَ مُؤمئًا خَطَنًا قتخريز رَكَبَةٍ مُؤْمِئةِ4 أي: لزم عليه شرعًا تحرير . 





386 سور الدساء 


رقبة متصفة بالإيمان. محكومة ره؛ ليكون كفارة مسقطة لحق الله و4 لزم عليه أيضا 
(دية) كاملة 9مُسَلْمَةٌ إلى أهله4 ورثته الذين يرئون منه حفظا لحقوقهم: وجبرًا لما 
انكسر من قلوبهم (إلَا أن َضدَفوا) أي: يسقطوا حقوقهم متصدقين طقإن كَانَ 
المقتول «من» عداد ہقوم عَدو لک عداوۃ بینة لوَمُو أي: المقتول ظِمُؤْمِنٌ 
فتخریز رَقََة مُمِنَة أي: : فالواجب على القاتل تحرير رقبة مؤمنة فقط؛ إذ لا مواساة مع 
أهله. ولا وراثة لهم منه (ؤإن كان المؤمن المقتول من قؤم) ذوي ذمة يينكم 
َبتنَهُم مياق 4 عهد وئيق «فديَة»4 أى: فاللازم حینئذ دية كاملة فة إلى أَهْلِهِ4 
حفظا للميئاق ومواساة معهم رجاء أن يؤمنوا؛ إذ سر الموائيق والعهود الواقعة بين أهل 
الإيمان والكفر إنما هو المواساة والمداراة معهم ملاطفة؛ رجاء أن يرغبوا بالإيمان 
طوعًا ٭ؤنخریز رَقَة موہ لإسقاط حق اللہ وجبر ما انكسر من حدوده ظِقْمَن لم ۱ 
جذ رقبة مملوكة ولا ما يتوصل به إليها (فَصِيام شَهَرینِ ثابِعَینٍ4 فعليه أن یصوم 
شهرين كاملين على التوالي بلا فصل كسرًا لما جرأه على هذا الخطأء وليكون (تَوْبَة4 
مقبولة عند الله مكفرة ة لخطته ناشئة من خحوف ال4 وخشيته لاجترائه على تخریب 
بيته هوَكَانَ اللة4 المطلع بضمائر عباده (عَليمًا) بحاله وقت إنابته ورجوعه إخكيماي 
ظ [النساء:2 9] فيما أمره وحكم عليه لإزالة ما عليه وما صدر عنه. 





و بي بير من يقل موم ا معي ا ج سے ا 2 سے ہے جھکھم لدا فا و 
اه عَليِو وَاَسَتَهُوَأَعَة 15 يت 9ا کا ار من تير 
ہس لیے اوت کا نک رک 
الس ولد د ند اف ماد ہپ نٹ وووسیہ 
کم یتراک كارب بها ی 42 [النساء:3 94-9]. 
«ومن يَفْثْلُ مُؤمئًا تُتَعَمَنَا4 مباشرًا على فتله إرادة واختيارّاء والعمد على الوجه من 
إمارات الاستحلال ف9فْجَرَاوٌة4 أي: جزاء المستحل ووبال وزره لا يسقط عنه لا بالتحرير 
ولا بالدیف ولا بالصوم والصدقة. بل جزازء هجَهَنْمْ4 البعد عن جوار الله يصير «حَالِنًا 


فيهًا) مؤيدًا إلى ما شاء اللہ فو مع خلودہ فی نار الخذلان رالحرمان (غضت الا علي 
أي: أخه وأخزاء بأنواع الخزي والمذلة «َوَلَعَتَة) طرده عن حضو وأسقطه عن 














سورة النساء 387 


مرتبة خلافته <ِوَأَعَدٌ لک أی: هيأ له «عَذَابًا عَظِيمًا»4 [النساء:193 بحيث لا يصفو معه؛ 
ولا ينظر إليه أبدًا. 

نعوذ بيك من غضبك وسخطك يا أرحم الراحمين. 

ومن عظم أمر القتل عند الله وإزالة الحياة التي حصل من نقخ الروح الذي أضافه 
لنفسهء أمر سبحانه على المؤمتين الذين يقصدون بالقتال والجهاد رضاء الله وإعلاء دينه 
ترويج توحيده بالتبيين والتفتيش فيه على وجه المبالغة؛ حتى لا يؤدي إلى تخريب بنائه 
وإبطال صنيعهء فقال مناديًا: (يَا أَيْهَا الْذِينَ آمَنُوا» مقتضى إیمانکم ظإإذاءضَرَبْتُم م4 سافرتم 
للجهاد في سبيل ال4 لإعلاء كلمة توحیدہ؛ وانتصار دين نبیە لفْتبَئْنُوا یچ فاطلبوا بيان 
الأمر والحال من كل من استقبل عليكم» ولا تبادروا إلى قتل بلا تفتيش حالة ز4 
خصوضا جلا تَقُولُوا لِمَن ألقی الیک الشلام» الإطاعة والانقياد لشت مُؤْمِئَا4 بل 
كاف | مداهئًا خائفًا تيادر علينا بالإطاعة حفظًا لدمك ومالك حال كونكم OE‏ 
٠‏ تطليون بهذا القول طعَرَضٌ الحَيَاةٍ الدُنَْا4 أي: متاعها التي هي حطام زائلةء وأثاث 
باطلة فلقَعِند اللہ لكم إن امتثلتم لأمره ورضيتم طمَغَانِمُ كَثِيرَة4 مما تتلذذ به نفوسكم 
يغنيكم عن حطام الدنيا ومزخرفاتهاء بادروا إليهاء ولا تميلوا إلى لذاته الفانية. 

. ذلك )آي: ملل ما ألقى إليكم السلم كم ين قبل أي: قبل رسوخكم على 
الإيمان واطمئنانتكم على شعائر الوسلام تفوهتم بكلمتي الشهادة» وأظهرتم الإيمان 
والإطاعة لحفظ دمائكم وأموالكم (فَمَن الله عَلَيكه) بالتمکن والاطمثنان والعزیمة 
الصحيحة والاستقامة في شعائر الإسلام طقَتبئْنُوا4 أيضا عن حالهم» واقبلوا منهم ما 
قالوا كما قبل الله منكم من قبل؛ رجاء أن ينكشفوا بما انكشفتم إن ال المطلع 
بسرائركم وضمائركم 9كَانَ4 في سابق علمه يما تَعْمَلُونَ4 من الأغراض المؤدية إلى 
الحطام الدنيوية «خبيرًا4 [النساء:94] عليمًا لا يعزب عن علمه وخبرته شيء. 

روي أن سرية من أصحاب رسول الله غزت أهل فدك؛ فهربوا وبقي فيها مرداس 
٠‏ اعتمادًا على إسلامهء فلما رأى الخيل ألجأ غنمه إلى شعب الجبل وصعد عليه؛ فلما 
تلاحقوا کبُروا وكثئر أيضاء ونزل وقال: ل" إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم يا ٦‏ 
أصحاب وسول ال مرحبًا بكم ويقدومكم فقتله أسامة: واستاق غتمه؛ فنزلت. 


لا توك لكوع مط ال شس 
اشم قر دل كويد وأنايو و نشم عل اميه درج رکد ود ائه لشي كل 


388 سورة النساء 





اھر عَلَ الْعنَ أجرا لیا ا درجت من مفو ورم وکا که ثوا ريما 
4 [التساء: 6-90 9]. 

ثم قال سبحانه: لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ4 عن الحرب طمِن المُؤْمِنِينَ4 حال 
كرنكم ظِغَيْرُ أزلي الضُرَرِ4 من الدم والمرض والذمامة وغيرها (وَالْمْجَاجِدُونَ في 
صبيل الله بِأموَالِهغ وأنفيهم) ابتغاء لوجه الله وطلبًا لمرضاته ظِفَضْلَ الله المُجَاجِدِينَ 
بِأمْوَالِهمْ وَأْنفُسِهئْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَة4 عظيمة وفاء لحق ما اجتهدوا في سبيله وچ 
إن كان «كلا) منهم ممن طوَعَدَ الله» لهم المثوبة «الحُشئى» والمراتب العظمى 
والدرجة العليا «وَفْضْل الله المُجَاهِدِينَ» زيادة «عَلَى القَاعِدِينَ أَجْرَا عَظِيمَا [النساء: 
95[ هو الفوز بمرتية الشهادة. 

وفضل الله لهم في تلك المرتبة مَرَجَاتٍ مَنة) بعضها قريب» وبعضها أقرب إلى 
ما يشاء الله طوَمَغْفِرَة4 لذنويهم بالمرة كيوم الولادة لوَرَحْمَة4 خاصة لهم بأن'يكونوا 
عند ربهم يرزقون» فرحين بما آتاهم الله من فضله ظوَكَانَ ال4۵ المراقب لأحوال عبادہ 
لعْمُورًا4 لذنوبهم (رُحِيمًا4 [النساء:96] لهم يرحمهم حسب فضله وطوله. 

ااذ قم التكتركد الم ان ٤اا‏ مہ مالا 5 ميت ف ایک 

إن الدین توفلهم المكتيكه ظاليى أنفسهم قَالوأ میم کشخ قالواً کا مستضعوین في الارض 
آلوأ الج تك آزیش أله کہ كبوا نيأ اڑھک اوھ ھی ومست یی © إا 
آلمسَصمَف ِت الال السا ولون لایس یلیو یک ول مئود سيرلا اوک 
عسی الله ان ينفو عن يكارت اق عضو عخورا ر4 [الناء:2 99-9]. 

ثم قال سبحانہ: هن الَِينَ تَوَفَاهُمْ الملائِكَة4 وهم الذين بقوا'في مكة؛ ولم 
يهاجروا مع رسول اللہ ولا بعد فاستزلهم العدوء وآخرجوهم إلى قتال رسول الله يوم 
بدرء فقتلهم الملائكة حين إمدادهم لرسول الله 35 طظالمي أنفسِهم» بتوطينها بين 
العدو مع القدرة على الهجرةء مع أنه حيتئذ لا يقبل منهم الإيمان بلا هجرة؛ ثم نسخ 
يعد الفتح لذلك قال 8#: «لا هجرة بعد الفعحا“ لوا أي: الملائكة لهم حين 








(1) حديث عائشة: أخرجه مسلم (۱488/3ء رقم 4 » وابن أبى شيبة (408/7: رقم 36932). 
حديث صفوان: أخرجه أحمد (401/3: رقم 15341)؛ والنسائی (145/7؛ رقم 4169). 








سورة السام ٠٠‏ 389 


ب 
' أظهروا الإيمان بمحمد ك: طفِيم كتثم# في أي أمر وشأن من دينكم مع كونكم بين 
ظ أعداء الله ورسوله؟ طقَالُواكٌُ في جوابهم معتذرين: «اكُنا مُسْتَضْعَفِينَ 4 محبوسین ظفي 
الأزض4 أرض العدو حين استزلونا وأخرجونا إلى قتال رسول الله قالوا» آي: 
الملائكة موبخين لهم مقرعين تبكيئًا وإلزاما: الم تَكُنْ آزْض الله وَاسِعَة فَتهَاجِرُوا 
ها4 مع کونکم غير ملجئين على القعود ظفَاوْلَيِكَ»4 البعداء المداهنون مع الأعداء 
المظاهرين لهم طمَأْوَاهُمْ»4 ومثواهم «جَهَنْم4 البعد عن جوار الله وسعة رحمته 
لوَسَاءَتْ؟# جهنم «مَصِيرًا» [النساء:97] مآبًا ومتقلبًا لهم. 
إلا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرَجال) الذين استضعفهم المرض أو الهرم أو عدم 
المكنة «وَاليْسَاءِةِ لأنهن لسن متكلفات بالهجرة إلا مع أزواجهن لِوَالولْدَانِ4 وهم 
ليسوا من أهل التكليف» وبالجملة: المستضعفون هم الذين «لآ يَسْعَطِيعُونَ جِيلّة4 أي: 
لا يقدرون على إحداث حيلة تنجيهم عن أعدائهم إولاً يَهْتَدُونَ تيلا [النساء: 8 9] 
| يوصلهم إلى أوليائهم حتى يهاجروا. 0 
:1 جتأزيك»4 المضطربون في أمر الهجرة المستضعفون في يد العدو «عَسَى الله أن 
فو عَنْهع4 أي: یمحو عن صحائف أعمالهم زلتهم الاضطرارية» ويغفر ذنوبهم كسائر 
المؤمنين إن كانوا مخلصين في الایمان ظوَكَانَ اللہ المطلع لسرائر عباده ونياتهم 
عفرا لمن أخلص طِفَفُورًا [النساء:99] لمن تاب ورجع. 


سے یی مخ 


}+ ومن َو في سیل اھ کید فی لار ماما گیا وسم یمن تر ده 

1717777 ا ہی رق 

کرت الارض ٹیس عَلیکز جناخ آن تقصروا من الصاوۃ ن خِفاآن یفینہم این كردا إن 
الكفر انوا لکرعدوا ییا O‏ [النساء:101-100]. 


لون يهاجز) عن بقعة الإمكان التي هي أرض الطبيعة سالكًا في سبيلي اله 





حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (2226/1 رقم 1 وابن أبي شيبة (۹07/7 ؛ رقم 
60 ) والترمذي (148/4› رقم 0ء وقال: حسن صحیح. والنسائي (146/7ء رقم 
0. والبخاری (1025/3ء رقم 1ء وأبو داود (3/3 » رقم 2480). 





390 سورة الدساء 
الذي هو الصراط المستقيم الموصل إلى الفناء فيهن؛ متوجها إلى الفوز ببقائه الأزلي 
السرمدي فایجذ في الأزض) أرض الطبيعة ظمُرَاهُمًا كَثِيرَاة أي: بوادي وأودية من 
اللذات الوهمية؛ كثر وقوفه فيها إلى أن ينجو 9و6 يجد أيضًا طسَعَة4 مخرجًا من تلك 
المضائق حسب إخلاصه في سلوكه إلى أن يفوز بمطلوبه 8و4 بالجملة: أن من 
يَخْرْجْ منْ بَتَهِ4 أي: هويته الباطلة في نفسها حال كونه طِمُهَاجِرًا إلَّى4 توحيد «الله و 
متابعة لرَسُولِه نُمْ يُذركة المَؤْتُ» الإرادي فمات عن لرازم البشرية مطلمًا هقَقَد وَقَع 
أَجْرُهُ عَلَى اللو كما قال سبحانه في الحديث القدسي: (امن أحبني أحببته: ومن أحبيته 
قتلتہ ومن فتلته فعلي ديته؛ ومن علي ديته فأنا درته . 

من هذا تفطن العارف أن ليس وراء الله مرمى» وإياك أن تتقيد بهويتك ولوازمهاء 
ومتى تخلصت عنها وعن لوازمها وصلتء بل اتصلت (وَكَانَ اللذ4 المرشد لعباده إلى 
توحیدہ فغفُوا4 لذنوب أنانيتهم وهويتهم (ِرْجِيمًا4 [النساء:100] لهم يوصلهم إلى 
ما یتو جھون نحوہ. 

ثم قال سبحانه: وَإِذًا ضَرَبْثمْ4 سافرتم (فِي الأض4 لا لمعصية؛ بل لمصلحة 
دينية من تجارة وغزو وحج وصلة وطلب علم؛ وغير ذلك فليس عَلَيِكُمْ جُنَاحْ» 
ضيق وزر «أن تَفْصُرُوا مِنْ الضلاة الرباعية ركعتين (إِنْ جفْتْع أن يَفْيِتَكُمْ الْذِينَ 
كَفْرِ وا بالاحتیال والاغتیال فان الْكَافِرِينَ كَانُوا4 دائمًا للْكُم عَدُوا مُبینا4 [النساء: 
101[ ظاهر العداوة مترصدين للفرصة. 


ةا كنت فيم َأقَمَت لهم الكو ملعم اة يتب كمك وَلِلَمُدوا 
تع کک ٹوا کل فان توراپسظم لتا لاہ کنیس کر بسلا 
یلوا مك ویلنٹڈرا عدَيَمُمَ وَأنلِصيي ود اَی موا و تق ع 
یکم میک ویار علقم میک وود وا جح میم ںا کی ای 
قن رآ وکن کرک ا تھا میک وکوا ونر اھ عد يكن 
عَذَابا مهيئًا 4 [النساء:702]. 





(1) ذكر ه النيسابوري في التفسير (144/2). 











سورة ة النساء ) 391 


(َإِذًا كُنتَ» يا أكمل الرسل إفيهة» آي؛ في المؤمنين فت ع4 أنت لهم 
«الصّلاة» إماماء فرقهم فرقتين فم طَائفَة مَنْهُم مُعَكَي متابعين لك مؤتمين بك 
وو ليَأحَدُوا أُسْلِحَتَهُن4 أى: جميعها احتياطًا طِقَإِذًا سَجَدُوا4 هؤلاء المؤتمون 
(فليكوئوا أي: الطائفة الأخرى «ين وَرَائِكُمْ» حارسين حافظين لكم (وَلْتَاتِ» 
بعدما صلوا «طَائقَة أخرى ل يُصَلُوا فَلْيَصَلُوا مَعَكَ4 كما صلوا طِوَلْيَأْخْدُوا4 معهم 
لِجِدْرَهُمْ لته كما أخذواء فليكن المصلون من ورائكم كما كانواء 9 
الإمام صلاة الخوف مرتين مع الطائفتين» أو يؤزعهما عليهما على اختلاف الفقهاءء 
فعليكم آلا تغفلوا من العدو سيما عند الخوف؛ إذ «وَدٌ» تمنى طالّْذِينَ کَفَروا لو 
تَْثْرنَ غن أسْلِحَيكُم وَأفيعيكم بصلاة ونحوها يلون عَلَيِكُم» بغتة طميلة 
وَاجِدَةً4 فصادفوکم عزلاً لا سلاح معكم» فاستأصلوكم بالمرة. 

ز4 ليس هذا الأمر للوجوب» بل لا جُتَا ح4 لا ضیق؛: ولا جرم طعَلَيكُمْ إن کان 
یکم أَنّى ين عر وغيره أو كُثم مزضى» يشق عليكم أخذها أن فوا آشلخنگ) 
لدفع الحرج «وَخذوا» حين وضعها «جذرَكُن4 أى: : من حذركم مقدار ما يحذر به إن 
أتوا بغتة (إإِنّ اله القادر المقتدر على الانتقام اَعَد هيأ طِللْكَافِرِينَ4 به وبرسوله 
دابا مهيا [النساء:102]' بأيدي المؤمنين؛ يغلبهم ويذلهمء وأعد للمؤمنين النصر 








(1) بين الله سبحانه أن واجبات العبودية لا تسقط عن العبد ما دام فيه الرمق؛ إما في الخوف وإما في 
الأمن» ومن تاه في الوجد وهام في الغلبة فهو مجنون العشقء خارج عن مراتب التمكينء وذلك 
علة له؛ حيث ضعف في الوجد عن حمل وارد الشرع؛ لان سلطان الشرع حى اللہ وسلطان 
الوجد حظ العبدء وسلطان الله غالبُ على ما دونه؛ لذلك أمر سيد الرسل والانبياء والأولياء 
بإقامة الصلاة في مقام الاضطراب والتلوين والامتحان» وهو سائح بحر المشاهدة؛ وأصحابه 
فرسان ميادين المحبة» وسادات آهل الولايةء» ولو سقطت العبودية عن أهل الوجد لما أمر لسيد 
الواجدين بأداء الفريضة في مقام الخوف الإشارة فيه: أي: إذا كنت بينهم فتكون الصلاة على 
وفق مراد الله من العباد. وأيضا: إذا كنت فيهم فالصلاة ترجع إليهمء وإذا غبت عنهم فالصلاة 
ترجع إلينا؛ لأنهم في البداية في رؤية الوسيلة» وفي النهاية في إسقاط الوسيلة. وأيضًا: ؤوَإِذَا 

كُنتَ فِيِم» اشتغلت بتأدييهمء وإذا غبت عنهم اشتغلت بناء فالشرع خفي علئ العبادہ وخفي لك 
حجاب لحق مشاهدة الشرع في مواطن القرب» بقوله #: «إه ليْغانُ على قلبي» أي: شغلي بكم 
حين يمنعني قلبي من حظ مشاهدتي من الله. وأيضًا: أي: لوَإِذًَا كدت فِيِمّ َأَقَمْتَ لَهُمُ آلصّلَرةِ» 
لأنك تدري أن ساحة کیریائی مقدسة عن وقوف المصلين؛ وشريعة بحار قد مي منزهةً عن ورد 


392 سورة السلاء 


والظفر بعدما أمرهم بالتيقظ والاحتياط؛ لثلا ييأسوا من عون الله ونصره. 


یر مرک ل ل 


2 َِدًا فضیٹم الصلوٰهۃ فاذکروا الله قيئما و وفوا قعودا وع نو بحك فلا 
نشم ویوا الکو ٥‏ آلو کات عل مؤي ىت کک کرت لع ول 
هراق باه الْمَومٍ إن مَكُووْأ امون ف لھم يامو گا اموت ور جود ماو 

ما اہو وا اھ یماس کہا )ا إتا اَرَكاإليكَ الکتب بالحی کہم ناتاس 
رت اک راتک تا 27ر [النساء:100-103]. 

نذا و بش تضیئم الصلاة4 عند الخوف على الوجه المأمور هِفَاذْكُرُوا اللہ بعل 
الفراغ منها تيتا قائمين «وَفُعُودًا4 قاعدين ظوَعَلَى جُنُويكم) مضطجعین؛ جبرا لما 
فوتم من أركائها وأبعاضها وآدابها حالة اضطرابكم نذا اطْمَأَنَتُن4 وزال خوفكم 
وارتفع رعيكم <آئیٹرا الصّلاة 4 وأتموها وأدوهاء مراعین جمیع شرائطها وادابهاء 
محافظين عليهاء مهتمين ؤإِنْ الضلاة» المقربة لكم إلى ربكم طكَانْتْ عَلَى المُؤمنين» 
الموقنين بوحدانية الله المتوجهين نحو فردانيته بجميع الأعضاء والجوارح كاب 
مْوْقَونًا4 [النساء:103] فرضا موقتا محدودا لازم الأداء لكل مکلف جبل على نشأة 
التو حيد. 

ولا تَهِنُواك ولا تضعفوا طفي ابتفاءِ الفُؤم) آي: في وقت طلب الكفار قتالكم؛ 
إذ هم مثلكم «إن تَكُونُوا تَألمُونّ فَإِنْهَنْ4 أيضًا طيَالَمُونَ كما تَأَلَمُونَ وَ4 فائدة القتال 





الواردین؛ فالعبودية 3 إلى العباد؛ والربوبية رج إلى عظمتي وکبریائي: رأيضا: - کلت 
بسترك في عيني وغيب غيس وجلال مشاهدة أزلى؛ وسقط حك ما أرجيت على الغر: وھنا 
موضعٌ حاص له عليه الصلاة والسلامء الذي قال 6: دلي مع الله وقتٌ لا يسعني فيه ملك مقرب | 
ولا نبي مرسل» قال الحسين بن منصور: ليس له مقا ولا شهودٌ في ناد ولا استهلاك فی حیرٍ 
ولا ذهول في عظمته يقطع عن الآداب الشرعية؛ ولا له مقام أوتف فيه الموحدين؛ أشهدضر” 
لل فجعل إقامته للصلاة أدبا لهمء وهو في الحقيقة في عين الحصول لاايرجع إلى غير 
الحق في منصرفاته؛ ولا يشهد سواه في سعاياته. 











٣”‏ ز....... ا سه 
وربحه عائد بكم؛ إذ 8تَرْجُون مِنَ» فضل «اللوه» لانتصاره وإعلاء كلمته وما لا 
وجوت فما لكم تضعفون وتجبنون عنه وَكَانَ الله» الموفق لكم على القتال والأمر 
به هعَلِيمًا4 بقوتكم ومقاومتكم لحَكِيمًا4 [النساء:104] فيما أمركم ونهى عنكم؟ 
فاتخذوه سبحانه وقاية لأنفسكمء وفوضوا أموركم كلها إليه» وامتثلوا لجميع ما أمر 
طائعين رأغبين. 

و نا4 من مقام جودنا وإحساننا طإِلَيِكَ)4 يا أكمل الرسل «الككاب) 
الفارق بين الحق والباطل متلبسًا بالحق الصريح طبالحَقٍ لِتَسْكُمَ بَيْنَ النّاس4 بالعدل 
الذى هو صراط الله الأعدل الأقوم خصوضًا ظيمَا أرَاكَ الله أي: عرفك وأوصاك به 
ولا تكن لْلْحَائِئينَ4 أي: لأجلهم ورعاية جانبهم طخْصِيمًا» [النساء:105] لأهل 
البراءة. 


ال ل سيب هرا رتس سے کہ کے سل لصم کا ص 3 سرج سے ار خر 
9 وَأَسمَعْفْرٍ الله اک اة كان عمو ا ا ولا برل عن لزت جتاون 


بر ۓ سے تي م رے سما ی ہے سر ق س سے ۴ہ“ 0# 
شیم إن اللہ لا یسک من کان حَوَانًا تيم © مون م النایں ولا تتَخمون 
سر کے سر کس سر سر ہے رظ گے سے جر کال جو سے ر مع سم ع ہج سر ر ل سر لير 
م آلو وهو ممه د َون ما لد ي من امول نَا یکا مَمَعَلوت تما اتا 
تتأنثز كؤلكم دمعتم فى الحَيوة اليا مَس جيل أله عنم يوم آلقيكمة 
آم ن یکر کہ وکیا 4 [النساء:109-106]. 
` طوَاسْتَغْفِرِ ال من رمي البرىء» والميل إلى الخائن «ِإِنْ اللة) المطلع لضمائر 
عباده (كَانَ غَقُورَاك لمن استغفر له رْجيعا) [النساء:106] لمن أخلص في استغفاره. 
نزلت في طعمة بن أبيرق من بني ظمْر سرق درعًا من جاره قتادة بن التعمان؛ 
همر في جراب دفيق ینٹر من حرف فيه“ وأودعها عند رزیل بن ۱ لسهني الیھودی؛ فلما 
وقف قتادة ظن أنه عند طعمة وطلب منه؛ فأنكر وتفحص في بيته ولم يجد وحلف ھا 
أخذها وما له بها علم وخبر؛ فتركه واتبع أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهردي؛ 
فوجدها في لبط ) وقال: أودعها عندی طعمف: وشهد لہ ناس من الیھود فقالت بنو 
ظفر: انطلقوا بنا إلى رسول الله فالتمسوا منه يك أن يجادل في صاحبھم؛ وقالوا: إن لم 
تجادل عنه هلك وافتضح» فهم رسول اله قل أن يميل ويفعل ما التمسوا مدامنة 
ومجادلة: فجاء جبریل 758 بهذه الأية فندم و عما هم واستغفر ربه» ورجع؛ وتضرع٠‏ 


394 سورة الدساءم 


ولا تُجادل 4 يا من أرسل على الحق مع المحقين عَنٍ) جانب المبطلین 
(الذِين يَخْتَانُونَ أَنفْسَهُمْ4 باقتراف الخيانة وانتسابها إلى الغير افتراء إن اله المرسل 
لك على الحق «لا جب من كان خوًانًا) مقترفا للخيانة آئِيمًا4 [النساء:107] مفتريا 
لغيره؛ تنزيها لنقسه عند الناس: استخفاء منهم. 7 

وهم من غاية عمههم وجهلهم (يشتخفون) خيانتهم من الاس مع بعدهم 
عنهم ولا يَنتځْفون من الله وَهُوَ مَعَهُمْ4 والرقيب عليهم أقرب من وريدهم (إذ 
يشو يلبسون ويزورون قا لآ یَزضی4 الله «مِن القؤل) الكاذب ورمي البريء 
وشهادة الزورء والحلف الكاذب وغير ذلك هوَكَانَ اللة4 المطلع بسرائرهم وضمائركم 
ما يَعْمَلُونَ4 من أمثال هذه الأباطيل الزائفة (مُجيطًا) [النساء:108] لا يعزب عن 
علمه شيء._ 

عا آنشم) ایہا المجادلون المبطلون «غؤلاء الخائنون المفترون طجَادَلتُمْ 
عَنْهُمْ في الحياةٍ الدنيا) فسترتم ما عرض بهم من الخيانة والعار في هذه الدار فمن 
ادل ال المنتقم طعَنْهُمْ يَوْمَ القِيامة4 ويستر زلتهم عنه فيها «أم من يَكُونُ حَلَيهمْ 
وَكيلاً» [النساء:09 1[ بظاهرهم؛ وينقذهم من عذاب اللہ وبطشه. 

ومن مل سوا و يِظلِم تنس ثم تعفر آله یجد آأھ مرا کےا 3 

وسن یخیب إا لما گید عل شیو وکن ا یکا کا ا کن تیب 
حولیئة ولا ذم ہوبر مقر احمل ہکا رتا ییا ا3 رل قشل او حا 
ور تد ّت طابتة من ران ن الوت إل انش دما موک 
ون کیو وانرد ا ینک التب وَلَكْمَة ومام مام کک قدا وري مز 
هو عَلَيكَ مَوْلِيمًا 4 [النساء:113-110]. ١‏ [ 
يَظْلِمْ نْسَهه بالخروج عن حدود الله بلا تعدية إلى الغير؛ ثم بعدما تفطن يوخامة عاقبته 
ونم فر ال بالتوبة والندامة الناشئة عن محض الخلوص والتيقظ (يْجِدٍ ال4 
الموفق له على التوبة 9ظَقُورَا4 يغفر ذنوبه ريما [النساء:110] يقبل توبته تفضلاً 
وامتنانا. ظ ظ 








سورة النساء 395 


چون یب منم إثما) موجبًا للتكال والعذاب (ِفَإِْمَا يَكْمِبْهُ عَلَى نَفِسِهِ» 
لا يتعدى وباله عنه لِوَكَانَ الله المجازي لعباده «إعَليا) بما صدر عنهم ظحَكِيمَا» 
[النساء:111] فيما جرى عليهم. 

(وَعن يَكْيِثْ» منكم طخَطِيئَة) معصية صادرة عن خطأ لاعن قصد «أؤ إِنْمَا 
صادرًا عن قصد وعن اختيار ثم يزم به منزهًا عند نزاهة نفسه يريا قد احكمل» 
وتحمل الرامي هاا افتراء إوإئماً مُبِينًا4 [النساء:112] ظاهرًا في إسقاط العدالة 
واستجلاب العذاب. ظ 


ؤِوَلَلا قَضْلُ الله عَلَيكَ» يا أكمل الرسل بإنزال الوحي فوَرَحْمَثۂ* بإعلام ما 
هم عليه من رمي البريء لهمت َابفَةً مَنْهُمْ أن يُضِلُو» عن منهج الرشاد ومقتضى 
حكم الله وأمره و بعدما أدركك الوحي والإلهام ما يلود بتلبيسهم «إلا 
سهم إذ عاد وباله ونكاله عليهم (وَمَا يَضُرُوئَكَ ين شَنْءٍ» أي: شينًا من الضرر؛ 
لأن الله يعصمك عما لكسوه عليك» ويأخذهم «وَ» عليك أن تجتنب عن تلبيساتهم 
وتزويراتهم» والإصغاء إلى أكاذيبهم ومفترياتهم؛ إذ طِأَنزْلَ الله عَلَيِكَ» من غاية لطفه 
«الكتات» المبين للوقائع والأحكام (ِوَالْحِكْمَة» المتقنة الكاشفة عن سرائرها 
ِرَعَلْمَكَ) من الحقائق والمعارف «ما لَمْ تكن تَعلّمْ4 من قبل ظوَكَانَ فَضْلُ الہ 
عَلَيِكَ» بإعطاء هذه الفضائل (ِعَظِيمًا4 [النساء:113] 7 إذ لا فضل أعظم منه. 


(1) قال الشيخ سيدي إسماعيل حقي: احسبوا أن علم الروح مما لم يكن يعلمه ألم يخبر أن الله علمه 
۱ ما لم يكن يعلم فأما سكوته عن جواب سؤال الروح وتوقفه انتظار للوحي حين سألته اليهود ققد 
كان لغموض في معنى الجواب ودقة لا تفهمهما اليهود لبلادة طباعهم وقساوة قلوبهم وفساد 
عقائدهم: فإنه وما يعقلها إلا العالمرن وهم أرباب السلوك والسائرون إلى الله فإنهم لما عبروا 
عن التفس وضفاتها ووصلوا إلى حريم القلب عرفوا النفس بنور القلب ولما عبروا بالسر عن 
القلب وصفاته ؤوصلوا إلى مقام السر عرفوا بعلم السر القلب وإذا عبروا عن السر ووصلوا إلى 
عالم الروح عرفوا بنور الروح السر وإذا عبروا عن عالم الروح ووصلوا إلى منزل الخفى عرفوا 
بشواهد الحق الروح؛ وإذا عبروا عن منزلة الخفى ووصلوا إلى ساحل بحر الحقيقة عرفوا بأنوار 
صفات مشاهدات الجميل الخفى» وإذا فنوا بسطوات تجلى صفات الجلال عن أنائية الوجود 
ووصلوا إلى الجنة بحر الحقيقة كوشفوا بهوية الحق تعالى وإذا أستغرقوا في بحر الهوية وابقوا 
ببقاء الؤلهية عرفوا الله بالله» فإذا كان هذا حال الولي فكيف حال من يقرل علمت ما كان وما 
سيكون. أروح الييان280/7]. 








396 سورة النساء 


(# حو ف يرين جرم إلا نار يكوا مرن أو تع 
ب الَا ومن قعل َك اماه عرضاتِ او توف پیا 200 
ماق ارول من بعد ما بين له الى وي عي سي ای اہ ول 
وتصلیہ جم وسات مما 12808 لایغفر ران ر پو ون شر ما دوک د 
لِم يله وسن برك ياقو فَقد صَل صلل بیید 4 [النساء:116-114]. 

وإذا كان شأنك عند الله هذاء لا تبال بهم وبمعاونتهم ومصاحبتهم: إد ڈلا ير 
في كَثِيرٍ ين نُجْوَاهُمْ» دعائهم ومناجاتهم في خلواتهم 0 من مر نفسه 9يِصَدَقَةٍ4 
على الفقراء موجبة لرحمة اله له (أؤ مَعْرُوفِ مستحسن عقلاً وشرعًا من الأخلاق 
الحميدة والخصائل المرضية «أؤ إضلاح ین الاہِس 4 علی الوجه لاہ الأوفق 
ومن يَفْعَلُ ذُلْكَ گ4 کل واحد ص ذلك جابْتَغَاءَ مَرْضات ال4 حالصا لرضأه؛ نل تمخلل 
الرياء والسمعةء وقصد الرئاسة والجاه بين الأنام ظفَسَوْف نُؤْتِيهو4 من فضلنا وجودنا 
جرا عَظِيمًا4 [النساء:114] فوق ما يستحقه. 

ومن شاقن الژشول4 وبخالقه ومن نشل ما ج ين4 ظهر وله الهُدّى4 جاء به 
الرسول لدلالة المسجزات ! الساطعة والبراهين القاطعة على صدقه ات ظهور هذه 
وتا تول من لی والضلالء ونخل , بينه وبينه في النشأة الأولى لوپ نی النشأة 
الأخرى (لضله) ندخله جهنم البعد والخذلان (إرساةث) جهنم (مَصيرا» 
[النساء:115] منقلءًا ومآبًا لأهلها. 








أجرنا من التار يا مجير. 

ثم قال سبحانه؛ تسلية للعصاة وترغيبًا 6 إلى الإنابة والرجوع: إن الاڈ 
المطلع لسرائر عباده «لآ يَمْفِوْ ولا يعفو «أن يُشْرَ رك بو شيئًا من مصنوعاته في 
استحقاق العبادق وإسناد الحوادث نحوه طوَيَشْفْرُ ما دون ذلك لِمن یَشا ئإت _ 
استکرهه واستنكره وندم منہ؛ ولم يصر عليه (إومن يُشْرٍ ك باه بنسيه الحوادث الكائتة"  ١‏ 
إلى غيره ققد ضل) عن جادة التو حيد إضلالاً : بَعِيدَا© [النساء :15 ] لا ترجى 2 : 








هذايته أصلة. 





سورة النساء 397 


سورة العا لال سس 


8 سے لہ 


2 إن توک ین دوزو إل کا إن يَدَعُو إلا نيما مدا (5) 
گے ور سے ہے ٢‏ سے سيل ۴ سر کے ارس قرت ےر کے اب ےا نرہ 
ولآ مرک لیکن كاي الا تیر وَلا مرکم فاینمراک خلف| ا ومن 


کر کرم 


- رکا ن ڈو آمو ققد خَسِرَ راتا بيا )یدهم 
KY‏ یھ کان الا مما )يک مَأوَدهَع جک ولا وت عنها 
حيصا 409 [النساء:121-117]. 

إن يَدْعُونَ من دونه أى: ما يدذعون من دول الله آلهة را اا وهي: اللات 
والعزى والمناة إوإن يَذْهُوَ» من دونه (إِلّا شَتطَانَا مرِينا4 [النساء:117] مردوذا لا 
خير فيه أصلاً؛ إذ هو حملهم وأغراهم على عبادة الأصنام الجامدة. 

وكيف يعبدونه ويدعون له وقد طلْعَنّهُ اللذ4 وطرده عن عز حضوره» وأخرجه من 
خلص عباده بواسطة تغرير العباد وإغرائهم إلى الشرك والطغیان ف4 بعدما آیس عن 
روح اللهه وقنط من رحمته قال لأنْخْدن من عِبَادِكَ» الذين طردتني بسببهم وأبعدتني 
لأجلهم طِنْصِببَا4 حظًا كاملاً مما جعلته ظمْفْرُوضَا [النساء:118] لهم من توحيدك 
وتقديسك» بأن يغرهم ويلبس عليهم إلى أن يشركوا بكء وينسبوا إليك ما لا يليق 
بجنابك» فینحظوا بها عن كنف حفظك وجوارك؛ ويستحقوا سخطك وغضبك. 

إولأصلتهم بانواع الخداع والوسوسة عن طريق توحيدك ولامنيئهم) بم 
يتعلق بمعاشهم في دار الغرور من الحرص وطول الأمل» وسائثر مشتهيات النفس 
ومستلذاتها (ولامُرهُم بتغيير أوضاعك وتنقيص مصنوعاتك وتخريب مخترعاتك 

ِنْلَييِكُن» ليشقن طَآذَانَ العام وأنوف الخيل؛ وغير ذلك من الأعمال التي عملوا 

مع خلقك بلا رخصة شرعية 9وَلآمرَنْهُْ فَلَيمََْنُ َل اله بموالاتي إياهمء ومواساتي 
معهم إلى أن يغيروا ما خلق على مقتضى الحكمة من الأمور التي خرج بها عن الفطرة 
الإلهية وانحرفوا بها عن طريقه الأقوم الأعدل و4 بالجملة: طمن يَعْخِدٍ الشيطان و 
ين كو ولاية اه المولي لجميع أموره ققد خير لنفسه ظحُسْرَانًا مييئا» 
[النساء:119] ظاهرة الخسارة . والحرمان؛ إذ بدل ولاية الله الهادي بولاية الشيطان 


المضلء ولا حسران أعظم ميف . 


398 سورة الدساء 

وکیف لا یکون ولایة الشیطان خسرانا؛ إذ فمَمِدُھُم وَيُمَْيِهِمْ4 ما لا ينالون 
ویصلون إليه أصلاًء كيف يصلون وإلى أي شيء ینالون هوَمَا یَمِدُهم الشَيِطَانُ إلا 
غُرْورًا4 [النساء:120] أوهامًا وخیالات باطلة؛ لا وجود لھا أصلا لا مالا ولا مآلا؟! 

ٍأزلَيكَ4 المغرورون بغرور الشيطان والضالون بإضلاله طِمَأْوَامُمْ» ومثواهم 
ؤِجَهَنْمْ4 البعد والإمكان ظوَ» هم طلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًام [النساء:121] ملجأ 
ومهربًا صلا بل يبقون فيها مخلدًا مؤيدًا. 

ا ءامنوا وعیملوا الصلحلت مسند مسد خر جت ری ن تما 

ھی کی وا در قحف لو ریم 

یا [النساء:123-122]. 


«وَالْدِينَ آمَئُوا4 بولاية الله وتوحيده لوَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ على مقتضى ما أمر 
الله ويسره (سئذجلهم) من فضلنا جنات منتزهات من العلم والعين والحق 
«تخري من تَحْتهَا الأنْهَارُ4 أنهار الحقائق والمعارف والكشوفات والشهودات 
المتجددة بتجددات التجليات المترتبة على الأسماء والصفات الإلهية (إخالِدِين فيها 
بدا على هذا المنوال وغد اله الذي وعده لخلص عباده طحَقًا4 ثابثًا في علمه 
الحضوري قبل خلقهم بمدة لا يعرفها إلا هوء فعليكم أيها المؤمنون أن تصدقوا وعده 
الثايت عنده هِوَمَنٌ أَضدَقٌ من الله ؛ فيلا » [النساء:122] فيصدقوه ويثقوا به. 


واعلموا أن ما ينالكم؛ ويصل إليكم مما وعد لكم ربكم (ليش) وصوله 
وحصوله (باقانیگ) أي: : بمجرد أماني بلا قدم وسلوك دولا ماني أفل الکتاب4 أي: 
ليس ما يصل إليهم بأمانيهم: فلا تخالفواء وتنازعوا معهم؛ بل الأمور كلها إنما هي 
بمقتضى فضل الله وعدله وحسب توفيقه وتيسيره» وبالجملة: لقن ټغتل) منكم ومنهم 
طسوا یسوم به نفسه وغيره ليُجْرٌ بو على مقتضى عدل الله عاجلاً وآجلاً «وَلاً 
جذ لَه ِن حُونٍ الله ولا ينقذه من عذاب الله ولا نَصِيرَا4 [النساء پحمل بعس 
عذابه تخفيمًا له. ۱ 


( تعن ينكل ين وی و 





مزب اقيق 








سورة النساء 399 





يَدَعُلُونَ لبن ولا يِظَكمُونَ قيا © وَمَن أَحْسَنٌ دين عِمَنَ سام وجه لد وو 


5 ا 


یسن اتمه ت راهيم 19 وَأَغْحَدَأمَمإرَحِيمَ لیا © نومان لسوت وَمَاف 
الس و ڪات اه بک نو عيملا O‏ [النساء:126-124]. 
من یَعمَل مِنْ الصَالِحَاتٍِ4 المأمورة كلهاء أو بعضها سواء کان ظمن ذگر آؤ 
أنقى و4 الحال أنه ظهُوَ مُؤْمِنَ4 بتوحيد الله وجميع كتبه ورسله ظفَاوْليِكَ4 الصالحون 
الأمناء ظيَْخُلُونَ الجَنّةه المعدة لأهل الإيمان والصلاح (9وَلاً يُظْلْمُونَ ینقصون من 
جزاء ما عملوا طنَقِيرَا4 [النساء:124] مقدار نقر النواة» بل يزدادون عليها ما شاء الله 
لا حول ولا قوة د إلا بالله. 

لوقن أَخْسَن ديئا) وآقوم سبيلاً ؤإمَمن أَسَلّمی4 ای: سلم ظوَجْهَه4 المفاض له 
من الله ل المفيض لوجوه الأشياء الموجودة هوَهُوَ» في حالة التسليم ظمُحْسِنٌ4 
مع الله مستغرق بمطالعة جماله ظوَاتبِعَ مِلَة إِنرَاهِيم4 التي هي أقوم الملل وأحسنها؛ إذ 
هو طْحَتِيفًا4 مائلاً عن الأديان الباطلة» والآراء الفاسدة مطلقًا «و» لذلك طانّكَلَ اللہ 
المطلع لضمائر عباده (إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً4 [النساء:125] كأنه تخلل فيه إلى حيث صار 
صمعه وبصره ويده ورجله على ما نطق به الحديث القدسي. 

ولا يظن أنه تخلل فيه على وجه الحلول والاتحادء بل على التوحيد الصرف 
الخالي عن الكثرة مطلقا؛ إد راہ الواحد الأحد الصمد الذي ول لِد وَلم يولد - 
زلم يَكُن له كقُواً أحدّ» [الإخلاص:4.3] جميع «إما4 ظهر (إني السْمَوَاتٍ» أي: 
العلويات رما) ظھر طفي الأزتیں4 أي: السفليات؛ إذ كل ما ظهر وما بطن فمنه بدأ 
وإليه يعود ظوَكَانَ ال4 المتجلي في الأفاق والأنفس «بكل ش4 من مظاهره 
(شجيطا) [النساء:126] لا كإحاطة الظرفية بمظروفهء بل كإحاطة الشمس بالأضواء 
والأظلال» وإحاطة ائر وح بالجسم. 

ذقنا بلطفك حلاوة توحيدك. 


اہ « وَيسَتَْيُوتَكَ فى النسكه مُلِ اک وڪم ضهن وما :3 تل م ف 
الککی ی یت اسلو النیی لا نو کهَ ما کیب لھ ورعبو آن تکوش 
الک ورت ألولدان وأ تَفُومُوا یک با سوا وما نموا من بر ان اه 


400 سورة النساء 


57ت کے سی آز اسا لد جاح مہا آن 
قابا لہا وا لش لح حََدرََحَو رت الأشل الشْغّ رہن تُحَي لا رَتَتَٹا رک 
الله 6 (O E E‏ بد [النساء:128-127]. ِٰ 


7 قال سبحانہ: فیس تفونْكَ فی4 میراث ظالیسساء ہل یرثن أم لا؟ طقل 4 في 

بهم يا أكمل الرسل: «طالله يفیکغغ4 ویبین لکم طفِیهن4 میراٹھن 43 هو ما بی 
2 في الكتّاب 4# أي: القر آن (ڼي4 حى وای النسَاءِ اللاتی أ تَؤْتَونَهُنٌ ما کب 
لَه- نی وتحرمونهن عن حقوقهن ظلما ظط4 مع ذلك طِتَرْعْبُونَ أن تَنَكِحُومُنٌ4 أو 
تعضلوهن كرمًا ز4 أيضا في حق طالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الولَدَانی4 إذ هم كانوا لا 
ورٹونهم کما لا پورٹون النسوان (4 علبكم أن توا اتی پاش والمدل بل 
حيف لهم في مالهم وعرضهم وتا تَفْعَلوا من خَیر فَإن الله الرقيب عليكم کان به 
عليما) [النساء:127] فيجازيكم على مقتضى علمه إن خيرًا فخير» وإن شرًا فشر. 


وإ اضطرت افرًأة إلى الفرقة والسراح بأن طِحَاقْتْ مِنْ بَعْلِهَاة سوء 
عشرته معهاء وعدم رعاية حقوقها هتُشُورًا»4 عنها وميلاً إلى غيرها ظأَؤ إِعْرَاضَايَ طلاقا 
وسراحًا طقلا جُنَاح4 أي: لا ضيقء ولا تعب طِعَلَيِهمَا4 أي: على الزوجين «آن 
يُضْلِحًا بَنِنَهُمَا» بأن أسقط كل منهما عما استحق له شيئًاء أو زاد إلى أن يتصالحا 
صلخا ناشنًا عن التراضي من الجانبين «وَاللخ» بينهما خير من الفرقة 
والطلاق و4 لكن قلما يقع إذا 9أَحْضِرَتٍ الأنفش4 الأمارة بالسوء من الجانبين 
شخ أي: قد صارت الأنفس حینثذ مطبوعة مرغوبة علی إحضار الشح والبخل 
فيما وجب عليهاء فلا يسمح كل منهما من حقه شين لذلك لم يرتفع النزاع والخصومة 
طوإن تُحْینُوا4 أيها المؤمنون في المعاشرة مع الأزواج لوَتَتُقُواة من غضب الله في 
الخروج عن مقتضى حدوده ين اة المجازي لعبادہ کان ہما تعملونَ» من الميل 
إلى المحارم والإعراض عن حدود الله والمخالفة لأمره نرا [النساء:128] 
يجازيكم على مقتضى خبرته. 

2 تہ ولوا ب اسل و رش َا تیلو 
اليل مروا لملم ون شیا وکا برت اه as‏ ےھ 








سورة النساء 401 


إن مرا نن آل گلا ون سید وکان الہ وسِعًا حَكيمَا (25 یل 
E kA GE SASS‏ 
ا ون ہوا کا ماف السموت وما الارض وکن اه غاي [النساء: 


.1131-9 


439 إن كنتم ذوي آزواج فوق واحدة طلَّن تَسْتَطِيعُوا أن تَعْدِلُوا4 وتعاشروا 
بالقسط إلى الا يقع التفاوت والتفاضل هبَئْنَ اليّسَاءمِ4 أصلاً «وَلْوْ حَرَضْكُمْ4 بالغتم في 
رعاية العدل؛ إذ الميل الطبيعي يأبى عن إقامة العدل» لذلك قيل: لا وجود للاعتدال 
الحقيقي سيما في أمثاله لقلا تَمِيِلُوا4 أي: فعليكم ألا تميلواء وتجانبوا عما تميلوا عنه 
- کل الميل فَتَدَرُومَا4 إلى حيث تتركوها ©كَالْمُعَلْقَةِ4 لا أيمًا ولا ذات بعل ظوَإن 
تَضصْلِحُوا» بعدما أفسدتم طوَتَتْقُوا4 عن غضب الله في إضاعة حقها ظقَإِنَ اللة) المطلع 
لجميع ما صدر ويصدر عنكم ظكَانَ غَفُورًا لكم بعد ما تبتم ورجعتم عما صدر عنکم 
طرْحِيمًا» [النساء:129] لكم يقبل توبتكم إن أخلصتم فيها. | 

«وإن4 یتنازعا حتی تَفوقًا ۷ وارتفع النكاح بينهما ظيُفْن الله4 بفضله طكُلا4 
منهما عن الآخر «بّن سَعَتِهِبُ أي: من سعة رحمته وبسطة رزقه وفسحة مملكته هوَكَانَ 
ا المتفضل لعبادہ طوَاسِعَا4 لهم في عطائه ظحَكِيمًا» [النساء:130] في إعطاء ما 
ينبغي. 

«3» كيف لا يكون واسع العطاء؛ إذ «لله» المنعم المفضل جميع لاما فِي 
الشمَوَاتِ وَمَا في الأزضص» وما بينهما ملكا وخلقاء وتدبيدًا وتصرفاء وإيجادًا وإعدامًاء 
وإبقاءً وإفناءً» وإذا كان الأمر على هذا فعليكم أن تتقوا من الله في السراء والضراء 
بحم والرخاء فو اعلموا أنا ظلْقَد وَصینا4 من مقام فضلنا وجودنا ڈالْذِینَ أوتُوا 

بن تُبلِگمہ أي: اليهود والنصارى. وجميع من أنزل إليهم الکتاب في كتبهم 
وک أيضًا في کتابکم ھذا ف(آَنِ انقُوا ال4 المالك لأزمة الأمور بالاستحقاق: 
وأطيعوا أمره وتوجھوا نحوہہ ولا تكفروا به «وَإن تَكْمُرُواكُ وتعرضوا من غاية جهلكم 
وعنادكم عما فرض عليكم أصلا إصلاحًا لحالكمء فاعلموا أن الله الغني بذاته لا يبالي 
بکف رکم وإیمانکم ففَإ لک رجوع اما في الْسَمَوَاتِ وَمَا في الأزض4 إرادة وطوعًا 
ط3 مع ذلك گان اله غا مستغنيا في ذاته وصفاته عن العالمین؛ وعن كفرهم 


402 سورة النساء 





وإيمانهم «حَمِيدًا» [النساء:131] في نقسه حمد أو لم پحمد:؛ وکیف لا يكون انه 
غنيًا في ذاته حميدًا فى نفسه؛ إذ ليس في الوجود غيره ولا شيء سواه ليحمده؟!. 
سر ری سے ٍ "٭م خحرحس ر _ جحت ص مہ سم 022 کی اس بی کے 5 e‏ ¢ 
$ ولد ماف الوت وماق الا رض و باه وكيلا ن أ يمبحكم أ 
ناش ات پا ری 8 ا6ال عل کلک قرا © کان بر تاب الا ماق 
واب الد تیا َالَو وکن الله یما با 4 [النساء:134-132]. 


بل «تلله» المنزه المستغني عن الأكوان الباطلة مطلًا «ماع ظهر في 
السمَزات4 أی: الأسماء والصفات المترتبة على تجليات الذات وتشعشعاتها رماي 
انعكس منها في الأزْضٍ»4 أي: الطبيعة العدم التي هي بمنزلة المرأة المقابلة لها ر4 
بالجملة: (كَفَى بالليه أي: كفى اللہ المتجلی لذاته بذاته في ملابس أسمائه وصفاته 
«(زكيلاً» [النساء:132] في مظاهر ظلاله وعكوسه: وليس نسبتكم على الله أيها 
المنهمكون في بحر الغفلة؛ المحجوبون بحجاب التعينات العدمية لا بالمظهر والظلية. 

إن شأ لمکم اھ الاش أي: الأظلال المحجوبون عن شمس الذات؛ 
الناسون في ظلمة العدم نور الوجود (وََأَتِ» بدلكم «بآعَرين) أي: باظلال آخر 
تتذكروا لهاء وتتوجهوا نحوهاء وما ذلك على الله بعزيز ركان اله في ذاته على 
ذَلِكَ4 الإذهاب والتبديل هقَدِيرًا4 [النساء:133] لا يفتر قدرته أصلأء بل على هذا 
جريان ستته دائمًا؛ إذ هو كل يوم وأن في شأنء مع أن المحجوب لم ينتبه ولم يتفطن» 
ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور. 

نور قلوبنا بمعرفتك» وأبصارنا بمشاهدتك» وأرواحنا بمعايتتك: إنك على ما 
تشاء قدير وبالإجابة جدير. 

لمن كان بريد بالجهاد والقتال وجميع الأعمال المأمورة من عند الله ثوا 
اليا وما يصل إليها فيها من الخنيمة والرئاسة والتفوق على الأقران» وعلو المرتبة بین 
الأنام عند اللہ ثزاث الأُیا 4 إنجاحًا لمطلويه «وَالآخِرَةِ» تفضلاً وامتانًا ؤِوَكَانَ الف 
المطلع لسرائر عياده لسَمِيعًا4 لمناجاتهم لبَصِيرًاة [النساء:134] بحاجاتهم؛ يوصلهم 
إلى غاية متمناهم مع زيادة إنعام وإفضال من عنده. 


(٭ جاج لئ اموا کرو ہی اتید کہکة وراو عق آشیځ ار 








| ۱ 


ظ سورة النساء 403 


الول لاون إن يکت غَنِيًاا عَييَاآز کت کان اول بهنأ کد بغرا آمو آن درلا 
ەۋا شرا ک2 9 ااال ءامنا َامِنُوأ بأل 

وَرَسُوقف والكتبي ایی درل عل رَسُو و وَالَکيتب ای آل من قل وسن يمر 
باه وملچ کیو ویو وسل کو اور 5د 6ڑ ا ییا © 4 [الساء: 


.]136-0 


يا أيُهَا الْذِينَ آمَنُوا کُونُوا قَوْامِہنَ4 مداومین مواظبین طبالقضط4 بإقامة العدل 
والإنصاف بينكمء وإن كنتم إشهداء في الوقائع كونوا شهداء مخلصين «للهو4 في 
أدائها بلا ميل وزور وإخخفاء ول کنتم شاعدین على أَنفُِكُع4 باعتراف ما على 
ذمتكم من حقوق الغير «أر4 ذمة > ٭الِوَالِدَیْنْ و4 ذمم «الأفربينَ4 فعليكم أيها الشهداء 
أن تقسطوا في أداء الشهادة بلا حيف وميل إإن یَكُن 4 المشھود عليه؛ أو المشهود له 
لعا أو فَقِيرَا؛ يعني: ليس لكم أن تراعوا جانب الفقير وتجانبوا عن عن الغني؛ بل ما 
عليكم إلا أداء ها عندكم من الشهادة على وجهها طقالله أؤلی بهمَا» برعايتهما 
٣‏ وإصلاحهما طقلا تَبعُوا الهَوَى4 أي: ما تهونى نفوسكمء وتميل قلوبكم إليه إن أردتم 
وان تَعدِلُوا4 في أداء الشهادة ڈوَإن تَلَوُوا» تغيروا وتحرفوا ألسنتكم عماثت وتحقق 
عندكم اؤ تُغرضوا) عن أدائها مطلمًاء ألجموا بلجام من نار على ما نطق به الحديث» 
صلوات الله على قاثله قان اللة4 المجازي لعباده كان بِمَا تَعْمَلْنَ4 من تغير كم 
وإعراضكم «إخبيرًا4 [النساء:135] يجازيكم على مقتضى خبرته. 
(يَا أَيّهَا الْذِينَ آمَنُوا4 أي: الذين يدعون الإيمان» ويجرون كلمة التوحيد على 
اللسان على وجه التقليد والحسبان» وينكرون طريق أهل التوحيد والعرفان» وينسبون 
أهله إلى الإيمان والطغيان #آمِنُوا» أيقنوا وأذعنوا"«باللهة المتفرد في ذاته المتوحد في 
أسمائه وصفاته حتى عوينواء وكوشفوا بتوحيده ظوَرَسُولِهِ4 أي: خليفته المصورة 
بصورته المبعوث على كافة بريته» الجامع لجميع مراتب أوصافه وأسمائه ظوَالْكِتَاب4 
المبين لطريق توحيده الي برل من فضله ولطفه «عَلّى رشوله) المظهر لتوحيده 
الذاتي (5) جميع الاب الذي آنل من عنده لمن قبل على الرسل الماضين 
المبعوثين على الأمم الماضيةء الظاهرين بتوحيد صفاته وأفعاله «وَمَن يَكْفْرْ باللو4 
الأحد الصمد باعتقاد الوجود لغير الله من الأظلال والعكوس «ِوَمَلائِكَته4 أوصافه 








کک 5 پ- پ7 كک97+ پت ص   9-ِ‏ .ِ مم 


404 سور 3 النساء 


وأسمائه المنتشئة من شئونه وصنوف كمالاته رات المنتخبة من شثونه وتصوراته 
وتنزلاته على هيئة الصوت والحرف؛ ليبين بها طريق التوحيد على التائهين في بيداء 
الغفلةء المنهمكين في بحر الضلال «وَرسله# المكاشفين بمقاصد كتبهء المتحققين 
المتصفين على جميع ما أمر ونهى فيها المأمورين بتبليغها والإرشاذ إلى مقاصدها 
لوَاليَوْمٍ الآخر» المعد لجزاء من يتنبه ويتفطن من إنزال الكتب وإرسال الرسل» ومن 
لم يتنبه ولم يتفطن؛ إذ الحكمة تقتضي التفضل والترحم على من تنبه إلى طريق الحق 
بعد ورود المنيه والمبين؛ والانتقام على من لم يتنبه ولم يؤمن؛ بل ینکر ویکفر؛ ومن 
يكفر (فَقَدْ ضَلٌ4 عن طريق التوحيد «ضلالا بَعِيدًا4 [النساء:136] ”' إلی حیث لا 
يتمنى عدایته وفلاحه. ۱ 
من یضلل اللہ فلا هادي لە: نعوذ بك منك يا أرحم الراحمين. 


$ ال اموا ٹک کھروا کی امن وان وھ روا تم اموا كنز ريك مه يمور 


(1) قال الشيخ روزبهان: قوله تعالى: «ينأيا الْذين َامنْوَأ !نوأ بألَّهِ وَرَسُولِف4 هذا بلسان الحقيقة 
خاطب المريدين الذين آمنو ا بالمقامات والكرامات والمكاشفات والمشاهدات في بنو الإرادة 
مطلقًا بغير المباشرة فإذا وقعوا في مسلك الحقائق رأوا أحكام الغيب؛ وسمعوا أصوات الإلهام 
من هواتف الملكوت؛ واضطربوا عند معارضة النفوس» أي: أيها المدعون في بدايتكم بالزيمان 
على حقائق الطريقة اثبتوا بنعت الإيقان في محل الامتحان عند كشوف أسرار الغیب؛ وأيقنوا أن 
ما سمعتم من خطاب الأسرار فھو كلامي على لسان تلك الھواتف: وأیضا: لهذا خطاب الأكابر» 
أي: أيها العارفون اعرفوني؛ فإن ما وصلكم من معرفتي فهو يؤولكم إلى النكرة» ومَنْ ظن منكم 
أنه بلغ إلى حقيقة المعرفة أخطأ الطريقء فإني ممتنعَ بعزتي وجلالي عن مطالعة الخليقة وجود 
قدمي: وارجعوا من تفردكم عند إفرادكم القدم عن الحدوث إلى الوسائطء يعني الإيمان 
بالرسول؛ فإنه حادثٌ یکون محل الحوادث: وساحة الكبرياء منزّهة عن الإيمان والكفرء سُثل 
فارس: ما معنى هذه الآية وليس في ظاهرها التجريد؟ قال: التجريد إنما يقع بلسان السرّ من 
جهة هواتف الحق؛ ومعنى الآية: لدَامَنُوَا4: وقوله: 9وَرَسُولِدع يريد تكرار الإيمان: وقيل: أي: 
أيها المدعون تجريد الإيمان بي من غير واسطة؛ لا سيل لكم إلى الوصول إلى عين التجريد إلا 
بقبول الوسائطء قال الأمتاذ: يتا الْذِينَ ءَاُوا من حيث البرهان آمنوا من حيث البيان إلى 
أن يؤمنوا من حيث الكشف والعيان. ويقال: «يتأا الذينَ دَامَنْوَ1» باستعمال أدلة العقول آمنوا 
إذا تحتم بعفوه الوصولء؛ واستمکنت منکم حيرة البديهة» وغلبات الذهول» ثم أفقتم من تلك 
الغيبة» فامنوا أن الذي كان غالبًا عليكم كان شاهد الحق لا حقيقة النات» فإن الصمدية ممتنعة 
مقلسة عن كل قرب وبع ووصل وفصل. ) 











Fr. 
7 








سورة النساء ٴ 405 
لا چیم سیا © بر سے یتر اَلكَوِرتَ 
اراي من مُون الْمَوْمِنينَ ایہنغوب ندم لمر إن ره وقد درل عَلَيْکُم 


الک أن دا میم اين سے ماپ تو می في 


یی عبرو إل إا نهم َه جامِعٌ الْمَتَفْقِينَ والكفرينَ في جه ج جیا 4 

[النساء:140-132]. 

ثم قال سبحانه: 7 الْذِينَ آمَنُوا» بالله حين ظهر موسى كليم الله وبعث لیم 
طئم گنروا به وبدينه حين ظهر عليهم السامري بالعجل و م آمَنوا@ بعد رجوع 
موسى من ميقاته ثم لما ظھر الزمان بانقطاع الوحي وإرسال الرسل وإنزال الکتب؛ 
وقع فی أمر الدين فترة وضعفء أرسل عليهم عيسى الت وأنزل عليه الإنجيل؛ ليبين 
لهم طريق توحيده لكَفَرُوا» به وكذبوا بكتابه عنادًا واستكبارًا. 

وبعدما انقرض جيل عيسى اكك أظهر سبحانه النبي الموعود في كتبه السالفة 
بأنه سيأتي نبي مبعوث على كافة البرية بالتوحيد الذاتي» وله دين ناسخ لجميع الأديان» 
وكتابه ناسخ لجميع الكتب» وبه يُختم أمر النبوة والوحي والإرسال والإنزال؛ إذ 
بظهوره كمل طريق التوحيد والعرفان ظاثُّمْ4 لما ظهر وتحقق عندهم ظھورہ ظإازدَادُوا چ4 
به «كُفْرَاع وتكذيئاء وأصروا على ما هم عليه عتوًا وعنادًا طلّمْ يِكُنِ اللة» الهادي لعباده 
والماحي لذنوبهم ظلِتَغْفِرَ لَهُْ4 إن بقوا على كفرهم وإصرارهم طلا لِيَهِْيَهُمْ سَبِيلاً» 
[النساء:137] إن انهمكوا في الغي والضلال. 

ویش يا أكمل الرسل طَالمُنَافِقِينَ4 منھم؛ وهم الذين يعون الإيمان بك 
ويكتابك وبدينك على طرف اللسان» وقلبهم على الشقاق والطغيان الأصلي بان 
لهم عند ربهم لِعَذَابًا ألِيمًا» [النساء:138]. 

وخدر منهم ومن سراية < خیٹھم المؤمنین الْذِينَ ڈو الكافرين» المصرين 
على الكفر بالله وتكذيب الرسول ر زل أحباء أصدقاء يصاحبونهم «من دُونٍ 
المُؤْمِئينَ» قل للمتخذين من المؤمنين نيابة عنا: ية كود ويطلبون [عِندَهُم اليزة 
. ويعتمدون أنهم أعزة پتعززون بهم وبمصاحبتهم وموالاتهم مع أنه لا عزة لهم حققة 
بل ضربت عليهم الذلة والهوان ظفَِنَ العِرّة4 والخلبة والكبرياء والبسطة والبهاء «إلو4 
المتعزز برداء العظمة والكبرياء طجَمِيعًا4 [النساء:139] لا يسع لغيره أن يتعزز في 


406 سور 3 الدساء 


نفسه إلا بفضله وطوله. 

ومن فضل الله لكم ظوَقَدْ نَزْلَ عَلَيَكُمْ في الكتّاب4 المیین لدینکم: المنزل على 
نیکم طآن4 أي: أنه طإذا سَمِعُْم4 وعلمتم حين تلاوتكم ظآیاتِ الد على رءوس 
الملا أنه هِيُكْفَرُ بها وَيُسَتَهرَأ بِهَام - العياذ بالله - فلا تَفَمُدڈُوا مَغہُم4 مم مزلاء الکفار . 
المستهزئين بل اتركوهم ومجالستهم حى يَخُوصُوا في حَدِيثِ غَيْرِهِ» فإن لم 
تتركوهم؛ وتخرجوا من بينهم صرتم ,منتسبين للكفرء والاستهزاء بآيات الله (ِإِنُكُم إِذَا4 
حين لم نتركوهم وتقعدوا معهم طِبَدْلْهُنْ4 في استحقاق العذاب والنكال (ِإِنَ اهي 
المتعزز بالمجد والبهاء لقادر على کل ما آراد وشاء «جامِمُ المُنَافِقِينَ4 المداهنين 
(والگافر ين4 المکذبین المستهزئين «فِي جَهَئّ4 البعد والخذلان» وسعير الطرد 
والحرمان ه«جَمِيعًاة [النساء:40 1] مجتمعين بلا تفاوت في العقوبة. 


ائھ کی وکر کک ق ف اترک واک تی میک د 
سی شس سس سو سس 
سڈ ون عجمَلَ أنه كرس عل رم سبیقا 7ع إن الْمكفْقِينَ معن أله وَهْوَ 
حيطت كمأل لش كما اق بكر الس 6ے a‏ 3 
بد بی دیک آ5 إل کول لکل کول رن بل الہ کن مد لک یک (4)5 


[النساء:143-141]. 


وكيف لا يجمع المنافقون مع الكافرين» وهم طالْذِينَ يَتَرَيْصْونَ بككم» أي: 
يتنظرون لمقتكم وهلاككم أيها المؤمنون المخلصون ؤِفَإن كَانّ لَكُمْ ٌ4 وغلیمة 
تن نصر اهو عليکم طقالوا الم لکن شفکغ4 وفي عسكركمء لِم لم يسهموا 

عليناء ولم يستخرجوا حقنا من الغنيمة؟ ؤْوَإن كَانَ لِلْكَافِْرِينَ» المقاتلين 9نْصِيبَ4 حة 

من الاستيلاء والغلبة طقَانُواك للكفرة إظهارًا للمؤاخاة والمظاهرة: «الع نستخوذ» ولم 
نستعن «غليكن»4 بالتكاسل والتواني وعدم الؤعانة والمظاهرة عليهم: ٠‏ وإلقاء الرعب في 
قلوبهم وتمتغكم) بهذه الحیل فإیَنْ المُؤْمِنینہ؟ 

فعليكم أن تشركونا فيما أصبتم منهم؛ إذ كنا متسببين لهم لا تبالوا أيها المؤمنون 
بإيمان هؤلاء المنافقين وادعاء وفاقهمء ولا بنفاقهم وشقاقهم ناف المطلم 

لضمائرهم (ِيَحْكُمُ يَينَكُمْ يَوْعَ القِيَامَة4 المعد للفصل والانتقام طوَ» إن ٦‏ سس 








سورة البساء ٣‏ 407 
وادعوا “الإيمان؛ تلبيسا في هذه النشأة ظطلَن يَجْعَل الله المولي لامور عباده 
طِلِلْكَافِرِينَ4 المنافقين الملبسين هعَلَى المُؤْمِنِينَ4 الموقنين» المخلصين طشبيلاً» 
[النساء:141] حجة ودليلاً في النشأة الأخرى؛ إذ فيها تُبلى السرائر؛ وتكشف الضمائرء 
وتُجزى كل نفس يما تسعى. 

ثم قال سبحانه: إن المُنَافِقِي» المصرين على النفاق» يتخيلون أنهم 
هِيُخَادِمُونَ اللة# ويلبسون عليه کخدیعھم -صصص ‏ بر 
هو خَادِغهُغ وماكرهم باقتدارهم على هذا الخداع؛ إذ يترتب عليه من الجزاء ما لو 
علموا لهلكوا ظوَ» من جملة نفاقهم وشقاقهم أنهم ذِإذًا قَامُوا إلى4 أداء «الصّلاةِ» 
مع المؤمنين طقَامُوا كُسَالَى4 مبطئين» متكاسلين؛ وليس غرضهم منها سوى أنهم 
في الصلاة «إلا قليلا) [النساء:142] منھم؛ أخلصوا فى نفسه؛ ولم يظهروا لخوفهم؛ 
والحاصل أن أهل النفاق ليسوا من الكافرين عند الكافرين: وأيضًا ليسوا من المؤمنين 
عند المؤمنين. 

بل ملبْبِينَ4 مرقدین هتين ذَلِكَ» بحيث «لآ» ينسبون «إلى مَولاء*4 
المۇمنين ورلا إلى مولام الكافرين» وهم في أنفسهم ضالين» وعند الله مردودين 
ظوَمن يُضَلِلٍ اله» ويحيله على الضلال طقَلَن تَجِدّ له سيلا [النساء:143] إلى 
الهداية أصلا. 

اهدنا بلطفك إلى الصراط المستقيم. 

ل اا آل اموا يدوا الك ريما من مون الْمْوْمِنِينَ دون أن 
لوا ئو م ڪم سلطا ميا 9 لووف ارك الكل م لار ون جد 
ھم کیا 02 لذت كنا وَأسَلَمُوا ولتصصموا يلل لصوا دیتھۃ ل 
کازکینک نع الع یت روک اوت الالقریں اڑا عَوليکا یما ینک ال 
منکایسٹم إن كَكَزْشُرٌ وام وان آل كَامكرًا عَلِيمَا (5) © [النساء. 

.]147-4 


(ا أبُهَا الّذِينَ آمَنوا4 مقتضى إيمانكم لا گخڈرا الْكَافِرِينَ أَوْليَاءَ من دون 


Î 403‏ سورة البساء 
المُؤْمتِينَ أَثْرِيدُونَ4 بصنيعكم هذا طأن تَجِْعَلُوا للو-> المحاسب» المجازي لأعمال 
عباده طِعَلْبكُمْ4 أيها المتخذون مسُلْطَانًا مُبينَا4 [النساء:144] حجة واضحة على 
كفركم ونفاقكم؛ إذ من فعلكم هذا يلوح أثر النفاق والشقاق مع المؤمنینء فعليكم الا 
نصاحبوھم: ولا تتخدوهم أولياء: سمما بعد ورود النهي؛ حتی لا" تلحقوا بهم) ولا 
نحشروا في زمرتهم. 

إن المنافقین گ4 المصرين على النفاق في الذرك الأشفل4 والمرتبة الأرذل؛ 
الأذل همِن النْارِ» المعد لجزاء العصاۃ: الطغاة» الضالين عن طريق الحق وصراطه 
المستقیم فإؤلن تجدّ لَهُمْ نَصِيرًا» [النساء:145] يشفع لهمء وینجیھم منها. 

«إلا الْذِينَ تَابُو/4 وندموا عمًا جرى عليهم من النفاق (ِوَأَضْلَحُواب بالتوبة ما 
آفسدوا بالنفاق من شعائر الإيمان والإسلام طوَاغْتَصَمُوا باللو© وفضله ولطفه حين 
رجعوا إليه» وتوجهوا نحوه و4 بعدما تابوا واعتصموا باله «أخخلضوا دِيئَهُمْ4 إطاعتهم 
وانقيادهم الہ المنزه عن الشريك والنظيرء المقدس عن المشير والظهيرء ليس 
كمثله شيءء وهو السميع البصير «فأؤليك) السعداء» المقبولون عند الله ظِمَمَّ 
المأ مِنِينَ4 في روح الله وكنف لطفه ورحمته ظوَسَوْف يُوْتٍ الله المؤْيِنين4 في يوم 
الجزاء «أجًا عَظِيمَا4 [النساء :146[ شو الغوز بشرف اللقاء. 

ما يَفْعَل اللةه المتجلي في الآفاق بالاستحقاق هبِعَذَابِكُمْ4 طردكم وحرمانكم 
فإن شكزئن4 تحققتم بظهوره في هرياتكم الباطلةء وأسندتم ما صدر وظهر منكم إليه 
أصالة واستقلالاً (وَآمَكُمْ» عرفتم توحيده؛ واعترفتم به 9و4 متى فنيتم في هوية الحق 
كان اله بذاته طشَاکِڑا4 لنعمه ے (خلیٹا) [النساء:147] بنفسه؛ ولقد أحسن من قال: 

لقد كنت دهرًا قبل أن يكشف الغطا أخالبإاني شكر لك ذاكر 
فلما أضاء الليل أصبحت شاهدًا بأنك مذكور وذكروناكر 

لاخ ا الجر اشر یت الترل رلا ی ر 56ا سما یا کرد 

دوا حيرا أو هوه اون تعفواعن سوو فإں آئه کان فوا قرم ا( إن الست یہمروں 
عبر سد لله 


باه وسلو وثریڈوت آن رووا د بی الله ورصلوء ویعولوت دومن عض 
سر ج 7 م یرس ر ر ا م سج 
ڪُر يون ویون ان ي كواب رك سیب © اراي يرون حَقا 














سورة النساء 409 


واعتد نال لمرن دابا ھی ¢ [النساء: 101-148]. 

ومن مقتضيات التوحيد أيها المتوجهون نحوه ألا تظهرواء وتبثوا إلى اله 
الشكوى في الأمور المتعلقة بالدنياء ولا تلحوا فى المناجاة والدعاءء فإن ناقدكم بصير 
بحاجاتكم؛ وعليكم الرضا بما جرى عليكم من القضاء ونعم القرین الرضا؛ إذ لا 

ثحب الله المتجلی باسم لرحمن على ذرائر الأكدان. معتدلاء مستويًا بلا تفاوت: ولا 
يمدج عنده الْجَهْرَ» والإشاعة «بالشوء» أي: لا يحب أن يجهر بالقبيح» المستهجن 
عقلاً وشرعًَاء ويبالي بشأنه؛ ويستدعي لأجله؛ إذ لا يجري في ملكه إلا العدل والخيرء 
خصوصًا الجھر طإمِنَ القزلِ إلا جهر من طلم فإنه سبحانه يحبه» ويبادر إلى 
إجابته؛ إذ الظالم خارج عن مقتضى عدل الله وصراطه المستقيم هوَكَانْ اللا المتجلي 
على العدل القويم وسَمِيعًا4 لجهر المظلوم طَعَلِيمًا» [النساء:148] بظلم الظالم» ويما 
استححق له من الجزاءء يجازيه على مقتضى علمه. 

وإن دوا أيها المؤمنون. وتظهروا يراي على رءوس الأشهاد ڈاز ؛ تُحْمَوهُ4 
أي: تعطوہ خفية عن الناس از تَعْفُوا4 تجاوزوا عن الظالم؛ ولم تنتقموا منه» ولم 
تتضرعوا إلى الله المنتقم طعَنْ سُوو» فعل الظالم بكم طقَِنّ اللق4 المطلع لسرائركم 
ونیاتکہ گان عَفْرا) عنکم: ٠‏ ماحيًا لذنوبكم مع كونه ظقَدِيرَا4 [النساء:149] على 
انتقامه منكم. 
ثم قال سبحانه: «إِنْ الّذِينَ يَكْفْوْونَ باللو» ويشركون له بإثبات الوجود لغيره 
لِوَرُسْلع أي: يكفرون برسلهء ويكذبونهم مع كونهم مبعوثين على الحق من عنده 
ری و كفرهم وتكذيبهم ٹڈیریڈون أن ُقَرَقُوا بين اللوي المتوحدء المتفرد بذاته؛ 
المستقل في وجوده #ورشله المستخلفين من عنده بظهوره عليهم بجميع أسمائه 
وصفاته طوَيَقُونُونَ4 من غاية جهلهم بظهور اللهء واستيلائه على مظاهره: ظنُؤْمِنُ 
پیغغیں4 من الرسل فَِوَنْكْفُز ببغضں؟ آخرء مع ان ظهوره في الكل على السواء بلا 
تعاوت لوَيْرِيدُونَ4 ويتوهمولن «أن واي وره ۳ يثبتوا «َبَيْنْ ذلِك ہچ أي: ارتياط الظاهر 
بالمظهر والمظهر بالظاهر إسَريلا» [النساء:150] غير سبيل لاحق المطابق للواقع. 

«أأيك البعداء المتوغلون في الكفر ظِمُمْ الكَافِرُونَ حَقّا أي: الكافرون 
المنهمكون فيه» المنتهون إلى مرتبةٍ لا يعبأ بإيمانهم أصلاً (وَآَحَْدْنَ لِلْكَافِرِينَ4 

المستغرقين في الغى والضلال طعَذَابَا تُهيئا4 [النساء:151] مذلاًء مسقطا لهم عن 





410 سورة اليساء 





مرتبة الإنسانية بعدما جبلوا عليه صورة؛ إذ لا إهانة أشد من ذلك. 

لی اموأ الله ومسلو تر يقرڈا بن ألو مهم ولك سوك يُوْتِيهم 
اجورهُم وکن اده عفورا حًا ا کک ما الک ب أن رل لپ کا 
اللو هقد سا لواش بھی ئا لله هر و کت ارط 
ثم ادوا لجل من بعد ما انهم الات عمو عن دَلِكَ وَدَائَينَا مُوسئ سُلْطَنمًا ميم 


Ê SS‏ اباب مدا وتا هم کا دوا ن لبي 
حذ متهم يها ماعلا 2ا 46 [النساء :104-102]. 


«وَالْذِينَ آمَئُوا بالله» المتفرد في الوجود و اعترفوا بظهوره في لِرُسْلِهِ) 
بجمیع أوصافه وأسمائه طرلم يفَرَقُوا بن آخد ل مَلْهُمِ4 بالإیمان والکفر؛ بل يؤمنوا 
بجمیعھم على السوية 1 السعدای الموفقون بهذه الكرامة في هذه النشأة 
#سؤف يُؤْنِيهِمْ 4 تفضلاً عليهم في النشأة الأخرى (أَيُورمن4 باضعاف ما استحقوا 
عليه ظوَ» لا تستبعدوا من الله أمثال هذا؛ إذ كان الله الموفق لهم على الهداية 
«غفررًا4 لذنوبهم المبعدة عن طريق توحيده وِرٌجِيمًا4 [النساء:152] لھم؛ يوصلهم 
إلى ما لا عينٌ رأت. ولا أذن سمعت» ولا خطر على قلب بشر. 

هب لنا من لدنك رحمة:؛ إنك أنت الوهاب. 

«يَسئلكَ أَهْلُ الكتاب» من غایة جھلھم باللہ ونهاية غفلتهم عنه «أن ثُتَزّلَ 
عَلْيهِمْ كتابًا مَنَ السمَاءِ4 على مقتضى ما تهرى نفوسهم؛ وترضى عقولهم؛ را گی 
منهم هذا مَفْقَدُ سَآلُوا مُوسََى أخبر من ذَلِكَ» وأشد بعذا واستحالة ٛ <ِفَقَالُوا» من غاية 
بعدهم عن الله ونهاية حجابهم عن مطالعة جماله: «أرنًا اله» الذي تدعونا إِلي 
وترشدنا نحوه «جهْرَة4 ظاهرة معاينة كالموجودات الأخرء وما قدروا الله حق قئره؛ 
لذلك أرادوا أن يحصرواء ويحيطوا به مع أنه سبحاته أجل من أن يشار إليه؛ ويحاط 
به ويدرك على ما هو عليه؛ إذ الإشارة والإحاطة والإدراك إنما هو منه وبه وفيه وإليه» . 
ومن هذا شأنه كيف يدرك ويحس؟. 

ونهاية حال الواصلين إليه أنهم انخلعوا عن هوياتهم الباطلة بالمرة» وفنوا في 
هويته واضمحلواء لا إله إلا هوء كل شيء هالك إلا وجهه؛ لتََحَذَلْهُمْ الصَامِتَةُ» 















5 


۱ سورة النساء ظ ظ ْ 411 


النازلة من السماء طبِظُلْمِهِم4 هذا فهلكرا ظثُمْ4. بعدما تابواء ورجعوا إلى الله 
واستشفع لهم موسى صلوات الله عليه هاتّخَذُوا العِجْل4 إلهّاء وحصروا الألوهية فيه 
حين لبس عليهم السامري وخادعهم به» مع أن اتخاذهم هذا ظامِنْ بَمْدِ مَا جَاءَتَهُمُ 
البَيتَاثُ» الواضحةء الدالة على توحيد الله وتقديسه من الحصر والإحاطة 9فْعَفْوْنًا عَن 
ذلك أيضًا بعدما رجعوا إلينا والتجئوا نحونا متذللين ظوَآتَيِنَا4 بعد ذلك ظمُوسَى 
سَلْطَانًا ميا [النساء:153] حجة واضحة:» ومعجزة ملجثئة لهم إلى الإيمان. 


ر o alll ٠‏ : 2 7 
العھد الوثیقء إن جاءوا به أزلنا عنهمء وإن أبوا أسقطنا عليهم «وَقْلْنَا لَّهُمُ4 أيضًا بعدما 
أخذنا الميثاق عنهم على لسان موسى ##: «اذشلوا الاب أي: البيت المقدس 
9سْجُدَاة حال كونكم ساجدين؛ واضعين جباهكم على تراب المذلة» فدخلوا مسرعین 
وه زحفين» فنقضوا هِوَقُلنا لم4 أيضًا ميثاقا ومعاهدة على لسان داود اک ڈلا 


٣‏ تغذوا) لا تجاوزواء ولا تخرجوا عن حلٍّ؛ ولاسیما في السبْت4 أي : اصطیاد الحيتان 


فيه» فاحتالوا في اصطيادهاء فنقضوا ما عهدوا 8و4 بعدما لِأَحَذْنَا مِنْهُم مينَاقَا غَلِيظًا» 
[النساء:154] أي: موائيق غلاظ على إرادة الجنسء فنقضوا الكل» وخالفوا الأمر. 


قرس 
سم > سر کیم 


« يما ينهم يِكَمَهُروَكْْرِهِم بات امه وكيم ايآ بطب حي وکو لھ لوا 
4 1 سمه ا کپ کی برع 8# ب سے سی بعتي ال سے نے سر ےگ الس ال سم 
حل بل علیم الله علیھا کقرهم کلا ومون لا للا ((ت)) دَبِکمْرهم وَفولهمَ علق مریہ 


ہکا یکا لے ولھ إن قدا المصبيح عِيسى أبن مج رسُول الله وما قتلٰوه وما صلبوه 





ليك ہہ کل آل اکا فی کی کل عنما لحم بو ون عر إلا اح الل اناوه 


.]10 8-100 ل کے گن ا کر کا [التساء:‎ AO 


طفَيمَا َقْضِهم مَِينَائَهُنْ4 أي: فبنقضهم المواثيق الغلاظ والعهود المؤكدة» فعلنا 

بهم ما فعلنا من الابتلاءات والاختبارات» وتحريم المباحات وأنواع البليات والأذيات 
9وَكٌفْرِهِم بآياتٍ اللو الدالة على توحيده؛ المنزل على خلْص عبيده وَقَئْلِهِمْ الأثيتاء» 
المعصومین عن الِجرائم مطلفًا ظبقیرِ ح4 بلا رحصة شرعة إوقؤلهم» للانبياء 

والرسل خین دعتهم للإيمان عتوًا واستكبارًا: طقُلُوبْنَا غلف4 أوعیة مملوءة بالحقائق 

والمعارف» مختومةء لا يسع فيها ما جئتم به» والحال أنهم ليس في قلوبهم ما يتعلق 


412 سورة الساء 


بأمور الدين مقدار خردلة بل طب الله عَلَيْهَا4 باسمه المضل٠‏ المذل؛ وختم عليها 
وبكْفرٍجخ4 أي: بسبب كفرهم وشركهم طقلا يُؤْمِنُونَ» فلا يوفقون على الإیمان منھم 
«إلا قَليلاً» [النساء:155]. 

9وَبكْفْرِع4 أي: بسبب كفرهم وسترهم الحق؛ عنادًا ومكابرة وهم ربا 
وافتراء عَلَى مَزْيَم4 المنزهة عن الكدورات مطلقًا (ِبُؤْتَانًا عَظِيمًا4 [النساء:156] 
ينهمونهاء ويرمونها بالزنا مم عصمتها وطهارة ذيلها. 

درَقوْلِهِمْ4 أيضًا إرجافا وإسماعًا وتبجحًا: (إِنَا فَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنْ مَزيَم» 
مم كونه 9رَسُول اللو وكلمته وروحًا منه ظوَ الحال أنه «اما قَتَلُوهُ وَمَا صَلْبُوهُ4 لأنه 
في حمى الله وفوق سمائه 9وَلْكِن شُبَة لغ رجل منهم؛ أي: ألقى الله شبهه على 
حارس منهم يحرسه؛ ليظفروا عليه» فرفع المشبه به فبقي المشبه» فقتل وضلبء ثم 
اختلفوا فقالوا: إن كان هذا عيسىء فأين صاحبنا؟ وإن كان صاحيناء فأين هو عيسى؟ 
وإ الّْذِينَ اخْتَلَقُوا فيو في قتله وصلبه ورفعه إلى السماء ِلَفِي شلك ية تردد 
وارتياب ما لهم به وبأمره ظمِن عِلْمِ»4 تصديقٍ ويقين (إلَا ايَاعَ الظّنّ4 والظن لا 
يغني عن الحق شیا لو الحق أنه ما فَتَلُوُ يمينا [النساء:57 ۲ كما زعموا. 








(1) قال سيدي البيطار: قال تعالى: «إِذْ قال الله يعِيِسَْ إن مُتَوَفْلك وَرَافِعُكَ 4 [آل عمران: 55] 
تعلقت بصمتي بالله تعالى أن يكشف لي حقيقة هذا التوفي فورد على قوله تعالى: بل فزت 
الح عَلى الَبَعِلِ فِيید مشدر فإذا هو راهن (الانہاء: 8] فعلمت أن الہ تجلی علی عیسی 2ل 
باسمه الحق فزھق؛ أي: اضمحل باطل خلقيته فظهر حقه وبطن خلقہ: وهو المراد بالدمغ؛ لان 
الدمغ هو الشجة التي تبلغ الدماغ فيظهر ما بطنء والدماغ باطن الرأأس: ولما کان عيسى بهذه 
المثابة رفعه اللہ إليه فهو الحن حينعذ» فينسب إليه ما يشب إلى الحق تعالى من الإيجاد , 
والإحياء والإماتة وإبراء الأكمه والاأبرص؛ ولذلك لما آرادوا قتله وصلبه أنشا مثالاً من نفسه 
على صورته فتمثل لهم كما تمثل جبريل لامه بشرًا سويًاء ورف إلى اللہ ولا يمكن الوصول إلى 
التسلط على الله فقتلوا وصلبوا تلك السورة التي على شاكلة عيسى. قلهذا قال الله تعالى: وما 
قَتَلُوهُ وما صَلبُوه وَليكن شبَة ف« [الناء: 157] أي: قتلوا الشبه وصلبرہ: الذي.هو على صورة 2 
عيسى» فلم يثك اليهود آنهم قتلوا عیسی بعينه؛ حتى النصارى قالوا: رفع اللاهموت وصلب 
التاسوت» وهنا من الخرافات الیاطلة؛ لان لاهوت عيسى عین ناسوتہ فإن الله أخبر أنه رقعه 
إليه واللہ تعالی حقیقة اللاهوت واللاسوت وهنا الرفع ليس رفع مكان بل رفع مكاتة بالتجلي 
الزلهي الناتي؛ فناسوت عيسى عين ذات اله بنص اله فإن الله قال فيه: روح االب وروح الله عينه» 








سورة النساء 413 


سے للا اال ا 
: جبَل» الحق أنه لدَفَعَه اللة» الرقيب عليه المتولي لحفظه وأمره «إِليه» أي: إلى 
7 كنفه وجواره؛ إنجرًا لوعده في قول: طني مويك وافغك إلي» [آل عمران: 155 


آ س اه 


فلذا قال تعالی: فَوَمَا 7 قينا [النساء: 157] أي: شها وتمثلاء فإن الله لم ينف التشبيه 
والتمثيل بل نفى القتل والصلب عنهء فكان عيسى من كونه روح الله مقتدرًا أن يظهر يكل صورة 
في الوجودء وما أجهل من يقول: إنه رفع إلى السماءء فإن الله تعالى لم يقل: ورافعك إلى 
السماء؛ بل قال: لوَرَافِعَكَ 4 [آل عمران:55]. فإن قلت قد ورد الحديث: «ينزل فيكم عيسى 
ابن مريم حكمًا مقسطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير» إلى أخر الحديث؛ وهو حديث صحیح 
لاشك فيه فالمراد بهذا النرول تنزله من رتبة لیس گمتلوء شى [الشوری:11]إلی مرتبة 
الظهور بالصورة الحسيّة لنا مع أنه فيناء فهذا نزول إلهي مثل قوله: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» 
مع قوله تعالى: وَهوَ الى فى آلسمَاءٍ َه ونى آلازض إل [الزخرف: 84] وقول: وهو 
أبن ما ك4 [الحديد: 4] والحاصل أن اله رفعه من الخلقية إلى الحقيّة فاستحق التحقق 
بقوله تعالى: #وهو مَعَكُمْ أن ما كس [الحديد: 4] فعيسى ك في السماوات وفي الأرضين 
حي بحياة الحي القيوم إلى أن يتزوج في الأرضر ويولد لهء فيظهر عند ذلك موته وأما قول الله 
تعالی: ر مثل عیسیٰ عند آله كَمَئَل دَادَعَ حَلَقَُ ين تُرَاب» فالضمير في خلقه راجع 
لآدم لا إلى عیسی؛ لان عیسی لم يكن أصله التراب بل الروح» وقال الشيخ الأكبر قدمس الله 
سره: معنى تشبيه عيسى بآدم بالنسبة لتمام الدورة بظهور ذكر- وهو عيسى - من أشى - وهي 
مريم - كما ظهرت أنثى - وهي حواء - من ذكر وهو آدم؛ أقول: على هذا يكون عيسى 8 
شبيهًا بحواء لا بآدم» والذي يظهر لي في التشبيه الدوري أنه كما ظهرت إنسانية آدم من جسم 
ترابي ظهرت إنسانية عیسی من روح قدسي: فانفصل آدم من الجسمء وانفصل عيسى من الروح 
الزلهي؛ وكانت مریم مجلي تجلي هذا الروح؛ فعیسی مأ اكتسب الصورة إلا من أمه عریم)؛ 
والصورة أمر حكمي لا وجودي عینی؛ فعيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مریم؛ وأخبر الله أنه 
روح منه فلم ينسبه إلى جبريل بل قال: فَأَرْسَلتَآ إلمَهَا رُوحَنَاه [مريم: 17]: وروح الله عينه؛ 
فلو قانوا: إن الله هو المسيح ولم يقيدوه بمريم ولم يحصروه لما كفرواء ولكنهم حصرو الله في 
الجسم البشري» مع آن الله لیس يلي ىن [الشوری:11] بل ليس معه شي فأفھم' 

(1) قال سيدي سهل بن عبد الله التستري: فإنه إذا مات فبنزع عنه لطيف نفس الروح النوري من 
لطيف نفس الطبع الكثيف الذي به يعقل الأشياء ويرى الرؤيا في الملكوت» وإذا نام نزع عنه 
لطیف نفغس الروح الذي إذا زايله لم تكن له حركة: وكان ميتا. ولنفس طبع الكثيفت لطيفة؛ 

20 ولغس الروح لطيفةء فحياة لطيف نفس الطبع بنور لطيف نفس الروح» وحياة روح لطيف نفس 








414 سورة النساء 


«وَكان الله4 القادر على كل ما أراد وشاء (إعَزيزًا) غالبا مقتدرًا على رفعه ظطحَكِيمًا4 
[النساء:158] في قتل من شبه له؛ ليرجعوا يها. 


ل 5 YH ١۱‏ کے پ2 مھ کے مر یی کہ یہ ما رک 
$ ون من آهل الكت إلا لمان بو مل موتو وَتَوم الم یکو علوم هيدا 
9 ظار م لیت ادوا رمتا لطبت أت کم بصن دم عن سیل امو کا 
© وَأعْذِهم الريوا وقد مهوا عة الهم رلااس العلل عتتا لكف متب 112 
لبا 50 لیکن الریخوں ف الول متهم لویوت ومو ا أل ك مأل ِن بيك 
تین اللہ وال ڈو ال کر والومنون باو واليؤ الآسز وتيك سنوي أب 
عَيْل 9 46 [النساء:162-109]. 
ثم قال سبحانه: طوإن بَنْ أَهْل الكتّاب4» أي: ما من جميع من أنزل إليه الكتاب 
من المسلمين والنصارى واليهود؛ وسائر من أنزل إليهم أحدّ مكلف إلا وقد وجب 
له ولزم عليه؛ إنه «يُؤمسْن ب4 أي : بعيسى - صلوات الله عليه وسلامه - حين نزوله؛ 
لتقوية دين سيدنا محمد 5ل؛ إذ هر جامع لجميع الأديان؛ لإتيانها على التوحيد الذاتي. 
وعند ظهوره 85 اتحدث الأديان كلهاء ال أن المحجوبون يا يشهمول؛ مع أن 
عيسى - صلوات الله عليه وسلامه - من عجائب صنع الله وبدائع مبدعاته» وغرائب 
مخترعاته» ومن أعزة أنبيائه وأجلّة رسله؛ فلا بد أن يكون الإيمان به ثيل مَوْتِهِ4 إذ 
كي في الحديث النبوي: إنه ينزل من السماءء ويعيش في الأرض زماناء ويؤمن له 
جميع من في الأرض» ثم يموت قريب الساعة 9وَيَوْمْ القِيَامَةٍ يَكُونْ عَلَيِهِمْ4 أي: على 
جميع من آمن له؛ واتبع هداه «شَهِيدَا [النساء:159] يشهد لهم بالإيمان عند الله. 





الروح بالذكرء كما قال: «آخياة عند رَبَهِمْ يُرَزْقُونَ» [آل عمران:169] أي يرزقون الذكر بما 
نالوا من لعليف نمس التوري؛: وحياة الطبع الكثيف بالأكل والشرب والتمتع؛ فمن لم يحسن 
الإصلاح بین عذین الضدين؛ أعني نفس الطبع ونفس الروح حتی یکون عيشهما جميعا بالذكر 
والسعي بالذكرء فليس يعارف في الحقيقة. وقال عمر ين واصل: وكان المبرد النحوي يقول: 
الروح والنفس شیٹان متصلان لا يقوم أحدهما يدون الآخرء قال: فذكرت ذلك لسهلء فقال: 
أخطأء إن الروح يقوم بلطفه في ذاته يغير نفس الطبع الكثيفء آلا ترى أن 
من الئر بنفس روح وفھم عقل وقطنة قلب وعلم لطيف بلا حضور طيع كدإ. 








سورة الدساء ۱ ۱ 415 


ظ لِنبظلم4 خحروج عن حدود اللہ ونقض لعهوده صدر وظهر ظيَنَ الْدِينَ هَادُوا 
حَوْمْنَا عَلَئهِغِ4 في كتابهم اطبا اٹ لَه فيما مضى «و» أيضا «بِصَدّهِمْ عَن 
ييل الله أي: إعراضهم عن طريق الحق إعراضًا ظكَثِيرًا4 [النساء:160]. 

لِوَأَخَْذِهِمْ الرَبَا4 من المضطرين أضعافًا مضاعفة طو» الحال أنه ظقَذْ نهو 
َه في دينهم وكتابهم وکلهم أموَالَ الئاس بالْباطل 4 ہلا رخصة شرعیة؛ مثل: 
السرقة» والغضبء والرباء والرشوة؛ وحيل الفقهاءء وتزويراتهم التي ينسبونها إلى 
الشرع الشريف افتراءً» وتلبيسات أهل التشييخ والتدليس من هذا القبيل» ومن عِظم 
جرم هؤلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه بقوله: طوَأْعْتَذْنَا4 صكرنا وهئكأنا 
إلكافرين) الساترين طريق الحق ينهم عذابا) بعيدًاء وطرذا یغاچ [النساء:161] 
مؤلمًا؛ لتحسرهم على مرتبة أهل القرب والعناية. 
(لَكِن الژایِخُونَ فِي العِلم هم4 وھم الذین یرتقون من مرتبة العلم إلى العين 
' والحق طوَالْمْؤْمِنُونَ4 المصدقون الذین ٭ْؤینونٌ با آنل إَِيك وما أنزل من قَبلك) 
بلا تفريق وتفاوت؛ يمان واحتسابا ظوَالْمْقِيمِينَ الضَلاةع وهم الذين يديمون الميل 
بجميع الأعضاء والجوارح؛ إطاعة وانقيادًا؛ إذ رجوع الكل إليه طوَالْمُؤْتُونَ الزكاة4 
وهم الذين يؤتون ما نسب إليهم من زخرفات الدنيا؛ طلبًا لمرضات الله» وهربًا عن 
التعلق بغيره طوَالْمُؤْمِئُونَ باللو4 أي: الذين يوقنون بتوحيد الله ظوالیزم الاَخِرِ4 المعذ 
لثمرة الأعمال الصالحة في طريقه «أؤ يك السعداء الأمناء الموحدون» المخلصون 
9سَنُؤْتِيهِمْ4 من لدنا «آَجْرًا عَظِيمًا [النساء:162] هو الفوز بشرف اللقاء. 

ربنا آثنا من لدنك رحمة» إنك أنت الوهاب. ظ 

ورسوخ الراسخین إنما یحصل من إلهامنا ووحينا وإعلامناء وإيقاظنا إياهم من 
سَئة الغفلة ونعاس النسیان؛ وإرشادنا لهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب عليهم من عندنا ‏ 
وذلك سنتنا المستمرة؛ وعادتنا القدیمة لا يحتاج فيها للإلحاح والاقتراح: 

(٭ آرت کک کا رتال ےل بن کرو وکیا إل اه 
وَإسَمَنوِيلَ اشک رَيَُوب والأسجايط یی ابوب یوی وکرو وشن 
اتتا داید را ا کشک مد قَصَصبکھم ایک ین بل وساد لم مهم 
کیک رکم ا وی تسیا 9 شک ر منز ری للد کلاس عل 








416 صورة النساء 


او حَجة بعد الس وکا أ حيرا یا © 4 [النساء:160-163]. 

طنا آزخینا4 من مقام جودنا ٭إِليكَ ہچ یا اکمل الرسل الکتاب الجامع لجميع ما 
في الكتب السالفة علی الوجہ الابلغ؛ الایین لطریق النوحید ہکا ایت إِلی تُرح4 
صحفا مبينة لطريق التوحيد والتنزيه؛ قدم لكونه أول من أنزل إليه الكتاب؛ وأقدم من 
سائر الأنبياء 4# أوحينا أيضًا بعد نوح إلى طالنَّبيِينَ مِنْ بَعْدِهِ ما يبنون به طريق الحق 
من الكتب والصحف «وأؤخيتًا) خصوضا إلى آبائك إبْرَاهية) المتخلق بأخلاقه 
الإلهيةء المتحقى بمقام الخلة (ؤإشماعيل)» المتمكن بمقام الرضا والتسليم. 

لإشحاق) المترقب» المتوجه إلى الحق من كل صورة وشكل؛ لتحققه بمقام 
التوحيد «وَيَعْقُوبَ»4 المتوجه إلى الله في السراء والضراء؛ لتحققه في مقام التفويض 
«وَالأسْبَاطٍ 4 المتوجهين إلى الله في جميع حالاتهم؛ منھم: یوسف المترقی من الصور 
الخيالية إلى الأمور العينية والغيبية لصفاء ظاهره وباطنه عن الكدورات البشرية 
«وَعِيسَى4 المؤثر في العلم بالتأثرات الإلهيات والنفسات الرحمانية؛ لاضمحلال 
ناسوتيته في لاهوتية الحق ظوَأَبُوبَ4 المتحقق في مقام الصبر والرضا بما جرى عليه من 
القضاء؛ لتحققه بمقام العبودية «وَيُونْس»4 المتحقق فی مقام الخوف والرجاء مع الله. 

<وَهَارُونْ4 المتمكن في مرتبة الأمانة والديانة واطمئنان النفس طِوَسُلَيِمَانَ4 
الجامع لجميع مراتب عالم الشهادة؛ لتحققه في مقام البسطة والاستيلاء ظوَآتَينَا© من 
فضلنا وجودنا [ذاؤود4 المتحقق بمقام الحكمة المقتضية للتدبيرات الواقعة بين مراتب 
الإلهية زبُورًا [النساء: 163] يفصل به بين الحق والباطل والخطأ والصواب. 

ز4 كما أرسلنا هؤلاء المذكورين» أرسلنا أيصًا رشلا قذ قَصَضاهُع عَلَيِكَ»4 
في كتابك «ين قبل رشلا لم تَفضضهُم عَلَيك و كمل أمر الوحي في موسى؛ إذ 
كَل اله المرسل للرسل؛ المتزل للكتب «موشى) المتحقق يمقام القرب والوصول 
طتَكْلِيمًا [النساء:164] “ لا يدرك کیفیته» ولا یکتنه لميته. 








(1) بشن تنخصیص موسی 33 بمقاع الخطاب الخاص با واسطۃ: باكر موسي ف من بین الانبہاء 
يؤال الرؤية. فا وقفه الحقی في مقام سماع کااےب: وملعه معن مشاهلة رؤيته صرفاء وتحمل نبینا 
محمد 8 أثقال الشوق بمطايا أسراره: ولم يسأل مشاهدة الحق جهرًا بالانبساطء فأوصله الله إلى 
مقام مشاهدته ورؤيته بالظاهر والباطن بعين الرأس وبعين القلب؛ ثم أسمع كلاما بلا واسطة ولا 











وإنما أرسلنا «رٌسْلاً» وأنزلنا معهم كتا؛ ليكونوا ظمُبَشْرِينَ4 للناس بالتوحيد 
وسائر المأمورات الواردة في طريقه» المؤدية إليه ظوَمُنذِرِينَ4 لهم عن الشرك المنافي 
له وعن جميع المحرمات المفضة إليه ظإلِّلا يَکون ای4 المجبولين على الجدال 
والنزاع على الله المنزه عن المجادلة والمراء 9حُجّة4 متمسك وغلبة حين أخذهم 
بالانتقام یوم الجزاء إذ لا يبقى لهم مجادلة ومراء ظإبَغدہ إرسال ظَالوْسْلٍ4 لإهدائهم 
إلى طريق الحق وسبيل التوحيد مع كونهم مؤيدين بإنزال الكتب من عنده ركان اله 
المستقل في الألوعیة فإعَزیزاه غالبا في أوامره ونواهيه ظحَكِيمًا» [النسباء:165] في 
تدبيراته المتعلقة بها. ` 

E A‏ ۲ کم سے 1ھ مہ ف رورت سے چ ق س سے ب 

لکن کل یش یما ال |لیلک أنرَله بل والمَآ که دون وکن 

واقہ کہیڈا (گا ان اید گرا درا عَن کیل الو قذ کَرا خَلل ییا © 
سم کے سے سے مر جد سا می سے کے سکس ہے سال“ 7 Û‏ جح اسر سے ا سے 

إن الین کفروا وظله اک يکن آنه يغور لَهُمْوَلَالِجَدِيَهُمْ طريقًا (ح) الا طرین جهنم 
7 و ور الاش کد جحاءكم سول بای ون 
سے سس_ >> ہس کس سے سے رد سے سے r‏ ل ےک یک یں ا 
یک ایوا کا کی ران موا کا اھ ما الک وت ولا کان ال با کیا 
5 #[النساء:170-166]. 0 ؤ 
يشهدون لك وبححقية كتابك» وبصدقك فى رسالتك؛ مع كونك مشهو دا في كتبهم وعلى 


لسان رسلهم؛ مکابرة وعناڈاء لا تبال بهم وبشهادتهم»؛ لکن الله المطلع للسرائر 
والخفيات 9يَشْهَدُ بما أَنْلَ إِلَيكَ» آي: بحقيته» وصدقك فيه. وبأنه «أنزّلة4 إليك 





حجاب: قال تعالی: طفَأَوْسَيّ إن عَبَدِهء ا أو و مَا تحدَّت الْقْوادٌ ما رَأئ4 [النجم:11.10]؛ 

وأن الله سبحانه إذا أراد أن يسمع كلامه أحدٌ من الأنبياء والأولياء يعطيه سممًا من أسماعه؛ 

فيسمع بها كلامه: كما حكى # عنه تعالى: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بەااء أسمعه 

کلام ولیس هناك الحروف والأصوات» بل أسمعه بحرف القدرة وصوت الأزلية الذي منرّة 

. . .عن همهمة الأنقاس» وخطرات الوسواس» وليس في ولاية الأزل من رسوم أهل الأجال شية» 
هناك السامع والمسمع واحدٌ من حيث المحبة لا من حيث الجمع والتفرقة. 


418 صووة النساء 





ملتبشا يملمه) المتعلق بتأليف كلماته) وكيفية ترتيبه ونظمه على وجه يعجز عنه 
جميع من تحدى وتعارض معه طوَالْمَلائْكَةَ4 أيضًا طِيَغْهَدُونَ4 بأنه مُنزل من الحق 
على الحق (زكئی بالل شهيدا) [النساء: 166] سواء شهدواء أو لم يشهدوا. 
تم قال سبحانه إن الِْينَ كَفْرُواة بك وبكتابك هوَصَدُوا أعرضوا عن سبل 
الي المي فيه قد لوا عن طريق التوحيد «#ضَلالاً بَعِيدَا4 [النساء:167] لا ترجى 
هدايتهم أصلاء وكيف ترجى هدايتهم وقد أضلهم الله؟. 
إن الزن كَفْرُوا4 ستروا طريق الحق 9و4 مع كفرهم ظِظَلَمُوا4 خرجوا عن 
حدود الله بالمرة ة لم يكن الله الهادي لعباده «ليَعْفْرَ م4 ذنوبهم؛ لعظم جرمهم 
زرلا يديهم طريقاً» [النساء: 68 1] من طريق النجاة؛ لانهماكهم في الغفلة والضلال. 
إلا طريقٌ جَهَنْمَ4 البعد والخذلان هِخَالِدِينَ فيها اباي لا ینجون منھا أصلاً 
پر4 لا تستبعد عن الله أمثال هذه التبعيدات والتخذيلات؛ إذ ظكَانَ ذَلِكَ عَلَى ا4 
المنتقم؛ المضل للخواة الطفاۃ یڑا [النساء:169]. 
ثم لما بین سبحانه حقیّة الرسول ٹل وصدقه في دعواہ: وأوعد على من كذبه 
وخالف كتابه ما أوعد: أراد أن ينبه على عامة أهل التكليف من أرباب الملل وغيرهم 
أن پڑھنوا له وما جاء به من عندہ؛ فقال عنادیًا؛ لیقیلوا عليه: ڈیا اھ النَاءُ ش4 
المجبولون علی النسیان والغفلة ففَذ جَاءَكُمْ الژشول4 أي: المبعرث إلى كافة الخلق 
ملتبشا هِبِالْحَقٌ4 المطابق للواقع من ربكم الذي رباكم بنعمة العقل الذي هو مناط 
جميع التكاليف» وبه الوصول إلى الإيمان والتوحيد. 
ظآبئرا غیزا لک أي: فان آمنوا به بعد ما ظهر كان خيرًا لكم عند ريكم؛ 
يوصلكم إلى توحيده؛ «وإن تَکمُروای به عناداء ولم تؤمنوا به مكابرة» لا يبالي الله 
بکفرکم؛ ولا بإيمانكم إن ليه أي: يسجد ويخضم له جميع لما في الشَمَوَاتٍ 
والأزض» إرادة وطوعًا ظوَكَانَ اذك المكلف لأمر عباده علا بقابلياتهم 
لحَكِيمًا4 [النساء:170] فيما أمرهم به وكلفهم عليه؛ ليفوزوا من عننه فورًا عظيمًا. 


مل التپ لا نوا فى ديص وَل وكا ووأ عل ألم إلا الح كما 
لیخ جیسی بن مر رسو فام وء آلدھا إل سرج وزوح َة کارا باق 
وسلو ولا تو لوا ته ا EET‏ یکرت ل 













سورة النساء ٠‏ 419 

سورة الفا ‏ 0010:01س- ‏ ہے 

سس کس اک س لے ص ‏ وپ اض که e 5 9 14 Af‏ ا نج 

راد لما في ألصَّموتٍ وما فى رض رکم انل سیک ا لن تك اليح 
592 سه ا ا سس ازس عم ہے ۔ چ 

کے عا بتو وآ المليكةُ الْْرَبُونَ ومن يستَكف عن عباديهء 

رکش ھکر یم اک [سا :172-17 


یا ال الكتّاب » أي: الإنجيل المبالغين في أمر عیسی ات إلٰی حيث ينتهي 
إلى الغلو المذموم عقلاً وشرعا لا تغْلوا في دينك ونبيكم» ولا تبالغوا في الغراء 
فى وصفه و عليكم أن ولا تَقُونُوا عَلَى الوه الواحد» الأحد؛ الصمد الذي لم يتخ 

صاحبة ولا ولدًا إلا الخلّ» الحقيق اللائق يجنابه طإإنْمَا المَِیخ عيسى ابْنُ مَرْيَمْ 
رَسُول الله»م كسائر رسله فو غاية أمره ©كَلِمَيُةُ4 أي: یحصل» ويتكون من كلمته التي 


فاا إلى مریم) و) هو رو4 يتجلی ین سبحانه» ویظهر فيه 86 کشھور 





في سائر الأشخاص إلا أن لاهوتيته غليت على ناسوتيته» لذلك ظهر منه من الخوارق 
ما حلت عنها الأنبياء ظفَآمِنُوا باللو4 المنزه فى ذاته عن الأهل والولد ظوَرُسْلِهِ 
المؤيدين من عنده؛ لتبليغ حكمه وأحكامه. ۱ 
ومن جملتهم عيسى اق ولا فووا على الله المنزه عن التعدد مطلمًا ما لا 
يليق بجنابه بأنه تلائ الله. والمسيح ومريم «انتهُوا»4 عن التثليث» بل عن التعدد 
مطلقّاء فإن. انتهاءكم عنه يكون هخَرَا لكوم يرشدكم إلى سبيل التوحيد ظإِنْمَا الله 
المتجلی في الآفاق والاستحقاق «إِلَة وَاحِدٌّ» أى: موجود واحدء لا يمكن التعدد فيه 
أصلاً (شبحائة» بذاته. وتعالى عن «أن يَكُونَ لَه َد كما يقول الظالمون «لة» 
باعتبار تجلياته على صفحات الإعدام بجميع أوصافه وأسمائه مظاهر «مَا في 
الشَمَوَاتِ)» من جنود الله ومرايا أوصاف جماله وجلاله ظوَمَا في الأْض؟ أيضًا منهاء 
وكذا فيما شاء اللہ وما يعلم جنود ربك إلا هو «وَكَنَّى بالله وكيلة» [النساء:171] أي: 
كفى الله المتجلي بجميع أوصافه وأسمائه وكيلاً على مظاهرهء موليًا لأمورهم أصالة 
واستقلالا. ) 
ومرن .غاية إغراء النصارى في وصف المسيح؛ ونهاية غلوهم في حقه استنکفوا 
واستكبروا عن كونه عبد اللہ ونسبوہ إليه بالبنوة» وعبدوا له كعبادة اللہ لذلك رد عليهم 
بقولهم: إن يشتتيف» ويستكبر «المسيخ» وإن ترٹی إلی السماء بقوة لاهوتية «أن 
يَكُونَ عَبِدًا لله وَلآَ المَلايِكَةٌ المُقَوْبُونَ4 عند الله المترقون من السماء آيضا؛ إذ لا ناسوتية 





420 0 صورة النساء 


لهم أصلاء و4 كيف يستنكر» ويستنكف عن عبادته أحد من مظاهره ومخلوقاته؛ إذ 
«من يسشكف عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبر فَسَيْخْشُرمع الله طِإلَيه جَمِيمًا4 [النساء:172] 


لو فاما لے ءَامَنوا وَعَملُوا لصحت فَبوَضْيهمَ 0-07 ِن َه 
وکا اک افتکا وَاستگودوا ہش عَدَابحا أليا ولا يدود لهم ين 


ام 2 


دون اللہ ولیا ولا تما (5 ر ا اش مکی کم رھش 2 هان من ریک وائرلنا یکم نورا 
میا اقام الرس اموا باه واعصموا بد د سیا ف رک غِنَّه وَفصل 
ود ےم إليغ ص ام سے ا 

فام الْذِينَ آغنوا4 باللہ وکتبہ ورسله (9وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» المأمورة لھم؛ 
إطاعة وانقيادًا ظفَيوَقِيهةْ» الله (أجورهمْ» بأضعاف ما استحقوا (وَيَزِيدُهُم مّن فَضَلِهِ4 
ما لا یسع في عقولھم ڈوآما الِّينْ استَکكفُوا زاشتکیڑوا4 عن عبادة الله طفيْعذِبْهُم الله ۱ 
المتعزز برداء العظمة والکبریاء: المتفرد بعلو المجد؛ وإليها حِخَذابَا4 يطردهم عن : 
صاحة عز حضوره طألِيمًا4 ولا ألم أشد من ذلك ر4 مع ذلك لا یَجدون لَھُم تن 

يا بها الاش المتوجهرن إلى توحید اللہ لم يبق لكم عذر في الوصول إليه . 
والرجوع نحوه؛ إذ (قَد جَاءَكُم بُرْهَانْ» واضح «يَن ربكم على لسان نیکم ز4 مع 
ذلك ارتاي من مقام جودنا (ِإِلَيكُه» لهدايتكم وإصلاح حالكم (نونا ماي 
[النساء:174] هو القرآن. 

نای الْذِينَ آمَلٰوا ک4 منكم «باللهو4 المتوحد في ذاته (ِوَامْتَصَمُوا ب4 وبکتابە 
ورسله فَسَْدْخِلَهُعغ4 الله ط(في زختة4 عظیمقِ ء ورو ح عظيي؛ إشفافًا «بَنةه لاستحقاق 
منهم وفضل) وإحسان؛ امتنانا عليهم رديه لیک أي: إلى ذاته إصراطا. 
مُستَقِيمًا4 [النساء :175[ موصلا إلى ذروة تو -حیلده» لا يعرض لهم فيها ضلال أصلاً. 


ْمَك نَكَ هل ] هبق یکم فی الکو ان ۲ا ملک لسن لم وا وت اٹ . " 
کس م صف مارك وهود هآ إن ل يكن لا ولك بان کات كتين فلهمًا EVE‏ ) 


. و 9 سی 0 











سووة النساء ٠‏ 421 

گ2 کے سے 
ریا پو رکا رکا يللد قلح الاين اه سکم آن تلوأ لَه 
سی شی مل لا 46 [النساء:176]. 


ون4 یا اکمل الرسل عن میراث الکلالة: کیف یقسم؟ ظفل لھم: الله 
يفْتِيَكُمْ فِي الكلالة4 في أوائل السورة» ويعيد في آخرها؛ تأكيدًا أو مبالغة؛ وهى آخر ما 
نزلت في الأحكام ون ام ملك وحين هَلّك «ليس لَه وَلَدَ لا ذكر ولا أنثى 439 
الحال أن له أت من الأبوين أو الأب ظطقَلَهَا يِضِف ما ترك الهالك «و» كذا إن 
هلكت الأحت ُو يَرثها) جميع مالها ان لُع یکن لَھا ول لا ذكر ولا أنثى. 


إن كاتا الأحتان انين فَلَهُمَا لان مما ترك أخوهما وإن كَانُوا4 أي: 
الوارٹون «إخوّة»# وأخوات مختلطين رَجَالاً ناء فللذكر مل خظ الأنثيينِ) من 
وکات اُخہے؛ ونما ین الله ڏگ الكلالة هاهناء مم آنه ّنه فی ما مضی؛ 
متروكات أخيهم وإنغا ين اله لك حكم مع أنه په في ما مضی 
كراهة «أن تضلواة وتغفلوا عنها «واللة4 المدبر لأموركم «بكل شَئْءِ من حوائجكم 
المتعلقة بحياتكم ومماتكم لعَلِيم4 [النساء:176] یعلمکم؛ وينبهكم عليه حتى لا 

خا ةالسومرة 

عليك أيها الطالب لتحقيق الحق؛ القاصد نجو توحيده - أوصلك الله إلى أقصى 
مرامك - أن تتمسك بالبرهان الواضح الذي وصل إليك من الرسول ياء الدال على 
توحيد الحق» وتستنیر بنور القرآن الفارق ہین الحق والباطل؛ الواقع في طريقه؛ وتمتثل 
بما فيه من الأوامر المؤدية إليه» وتجتنب عن نواهيه المضلةء المبعدة عنه» وتتخلق 
بعزائمه المكنوئة في ضمن الأحكام والقصص المذكورة فيه؛ لتتحقق بما رمز فيه من 
غوامض سر التوحيد وسريان الوحدة في ملابس الكثرة؛ وتتمكن في مقر الوحدة 
الذاتية» المفنية للهويات الباطلة» الزائلة في أنفسها. 

. ولا يتيسر لك هذا إلا بطول خدعة المرشد الکاملء المكمل الذي يرشدك إلى 
الله امتداد حبل الله القمدود من أزل الذات إلى أبد الأسماء والصفات» ألا وهو القرآن 
المنزل على خير الأنام كما قال يل: «القرآن حبل اللهء ممدود من السماء إلى 


422 سورة النساء 





الأرض»". 

فمن أراد أن بغخوص في لجج بحار القرآن؛ لاستخراج فرائد اليقين والعرفان. 
فعليه أن يتمسك أولاً بالأحكام الشرعية الفرعية التي استنبطها أرباب العزائم الصحيحة 
عن ظواهر كلم القرآن؛ ليكون مهذبًا لظواهر أصحاب اليقظة من أهل الطلب والإرادة 
حتى تستعد بها نفوسهمء وتتصفی بواطنھم لأن يفيض عليها رشحات بحر التوحيد 
ويصير قابلاً لأن ينزل عليها سلطان العشق والمحبة؛ إذ الوقاية للب التوحيد إنما هي 
أحكام الشریعف واداب الطریقة للسالکین القاصدين نحو الحقيقة بالسلوك 
والمجاهدة. 

وأما البدلاء المستغرقون في بحر الذات» الهائمون بمطالعة جمالهء الفانون فيه 
مطلقاء فهم هرء وهو هم» ما لنا ومالهم حتى نتکلم عنھم؛ جعلنا اللہ من خدام وتراب 
أقدامهم. ئ 


فعليك أيها المريد» العازم لسلوك طريق الفناء؛ الجازم؛ الحازم في هذا العزم أن . 


تصفي أولاً سرك وسريرتك عن التوجه إلى غير الحق» وتجعل مطلبك ومقصودك: 
الاستغراق والفناء فى بحر الوحدة. 

لا يتيسر لك هذا إلا بعد كسر سفينة هويتك الباطلةء ولا يتيسر كسرها إلا 
بالرياضات الشاقة من الجوع والعطش والسهر المفرط والانقطاع عن اللذات الحسية 
والمشتهيات النفسية بالتلذذ بالمودة والغناءء والصبر على البلاء؛ والرضا على ما جرى 
عليه القضاء» ومتى تحققت هذه الأمور فيك؛ ہن هویتك؛ وضعف سفینتك: وحینثذ 
يمكنك كسرها إن وفقت بها. ٣‏ ۱ 

زين بلطفك ظواهرنا بشريعتك» وبواطئنا بحقيقتك» وأسرارنا بمشاهدتك 
وأرواحنا بمعايتتك؛ إنك على ما تشاء قدير؛ وبرجاء المؤمنين جدير. . 


آذآ سس لس . ِ 
(1) ذكره أبو حيان في البحر المحيط (340/3). ٠:‏ 





20 7 EE ey E SE ES 0 206 وہ۲‎ 








سودة اطائدمة 
ر قله 
ذأنحة سومةالمائدة 


لا يخفى على المقيمين بحدود اللہ الموفین بعھودہ المحافظین بعقوده المنعقدة 
بين أوصافه الذاتية بمناسبة بعضها مع بعض؛ ومقابلة بعضها ببعض أن منشأ جميع 
الأوامر والنواهي الموردة في الشرع إنما هي الأوصاف المتقابلة» والأسماء المتخالفة 
الإلهية. 3 . ظ 
فإذن الاختلافات الواقعة بين الآثار المترتبة على تلك الأوصاف إنما تنشأ منها 
والسر في ورود الأوامر والنوامی |نما عو لحصول الاعتدال والقسط الإلهي المعذ 
لاستحقاق الخلافة: والثيابة المقصودة من الظهور والإظهارء والخلق والإيجاد. 
٠‏ ولذلك كلف سبحانه خواص عباده المجبولين على هذه الفطرة بالتكليفات 
الشاقة من قطع المألوفات؛ وترك المشتهيات والمستلذات العائقة عن الاعتدال الفطري 
الإلهى وهداهم إلى صراطٍ مستقيم موصل إلى توحيده بإسقاط الإضافات الطارئة من 
كثرة الأسماءء والصفات المنتشئة من تطو لات الذات» وتجليات الحبية المتشعشعة أزلاً 
وأبدّاء بل علل وأغراضٍ: وما لنا منها إلا الحيرة والاستغراق» والعجز والوله والهيمان 
إن وفقنا بها من عندہ. 

وبهذه المصلحة أمر سبحانه عباده؛ وأوصاهم بإيقاء العهود ومحافظة العقود 
ليستعدوا مما لأجله جُبلوا وخُلقواء فقال مناديًا متيمئًا: «بسم الله المستوي على 
عروضه بالعدل القویم فالرّحْمَن4 لعباده بإهدائهم إلى صراطٍ مستقيم «الؤجيم# لهم 
بإيصالهم إلى روضة الرضا وجنة التسليم. 

وکا اليب موا ازڈوا شوو أييآت لي ييه الأتعئر لاما عَم 
يلانيد وَأ حر ےا یک ہا برد © ا لدی انوا کا یلوا متیر آل 
وكا الكَبر تفرم وَلَا ا نی ولا المد ول ءي ايت لرام يبتو فَضْلا ون نَيَوم 


- 423 - 


424 سورة المالدة 





ی سے ےت ر 


ورضواد لاسن ام ادوا وآ او 2 بجرمٹکم تنا شنعان فو قوم أن صَِدُوَکمَ سس 
ان تمعدواً وتماوٹواً عل أل والثعویٰ ولا نماونواعل الاثر والمدونِ وَأنَقُوا إن اله 
شرید اماب 4 [المائدة:2-1]. 

(يَا أبِهَا الْذِينَ آ مَئوا© مقتضى إيمانكم الوفاء بالعهود والعقود الموضوعة فيكم 
لإصلاح حالكم ِأؤْقُوا بِالْعُقُودِ4”'' واظبوا على إقامة الحدودہ وداوموا على محافظة 
المواثيق التي وضعھا الحق بينكم؛ لتدبر أمور معاشکم ومعادکم؛ من جملتها أنها 
«أجِلْث لکُم : بهِيمَةٌ الأنغام» وهي الأزواج الثمانية وما يشبهها؛ تقويمًا لمزاجكم وتقوية 
له؛ ؛ ليتمكنوا على إتيان ما كلفوا به ظإلّا ما يْلَى عَلَيْكُغ 4 في کتاب الله تحريمه حال كونكم 
(إغير مُجِلّي الضیدِ4 مطلمًا هوَأنُْ4 فى تلك الحالة «خُرُ رم محرمين للحج» مأمورين 

بحبس القوى الشهوية والغضبية عن مقتضياتهماء بل معطلين لها حتى تتمكنوا؛ وتقدروا 
على الموت الإرادي «ِإِنْ اللة المدبر لمصالح عباده طيَحْكُمُ6 بمقتضى حكمته 
ومصلحته ما يريد [المائدة:1] لهم من التحليل والتحريم بحسب الأوقات 
والحالات: لا بسال عن فعله» بل لا بد لكم الانقياد؛ تعبدّاء سيما في أعمال الحج. 

(يَا أَيُهَا الِّيينْ آمنُوا4 بالله؛ طاعةٌ وتعبدًاء مقتضى إيمانكم أن «لا تُجلواي 
وتبيحوا لأنفسكم طشَعَائِرَ اللو أي: حرمات اللہ التي حرمها سبحانه في أيام الحج؛ 
نعظيمًا لأمره وتوقيرًا لبيته ولا الشْهْرَ الخزام أي: لا تحلوا قواكم الحيوانية عن 
الحبس والزجر في الأزمنة التي حرم سبحانه إطلاقها فيها؛ تعظيمًا لبيته ولا تبيحوا 
أيضا لأنفسكم «الهذى4 أي: التعرض لما أهدي إلى البيت قبل بأوغه إلى كله ز4 





(1) الإشارة: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدتموها على نفوسكم في حال سيركم إلى 
حضرۃ رنکم من مجاهدة ومكابّدة؛ فمن عقد عقدۃ مع ربّه فلا يحلهاء فإن النفس إذا استأنست 
بحل العقود لم ترتبط بحال» ولعبت بصاحبها كيف شاءت» وأوفوا بالعقود الي عقدتموها مع _ 
أشياخكغ بالاستماع والاتباع إلى مماتكمء وأوفوا بالعقود التي عقدها عليكم الحق, تعالی؛ من 
القيام بوظائف العبودية» ودوام مشاهدة عظمة الربوبيةء فإن أوفيتم بذلك» فقد أ- 
الأشياء كلها :- نتصرّفون فيها بهقتكم؛ لأنكم إذا كم مع المُكوّن كانت الأكوان معكم: إلا ما يُلَى 
عليكم مما ليس من مقدوركم مما أحاطت. به أسوار الأقدار؛ دفإن سوابق الهمم لا تخرق أسوار 
الاقدارہ غير مُتَعْرِضين لشهود الشوى» وأنتم في حرم حضرة المولى؛ والله تعالي أعلم. [البخر 
المدید (28/2)]. 











سورة المائدة 425 


أيضا إلا يتعرضوا القلائد4 وهي ما يعلم؛ ويقلد بقلادة دالة على أنه من هذايا بيت 
الله على ما هو من عادة العرب. 

و» عليكم أن «لا4 تتعرضواء وتتقاتلوا مع المؤمنين الموقنين الذين توجهوا 
نحو الكعبة الحقیقیةء وأرادوا أن يخرجوا عن بقعة الإمكان» فدخلوا في طریق 
المجاهدة وسلكوا نحو الوجوب؛ تقربًا وتشوقًاء مع كونهم ظآمِينَ البَيتَ الحَرَام4 
قاصدين التقرب والتحقق بکعبة الذات» والوقوف بعرفات الأسماء والصفات؛ إذ لا بد 
من وقوفها لمن قصد زيارة بيت الله الأعظم» بل الركن الأصلي لزيارة بيت الله هي هنا 
الوقوف عند المنجذبين نحو الحق من طريق المجاهدة المستتبعة للكشف والمشاهدة 
لأهل العناية. ظ ظ 

وأما المنجذبون نحوه بالاستغناء والاستغراق التام الذي لا يحوم حوله شائبة من 
الکٹرۃ أصلاً فھم فی مقعد صدق عند مليك مقتدرء حال كونهم «ينْتَعُون# ويطليون 
هؤلاء الزوار التحقق بهذه المرتبة العلئة» والمنزلة السئئة ظفْضْلاً تن رُبَهِمْ4 بلا وسائل 
الأعمال والنسك» ووسائط المأمورات والمنهيات ر يطلبون أيضا من فضل الله 
هرضْوانًا» رضًا من جانب الحق؛ وتحسيئًا من قبله فيما يأتونه من الشعائر المكتوية في 
الحج الحقيقي؛ إذ لا وثوق للعيد سوى الرضا منك يا أكرم الأكرمين» ويا أرحم 
الراحمين. 

هوَإِذًا حَللئم» قوى حيوانيتكم عن عقال التكاليف المفروضة في الحج بخروج 
أيامها وأوقاتها مع متمماتها لقَاصْطَادُوا4 أي: أبيحوا على أنفسكم اصطياد ما أحل الله 
لكم من صيد البر والبحر طإق» بعدما علمتم فوائد الحج؛ وعرفتم عرفانه ومناسكه إلا 
َجِرِمَتكُمْ سان قوم أي: لا يوقعتكم في الجريمة العظيمة بغض قوم إياكم؛ وخوفكم 
منهم إلى «أن صَدَُوكُمْ4 وصرفوكم ظِعَنٍ» التوجه نحو ظالمسْجدٍ السام الذي 
حرمت عنده سجود السوى والأغيار مطلمًا. ظ 

فعليكم أيها القاصدون زيارة الكعبة المعظمةء والقبلة المكرمة التي هي بيت 
الوحدة «أن تَعْتَدُوافِ وتتمرنواء وتعتادوا. على المقاتلة» والمقاتلة مع الکفار انما يغني 
عن الزيارة من القوى الشهوية والغضبية» والمستلذات الخالية الواهية ظوَتَعَاوَنُوا4 
استنصروا ٭عَلی 4 جنود لب4 المورث للرجاء وحسن الظن بربکم فو على جنود 
«التّقَوَى» المشعر للخوف من قهر الله وغضبه ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم» الخصلة 
الذميمة عقلاً وشرعًا «وَالْعُدْوَانِ»4 أي: التجاوز عن الحدود الشرعية - العياذ بالله - 





426 سورة المائدة 


واتقوا ا4 أن تجترثوأ عليه بنعض عهوده. ومسجاوزة حدودہ إن الد القادر على 

كل ما یرید (شدید ا [المائدة:2] 7 العذاب لمن م نفسه ای والعدوان. 
شر جو ماردية وال اة وا لک ہی 

5 نف 5 ۲ لَك فسق مر الوم وی يس ال مروا سے وھم 

و كور يوم اٹ لا وگ 5 مي عم یق وٹ کے لن سام د 

آضطرٌ في عَخمصةٍ حير مَُجَانفي لنم إن EO ES‏ :[. 

ثم لما كان الأصل في الأشياء الحل والإباحة»: والحرمة إنما عرضت من الشرع. 
بُن سبحانه أولاً حكم المحللات مطلقًا وما يتفرع عليهاء ثم عيّن المحرمات التي 
استثناعا بقوله: رلا ما بتْلى 4 [المائدة c1:‏ الحج :30[ فقال: وِحُرَمَتْ عَلَيِكُمْ4 في 
دينكم طالمَيْتة4 المائت حتف أنفه بلا موجب لإزالة الحیاۃ ٭وَالدمُ4 المسفوح؛ السائل 
بالتزكية أو بغيرها ظوَلَحْمُ الجنزير النجس. الظاهر خبائته عقلاً وشرعًا. 

«43 من جملة المحرمات لما أَجِلُ4 صوت ذبحه طِلِمَيرع اسم اللہ بوه من 
أسماء الأصنام ظو» كذا طالْمُنْخَِقَةُ» المزيلة حياتها بالخنق بلا تذكية» كما يفعل 
المشركون ر4 کذا جالْمَؤْقُودَة4 المضروبة بالخشب والأحجار إلى أن تذھب منها 
الروج (وَالْمْتْرَدِية4 التي سقطت من علو أو في ہثر فزالت حیاتھا <وَالنْطِيحَة4 أيضاء 
رهي التي نطحها الحيوان الآخر فماتت ر4 كذا حرمت عليكم ما أکَل السَبِعُ4 منه 
فزال حياته إلا ما ذَكينُمٍ) قطعتم حلقومه مھللین حین احسستم الرمق منه؛ فإنه يحل 
لكم. 





ز4 کذا حرمت عليكم نما بح عَلَى النضب» آي: لاسام الموضوعة حول 
البيت» كانوا يعظمونهاء ويتقربون إليها بالذبائح والقرابين و4 من جملة المحرمات 
وان تَسْمَفْسِمُوا بالأزلاء 4 أي: الأقداحء وذلك أنهم إذا تصدوا فعلاً ضریوا ثلاثة أقداح 
مكتوب على أحدها: أمرني ربيء: وعلى الآخر: نهاني ربي» وعلى الثالث: غفلء فإن 
حرج الأمر مضوا عليهء وإن خرج النهي انصرفوا عنه» وإن خرج الخفل آجالوها ثانيا. 

ومعنى الاستقسام بها: الاستخبارء والاستفسار عن القسمة الغيبية ألتي استأثر الله 








سورة المائدة ) 427 





بهاء ولم يطلع أحذا عليهاء وأمثال هذا ما هي إلا کھانة وکھف صدرت عن أولي 
الأحلام السخيفةء الخبيثة» الناشئة من عدم الرضا بقضاء الله «ذْلِكُمْ» أي: استقسامكم 
واستخباركم من أزلامكم إفشى) خروح عمًا عليه الأمر والشروع وديدنة الجاهلية 
فعليكم أن تجتنبوا عن أمثالهاء خصوصًا طاليَوْمَ يِس» وقنط بالمرة ظَالذِينَ كَفرُوا# 
عن انصرافكم ين دينكم فلا تَحْشَؤْهُم) على غلبتهم بترك رسومهم وعاداتهم 
اخسون عن بطشي وانتقامي بترك ما مرت لکم؛ ونهيت عنه في جميع 
ويغلبكم على مخالفيكم مطلقاء ويظهر دينكم على الأديان كلها ظوَأئْمَتُ عَلَيكُمْ 
نِعْمَتِي # ظامرا وباطنا بالاستيلاء؛ والغلية على الأعداء وفمع الاراء الياطلة والأهواء 
الفاسدة بالكلية #وَ» من إتمام نعمتي عليكم أني 9رَضِيتُ4 اخترت وانتخبت لَكُمُ 
الإشلامة# الإطاعة والانقياد #ديئًا# ديدنة ومذهبًا؛ إذ لا دين عند الله إلا الا سلام. 

٠‏ وبعد كمال دينكم وإتمام النعم عليكم» وتحليل ما أحل» وتحريم ما حرم فْمَنِ 
اضأطژہ منکم فی مَحٛمَضةچ مجاعة مفرطةء ملجثة إلی تناول الجیف والمحرمات 
حال كونكم ظغَيِرَ مُتَجَانِفِ» مائل ظلإِنّْم4 ومعصيةء رخص التناول منها مقدار سد 
جوعه ظُقَإِنَ اللك٭ المصلح لأحوالكم ظعغَفُورٌغ مما صدر عنكم حين اضطراركم 
ومخمصتكم رجيم [المائدة:3] لا يؤاخذكم عليه بعدما رخص لكم. 


< تلوت ماتا یل ك قل أل لم لطبت وما عَلّدَكُم من رارج كيين 
سلون جا تك أله موا جا انسکی علیہ واء روأ سے اہ کید وتوا آل إن أ ربع 
سای © الوم یکم الت رطام الین ونوا التب جل لک وطعَامَك حل فم 


1( [كماله الدين -وقد أضافه إلى نفسه: ضونه العقيدة عن النقصان؛ وهو أنه لما أزعج قلوب 

المتعرفين لطلب توحیده آملها ٻأنوار تأييده وتسديده» حتی وضعوا النظر مَوضِعه من غیر تقصیر؛ 
وحتی وصلوا إلى كمال العرفان من غير قصورء ويقال: إكمال الدّين تحقيق القَبْولِ في المآلیء _ 
كما أن ابتداء الدّين توفي الحصول في الحال: فلولا توفيقه لم يكن للدين حصولء ولولا 
تحقيقه لم يكن للدين قبول» ويقال: إكمال الدين أنه لم يبق شيء يعلمه الحق سبحانه من 
أوصافه» وقد علمك» ويقال: إكمال الدين أن ما تقصر عنه عقلك من تعيين صفاته -على 
التفصيل- أكرمك بأن عرّفك ذلك من جهة الإخبار. [تفسير القشيري (86/2)]. 





428 سورة المائدة 5 


اکٹ یم الین وَلكصَکٹ یں ال أوڈوا التب من فلخ إذ1 نينر 


اہ رش سے 


رهن حصنین غير مسْحِينَ ولا متَحِذِىَ دان ومن ير الین مد حيط 
عمل4 وهو فى وين اتير © ¢ [المائدة :4 -0]. - 

0 اذا آي: 4 شيء من من الأشیاء المألوفة المتعارفة أجل هم 1 
أجل لَك في دينكم «الطْيبات4”' التي مضى ذكرها في أول السورة من البهائم 





(1) قال البقلى في العرائس: هذا خطاب أهل المشاهدة؛ أي: إذا وصلتم مقام المشاهدة فلا تميتوا ١‏ 
قلويكم بالمجاهدة؛ فإن المجاهدة للنفوسء والمشاهدة للقلوب؛ وإذا ظهرت المشاهدة للقلوب _ 
فلا يبقى فيها للنفوس أنْيٌ وأعلم بذلك تعالى أهل قربه الذين بلغوا مقام الأنس والبسطان ما 
يجري في قلوبھم من ذکر بدايتهم فی ترك الطسات من القوت واللباس: لپ" يجوز في هله 
المقامات الرجوع إلى البدايات: فإن هاهنا لا يليق مجاهدة النفس بهم؛ لأنهم يذوبون في روح 
الأنس ونور البقاء. وهم في ذلك عرائس الله يبيح لهم ما لا يبيح للمريدين من أكل الطيبات ١‏ 
ولبس الناعمات لبقائهم في الدنيا ولا يحترقون بواردات الوجد. ألا ترى أن سبب نزول هذه , 
الآية اجتماع آخیار الصحابة مثل: عثمان ابن مظعون؛ وأبي بكر الصديق؛ وعلي بن أبي طالب ٢‏ 
وعبد الله بن معودء وعبد الله بن عمرء وأبي ذر الغفاري» وسالم مولى حذيفة؛ والمقداد بن 
أسودء وسلمان الفارسي» ومعقل بن مقرن على ترك النساء والطيب واللحمء واختاروا صوم 
الدهرء وقيام الليل: والسياحة في الارضے والرھبانیة: ولبس المنسوج؛ ورفض الدنیا کلھا؛ 
فنهاهم الله ورسوله عن ذلك بقوله: يناجا الین اموا لا غرنُوا4. وقال لهم رسول الله 995: 
إن لأنفسكم عليكم حقاء فصوموا وأفطرواء وتوموا وناموا فإني أقوم وآنام وأصومٌ وأفطف 1 
وآكل اللحم والدسم: وآني النساء؛ ومَنْ رَعْبَ عن سني فليس ميّْي») بين ذلك ألا يجوز هل ۽ 
الحقائق والمشاهدات أن يرجعوا إلى مقام البدايات»: وتصديق هذه المعاني الآية الثانية قوله 
تعالى: ووا يما رركم آله حَلَّلاً طَيّاه الحلال ما وصل إلی المعارف من خوان الغيب بلا 
كلفةٍ إنسانيةٍء والطيب ما يوي قلبه في شوق الله وذكر جلاله بالتسرمد. 
وقال سهل في قوله: لا عرمُوام: هو الرفق بالأسباب من غير .طلب» ولا إشراف نفس» وقد 
يبدأ الرفق بالبب لأهل المعرفة على الظاهر وهم يأخذونهم من المسبب بالحقيقة» قال 
بعضهم: رزقه الذي رزقك ما هو من غير حركةٍ منك ولا استشراف؛ وهو الطلب الحلال يحلك 
محل الدعة ويطيب قلبك يتناولهء وقال الأستاذ: مما أباحه من الطيبات الاسترواح إلى نسيم 
القرب في أوطان الخلوة؛ وتحريم ذلك أن تستبدل تلك الحال بالخلطة, دون العزلة؛ والعشرة 
دون الخلوةء وذلك هر العدوان العظيم: ٠‏ والخسران المبين ذكره في تفسير قوله: لا ترما 
طَيّبّستي وقال في قوله: «وَكُوا مِمًا رَرَقَكُمُ آله حَلَدلدُ طَيَجًاه: الحلال المافي أن يأكل ما يأكل 








سورة المائدة 429 


أدوات القوائم والمخالب حال كونكم لِمُكَلْبِينَ» مؤدبين» معلمين إياهن لاصطياد 
ونه ًا عَلْمَكُمْ اله من مقتضيات العقل المفاض لكم بأنواع الحيل إيامن 

وإذا علمتموهن تَكُلُوا مما أَمْسَكْن عَلَكُم» من صيدهن حلالاً طبًا واڈگڑوا 
شح اللہ عَلَيو أي: وعليكم أن تذكروا اسم الله حين إرسال الجوارح إلى الصيد 
واوا لله أَلّا تهلوا على الصيد والذبائح» ولا تحلوها بذكر اسم الله بعدما أمركم به 
إن الله المطلع لجميع حالاتكم ريع الحساب 4 [المائدة:4] شديد العقاب لمن 
لم يمثل بأوامره» ولم يجتنب عن نواهيه. ۱ 

الْيَؤْء» أي: حين انتشر وظهر دينكم على الأديان كلها أجل لَكُم الطيباث) 
المذكور :: المحللة فيه #ق4 أيضًا ظطَعَامُ الّذِينَ أونُوا الكِتاتَ4 أي: اليهود والنصارى 
وذبائحهم طجِلُ لَك في دينكم لوَطَعَامْكُمْ4 وإطعامكم ایا جل لْهُمْ4 لأنهم من 
ذوي الملل والأديان 9و4 كذا أحل لكم طالْمُخْصَئَاتُ4 الحر اثر العفائف ظمِنَ 
المُؤْمِئَاتِ4 أي: تكاحكم إياهن (و» كذا طالْمُحْصَئَاتٌ من الذِينَ أونوا الكتّات من 
بلِکُم إِذا آتينُمُوهُنٌ أَجُورَهُنْ 4 مهورهن بلا نقص وتكسير. 

والحال آنکم طخصییئ4 محافظین علی حقوق الزوج والتكاح غير 
سافجین4 مجامرین بالزنا طولاً مُُخِذِي أَخْدَانِ»4 مستترين به طإومن يَكْفرْ منكم 
وينكر بالإيمان) وبلوازمه» وحدوده الدالة على صحته ظقَقَدْ خبط عَمَلُهُ وَهُوَ في 
الآخرة مِنَ الخَاسِرِينَ4 [المائدة:5] الذین ضلُ سعيهم في الحياة الدنياء وهم يحسبون 
أنهم یحسنون صنعًا. 


ارج قر سیر 


يتاب ایک ایکا شن کی الکو ماغی واو جوک اکم ل 





على شهوده فإن نزلت الحالة عن هذا فعلى ذكره فإن الأكل على الغفلة حرام في شريعة 

الإرادةء ولي في الحلال والحرام لطيفة» وهي أن الحلال الذي يراه العارف في خزانة القدرة» 

فیاخذ منها بوصف الرضا والنسلیم؛ والحرام ما قدر بغيره وهو يجتهد في طلبه لنفسه لقلة ظ 
عرفانه بالمحذر فی المقدر؛ وهذا العلم غير موازنٍ في العقول» وما لم يكن مرضيًا في الشريعة 

لم يكن مرضيًا في المعرفة» ولما قوي العباد بنسائم لطفه وغذّاهم من موائد قربه» ورماهم 

بشهيات نعمه» دعاهم بعد ذلك إلى طاعته وطاعة رسوله؛ لثلا يسقط عليهم آداب الحضرة 
وعلامات العبودية وظرافة الخدمة. 





المرافق امک وا مس جوأ بره وم کم وا رڪم إل الكعبين | وإن كم نبا تاه اتاد ظ 
گئ انسر ٹیڈ چ لھرازرسخ اکر ٹاہ 
ا ے صَمِيدًا طيْبا فامس ہوا ہو جو سح وایریکم مَنَة 0ھ ما یر يد الله لجع 


قحم بذ حت لاک .رڈ ملك ويل تک کی اة 
نکر 16ن [المائدة:6]. 

ثم لما بُن سبحائه ما يتعلق بمعاش عباده من الحل والحرمة؛ والزواج والنکاح 
وحسن المعاشرةء ورعاية الأداب المشروعة فيهاء أراد آن يهديهم إلى طریق الرجوع 
إلى المعاد الذي هو المبدأ بعينه؛ ليميلوا إليه» ويتوجهوا نحوه على نية التقربء إلى أن 
وصلوا واتصلواء فقال منادیا: پیا أَيُهَا الّذِينَ منوا بوحدة ذات الحقء وتنزهه عن 
وصمة الكثرة «إإِذَا فُمْئُمْ إِلَى الصّلاة» أي: إذا أردتم أن تخرجوا من بقعة الإمكان؛ 
رتميلوا نحو فضاء الوحدة متشوقين؛ متقربين لفَاظُْْوا وجوهك» أي: فعليكم أن 
تغسلوا بماء المحبة والشوقء والجذب الإلهى المحبي» المنبت لأموات الأرواح من 
أرض تعينات وجوهكم التي تلى الحق عن رين الإمكان؛ وشين الكثرة. 

ر4 طهروا «أنديكن» أى: فضّروها عن أدناس الأحذ والإعطاء من حطام 
الدنيا وأقذارها إلى المَرَافي) أي: مبالغين في تطهيرها إلى أقصى الغاية 4 بعدما 
غسلتم الوجوهء وطهرتم الأيدي ظامْسَحُوا ِرُعُوسِكُمْ4 أي: امحواء وحكوا أنانيتكم 
وهويتكم التي منها طلبكم وأدبكم ظو» امحوا أيضًا طأرْجُلْكُمْة وأتدامكم التي بها 
سلوككم وطلبكم إلى الكعْبَينٍ) إلى أن ينقطع سيركم وسلوككم بالفناء فيه ظوَإن 
كُنتُمْ4 أيها المائلون نحو الحق طجُتْبَا4 منغمسين في خبائث الإمكان وقاذوراتها 
لفَاطْهْرُوا4 فعليكم المبالغة في التطهير بالرياضات الشاقة من قطم التعلقات» وترك 
المألوفات والمشتهيات» وبالركون إلى الموت الإرادي» والخروج عن الأوصاف 
البشرية. 
«ؤإن كنم مُزضَى» من الأبرار الذين مرضوا بسموم الإمكان» ويحموم نيرانه 
وصاروا محبوسين فيه بلا قدم وإقدام «أؤ عَلَى صَفْرِ» من السالككين؛ السائرين نحو 
الحق بلا ممد «آؤ چَاءَ أَحَدٌ يَنَكُم قَن العْائط أي: رجع من التلودظ والتدنس بغلاظ 
أدناس الدنيا من جاهها و مالها ورئاستها [آؤ لاشم البّتاة) واستاكرهتموهن؛ لأنهن 

















٠ 
: خی الي 1 ان کل ا ھی‎ 8 


سورة المائدة 431 


7 

أقوى من حبائل الشيطان وشباكهاء يصرف بها أهل الإرادة عن جادة السلامة 20 
تَجِدُوا» في هذه الصورة من لدن نفوسكم وقلوبكم ظمَاءً4 شوقا إلى الحقء مطهرًا 
لخبائث نفوسکم؛ قالعًا لها مطلفّاء ومحبة صادقة مزيلة لدرن التعلقات» وجذبًا مقرطا 
من جانب الحقء مزعجًا ملجئًا إلى الفناء. 

هَيِئْمُواك أي: فعليكم أن تقصدواء وتتوجهوا طصعِيدًا طَيَبَا4 مرشدًا كاملا 
ومكملاً طاهرًا عن جميع الرذائل والآثام العائقة عن الوصول ظفَامْسَحُوا بوْجُوهِكُمْ4 
أقدام» وثرى سدته السنية؛ لعله يرشدكم إلى النجاة عن مضيق التعيينات نحو فضاء 
الذات تا بريد اله المدبر لأموركم (لِيجْعَلَ عَلَيكُم4 ويبقي فيكم 9ب خزج4 
بمنعكم عن الوصول إلى ما جبلتم لأجله «وَلكن يُرِيدُ لِيُطهَرَكم4 ويصفيكم أولا من 
التعيين وأدناسها طوَلِيْدِمَ نِعْمَتَهُ عَليكم) انیا مما لا عي رأت» ولا أذنْ سمعتء ولا 
خطر على قلب بشر طلَعَلّكُمْ تَمْكُرُونَ4 [المائدة:6] © حين تفوزون ما تفوزون. 


#20 اڏوا َة او ليخ وَمِيِكَقَهُ الى وَانْفَكم بيه إِدْ هلثم معنا 
7 ےم یہ کے سے 7 ۔ے ا بھی 
واطمنا واٹھوا الله اج الله لی بذدات الصضدور ا(یع) یتایہا اذہ ءامنوا کوٹوا قوییت 
سے ر ست 


مك الو وک یج رکم کان کور لال تق دوا آغر لواو قرب 


لقو نفا ارک ا کی یما تلوت اوعد آله لزي ءامنا ولوا 
التيكدي' م کنر وك حَظبۃ © € [لماد:7-د) 

و4 بعدما سمعتم ما سمعتم» ووعدتم من عنده ما وعدتم طاذكُروا نِعْمَة الي 
التي أنعم بها هِعَلَيِكُمْ4 وقوموا بشكرها طو» تذكروا ييقاقة الذي وَاَقَكُم به إِذ لثمي 
حين سمعتم قوله: ظألَسشْتٌ بِرَبَكُم» [الأعراف:172]: فسمغنا4 قولكء أنت ربنا 


(1) يعني: يطهركم من أحوالكم وأخلافكم وأفعالكم؛ لترجعوا إليه بحقيقة الفقر من غير تعلق بسبب ٠‏ 
من الأسباب» والطهارة على سبعة أوجه: طهارة العلم من الجهل؛ وطهارة الذكر من النسيان» 
وطهارة الطاعة من المعصيةء وطهارة اليقين من الشكء وطهارة العقل من الحمقء وطهارة الظن 
من النميمة» وطهارة الإيمان مما دونه» ولكل عقوبة طهارة: إلا عقوبة القلب؟ فإنها كسوة. 
[تفسير التستري (24/1)]. 


5-9 5 


432 0ك صورة المائدة 


أظهرتنا من العدم ظوَأَطَعْنَاب ما أمرتنا به طوعًا ظوَائّقُوا الله من نقض ميثاقه إن اله 
المطلع بالشرائر والخفايا هِعَلِيمٌ بذّاتِ الصُدُور» [المائدة:7] أي: بمكنونات صدوركم 
يجازيكم على مقتضى علمه وخبرته. ۱ 

ليا أَيهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوْامِينَ لله مستقيمين فيما أمرتم به في طريق توحيده 
شهدا حضراء مستحضرين هبالْقِسْطٍ» لحقوق آلائه الإلهية» ونعمائه الفائضة لكم 
من عندہ تفضلاً وامتنانا ولا يَجْرِمََكُمْ4 أى: ا يحملتكم ولا یبعثکم فشََان قوم4 
شدة عداوة قوم وبغضهم (ِعَلَى ألا تَعْدِلُوا4 ولا تقسنطوا قيما أنعم الله عليكم؛ بأن 
تجاوزوا عن حدود الله حين القدرة على الانتقام منهم؛ تشفيَا لصدوركم؛ بل عليكم أن 
تقسطوا فی کل الأحوال؛ سیما عند الاقتدار فاعْدِلُوا4 أیھا المنعمون بالقدرة افر 
هه آي: عدلکم فآَقزبْ لِلتقُوى» عن محارم اله والاجتناب عن منهياته (وَائقُوا 
الل المراقب لكم في جميع أحوالكم (ِإنّ الله خَبِيرٌ ما تَعْمَلُونَ» [المائدة:8] من 
مقتضيات نفوسكم وتسويلاتها. 

لوَعَدَ اله المدبر لأمور عباده طِالِْينَ آمَنُواه بتوحيده طِوَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ» 
المقربة نحوه؛ المأمورة من عنده بأن حصل لهم مغفرة لذنوبهم؛ تفضلاً وامتنانًا (و» 
مع ذلك (ِلَّهُم مُغْفِرَةٌ وَأَجْرْ عَظِيمْ» [المائدة:9] هو الفوز بشرف اللقاء. 

«وَاليِت كمَرُوا دَكَدَوا بكايجئآ أزتهلك أشحككب اجيم © باجا 
اريت اموا آڌکڙوا يمت آئو ڪَيَڪُم إذ ہم فوع آن ببسطوا لے ہم 
یدھم وکا ارت ع انا أ ال وم ) ل مس وت ا 
(المائدة:11-170]. ۹ 

بعدما وعد للمؤمنين ما وعدء أردفه بوعيد الكفار؛ جريًا على عادته المستمرة في 
دعوة عباده؛ فقال:ظوَالَّذِينَ كَفَرُوا» بتوحيدناء وأثيتوا الوجود لخيرنا؛ مكابرة وعنادًا 
وکر ا بآیَاتنا 4 الدالة على توحيدناء المنزلة على رسلنا لَأَوْلَيِكَ» البعداء المشركون 
(أضحَابُ الججيم) [المائدة:10] مصاحبوها وملازموهاء لا نجاة لهم منها أصلاً 
توغلهم وانهماكهم في الكفر والضلال. 

(يا أَبُهَا الْذِينَ ثرا قزرا نقحت اه لیکن كيف بتکم | يد العدو ذِإ 
هَمْ» تصد فقؤم من عدوكم أن ييشطوا إِلَيكُم يديهم حل كم مشغولين 











سورة المائدة 433 


بالصلاة؛ ويفاجئوكم بغتةء ويستأصلوكم مرة ظفَكَف أَیْدِيَهُم عَنكم4 بالوحي على نبيكم 
امتنانًا وتفضلاً عليكم ؤَْإوَانَقُوا الله الرقيب عليكم أن تخالفوا أمره ظوَعَلَى اللو في 
كل الأمور طِفَلْيتَوَكلٍ المُؤْمِبُونَ» [المائدة:11] الموقنون بوحدانيته وحفظه وحمايته. 


سر سبلل سے سے س 


3 ¥ و ولق قد اد آله میٹ و صق بو شال وبعننا مِٹھم اَی عشم عَكَرَئْقِييًا 
كال اهاي مڪ کين آقنُم آلسساوء اتم وء تام ٹل 


سے ني م لل سے 


وڪرڏشموهم واقرضڻم له قرسا ڪا لڪيرة عنکم سیيقتایکم 


بی 





سر یی قري کے یں 


و1 د لکم E‏ 
َد صل سوا الیل )4 [المائدة:12]. 

٠‏ ثم لمًا أراد سبحانه تقرير المؤمنين على الإيمان» وتثبيت قدمهم على جادة 
التوحيد والفرقان» استشهد عليهم تزلزل بني إسرائيل» وعدم رسوخ قدمهم في الإيمان 
والإطاعة مع أخذ الموائيق منهم على لسان نبيهم - صلوات الرحمن على نبينا وعليه - 
فقال: 9ِوَلَقَدَ أَحَدَ الله4 بلسان موسى كليم الله «مِيتَاقٌ بَنِي إِسْرَائِيلَ» أي: العهد الوثيق 
منهم بعذما خلصوا من فرعونء؛ وورثوا منه ما ورثواء واستقروا على ملك مصر و4 
ذلك آنا [بعنا , مِنْهُمُ ان عَشَرَ نُقِيبَا4 من نجبائهم ونخبائهم» من كل فرقة نقيب مسلم. 
بينهم رئاسة وجامًاء وبالجملة: كل من النقباء يولي أمر فرقته عند نبينا موسى الكيلا. 

فعھدوا آن یسیروا مع موسى إلى «أريحا» بإلشام حين أوحى إليه» فساروا إلى أن 
وصلواء وكان فيها الجبابرة الكنعانيون» فلمًا أراد موسى الت أن يفتش عن أحوالهم 
ظ ويشحص» أرسل النقباء جواسیس یتجسسون العدو؛ ولا يظهرون ما اطلعوا عليه من 
حال العدو على فرقتهم» فذهبوا وتجسسواء فلمًا رأوا العدو ذوي قوة» وأولي بأس 
شدید ھابوا مہہ وترهبواء فرجعوا إلى قومھم؛ فأخبروا لهم ما ظهر عليهم إلا قليلاً 
منهم فنقضوا العهد والميثاق. 

طوَ» مع ذلك قال الله لهم حين أمرهم: ظإنِّي مَعَكُمْ» لينصركم على عدوكم 
وأخرجهم منها: فوعزتي وجلالي طلَيِنْ أَنَمْبُمْ الشلاةً على الوجه الذي وصل إليكم 
من رسولكم «إوَآتَيكمْ الزّكَاة4 على الوجه المشروع وآمشم بِرْسْلِي 4 بلا تقريق بينهم 
9وَعَزٌْرنُهُوهَمِ4 أي: نصرتموهم في إعلاء كلمة الحق؛ وإشاعة دينه ظوَأَْرَضْكُمْ اللقه ما 
في أيديكم من. زحرفة الدنيا ظِقَرْضًا» إنفاقًا للفقراء والمساكين «حَسَئًا» بلا شوب 


الايد 


رج 


سے سے سے ا یری ےی نر کے 


434 سورة المائدۃ 


المنة والأذى لمرن عَنَكُمْ 4 أي : لأمحون عن ديوان عملكم دسَيَنَايَكن4 بأسرها 
(ولأذختكم) جزاء لإخلاصكم جات( متزهات ثلاث: هي العلم والعين والحق 
[نجري من تَحْتها الأنهار مملوءة بمياه الحقائق والمعارف فمن كم بَغذ وْلِكَ 
منکُغ 4 أي: بعدما سمع التذکیر والعظة من اللہ طِفْقَذْ ضَلُ» وفقد طِسََاءَ الشبيل» 


[المائدة:12] لا دواء لدائهء ولا رجاء لإنجائه. 

اهدنا بفضلك إلى سواء اليل 

« هّمَا تنينهم يِِكَفَهُمَ َكَهُ کلت تُوتَهْم کی وت 
الس عن رادو شا ر حا تا ردابو ولا ل طلم ع حلب مم رلک 
منم اغف عن اصح إ٥‏ اه مب المحس نیت اا وت ارت موا 
نا تصری 9 8 مسرا حلا يئا د ڪڪروا په فاضا يته 
لْمَدَاوَةَ والبخصا إل يوي القيمة وسوڪ بهم آله پا کاوا 


بص عور OS‏ [المائدة:14-13]. 

فما لقضهم مغ وبعدم وفائهم للعهود الوثيقة طِلْعَنَامُغِ» طردناهم عن 
فضاء التوحيد (وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ فَاسِيَة4 مظلمة بظلمة الإمكان إلى حيث (يُحَوَفُونَ 
الكلِم4 المثبتة في كتاب الله؛ الوعلاء كلمة التوحيد «عَن مُوَاضِعِهِة التي وضعها الحق 
«ونشوا حَظًا» نصيبًا ظيِمًا ذُِرُوا بوه أي: بالتوراة» ووعظوا عنه» وأفادوا منه (5) 
صاروا من غاية القساوة والنسيان بحيث طلا تَرَالُ تَطَلِمُ4 دائمًا مستمرًا ظِعَلَى خَالِتة 
نع تبالغ في الخيانة (إِلَا قَلِيلاً مَنْهُمْ4 وهم الذين آمنوا بكم؛ وأنصفوا على ما في 
التوراة وأظهروها طِفَامْفُ عَنْهُهنْ4 ولم يحرفوها زمانا «وَاضفْخ» وانصرف عن 
انتقامهم إلى الإحان معهم «َإِنّ اللة القادر على الانتقام ظطبُحِبٌ المخينين4 
[المائدة:13] المجاوزين عن الانتقام بعد الاقتدار عليه 


_ من الْذِينَ قَالُوا إنا لضاری؟ مدعين نصرة الدين: وإعلاء كلمة الحق 
«أغتا كما أخذنا من البھود بقع فنقضرا کما تفضرا طفنشوا4 کما نسوا 
«حَظا ما دُگِڑوا ہ4 أي: بالإنجیل المتزل علی عیسی - صلوات الرحمن عليه - 
«قَاغْرَيتا) ألقيناء وألزمنا يهم بين اليهود والنصاری؛ وهم اليعتؤبية والنسعطورية 














سورة المائدة ٌْ 435 
SS‏ ا ۱ ۱ ...ات 
والملكائية جَالْعَدَاوَة وَالْبَخْضَاء4 المستمرة «إلى يوم القَيَامَة4 بحیٹثٹ لا یصفو نفافھم 
وشقاقهم أصلاً هوَسَوْفٌ يُنَبُهُمْ الله» كلا الفریقین: أو الفرق ظيمَا كَانُوا يَضْنَعُونَ؟# 
[المائدة:14] في الدنيا من البغض والنفاق: وبما يكسبون به في الآخرة من العذاب 


والعقاب. 


ج سر ا مر سے سی مہم _ج سل کے یں ٠‏ گر ا ہی ص 

۾ اخ ايڪت نڏ جڪ شوت بب کک ڪيا ي 
سے عر؟ حر سر سرت ع سے € r‏ - 

نتم تنفورے ون الڪ تي وتعفوأ عن ڪر قد اه کم مرج 

يد رھ ۔ سے 


اه نور وڪ مہ ص 0 يَهَدِى به الله مر ابع رصوائة, سبل 
سے "اس خر ر68 ٣‏ اس م2 سی م 4 ۳ سے حر جع سے گ٤‏ سے 

أَلْسَّلت وَيحْرِجَهُم م لظت إل النور بإذئف وَيَهَدِيِهِمٌ إن صرطٍ 
ہر ساك 5ج 
سيیر )4 [المائدة:16-10]. 

(يَا أهلّ الكتاب» أي: اليهود والنصارى المجبولين على الكفر والتفاق قد 
جاک زشوأتا4 أضافه إلی نفےە؛ تعظیما وتوقیڑا یٍ4 ویظھر طلَكُمْ کٹیڑا يَما كُكُمْ 
تُخْفُونَ من الكتاب4 من أوأمره ونواهيه› وأخبارہ المتعلمة بالزمان الماضي والتی؛ 
سيما نعت خاتم الأنبياء والرسل - صلوات الله عليه وسلامه - وإنمًا يبن لحم 
المذكورات؛ لثلا يفوت منكم شيء من أمور الدين» ولا يؤخذون بها. 

لر مع ذلك (يَعُْو4 ويصفح طعن4 تبيين لكَبير4 من مخفياتكم من الكتب 
ممًا لا يترتب عليه العذاب والنكال؛ فعليكم أن تؤمنوا به» وبما جاء به من عند ربه 
لزهدائكم إلى طريق توحيده؛ إذ ظقَدْ جَاءَكُم يَنَ اللو» معه «نُورُ4” واضح ط3 هر 
كباب مُبِينٌ 4 [المائدة:15] ظاهر لائح هدايته وإرشاده. 


يدي به اله» الهادي لعباده طمن م4 منهم لرِضْوَائة4 أي: يرضى به سبل 
الشلام» أی: طريق التوحيد الموصلة إلى سلامة الوحدة المسماة عنده بدار السلام 





(1) أراد نور المعرفة بلا واسطةٍ ولا تصنع. وأيضًا: نوره الذي يتجنّى به من وجود الأنبياء والأولياء 
لأبصار الناظرين» وشاهد ذلك النور ما جاء في كتابه من بيان مقامات الصديقين؛ قد جاء الثور 
منه جمعاء وجاء الكتاب تفرقة ظاهرةً في شهادته على مَنْ له من اللہ ور والنور رالكتاب صفتان 
من صفات الأذل ظهر لجذب السالكين إلى الله. قيل: كشف عن أسراركم غطاء الوحشة؛ 
وألبسكم لباس الأنس. قال بعضهم: بعناية الأزل وصلتم إلى نور الكتاب المبين ونور التوحيد. 





436 سورة المالدة 


ووَيُخْرِجُهم4 أي: المتبعين رضوانه من الظُلْمَاتِ4 ظلمة العدم» وظلمة الإمكان 
وظلمة التعينات إلى الور أي: الوجود البحتٌ؛ الخالص عن شوب الظلمة؛ إذ هو 
نور على نورء يهدي الله لنوره من يشاء من أهل العنايةء وإنما یخرجھم طيإذنه4 
وتوفيقه: وجذب من جانبه طو» بالجملة: يَهْدِيهمْ4 أن سبق لهم العتاية منه (إِلَى 
صِرَاطٍ مُسْتَقِيم4 [المائدة:16] موصل إلى توحيده. 


2 َد کر الب قالوا إنَ الله هو ألْمَسِيمُ بن ریم قُل من 


جتيدف ين أله كيتات اذك يريرك التي أزنب مزيم وأكف تكن ف 
:ع سے لھ ب ر ۶ یی ایی ای ایی اس ا سے کک ای ل ررر 
لي ِيَأ وي ُلدف الكموت وَالْرْض مامتها ج مت وله 


ڪل کل تو ديد )وات الهو وَألتصسرئ عَرَنٌ كوا اله وآبوْم ل لم 
نیکم ہذویکم بل ار بَكیَمَنْ خَلی يعر لمن اه وہ موس َي مَك 
لوت وا رض و مانا وله الْمصِير 42 [المائدة:18-17]. 

(لقذ كَفْر4 وأعرض عن الحق» ولم يعرف حق قدره الین بالغوا في وصف 
عيسى الناة. وغالوا فيه إلى أن «قَالوا على سبيل الحصر: «إن الد المتجلي في 
الآفاق ظِهُوَ المَسِبِحُ ابْنُ مَرْيَمَ فل لهم يا أكمل الرسل تبكيئًا لهم وإلزامًا: 7 
ينلك) یذقع ویمنع ومن الله و شیثاگہ من مراداته ومقدوراته ورن آزاد أن يُهْلِكَ» أي: 
يبي على الهلاك الأصلي. والفناء الجبلي الا مل من ظله؛ ورش من نورہ ظإالْمَِیخ 
ابن مریم َم ومن في الأزض سس لا يبالي الله به وبهم؛ إذ وله المنزه عن 
الأكوان مطلقًا ملك الشُمَوات رالأزض وَمَا بَيْنَهُمَا) متصرف فيها حسب إرادته 
واختياره إيجادًا وإعدامًا «يَخُلْقُ»4 ويظهر ما ياء بلطفه» ويعدم ويخفي ما يشاء 
بقهره وال المتصف بجميع أوصاف الكمال ظعَلَى كُلِ شَْءِ4 مقدر إرادتہ طفَدِبر4 
[المائدة : ]| لا تف تمتر قلرتهء ولا تنت تنتهي إرادته ومشيثته. 

۱وفَالّتِ اليَهُودُ وَالنْصَارَى4 من غاية مبالغتهم؛ وغلوهم في حق عيسى وعزير,- 
عليهما السلام - : وحن أَنْنَاءُ اہ إذ تعبد تبيه <وَاحِبَاؤة» إذ نحبھماء وھما محبوباہ 
کل لهم يا أكمل الرسل: فلع يعَيكُم لله بدنُويكُم) إن كتنم صامقين في هله 


الدعوة» يعذبكم في الدنيا بالقتل والسبي والإجلاء» وضرب الذلة واللد 


















سورة المائدة ) 437 


الآخرة بأضعاف ما في الدنيا وآلافهاء فعليكم ألا تغلوا : فی دینکم ونبیکم؛ + ولا تفتروا 
على الله الكذب. 


بل أشم) ونبيكم أيصًا طشر ممن أي: من جنس ما َل الله بقدرته 
وأظهره حسب إرادثه؛ فله التصرف فيكم وفيهم يعفر لمن يَشاءٌ4 تفضلا وامتنانًا 
لِوَيُعَذتُ من يَنَاءُ» عدلاً وانتقامًا «وَ» اعلموا أن هلله مُلِكُ الْسَمَوَاتِ وَالأَرْضٍ وما 
َتِنَهُمَا يتصرف فيها كيف يشاء إرادة واختيارًا ظوَإِلْيد4 لا إلى غيره ظالمَصِيرُ# 
|المائدة:18] والرجع؛ إذ الكل منه بدأء وإليه يعود. 





و یناہ لال تپ م جه رک عو نژز یڑ رسل أن تقولواً ما اها 
من جير ولا ندر قد جاه بر وزی واه ی کل گن ويي ك د قَال موسیٰ 


لِکوییہ یکو اذ گروانِممة اللہ علیکم إِد جعل فیک أبس وج ر 
ما لم دو وت ادا من مامي 6ت 9 لارض المفذدسھ وی 


عب 


رمدو عق آدیا رِف ْيَأ كين (©40 [المائدة:21-19]. 


یا ال الكِتاب 4 لا تغتروا في أمور دينكمء ولا تضعفوا فيها؛ إذ ظقَدْ جَاءَكُمْ 
رشولا) الموعود في كتابكم لبن لم4 أمور دينكم حال كونه ظعَلى قثرة4 انقطاع 
وحي من الژشل٭ وإنما أرسلناه؛ كراهة وان تَقُولُوا4 وتعتذروا حين وهن دينكم 
وضعف یقینکم: نا جَاءَنَا مِنْ بَشِير وَلاً نَدِير4 حتى يصلح أمور ديننا طفْقَدُ جَاءكم 
بَشِيرٌ وَنَِير» لئلا تعتذروا على ما تقتصرون فیه» فکذبوه» ولم يقبلوا ما جاء به من 
رار الدین والإيمان «والله4» المجازي لكم على كل شيء) من أنواع الجزاء 
فيز [المائدة:19] يجازيكم على مقتضى قدرته. 


4 اذكروا «إذ ال مُوسَى لِقَوْمِهِ# وهم أسللاف لكم وآباؤكم حين أراد أن 
يذكرهم نعم الله التي أنعمها عليهم؛ ليقوموا بشكرها: «يَا قوم اذْكُرُوا نِعْمّة الله عَليك4 
تفضلاً وامتنانا «إِذْ جَعَلٌ فيكم منم «أنبيَاة» يرشدونكمء ويهدونكم إلى طريق 
التوحيد «وَجَعْلَكُم مُلُوكًا4 متصرفين في أقطار الأرض وَآتاكم» من الخوارق 
والإرهاصات من فلق البحرء وظل الغمام: وسقي الحجرء ونزول المن والسلوى وغير 


ذلك طما لَم يُوْتِ أحَدَا مْنَ العَالَمِينَ4 [المائدة:20] 2 حين ظهوركم واستیلائکے. 

ليا قوم ادْخُلُوا الأرْض المْقّدْسَة4 المطهرة عن شوائب الفتن طالَتي كَنْبَ الله 
والأصفياء» فعليكم أن تقبلو! إليها تاركين ديار العمالقة والفراعنة التي هي محل الجور 
على آذباركم) خوفا من الجبابرة. 

قيل: لما سمعوا أوصاف جبابرة كنعان من نقبائهم خافواء واستوحشوا وفزعوا 
وقالوا: ليتنا نرد على أعقابناء تعالوا ننصب رأسًا ینصرف بنا إلی مصر؛ إذ موتنا فيها 
خير من الحياة وموضع آخرء فارتدوا ظفْتَنْقَلِبُوا حَاسِرِينَ4 [المائدة:21] خسرانًا عظيمًا 
في الدنيا تائهين حائرين» وفي الأخرى خاسرين خائيين. 

ےس رو ہو ہے 1 راک حر ہے کی سس کے “رسي سے ۳ 1[ 

$ قالوا يلمومع إن فا قوما با ونا لن لھا ححق بر جوا مھسا کان 
رجا نا نّا دلوت 7 کال لان وم الین یکاہ ورک اقم اک اکا 
ادحُلوا عم الاک بدا د لشم وء یاک خوت ول اهو فووا إن كم مي 
() الوا موی إت کن تھا ہنا ما اموا فیا اذهب امت ورک مص إنَا 
هتا قوذو ت4 [المائدة:24-22]. 

هِقَالُوا يا وى على صورة الاعتذارء وإظهار العجز وعدم الإقدار؛ وما هي 
إلا من عدم تثبتهم على الإيمان؛ وعدم رسوخهم في مقتضياته؛ وعدم وثوقهم بنصر الله 
يتأتى مقاومتهم ومقاتلتهم «و» بالجملة: (ِإِنّا لّن نُدُْلَهَا حَتَّى يَخْرْجُوا مِنْهَاك بقتالٍ أو 
غيره «فإن يَخْرْجُوا مِنْهَا4 على أي وجه طفَإِنًا دَاخِلُونَ4 [المائدة:22] إذ لا طاقة ولا 








(1) قال ابن عجييبة: جعل منكم ملوئاء وقد تكائر فيهم الملوك تكاثر الأنبياء» فكان كل نبي معه ملك 
ينقد أحكامه. فكانت دار النبوة ودار المملكة معلومة: يخلف بعضهم بعضًا في البوة والملك» 
استمر ذلك لھم؛ حتی قتلوا یحبی: وھموا بقتل عیسی: فنزع الله منهم الملك؛ وأنزل عليهم الذل 
والهوان» وقيل: لما كانوا مملوكين في أيدي القبطء فأنقذهم الل وجعلهم مالكيل لأنفسھم؛: 
سماهم ملوكا [اليحر المديد (49/2)]. 








سوو ة المائدة 439 


سه اا اشم 
قذرة ا معهم. 
قال رَجُلانِ مى الّذِينَ يَحَافُونَ4 من قهر الله وغضبه؛ سیما بعد ورود أمره؛ إذ 
هما من آهل الوثوق بنصر الله وإنجاز وعده؛ إذ انعم الله عَلَيْهِمَا4 بالإيمان والإذعان 
بلدهم»ء .وقربوهم إلى حيث بضطرون ویخنقون من جسامتھم؛ وضیق مكانهم ظفَإدا 
دَخَلْتْمُوةُ4 على هذا الوجه فِفَنكُم غَالِيُونَ4 غانمون طوَعَلَى الله فئركلوا إن كنم 
مُؤْمِنِينَ» [المائدة:23] ”". ْ 
والإخلاصء ومناقضة العهود والمواثيق: يا مُوسى) لا تحیّلنا ما لا طاقة لنا بە طإإنا 
نن نُدْخُلَهَا أَبَدَا ما اموا فِيهَا4 وإن شئت طفَاذْهَبْ أنْتَ4 أيها الداعي فوَرَبِك* الذي 
دعوتنا إليه» واذعيت الإعانة والانتصار منه «فقاتلا» مع العدو «ْإِنًا هَاهُنًا فَاعِدُونَ4 
[المائدة:24] منتظرون إلى أن يظهر الأمر. 
سا سے ا کچ کے و ے> ہہ لخ روجو ع عرص ت سے ا أ ہی ا 
2 ال رفي ل آمك إلا نقسى وآخى فأفرق بيا وب الْمَو الفْنسِقِينَ 
سے ہے س ود سس قز س کل ع تر > م - مر س س م سے ٠‏ یا جک سح کے لخت ل ل 
قال فإٹھا حرمة علہم رَيَعِينَ سَنَة یتبھوت ق الارضِ فلا تاس عل الغوو 
الكَے يک (ع) ٭ اتل علوم تا اتی ادم والح إذ قربا فربا مل ون اَحَدهِعًا 
رس سسحت عر سوج عه A EAS E E RAE‏ 
وبل ماكر ل لكك هال إنَمايَعَبّل الہ مِرَالَمَلَينَ رع & [المائدة:20- 
7. 


(1) أي: ينبغي للمؤمن أن يتوكل على الله» فإن قُيَرَ أن واحدًا منهم لا يتوكل؛ فلا يخرج به ذلك عن 
الإيمان» كذلك من لم ينته عن الفحشاء والمنكر؛ فليست تخرج صلاته عن كونها صلاة» ويقال: 
بل الصلاةٌ الحقيقية ما تكون ناهيةً لصاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ فإن لم يكن من العبد انتها" 
فالصلاةٌ ناهيةٌ على معتى ورود الزواجر على قلبه بألا يفعل» ولكته يُصِدٌ ولا يطيع تلك الخواطرء 
ويقال: بل الصلاة الحقيقية ما تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ فإن كان - وإلا فصورة 
الصلاة لا حقيقتهاء ويقال: الفحشاء هي الدنياء والمنكر هو التفس» ويقال: الفحشاء هي 
المعاصي؛ والمنكر هو الحظوظء ويقال: الفحشاء الأعمال؛: والمنكر حسبان النجاة بهاء وقيل: 
ملاحظتُه الأعواض عليهاء والسرور والفرح بمدح الناس لهاء ويقال: الفحشاء رؤيتهاء والمنكر 
طلب الیوض علیھا [تفسیر القشیري .])1٥3/6(‏ 


440 سورة المائدة 


«قال4 موسى آيساء متحيرّاء بانّا شكواه مع ربه: ظرَبٌ إِبِي لا آنلك4 ولا أثق 
لامتثال أمرك رلا نمسي 7 اف بَيْتَنَا وَبَيْنَ القَؤْم الفَاسِقِينَ4 [المائدة:25] 
الخارجين عن مقتضى أمرك؛ التارکین الامتثال به؛ من عدم وثوقهم بإعانتك وتأييدك. 

ولما سمع سبحانه من موسى ما سمع من بث الشكوىء وكان حالهم وصلاحهم 
معلومة عنده سبحانه قال فَإِنْهَا4 أي: الأرض المقدسة همُحَوْمَة عَلَيْهِمْ)4 مدة لأَرْبْعِينٌ 
ئة خض هذا العدد؛ لأنهم لما أعادوا نفوسهم يعدم امتثال أمر اللہ والاستھزاء به 
وبرسوله إلى ما هم عليه قبل إيمانهم» والإيمان ما يكمل غالبا إلا بعد الاربعين» لذلك 
خض هذه المدة؛ لمجازاتهم ومجاهداتهم: لیکملوا الایمان: وهم بعدما ارتدوا من 
الشام وتوجهوا إلى المصر («تَِيهُونَ فِي الأزض4 المقدسة بستة فراسخ تائهين؛ 
حائرین: مذبذيين لا إلى مصر ولا إلى الشام في تلك المدة وموسى سار معهم فيهاء 
يرشدهم إلى أن يخرجهم من الضلال الصوري والمعنوي. 

ثم لما رأى موسى اضطراب قومه وحزنهم وقلقهم واضطرارهم؛ رحمهم؛ وندم 
عمًا دعا عليهم» على مقتضى شفقة النبوة ومرحمته؛ لذلك رد الله عليه بقوله: فلا 
نأض أي: لا تحزن أيها النبي الشاكي على القَؤْم الفَاسِقِينَ4 [المائدة:26] الخارجين 
عن مقتضی التصدیق والإيمان. ۱ 

(وائل) يا أكمل الرسل «عَليهم) آي: على من اتبعك من المومنين تا اني 
آذم) أي: قصة فابيل وهابيل واختلافهما ونزاعهما وقربانهماء وقتل قابيل هابيل؛ 
لیعتبروا ويتنبهوا من قصتهما على ما هو الأقوم من السبیل؛ والأليق بحال المؤمن من 

حسن المعاشرۃة والمصاحبة مع الإخوان؛ ورعاية الغبطة» والتصبر علی البلیة والمحنة 
وإِن آدی إلی بذل المهجة والإخلاص مع الله في جميع الأحوال» تلاوة متلبسة 
هِبِالْحَقٌ»4 مطابقة للواقع موافقة لما في الكتب السالفة. 

وذلك أنهما تنازعا في تزويح كل منهما توءمة الآخر على ما هو شرع أبيهم: 
فال قابيل: توءمتي أحسن صورة من توءمتكء أنا أحق بتزويجها منكء فترافعا إلى 
أبيهما فأمر هما بالقربان المقرب إلى الله؛ اذكر «إِذْ قَرَيَا قُوْبَانَا4 بإذن أبيهماء كل واحد 
منهما على مقتضى إخلاصهما مع الہ وكان قابيل صاحب زرع؛ قرب مقدارًا من أردأ 
قمحهء وهابيل صاحب ضرع؛ قرب شاة سمينة حسناء بل بن أحدجتا4 وهو هابيل 
ولم يبل مِنَ الآخري. 














سورة المائدة 441 


وعلامة القبول حینئذ أنه تنزل نار من السماءء وتأكل ما يتقربون به؛ فأخذا 
قربانهما وذهبا إلى جبل فطرحا عليهہ وانتظرا القبولء فنزلت نار فأكلت قربان هابيل» 
ولم تأكل قربان أخيه» فاشتد سخطه وغضبه على آخیه» وزاد حسدہ بقبول الله قربانه 
لقال لأقْثلَئك ہہ البنة؛ إذ ظھر مزيتك عليء وفضلك عند الله مني» وبذلك نمتخر 
وتتفوق علي بين الناس لقال هابيل: يا أخيء ما لي في هذا التقرب إلا الإخلاص 
والرجوع إلى الله والإطاعة والانقياد لأمره والاجتناب والتحرز عن سخطه وغضبه بلا 
غرض نفساني ومیل شهوانيء فتقبل مني بفضله ولطفه ظإِنْمَا يمَبل الله أي: ما يتقبل 
المطلع لسرائر عباده أعمالهم التي يتقربون بها إلى الله إلا مِنّ المتْقِينَ 4 [المائدة:27] 
المتقربين إليه بين طرفي الخوف والرجاءء المخلصين فيما جاءوا به حالصا لوجهه 
الكريم» بلا ميل إلى ما تهوى نفوسهم. 

لين یت کے ی )یک لفك إن حاف اله رب 


سط يد 


لی © ال أي وا بای یو رن اکب ار وکا یف جروا 
گی ت َل ّيه مَل اصح م یریت )بعت اه 


عي ب یبحث ق الارض اريم کیف بوارى سوءة كي 6 سک اع اعحرت ت أن اکن 
لا و من التددمِينَ ر۲39 [المائدة:31-28]. 


ثم أقسم هابيل بعدما أوعده قابيل القتل: والله ظلَئْن بَسَطْتّ إِلْيْ يَدَك4 من إفراط 
غيظك وغضبك» وشؤم إمارة نفسك طلتَمَتُلَبِي4 ظلمًا بلا رخصة شرعية؛ بل عن 
محض عناد ومكابرة 8 نا بباسطٍ يَدِيَ يك لدفع صولتك عن نفسيء أو 
«لأنثلكَ»4 على مقتضى أمارتي «إِنِي آخاف الله رَتٌ العَالْمِينَ» [المائدة:28] من 
يب؛ لمجرد دفع الصائل ولا أخاف على نفسي من القتل؛ إذ الشهداء المقتولون 

ظلما احیاء عند ربھم ترزقونہ فرحين بها آتاهم الله من فضله. 
طإِنّي4 من غاية إشفاقي وإعطافي معك يا أخي «أرِيدٌ أن تبوء» أي: لأن تذهب 
وترجع إلى الله يإثيي) آي: بإئمك المنسوب إلى قنلي وإئمك) الذي كنت فيه 
وکو نَّ مِنْ حاب النّارٍ» عند الله بهذا الظلم هِوَذَّلِكَ جَرَاءُ الظّالِمِين4 [المائدة:29] 

عنٰلم. 


442 0 صورةالمالدة 


ففَطوعَتْ له نے آي: هيجت حسده إلى أن طوعت» وأرضت نفسه وشل 
أخيه تفَتَلهُ ظلمًا ہلا مدافعة منه كمأ شرط› فندم دفعة (تاضبح» وصار من 
الْمخَاسِرِ ين [المائدة:30] خسرانًا عظيمًا في الدنيا والآخرة: فتحيّر في دفعه وإخفائه؛ إذ 
أروح وأنتن. 

طفْبَعَتَ اللة» إعلامًا له ظِعُرَابَا4 فقتل غرابًا من جنسه أراد أن يدفعه يبحت في 
الأزض 4 بمنقاره ورجله طليرِيَُ كيف يُوَارِي4 ويستر ظسَؤْءَة أخيهدة أي: جثته وجسده 
التي يسوء قال قابيل متحسزا: متحزناء قلقاء حائرًا: (يَا وَيْلَتَى4 يا هلكتي أحضري 
(أعَجَزْثُ وعزلت عن مةء مقتضى العقل؛ ٠‏ وعن الاهتداء به إلى حيث أن أكون مغل هذا 
الغراب) المتعزل عن العقل والادراٹ بل متابعا له متلمذا شيك ِفَأرَارِي سؤوءة E‏ 
ا من الْنادِمِينَ © [المائدة:31] ندامة مؤبدة بحيث لا يضحك مدة حاته أصلة 
وعاش مدة مائة سنة؛ واسوڈ لونە إلی حیث لم يُعرف. 

ومن آجل ذلك كينا عل بن إسرويل أنه من قَسَلَ تفسا غير نمس أو 
مسار فى ا لاض مس اکتا عتما اتا اا الاس 
یما وَلقَذ بے تھم ژشلم الکن مد إن كينا َنم بعد کیلک فى لض 
لمسرفورے )کنا سی ارون الله ورس اس أن 
یفکلوا و 7 2 عَم أَيَدٍ يهم ۲ بے ھ۶ من خلا ف أو ينفو 

لَازضِ تلاک للك لر حر NAS:‏ ہوسا اگ 1 ] سن [المائدة: 

اسم 

من أجل دَلِك) وبسبب وقوعه بين بني آدم كَتبنا4 فبا وألزمنا (عَلَى يني 
إشرائيل آنه قن فل نفا بغر نفيں) أي: بلا قصاص شرعي «أؤ فَسَادٍ في الأزض» 
مر خض » مو چ لقتله من شرل وبغي؛ وقطع طريق وغیر ذلك من القسادات العامة 
الساریة ضڑھا وشرّها طفَكَانْمَا قَتَلَ الا جَمِيعًا» إذ كل فرد من أفراد الإنسان 
صستجمع لکمالات الجميع لسسعية ة قليه؛ وعلو شرتیت4؛ واستعدادہ وقائلته لمظهرية الحق 
وخلافتہ فكان قتله قتل الحميع. 








سورة المائدة 443 


هِوَمَن أخياها4 خلضّها وأنجاها من المهلكة والمتلفة کان آخيا الئاس 
جَمِيعًا4 على الوجه المذكور و بعدما قضينا عليهم (ِلَقَدْ جَاءَنَْهُمْ رُسُلْنَا4 تأكيدًا 
وتشدیدا طبالیيناتِ4 الدالة على عظم جریمة القتل عند اللہ وعظم اکال المترتب 
عليها في الآخرة ثم إن كيرا مَنْهُم بَعْدَ ذلك في الأزض التشديد ٠‏ والتأكيد 
ِلَمُسْرِفُونَ4 [المائدة:32] على أنفسهم بالقتل بلا رخصة شرعية من غير مبالاة 
بالآيات والبینات. 

اما جَرَاء اللي يُحَارِبُونَ الله ويقابلون له بعدم الامتثال لأمرهء والانقياد 
لشرعه وَرَسُولَةُ4 بتكذيبه وتكذيب مااجاء به من عند ربه؛ والقتال معه ومع من تابعه 
و4 مع ذلك فیسَعَؤن فی الأزضں مُسَاذا4 مفسدین بأنواع المسادات الساري ضررها 
في أقطار الأرض «أن يلوا حيث وجدوا دفعة ة «أؤ يُصَلْبُوا4 أحياء؛ ليعتبر منهم من 
ہس ید ٠‏ نم يُقتل على أفظع وجه وأقبحه. 

(أؤ تُقَطْمَ أَئدِيهغ وَأرْجْلهُم مَنْ خلاف4 متبادلتين؛ ليعيشوا بين الناس على هذا 
الوجهء ولينزجر منهم نفوس أهل الأهوية الفاسدة «أؤ يُنقَوَا مِنَ الأزض) إلى حيث 
يؤمن من شرورهم ظذَْلِكَ» المذ ر طلَّهُمْ خَزيّ» تذليل وتفضيح طافِي الدَّنيَا وَلْهُمْ في 
الآخِرَةٍ عَذَابٌ حظبة [المائدة:3 3] طرد وتبعيد عن مرتبة أهل التوحيد. 


یمک کیام کیک تی کی ااا عور جيم 


رع تأيه الست >امثوا د برا إل وة وَجَله دوا في سيلو 
مڪ نيحورت O‏ کیا لر آ ےلوہ تان آلأرض جیما وف 


مھ لبقتو پو من عداپ بَزر الد نا فک مه َك عَدَابُ أليد © 


یثوت آن جوا ِن لار وما شم رہیت نبا ر ت © ٩‏ 
[المائدة:37-34]. ظ 

ورا الْذِينَ ثائوا» ورجعوا إلى الله عمًا كانوا عليه مخلصین؛ نادمين» خائفين من 
بطشہ راجین من عقوه وجودہ ومن قبل ان تَقَدِرُوا عَلَيِْهۂ4 أي: غرماؤھم؛ وتأخذوهم 
مطالبين القصاص عنهم؛ يسقط عنهم حق الله بالتوبة إن أخلصوا فیھا طفَاعْلَمُوا أيها 
المؤمنون إن الله الموفق لھم علی التوبة شور لهم يغفر ذنوبهم رجيم 
[المائدة 1 يقبل توبتهم. آ 


444 سورة المائدة 


پیا أبُھا الْذِينَ أمَنُوا مقتضى إيمانكم التقوى عن محارم الله اموا اللة4 عن 
ارتكاب ما حرم عليكم» ونهاكم عنه طوَابْتَمُوا4 واطلبوا ؤِإِلئِهِ الوسِيلَة4المقربة إلى 
ذاته لتتوسلوا به إلى توحيده ظوَجَاهِدُوا في سَبِيلِهِ4 لقطع العلائق» ورفع الموانع مع 
القوى البشرية الشاغلة عن التوجه نحوه طلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ4 [المائدة:35] تفوزون 


بمضاء توحيده؛ وصفاء تجريله وتمريله. 
ثم قال سبحانه على مقتضى ستته من تعقب الوعد بالوعید: إن الْلِينْ كَفْروا4 
7 3 یر 





بتوحید اللہ وأصرُوا على ما هم عليه من الكفر والشقاق (لَؤْ6 تحقق وثبت «أنْ لَهُم 4‏ 


ملك ما في الأزض4 من الزخارف والكنوز هجَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ4 بل أضعاف أمثاله 
يدوا 7 فدية» ويخلصوا «مِنْ عذاب يَوْم القَيّامة4 ونكالها المترتبة تبة على كفرهم 
ما تُْبَلَ مِنْهُمْ» لعظم جرمهم وإصرارهم عليه» بل وَلَهْم) فيها طِعَذَابٌ أَلیعمپ 
[المائدة: 6 3] مؤبد؛ لا يرجى نجاتهم أصلة. 
يریڈون4 متمنيًا «أن خُرْجُوا من الئار و الحال أنه ما هُم بخارجين مِنْها) 
لاستحالة الخروج من ذلك لزوم النكال طوَلَهُعْ عَذَابٌ مُفِيمَ» [المائدة:37] دائم؛ 
متجدد متلون؛ لثلا یعتادوا بنوع منه. 
۶ 


2 والکارق والسارقة فاقط موا اید یھ ما جرا ہما کسبا نکللا من کو واه ر 


رس ي ار عفور ر گ۶ 


کک اتر لي ات هك ايه عولد لله فور حم 
59 ألم تلم أن أنه َك مز الوب وَالْأَرْضٍ يُعَذْبٌ من يَمَلهُ ويطفر لمن 3ه 
رامل ڪل د شیو فَيیر سرت [المائدة:40-38]. 

«وَالشارق4 المتجاوز عن حتذدود اللہ (والشارفة4 المتجاورة عنها «ناقطغوا» 
أيها الحكام «ِأْيْدِيَهُمَا4 أي: يمينهما إن أخرجا المسروق من الحرز التعارف «جَرَاءً 
ِا کنیا معهما طنكَالاً4 عقوبة وتعذيبًا هيَنَ الدع لتصرفهم في ملك الغير «والة4 
المتصرف المستقل في ملكه وغزیرًہ غالب قامر على الانتقام «خكيةة [المائدة:38] 
من في مقذاره و لعسسيلةه. 

فتن تاب4 ورجع إلی الله مخلصّاء خاتفًا ومن بد ظ 
حدود الله «وَأضلح» بالتوبة ما أفسد على نفسه من منجاوزة 






وخروجه عن 


اله قن اھ4 











سورة المائدة 445 


المصلح لأحوال عباده «يَتُوبُ عَلَيِهِ» ويقبل توبته بعدما وفقه إن اللہ المیسر لامور 
عباده «غَفُورَ4 لذنوبهم رجي [المائدة:39] لهم بعدما رجعوا إليه» راجين عفوه. 

ألم تغلب أيها الداعي للخلق إلى الحق «أنَّ الله» المتوحدء المستقل 
بالألوهية والتصرف ظلَّهُ ملك التَمَوَاتِ4» من الكائنات والفاسدات «إوالأزض 4 وما 
يتكون عليهاء وكذا ما بينهما من بدائع الكوائن طيُعَدِّبُ مَن يَشَاءُ» من أهل التكاليف 
على ما صدر عنهم من الجرائم؛ عدلاً منه ظوَيَغْفِرُ لِمَن يَنَاءُ4 فضلاً منه طواللة4 
المتصرف بالاستقلال فى ملكه «عَلَى كل شيء4 من الإنعام والانتقام «قَدِيرٌ»4 
[المائدة:40] له الإرادة والاختيار» يفعل ما بشاء ويحكم ما یرید. 


< + ييه نسو لكا يربك اليرت مروت ف اکر ی آرت الوا 


سے ہی لر سا ١١‏ سے سس > E AA AA f‏ سے ا 4 تفولون > 
سلعورے لقوم ءاخرین لم ياتوك + رَفُونَ الك مِنْ بعد مواضع !4 - يفولون إن 
سے گی خی سے ہجو شس سے ٣ے‏ حم سی 


وتر مدا دو إن ل وو درا ومن رد أل َة ُن ملک لوت 
الوا ازکھ ت ال کرد ان آن لھ رفو کیم التبا حك لهف 
الف رو عدا عطي © 4 [المائدة:41]. 
پیا اھ الوَسُولُ4 المبعوث بالحق على كافة الخلق بشيرًا ونذيرًا لا يَحْزُنكَ4 
صنيع الفرق لالْذِينَ يُسَارِعُونَ في الكفر» أي: يسرعون إليه عند الفرصة؛ لكون جبلتهم 
عليه وميلهم بالطبع نحوہ مِنَ» المداهنين المنافقين طالَّذِينَ قَالُوا4 حفظا لدمائهم 
وأموالهم: «آمئا4 قولاً مجردًا (ِبِْفُْواهِهم » الحال أنه ظلْمْ تُؤْمِن» ولم تذعن 
لوبهم بل ختم عليها بالكفر. 
إو علامة كفرهم أنهم من غاية نفاقهم معك ومع من تبعك ؤمِنّ الَذِينَ هَادُوا 
سَمَاعُونَ لِلَكَذِب» أي: للكذب المفترى بالتورية» بأنك لست النبي الموعود فيها 
ومصدقون لها من الذين هادواء قدم الاختصاص؛ إذ لا مصاحبة للمنافقين مع المؤمنين 
خصوصًا في خلواتهم: بل مع أحبار اليهود» وهم من أعدى عدوك» وأشدهم غيظا 
وغشائرهم؛ ليضلوهم عن طريق الحق» ومن لم يؤمن لك يميلون بقلوبهم إلى الإيمان 


446 سورة المائدة ظ 


لیقعدوھم؛ وليصرفوهم عمًا نووا في نفوسهم؛ وكيف لا يكون أحبار اليهود من أعدى 
عدوك يا أكمل الرسل» وهم من غاية بغضهم معك (ِلَم يَأنُوكَ4؟. 

ومع عدم إتيانهم (يْحرفون) ويغيرون «الكَلم المنزلة في التوراة بيان بعثتك 
ووصفك وحليتك» ومنشأتك وحسيك ونسبك وعلو شان ووضوح برهانك 
وتكملتك أمر النبوة والرسالة؛ ونسخك جميع الأديان همِنْ بَعْدِ4 كونه مثبنّا عن 
(مَواضجه) بوضع إلهي» وهم أيضًا من غاية بغضهم معك (تَقُولُونَ4 لإخوانهم حينما 
حكموك في أمر؛ لشهرة أمانتك» ووثوقهم برأيك وعزيمتك في قطع الخصومات: إن 
آرتیئ4 وحكمتم طبق طهَذَاة أي: المحرف طقَحُذُوهُ4 واقبلوہ وامضوا عليه 
وارضوا به ون ل تۆت موافمًا لە ففَاخْدَرُوا منه. وأعرضوا عنه. 

ثم قال سبحانه؛ تسلية لرسول الله &3: ومن برد الله فة4 كفره وظلمته 
وفساوته «فلن تملك له من الله شيا أؤتبك» المعداء عن نهج الرشاد من الكافرين 
«الذِين لم ُرد الل ولم يتعلق مشيئته وان يُطْهَرَ تُلَونَهُم> من خباثة الكفر والشرك 
Hj:‏ في الڈُنیا خزي4 هوان وصغار وجزية وذلة ومسكنة طوَلھُم في الآخرة عَذَابٌ 
عَظِيمْ 4 [المائدة:41] هو الخلود في نار الحرمان عن مرتبة الإنسان. 


« ستشوت للکزې أكون للحت بان جا اموك احم يته بی أ 
عنم إن عرس َنم کان يصو يع وَإِنْ حَكْسَتٌ ا 
الو ال صلی( وق کوک تھ رد نچا خم قو شر توت 


یی سے 


مب د ذَلِك وَمَآ وك بالمؤمنيت 0 4 [المائدة:43-42]. 

وما هو إلا أنهم «سَمَاعُونَ ز لِلکَذِ بی المذكورء معتقدون صدقها ومطابقتها 
للواقع ومسمعونهم أيضاء وهم! أي: الأحبار <أكَالونَ للخت آي: الحرام الذين 
يرتشون منهم؛ يسبب تحريفهم نعتك يا أكمل الرسل من كتابهم؟؛ لتبقى رئاستهم 
چھم۔ فاعرض عنهم وعن إيمانهم «قإن جَاءُوكَ4 ليحكموكك؛ إن شش شعت «إفاخكم 
َِنھم آز أغرض عَنْهُنِة وعن حکمھم؛ فلك الخيار. ۱ 

طر4 لا تبال بهم وبعداوتهم إن تغرض َنْهُمْ 4 فإنهم وإب عادو 4 أشد علاوة 
وبغضا فلن يَضْدُوكَ شيئا4 ` من المکروہ: فإن الله یعصمك ویک 
لوَإِنْ حَكَمت فَاحكُم يَتِنَهُم بالْقِسطظِ» والعدل الذي هو آمر الحق و: 


















سورة المائدة 447 


۱ ۃ ۰ 2 
الچ المستوي باسم الرحمن على عروش الذرائر معتدلاً بلا تفاوت يجب 
المُقْسِطِينَ4 [الماتدة:42] المعتدلين من عبادهء المائلين عن كلا طرفي الإفراط 
والتفريط» المنتهين إلى قعر الجحيم؛ وليس غرضهم من تحكيمك الإطاعة بك 
وبحكمك» والوثوق لأمانتك ووقوفك» بل ليس غرضهم إلا التسهيل والتيسير» 
والاعراض عن بعض الأحكام مداهنة. 

لوي إلا كيف يُحَكمُوئك4 مع عدم إيمانهم بك وبكتابك و الحال أنه 
منم الَؤراءُ فِيهَا کم اللو4 علی التفصیلء وهم يدعون العلم بها «ثم يتُوَلون» 
وینصرفون فإمِن بَعْدٍ ذْلِكَ» .أي: بعدما حكمت فيما حكموك فيه مع أنه مطابق لكتابهم 
ظوَمَا أوْلَيِك الْمُؤْمِئِينَ4 [المائدة:43] أى: وما إعراض أولئك المؤمنين بکتابهم؛ 
الموقنین فيه حتى يحكموك مع كونهم عالمين بحكمك فيه. 2 . 

ط زا رت اڈ ہا کی وو بک پا اترک الین لوالب 
اوا وال رة الحا ہما اس فوا کک آقو وَسکائرا عَلَيد شه تاه کا 
ےکا الاس رکون ولا کفکروا ہیی تما ییا ومن ل کہ با انز اه 
کیک خم لکیہ © گت کیم ہا آن فس یں المت الین 
الل تانانف والأذت ,الأو واليسَنّ لين وَالْجروحَوَصَاصٌ هَمَن تصدَهَت 
ہے کر کار ل وس کر گم با آل اه موک هم رة ك 4 
[المائدة:40-44]. 


سے 


«إنام من مقام جودنا لآنرّلنا اورا إلى موسى» وأدرجنا «فيهًا هُذّى؟ يهدي 
إلى الحق من ضل عن طريقه ووز يكشف طريق التوحيد لمن استكشف منه 
طيَحْكُمُ بها النيئُونَ4 من أنبياء بني إسرائيل ِالّْذِينَ أَسْلَّمُوا4 معهء وفوضوا أمورهم 
كلها إليه بعدما تحققوا بتوحيده ظلِلْدِينَ هَادُوا وَ» وكذا يحكم بها جالربانئو 4" 


)1( الرباني من كان الله وبال؛ لم تبق منه ہقیة لغیر اللہ ويقال: الربائق الذي ارتقى عن الحدود؛ 
) والربانئ مَنْ توفي الآفات ثم ترئٔی إلى الساحات» ثم تلقّى ما كوشِف به من زوائد القربات؛ 
فخلا عن نفسه» وصفا عن وصفه؛ وقام لِرَيَهِ ويريّه: وقد جعل الله الربانيين تالين للأنبياء الذين 

هم أولو الدّين: فهم خلفاء ينهون الخلق بممارسة أحوالهم أكثر مها ينهونهم بأقوالهم؛ فإنهم إذا 
أشاروا إلى الله حقق الله ما يُوْمِنُونَ إليه؛ وتحقق ما علقوا هممهم به [تفسير القشيري (144/2)]. 





448 سووة المالدة 


سو 
المنسوبون إلى الرب بمتابعة الأنبياء وهم الأولياء» فهم «اوَ» کذا ؤالأخباز) 
المتفقهة؛ فهم يحكمون يما اسْتُحْفِظُوا من كتاب الله وَكَانُوا عَلَيْهِ أي: على ما 
استحفظوا طشْهَدَاء4 مستحضرين يراقبون» ويداومون على حفظه. 

«فلا تَحُشُوًا الاس» أى: لا تميلوا أيها الحكام عن طريق الحق من أجل الناس 
المتعظمين بجاههم ورئاستهم؛ ولا تداهنوا في الأحكام؛ رعاية لجانبهم طوَاخْشَوْنْ)َ 
من بطشي› وغضبي عليكم حين مخالفتكم حكمي وأمري؛ مداهنة علیکم آن دلا 
شترا آباتي وأحكامي متا قليلا) من الرشى و اعلموا أن طقن لم يَحْكُم ما 
آنزل اه4 أی: بمقتضاه؛ وموافمًا له طفَأوْلَئِكَ4 البعداء المداهنون» المرتشون لمي 
الكافرون4 [المائدة:44] الساترون مقتضى الحكمة بأهويتهم الباطلة» الخارجون عن 
رتبة العبودية بمخالفة حكم الله وأمره. 

49 من جملة الأحكام التي «كتبئا عليه فيها) القصاص. فاعلموا أيها الحكاء 


لِأنْ النفس»4 القاتلة تقتص «بالتُّمس4 المقتولة طوَالْعَيْنَ» تُنقا ِبالْعيْنٍ» المفقوءة 
(والأنف»4 يُقطع «بالأنفٍ» المقطوعة طوَالأَدْذ4 تُصلم بالأةنْ4 المصلومة 
(وَالنْ4 تملع هَبالسِنْ4 المقلوعة «إو كذا هالْجْرُوح4 يجري فبها لإققضاض» مثلا 
بمثل على قياس ما ذكر «فمن تَصَدّق4 من المستحقين طبه» أي: بالقصاصء وعفا 
عنه طوعًا طفهْوَ4 أي: تصدقه (كَمَارَةٌ لَه4 أي: لذنوبه «وَن لع يَحْكُم بما أَنرَل اله 
من الأحكام؛ ميلا وارتشاء طفَأوْلَئِكَ4 الحاكمون ظمْمْ الظَلِمُونَ» [المائدة:45] 
المتجاوزون عن مقتضى الإيمان والإطاعة والانقياد. 


سا 
ہے سے خی وردرے کر پر چیم ہے ہے رو سر سے ٹا عي عير 


$ وفقینا علق ترم پویسی ان میم مصو 8ا ما بی ديو وی لورد انك اَل غٍیلَ 
5 اس کہ یر - بكر اسل سے سے سے “تن لأا تن 2 سے سے جھ ابا سے “سے کا سے چ 2 
فيه هدى ونور وَمُصَدْا لما بين يدي مِنَ التورنة وشدى وموعظة لِلممَقِينَ (5) وَل آهل 
الإنجيل يما أنزل ليو ومن لَرَيَمَحكُم بمآ أن أمَهُ تأزتيك هم لشت © 4 
[المائدۃ:147-46. ۱ 

ؤرَ4 بعذما انقرض هؤلاء النبيون الحاكمون فيا عَلَى آثارهم4 أي: أتيعتاهم 
«بعيسى ابْنِ مزيَم4 خلفًا لهم هِمُصَدَّقاً لِمَا بَيْنَ يَذَيْهِ من التُورَاةٍ وَآنَينَاهُ امتنانًا له 
«الإنجيل فيه4 أيضا ظهُدَّى وَنُورّ للمستهدين المستكشفين منه 9و مع كونه مشتملاً 
على الهداية والإنارة «مُصَدّكَا لَّمَا يَيِنَ يَدَنْهِ مِنَ النّوْرَاةٍ وَهُدَى» هاديًا لأهل العناية 
دَوَمَوْعِظة4 وتذكيرًا طِلِلْمْتجِينَ [المائدة:46] المتوجهين إلى الحق بين الخوف 
والرجاء. 











سورة المائدة ظ 449 
0 و س ول کے سح . 3 
لوَلِيَسْكئْ4 أيضًا «أهل الإنجيل بمَا أندّل الله فيه# من الأحكام اومن لم 
٤ af | a‏ . الأن اب اد اقا أعلة 5 
ټخکم) منهم أيضا ما انل الچ لغرض من الاغراض الماسد 2 وليك4 البعدا. 
المنصرفون عن منهج الرشاد هَهُمْ المَاسِقُونَ» [المائدة:47] الخارجون عن ربقه 
الإيمان» المنهمكون في بحر الضلال والطغيان. 
ومآل هذه الصفات الثلائة لهؤلاء الحاكمين المجاوزين عمًا حكم الله في كتبه 
واحد اد الكفر: هو ستر حكم اللهء' والظلم: هو المتجاوز عنه إلى غیرہ من الآراء 
الفاسدة والفسق: الخروج عن حکمه؛ عنادًا ومکابرة؛ ومال الكل إلى الشرك بالله 
والإلحاد عن توحيذه. ظ 


سے اس سے مر سے رحسل الت سی چٹ سر ات سے ال ترصو ا مط 
١‏ 2 انال التب بالحق مصلقا ما بیت و یو ین التي ومهيِونا عليّهِ 


) ١۔‏ سم ا r‏ طس سے گے ٭ یسرم سرک سے کی سے س س٭ ہے ا کے س کے 
اح ڪم بيتهم يما آَل آنه ولا َي مم عا جآ من الحی لکل جملا نكم 
وک سے ٣س‏ ا کی ےج ے فی خر سے .- سے نہ ص٠‏ ت نه رر 

د رمتا راہ کے ا ہکس اتد نہ ولیک اوگ فما تنكم فاقوا 
کیک ال اہ جک ماتا ماكر فی یفوک ر وان اک بم 


رس ماد ار سی 


۲٦‏ کو سرا سر کے ا سم r‏ س ى سی E‏ عط مر اس 
ب ارد اھ وک ا آرم ودره آک بٹیٹرلکگ عن بض مآ أل مهلك إن مولا 
كم نيد هآ ييه يبي دوي وإ گیا اکا کیرد رس شف 


مہ اال سے 1 ہے لے 


بيغون ومن ا حصن ين وی سو ر0ج [المائدة: 0-48 0]. 

ر بعدما انقرض عيسى - صلوات الرحمن عليه - انرا إلَيك) يا أكمل 
لرسلء وخاتم النبيين (الكتاپ) الجامع لجميع الكتب السالقة متلبشا بال 
' والصدق طِمُْصَيّكًا لّمَا بَبِنَ يَدَيْه مِنَ4 جنس طالكتاب4 المنزل على الرسل الماضين 
(ق» مع كونه مصدقًا لمُهَيمئًا عَلَيه) مستحضرًا لما فيه» يحفظه عن التحریف والتغییر' 
إذ الكتب الإلهية كل لاحق منها يحفظ حكم سابق» ويصونه عن التطرق والتحريف» 
وإن كان مشتملاً على نسخ وتغيير إلهي بحسب الزمانين ومقتضى المرتبتين طفاخكم» 
ايسا يهم مطابقًا هما انَل اله إليك في كتابه طلا تبغ أهواءه» الباطلة؛ ميلا 
ومداھنف ولا تتحرف طعَما جَاءَكَ مِنَ الحَقٌ» الصريح؛ لائق للحكمة الإلهية المقتضية 
للأحكام. | 

واعلموا أيها الأمم المتوجهون نحو التوحيد المسقط لجميع الإضافات ظلِكُلٍ 





450 سورة المائدة 


جَعلنَا مِنكُم شزعة) موردًا ومذهبًا تردون منها إلى بحز الوحدة فومِلهَاجا 4 طريفًا 
واضحًاء بئٹھا الحق لأآنہائہ ورسله بإنزال الكتب علیھم ٭ولز شَاءَ اللة» الهادي لعباده 
إلى توحيده «لجَعَلكئُْ»4 وصيركم ام وَاجدَة متحدة في المنهج والمقصد بحسب 
الظاهر أيضًا «رلكن) كتُركم» وعدّد طرقكم لوكي ويجربكم «فِي4 رعايةٍ 
مقتضيات ما آتاكم) من مواهبه» وعطاياه الفائضة من تجلياته الحبية. 

لفَاسْتبقُوا» أيها المتعرضون لنفحات الحق «الخُيْرات) الفائضة عن محض ٠‏ 
جوده فابتدروهاء وتعرضوا لمهابتهاء واعلموا أيها التائهون في سراب الإمكان إلى 
اللو4 المتوحد في الجود والوجود طمَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا أيها الأظلال الباطلة» والتمائیل 
العاطلة المنعدمة في أنفسها ظفَتِتُكُم4 بعد رفع تعيناتكم «بما كُسُمْ فيه تَْتلِفُون» 
[المائدة:48] من الإضافات المترتبة على الهويات الباطلة. 

ربنا آتتا من لدنك رحمة؛ وھیئ لنا من أمرنا رشدًا. 

9و4 أيضًا أمرناك فيما أنزلنا إليك بالحى أن اخكم بَبْنَهُم4 مطابقاء موافقًا ما 
ازل الڈ٭ إليك في كتابه بلا ميل وانحراف عنه ورلا < تع أَهْوَاءَهُمْ» المضلة 
(واخذزم) عن آن يفوك ويلبوا عليك عن بغض ما أنزل الله إِلَيكَ» 
بمواساتك؛ وإظهار محبتك ومودتك قاصدين انحرافك؛ وميلك إلى ما تھوی نفوسھم 
إن تولا) أعرضوا عنك وعن حكمك. 

(فَاعلَم ایھا الداعی للخلق إلى الحق ألما بريد ا وتتعلق مشیتته به (آن 
صيتهُم ويأخذهم يبغ ذُنُوبِهِمْ4 وهو التولي والإعراض عنك وعن حكمك؛ 
لأنهم قد خرجوا بالإعراض عنك عن حكمك؛ عن جميع حدود الله وأحکامہ و4 لا 
تتعجب خروجهم (إِنّ كثيرًا منَ النّايس4 الناسين للعهود الأصلية (ِلَفَاسِقُونَ؟ [المائدة: 
9] خارجون عن مقتضى الأحكام الإلهية وحكمه بمتابعة الأهواء الباطلة. ۱ 

4 یعرضون؛ وينصرفون عن حكمك طفْحُكُْمَ الجَاهِلية4 الناشثة من الآراء 
الفاسدة» الزائفة؛ الحاصلة عن تمويهات عقولهم؛ القاصرة؛ كأحكام متفقهة هذا العصر 
<تَِعُون»م يطلبون منك؛ ويعتقدون أن الحسن والحق ما هم عليه من تلقاء أنفسهم 
دوَمَنْ أخسَن مِنَ اليه المتفرد بذاته ظحُكمْمًا لْقَوْعٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50] بتوحيده 
وتھریذہ. 


(٭ کیا اَیيَ :ٹا لا کیٹا ایی راشکوَہ آزيدُ تخب آریک جو 









مس حور 


فى ينو 











سورة المائدة 451 


سورة المائلاة ا ااه 


بس عور عرسا ار 


يخ وإ ذإ أله كاي ری الق ایی (2) فرق لذ فى ربوم رش یروت 
و يمو تققع کا ٹیک پآ کسی ال آن بن باتع آو نر ن ونیو يخأ عل مآ 
ثرا انشيج تک 07ویڈو الین موا ھوک آل اوا باکر جک یسیم م 
نیعت آمك صخرا كيرت © ) [المائدة:03-01]. 

یا ها الذي آمئوا) مقتضى إيمانكم أن طلا كَخِدُوا اليَهُودَ وَالنٌصَارَى أوليَاء) 
توالونھم؛ وتصاحہونھم؛ مثل موالاة المؤمنين؛ ولا تعتمدواء ولا تثقوا بودادتهم 
ومودتھم إذ هم (بَغْضْهُمْ لاء عضن متظاهرون» متعاونون» ينتهزون الفرصة لمقتكم 
الد المطلع لضمائر عبادہ لا يَهْدِي القَوْمَ الظلِمِينَ4 [المائدة:51] المجاوزین عن 
مقتضى أوامر الله المرتكبين لمناهيه. فكيف لا يكون المتولون معهم من زمرتهم؟!. 

(تترى» أيها الرائي طالَّذِينَ في قُلُوبِهم مُرَضُ» كفر ونفاق طيُسَارِغون» 
ويبادرون طفِيهم4 في مودتهم ومؤاخاتهم لَقُولُونَ4 معتذرين لكم؛ نفاقا: طنَحْسَى أن 
تُصِيبَنًا دَائِرَة من دوائر الزمان» كان الأمر فيها لهم والدولة تتوجه نحوهم؛ فنداريهم 
ونوالیھم؛ خوفًا منها (تَعسى الله أن يني بالقَْح» والظفر لرسوله؛ ليظهر دينه على 
الأديان كلها «أز أمر» عظيم؛ نازل 9َنْ عِندِوِ4 يكفي مؤنة كفرهم ونفاقهم طفيْضيحُوا 
عَلَى ما آتڙوا في أنفيهم) من بغض رسول اللہ والإنکار لرسالتہ وتکذیب كتابه 
طنَادِمِينَ» [المائدة:52] خائبین؛ خاسرين. 

(زم حيشذ (ِتَقُولُ الْذِينَ آمَئُواه وأخلصوا في إيمانهم بعضهم أبعض. 
مستهزئين. لهؤلاء المنافقين: «أَحَوُ لاو الْدِينَ أَنْسَمُوا بالله جَهْدَ أيمانه:» أي: أغلظها 
وأوكدها (ِإِنْهُعْ لْمَعَكُمْ مؤمنين بنبيكم؛ مظاهرة لكم في إعلاء كلمة الحق وانتشارها 
(حَيطث» واضمحلت (آغمَالهُة) إلى حيث لا تفيدهم أصلاً هفَأَضبَحُوا خَاسِرِينَ4 
[المائدة:53] خسرانًا عظيمًا في الدنيا والآخرة. 

« يداي يي اناا میگ نکم کن ویید توک بای اک یتوو بم ورو اوا عل 

المؤمني وول آلکفری ھڈوت ف ییاو وآ یار وما لایر دك صل او وتو من 
کک 5ھ ری کیز )رہ ریھگ امه وتشولك ایی “انآ شیو آل وة ونوت گر 





452 ؤ سورة إلمالدة ‏ 


وهم ركعون ومن سول آنه ورو کوان 21 منوا قان ربا ناته © 4 [المائدة: 
06-4]. 
ويا أبُھا الذي منوا لا تحزنوا بصنيع من يزد مِنکُم ن دينه 4 بعد إيمانه 
وقبوله الإسلام: ولا تبالوا بشأنه 9فْسؤْف َأ تی الله من فضله ولطفه قوم بُ تح وم4 
الله ويوفقهم على الإيمان» ويوصلهم إلى مرتبة اليقين والعرفان (وَيُحِبُونَهُ4 إلى حيث 
بذلوا مهجهم في سبيله طوعا ورضًا؛ إعلاء لكلمة توحيده» ونصر دين نبيه (أذْلَةِ علَى 
المُؤْمِنِينَ» تواضمًا وإخاءً «أْعِرْةٍ عَلَى الكَافِرِينَ4 غلبة واستيلاءً ظِيُجَاهِدُونَ في سبيل 
اللو وطريق توحيده؛ باذلين نفوسهم فيه» طالبين رضاه «ولآ يَحَاُونَ.لزمة» ملامة 
«لائم4 مليم كهؤلاء المنافقين الذين يخافون من الملامة؛ حفظا لجاههم ورئاستهم: 
وحمية لما أسروا في نفوسهم من الأهوية الباطلة. 
طِذْلِكَ4 الأوصاف الحميدة ظِفَضْلٌ اللہ الهادي لعباده إلى فضاء توحيده (يُؤْئِيه 
مَن يَشَاءُ# من أهل العناية «واللة© المتفضلء المحسن لأرباب الولاء ظوَاسِمٌ4 في 
فضله وطوله ظِعَلِيمْ» [المائدة:54] على من يستحق الإفضال والإنعام. 
ثم لما نهى سبحانه المؤمنين عن موالاة الكفار وودادتهم؛ وبالغ فيه؛ أراد أن ينبه ‏ 
على من يستحق الولاية والودادة وحقيقته؛ فقال: (إِنْمَا وَلِئكُمْ الله المتولي لأموركم 
بالولاية العامة طوَرَسُولّْة» النائب عنه؛ المستخلف له (ِوَالَِينَ آمَنُوا4 باللہ بالولایة 
الخاصة بمتابعته ك وهم لِالَدِينَ يُقِيمُونَ4 يديمون «الضلاة» المقربة إلى الحق 
9وَيُؤْنُونَ الزكاةه المصفئة لبواطنهم عن التوجه نحو الغير و الحال ظِمُعْ رَاكِمُونَ4 
[المائدة:55] خاضعون في صلاتھم؛ نزلت فی علي - کرم اہ الله وجهه - حين سأله ‏ 
سائل: وهو راكع في صلاته؛ فرمى له خاتمه. 
ومن پول الل ويفوّض أمره إليه؛ ويتخذه وكيلاً «وَرَسُولة4 الذي ظھر علی 
صورته؛ ونزل في شأنه ومن بطع الژشول فَقَذ أطًاعَ اه [النساء:80] و(زالَدِين آمنوا) 
طلبًا لرضاءء فهم من حزب الله وجنوده؛ يحفظهم في حفظه وحمايته؛ ويغلبهم على من 
يصول إليهم ورن حِزْب الدج القادرء المقتدر على كل ما أراد وشاء ظمْمْ الغَالبُون4 
[المائدة: 6 5] الواصلون إلى جميع مقاصدهم بفضل الله وسعة جوده. 


و با اسو نوا لا تلا الذي ادوا وٹ ہر ھروا وایبا دن لے آونواا گن 











سورة المائدة 43 
7ه ا یا ھم فوم( مک یشم َالو اوها هر وا ذيلت 
أنه قوم یہ( تز اھر آلککی لتقمو يآ إل أن “ااباق وما نر 
کر ےہ لوان وتبة اوت اک ڑکاک وص لن سوا سیل 425 
[المائدة:60-07]. | ) 

ڈیا بها انين آمثوا عليكم أن طلا تتَخِدُوا الَِّينَ انُخَذُوا) من غاية بغضهم 
ونمافھم (دینکم) الذي هو أقوم الأديان وأقسطها طِهُرُوًا وَلَعِبَاع يستهزئون ويسخرود 
به؛ استخفافًا واستهانة لأهله «مَنَ لذي يدعون الدین والإيمان» والإطاعة والانقياد 
افتراء ومراء؛ لأنهم ووا الاب من قبلكم) متلبسَا بالحق» لم يمتثلوا به» ولم 
يعملوا بمقتضاه» ولم يصدقوا الرسل الذين أنزل إليهم الكتاب» بل يكذبونهم» 
ویقتلونھم؛ ظلمًا وعنادًا من كفرهم الأصليء وشركهم الجبلي. 

«ز» خصوضا طالْكْفَارَ» الذین أشركوا بالله المتوحد بذاتهء المنزه عمًا ينسبونه 
إليه طأَوْليَاة» يوالونهم» ويحبونهم؛ كموالاة بعضكم بعضًا؛ إذ هم أعداء لله ولرسوله 
وللمؤمتئين هوَائَقَوا الله عن موالاة أعداثه إن کشم مُوْمِنِينَ4 [المائدة:57] موقئين به. 
ومصدقين لرسوله. 

«و» من غاية بغضهم وغيظهم منهم إا اديه واذنتم إلى اللاة) المقربة 
نحو الحق طاتّخَذُوهَا هُرُوَا َلَِبَ)4 تلك الملاعة والاستهزاء والمجادلة والمراء مع 
الأمناء العرفاء بالله طِدَلِكَ بِأَنّهُمْ قَْم)4 جهلاء بمقتضى الربوبية» غفلاء عن مرت 
الألوهية وبالجملة: هم سفهاء في أنفسهم جلا يَعْقِنُونَ4 [المائدة:58] ولا يصرفون 
٠‏ العقل الجزئى المفاض لهم من الحق بمعرفة المدأ والمعاد إلى ما لق لأجله؛ ومع 
ذلك يتكرون العقلاء الشاكرين» الصارفين عقولهم وجميع جوارحهم وأعضائهم إلى ما 
جبل لأجله من الأعمال المقربة نخو التوحيد الإلهي: 1 

٭ طثل يا أهل الكِتاب هَل تَنْقِمُونٌ مِنا4 وتنكرون علیناء وتستهزئون بنا j}‏ أن 
آمَنًا باللو» المتوحد: المتفرد بذاته» المتجلي على الآفاق بالاستحقاق ظطوَ» آمنا أيضًا 
ھا ال إِلينا4 لتببین توحیدہ )4 کذا آمنا ما أَنزِلٌ من قَبلُ4 من الكتب على الرسل 
الماضين لإهداء طريق الحق «و» تعلمؤن أنتم أيضًا يقيئًا أن أكتركم فاسفون» 





454 ' سورة المائدة 





[المائدة:59] خار جون عن الاہمان وحادة التوحید: ولا تظهرونه؛ عناڈا سس 
ویستھزٹون مع أُھل الحق تجاهلاً؛ حفظا لكم ورئاستكم. 

ٹل لهم يا أكمل الرسل تبكينا وإلزاما: عل نكمي وأخبركم ظِبِشَرَ ين 
ذْلِكَ»4 الدين الذي أنتم تنقمول به ؟ مكابرة امو عائذة؛ وجزاء مرنبًا عليهء اتا 
عند الي فیہحه ودیذنة قن لْعَنَهُ الي طرده عن قبوله «وَعْضِبَ عَلیه> بأن خر جه 
ص رتنه خلا فده وثیانته وجل مهم القَرَدَة وَالْخَنَازِيرَ4 المنعزلة عن إدراك الحق 
لوَعَبَدَ الطَاهُوتَ4 أي: الأهوية الباطلة؛ المضلة عن الهداية إلى طريق الحق 07 
المطرودون؛ المغضوبون: الممسوخون عن مقتضى الإنسانية (شَدٌ ؟ مكانا4 منزلة ومكانة 
عند الله (هِوَأضَلٌ عن سَوَاء الیل [المائدة:60] الذي هو الاعتدال الإنساني 
المنعكس عن الاعتدال الإلهي. ‏ 

و دا جاءمُوکم قالواءامنا وقد دالوا پالکتر وھم قد رويد واه لد یا اا کشو 
وی کیا تیم سرغو ف اتر الکن وا ڪرو الت نی مادا يسم ڑم 
لو یت ہنم رسو کا جازم ی٥‏ آھرافرزاشمْتیت اڑا عف9 
کا ا ت لت ایی ریا کال بل بنا مھ کان مد کی پکل 
لويد رك فيا نهم نآل لِك ين يبك فهك و کو وال سم سا يوم 
الیم ما دوا برا 6 تمي لقك اه اا كسا 17 ايب الْمَفْسِيِينَ 
4 [المائدة:1 64-6], 

«وإذا جَامُوكُمْ4 مدعين المحبة لكم ولدينكم؛ مداهتة ونفاقاء حيث طِقَالُوا 
ماج4 بنبیکم: وہما جاء به من عند ريهء لا تبالوا بهم ویإیمانھم: ولا تصاحبوا معهم 
(ز4 الحال أنهم قد ذَخَلوا) عليکكم متلبسین فبالْكْفر والإصرار ٭وَمغ4 أبضا كذ 
خَرَجُوا بو4 بل زادوا [صرارًا وعناداء وإن أظهروا خلافه ؤوَالة4 المطلم لضمائر عباده 
غل ہما کانوا يَكْتُمْونَ »4 [المائدة: 61[ ص الکفر والنفاق: وبعض رسول الله والذين 
آسنوا معه 

(زقرى» أيها الرائي كثيرا مَنْهُم) أي: من اليهود والنصارى ج1 
ويبادرون في الإثم» أي: الخصلة الذمیمة عقلاً وشرعًا جو العُذوان ال أي: التجاوز 

















سورة المائدءة 455 


: چ وان 5ه 
عن الحدود الشرعية إو خحصوصا «أكلِهم الشخت4 أي: الحرام يئش أي: بئس 
شيئًا هما كَانُوا يَعْمَلُونَ4 [المائدة:62] ويكسبون لأنفسهم من الأمور التي تشتجلب | 
العذاب والتكال. 

إلزلا» ملا (ِيَنْهَاهُمْ» ويمنعهم طالرباتِئونَ.وَالأَخبَارُ عن قَْلِهِمُ الإئم4 افتراء 
على الله وعلى كتابه كلهم الشخت م4 زاعمين إباحته لبش م كَانُوا يَضَْعُونَ 4 
[المائدة:63] لبنس شيئًا يصنعونه لأنفسهم برأيهم الفاسدء وعقلهم القاصر الكاسد. 

هو» من غاية جهلهم بالله» ونهاية غفلتهم عن مقتضيات أوصافه ظقَالْتِ اليَهُودُ 
يد اله مَغْلُولّة4 مقبوضة» یقتر بالرزق حين فقدوا البسطة والرخاء الذي كانوا فيه قبل 
والمبكات بضرب الذلة والمسكنة عليهم في الذثماء وفي الآخرة بالأغلال والسلاسل 
يسحبون بها إلى الجحيم. 

(و» أعظم منه أنهم (ِلْعِنُوا4 طُردوا عن مرتبة الإنسانية طبمَا قَالُوا4 على ما 
قالوا على الله الجواد الكريم ما لا يليق بجنابه ظطبَلْ يَدَاهُ» أي: أوصافه اللطفية والقهرية 
ؤِمَبِشوطتانٍ انف كي يَشَاء4 ويتعلق إرادته لمن يشاء؛ لطفًا وجودًاء ويمنع عمّن يشاء 
قهدا وعدلاً «وَ» الله ريدن كيرا مَنْهُمِ4 حقدًا وحسدًا من طمًا أَنزِل إِلَيِكَ» يا أكمل 
الرسل؛ إنعامًا وإفضالاً لك طمن رُبَكَ طغانا چ4 اجتراء وظلمًا علی الله لا يليق بجنابه 
٠‏ (وَكفْرًا4 إصرارًا وتشددًا على ما هم عليه من الشرك والعناد. 

9و4 بسبب طغيائهم وكمرهم (الْقَينا4 وأوقعنا بيهم العَدَاوَة وَالْبَفْضَاءً إِلَى توم 
العامة 4 لا يتفقون» ولا يوافقون أصلة بل «كُلْما أوقدوا تارا لِلحرب4 مع المسلمين 
وصمموا العزم نحوه «أَطْنَاهَا الله» بإيقاع المخالفة والعداوة بينهم و4 بالجملة: هم 
(يَسعونَ فِي الأزض) دائماء مستمرين قْساداه أي: لأجل الفساد» وإثارة الفتن 
«والة» المصلح لأحوال عباده (لاً يُحِبُ المُفْسِدِينَ4 [المائدة:64] المعاندين منهم» 
المجترئين علی الله وعلی رسولہ؛ مکاہرةً وعتاڈاء_ ۱ 

جولو أن اف السککپ ءامٹرا وائکزا لَسکَلَزا عم سام وَلاد اھ 
تن اق (2) واو ایہم اقش اتر وال وم ال الم و رم کا من 

سے س ت E‏ .= جتن خب لے رس 
تقهز وين كني آنلہۂ نع اتڈ تیت رک نم سه اتاو © ٭ با 





450 سورة المائدة 


سے تیر ر م 


ول بخ مار ّت ن ريك ان کر تنعل ا رت سالک روَا یتو ماک مر اتا 
ان الله لا يىا قوم ال کشر 4 [المائدة:7-60 6]. 
(وَلَوْ أن أفلّ الكتاب آمَنُوا4 بك وبکتابك هْوَاتقواہچ عمًا اجترؤوا عليه في حق 
اللہ وفى حققك (لَكَمُرْنَ عَنْهُمْ4 أي: محونا عن ديوان أعمالهم بالمرة ظسَيِعَاتَهمْ4 التي 
كانوا عليها #وَ لأَدْعَلَنامْم4 تفضلاً وامتنانا جنات النعيم4 [المائدة :65] منتزهات 
العلم والعين والحق؛ إن أخلصوا في إيمانهم: 
«وَلو نُب أي: أهل الكتاب طأْقَامُوا التّؤْرَاة4 وامحلوا ارام هاء 7 ما 
فيها من الأحكام والعبر والتذكيرات؛ سيما بعث سيدنا محمد 35 ونعته «و4 .أقاموا 
أيضا «الإنجيل» وعملوا بمقتضى ما فيه «وَ» كذا جميع نا انل إِلْھم من بٍ4 
لوسع عليهم الرزق الصوري والمعنوي إلى حيث كرا الرزق «من فَوْقِهِمْ من 
خب أزجلوم» - دكر الجهتين يغني عن الجهات كلها - لو كوشفوا بوحدة الله من 
جمیع الجوانب والجھات: ولا يرون غير الله فى مظاهره و 
معتدلةء لا من آهل التفريطء ولا من أهل الإفراط» يرجى إيمانهم» وكشفهم «وَ» إن 
کان كَثِير مِنْهُمْ سَاءً ما يَعْمَلُونَ4 [المائدة:66] أي: ساء عملهم في الإفراط والتفریط 
عن جادة الاعتدال والتوحيد. 
یا ھا يُهَا الإشول» المبعوث إلى كافة الخلق بالرسالة العامة» والدعوة إلى توحید 
الذات ل رارصل جمیع ہما اَل إِليكَ بِن رك لتبین طریق توحیدہ الذاتی 
على جميع من كلف به «وَإن لع تَفْعَلُ» ولم بلغ إمهالاً وخوًا فعا بلطت رسا 
التي كلفك سبحانه بتبليغهاء وبالجملة: اعتصم بالل؛ وتوكل عليه في أدائها طوالله4 
المراقب لجميع أحوالك (يَغصمْك) ويحفظك «مِنَ» شرور الاير ي“ القاصدين 
مقتك ومساءتك يكفيك مؤنة شرورھم؛ ويكف عنك أذاهم بحوله وقوته ورن الد 
المطلع لضعائر عبادہ لا يَهُدِي الْقَوْمْ الكَافِرِينَ4 [المائدة:67] القاصدين مقتك: ولا 
يوصلهم إلى ما يريدون بك من المضرة والمساءة. ) 





د 





(1) أي: يحفظ ظاهرك من أن عاك اذام فلا یسلط بعد هذا عك عد او يصون يك مني“ : 
جج ل ويقال: لس من انس کی ا تفرق في | ارال ۰ 












سورة المائدة 457 


م تيكل الكت لنم عل کیو سی شر اود َال ےل وک اڑا بكم 
ریگ و کیک کیا متم کا نر لِيَكَ من رَيَكَ مدنا تا کک اس عق الوم 
الکن (2) إن الین اموأ وكرت هاوأ وَالصَمُو والتَمو من *اضر يِه ولو 
الخ وَعَیل صَلیِحا فلا خوف علتھم ولا ھم يحرنونَ 45 [المائدة:8 69-6]. 


ئل لهم يا أكمل الرسل: يا أَهْلّ الکِتاب لَنثم عَلى شيء) من أمر الدين 
والایمانء والاطاعة والانقیاد ظخٹئی تُقيمُوا النَوْرَاةً والإنجيل و4 جميع لما أنزل إليكم 
من ربكم وتمتثلوا بأحكامهاء وتتصفوا ہما فيها من مكارم الأخلاق» ومحاسن الشيم 
المرضية عند الله وتتحققوا بحقائقها ومعارفها المودعة فيها «و4 الله طلَيَزِيدَنَ كيرا 
مَنْهُم4 حین سمعوا منك أمثال مذاء ناشئًا من شمًا انل إليك من رَبك لتأبيدك 
ونصرك هطْفْيّانًا وَكْفْرَاك من غاية غيظهم» وبغضهم معكء ومع من تبعك من المؤمنين 
طقلا ای ولا تحزن طعَلَى القَوْم الكَافِرِينَ4 [المائدة:68] الساترين طريق الحق 
بأهويتهم الباطلة» وآرائهم الزائفة الفاسدة. ٠‏ 


ثم قال سبحانه: إن الّذِينَ آمَنُوا4 أسلمواء وانقادواء وامتثلوا بأوامر كتابك 
واجتنبوا عن نواهيه» وآمنوا أيضا بجميع الكتب والرسل» وجميع الأنبياء وذوي الأديان 
وغيرها؛ لتمكنهم في مقر التوحيد البحت» الخالص عن شوب الکثرۃ لإوَالْذِينُ هَادُوا4 
من الممتثلين جميع ما أمر في التوراة» ونهي عنه إلى آن وصلوا إلى مرتبة التوحيدء 
المسقط للاختلافات الصوري والمعنوي «وَالصَاببُونَ4 الذين يتوسلون بالملائكة في 
عبادة الله» لا الصابئون الطبيعيون الذين هم یعبدون الكواكب من قصور نظرهم؛ وكثافة 
حجابهم «وَالنُصَارَى» الذين يعملون على مقتضى الإنجيل بلا فوت شيء من أوامره 
ونوأهيه. 





من آمَن) منهم «بالله4 المتوحد بذاتهء المستغنى عن الأشباه والأنداد مطلقًا 
ووصل بمتابعة كتبه المنزلة» ورسله المبيئين لكتبه إلى توحيده ظوَالْيَوْمٍ الآخر» المعدّ 
للكشف والوصول طوَعَجِلَ) عملا (صَالِحًا بطريق توحيده فلآ وف عليه في 
سلوكهم ولا هُمْ يَحْرنُونَ4 [المائدة:69] بعدما وصلوا؛ إذ كل ما جاء من عند الله إنما 
هو بمقتضى توحيده» مين له» وإن كانت الطرق متعددة بتعدد الأوصاف والأسماء 
الإلهية لكن كل منها موصبلة إليه سبحانه؛ إذ ليس وراء الله مرمى ومنتهى؛ لذلك قيل: 
التوحيد إسقاط الإضافات رأسًا حتى يتحقق الفناء فيه والبقاء بهء بل لا فناء ولا بقاء في. . 


5 






458 سورة الد 
مرتبة العماء أصلاٌ حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكر. 
ا قاتاي ميك يو ]مويل وَأَرْسَلنا إلَهم وسْلا حكلنا جَاءَهْمْ رَسُولا ۽ 
اھر اش ری صا وریا بشو © کےا ال کلک اڈ 
شا سلوو کا را ومسا ڪڪ کی عتمت نہ وا بب تی با ۱ 
بقرت © لد ڪت رارت اراك EY‏ 


20ہ اعہدوا الله رو ي رڪم إن مَن يُشَرِكَ بمو هَقَدَ حَدّم أهَهُ مده الجن 
وما السار دما يوت ين امار لیا © [المائدة:72-70]. ظ 

والله َد أخذنًا میقاقی تی إشزائی ل4 على لسان أنبيائهم الا : تشرکوا بالهه ولا | 
تخاصموا مع أنبيائه ورسله و بعدما أخذنا منهم الميثاق ظأرْسَلْنا لبهم رشلا ٠‏ 
مبشرین ومنذرين تخاصمواء وصاروا من خبث بواطنهم كلما جَاَهُمْ زشول بها لأ . 
َهْوَى أنفُسَهْن 4 وبما لا ترضى به عقولھم طقَرِیفا كذبُوای4 عند عندنا؛ مكايرة وعنادًا وَفَرِيًا ظ 
يَقْتْلُونَ4 [المائدة:70] الأنبياء؛ ظلمًا وعتوًا. ْ 

ر4 هم من غاية عمههم وانھماکھم في الإعراض عن الحق فخیٹُوا4 وظنوا | 
(آلا تكُون» وتدور عليهم لفثتَة4 مصيبة وبلاء بواسطة التكذيب والقتل (فَعَمُواح عن | 
أمارات الدين؛ وعلامات اليقين هوَصَيُوا عن استماع دلائل التوحيد والعرفان «ثُ4 
بعدما تنبهوا تابوا مخلصين ظتَابَ' الله عَلَئِهِنْ64 عفا عنهم وقبل توبتهم؛ ثم بعدما تابوا ' 
ئ عَمُوا وَصَمُوا كَثِيرٌ مَنَهُمْ» كرة أخرى؛ لخباثتهم الجبلية «واللة6 المطلع لجميع 
حالاتهم لِبَصِيرٌ»4 خبير هيما يَعْمَلُونَُ»4 [المائدة: 1 بمقتضى أهويتهم الباطلة يجازيهم 
على مقتضى علمه وخبرته. 

دِلَقَدْ كَفْرَ الْذِينَ قَانُوا» من غاية جهلهم بقدر الله وما يليق بجنابه: رن الاپ 
المنجلي على عروش الذرائر الكائنة شهادة وغيبًا (هُوَ المَسِيحُ ابْنُ َزيَم4 أي: متحد 
به محصور عليه؛ إفراطًا وعلوًا 9وَقَالَ المَسِيحُ4 لهم حين سمع منهم ما قالوا: (يَا بَني 
إشرائيل 4 التائهين بتيه الجهل والإفراط طامْيِدُوا الد المنزہ عن الحصر والحلول 
والاتحاد بل هو «رَتَي» رباني بأنواح اللطف والكرم. 

ڈرزریکی٭ أيضا بإفاضة العقل الموصل إلى معرفة توحيده؛ لا فرق بيني وبینکم 
في العبودية والربوبية» لا تشركوا معهء ولا تحصروه في إِنة مز شرك باه المنزه 
عن الشريك مطلقًا غيرّه من مخلوقاته (فَقَدْ حَرَءَ اله عَلَيِهِ الملنة» التي هي منزل : 








سورة المائدة 459 
السعداء الموحدين طوَمَأَوَاهُ التّارُ»ه المعدة للأشقياء الظالمين» المشركين 438 اعلموا 
أن هما لِلظَالِمِينَ المفترين على الله ما هو بريء عنه بذاته من أنضارِ» [المائدة:72] 
ينصرونهم ويشفعون لهم عند أخذه سبحانه وبطشه. 

لد تر ایی الوأ رت لله كلك تكو وكا إل للا ال یڈ ان 
یا مکو اکتا من مدا آیۂ © آنا ووی 
اک الہ یکنوک راه کڈ کے © کا التییع اقث زي 
ال رسوا کد كك يد تب و1 ؟ كك ا ڪا ار 
الم شر كيت ميت لهم الآيتٍ كم أنظر أ پڑفکرے (ت) پ 


[المائدة: 73 - 7 





«لقذ كَفْرَ الْذِينَ قَالُواك من عدم تحققهم بمقام التوحيد» وعدم تنبههم بمرتبة 
الفتاء في الله: رن ال4 المنزہ عن التعدد بل عن العدد مطلقًا تالت ثلاث واحد 
منها وأراد بالثلائة هو ومريم وعيسى ر4 الحال أنه ما مِنْ غ إ4 أي : في الوجود 
موجود ال إل موجود «وَاجِد» محیر للعقول والأبصار: ماح لظلال السوى 
والأغيار «وَإن لم هرا هؤلاء الظّلّمة «عَمًا يَقُولُونَ» من التثليث والتعدد في 
الألوهية طلْيَمَسَنٌ الْذِينَ كَفْرُوا مِنْهُمْ4 أي: بقوا على كفرهم بلا إيمان إلى أن ماتوا عليه 
طِعَذَابٌ ألِية4 [المائدة:73] لا عذاب أشد منه» وهو حرمانهم عن مرتبة التوحيد التي 
هي مرتبة الخلافة والنيابة» أتصرون على هذا الكفر والضلال؟ 

(أفلاً يبود إلى اه ولا يؤمنون له و4 لا طيَسْتَغْفِرُوتهُ4 عمًا صدر عنهم من 
الجرائم العظام؟ حتى تقبل توبتهم وإيمانهم رال المنزه في ذاته عن كفرهم 
وإيمانهم وز لهم إن أخلصوا في توبتهم وإيمانهم رجيم [المائدة:74] لهم؛ 
يقبل توبتهم ولم يأخذهم على ما صدر عنهم بعدما تابوا. 

ما اليح ان قري إلا رشو من الرسل العظام قد خَلْتْ مضت «من 
يله الؤشل) مثله» ولم ينسبهم أحد إلى ما نسبوه وَأَئة4 ایشا طصِدِیفَةہ4 مقبولة عند 
اللہ قد مضت مثلها كثيرة من الصادقات المقبولات؛ لم ينسبها أحد إلى ما نسبتموها 
وبالجملة: كيف ينسبونها إلى الألوهية طكَانًا» مركبان «يأكلانٍ الطْعَام) بدلاً لا يتحلل 
والإله منزة عن التركيب والتحليل» والأكل والشرب» والأبوة والأمومة وغيرها من 
أوصاف البشر ظانظز» أيها الناظر متعجبًا «كيف تُبينُ» ونوضح طلَهُمْ الآيَاتِ»4 


5 


460 سورة المائية © 





أصلا عند من له ا دريه 5-6 ار وازدد في ہی میں 6 
[المائدة: 5 7] بصرفون وجوه عقولهم عن طريق الحق وإسماع كلمة التوحيد. 

$è‏ ۲ أَتَعْبدُورت من دوب الله ما لا يمك ك اڪ موا نمأل 
میم مِم 5 مل يتأهلٌ الحكتب ووو 
آھوآ قو فد صَحَلُوأْ ين مَبَلُ وَآصَسلوا كيرا ود عن سولو 6 
لوت الین مروا من بز لنویل عل ليان داوب ہے بن نموي وما 
عَصّوأ وكا يدوت (@) ڪاه لا ناهر صن مُنصكر علو قت 
مَاككاوأ افعو ت ©4 [المائدة: 76 - 79]. 

4 لهم یا أكمل الرسل إلزامًا وتبكيتًا: (أتَعبِدُونَ4 وتؤمنون ومن دون اش 
المتفرد بالألوهية والوجود «ما»4 أي: الال وتمائیل ڈلا يَعْلِكُ لكُن»4 ولا لأنفسهم 
ط(ضڑا ولا لُفُعا 4 ولا وجوداء ولا حياة؛ بل ما هي إلا تماثيل موهومة؛ وعكوس معدومة 
تنعكس من أشعة التجليات الإلهية؛ ليس لها في أنفسها أوصاف وآثار طوَاللة4 المتجلي 
في الآفاق بالاستحقاق «مُو السَمِيمُ4 في مظاهره لا غيره؛ إذ لا غير ظالعَلِيمُ4 [المائدة: 
6] أيضًا فيهاء فله الاستقلال في التصرف في ملكه وملكوته بلا مشاركة أحلٍ ومظاهرته. 

فل يا آهل الكتاب» أي: النصارى «لآ تَغْلُوا ة في ديك ونبيكم 9خَيِرَ الحَقّ» 
افتراء ومراء» سيما بعد ظهور المبيّن: ٠‏ المؤئدء المصدّق «ولآ تِْعُوا أَمْوَاء قؤع4 من 
أسلاقكم قد ضَلُوا بن قبل» عن طريق الحق «4 مع ذلك لا يقتصرون على 
الضلال بلأضلُوا كثيزا) من ضعفائهم وعرامهم «و» هم قوم (ْبِلُوا عن سَوَاءِ 
الشبيل4 [المائدة:77] بلا هادٍ ومنبه يهديهم إليه» وما لكم تضلون عنه مع وجود المنبه 
المؤيد من عند الله؛ الهادي بالهداية العامة إلى صراط مستقيم؛ موصل إلى عقر التوحيد. 

ِلْعِنَ4 أي: طُرد وخرم ور من مقر العز ومرتبة النيابة الذِينَ كَقَرُوا مِنْ بني 
إشزائیل عَلَى لِسَانِ دَأوود وُعيسَى ابن مَزِيَم» ایشا ٭ذلِك 1 الطرد واللعن «بما عراب 
على الله بعدم اسٹال أوامره واجتناب نوأهيه <وكانوا يَعْتَدُونَ»4 [المائدة: :78[ یتجاوزون 
عن مرتبة الإنسانية بالخروج عمًا حدٌ الله لهم ویژنه في كتابه إلى ما تهوى أنفسهمء 
وترضى عقولهم. 











سورة المالدة ۱ ظ 461 


إكائوا) من غاية غفلتهم وانهماكهم «لآ يَتنَامَوْنَ» أي: لا ينهون أنفسهم #عَن 
نكري مخالف للشرع (ِفَعَلوۂ4 بعد تنبههم بمخالفته» بل يصرون عليها؛ عنادًا 
واستكياراء والله «لبئس ما كَانُوا يَفْعَلُونَ4 [المائدة:79] لأنفسهم ذلك المنكرء 
والاصرار المستجلب للعذاب والنکال. 





ر ہس اسان إا“ سوہ 5 r‏ 
« کریٰ حكييا كيرا منْهُمْ شولوت ان ڪغروا لئس ما قَدَمْتَ لم 


سے کر و خر 


انف ہم ان مسخط الہ عَليھم رو الکتاں هم دون © ولو ڪاوا ونوت 
او وای وما زک إِلَيَهِ ما أَعحَدُوهُمْ أوية ولک كديرا نَم 1ي 


جد دن اشد الاس علاو لَلْد ءامنواً آلیهود وا لے اش ہو ولتجدرک 
ربكم تَوَدَةٌ لَلَیمہ اوا ای قارا إا تسس ری دلت باد مِنْهْمْقسِسِيرت 
سے ےہ 0 ات :82-80[. 


إترى» أيها الرائي «كثيرًا مَنْهُمْ يكوَلُْوْنَ4 وبودون» ويوالون ظالَّدِينَ کفروا) 
أشركوا بالله ويصاحبونهم؛ لذلك يسري شركهم وكفرهم عليهم؛ والله لبنس ما قدّمَتْ 
لهم أنفُسَهُمْ أن صخط الله عَلَيْهِمْ4 سنه نی العَذَّاب ب هم خَالِدُون4 [المائدة:0 8] 
بشۇمە. 
ولو كَانُوا4 أي: هؤلاء المنافقون طيُوْمِئُونَ باللو4 المتوحد في ذاته «وَالتبي4 
المؤّد من عنده» المبعوث إلى كافة الخلق وما انل إليه) من الفرقان الفارق بين 
الحق والباطل لما اتَحذوحه أي: المث, کین أؤلباء) أحباءء أصدقاء «وَلكِن كَبِيرًا 
مَنْهُمْ فَاسِفُونَ4 [المائدة:1 8] خارجون عمًا فيه صلاحهم؛ وسدادهم من الحكم 
والأحكام المنزلة في القرآن. 

«لتجدن» أيها الداعي للخلق إلى الحق اد الئاس عَدَاوَة لَلْلِينْ آمو ا بك 
وبکتابك الیهرد4 الذين جبلوا على النفاق والشقاق: سيما معك» وممن تيعك 
9وَالْدِينَ أَمْرَكُوا4 بالله بإثبات الوجود لغيره؛ لبغضهم مع الموحدين الموفقین بتوحید 
الله وو حدة ذاته» القاطعين عرق الشركة بالكلية ©وَلَتَجِدَنْ أَقرَيَهُم مُوَدْة» ومحبة ه لين ظ 
آمَنُوا الْذِينَ قَالُوا للمؤمنين من محض ودادهم وصميم فؤادهم بعدما تحققوا بحقية 
الدین المصطفویة؛ والشرعة المحمدية الموصلة إلى بحر التوحيد: إا نُصَارّى4 ننصر 
دينكم ونقوي عضدكم. ٴ 

ظ(ذْلِك أي: بسبب ودادتكم ومحبتكم في قلوبهه بان ملم جمکا 


462 سورة المائدة .- أ 


9قِْسيسِِينَ 6 طالبين للعلم اللدني الذي ھو تمرة جميع الشرائع والأديان لِرَرُهْبَانَا 
متحققين بمرتبة العين» ومتصرفين بلا تفرج» متفرجين بلا تصرف في الأمور الدنيوية: 
مننظرين لظهور مرتبة الحق التي أنت تظهر به يا أكمل الرسل (وَأَنْهُمْ4 بعدما وجدوا 
في وجدانهم مأ وحدوا جلا يسْتَكْبرُون 4 [المائدة:2 8] عن نصرك وودادتك أيها الجامع 





لجميع مراتب الحق. 
کاڈ ٹوا اک نول رك اتک یش یس المع مكارأ 
8 ن رکا انتا ا بے مع لهي © وما نا لا وم TY‏ 


وَتَطلسَم أن يِل لاش © کور تزا درتو کب 
آنه کروی 2 ج آي لجست > الف حستی (۳) والن کھروا و ص ےئ ڪدوا ڪا نا يک 
أحصلب ابحم لہ 9ا4 [المائدة:3 6-8 8]. 
الزشول» من الحكم ا والقذکیں والرمور والإشارات: والعير کال المنبين 
کل منھا عن مرتبة الیقین الحقي ٭تُزی4 أيها الرائي ظِأغيتَهُمْ تَفِيض» تسيل من 
الذمع» من غاية تلذذهمء ونهاية تشوقهم بتلك المرتبةء وذلك التذلل والتشوق يما 
عَرَفوا) بفدر وسعهم وطافتهم وم4 أمارات عرتبة ة «الحَق4 فکیف إذا تحقفوا بهاء 
وتمکنوا في مقعد الصدق. 

ليَقُولُونَ4 من غاية تحننھم وتشوقھم منادیاء مناجیاء قلقًاء حائرّاء خائفًاء حذژاء ' 
راجيًا: ربا آمئاي صدقناء وتحققنا بمًا وهبت لنا من مرتبتي العلم والعين» وبعدما 
تحققنا بتوفيقك بهما «فاكْبنا» بلطفك «ِمَحَ الْشَاهِدِينَ4 [المائدة:83] المتمكنين الذين 
حضروا وانقطع سيرهم؛ وحاروا إلى أن تاهوا أو فانواء لا إله إلا هوء كل شيء هالك 
إلا وجهه. 

طر4 يقولون أيضا من غاية تحسرهم وتعطشهم: جما لنا» أي: أي شيء جرض لنا 
لا ؤْمِن4 نصدق ونوقن ونذعن «باليعة المتوحدء المتتجلي في الأكوان: المستغني عن . 
الدليل والبرهان ق لا نتبع ونمتثل ما جَاءَنًا مِن4 دلائل لی وبنيانه طوَ© مم | 
ذلك ؤِنَطْمَعْ4 ونرجو 901ھ رينم مم القوع الضالجير4 [المائدة:4 8] للك المرتية. 

وبعدما فزعوا إلی اللہ وأخلصوا فیما آظھروا لفَأَاتهُم اف4 واورٹھم با قَالُوا4 
راجياء مناجيّء متمنيّاء متحسرًا جنات منتزهات من العلم والعين والسل (تجري من ' 











سورة المائدة ) 463 


سس س 
تَحْتهَا الأنْهَارُ» أنهار المعار ف والحقائق من ألسنة أر پاب الكشف واليقين؛ ليحيي بلدة 
میا من المحجوبین المسچونین بسلاسل التقليدات» وأغلال الدلائل والتخمينات 
لِخَالِدِينَ فيهَا4 ما شاء الل لا حول ولا قوة إلا بالل وظوَذْلِكَ4 الفوز العظیم؛ 
والفضل الكريم ظجَرَاءُ المُحْسِنِينَ4 [المائدة:85] الموصلين إلى مرتبة حق اليقين. 
وین كَفرُوا4 بتوحيدنا طِوَكَدْبُوا . يآيايتاه الدالة عليهء المبينة مريت 
اوليك البعداء المحبوسون في مضیق الإمكان «أضحَابُ الجحيم) [المائدة: 6 8] 
لا نجاة لهم منهاء ولا خلاص من غوائلها. ات 
کس جر ر ر و و کر مھ اسي ہر دي ہے ہے سور ہر 
ياي مال شر وا عبت مال ائھ کم ات تا رک الا جب 
لمعي ا وکا کا کک اھ کک با وفوا اه ای آم بث تو فیا لا 


س ل 4# 7 ص - ر ہے كل كه سرس ١.‏ > سے 
ادم آله اللو ف سیک ولاکن مُوَلِنْدُصكُم ہما عقدے الأيمن فكفرنه إطعام 
سے سے ر تد و ہے س کر ور ارت جج سے لے سر کے آ4 ٦1‏ ۶ کے ےی 
عشرۃ مساكين مِن وط ما تطومون اھليکم آو وسوتھم و حرير رقبةٍ فمن لم جد 
سر ر وسات کت ا سض ہت سے ر ر س ےر س رحو ےکم ص 7 روصي عه ع سس ¥ 
ويام تة يام ذلك تفذره ایمنیکم إِدا حلقشم وحم ظو ایملنکم كلك بین الله 
لَك ءاجو ملک ت کروی تب ¢ [المائدة:7 89-8]. 

ثم لما بالغ النصارى في الإعراض والترهب عن حظوظ الدنيا ولذاتها إلى حيث 
يحرمون على أنفسهم ما أحل اللہ لھم وأفرطوا فيه إلى حيث لم يبق مزاجهم على 
الاعتدال الذي جبلوا عليه» أراد سبحانه أن ينيه على المؤمنين طريقًا مستقيمًاء وسبيلا 
واضحًا متوسطا بين طرفي الإفراط والتفريط؛ لثلا يؤدي إلى تخريب المزاج وتحريفه؛ 
إذ للحق سبحانه في إيجاد الأمزجة صنائع عجيبة» وبدائع غريبة منتشئة عن محض 
الحكمة الجامع لجميع الأوصاف الذاتية الإلهية من العلم والقدرة والإرادة وغيرها. 

فقال مناديًا: (يَا أَيُهَا الّذِينَ آمَئُوا4 صدَّقوا بدين الإسلامء وامتثلوا ما أمروا فيه 
ونهوا عنه» عليكم أن الا نُحَرْمُوا طََِاتٍ ما أَحَلٌ الله لَكُمْ4 في دينكم طول تَعتَدُوا» 
عن حدود الله؛ ترهيًا وتزهدًاء مفضيًا إلى الرياء والسمعة ظإإِن الله المدبر لعبادہ لا 
يحب الْمُعْتَدِينَ4 [المائدة:87] المجاوزين عن مقتضى تدبيره وإصلاحه. 

9و4 إذا سمعتم من الحق ما سمعتم كوا من طيبات مما رَزْقَكُمُ الله خلالاً» 
غير مسرفين: في أكلها ظطَيبًاه من كدٍّ يمينكم؛ وعرق جبينكم مقدار ما يقوم مزاجكم 
ويقويكم على إقامة أمر الله وأحكامه لوَائّقُوا الله اللي نم په مُؤْمِمُونَ» [المائدة:88] 













٣ ٦ 464‏ سورة المالدة 


موفنون» مخلصون عن مجاوزة حدوده وارتکاب محظوراته» واحذروا عن بطشه وانتقامه 
واعلموا آن خير قوتكم في دنياكم تقواكم ورضاكم» لذلك أوصاکم سبحانه. 

ومن جملة الأمور التي تجب محافظتها عليكم في معاشكم؛ لتكونوا مع المتقين 
المبرورين عند اله ألا تجترتوا على اليمين والحلف بال في الوقائع والعقوده سيما على 
وجه الكذب قصذا واختيارًا حتى لا تنحطوا عن مرتبة العدالة الفطريةء ولا تلحقوا 
بالأخسرين طِالْذِينَ ضَل سَغيهُمْ فِي الحَياةٍ الذُيّا [الكهف:104] إلا أن تصدر عنكم 
هفوة بغتة بلا قصد على ما هو المتعارف عند العرب في أثناء أكثر الكلام: «لا والله» بلا 
إغراء وتمويه؛ فإنه معفؤ عنكم. | 

كما قال سبحانه: لا يٰوَاِذكُم الله 4 المجازي عن أعمالكم طباللَغْو 4 الصادر 
منکم في نمَانكم» بلا قصد وتغرير «وَلَكِن پُوَاجِڈُکُم4 ویعذبکم ف(ہما عَقُدتُمْ 
الأيماني أي: بالعقود التي وثقتموھا بالأیمان: ہے فيها. فعلیکم بعدما حنثتم أن 
تجبروها بالكفارة طِفَكَفَارَئؤ4 المسقط نكاله ؤِإِطْعَامُ عَشَرَةٍ مَسَاكِين مِنْ أؤسط ما 
ُطْحِمُونَ يكم 0 كِسْرَئهُمْ# أي: كساوتهم على هذا الوجه از ز خریز رة على 
تفاوت رتبكم ودرجاتكم عسرًا أو يسرًا. 

«فْمَن ل جذ شيئًا منها هِفْصِيَامْ 5 َه أيام) أي : فعليه أن یصوم تلانة أيام 
متوالية؛ زجرًا للنفسء وجبرًا لما انكسر من المروءة الفطرية «ذَلِكَ» المذكور «كَفَارَةٌ 
أمايِكُغ إِذَا حَلَفت4 جازمین حقیتہ وحنشتم؛ وأمًا إذا حلفتم كذبًا وزورًا - والعياذ بالله - 
فنكاله لا يسقط عنكم إلا بخلاص التوبة والندامة المؤكدة «وَاحْفْظُوا4 أيها المؤمنون 
3أيمانكم) #لتي حلفتم بها في مواقعها عن شوب الكذب والشك. بل عن شوب الکن 
أيضا إن أردتم أن تبروا فيهاء وتقسطوا عند اله طكَذَلِكَ4 الذي وعظتم به ين 
لَكُمْ آيَاتّهِ» الدالة على توحيده طِلْعَلْكُمْ تَشْكُرونَ» [المائدة :9] رجاء أن تتحققوا في 
مقام الشكرء تصرفوا ما وهب لكم من العطايا إلى ما اقتضته حكمته. 


اج الین امنرات قر لیر الاما الام رہن می الجن جنوه 
امک تمیحوں نما م ید الشیطن آن بوقع بتک العدوۃ وَالِحْصة ق ابر وا سے 
ویصذم صن و آلو وڪن الک ية قھل غ خی ھکائکیشاھ ککفاائطا اتبا 
وت ماع موا ما ملسو ال الین © ) [المائدۃ:92-90]۔ i‏ 
یا ھا الَذِينَ آمثوا) مقتضى إيمانكم محافظة حدود ل الموضوعة فيكم .. | 












سور ة المائدة 465 


امور سسسب سک 
لإصلاحكم مرا ونهباء كراهة وندبّاء حلاً وحرمة ة (إِنّمَا الحُمْري أي: مطلق ما يترتب 
عليه السكر وإزالة العقل من أي شيء أخذتم وَالمَيِسِرْب القمار مع أي شيء لعبتم 
<وَالأنصَابُ» أي: الأصنام الموضوعة؛ لتضليل العباد ازام الموضوعة 
للاستعلام مما استأثر الله به من غيبهء كلّ منها رجش يِن عَمَلِ الشِطَانِ4 قذر ونجس 
بلا واسطة أو واسطة «فَاجْتَِيُوة# أي: جانبواء وأبعدوا أنفسكم عن كل منها (ِلَعَلَكُمْ 
تُفْلِحُونَ4 [المائدة:90] رجاء أن تفوزوا بما يرضى به الله عنكم. 

ِإِنّْمَا يُرِيدُ د الشيطان) المضل ان ُوقغ بَيْنكُم العَدَاوَة وَالْبَخْضَاءَ في الخَمْرِ 
امير إلى حيث يفضي إلى المقاتلة والمشاجرة (5) يريد أن «يَصْدَكُمْ عَن ذِكْرٍ اللو4 
وخصوصًا لوَعَنٍ الصّلاةٍة التي هي معراج المؤمن نحو الحق ظطفْهَلُ أنثم مُكَھُو نہ 
[المائدة: 11] أيها المؤمنون» آم مهلكون بارتكابها؛ إذ لا واسطة فيهما ولا عذر. 

<وَأَطِيعُوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه وَأَطِيعُوا الؤشول المبيّن لكم أمر الله 
ونهيه «وَاحْذَّرُوا4 عمًا حذركم الله ورسوله «فإن وليك4 وأعرضتم بعد وضوح 
البرهان ظِقَاعْلَمُوا أَنّمَا عَلَى رَسُولِنَا البلاغ المبی4 [المائدة:92] الظاهر الواضح؛» 
وعلینا النحساب والأخمل. والانتقام والعذاب والنكال. 


لیس عَل الک ءَامثوا وَعَملوا الصَلِحَتِ تام فیا طَومُوا إِ٥َا‏ ما اتَقوا اموا 
قوذ طيحت اتقو يماج كا نمف أرق مين تنيع © اج ایق ما 
ا آله کیو ن اليد تتام ادیک ورمام بعاد ا ا شس کن انتک بد 
ذلك قله رداب (O‏ [المائدة: 93 - 94]. 

ليش عَلَى الْذِينَ آمَُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتٍ» المأمورة تاح حرج وضيق 
وتعب 9فِيمَا طجمُوا) من المحرمات المذكورة قبل ورود تحريمها «إِذَا ما الْقَوْاگ بعد 
ورودھا عن غضب الله جوَآمَتُواف صدقوا تحريمها لِوَعَمِلُوا الضالحات4 المرخصة 
بمقتضاها بلا إحلال ثم الْقَوْا4 عن رخصها طوَآمَئُوا4 أي: احلصوا بعزائمھا طثُم 
القَوْا4 عن عزائمها طالبين رضا. الله وأخسَتُوا) في هذه التقوى؛ وتعبدوا الله كأنهم 
يرونه ڈزائٹی المحسن المفضل لعباده وبحب الْمُحْسَئِينَ © |[المائدة :93[ منهم؛ 
الطالبين رضا المتشوقین لقاءه. 

ومن أجل الأمور المحرمة عليكم في دينكم: الاصطياد حال كون 
للحج. 





466 صورة المالدة 


ليا يها الَدِينَ آمئوا نكم ويختبرنكم اله بشيء) حقبر يِن الضيدي 
حال كونكم محرمين يغشاكم بحیث اله أيِدِيکُم وَرِمَاحُکع من غایة قرب ھل ما 
تأخذونه وتشوسونة؛ أم تحفظون أمر التحریمء وتراعون سحقية ) وما ذلك إلا ليع اه4 
أي: يميز ويفصل من ياف بِالَغّيب» أي: من انتقامه في يوم الجزاء من لا یخاف: 
ولا يبال بأمره وشأنه فمن ۾ ادى وتجاوز ف(بَغد ذُلِكَ أی: بعدما سمع من الحق ما 
سمع ففَلَه عَذَابَ آلي) [المائدة :۰] وعقاب عظيم باعتدائه واجتراثه. 

الین ماما لا ناوید وم مر رمن ون بی شس سم 
العو کم پو ڏوا عدل نک هديا ہلغ الکمبة او کقرة لام مم یکین تل تر لِك صِمَامًا 
دوق وبال آموہ عقا الله عم اصلف ومن عاء ي يم هه نہ وا پیر دو اي 4م 
لک صَید الحر ایح و وطمامةءمتنعا لم والکتارۃ ومک ميد صید ال مادمشمحی 
تار وك 46 [المائدة:96-90]. 

3 أردقه م سبحانه بما يدل على جبره بعد انکسارہ؛ رفعًا للحرج عنء عباده؛ 
تیا تادا هزد كا قل بن اق ای امه جيل سره بع م 
قتل من النعم في البفع والفائدة؛ لسد جوعة الفقراء والمساكين طيَسْكُمْ به© بممائلته 
دوا ذل يَنكه حال كون ذلك المجازي ناويًا ظطهَذيًا4 یذبح الہ ولرضاہ بالغ 
الكغْبَة 4 أي: عندها ويتصدق بها للفقراء والمساكين. 

طازہ لزم عليه فار وهي ططْعام مَسَاكِينَ © أی: یڈ بشتری بثمن ذلك اس 
الذي يحكم به دوا عدل طعامًا ويتصدق به للمقراء. يعطي کل واحد منهم مدا من 
الطعام ڈاز عغذل ذُلِكَ صِيَامًا) .أو لزمه صيام مدة مساوية لعدد الفقراء إذا أطدم بشمنها 
عليهم سر کل تلك التكاليف الشاقة نة لوق تال نر4 آي: ثقله وصضدنه وفظاعته» 
ووخامة عاقبته؛ إذ هو إبطال لصنع الحق حين حماه الح ونهى عن التعرض. 

وعليكم أن تحافظوا على النهي بعد الورودء ولا تخافوا عمًا قبله؛ إذ ذِعَفَا اللة 


كوتكم تائهين في بيداء الغفلة ومن غاد4 عليها بعدما نبه وتنبه يقم الله نذه 
ویؤاخحذه عليه ویحاسبه عنه» ویجازیه على مقتضی حسابه و لا|تغتروا بحلمه 


2 











سورة المائدة ۱ 407 


سورةالمالاة س 
وإمهاله ومجاملته؛ إذ اه4 المستغني في ذاته عن جميع الشؤون والنشأة «عَزِيزٌ»4 
غالب» غیور؛ متکبر؛ تھور ذو انام [المائدة:95] عظيم» وبطش شديد على من 

نعوذ بفضلك من عذابك يا ذا القوة المتین. ٰ 

أجل لكب أيها المحرمون طصَيْدُ البخر4”" مائي المولد مطلقًا إلا ما 
تستكرهه طباعكم إوطعَامة) أكله ظمَتَاعًا لَكُمْ4 يمتعون بها مجانًا ظو4 كذا 

لِلسَيَارَة4 للتجارة والزيارة وغيرها تتزودون منها 9وَحُرّمَ عَلَيْكُم صَيِدْ البَرَ ما دُمْتَمْ 

زا4 آی: من أول مدة إحرامكم إلى أول الحل لرَائقُوا اله الي إليهِ ختررد) 
[المائدة:96] وتساقون أيها المؤمنون. 

وعليكم الحذر والاتقاء عن التعرض بمصنوعاته بقهر وغلبة في جميع حالاتكم 
سيما عند ليس الإحرام الذي هو كفن الفناء المعنوي؛ والموت الحقيقى عند أولي 
الألباب الناظرين إلى لب الأحكام وزبدته. 

وكما أن فى الموت الصوري لا يبقى للقوى والأوصاف الظاهرة آثار وأفعال؛ بل 
تعطلت» وانمحت» وتلاشت بحيث لا يتوقع منها ذلك أصلأًء كذلك في الموت الإرادي . 
الذي هو عبارة عن حج العارف لا بد من إحرامه» وتعطيله أعضاءه وجوارحه عن 
مقتضيات الأوصاف البشریة والقوى الحيوانية» وعن جميع التعينات الجسمانية 
والروححانية» والغيبية والشهادية: والظاهرية والياطنية» وبالجملة: عن جميع الإضافات 
والكثرات الحاجبة لصرافة الوحدة الذاتية» المستهلكة عنها جميع ما يتوهم من الأظلال 
والعكوس0. _ 

لذلك صار الموت الإرادي أشذ في الانمحاء وأغرقٌ في الفناء من الموت 





(1» قوله عز وجل: أجل لَكُمْ صَيِدُ البحْرٍ وَطْعَامُهُ مَبَاعًا لَكُمْ وَلِلِسْيَارَةِ والمراد بالبحر جم 
المياه؛ قال غمر له: (اصيده ما اصطيد وطعامه ما رمي به» وعن ابن عباس وابن عمر وأبي 
هريرة: طعامه ما قذقه الماء إلى الساحل ميئّاء وقال قوم: هو المالح منه وهو قول سعيد بن جبیر 
وعكرمة وسعيد بن المسيب وقتادة والنخعیي: وقال مجاھد: صیدہ: طريه؛ وطعامه: مالحه؛ متاعا 
لكم أي: منفعة لكم» وللسيارة يعني: المارة» وجملة حيوانات الماء على قسمين: سمك وغیرہ. 
أما السمك فميتته حلال مع اختلاف أنواعها قال النبي “: أحلت لنا ميتتان ودمان» الميتتان: 
الحنوت والجراد» والدمان: الكبد والطحال؛ ولا فرق بين أن يموت بسبب أو بغير سبب» وعند 
أبي نحنيفة لا يحل إلا أن يموت بسبب من وقوع على حجر أو انحسار الماء عنه ونحو ذلك 
[تفسیر الیغوي (100/3)]. 0000 








468 سورة المائدة 


الصوري؛ إذ ينتهي الأمر في الموت الإرادي إلى العدم والصرف والفناء المطلق الذي 
ما شم رائحة الوجود أصلاء فكيف تخلل الموت والحياةء والوجود والعدم» وتاهت في 
بيداء ألوهية أنظار العقل وآراثه؟. 

( ٭ جل الہ الک ےة ات السرام ا نایں والشہ الام وامدی والقتهد 
5وك لتَمَموآ أن أله يَعَلَمْ مَافي السَمئوتٍ وما فى الْأرضٍ وات أله يكل عو عدم ا 
اع كما اک ائ سید الاب د ائه َر ی ت امل اسول إلا الم آم 
لم ادون وما حسمو ا قل لا سنوی الکہیث والطیب واؤ أَعَجبف کر المیثِ 
اموا اق داز الا لدب لملہم تندشوت 7ج [المائدة:100-97] 

إنما «جَعَل) وصير «الة6 المستغني بذاته عن الأمکنة والحلول فیھا مطلفًا 
لالكَعْبَة4 الكعبة المعينة في أرض الحجاز طالبَئْتَ الْحَرَاءَ4 أي: المكان الذي يحرم 
فيه أكثر ما يحل في غيرها من الأمكنةء بل جميعها عند العارف؛ ليكون طِقَيَامًا 
لاس“ يقومون بها ويتيقظون بأركانها ومناسكهاء وآدابها ومشاعرها عن منام الغفلة 
ورقود النسيان طو4كذا صير طالشْهْرَ الحَرَام) ميقاتًا لزيارتها وطوافها؛ ليقوموا فيها 
بتهيئة أسباب الفناء وتخلية الضمير عن الميل إلى الغير والشوى. 

4 صيّر سبحانه أيضًا طِالْهَذْيَ وَالْفَلاہِد جبرًا لما انكسر من رعاية نسكه؛ 
وأراد به؛ لثلا يتقاعدوا عن [تمامها ظطِذَّلِكَ أي: جعلها وتصييرها مرجمًا لقاطبة الأنام 
وقبلة لهم بحيث يجب عليهم التوجه نحوه من كل مرمى سحيق؛ وفج عميق؛ إنما هو 
لِتَْلَمُوا أن الله المحيط بذرائر الأكوان 9يَعْلَمُ4 بالعلم الحضوري جميع لما في 











(1) ألبس الله الكعبة سناء قدص آياته ونورها بصبح مشارق صفاته من مطالع ذاته؛ وصيرها مرآة حسنه 
وجماله لنظر نظار معارفہ؛ وأبصار عشاق كواشف رداء عظمته وكبريائه؛ لقيامهم على مشاهد 
قربه ومواقف قدسه ليطلبوا منها رؤية براهين هلال صفته ومشارق صنع جلال قدمہ: وحژم 
تلك المنازل على الأغيار دون الأخيارء ومنع الأخيار عن الدخول فيها مع بقاء نفوسيتهم؛ 
ليعلموا أنها ممنوعة من تناول الكل لهمء ليعرفوا عين القدم أنه منرّة عن خطرة كل حادثء جعل 
الكعبة بيته» وجعل بيته قلب العالم» ويظهر بجلاله منه لعيون العارقين» كما ظھر لموسی 89 من 
طور سیناء: وظهر لعيسى 868 من طور المصيصة:؛ وظهر لمحمد 34 وأمته من الكعبة: كقوله 
َي «جاء الله من سيناء» واستعلن يساعير» وأشرف من جبال فارانف هكذا جعل قلب العارف 


كعبة مشاهدته في حرم صورته» وسد بايه'عن كل طائف غير نظرهء فيظهر آثار جلاله من . 


صورهم. قال الشبلي: الكعية أمام أعين الناس؛ والحق أمام قلوب أرلياته. [عرائس البؤاد]. 


ات کا الل و ھا ا وو کک ۰۰۰۰-۰ 





1 





سورة المائدة ٣‏ 469 


الكَمَوَاتِ» أى: العلويات والأعيان الثابتة «ومَا في الأزض» السفليات التي هي 
الهريات الباطلة #و» ليعلموا «أَنَّ اللہ المنزه المتعالي عن أن يحاط بمجلاه 
وتجلياته «بكُل شَيْءِ»4 مما استأثر باطلاعه؛ وما يعلم جنوده إلا هو طعَلِيم4 |المائدة: 
7 لا يعزب عن علمه وحضوره شيء؛ كلت الألسن عن تفسير صفتك؛ وانحسرت 
العقول عن كنه معرفتك» فكيف يعرف كنه صفتك يا رب؟. 

وبالجملة: «اغلَمُوا) أيها المتوجهون نحو الحق وزيارة بيته ن الله شديد 
العقّاب4 لا تغتروا بامهاله له بمقتضی لطفه وجماله» بل احذرواء وخافوا عن سطوة 
سلطنة قهره وجلاله «و» اعلموا أيضًا طأَنّ الله غَفُورع ستار لذنوب عباده المخلصين 
ظرژجیع4 [المائدة:98] لھم؛ يرحمهم بمقتضى جماله ونواله» يعني عليكم أن تكونوا 
مقتصدین؛ معتدلین بين طرفي الخوف والرجاء؛ لتكونوا من زمرة عبادہ الشاکرین: 

فان جادلوا معك يا أكمل الرسلء أهل البدع والأهواء الفاسدة فی هذه 
الإلهامات والاختبارات الإلهية المترشحة من بحر الحكمة؛ قل لهم نيابة عنا: ما عَلَى 
الشول؟ الھادی بإذن الح «إِلّا البلاغُ4 أي: بلاغ ما أهدي به والقبول من الله 
والتوفيق من عنده «واللة4 المطلع لضمائركم لِيَعْلَمْ ما تُبِدُونَ4 تظهرون؛ وتعلنون من 
الإيمان والإطاعة وما كنتم مرد [المائدة:99] من الكفر والبدعة. 

«فل) يا أكمل الرسل وا يَستوي الخْبيثُ وَالطْيَبُ» عند الله ولو أَعْجَبَك 4 
أيها المتعجب طكَثْرَةٌ الحُبيث4 إذ لا عبرة للقلة والكثرة بالجودة والرداءة في الأعمال 


اقرا اله حى تقاته يا آؤلي الألباب4 الناظرين بلب الأمور طلْعلَكُمْ تفْلِحُونَ» 


[المائدة:100] تفوزون من عنده فوزًا عظيمًاء بعدما تجؤدون أعمالكم بال خلاص 
والتقوى. ظ 
اا الوت اموا ل کوان اش ان بد لہم تسوہم إن سوأ عنها ين 
يتما الذبت اموأ لا تسكلواعن شيا ان بد لہم دسوم إن جن 
فلالا اؤ د لک تاا ا ا مد حا ےر( ناتا کم ن یم نہ 
ایوا ا فرت )ما جل أله ن کی وک ستو ولا ویک وک حا وکال 


گا د ل اق الکزہ ا کت ھم ک اة ادا یک کہ تسَالوا إل مآ أنزل الله 


برک اسول الوا کیا ما جد عو کت او ک2 ابام کا یتخو کیا ولا 


O‏ [المائدة:104-101]. 





470 سورة المائدة 


یا اھ الِّينَ آَمنُوا 4 مقتضى إيمانكم أن فلا تالوا4 ولا نقترحوا من رسولکم 
ؤِعَنْ آضيا قبل ورود الوحی ان بد4 وتظھر طِلکُم تسؤكُم »4 وتغمکم؛ وتورث 
فيكم حزنا (تإن تَسْأنُوا عَنها جين رل القُرَآنُ بد بد لکیہ بلا سو وحزن طِعَنًا الہ 
عا سلف (غنها) فعليكم أن تحافظوا عليها بعد ورود النهي (زاللة4 المطلع لضمائر 
عباده موز لهم ما سبق من ذنوبھم قبل ورود الزواجر و(خلی> [المائدة:101] لا 
يعجل بالعقوبة إلى أن يبوؤوا. 

واعلموا آنه (قذ الها عنها ظِقَوْمْ4 مثلكم «بَن قَبلِكُمْ» من آنبیاٹھم ٍ4 
بعدما ظهر ما اقترحوا لأضبَحُوا» صاروا «بهَا4 بسبب ظهورها فإكَافِری ن4 [المائدة: 
102[ بعدم امثالھم وانقیادھم ہما ظھر. 

لما جَعَل اله أي: ما وضعء وشرع لكم في دينكم ما في الجاهلية م 
جير وهو أنهم كانوا إذا أنتجت ناقتهم خمة أبطن خامسها ذكر بحروا أذنها؛ أي: 
شقوها وخلوا سبيلهاء فلا تركب ولا تحمل ولا تحلب أبذاء فسموها بحيرة وولا 
صَائبَة © وهي أنهم فالوا: إذا شفيتٌ فناقتي صاتمة؛ أي: ممنوعة من الانتفاع كالبحيرة 





ڈزلا وَصِيلَةِ4 وهي أنهم إذا ولدت شاتهم أنثى كات لهم وإذا ولدت ذكرًا كان 2 


لألهتهم: ٠‏ وإذا ولدت ذكرًا وأنثى في بطن واحد یتبعون الأنٹی بالذکور؛ ویتقربون بھا: 
وسموها وصيلة. 

ولا خاع وھي أنهم إذا أنتجت من صلب فحل عشرۃ أبطن؛ حرم انتفاعه 
بالكلية. ولم يمنعوها من الماء والكلاً والمرعی: وقالوا: قد حمی ظھرہ ویسمونھا حام 
9وَلكِنْ الْدِينَ كَفَرُوا4 أعرضوا عن الإيمان والإطاعة (يَفْتَوُونَ عَلَى الله الكَلِتَ» أي: 
يستوي أمثال هذه المزخرفات الباطلة على الله؛ افتراءً طوَأْكْمَرْمُعْ لا يَعْقِلُودَ4 [المائدة: 
03] الله ولا يعلمون حق قدره ومقتضى حكمته. 

(وإذا قي لَهُمْ4 [محاضًا للنصح: (تغالزا4 هلموا (إِلَى» امال ما أنزل اهف 
المصلح لحالاتكم طوَإِلَى» متابعة طالرَسُولٍ» الهادي لكم عمًا فيكم من الضلال 
«تائرا» من غاية انهماكهم في الغفلة: طحَشْبْتَا4 وکافینا طمَا وَجََذْنَا عَلَيْهِ آبَامَنَا» 
وأسلافناء قل لهم «آ» تقلدونهم؛ وتقتفون أثرهم (و لو كان آبَاوْهُم لا يَعْلْهونٌ شیک 

من أنقسهم طوَلَا يَهْتَدُونَ» [المائدة:104] طريقًا مستقيمًا بإهداء الهادي» وإرشاد 

عرش مع كونكم عقلاء من أهل التمييز والاختيار: فالعار کل العاں فاعتبروا يا أولي 
الأبصار ٰ 





موچ دو ا اا الم يوو ا ا ل 00 
- 








سورة المائدة 471 





جا آ سلجي بسن اااي سن سے مذ دس اس سے ا سے فى 
7 اا الین اموا لیک انش کہ لا یسرم من صل إا هدیش إلى آلو 
خضر آحدک الست حي الو يڌ اکان دوا علِ یَنکم آ >اخران من عَیِرکم إِن آنتم 
سے سج ار ے کے ساسا ہے ا گر اس سم حر سرچ کس حم کے بے 
صم فی لاض اگم ية لمو تَحيِسُوتَهُمَا م بَعّد الصَلوٰۃ مَيْعَيِمَانِ به إن 
ريب لا سَمْترى بو كَمنا ولوكانَ 7 وَلَامَكَتر كہَددَة او إِنّا إدا من الَاڈیینَ ا(۳ 4 
[المائدة:106-100]. ظ 
پیا اھا لين آمَئُوا عَليَكُةِ) أن تحفظوا نكم وتلازموها على الطاعات 
وتداوموها على التوجه نحو الحق في جمیع الحالات؛ وما لكم إلا حفظ نفوسکم لا 
تَضرّكم4. ضلالة ومن ضل4 عن طريق الحق [إِذًا اهْتَدَيْثُمِ4 إليهء واعلموا أيها 
المؤمنون إلى اله المبدئ» المعيد (مزجغكم) وهم جَييعا فيتبنكم با كم 
ٹفملونہ [المائدة:105] فی دینکم من شر وخيرء ومعصية وطاعة؛ ويجازيكم عليه. 
ڈیا بی الْذِينَ أمَنُواف من حملة الأمور التي يحب عليكم محافظتها: «شَهَادَة 
كن أي: إشهادكم «إذًا حَضَرَ أحَدَكُمْ المؤ 6 2 
عَذْلٍ مَنْكمِ4 أي: من أقاربكم وعشائركم «أؤ آخَرَانِ مِنْ غَيرِكُم4 من جانب المسلمين 
وأهل الذمة إن أنثم ضرنم) سافرتم إفِي الأزض» متباعدين عن الأقارب والعشائر 
«آصابت) فيها «مُصِييَة المت تخبشونَهُمَا) أي: الآخران من الأجانب» وتقفونهم 
ظمِن بَعْدِ الضلاةي عند الجماعة. 
دفَيَفْسِمَانٍ باليه على رءوس الأشهاد إن اتيم أيها الرارثون في شهادتهماء 
بأنا لا نَشتري4 ولا نرتشي يشهادتنا «به كَمَئا4 ولا نشھد بالزور ط4 خصوضصا ڈلز 
کادّ) المقسم له ذا فزتى) صاحب قرابة طو» بأنا «لأ َكنم شهادة اله التي 
أودعناهاء بل نؤذيها على وجهها بلا تحريف ولا کتمان» وإن کتمناها وحرفناها؛ ظلما 
وزورًا طإنًا إذً لْمِنَ الآثِمِينَ» [المائدة:106] المكتسبين لأنفسنا إثمًا عظيمًا. 
< يِذ رمك أنها انتحقًا إذما تمان مان مَقَامهُمًا مرت اله تح 
کے ا چ ص سے ر چ سے سے اع _ ہے نر یں الست لع تي بتي ٥‏ کی سے 
کیم الکن قان باقر لجنل لك ین رھت بنا دنن پک تی 


گا _. سے کے ی ا کاو ف لتحي عن ر سرس عل يعر فلس 2 چ ا وع مد قرب 
لای © دوک آدق ناوا لقتو عل وجھھا آو یجافوا آنترد ان بعداِتِهم نوا 


2l‏ ورک . ب اہ سی حر سے ار خر ا ہے ا لك سي ہےر لئے 
لاسما اا یری الت ماترق ا ہوم تح رسک فَیول ا٤ا‏ اہ الوا 








472 صورة المائدة 





ملااك ات علام عَلام المیوپ 4)۵ [المائدة:109-107]. 

لان غیر أي: أشعر واطلع على أنهُمَا) أي: الشاهدان «اشْتَحَنًا إنْمَا4 
بواسطة تحريفهما وكتمانها لفَآَخَرَانِ یَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الْلِين استحقٌ عَلَيهِمْ» أي: 

من الورثة وهما الأو لان الأحقان بالتحليف من الشاهدين فيان بالله لَعْهَادَيْنَا 

ح4 وأصدق ومن شْهَادَتَهِمَا وَمَا اعْتَدَیْنَا ہہ وتجاوزونا في هله الشهادة عن الحقء 
وإن اعتدينا إن إِذا لمر الظَالِمِينَ4 [المائدة :)| الخارجين عن الاعتدال الإلهي 
الذي وضعة الحى بین عبادہ. 

ذلك التحليف والتغليظ «آذتّى) أقرب إلى الاحتياط «أن يَأَنُو | بِالشْهَامَةِ» 
ويؤدوها على رَجْْههَا4 أي: على وجه تحملونها من غير تحريف وخيانة فيها طز 
يَخَاهُوا أن 5 تد IEE‏ على المدعين مَبَعْدٌَ أینازہن4 الكاذبة» فيقتضصوا بظهور الخيانة 
على رءوس الملا «وَاتقوا اللة» أيها الشهود عن الكتمان والتحريف (زاشمغوا4 ما 
يقول المحتضر وأدوه على وجهه راي المطلع لضمائر عباده ولا يَهْدِي 4 إلى 
توحيده طالقَوْمَ الفاصقين) [المائدة:108] الخارجين عن مقتضى أوامرہ ومنهياته؛ . 
واذكرواء وتذكروا خطاب الله وعتابه لرسله من أجلكم. 

طيَوْمْ يَجْمَعْ الله الرْسْلَ4 في يوم العرض الأكبر يمول لهم على وجه التوبيخ: 
مَاذًا أجبئُم» أي: بأي شىء أجبتم لهؤلاء العصاة المتجاوزين عن الحد؟ طقَالوا لا عأ 
َا بحالهم. ٠‏ ولا عذر لنا نعتذر عنھم طك4 بذاتك وأسمائك وأوصافك (آنت» 
بخصوصيتك؛ إذ لا" غير معك ط(علام العْيُوب»4 [المائدة :109[ التي غايت عن_عقولنا 
وأبصارنا وأسماعناء فلك الحكم والأمر؛ تفعل ما تشاء» وتحكم ما تريد. 

© إذقَال أله يمِيسَى بن مم ڪر نَم ليك وَل عل ولد لديك | اید ہلک بروج 
قدي رالاس ق الْمَهَدِ وَسكَهلا وذ عَلمناک التب وَلمكة والوں 
الیل تا رکنش الین گھَج اشر یرذن کنخ نب کد وڈ 
لڪه سفت الى و وإذ د نرج الموقٌ مادق وذ ڪقفقت د بق رل 
نک |د تہ التي قتا الین توأ يخ إن اال س رٿ © ) 


[المائدة :110{ 
اذكر وقت ؤاد تال اله يَا جيتى ابْنَ مَزْيَم4 امتنانًا عليه «اذ5. 5 











سور ة المائدة 473 


وَعَلّی وَالِدَتِك وأقم شكرها إذ أيْدثّك) قويتك» وخصصتك «برُوح القَّدُس» أي: 
بالنفس القدسية اللاهوتية المظطهرة عن شوب القوى الناسوتية» لذلك 3 الاش فی 
المَهْدِ وَكَهْلاً على السوية؛ أي: جعلت لك جميع كمالاتك بالفعل» في جميع أوقات 
وجودك ہلا تفاوت بين طفوليتك وكهوليتك لواد لمك الكّابت4 أي : التدبيرات 
المتعلقة لظواهر الشرع ظوَالْحِكْمَة4 المتعلقة لبواطنها طَوَالتّوْرَاة4 الجامع بينهما 
«والإنجيل4 الغالب فيه ما يتعلق بالباطن. 

كُح فيها) من روحي التي أيدتك به قْتَكُونُ طَيرًا بإذْنِي4 وتُبصر طوَتبِرِىْ الأكمة»4 
المكفوف العين 43# تشفي «الأبْرص بِِذْني وَإِذْ تُخْرِج المَؤتى4 من قبورهم أحياء 
(يإذني وَإِذْ كَقْفْتُ» ومنعت شر «تني إسْرَائيل عَنك4 وقت طإذ جهم اينات 
الواضحات والمعجزات الباهرات طقَقَالَ الْذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ4 من حيث باطنهم: «إِن 
هَذًا إِلّا سِحْرٌ ُبينٌ4 [المائدة:110] ”2 وما هو إلا ساحر عليم. 

١‏ مَإِ اث ال الحَارزِعم آن ءایٹرا ى وَيرسُول الوا امنا شد يننا 
مت یشو © مَلَالْمواربرت یہی تج زیم حل سبك أن يكل عن 
سرت سے گی سے سه س وي 8 س ۳ 1 سے ۱ 

يِدَهٌ مْنَ ألسَّمَلهِ قال اموا اه ن ڪنم ممت ل الوا ريد آن ڪل نبا 
تمن لودل أن قد صَدَقْصَنَا وَحَكُونَ ليهاو نَْلطَِهِيينَ (57) هال عبسى أبن مم 
سی سے کچ اسر لل ل ال ا ا اا ا ل مين ی س خر سے اح می رص فط 2 
الهم ریا نزل عليّنا هده من السا کن تا يدا وتا وءاخرنا وَمَايَةٌ مُنك وأرزقتا 
واتار )4 [المائدة:114-111]. 7 
طإذ أَوْحَيِتُ» وألهمت «إلى الحَوَارِيينَ أن آمِنُوا بي وَيِرَسُولِي4 عيسى بن 

مريم «قالوا) عن صميم فؤادهم: آنا بك وبرسولك . لوَاشْهَدُ» يا ربنا «بأننا 











(1) قال بعضهم: قدصت روحك أن تمازج شينًا من هيكلك وطبعك؛ بل ظهرته لثلا ترى غيري؛ ولا 
تشاهد سوايء وأسكتته قالب جرمك سكون عارية كإسكان آدم هة الجنةء لأطهّر به جسدك عن 
أدناس الكون حتى أقدسهما جميعًا وأخرجها إلى محل القدس: ومن تمام نعمة الله عليه 
صيرورة جسمه بنعت روحه في المهد على مثابة بالقوة الإلهية بأن نطق بوصف تنزيه الله وقدسه 
وجلاله وربوييته» وفناء العبودية فيه» ويقيت تلك القدرة فيه في كهولته حتی عرف عباد الله تنزيه 

اللهء وقدس صفات الله وحسن جلال الله. 





474 سورة المائدة 
مُسْلِمُونَ4”' [المائدة:111] منقادون بدينك ونبيك: نستودعك هله الشهادة إلى وقت -- 
الحاجة. اذكر ظإِذْ قَالَ الحَوَارِيُونَ© لك حين أرادوا الترقي من مرتبة العلم إلى العين: 


إيَا عيسى ابْنَ ميم هَل يَسْتَطِيعُ رَبْكَي أضافوه إليه؛ لتحققه في مرتبة العلم والحق 
(أن يُتَزّلَ عَلَِنَا مَائِدَة» رزقًا معنويًا حقيقيًا ظِيّنَ السمَاو4“ أي: من جانب العلو الدي 


(1) وحي الله إلى المرسلين يكون خاضًا ويكون عاماء الخاص بغير واسطةء والعام بواسطة جبريل 
فو وللو حي الخاص مراتب: و حي بالفعل: ووحي بالصفة: ووحی بالذات: وحي الذات يكون 
في مقام التوحيد عند زؤية العظمة والکبریا وهناك محل الفناء. ووخي الصفات يكون فی عقام 
المعرفة عند تجلي الجلال: وهناك محل البقاء ووحي الفعل يكون في مقام العشق والمحة؛ 
وهناك منازل الأنس والانبساطء؛ وهاهنا للأنبياء والأولياء نصيبٌ؛ وليس لهم في الوحي برسالة 
المُلك نصيبٌ؛ وحي منزل التوحيد بالكلام؛ ووحي منزل المعرفة الحديث» ووحي منزل العشق 
الإلهام؛ ومقام الإلهام منقسٌ على الإلهام الذاتي والصفاتي والفعلي؛ وربما يكون الإلهام الفعلي 
بواسطة الملك والروح والقلب والعقل والسر وحركة الفطرة؛ وريما يرد على السمع قرع هواتف 
الغيب ظاهرًاء وربما یکون بلسان الخلتی حرکات الأكوان: ولا يعرف هله المقامات إلا ذو 
منصب في معرفة الخواطر وحقائق علومهاء وهاهنا وحي الصفاتي الذي يتولد منه الإيمان 
والمعرفة ألا ترى إلى قوله سبحانه: وذ أُوْحَمْتُ إل الْحَوَارِيسنَ أن دَاسسُوا ے4 أي: 
اعرفوني وصدقوني فيما كشفت لكم من أنوار الغيب في قلوبكم ويرسولي فيما أرسلت إليه من 
أنباء الغيب وبيان شرائط الشرع في نعوت العبودية» قوله: لدَايِنوأ يي مقام الجمع؛ 
و«9وَيرسولى» مقام التفرقة. 

(2) قال سيدي روزيهان: تفحص القوم مكانتهم من عند الله سبحانه بتأييد الظاهر ومشاهدة المعجرة . 
جهرًا؛ لأنهم موقئون مشاهدون بالقلوب والأرواح والآسرار حقائق الغیب؛ ورآأوا منازلهم في 
محل القرب والخطاب عند كشف رؤية الحق لإبصار فلوبهم؛ لكن القوم ليوا بمتمكنين في 
شھود الغیب؛ تجري عليهم أحكام أهل التلوين من معارضة النفس والعدو في رؤية الغيب؛ 
وطلبوا آيات الله؛ لدفع المعارضة وطمأنينة القلوب. ألا ترى إلى الخليل في بداية أمره كيف 
قال: «أرني ڪَيفَ تي آلْمَوْىْ» [البقرة:260]: فأجابه اللہ قال: «قَال أَوَلَمْ تين قَال بل 
َلَيكن لَيَطَمَنّ قلبى» [البقرة:260]» فأحوجه إلى رؤية القدرة في الفعل بقوله: 9فَحُذَ أَربَعَةٌ بن 
آلطتر» [البقرة:260]» وليس في الوصفين شكٌ من جانب النبوة ومن جانب الولاية» فلمًا سمع 
عیسی 9ت8 منهم اشتد عليه أمرهم وعجب منهم ذلك بعد إبقائهم؛ وأجابهم بقوله تعالى: «اتقوأ 
الله إن حكدم مُؤْمِيينَ» أي: خافوا الله فيما يجري عليكم من معارفية النفس» أي: ألزموا 
اشتغالكم بدفع الخطرات؛ کی لا تحتجبوا عنه بغيرف وإن من وصل إليه بنعت المعرفة ورؤیة 
الغيب لا يستحسن منه طلب الآيات لتصديق الباطن: فإنه صفة آهل یق فأظهر القومر _ 











سورة المائدة 475 





هو مرتبة العين والحقء فلمًا سمع منهم ما سمع آيس منهمء > وأفظع آمرهم» وأوجس 
في نفسه خيفة من الله الغيورة لأنهم ليسوا في تلك الحالة مستعدین الکشف والشھود 
لذلك قال اموا اللة4 عن أمثال هذه الأسئلة «إن كنم مُؤْمِنِينَ4 [المائدة:112] 
موقنین بکمال قدرته وإرادته واختیاره» واستقلاله بالتصرف في ملكه وملكوته. 

اوا معتذرینء ملتجئين: (ِثُرِيدُ أن تُأكل» نذوق ونستفيد «مِنها وَتَطْمَئنَ 
وبا وتنمكن أقدامنا فى جادة التوحيد طَوَنَعْلَم» يقيئًا عينيا [أن قَذ صَدَفْتَنَا؛ في 
جميع ما أرشدتنا وأهديتنا «وَتَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشاهِدِينَ» [المائدة:113] أي: من أهل 
الشهود والكشف ہلا حجاب العلم. 

فلمًا أحس عیسی ارتلاء الله وفتنته إياهم بادر إلى المتاحاق حت طقال عيسى 
| ان زع الو ني نزن عاي ام ن اوو ےی رسرورا طلا 
حنلًا يخلصنا م من ظلام أظلالناء و وغيوم هوياتنا ِوََنْتَ . خير الرازفين) [المائدة:114] 


على من سبقت غايته له. 
قال كه إن شش كس يجي + أعربه: عَذَام) أله أعذّبه: أحدٌ 
الکن وذ َال اه یَمیسی ا مرم ءات فلت اللا د لدم 2 
٠‏ دون اق قال سْبِحَنتَكَ اوہ لح اقول ماس | ی بی إن گت فلن فاته فع قد عَيِمَد تملم 
ماینقیی ولا اع 2067 لم ألْغْيوب 4 [المائدة:116-110]. 
وال ال4 المطلع لاستعداداتكم «إني مر تل عَلِيكنْ4 وإن لم تكونوا قابلين لها 





عجزهم عن إدراك مقامات مل التمكين بقوله مالی: تالو ید أن اَل يا وَتطبون 

ویزید في قلوبنا تصديقك ومحبتك حتى لا تبقى فينا معارضة الطبیعةہ ونكون من شهداء رؤية 

المعجزة: الصادقين بآثارنا عند المريدين المقتدين: ولأنك قلت لنا: أنتم أصفياء الله وأولياؤه؛ 

. فإذا حصل مرادنا تحصل ظمانينة قلوبنا في صدق الله وصدقك وصدق ولايتناء فسأل هله 

مرادھم بقوله تعالى: «أنزل عَلَمَنَا مَآيِدَةٌ يّنَ أَلسَمَآءِة سأل من السماء لا من الأرض لما فيها 

233 من الرؤحائية والحنانية والملكوتية .غير ممزوجة بعئاصر الدهر الذي يتولد منه عصيان الله. 
0 وأيضا: سال من المبماء خصوصية في المعجزات. 








476 ۱ سور ل المائدة ` 


فمن فز ټغ أي: بعد نزولها <مِنكُم فَإِنّي4 بعزتي وجلالي وقوتي لَه ذا 


لآ ز4 أي: لا أعذب مثله احا شن َ العالمين» [المائدة:115] فکفروا بعد ذلك ` 
فمُسخوا عن لوازم الإنسانية بالمرة» ورُدوا إلى مرتبة الحيوانات وأخبٹھاء العياذ بالك من ' 


غضب الله. : 


ھ خ ےم ول ا سا ا اٹ ا 


ظط( اذکر فإإذْ قال ال4 حین فشا غلو النصارى في حق عيسى وأمه؛ ونسبتهما إلى ظ 


الألوهيةء وقولهم بالتثليث والأقانيم والحلول والاتحاد: (يَا عيتى ابْنَ مَريَء أآنْتَ قُلْتَ 


ہے اُخذوني وَأْمَيَ لين من ذُوٍ ا واعبدولي مدل عاد f‏ اتخذ و من ر تلقاء 


عن أن يكون لك شريك (إما يَكُوُ ما يصح ويليق FEF‏ أي فرلا انی 


لي بح لاتق جائز أن أقوله» سيما بعد لطفك إلي؛ وفضلك وامتنانك علي «إإن كنت ۔ 
َه قد عَلِمتة4 إذ «تغلع6 بالعلم الحضوري تا في نا فی و أنا لا أعلَم ما في ١‏ 


ك4 وذاتك وشأنك وسلطائك ؤإِنّكَ أنْتَ لام اليو ب4 ب [المائدة: 116[ 
وإنما خاطبه سبحانه» وعاتبه بما عاتبه مع أن الأمر معلوم عنده؛ ليويخ» ويقرع 
على الغالين المتخذين؛ لعلهم ینتھون بسوء صنيعهمء وقبح معاملتهم مع اللہ المتوحد؛ 
المتفرد المنزہ بذاته عن الأهل والولدء الصمد المقدس الذي طلم يَلِذ وَلّعْ يُولَذ * وَلَمْ 
كن لَه کُفُوا أَحَدٌ4 [الإخلاص:4.3]. 
3 مانت کنن إلا مآ اتی يو ء أن أبنذوا أهه رن وبح وشت عل هيدا مامت 
کم توقیتی گنت امت الرقیب عَلَْم وات شی کی تیر کییڈ © اد زم اہ 
ما نك أت المي اميم ع کل ائ حا بوت ارج ايقن سنه که 








کت ری یں کیا اندر کی ہا ابا زیی اک میم وشامت کو التوڈ الیم لتر | 


ملك ألسَمنوات والارض ومَاة فی رپا ر [المائد::20-117 1]. 


ثم بسط عيسى الكلام مع ريه؛ تشفبئاء فقال: ذا قُلتُ لهم قولاً إلا ما أقزتني ١‏ 
به أي: بتبليغه وإيصاله إليهمء وهو طن اعْبِدُوا الت الواحد الأحد الذي هو ظرَتِي 1 
أوجدني من العدم؛ ورياني بأنواع اللطف والكرم (وَرَبَكُمْ»4 أيضًا أوجدكم من العدم .| 
مثلي» ورياكم فتكون نسبة إيجاده وتربيته علي وعليكم على السوام ما ترى من | 


بتوفيقك عن أمثال هذه الهذيانات الباطلة جا ذُشث فهع د 








توليكني» ورفعتني | ظ 








. i: ج‎ “ky 
م و لي ب .دي طس انا و س 0 ا‎ 


سورة المائدة 477 





بجودك إلى ما رفعتني كيت بذاتك وأسمائك وأوصافك «آنت الرْقِيتَ4 المحافظ 
عليه المولي لأمورهمء تضلهم وتهديهم» ترشدهم وتغويهم طوَأْنْتَ» المنزه 
بذاتك عن جميع الأكوان طعَلَى ك شئء4 من الأمور الكائنة 9شهيدٌ4 [المائدة:17 1 
حاضر غير مغيب. ظ 

فان تُعَدِبْهُم عدلا طِقَإِنْهُمْ عِبَادُكَ4 فلك أن تتصرف فيهم على أي وجه تتعلق 
إرادتك ومشيتتك «وإن تَغْفِرْ لَهَهِ4 فضلاً وطولا ؤفَإِنْكَ أنْتَ العَزِیرٌ4 الغالب علی 
الإنعام والانتقام ظالحَكِيم» [المائدة:118] © المتقن في إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي؛ 
ومنعه عنه بلا مشاركة ولا مظاهرة. فلمًا بتْ وبسط عيسى مع الله الكلام» وبالغ في 


التفويض والرجوع إليه في جميع الأمورء خصوضا أمر قومه قَالَ اللة4 سبحانه: يا 


ےپ سے 


(1) اتفق أهل التفسير أن الله لا يغفر للمشركين الذين ماتوا على شركهم؛ ذلك مذهب المسلمين 
جميعًاء وقد أرى هاهنا لطيفة؛ وهي أن الله تعالى أجرى على لسان عيسى ## سرا مكتومًا ميهمًا 
على قلوب جميع الخلائق؛ إلا مَنْ كان مِنْ أهل خالصة سرّه» ومحال أن خحفي على عيسى ههو 
أن مَنْ مات على الشرك وهو غير مغفور في ظاهر العلم ووارد الشرع وإنما نطق بذلك من عالم 
السر المكتوم في الغيب» ومفهوم أصل خطاب في ذلك كأنه أشار إلى ما أشار ابن عباس وابن 
مسعود -رضي الله عنهم- في قوله تعالى: ظحَنِِينَ فا مَا دَامَتٍ أَلسَمَيرتُ وَآلأرْض) [هود: 
8ء قالا: يأمر الثار أن تأكلهم وتفنيهم؛ ثم تجلد خلقھم؛ قال ابن مسعود: لیاتین على جھنم 
زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحدَّء وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابّاء قال الشعبي: جهنم أسرع 
الدارين عمرانًا وأسرعها خراباء ألا ترى صورة اللفظ إن تعذجة) يعني بكفرهم ففإِجْمْ 
عِبَادُكَ» فهر حقٌّ لإطلاق الملك لك؛ وإن تغفر لهم ما هم فيه في الدنيا اليوم مَنْ يمنعك عن 
ذلك وأنت العزيز الواحد بالوحدانية في مُلكك لست بجاهل في غفرانھم؛ فإنك حكيم في أمرك 
ومرادك وإمضاء مشخحك: ونحن بيه تقول أكثر من هلا فإنه موضع الأسرارء وأيضا: ون 
تعد بدعوى المعرفة بأن توقعهم في درك الحيرة والفناء في عظمتك: وطوإن تَغوِر»4 بان 
تدخلهم في مقام الالتباس حتى لا يدركوك بنعوت الوحدانية؛ وبقوا في حجاب حظوظهم عنك 
بك؛ قال الوراق: «إن تعَدَيجُم» بتقصيرهم في طاعتك؛ فإنهم عبادك مقرّين لك بالتقصيرء طون 
غير لَهُمْ» ذنوبهم فأنت .أهل العزّة والكرم؛ فلَمْ يبدلها إلا لمَنْ خلقه لها ومن هو حى بها 
وأهلهاء قال بعضهم: ترك عيسى 2# الانبساط في السوال للامةء وترك المحاكمة مع الحق في 
أفغاله ونبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يزال يشفع ويقول: أمتي ... أمتي!! حتى يجاب في 
الكل من آفتهء وهلا هو المقام المحمود الذي حص به؛ ويغبطه عليه الأولون والآخرون» حيث 
يراجع الحق منبسطا ویجاب بفوله: ٭قل تسمغ واشفغ تشفغ». 0 





478 صورة المائدة 


عيسى ظِهَذا يَوْمُ4 لا يكتسب فيه الخیر؛ ولا یستجلب النفع ولا یدفع الضر؛ بل یتفم 
الصَادِقِينَ4 الذين صدقوا في النشأة الأولى (ِصِدقهَهِ4 السابق طِلَهُمْ4 في هله النشأة 
لهؤلاء الصادقين إلى جنات) منتزهات المعارف والحقائق «تجري من تُختها 
الأنْهَارُ» مملوءة بمياه المكاشفات والمشاهدات المثمرة للحياة الأبدية والبقاء 
السرمدي ظغَاِدِينَ فيها أبدّا) لا يتحولون عنها أصلاً رضي اله نهم لتحققهم 
بمقام الصدق والإخلاص (َوَرَصُوا عَنْهْ4 لإيصالهم إلى غاية ما جبلوا عليه لأجله بلا 
منتظر هذَلِكَ» الوصول والتحقق هو طِالفَوْزُ العَظِيم4 [المائدة:119] والفضل العميم؛ 
واللطف الجسیم لأهل العناية الفائزين من عنده بهذه المرتبة العلية. 
ولا یستبعد من الله أمثال هذه الكرامات مع آرباب الولاء الباذلين مھجھم في 
سلوك طريق الفناء؛ إذ لله مُلكُ السَمَوَاتٍ وَالأَرْضٍ4 إظهارًا وتصرًا واستقلالاً هوَمَا 
ھن من المکونات: فله التصرف فيها كيف يشاء حسب إرادته واختیارہ زمر 
بذاته على گُل شَيء4 من عموم مراداته ومقدوراته ظقَدِيرَ4 [المائدۃ:120] فله أن 
يوصل خلّص عباده إلى فضاء فنائه بإفنائهم عن هوياتهم الباطلة» وإبقائهم بهويتهم 
الحقيقية السارية؛ الظاهرة في الأكوان. 


خامة السومرة 

عليك أيها المحمدی المتوجه لمرتبة الفناء المثمر للبقاء الأبدي شكران سعيك 
وأوصلك إلى غاية مبتغاك أن تجعل قرينك .الرضا في جميع ما جرى عليك من 
القضاء؛ إذ كل ما يجري في عالم الأكوان والفساد إنما هو على مراد الله؛ ومقٹضی 
مشيئته حسب تتجلياته الجمالية والجلالية» واللطفية والقهرية؛ والعارف إذا تحقق بمقام 
الرضا الذي هو نهاية مراتب العبودية فقد خلص عن الإضافات مطلقاء ومتى ارتفعت 
الاضافات لا یشوشه السراء والضراءء ولا اللذة ولا الفناء؛ إذ كل ذلك من لوازم 
الامکان وأمارات البعد. " 

فعليك أن تصغي نفسك عن جميع الأمراض الباطنة من الغجب والرياء والرعونة 
والهوىء وتلازم العزلة والإعراض عن أبناء الدنياء والالتجاء إليهم والمخالطة معهم 
وتقلل عن حوائجك وحظوظك سوى سد جوعة وكن ولباس كيف أتفق؛ وعليلك أن 
تروض نفسك في زاوية الخمول: وکن القناعة ومتزل الفراغة. 

وإياك أن تصاحب مع آهل الأهواء وتراجعهم» سيما ف الأمور التي تتعلق 
بالمعاش المستعارء وكن في ورطة الدنيا كأنك غريب لين لك أ : نسة 
فيها وما فيها أو كعابر سبيل يروح فيها ويغدو بلا تمكن وقرار 











سورة المائدة ٣‏ ) ظ 479 





وبالجملة: عدّ نفسك من أصحاب القبورء وافعل مثل ما تشاهد منهم بالنسبة إلى 
الدنياء بل موتك الإرادي لا بد أن يكون أعرق في قطع التعلق» وترك المألوف من 
الموت الصوري؛ لأن أكثر الأموات بالموت الصوري يخرجون من الدنيا متحسرين 
بحسرة عظيمة» والعارف المتحقق بمرتبة الموت الإرادي له مسرة ولذة» بحيث لو عاد 
على ما عليه لتغممء بل هلك خوفاء فلك أن تشمر ذيلك عنها وعن لذاتها بالمرة؛ 
وتداوم الاستفادة والاسترشاد من كتاب الله وأحاديث رسوله ک3 وملتقطات المشايخ 
العظام .التي استنبطوها منها بسعي بليغ - شكر الله مساعيهم. - وتصرف عنان عزمك 
عمًا سواها من الأباطيل الزائفة؛ المنسوبة إلى أصحاب الحجج والاستدلال؛ الضالین 
بتغريرات عقولهم القاصرة عن منهج الحق ومحجة اليقين. 


جعلنا الله ممّن أيد من عنده فتأيد؛ وأطلق عنان عزمه نحو الحق ولم يتقيد؛ بمیّه 
وجوده. 


مقدمة التحقيق م2مم 6 6ھ 0 599999999990999909090909090909090009909000 
ترجمة سیدي محی الدین عبد القادر الجیلانی 4 . 00000 کی_ىۓوچچۓ_ںں..- 092 n‏ 
صفة الشيخ عبد القادر قطب الأقطاب قدس الله سره العز يز 2222ھ 890۵666۶۶۶۶4 assesses‏ 
من أقوال سلطان الأولياء سيدي عبد القادر الجيلاني ب7۶ 100 
في ردّ بعض الاعتراضات والشبه عن الشيخ قُدس سره: مممسمعصی 66ب 0 30 
بعض المصنفات والمصادر التي ترجمت لسيدي عبد القادر قداس سره ES‏ 
نماذج من صور المخطوط 1 
وبه نستعین مومه ممه م موه مومه ممم مومه مم مه ممه م معفم فق ممق ی6سی n‏ 
سورة الفاتحة ا عم مم 22/6 2 6(0 22( (2 222ھ 252 ۵ ۵۶۶۷۵۶۵۵۵۴۵22222 66 پ66 9 
فاتئحة سورة الفاتيحة ممم وم ممه ممه مومه مم وه ممم مهعم ممعم مم موقم n E‏ 
خاتمة السورة لمعه ممعم ممم وو وموم وموم وموم ممم مومه ممم ممم ممه مم ممم مم ممم م مط ع6 
فاتحة سورة البقرة قمو مومهم ممم ممه ممه قم ممه ممم ممم ممه مم ممم ممم مف مم م ممم ف ممه مم6 67 
سورة البقرة قمم ممم وم ووو مهمه ممم ممه مه ممه مم ممم ممه 1000000011 :: بب 
خائمة سورة المقرة 20ث ث ‏ ی a‏ 
سورة ال عمران و و ا وم مع لومم n‏ 
فائحة سورة آل عمران مهمومه ممم ممم مهمومه ممم ممع a‏ 
خاتمة السورة ل 7 
سورة النساء ع7666 6ہی7 علیہ ہایب یئ 338 
فاتحة سورة النساء ال 0ض 
خاتمة السورة acess‏ ل 0 
سورة المائدة یی ت‫ ین۰:ہں ٹہ ی ٹڑ ‏ ٗ03 عمط ممم ملم ممه مم عم لم666 مم6 423 
فاتحة سورة المائدة للب 42 
خاتمة السورة o‏ 1 1715إ(|(ذ|+<ذ|ظ1|ظغ|131|31|#1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 ار گا 
فهرس المحتويات م2 2۶م 76 7 7 21 1 21 1 1 1 1 1 21 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 دك